تاور: الشاعر أتخذ إجراءات ضدي وقناة الخرطوم الفضائية
احذر الفنانين الشباب من التغني بالحان اغنياتي وفي حال عدم الارتداع سألجأ إلى القضاء
الخرطوم : سراج النعيم
لا يزال اللواء معاش جلال حمودن يحيط قضيته ضد الفنان
الخلوق محمود تاور بالإجراءات القانونية التي تم في إطارها استدعاؤه للتحقيق معه
في عريضة الدعوى الجنائية التي تقدم بها الشاكي ضده وقناة الخرطوم الفضائية في
الأغاني المبثوثة من على شاشة القناة سالفة الذكر تحت عنوان (الشمس غابت) .. ويأتي
هذا الإستدعاء بعد الخلافات الاخيرة بين الفنان والشاعر الذي وجه انذاراً قانونياً
للأول الذي قام بدوره بالإستجابة الفورية التي عمد في ظلها إلى الإستفادة من
الالحان التي صاغها حيث أنه ملأها بمفردات غنائية جديدة صادفت قبولاً منقطع النظير
لدى الجماهير التي طلبتها في حفل واحد أكثر من مرة مما حدا بالفنان حقاً تاور
التمسك بفكرته بعد ان فشلت كل الوساطات في إعادة المياه إلى مجاريها .. وبالتالي
كان لزاماً عليه خوض غمار هذا الصراع متفوقاً فيه بخبرته وتجربته دون الخضوع لما
يرمي إليه اللواء معاش جلال حمدون .. ونجح تاور رغماً عن الظروف المعقدة المفروضة
عليه فرضاً وهي تصب في هذا الواقع الذي أنجرف بالإشكالية الفنية إلى السلطات
المختصة في قضايا الملكية الفكرية وحق المؤلف ومع هذا وذاك لم يكن أمام تاور حلاً
سوى أن يدافع عن موقفه في ظل المتغيرات المفاجئة التي لم تكن في حسابات تاور بحكم
العلاقة الأسرية التي جمعته بالشاكي على مدى السنوات الماضية.
الإبتعاد بالقضية عن هذه الأجواء
وتبقى هذا القضية في النهاية مطب صعب جداً لابد ان
يتعامل معه تاور بكل حنكة وان يبتعد بقدر الأمكان من هذه الأجواء حتى يتمكن من
إنتاج الإبداع صحياً معافي فالمظاهر البعيدة عن روح وجوهر الأعمال الغنائية تهدد
بتراجع هذه المسيرة الفنية الممتدة عن الرسالة السامية المطروحة للمتلقي .
كتبت اشعاراً غنائية جديدة
وفيما يتعلق باللغط الدائر حول الأزمة المتفجرة المتجددة
بين الفنان المتميز محمود تاور واللواء معاش جلال حمدون قال الاول للدار : حقيقة
تم استدعائي من الشرطة في البلاغ الجنائي الذي فتحه حمدون ضدي وقناة الخرطوم
الفضائية في عدد من الأغنيات المشتركة بيننا وابرزها أغنية (الشمس غابت) إذ أنني
سجلتها لهذه القناة قبل الأختلاف الذي حدث مؤخراً والذي طالب فيه الشاكي بمبلغ 20 ألف جنيه نظير الأغنية الواحدة لمدة عام من تاريخه دون تخصيص.
وأضاف تاور: ضف إلى ماسبق ذكره فأنني قرأت خبراً في
صحيفة (فنون) مفاده أن الإشكالية الشعرية بيني واللواء معاش جلال حمدون حدث فيه
خطأ في الخبر لأنه جاءني الصديق عوض محمد أحمد ودار بيننا حواراً مطولاً في سبيل
إعادة العلاقة الفنية لمسارها الاول غنائياً فكان أن قلت له إنني أوقفت النصوص
الغنائية المشار إليها وسعيت بكل ما أتيت من قوة من أجل ذلك ولكنني فشلت فشلاً
ذريعاً وبالمقابل جمهور كثير جداً أحب الحان الشمس غابت ومصابك سميرك وكل الأغنيات
التي طرحتها برفقة اللواء معاش جلال حمدون إلا أن الإنذار القانوني الذي وضعه على
طاولتي جعلني أفكر بعد مضي فترة زمنية طويلة في الوصول لصياغة تعيد هذه الألحان
لوضعها الطبيعي فكان أن كتبت اشعاراً غنائية جديدة إلبستها في تلك الألحان
احتراماً لجمهوري الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بها حيث أنه يطلب مني ترديد هذين
الأغنيتين لا غيرهما وهما ما ألفت لهما نصوصاً غنائية وقدمتهما إلى الناس من خلال
عدد من الحفلات وبخبرتي أعتقد أنهما وجدا مساحة من القبول.
الاختلاف في العقائد لا أكثر
واستطرد : ما نشر في الصحيفة حول هذا الخلاف كان حواراً
دار بيني والاخ عوض محمد أحمد وهو الذي نشره في الصحيفة باعتبار أنه يطمئن جمهور
أغنيتي الشمس غابت ومصابك سميرك بأنهما سيعودان للتداول مرة أخرى في قالب جديد،
إلا أن ردة فعل اللواء معاش حمدون أنه هو الذي أوقف التعامل معي ولن يتصالح
والمسألة عندي إشكالية قصائد شعرية ولم تصل إلى مستوى العلاقة الاجتماعية حتى يتم
فصلها فالرجل مازلت أكن له الكثير من الحب والإحترام لذلك أفصل تماماً بين التعامل
الشعري والعلاقة الشخصية وأنا أقول له : ياسيادة اللواء أنت مازلت ذلك الصديق الذي
احترمه وأن الاختلاف في القصائد لا يفسد للود قضية .. وبالتالي اتمني أن تنظر
للموضوع نظرة ثانية لانني تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه فإذا رغبت في أي لحظة
العودة على صعيد العلاقة الشخصية اهلاً بك.
إتخاذ الإجراءات القانونية لفض النزاعات
وفي رده على سؤال حول أنه سيدفع بهذه النصوص إلى فنانين
آخرين ؟ قال تاور : هذا حق من حقوقه المشروعة لأن الجانب الذي يخصه فيها هو الجانب
الشعري وله ان يعطيه أي فنان يناسبه في الطرح الغنائي ولكن هذا الأمر يجب أن يتم
بعيداً عن الألحان التي وضعتها لهذه النصوص المؤلفة بواسطته .. فلن أسمح لأي شخص
أن يردد الحاني .. لذلك أقول مثنى وثلاث ورباع للذين يتغنون بها ارجو الابتعاد
عنها حتى لا اضطر إلى إتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم لفض نزاعات يمكن ان
تنتهي بالاستجابة لهذا النداء .. وعندما غنيت هاتين الأغنيتين لأنهما مطلوبتان من
الجمهور لذلك كنت مكرهاً على الإقدام على هذه الخطوة لان الطلب عليهما في الحفلات
بصورة مكثفة فكان لزاماً علىَّ أن البي طلبهم خاصة وان الألحان من بنات أفكاري
التي أحبتت أن أعيد ولو جزئية منها
للجمهور الذي احبها حباً عميقاً لذلك أتمني أن اكون موفقاً في طرح هذه الأعمال في
ثوب الشعر الجديد.
الإيقاف والإنذار القانوني
ماذا أنت قائل في تأكيده إيقاف التعامل معك في النصوص
التي صاغ هو كلماتها ؟ قال تاور : بما أنه قال ذلك ثم الحقه بالإنذار القانوني ..
قمت بإيقاف كل القصائد الشعرية الخاصة به الملحنة وغير الملحنة فهي جميعاً ستعود
إليه وسيكون له القول الفصل في أن تذهب إلى من يشاء وهي فرصة طيبة لا قول له
ياسيادة اللواء معاش جلال حمدون اشكرك على الفترة الزمنية الماضية التي تعاملنا
فيها بشكل جيد واستطعنا أن نصل إلى قلوب الجماهير .. التي كانت تقول ليَّ ماذنبنا
نحن في الإشكالية بينك وحمدون وهو السؤال الذي لا أملك له اجابة لأنه لم يحدث نتاج
فكرة نبتت في رأسي فجأة ونفذتها انما حاولت جاهداً إيجاد الحلول الناجزة إلا أنني
فشلت والله العظيم فشلت في إعادة هذه الاعمال للتداول مجدداًَ لذلك أرجو منكم ان
تعذروني.. ورغماً عن ذلك فأنني على اهبة الاستعداد للتعامل مع نصوص اللواء معاش
جلال في حال اعجبت بها لكن وفق شروط قانونية تحفظ حقه وحقي في نفس الوقت.
الأزمة بعيدة عن المطالبة المالية
ما مدى تأثير هذه الأزمة في العلاقة
بينك واللواء معاش جلال حمدون ؟ قال تاور: الحالة على الصعيد الشخصي مؤسفة لانها
انتقلت من حالة العمل كفنانين في مجال الإبداع والفن إلى العلاقة الشخصية التى
امتدت جذورها إلى الاسرتين مما حدا بها أن تكون مؤلمة جداً فمثلاً قابلت اللواء في
الشارع العام فالقيت عليه التحية فلم يردها علىّ و لم أكن اتمني ان يصل الخلاف الى هذه
النقطة التي شكلت في دواخلي احساسا سلبيا وبالرغم من ذلك اتمني ان تعود العلاقة
على المستوي الاجتماعي.
وحول هل سبق وان كانت
لكما اشكالية سابقة؟
قال: لم تكن لنا اختلاف قبل هذه التطورات الجديدة على
الصعيدين الفني والشخصي فلا توجد رؤية واضحة لأن المسألة لا تستمد بصلة الى المطالبة بالحقوق المالية الا انه لديه اسبابه
التي لا أدري لها وجوداً فيما هو مطروح من اعمال غنائية مشتركة.
البعض عمل على توسيع شقة الخلاف
وعن تجربة الغناء لشاعر واحد؟
قال: اذا وجدت مثلا عشرة نصوص بطرف شاعر واحد ووجدت أنني يمكن ان اقدمها للمتلقي وتلاقي منه القبول لن اتواني ولو لكسر من الثانية في وضع الالحان لها وترديدها وفقا الى الشروط القانونية لأنني اتعظت من تجربة اللواء معاش جلال حمدون فأي شاعر اتعامل معه من الآن وصاعدا سأتعامل معه بصورة مهنية وقانونية حتي لا تكون هنالك اية اشكالية في المستقبل القريب او البعيد.
قال: اذا وجدت مثلا عشرة نصوص بطرف شاعر واحد ووجدت أنني يمكن ان اقدمها للمتلقي وتلاقي منه القبول لن اتواني ولو لكسر من الثانية في وضع الالحان لها وترديدها وفقا الى الشروط القانونية لأنني اتعظت من تجربة اللواء معاش جلال حمدون فأي شاعر اتعامل معه من الآن وصاعدا سأتعامل معه بصورة مهنية وقانونية حتي لا تكون هنالك اية اشكالية في المستقبل القريب او البعيد.
ويستأنف الحكاية برده على سؤال يتعلق بالوساطات التي قادها بعض الاصدقاء قال: الوساطات هي في
الاصل خليط من المشاعر فمن بينهم اناس حادبين على ان تعود العلاقة كما كانت
مسبقا والبعض الآخر يعمل على حسب هواه وهو ما احسسته من خلال الكثير من التداعيات المصاحبة لهذه الأزمة منذ
بزوغ فجرها.
العلاقة الشعرية لاتفصل عن الاجتماعية
ماهي خططتك المستقبلية بعد هذه التجربة السالبة في مسيرتك
الفنية؟ قال: مازلت اقول ان هذه العلاقة الشعرية اللحنية الاجتماعية لن تنفصل وهي
علاقة يجب ان تكون حميمة بيننا كاضلاع
مثلثة في العملية الانتاجية الابداعية المهم انني استفدت من هذه التجربة في ان
الشاعر والملحن والمغني على نفس الدرجة من الاهمية وليس هنالك تفاوت بين شاعر
وملحن ومغني فنحن الثلاثة نمثل أضلاع
المثلث هذا ما وصلت اليه من خلال هذه الأزمة المتفجرة بيني واللواء معاش
جلال حمدون وارجو ان يتثقف الناس بقانون الملكية الفكرية وحق المؤلف الذي تطورنا
فيه كثيرا وان كان السودان حديث عهد به ضف
اليه قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية وقانون الادارة الجماعية والي اخره من
القوانين الضابطة لمهن الموسيقى والغناء وذلك من أجل تصحيح حركة الفنون الغنائية
والفنون بشكل عام وبالتالي ارجو ان نتعامل بالقدر المطلوب في احترام بعضنا البعض
في المقام الأول ومن ثم المستمع الذي يجب ان نضعه نصب اعيننا لكي نقدم المزيد من
الابداع والمزيد من الاعمال الغنائية التي
تسعد المتلقي.
حذرني البعض من حمدون
عندما ملأت الحان
الشمس غابت ومصابك سميرك بكلمات غنائية جديدة من تأليفك لم تكن خائفا من فشل
التجربة؟ قال: على الاقل عندي نجاح في هذه الاغاني 40% على سبيل
المثال لا الحصر وهي الحاني الناجحة التي تقبلها الجمهور الذي يسأل عنها
وفي هذا دليل على ان الـ 60% هي الأداء الذي له نسبته في ايصال
الكلمات والالحان فاذا حذفت الكلمات يصبح اللحن مقطوعة موسيقية طالما ان الاضلع المثلثة ارتفعت الى
قناعة امة بحالها فيجب ان نراعي ذلك بعين
الرضاء الذي يستدعي انتاج المزيد منها لا
انتقاصها وهو ماقادني الى محاولة كتابة نصوص غنائية تملأ الفراغ الذي تركه اللواء
معاش جلال حمدون بالاغنيتين الشمس غابت ومصابك سميرك وأي نسبة نجاح في الكلمات
التي كتبتها لهذه الالحان ولو كانت هذه النسبة 20% تبقي هذه الأغنية 60% حينما
تضاف اليها الالحان ويمكن ان تزيد بسمع الجمهور.
رجح البعض حدوث هذا الخلاف في وقت سابق فماهي رؤيتك قال: في
رائي الشخصي وفي تاريخ الاحداث في تعاملي
مع اللواء معاش جلال حمدون كصديق تعرفت عليه كشاعر قرأ لي مجموعة كبيرة من
اشعاره التي اقتنعت تماما انه شاعر على
مستوي التشريف في عبارته وصياغته الشعرية ما أدي الى تكون قناعة قاطعة ان أغني له
هذه النصوص التي قال لي حولها بعض الناس أنني اغني للواء معاش هذا العدد من الاغنيات دون ان اخاف
منه مستقبلا فكانت اجابتي لهم بالنفي لثقتي الكبيرة فيه لأن العلاقة بيني وبينه ما
كانت علاقة شاعر وفنان بل كانت علاقة اجتماعية ممتدة الى الأسرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق