بالرغم من تسابق القنوات الفضائية النيل الأزرق، الشروق، قوون، السودان،
الخرطوم، امدرمان علي مدار الأيام الفائتة من شهر رمضان الكريم وذلك بدافع إنتاج
البرامج والسهرات التلفزيونية الترفيهية للجذب والمتابعة من علي شاشاتها البعيدة
كل البعد عما يلبي طموحات ورغبات المتلقي الذي يقف حائراً مما يطرح له من مادة أقل
ما توصف بالسطحية.
وفي الغالب الأعم لا يمكن للفضائيات السودانية أن تنافس سوي نفسها نسبة إلي
أن الإنتاج لا يتوافق وطبيعة المرحلة الآنية فبرنامج (بنات حواء) الذي تبثه قوون
بذل فيه مجهود كبير في الأعداد الذي تولي أمره الزميل الجميل أمير أحمد السيد
وقدمته الزميلة الرائعة أم وضاح وأخرجه أمام حسن أمام وفي رأي الشخصي أن هذا
البرنامج التوثيقي ظلم كثيراً العام الماضي حين بثه مخرج الروائع معتصم الجعيلي
بقناته هارموني من علي القمر (عرب سات) أما البرنامج المنافس الوحيد له فهو (أغاني
وأغاني) الذي يعده ويقدمه الأديب السر قدور باعتبار أن الفكرة تدور في إطار
التوثيق ولكنه بكل أسف لم يقدم جديداً هذا العام بل يفتقر لكل شيء يمكن أن
يدع المشاهدين ينجذبون إليه للدرجة التي
لا تدعهم يتناولون كوب ماء من المطبخ القريب للصالة التي يوضع بها التلفاز وذلك من
واقع أن هنالك خيارات تنافسية جعلت البرنامج الجماهيري الأول يتزيل قائمة البرامج
المميزة خاصة بعد رحيل الفنان النادر في حادث الحركة البشع بطريق التحدي وهاهو
برنامج (بنات حواء) الذي يؤكد أن نجاحه مبني علي الإنتاج المرئي احترافياً، وهذا ما
لم يتوفر لدي طاقم برنامج (أغاني وأغاني) الذي فقد المشاهدة العالية التي كان يحظي
بها في الأعوام سالفة وبالتالي فقد أيضا
بريقه لان فكرة البرنامج أصلا قائمة علي التوثيق وحتى مثل هذه البرامج لم تعد ذات
التأثير في المتلقي الذي قالها صراحة إنه
قد آن الأوان لتسليم الشاشة للمشاهدين من أصحاب القصص الجميلة والمؤثرة والتي ربما
لن تصل إليها كاميرات البرامج التلفزيونية، وأن نشاهد يومياً مجموعة منوعة من أجمل
القصص التي يصورها وينتجها مشاهدونا، ثم مكافأة الأقوى منهم تأثيرا على المشاهدين
ولجنة التحكيم سواء كانت هذه المواد مصورة بكاميرات احترافية أو شخصية أو حتى
كاميرات الهواتف المحمولة.
مشيراً إلى أن الهدف من البرنامج هو متعة المشاهدة ومتعة المنافسة، وأن
المعايير الفنية ليست هي الضامن للفوز، بل الجمهور الحاضر في الاستديو ولجنة
التحكيم المشاركة والمشاهدين هم من سيحدد الفائز بالجائزة الكبرى فالبرنامج يحظي
بمشاهدة لا تحصره في نطاق ضيق، فالأفلام
التسجيلية الوثائقية القصيرة، التقارير الصحفية الاستقصائية،ذات المهارات العالية،
والخارقة للحالات ، والتجارب الشخصية المفيدة، المواقف العفوية، المشاهد الواقعية
(شاهد عيان)، التمثيل والدراما، الكاميرا الخفية، المقالب اللطيفة، الفيديو كليب،
المقاطع الإرشادية والوعظية.
ودعوتي لأي للمتلقي ان يقتني كاميرا فيديو أو فوتوغرافية يوثق بها
للمشاهدات التي تمر عليه إثناء ما هو يمضي في طريق عمله أو وهو عائد منه فالإعلامي
الاحترافي يبدأ بهذه الصورة التقليدية وبالتالي علي الجميع التفكير بشكل جدي في المشاركة، فكلنا لديه قصة
، هو الأقرب إلي ترجمتها من وجهة نظره لأنه ينظر إليها من زوايا مختلفة الإبعاد ،
فلا مجال هنا للحظ أو الصدفة،بالمقابل أنبه عامة الناس الذين يحسون برغبة لممارسة
هذا الفعل أن لا يتوانوا ولو لكسر من الثانية في طرح إبداعهم علي الآخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق