الثلاثاء، 10 يوليو 2012

وزراء حكومة «التقشف» يؤدون القسم

أدى الوزراء الاتحاديون ووزراء الدولة الذين تم تعيينهم أخيراً القسم أمام الرئيس عمر البشير بالقصر الجمهوري أمس، بحضور رئيس القضاء مولانا جلال الدين محمد عثمان. وطالب البشير الوزراء ببذل قصارى جهدهم لمضاعفة الأداء والعمل على تسخير وتوظيف الطاقات لاستقرار حياة المواطن. ودعا الرئيس الوزراء للنهوض بالأوضاع الاقتصادية ونهضة البلاد. وأوضح في الوقت نفسه للوزراء حزمة الإجراءات التي أصدرها بشأن إعادة هيكلة الحكم والإصلاحات الاقتصادية. ومن جهتهم تقدم الوزراء بالشكر لرئيس الجمهورية على نيل الثقة، وقال وزير الثقافة والإعلام للصحافيين عقب أداء القسم إن البلاد خططت بصفة غير مسبوقة لمسألة التشقف وتقليص الإنفاق الحكومي في الولايات بنسبة تتراوح بين 45% إلى 70%.
«16» حزباً سياسياً مسجلاً لدي الهيئة العليا للأحزاب والتنظيمات السياسية شاركت في حكومة التقشف التي أعلنها الرئيس عمر البشير بمرسوم جمهوري أمس الأول عقب مشاورات وتحركات قادها حزب الموتمر الوطني مع اللأحزاب المشاركة في الحكومة توطئة للتنازل من أجل مواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي تتمحور أبرزها في الأزمة الاقتصادية التي كان المواطن السوداني أكبر الذين اكتوا بنيرانها.. وقال أحمد بلال أحد القادمين الجدد للحكومة بعد أن كان مستشاراً للرئيس البشير: إن التشكيل الذي تم هو الوعد الذي قطعه الرئيس أمام البرلمان بتقليص الظل الحكومي والإداري الذي بلغ في المركز 100 وزير ووزير دولة ومستشار مشيراً إلى أن عددهم في الولايات خفض بنسية 45% كأدني نسبة،وصلت في بعض الولايات لنسبة 70 % من الظل الإداري، ووصف الخطوة بغير المسبوقة في مسألة التقشف وتقليص الإنفاق الحكومي..وقال « في السودان فقد المستشارون الوزراء مناصبهم ولم يفقد عامل واحد وظيفته»، مشيراً لتوظيف أكثر من 25ألف عامل بجانب زيادةالمرتبات بالنسبة للموظفين «100ج» مراعاة للشرائح الضعيفة في المجتمع والطبقة الوسطى.
ويرى المراقبون أن الحكومة التقشفية الجديدة قلّ فيها العنصر النسائي مقارنةً بحكومة الوحدة الوطنية السابقة باستثناء إشراقة سيد محمود الوزيرة الاتحادية الوحيدة بجانب تابيتا بطرس وهبة محمود فريد وزيرتا دولة.
وأوصى الرئيس البشير خلال اجتماعه الذي ضم الوزراء الجدد والقدامى بالعمل لتطوير والتكاتف، وأعرب عن سعادته بأن تكون الحكومة جهداً مشتركاً بين كل مكوناتها لاسيما أنها تحوي 16حزباً يشكل هذه الحكومة و تحدث الرئيس عن طبيعة المرحلة وتحدياتها السياسة والاقتصادية والأمنية التي تعيشها البلاد وهي تحديات أمام الحكومة.
ولعل من الملفت أنه عقب إصدار الرئيس البشير المراسيم الجمهورية أمس الأول رفد البشير المراسيم بمرسوم آخر أمس أقر تعيين حسبو عبد الرحمن وزيراً للمجلس الأعلى للحكم الاتحادي وترفيعه من أمين عام إلى وزير يحضر جلسات مجلس الوزراء.
وكشف غازي الصادق عبد الرحيم وزير الإرشاد والأوقاف «من الاحزاب المشاركة في الحكومة» اعتزام وزارته إدارة حوار مع كل الطوائف الدينية لتشكيل رؤية واحدة،لاسيما أن السودان بلد متنوع الأعراف والثقافات وأن الدين الإسلامي يعتنقه غالبية أهل السودان وفيه حفظ لحقوق الأقليات الدينية، منبهاً أن في ذلك إعلاء لكلمة الله العليا، ومن خلال العمل المشترك وفي هذه الوزارة يكون مجتمعنا مجتمعاً متكافئاً. الوزارة تعنى بتسهيل عملية الحج وأن يؤدي الحجاج الشعائر الدينية بصورة سلسة وصحيحة، وفي نفس الوقت لا نقول مريحة ولكن على الأقل تكون بشكل يعينهم على الخدمات الجيدة وفي تبسيط الإجراءات بأن يؤدوا هذه الفريضة بالكيفية وبما جاء فيه الدين الحنيف.
وأكدت إشراقة سيد محمود وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل أن كافة الوزراء جنود لهذا الوطن ويمكن أن نخدم في أي ثغرة خاصة أن البلاد تمر بظروف اقتصادية، وعزت تقليص الظل الإداري للضرورات التي اقتضت الهيكلة وسياسة التقشف، وأعربت عن تفاءلها أن تنتهي هذه الظروف في القريب العاجل وأن تكون أمتنا أفضل حالاً، وقالت: إنها ستكون معركة الوزرة الفترة القادمة ، موكدة أن الجوانب البشرية والعمل هما من ركائز مواجهة التحديات الاقتصادية القادمة، لاسيما أن الموارد البشرية والعمل تقوم على رأس المال البشري الذي يقوم على عملية الإنتاج وتحديات الإنتاج هي تحديات كبيرة جداً، نحن لنا معركة مع الإنتاج عبر الاهتمام بالمورد البشري حتى نستطيع الدفع بقوة من أجل إنتاج عالٍ في كل مجالات الحياة الاقتصادية ونحن نتقدم بالشكر للرئيس البشير على هذه الثقة.
و قال محمد عبد الكريم الهد وزير السياحة والآثار والحياة البرية: إنه أدى القسم أمام الرئيس في تشكيل وزاري جديد بتخفيض «11» وزير دولة و «5» وزراء اتحاديين، وقال أوصانا الرئيس بخدمه هذا الشعب والمحافظة على أمن الوطن وإلى مزيد من التعاون من أجل حكومة أكثر تماسكاً وتعاوناً وكشف عن سياسته لوزارة السياحة والآثار، خاصة أنها وزارة كبيرة وهي وزارة كانت قصيرة الظل لكنها من الوزارات الاقتصادية على مستوى العالم التي تحتاج إلى إبداع حتى تكون مورداً أساسياً للدخل الإجمالي ومنها إيجاد دخولات جديدة، والاعتناء بالمناطق قد يحدث نقلة، ونأمل أن نحدث تغييراً يحقق رفاهية للشعب السوداني.
مصطفى محمد تيراب: الأمين العام السابق لحركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي تقلد وزير دولة بوزارة الثقافة والإعلام أكد ثقته في أعضاء الحكومة الجديدة وذهب إلى أبعد من ذلك حيث قال: بدأنا حكومة القاعدة العريضة بداية حقيقية من خلال أدائنا القسم، بدأنا بداية حقيقية في اتجاه تطوير المناهج في السودان.. الوضع الاقتصادي في 89 كان متأخراً أكثر من الآن، وبإمكان القيادة السياسية أن تعمل إنقاذاً آخر في 2012، وأنا أقول إن القيادة الرشيدة تستدرك بشكل صحيح وسريع كل الأوضاع الاقتصادية الموجودة في السودان، وسيرى الناس 89 جديدة، وحصلت تغييرات كثيرة وذهبنا لمرحلة تاريخية جديدة.
فيما أكد آدم عبد الله وزير الدولة بالتربية والتعليم: إن السودان يمر بمنعطف يتطلب تضافر الجهود، وزاد قائلاً استطيع أن أقول إن السودان محاط بكثير من المؤامرات على المستوى الخارجي ولكن في نهاية الأمر الشعب السوداني يعمل بجهد لتحمل هذه المسؤولية في هذا الوضع، ونحن شعب معلم قدم الكثير من الإنجازات والتضحيات.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...