الأحد، 8 يوليو 2012

تتوالي المفاجآت في قضية نسيان قطعة شاش داخل بطن (تغريد) بمستشفي عطبرة

محكمة الاستئناف تؤيد قرار محكمة الموضوع بالسجن والغرامة للطبيب والمحضرة 

الطبيب دفع مبلغ الغرامة المالية لمحكمة عطبرة والمستشفي تطلب مهله لغرامة المحضرة

عطبرة : سراج النعيم

تبقي قضية (تغريد) من القضايا التي شكلت سابقة في ظل الأخطاء الطبية فمنذ أن عرف الإنسان الطب باختلاف تخصصاته إلا وعمد إلي البحث الدوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه نسبة إلى الأضرار الناتجة عن ممارسة المهنة الإنسانية التي أصبح الإهمال فيها حديث الساعة في كل بقاع السودان المختلفة التي تشهد بصورة مضطردة الكثير منها لدرجة أدت إلي أن تكون العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة يسيطر عليها الإحساس بعدم الثقة خاصة في الإجراءات المتعلقة بالتشخيص والعلاج الشيء الذي جعل الحالة العامة في المستشفيات الحكومية والخاصة تتغير بطريقة دراماتيكية رغماً عن التطور الهائل في الأجهزة الطبية الحديثة ولكن نجد أن (الأخطاء الطبية) في ارتفاع متزايد يوماً تلو الآخر ما حدا ببعض المرضي اتخاذ الإجراءات القانونية في حال أمتلكهم حق التقاضي ولكن في الغالب الأعم يعجز بعض المتضررين من خوض المارثون القضائي.

أسرة المريضة (تغريد) عوض

وفي سياق متصل كشفت أسرة المريضة (تغريد) عوض يوسف تفاصيل جديدة في القضية حيث قال الدكتور منتصر خال الضحية للدار أمس : الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات عطبرة في الطبيب الذي أجري العملية الجراحية والطبيبة محضرة العملية بمستشفي عطبرة فالأول استأنف قرار قاضي المحكمة لدي محكمة الاستئناف لإدانته بالسجن شهرين علي أساس أنه طبيب يجب أن لا يدان إلا أن المحكمة أيدت الحكم الصادر من محكمة الموضوع ليقوم الطبيب المشار إليه بدفع مبلغ الغرامة أما الطبيبة المحضرة للعملية الجراحية فلم تدفع مبلغ الغرامة المالية البالغ قدرها 18ألف جنية ربما لأن مستشفي عطبرة هي المعنية بتسديد المبلغ آنف الذكر بالإنابة عنها.

الحكم في قضية نسيان قطعة

وأضاف : الحكم في قضية نسيان قطعة الشاش لم يأت من أجل العملية الجراحية في حد ذاتها إنما نابع من الإهمال الذي حدث في العملية الجراحية إذ كانت المريضة (تغريد) تتابع حالتها الصحية مع الطبيب المدان في عيادته الخاصة علي مدي ثلاثة أسابيع كانت تذهب فيها إليه إلا أنه كان يعاملها بإهمال شديد علي أساس أن الألم الذي كانت تشعر به في بطنها ألم طبيعي لذلك كان يشير عليها بتعاطي حبوب (الباندول) إلي أن اتضح أن الألم ناتج عن نسيان قطعة الشاش داخل بطنها فالطبيب المعالج لحالة (تغريد) تركها بمستشفي عطبرة قرابة الأسبوع من تاريخه وعندما تكرم وحضر في الوقت الذي يرغب فيه راقبت معه الفحوصات التي أجريت لها في تلك الأثناء وهي الفحوصات المتعلقة بالموجات الصوتية التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك جسم غريب داخل بطن المريضة .

تأخير دفع الغرامة المالية

واسترسل : لا أدري ما هي الأسباب التي تستدعي مستشفي عطبرة تأخير دفع الغرامة المالية التي قضي بها قاضي محكمة جنايات عطبرة في الدعوي القضائية التي قمنا برفعها في وقت سابق والغريب في الأمر أن الطبيب مازال يمارس في المهنة بالرغم من الإدانة لذلك نوجه سؤالنا إلي وزارة الصحة بعد الحكم ماذا اتخذتم من إجراءات إدارية ؟.

قضية نسيان قطعة شاش

وكانت المريضة تغريد قد وضعت قضية نسيان قطعة شاش في بطنها بمستشفي عطبرة أكثر من شهر علي منضدة محكمة عطبرة التي أصدر قاضيها حكماً بإدانة الطبيب والمحضرة  الأول شهرين والثاني شهر وتعويض مالي قيمته 46.700 ألف جنيه .

بداية تداعيات هذه القضية

الطبيب المعالج أخل بواجبه المهني:

كانت الأمور تبدو طبيعية في مدينة عطبرة  حتى بدأت المريضة تغريد عوض يوسف تشعر بألم حاد جداً بعد ان أجرى لها طبيب مستشفي عطبرة عملية جراحية حدث بعدها خطأ نسيان قطعة شاش في بطنها .. ففي هذا السياق قال عميد الأسرة سيد هارون لـ (الدار) : صلتي بتغريد أنني جدها والد أمها . بدأت تداعيات هذه القضية حينما حبلت ابنتنا بمولودتها وظلت تتابع مع الطبيب المختص بمدينة عطبرة في عيادته الخاصة إلى أن وصلت إلى مرحلة الإنجاب  الذي أصبح وفقه الطبيب يحدد لها يوماً تلو الآخر إلى أن أزفت ساعة الصفر التي دخلت على إثرها مستشفي مدينة عطبرة الذي حدد من خلاله إجراء عملية جراحية  وأما ان انتهي منها إلا وبقيت ثلاث أيام في الانتظار ثم قرر لها مغادرة المستشفي ومنذ تلك اللحظة وهي كانت تتألم ألماً شديداً وتقول لنا : أشعر بأن بطني مشدودة بعد فترة من المعاناة عادت إلى الطبيب المعالج الذي أكد أنها بحالة صحية جيدة ورغماً عن هذه التطمينات إلا أن الألم لم يبرح مكانه قيد أنمله  بل أصبحت المضاعفات تسبب لها إشكاليات كبيرة ..ونحن لم نكن ندري أن السبب الرئيسي يكمن في قطعة الشاش المنسية داخل بطنها ومن هنا استطعنا أن نثبت للقاضي أن هذا الطبيب أخل بواجبه المهني الذي لم يبذل فيه العناية اللازمة لاكتشاف الأسباب التي قادت المريضة تغريد للشكوى من ذلك الألم الذي ظل مرافقاً لها بعد إجرائه للعملية الجراحية.

إدخال (تغريد ) غرفة العمليات الجراحية

حينها أحاطت الأسرة الشاكية الجهات القانونية المختصة بكل كبيرة وصغيرة تعرضت لها المريضة من إهمال طبي دون مبالاة أو عدم احتراز هكذا شرحت الوضعية التي كانت عليها ابنتهم.

مدينة عطبرة تحتاج لإنقاذ

وواصل عميد الأسرة سيد هارون كشف خفايا وأسرار هذه القضية المثيرة جدلاً قائلاً : قطعة الشاشة هذه يستخدمها الطبيب لعزل (المصارين) عن منطقة إجراء العملية الجراحية  وبالتالي أتضح أن الطبيب المعالج لم يبذل العناية المطلوبة لمعرفة أين يكمن الخطأ الطبي الذي وقع فيه فالتأكيد أن ما يحدث في مدينة عطبرة يحتاج إلى إنقاذ عاجل يوقف مد هذه الأخطاء الفادحة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى الشيء الذي أدي بها إلي تغيير مسار استخراج الفضلات لذلك نعتبر ما تعرضت له ابنتنا (تغريد) حالة ربما تحدث مع آخرين ولكن قدرها أن قرر لها هذا الطبيب أن تتم ولادتها بواسطة إجراء عملية قيصرية ولكن حالتها ساءت يوماً تلو الآخر، خاصة وأن الطبيب كان يقلل من شكواها إلى أن قمنا بإسعافها إلى مستشفي عطبرة وعندما وجدنا الإهمال قررنا نقلها إلى مستشفيات الخرطوم وفي الطريق عرجنا بها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي على أمل أن يتم إنقاذها من الحالة المذرية التي وصلت إليها وهناك أدخلت إلى غرفة العمليات الجراحية على جناح السرعة فما كان من الأطباء هناك إلا وأن اجروا اللازم معها إلى ان استقرت حالتها  ونحن عبركم نزجي اسمي آيات الشكر لأطباء وممرضي مستشفي المك نمر بمدينة شندي على المجهود الخارق الذي بذلوه في الحالة التي وضعناها أمامهم.
هذه هي المفاجأة المذهلة والمحزنة
المثير حقاً في هذه القصة هو ما يذهب إليه عميد أسرة (تغريد) الذي قال : هل تصدق أن الطبيب المعالج لهذه الحالة رفض الاستجابة للنداءات التي أطلقناها بعد دقائق من ادخالنا لها مستشفي عطبرة وذلك بحجة أنه في عطلة العيد فما كان أمامنا إلا البحث عن الحلول لوضع حداً لمعاناة (تغريد) وكما أسلفت قبلاً فأسعفناها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي فتم ادخالها على جناح السرعة لغرفة العمليات الجراحية  بعد أن أجرى لها الأطباء فحوصات معملية مكثفة وبالانتهاء من العملية الجراحية كانت المفاجأة المذهلة والمحزنة المتمثلة في ان الأطباء بذلك المستشفي استخرجوا من بطن (تغريد) قطعة شاش وهذا غيض من فيض فما هي الكارثة التي يمكن ان تتدخل أثرها حكومة ولاية نهر النيل الملقي على عاتقها مسؤولية مواطن الولاية صحياً.
استخدام البندول لم يزيل الألم
إدخال (تغريد ) غرفة العمليات
استطرد : تم إدخال (تغريد ) غرفة العمليات الجراحية التي نسي فيها الطبيب قطعة الشاش الطبي في بطنها فما كان من أسرة الشاكية إلا أحاطت الجهات القانونية المختصة بكل كبيرة وصغيرة تعرضت لها المريضة من إهمال طبي وبدون مبالاة أو عدم احتراز هكذا شرحت الوضعية التي كانت عليها ابنتهم ، ثم واصلت الأسرة كشف خفايا وأسرار هذه القضية المثيرة  قائلة : قطعة الشاشة هذه يستخدمها الطبيب لعزل (المصارين) عن منطقة إجراء العملية الجراحية وبالتالي أتضح أن الطبيب المعالج لم يبذل العناية المطلوبة لمعرفة أين يكمن الخطأ الطبي الذي وقع فيه.
الطبيب المعالج لهذه الحالة
 ويستأنف القصة قائلاً : المثير حقاً في هذه القضية هو أن الطبيب المعالج لهذه الحالة رفض الاستجابة للنداءات التي أطلقناها بعد دقائق من ادخالنا لابنتنا مستشفي عطبرة وذلك بحجة أنه في عطلة العيد فما كان حداً وكما أسلفت قبلاً فأسعفناها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي فتم ادخلها على جناح السرعة لغرفة العمليات الجراحية.
استخدام البندول لم يزيل الألم
ومن هذه النقطة قال سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد) : هل تصدق ان الطبيب المعالج للحالة الصحية موضوع هذا السيناريو الأغرب للخيال طلب منها ان تعود إلى منزلها على ان تعاوده فيما بعد ناسياً أو متناسياً أنها تشكو من ألم حاد داخل بطنها إذ لم يكلف نفسه بعمل فحوصات طبية وصور مقطعية لمعرفة أسباب هذا الألم الذي لا يحتمل التخمين أو الاستنتاجات الظاهرية المهم ان (تغريد) بعد مرور شهر تقريبا توجهت مباشرة إلى عيادة طبيب مستشفي عطبرة وعندما دلفت إليه في عيادته قال لها بالحرف الواحد: (ما في حاجة) في حين أنها كانت تعاني من الحمي وعدم الأكل فقال لها هذه الحالة بسيطة وبما أنه الطبيب المعالج عادت أدراجها دون أن تصل إلى نتيجة ثم عاودت الكرة مرة أخري وأيضا قال لها الطبيب المعالج أن حالتها بسيطة فقط عليها تناول حبة (بندول) وهي مسكينة صدقته واستخدمت البندول ولكن ما هي النتيجة؟ بلا شك الحالة كما هي بل ازدادت سوءاً ومازلنا في انتظار طبيب عطبرة.
مستشفي المك نمر شندي
وقال : المواطنون في مدينة عطبرة فقدوا الثقة في أطباء مستشفي عطبرة التعليمي وأصبحوا يفضلون الذهاب إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي أو المستشفيات بولاية الخرطوم والميسور الحال منهم يشد الرحال إلى خارج البلاد لأنهم لا يتلقون خدمة علاجية خالية من الأخطاء الطبية ويدللون على ذلك بالكثير من الأمثلة كالذي حدث في حالات مرضية لا حصر لها ولا عد فهذا هو حال مستشفي عطبرة الذي ظلت فيه المريضة (تغريد) تحت رحمة الله – سبحانه وتعالي – أولاً وأخيراً وأردف سيد هارون عميد الأسرة قائلا : وانقضت الثلاثة أيام من عطلة عيد الاضحي المبارك دون ان يتكرم الطبيب بالوصول إلى المستشفي ومع هذا وذاك كنا في حالة ترقب وانتظار ممزوجتين بالخوف والقلق الشديدين على حالة ابنتنا التي كانت في تصاعد مضطرد من السوء أما الأطباء الذين وجدناهم يعملون في عطلة العيد قالوا لنا: ان المريضة خاصة بالطبيب الذي تابع حالتها الصحية منذ البداية خاصة وانه هو الذي أجري لها العملية القيصرية.
استخراج قطعة الشاش بمستشفي شندي
وأضاف سيد: وبعد مرور ثلاثة أيام بالتمام والكمال جاء الطبيب المشرف على الحالة وعندما تحدثنا إليه رد علينا باستفزاز شديد قائلا : لماذا اتصلتم بي؟ المهم أننا تجاوزنا كل الذي حدث في الأيام الفائتة ووضعنا بين يديه نتائج الفحوصات المعملية لم يعرف النتيجة لأنها كانت مكتوبة باللغة الانجليزية فقال: لأبد من ان يتم تعريبها للغة العربية ولم نكن نتخيل ان الطب في بلادنا وصل إلى هذه المرحلة ولأننا كنا في حاجة لاستشفاء ابنتنا (تغريد) قمنا بتنفيذ ما يرغب فيه بواسطة الجهة التي منحتنا النتيجة وما ان أعدناها إليه إلا وقال لنا: سوف أجري لها العملية الجراحية غدا وهي لم تكن تحتمل ان تصبر على الألم إلي اليوم الذي حدده لذلك أحضرنا عربة أسعفناها بها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي الذي استقبلنا فيها استقبالا يستحق منا تكرار الشكر والإشادة مثني وثلاث ورباع فشكرا نبيلا للكادر الطبي هناك حيث أنهم ادخلوها غرفة العمليات الجراحية في نفس اليوم الذي وصلنا فيه وكان ان استخرجوا من بطنها قطعة الشاش التي قال لنا حولها الطبيب الذي أجري العملية الجراحية نحن وجدنا في بطنها قطعة الشاش هذه ولكنني أرجو منكم عدم تصعيد هذه القضية مراعاة للزمالة عموما وضعوا لنا قطعة الشاش في إناء حافظ لها.

الشكوي للمدير الطبي بالمستشفي
ويستأنف هارون الرواية : لقد تضررت المريضة من طبيب مستشفي عطبرة وتدهورت حالتها الصحية نتيجة الإهمال الذي لاقته من أطباء مستشفي عطبرة التعليمي حيث أنها حرمت من المتابعة وبالمقابل حملنا قطعة الشاش وعدنا بها إلى المدير الطبي لمستشفي عطبرة الذي وضحنا له كل الملابسات التي أوصلت (تغريد) لهذه المرحلة الحرجة جداً للدرجة التي استدعتنا إسعافها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي ونحن الآن نضع على منضدتك هذه القضية بكل تفاصيلها على أساس ان لا يتكرر هذا الخطأ الطبي مجددا في هذا المستشفي العريق ونحن لا نود ان نتخذ أي إجراء قانوني ولكننا أردنا وضعكم في الصورة حتى لا تحدث هذه العملية مع مريض آخر لا تكون لديه إمكانية إسعاف مريضه إلى أي مستشفي أخر فكان رد المدير الطبي لمستشفي عطبرة التعليمي على النحو التالي:- أبداً هذه القضية لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عليها .. وعلى ضوء ذلك أحضر لنا العاملات معه في المكتب ورقة وقلم وفتح لنا مكتب خالي وطلب منا كتابة شكوي بما حدث مع ابنتنا (تغريد) وبالفعل قمنا بهذه الخطوة ومن ثم سلمناه الشكوي وقطعة الشاش المحفوظة في إناء زجاجي بدوره سلمنا وصل بذلك.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...