الخميس، 20 سبتمبر 2012

قصص مثيرة ومخيفة عن مرضي الايدز بالوطن العربي

الاستاذ عمار رئيس جمعية متعايشي الايدز يتحدث للاستاذ سراج النعيم

 وتتواصل القصص الخاصة بانتقال فيروس المناعة المكتسبة (الايدز) حيث قال المتعايش مع المرض أبوعلي : البداية كانت مغترباً في أحدي الدول العربية الغنية بالنفط إذ كنت أعمل فيها بموجب عقد أبرمته مع أحدي الشركات التي أمضيت فيها سنوات وسنوات إلا أنه في مرة من المرات قرر مدير الشركة إجراء فحص الايدز لكل العاملين وعندما تم ذلك وجاءت النتائج كانت المفاجأة بالنسبة لي كبيرة لأنني لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن ينتقل إلي هذا الداء بأي صورة من الصور لأنني متزوج ولا أفكر في ارتكاب المعاصي بالرغم من أن زوجتي بعيدة عني لأنني أخف خوفاً شديداً من الابتلاء لذلك كان زواجي مبكراً جداً حتى استطيع صون نفسي المهم أنني لم اصدق ذلك وذهبت للمعمل التحاليل وقمت بإجراء فحص الايدز للمرة الثانية وكانت النتيجة نفسها الشيء الذي أدخلني في عامل نفسي لا غرار له حتى أنني فكرت جدياً في الانتحار فالأحلام التي كنت ارسمها في المخيلة تبخرت في كسر من الثانية وإلي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك لا أتذكر الكيفية التي يمكن أن تكون انتقلت الي بها العدوي سوي أنني اشك في أنه تقلقل في جسدي عن طريق نقل دم ومراجعة أسنان  وبالتالي تم طردي من الشركة وإعادتي إلي السودان الذي بدأت فيه مرحلة جديدة في حياتي لكي استطيع التأقلم مع الفيروس وأول شيء فعلته هو تطليق زوجتي دون أن أفصح لها عن الأسباب سوي أنني قلت لها بالحرف الواحد النصيب انقطع ولم اعد احمل اتجاهك مشاعر إيجابية فما كان منها لا وتدخل في نوبة بكاء فقمت بمغادرة المكان لأنني لم أكن قادراً علي احتمال هذا المشهد الذي فرضته علي الأقدار  التي هي السبب الرئيسي في هذا التحدي وهذه العقبات التي اعمل علي تجاوزها مهما كلفني هذا الأمر.
طلقت الاولي وتزوجت متعايشة
ويستمر : احمدالله أنني طلقت زوجتي الاولي حتي لا اكون سبباً في تعاستها مدي الحياة لذلك ارتبطت شرعاً بسيدة (متعايشة) مع مرض المناعة المكتسبة (الايدز)، وبفضل الله العلي القدير اصبحنا نحب بعضنا البعض كما أنه صار بيننا الكثير من الحنان الذي نخطط في إطاره إلي انجاب المزيد من الابناء.
وطالب الاجهزة الإعلام المختلفة بضرورة إزالة الصورة السالبة المرسومة عن مرض الايدز وأن يكونوا حلقة الوصل في محو أثار الوصمة بين المجتمع والمريض الذي من حقه أن ينعم بحياته بعيداً عن الكذب والتخفي وراء ستار أنه غير مصاب بالفيروس وبالتالي على وسائل الإعلام أن تبث وتنشرصورة دقيقة وصحيحة عن الايدز بعيداً عن الاثارة الرخيصة الهادفة لجذب المتلقي، معرباً عن أسفه في انحصار تفكير الاعلام في نطاق ضيق لايخدم هذه القضية من بعيد أو قريب بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
 انهيار وإنكار
أما "أم يوسف" فقد سردت لـ "سبق" قصتها قائلة: علمت بمرضي صدفة عن طريق تحليل الدم أثناء حملي في الشهر التاسع، وحينها ولدت بعملية قيصرية، عند معرفتي بحقيقة مرضي أصبت بانهيار وإنكار لواقعي المرير الذي سأظل أعيش فيه طوال عمري، توفي زوجي تاركاً لي عبئاً ثقيلاً من المسؤوليات التي أنهكتني.
وقالت: تناولت مهدئات نفسية لمدة عام كامل بعد صدمتي بالمرض، ماتت ابنتي الوحيدة بعيب خِلقي، حمدت الله ومضيت في طريقي، ولم أخبر أحداً بمرضي سوى أفراد أسرتي، خوفاً من نظرة المجتمع وعدم رحمته بي.
وأضافت: بفضل الله علمتُ بالجمعية ولمست جهودها في دعم المرضى نفسياً ومادياً، ووجدت فيها ضالتي المنشودة، فبدأت بالاندماج فيها والمشاركة في أنشطتها من خلال حضور المحاضرات والمؤتمرات.
ثم تنهدت بعمق قائلة: أرعى أمي المريضة (بالفشل الكلوي) وأبي المريض بالصرع وأخي لا يعمل، أعيش من معاش زوجي في بيت شعبي قديم آيل للسقوط، لا أدري أين سأذهب.
وناشدت أم يوسف من خلال "سبق" أهل الخير لمساعدتها في ترميم البيت أو توفير سكن بسيط يؤوي أسرتها التي لا تريد لها أن تتعرض للذل والمهانة.
شخصية مميزة
وخلال تجولنا في الجمعية التقينا مع "أم سعيد" ولفتت انتباهنا بروحها العالية وحضورها المميز، واقتربت مني وبكل البشاشة حكت لـ "سبق" قصتها قائلة: لا تندهشي من ابتسامتي فأنا أحمد الله على كل حال، وبمنتهى الصدق أقول: لقد حذفت الفترة الأولى من معرفتي بالمرض من ذاكرة أيامي، فبعد موت زوجي ألهمني ربي الصبر وأمدني بطاقة نفسية إيجابية استطعت بها التغلب على العقبات التي واجهتني، فاليأس كلمة محذوفة من قاموس حياتي. وتابعت: بعد وفاة زوجي لم أخبر أحداً بحقيقة مرضي بل هيأت نفسي للعمل والإنفاق على أبنائي، فحصلت على دورات في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وعملت في استقبال أحد المستوصفات، وللأسف بعد معرفة الطبيب بمرضي طلب منى الاستقالة، فلم أيأس وذهبت لمستشفى آخر، وبعد عام ونصف وبمكيدة من أحد الأشخاص علمت المستشفى بالمرض فطلبوا مني الاستقالة أيضاً، ألهمني الله الصبر وتركت العمل وحالياً أعيش على راتب الضمان الاجتماعي بجانب معاش زوجي وبالطبع هذا لا يلبي متطلباتنا.
ابتسمت "أم سعيد" ثم قالت: أشعر بسعادة غامرة وأنا أحصد الآن عناء السنين، فالحمد لله أبنائي في المرحلة الجامعية، ومنهم من عقد قرانه، والصغيرة في المرحلة المتوسطة.
دمعت عيناها وهى تقول لي: أسعد بولدي المرافق لي في الملتقيات والمحاضرات التوعوية التي أحضرها، ويتم تكريمي فيها لنشاطي في مجال التوعية بالمرض، فالحمد لله هو فخور بي في كل مكان، ما أثلج صدري فأضحى عناء الأيام برداً وسلاماً على قلبي.
وطالبت في نهاية اللقاء المجتمع بمساندة الجمعية ودعم المرضى نفسياً ومادياً "كما أطلب منه أن يرفق بنا في نظراته الجارحة، فنحن لم نقترف ذنباً نحاسب عليه، وأيضاً أريد من الإعلام نقل الصورة الحقيقية عن مرض الإيدز ودور الجمعية المؤثر في دعم هؤلاء المرضى ومساعدة أسرهم".
وصم وتمييز
ورأيت أن المصابين بالإيدز يعانون الوصم والتمييز، وهذا الوضع متعارف عليه في العالم كله ولا يقتصر على أي دولة، ما قد ينتج عنه رفض أو عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لهم، والدخول في دوامة ما يترتب عليه الوضع من عدم تقبلهم في العمل والمعاملة بتخوف أو دونية أو فقدان الوظيفة وخلافه.
وأضافت : أن هذه النظرة الدونية تجاه مريض الإيدز لها علاقة بطرق انتقال الفيروس بشكل عام في العالم، حيث إن عدداً كبيراً من الحالات انتقل لها الفيروس عن طريق العلاقات الجنسية سواء كانت خلال الزواج أو خارج إطار الزواج، وسواء بالطرق السوية أو الشاذة، بيد أن هناك حالات كثيرة أخرى انتقل إليها الفيروس من الطرف الآخر خلال إطار الزواج، ولا يرتبط بالممارسات المحرمة، كما انتقل الفيروس إلى الأطفال دون أي أسباب جنسية أو خلافه.
دور الإعلام
وحول دور الإعلام تجاه مرض الإيدز قالت فلمبان: الإعلام له دور رئيسي في نشر الصورة الحقيقية عن طرق انتقال العدوى وأساليب الوقاية من الفيروس، وتحسين الصورة السلبية عن المتعايشين وإيصال صوت مريض الإيدز وحقه في الحصول على الحقوق الإنسانية التي تكفل له الحياة الكريمة، وتزويد المجتمع بالجرعات المختلفة عن المواضيع ذات العلاقة بالمرض، مشيدة بجهود العديد من الإعلاميين في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمتعايشين.
وأكدت أن هناك تعاوناً مشتركاً بين الجمعية والجهات القائمة على التعامل مع حالات الإيدز في وزارة الصحة في عدد كبير من المدن بخصوص التوعية الصحية وإحالة الحالات لتلقي مختلف أنواع الدعم، مؤكدة أن الجمعية لا تتكبد أي عناء في توفير الرعاية الصحية والوقائية بشتى أنواعها.
وأوضحت أن دور الجمعية يقتصر على توفير المساعدات والمعونات العينية والاجتماعية، مشيرة إلى أن من حق مريض الإيدز أن يعيش حياة مثل أي شخص سليم آخر، ويتمتع بجميع الحقوق في إنشاء أسرة أو استمرار أسرته الحالية أو الزواج أو الإنجاب، طالما أن هناك رعاية طبية ومتابعة صحية، على أن يحدد الطبيب المعالج ذلك، مع أهمية الاستمرار في المراجعة والمتابعة الصحية بشكل مستمر، فلا تمثل الإصابة بالإيدز بحد ذاتها أي عائق أمام المتعايشين.
أطفال الإيدز
في ما يتعلق بالأطفال المصابين بالإيدز وكيفية تعاملهم مع مرضهم وإدراجهم في المدارس، قالت : يتفاوت نوع وحجم المعلومات عن فيروس الإيدز التي تبلغ إلى الأطفال ويحدد ما يجب أن يتم إبلاغه لهم حسب العمر، وبالتالي يتم تأهيل صغار السن تدريجياً عن الفيروس وتعريفهم بما يجب عمله أو الابتعاد عنه، سواء في المدرسة أو خارجها، أو خلال ممارستهم لحياتهم العادية حتى يبلغوا السن التي يجب أن يعلموا فيها بجميع المعلومات عن الإيدز كي يحموا أنفسهم والمخالطين لهم.
نقص الوعي
وتحدث عن الجمعية قائلاً : ما يتم توافره بالجمعية للمتعايشين مع الإيدز من برامج نفسية واجتماعية وإعداد دورات داخلية وخارجية والعديد من ورش العمل مع مرضى من دول أخرى لنقل تجربة حية حتى أصبح هناك عدد كبير لا يمانع في الظهور الإعلامي.
وأشار إلى وجود العديد من البرامج التثقيفية تقدمها الجمعية للمريض وأسرته وبرامج خاصة للأطفال تساهم في الدعم النفسي، وكيف يصبح مريض الإيدز عضواً فعالاً في المجتمع، مؤكداً أن الشؤون الاجتماعية هي الداعم الأساسي للجمعية مع بعض التبرعات الخارجية.
ونوه إلى أن الجمعية تبذل جهوداً شتى للتوعية بمرض الإيدز وطرق انتشاره، وقامت بزيارة المجمعات التجارية، ونفذت حملات في المساجد والمدارس والمستشفيات، كما وفرت برامج توظيف وتزويج للأسر، حيث تم تزويج أكثر من 62 فرداً داخل الجمعية وتوظيف العديد من المتعايشين بالتعاون مع وزارة العمل.
وأعرب عن أسفه أن هناك بعض المدارس ترفض استقبال أطفال مصابين بالإيدز، ما قد يجعل العديد من المرضى يخفون مرضهم، مشيراً إلى وجود أكثر من حالة رفض الطبيب التعامل معها بمجرد أن عرف أنه مريض إيدز.
وقال: ما زال هناك بعض العاملين في الصحة ليس لديهم الوعي التام بمرض الإيدز.
وأكد أن فيروس الإيدز لا ينتقل إلا عبر العلاقات الجنسية ونقل الدم وإدمان المخدرات، أو من الأم الحامل لطفلها، وهناك الآن بعض الأمهات يلدن أطفالاً معافين، ويكون الحمل بإشراف طبيب وبمراجعته حتى لا ينتقل المرض للجنين، موضحاً أن نسبية سلامة أطفال المرضى تحت إشراف طبي وصلت إلى 99 %.
سهام قاتلة
وقالت الأخصائية النفسية إيمان دوري : أن الجمعية تساعد الحالات حتى تخرج من الوضع النفسي السيئ، لدمجهم مع آخرين وتوضيح الصورة الذهنية والمفاهيم الخاطئة حول الفيروس.
واعتبرت نظرة المجتمع بمثابة سهام قاتله لهذه الفئة، كاشفة عن المعاناة التي عانتها من أسرتها عندما علمت طبيعة عملها واحتكاكها مع مرضى الإيدز.
ووجهت رسالة إلى المجتمع بضرورة تفهم هذه الفئة، فهناك عدد منهم ضحايا "حتى لا نكون نحن والمرض عليهم".
محطم نفسياً
كشف الأخصائي النفسي في الجمعية محمود العبدلي أن مريض الإيدز "يأتي إلينا محطماً نفسياً ويشعر بنهاية العالم، متوجساً من نظرات المجتمع"، منوها بأهمية الدعم النفسي للمريض ليعيش حياة سوية ويتأقلم مع مرضه المرافق له طوال عمره.
وأكد العبدلي أهمية زيارة أسر المتعايشين مع الإيدز لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، مشيراً إلى أهمية دورهم في احتواء المريض وإشعاره بالأمان وتشجيعه وإسداء عبارات التفاؤل له، وحذر الأسرة من إلقاء اللوم عليه أو قذفه بعبارات التجريح التي تؤثر في نفسيته، وربما تعرقل أداءه الوظيفي

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...