مع وجود ميراثها وميراث أبنائها إلا أنها فقيرة وديوان الزكاة أوقف المساعدة
وفاة زوجها في الحادث الشهير وهذا الشيخ المعروف تسبب في دخولها المستشفي في حالة نفسية سيئة
أم التوائم وزوجة رجل الأعمال المعروف |
الخرطوم : سراج النعيم
ولنستعرض بحياد وقائع مأساة زوجة رجل
الأعمال المعروف الذي توفي في الحادث الشهير بالخرطوم أثناء توجهه إلي عمله في
الصباح الباكر الذي علي إثره اسعف إلي المستشفي علي جناح السرعة إلا أنه اسلم
الروح إلي بارئها متأثراً بما تعرض له جراء ذلك فيما أصبحت زوجته الصابرة علي
الابتلاء تواجه العالم القاسي وحيدة اللهم إلا من مساعدة والدتها وشقيقها وهما لا
قبل لهما بالمنصرفات الخاصة بالتوائم الثلاثة الذين ظلت تعمل من اجلهم باستمرار
على تجنيبهم مغبة الانزلاق نحو التيار الجارف للمجتمعات وهو التيار الذي تتحكم فيه
الظروف الاقتصادية القاهرة في ظل ارتفاع الأسعار ارتفاعاً جنونياً أدي بها أن تلجأ
إلي ديوان الزكاة حتي تستطيع مجابهة الوضعية الجديدة المفروضة عليها فرضاً بالرغم
من العقارات التي تركها لهم وريثهم في الخرطوم وهي الورثة التي تنظر في إطارها
محكمة الأحوال الشخصية بالخرطوم هذه القضية بينما نجد أم التوائم قد غامرت بشبابها لكي تربي أبنائها التربية
السليمة ولكن ماذا كانت النتيجة؟ الإجابة
في غاية البساطة ألا وهي الفشل في قيادة السفينة إلى بر الأمان مما قادها إلي
السقوط أكثر من مرة في الامتحان الصعب الذي وضعت خاصة وأنها في هذه السن التي انكسر
فيها شبابها قبل أن تنعم به بالصورة التي تتاح فيها لمن هن في عمرها هكذا أضحت تركض
حتى تجد لها عالم أقل بشاعة وأكثر عطاء فلم تجد البديل في هذا العالم المدهش الذي
ينمو في المناخ غير الصحي وبالرغم عن ذلك كله تحاول هذه المسكينة وتعاود المحاولة
للخروج من السلبية المطمورة في أعماقها فبعد أن كانت من الأثرياء أصبحت من
المتعبين والبسطاء المعذبين في الأرض وما أكثرهم في عصرنا هذا.
من هنا بدأت في لملمت دموعها التي تساقطت وهي
تقول : لا استطيع .. لا استطيع أن ابدأ قصتي بالتالي أرجو منك أن تصبر عليّ قليلاً
حتى أتأمل هذا النسيج الإنساني واستوعب هذه الأجواء الجديدة التي لم أألفها قبلاً
ثم تساءلت بحزن عميق هل النفوس هي نفسها النفوس إلي جبلنا علي معرفتها في وقت ماضي
أم أنها اختلفت تشريحاً في بعض القضايا الإنسانية ؟.. ثم تدخل في نوبة بكاء وهي تعتذر
أسفه أسفه جداً لكن الحالة التي وصلنا إليها لم أتصورها في يوم من الأيام فبعد أن
كنا نسدد مبالغاً مالية كبيرة لديوان الزكاة ها نحن الآن يتكرم علينا ديوانا لزكاة
بـ (300) جنيه ما بين الفينة والأخرى ورغم بساطتها تم إيقافها لماذا لا أدري ؟ وحينما
تسألني أين الممتلكات التي ورثتموها من زوجك رجل الأعمال؟ أقول لك ان هنالك موانع
من بينها أطراف ذات صلة بالميراث.
وفاة زوجي في الحادث الشهير
ولكن ، هل كان ممكنا أن تجعل مني هذه
المصائب المتوالية سوى أمرآة صابرة على الابتلاء الذي في إطاره يمكن أن تقول :
(المليونيرة الفقيرة) مليونيرة بميراث يصعب التصرف فيه وفقيرة لأنني لا أمتلك
جنيهاً واحداً يمكن أن ارسم به ابتسامة في شفاء توائمي الثلاثة...الذين يعيشون معي
أحاسيس واحدة تتمثل في العذابات والاضطهاد الذي لم نعد قادرين على تجاوزه برؤية
ثاقبة.
أما عندما تسألني عن اسمي فأقول لك
(م. ع. م) البالغة من العمر (35 عاماً) زوجي توفي إلى رحمة مولاه وقد أنجبت له
ثلاثة توائم بالإضافة إلى شقيقهم الأكبر... ووالدهم هذا كان رجل أعمال معروف في
المجال الاقتصادي والتجاري السوداني .. وكنا في حياته ننعم بالعيش الرغيد .. وكانت
حياتنا في غاية السعادة التي تبدلت بشكل مفاجئ إلى حزن عميق حينما لقي مصرعه في
الحادث الشهير وقتئذ إذ أنه متوجهاً في الصباح إلى مكان عمله التجاري وكان على
خلفية ذلك أن لزم المستشفي أياماًً ثم توفي متأثراً بما تعرض له نسبة إلى النزيف
الداخلي .. ومن ساعتها انقلبت حياتنا رأساً على عقب .. حيث أن محلة التجاري
المعروف بالخرطوم ظل مغلقاً لمدة أربعة أشهر من تاريخ الوفاة . وهي الفترة الزمنية
التي قرر وفقها أشقاء المرحوم فتحه لمعرفة ماذا يوجد بداخله فكان أن وجدوا فيه
بضائع تقدر قيمتها بـ (48) مليون مأخوذة من إحدى الشركات بشيكات وحسب علمي أنه كان
يسدد الصكوك اولاً بأول وفي ذلك اليوم عثروا في الخزانة على (5) مليون ..ورغماً عن
ذلك كنت متمسكة بالمحل التجاري مهما حدث لأنه كانت تأتي الى اتصالات هاتفية من
زملائه لكي يدفعوا ليّ خلو رجل في حدود الـ (50) مليون.. إلا أنني كنت أقول لهم
هذا المحل أريده للأبناء فما كان إلا وقالوا إنه مديون لتلك الشركة بـ (18) مليون
إذا استطعت تسديدها يمكنني أخذ المحل التجاري أما إذا حدث العكس فإنه سيؤول للشركة
سالفة الذكر .. شقيق زوجي أيضاً رجل أعمال في نفس مجاله قالي ليّ .. هذا المحل
التجاري كان في يوم من الأيام حقي .. فقلت له : ما في مشكلة خذ أنت هذا المحل
وامنحنا محلك ..هكذا إلى أن ذهب المحل التجاري إلى الشركة بما فيه المكيف الخاص
بنا .
لهذا السبب قبلت بالزواج
وأضافت : وبما أن المحل التجاري ضاع
منا لم يعد لدينا مصدر دخل فقط لدينا منزلاً قيل في باديء الأمر أنه مكتوب باسم
زوجته الأولى .. فما كان منا إلا وتقصينا الحقائق بواسطة اللجان الشعبية اكتشفنا
أنه مسجل حيازة باسم زوجي – عليه الرحمة – وكان أن توصلنا معهم إلى تسوية في هذا
المنزل والمنزل الآخر الذي نقيم فيه بالخرطوم وهي وافقت إلا أنها وضعت شرطاً بأن
يتنازل لها والد زوجي .. فقلت لها لادخل ليّ بهذا الشرط .. وهو الذي قاد هذه
القضية إلى المحكمة التي لم تفصل فيها بعد .. وفي ظل ذلك حاولنا بيع حقنا في
الورثة بتلك المنطقة إلا أنه لا يوجد مشترى لأن المنطقة كلها أهل زوجي ، وهذا
المنزل الآن مغلق برغم أنه حق اصيل لنا .. وفي خصوصه لجأت إلى الشيخ المعروف والذي
تنتمي إليه عائلة زوجي حتى يجد لنا الحل في هذه الإشكالية التي كان قبلها متواصلاً
معنا إلى أن انتقل زوجي إلى الرفيق الأعلى .. وهو التوقيت الذي قطعوا بعد العلائق
بنا .. وفي غمرة بحثي عن الحلول ذهبت إليه بحكم أن الجميع يسمع كلمته ولا يمكن ان
يرد في شيء ما وكان رويت له الحكاية من البداية إلى النهاية بما في ذلك قصة زواجي
التي هي لوحدها قصة الخصها في أنني حينما قبلت الارتباط به لم يكن صغيراً حيث كان
لحظتها يبلغ من العمر (60 عام) بينما تجد أنني لم اتجاوز الـ (25 عاماً ) إلا أنني
كنت متزوجة قبله ولدى من زوجي الأول ولداً يبلغ من العمر 8 سنوات وهو الآن عمره 14
سنة.
المستقبل عندي مظلم جداً
وتستأنف الحكاية : وزوجي هذا لم ينجب
إلا بعد ثلاثة وعشرين عاماً مني .. ومع هذا وذاك كانت الحياة بالنسبة ليّ صعيبة
وتفاجأت باشياء كثيرة لا أود التطرق إليها... ولكن هنالك حق لابنائي لا استطيع أن
اوظفه إليهم نحو مستقبلهم .. وهذا المستقبل عندي مظلم للمتاريس الموضوعة أمامه ..
حرام والله أن يكونوا يمتلكون كل هذه الممتلكات وغير قادرين على العيش بالصورة
الكريمة.
وعادت إلى طرحها القصة إلى الشيخ
المعروف قائلة : هذا الشيخ آنف الذكر أدخلني في حالة نفسية سيئة جداً للدرجة التي
اضربت فيها عن المأكل والمشرب ثلاثة أيام متصلة دون انقطاع حتى أنني في النهاية
اسعفت إلى المستشفي . فهو كان في مقدوره حل المشكلة حلاً جذرياً وبكل بساطة لأننا
بالبلدي كده ( ما شاحدين من زول حاجة) نحن دايرين حقنا في الميراث لكي يساعدهم في
التغلب على الظروف الاقتصادية القاهرة .. فما معقولة . أن يصل الظلم إلى هذه
الدرجة التي لم أجد فيها حلاً حتى من ذلك الشيخ المعروف الذي تربطه صلة وثيقة بهذه
الأسرة منذ زمن بعيد ولا يردون له كلمة مهما كانت هذه الكلمة يستحال تنفيذها .
من يعيد الإبتسامة لهؤلاء الأطفال
وتبقي هذا الحكاية من اغرب الحكايات
التي تنظرها في الوقت الحاضر محكمة الأحوال الشخصية بالخرطوم ولكن إلى أن يفصل في
القضية فإن اسرتي الصغيرة تعاني الامرين في المأكل والمشرب والدراسة الأكاديمية
وكما ذكرت مسبقاً في المعونة التي يهبها إلينا ديوان الزكاة تم ايقافها دون سابق
انذار وعلى قلتها كانت تساعدنا في بعض الإحتياجات بالإضافة إلى ما تدفع به والدتي
وشقيقي .. وبالتالي افيدوني ماذا أفعل في هذه المصيبة الكبيرة ثم تبكي بحرقة شديدة
على المآل الذي آلت إليه بعد أن كانت تتجه إليهم كل الأنظار طالبة .. منهم
المساعدة ثم تمسح دموعها قائلة متسائلة : لماذا استبعدنا ديوان الزكاة من تلك
الإعانة .. هل هذا الفعل لاننا نقيم في عمارة ؟ ألم يسألوا أنفسهم هل هذه العمارة
تستجلب المأكل والشر وتربي وتدرس :؟ الاجابة قطعاً لا فلماذا ولماذ ولماذا أوقفوا
منا المساعدة ؟ وهي المساعدة التي في إطارها بعثت برسالة إلى الأمين العام لديوان
الزكاة مفادها أن يولي الأزمة التي يمر بها التوائم الثلاثة . كل اهتمامه من اجل
أن لا تتفكك هذه الأسرة التي ظلت صامدة في أحلك الأوقات لإيمانها القوى بإرادة
المولي عز وجل مع العلم أننا لسنا فقراء ولكن المبالغ المالية عبارة عن عقارات لا
يمكن التصرف فيها إلا بعد أن يقول القضاء كلمته النهائية في القضية الموضوعة على
منضدته وإلى ذلك الوقت أرجو أن تعيدوا لهؤلاء الأطفال الأبرياء الابتسامة التي
فارقت الشفاه منذ الحادث المؤلم الذي توفي إثره والدهم رجل الأعمال المعروف في
مجال التجاري ألا ترى أنني أتحمل فوق طاقتي .. هكذا قالت .. ودون أن تشعر تتساقط
دموعها مدراراً وهي الدموع المكسية بحزن لا يمكن تصوره.
كيف أجابه الظروف القاسية
وقالت : المهم أن كل الحلول التي أجدها
حلول مؤلمة جداً ولا قدرة ليّ بها لأنها لا يمكن ان تحقق الاستقرار المنشود لهذه
الأسرة المفتقرة لعائلها الأوحد وكما ترى فأنا امرأة لا قدرة ليّ على مجابهة
الظروف المحيطة بيّ من كل حدب وصوب وهي الظروف التي حدت بيّ الي سهر الليالي
تفكيراً في الكيفية التي اخرج بها أسرتي الصغيرة من هذا النفق المظلم بكل ما تحمل
هذه الكلمة من معنى .. لذلك لجأت إلى اللجان الشعبية الأردي بحالتنا الراهنة ..
وكان أن خاطبوا لنا ديوان الزكاة والذي بدوره في بادئ الأمر استجاب لفترة زمنية ثم
انقطعت هذه المساعدة فجأة لنصبح نحن ضحية شيء يسمى الميراث الذي أدخلنا في هذا
النفق المظلم وهو النفق الذي لم نعد قادرين علي الخروج منه إلى بر الأمان ؟ أرجوكم
ضعوني في الطريق الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق