ويرى الناقد السينمائي طارق الشناوي أن "الشعبوية" كانت الملمح الأساسي في أعمال إسماعيل عبدالحافظ المولود في محافظة كفر الشيخ الساحلية عام 1941.
ويقول" إذا كان المخرج الراحل حسن الإمام يطلق عليه مخرج روائع السينما الشعبية، فإن إسماعيل عبدالحافظ يمكن أن تعتبره النسخة الدرامية من سينما حسن الإمام، لأن الإحساس الشعبي يقترب من التطابق."
ويضيف الشناوي "أعتقد أن ميله للدراما الشعبية كان السبب الأساسي في ارتباطه الحميم بالكاتب الدرامي الراحل أسامة أنور عكاشة، وكان نتاج هذه الصداقة مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية كان أولها مسلسل "الشهد والدموع"، ولكني لا أتفق مع الكثيرين الذين يقولون أن صداقة أسامة أنور عكاشة لاسماعيل عبدالحافظ كانت السبب في تألق الأخير إخراجيا في مجال الدراما الشعبية."
ملك العدسات
ويمضي الناقد السينمائي قائلا "خذ مثلا مسلسل "حدائق الشيطان" الذي كتبه المؤلف محمد صفاء عامر، كان مسلسلا متميزا فعلا، وأنا مؤمن بأهمية النص المكتوب في جودة العمل الدرامي، وهو ماكان يتعامل معه إسماعيل عبدالحافظ، وربما كان هذا هو السبب الذي جعله يحافظ على مكانته الفنية حتى وفاته، حيث كان إسماعيل عبدالحافظ أغلى المخرجين أجرا."ويختتم الشناوي حديثه قائلا "الأهم في وجهة نظري شيئان بالنسبة لعبدالحافظ الأول كان استخدامه الرائع للعدسة في خلق درجات البعد والقرب ورسم الانفعالات، الشيئ الآخر أنه كان يذهب إلى مكان التصوير أحيانا وهو يرتدي "الجلابية البلدي" الذي يرتديها البعض في الأحياء الشعبية، وليست "الجلابية" المرتبطة بالشكل الديني، كانت هذه "الجلابية البلدي" حلقة وصل أخرى بينه وبين الراحل حسن الإمام، الذي كان يذهب هو الآخر لموقع التصوير مرتديا "جلابية" مماثلة."
ثورة يوليو
غاص عبد الحافظ طوال مسيرته في هموم المصريين بتقديمه مسلسل "ليالي الحلمية" مع صديقه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، واستطاعا رصد حقب زمنية من أهم تاريخ مصر فى تلك الفترة.ولأنه ينتمى لجيل ثورة يوليو، حرص على تقديم وثيقة "الشهد والدموع" بطولة يوسف شعبان، ليدلل بها على عظمة الثورة وما تبعها من أحداث فى هذا العصر من تأميم ممتلكات وأراض وقصور، وأيضا مسلسل "عدى النهار" بطولة صلاح السعدنى.
تخرج عبد الحافظ من كلية الآداب قسم لغات شرقية بجامعة عين شمس عام 1963 بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، ورفض العمل معيدًا بالكلية لحصوله في ذات الوقت على خطاب تعيين للعمل بالإذاعة والتليفزيون، وعمل في 1963 كمُساعد مُخرج فى مراقبة الأطفال، ثم انتقل عام 1965 إلى مُراقبة المُسلسلات.
ارتبط مشوار عبدالحافظ الإخراجي برفيق دربه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة الذي توفي عام 2010 ، حيث بدأ في نهاية الستينيات أول عمل له كمُخرج، وكون ثنائي لامع عكاشة، وتوقف إنتاجه الإخراجي بعد وفاة أسامة أنور عكاشة حزنا عليه.
وبرحيل عبد الحافظ يسدل الستار على مؤسس آخر للدراما المصرية من جيل المخرج يحيى العلمي ومحمد فاضل وحسام الدين مصطفى وصلاح أبو سيف. وقد سبقهم المخرج نور الدمرداش وحمادة عبد الوهاب ويوسف مرزوق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق