الحكم ببراءة (الدار) في قضية
مجموعة مسلحة تغتال تاجران وتصيب ثالث داخل منزلهم بمدينة نيال
اصدر
مولانا مدثر الرشيد قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال امس الأول قراراً يقضي ببراءة
صحيفة (الدار) ممثلة في المتهمين الاستاذ عبدالرازق الحارث رئيس التحرير والأستاذ الكاتب الصحافي المعروف سراج
النعيم في البلاغ المفتوح من الشاكي حيدر الطيب الذي تطابق أسمه مع القتيل حيدر الطيب بمدينة نيالا.
ومن حيثيات شطب البلاغ التي اوردها قاضي المحكمة
انتفاء الركن المعنوي للجريمة اذ اتضح ان المتهمين الحارث والنعيم ليس لهما قصد جنائي في إنزال صورة الشاكي مرفقة مع المادة المعنية بالاجراءات القانونية وبالتالي ولم
يقصدا الاساءة اليه انما نشرت الصورة عن طريق الخطأ في الحادث الذي
اوردته الصحيفة من مدينة نيالا والذي راح ضحيته شابان
بالصور: مجموعة مسلحة تغتال تاجران وتصيب ثالث داخل منزلهم بمدينة نيالا
ابورأس: حصيلة المبلغ المتحصل من إيرادات الطلمبة 250 ألف جنيه ولكن..!!
الجناة خططوا لجريمتهم تخطيطاً دقيقاً.. وأطلقوا الأعيرة النارية بصورة عشوائية
القتيلان الشابان الصادق وحيدر نزفا الدم نزفاً شديداً بعد إصابتهما بالرصاص
نيالا الخرطوم: سراج النعيم
|
سفيان ابورأس يتحدث للاستاذ سراج النعيم
|
فرح وزغاريد .. طبل وزمر كان في انتظار القتيل حيدر الطيب الذي خطب ابنة
خالته المقيمة بالمملكة العربية السعودية وكان يفترض ان يتم مراسم الزفاف
في فترة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ انتقاله للرفيق الاعلي متأثراً بما
تعرض له من طلق ناري في محسنه علي يد المجموعة المسلحة التي اقتحمت عليه
ورفيقاه المرحوم الصادق الحاج الخليفة والمصاب محمد عبدالرحيم.
المهم
ان حيدر الطيب عليه الرحمة كان يعد الايام لكي يتلقي التهاني من الاهل
والاصدقاء باكمال نصف دينه.. متحملاً قسوة الايام معه وخيانة الظروف له وهو
متغرباً عن اسرته داخل وطنه ولم تكن الايام والشهور التي قضاها بحي
الجهورية الواقع بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور كافية لان يلملم حقائبه
عائداً الي مسقط رأسه بقرية الدرادر بولاية الجزيرة فهو اعتاد علي ان يخلو
بنفسه بعد عناء يوم شاق من العمل متصفحاً صفحته المطلة علي المتلقي من علي
شاشة موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) الذي كتب عليه خاطرة انسان أحس
بدنو اجله.
وبالانتقال الي القتيل الثاني الصادق الحاج الخليفة البالغ
من العمر 22 عاماً فانه توفي في الحال متأثراً بطلق ناري اصابه في راسه وهو
اكبر اشقائه والعائل الاوحد لاسرته ولديه اخ صغير والبقية اناث ايضاً هن
صغار.
اما الناجي محمد عبدالرحيم فهو من قرية ابو عجاج ويتلقي علاجه
بمستشفي تقي التخصصي بمدينة ام درمان وقد تعرف علي أحد الجناة وقال له لحظة
تهديدهم داخل الغرفة نحن كلنا من قبيلة واحدة مافي داعي تستفزنا فما كان
منه إلا أن يعتدي عليه بالضرب صفعاً علي وجهه وقال له: انا لست من قبيلتكم
ثم بدأت المشاجرة بحسب رواية رجل الاعمال سفيان علي احمد ابو راس.
الجناة خططوا لجريمتهم تخطيطاً دقيقاً
وفي سياق متصل قال ابو راس للدار البداية كانت عندما تلقي الشعراني صاحب
المنزل والطلمبة اتصالاً هاتفياً من شخص يدعي (الفاضل) الذي هو صديق المجني
عليهم ويقيم معهم في ذات الوقت بالمنزل الواقع بحي الجمهورية بمدينة نيالا
بولاية جنوب دارفور مبلغاً إياه بوقائع الجريمة البشعة التي تعرض لها
التاجران الشابان المجني عليهما الصادق الحاج الخليفة وحيدر الطيب والتاجر
المصاب محمد عبدالرحيم علي يد مجموعة مسلحة اقتحمت عليهم المنزل سالف الذكر
في تمام الساعة التاسعة مساء الاحد الماضي حيث ان الجناة خططوا لجريمتهم
تخطيطاً دقيقاً.. فلم يدلفوا الي باحة المنزل الا بعد انقطاع التيار
الكهربائي من حي الجمهورية بمدينة نيالا.. ولكن كانت للقتيل حيدر الطيب
نظرة فيما يحدث معهم في تلك الاثناء.. وهي كانت نظره واثقة بأن هناك شبهة
جنائية تبدو ظاهرة من خلال معرفة المجموعة المسلحة بكل التفاصيل المالية
الخاصة بهم.. لذلك حاولوا جاهدين تفادي الاحتكاك بهم نسبة الي انهم كانوا
يحملون سلاحاً عبارة عن كلاشنكوف وأية محاولة للمقاومة تعني ان حياتهم في
خطر فكان التاجر الشاب حيدر الطيب يتولي الرد علي الاسئلة المطروحة عليهم
من قبل الجناة الذين امروهم بالتجمع داخل غرفة ملحقة بالمنزل بحي الجمهورية
بنيالا.
العمل في عطلة عيد الاضحي
واضاف رجل الاعمال سفيان ابو
راس والحزن يبدو عليه ظاهراً لفراقة ابني خالته (الصادق) و(حيدر) المجني
عليهما قائلاً للدار: وعندما نفذ التجار الشباب الثلاثة توجيهات الجناة
بالدخول الي الغرفة المظلمة لانقطاع التيار الكهربائي.. صوب احد فراد
المجموعة السلاح عليهم جميعاً اذ كانوا يقفون في ناحية واحدة والثاني الذي
لم يكن يحمل سلاحاً كان يقف علي حافة باب الغرفة (مسرح الجريمة) ويطرح علي
المجني عليهم الاسئلة حول المفاتيح الخاصة بالخزنة طالباً منهم تسليمه
لها.. فقالوا له المبالغ المالية ليست مودعة فيها.. فهي موضوعة في الطلمبة
المتعلقة ببيع المحروقات البترولية (البنزين والجازولين) إلا أنهم لم
يصدقوا هذه الرواية لتأكدهم بأن المبالغ المالية موجودة داخل الخزانة بنسبة
مئة بالمائة لانه كان معهم احدهم هم يشكون فيه علي اساس انه حلقة الوصل
بين هؤلاء التجار الشباب والمجموعة المسلحة باعتبار انه اشار اليهم بهذه
المبالغ المالية.. من واقع ان الطلمبة كانت تعمل في مجالها منذ عطلة عيد
الاضحي المبارك.. وبالتالي لايوجد بنك فاتح لكي تورد اليه المبالغ المالية
المتحصلة من عائد البنزين والجازولين الذي يتم بيعه للسيارات بمدينة
نيالا.. لذلك يتم احضارها الي المنزل وتودع في الخزانة الملحقة به.. وهي
تبلغ في قيمتها (250) الف جنيه سوداني.
المبالغ المالي (250) الف جنيه
ويسترسل سفيان ابو رأس قائلاً: وفي مساء السبت وصبيحة الاحد تنتهي عطلة
عيد الاضحي المبارك.. وبالمقابل سيقومون يتوريد مبلغ الـ250 الف جنيه للبنك
ولكن ماذا حدث؟! ترك الجناة هؤلاء الشباب يجمعون المبلغ المالي في مكان
واحد ويأتون اليهم في تمام الساعة التاسعة مساء يوم الاحد اليوم الذي وقعت
فيه هذه الكارثة الانسانية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني.. وعندما اقتحموا
المنزل وجدوا حيدر الطيب يتصفح في صفحته المطلة علي اصدقائه من علي شاشة
الموقع الاجتماعي (الفيس بوك) ومحمد عبدالرحيم يتجاذب اطراف الحديث مع اهله
وهكذا كل واحد منهم كان مشغولاً بما كان في يده فقال لهم الجناة اتركوا
تواصلكم مع الاهل والاصدقاء بواسطة التقنية الحديثة التي فجرتها العولمة
ووسائل اتصالها المقربة للمسافات الجغرافية.. ولم يتركوا حتي ذلك الرجل
الكبير الذي كان يطالع في الصحيفة رغماً عن انقطاع التيار الكهربائي المهم
انهم اقتيدوا جميعاً الي الغرفة مسرح الجريمة تحت تأثير التهديد بالسلاح
وطلبوا منهم اعطائهم المبلغ المالي البالغ قيمته 250 الف جنيه سوداني مودعة
بالخزنة فقال لهم حيدر الطيب عليه الرحمة الخزنة ليس بها اموالاً ومفتاحها
ليس بطرفنا انما هو موجود بالطلمبة وعندما لم يجدوا مايصبون اليه طلبوا
منهم احضار مفتاح العربة البوكس الموجودة داخل جراج المنزل بحي الجمهورية
فلم يكن امام هؤلاء التجار الشباب المجني عليهم بداً سوي منحهم مفتاح
العربة البوكس.
اول طلقة نارية قتلت الصادق
ويستطرد سفيان ابو راس
قائلاً: وامام هذه الخيارات الصعبة التي وضع فيها الجناة التجار المجني
عليهم قام التاجر الشاب المصاب محد عبدالرحيم طريح الفراش بمستوصف (تقي)
بمدينة امدرمان الذي تعرف علي احد افراد المجموعة المسلحة فدار بينهما
الحوار التالي: قال له محمد عبدالرحيم: ياحامد نحن من قبيلة واحدة مافي
داعي للاساءات والاستفزاز الذي وضعتنا من خلاله في غرفة.
فرد عليه الجاني بأن صفعه علي وجهه وقال له أنا لست من قبيلتكم إنما أنا من تلك القبيلة.
وفي لحظة هذا الحوار هاجم القتيل حيدر الطيب فرد المجموعة المسلحة من
الخلف رغماً عن انه كان يحمل في يده سلاحاً عبارة عن (كلاشنكوف) فما كان
منه إلا أن يطلق الأعيرة النارية بصورة عشوائية وأول طلقة خرجت من فوهة
البندقية جاءت في رأس التاجر الشاب الصادق الحاج الخليفة ومسقط رأسه قرية
الخروعة بولاية الجزيرة ويعمل تاجراً بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور
وتوفي في الحال متأثراً بالطلق الناري الذي استقر في منطقة حساسة جداً ألا
وهي منطقة الرأس.
إطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية
ويقول
سفيان أبو رأس: وهنا انتهي الحوار الذي كان دائراً بين الجناة والمجني
عليهم ليدخل الصراع مرحلة جديدة بعد الطلقة النارية التي استقرت في رأس
التاجر الشاب الصادق الحاج الخليفة الذي سقط علي الأرض لا يحرك ساكناً فمات
بداخل كل واحد من رفقائه الأمل في الحياة قبل أن يتجرأ الجناة ويقتلون
التاجر الشاب الثاني حيدر الطيب ويصيبون التاجر الشاب الثالث محمد
عبدالرحيم.
وأثناء الشجار اسقط المجني عليه حيدر الطيب فرد المجموعة
المسلحة علي الأرض داخل الغرفة التي تم حجزهم فيها فقال له الجاني اتركني
فلم يتركه بالرغم من انه يتمسك بالسلاح في يديه وعندما رفض حيدر الطيب عليه
الرحمة فك قبضته إليه أصبح يطلق في الأعيرة النارية بصورة عشوائية إلي أن
هجم التاجر الشاب محمد عبدالرحيم علي الفرد الآخر من أفراد المجموعة
المسلحة ممسكاً منه الكلاشنكوف الأمر الذي حدا بالجاني العمل علي الفكاك من
تلك القبضة والسلاح جاهز للانطلاق إذ كان يحاول تصويب فوهة البندقية ناحية
قلب محمد عبدالرحيم فأصابه بعد جهد في الكتف بطلق ناري اقتلع اللوحة
الخلفية بعد إن اخترقت جسده من الأمام.
القتيلان الصادق وحيدر نزفا بشدة
ويواصل سفيان أبو رأس الحكاية قائلاً للدار وهم في تلك الحالة الدموية
التي سقط علي إثرها متوفياً التاجر الشاب الصادق الحاج الخليفة والمصاب
محمد عبدالرحيم استمر التاجر الشاب حيدر الطيب في المقاومة إلي أن تمكن
الجاني من أن يطلق عليه طلقاً نارياً في محسنه مما أدي إلي سقوطه أرضا
لاحقاً بزميله المتوفين في الحال (الصادق) والمصاب (محمد) وبعد أن تأكدت
المجموعة المسلحة إنهم لم يعودوا قادرين علي المقاومة أو حمل السلاح تركوهم
في الغرفة (مسرح الجريمة) ولكنهم حملوا معهم الخزينة وفروا هاربين تاركين
التجار الشباب الثلاثة في بركة من الدماء بعد أن نزفوا نزفاً شديداً جراء
الطلقات النارية التي اخترقت أجسادهم في مناطق متفرقة القتيل الصادق الحاج
الخليفة توفي في الحال برصاصة اخترقت رأسه.. والقتيل حيدر الطيب توفي بطلق
ناري استقر في محسنه اما المصاب محمد عبدالرحيم فجاءت الرصاصة في كتفه.
حيدر يغير صورته الشخصية بالفيس بوك
وكانت الدار قد أشارت إلي انه لقي تاجران مصرعهما وأصيب ثالث اثر اقتحام
مجموعة مسلحة المنزل الذي يقيمون فيه بمدينة نيالا الواقعة بولاية جنوب
دارفور بعد أن قاموا بقطع الإمداد الكهربائي عن حي الجمهورية الذي شهد هذه
المأساة التي توفي وفقها التاجر الشاب الصادق الحاج الخليفة البالغ من
العمر 22 عاماً بطلق ناري أصابه مباشرة في رأسه مما أودي بحياته في الحال
أما التاجر الشاب الثاني حيدر الطيب فقد كان ذلك الوقت يتصفح في صفحته
المطلة علي أصدقائه من علي شاشة موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) قبل أن
تصيبه طلقة نارية في محسنه يتوفي بعدها مسلماً الروح إلي بارئها والمثير
جداً انه كان في انتظار مقدم خطيبته ابنة خالته من المملكة العربية
السعودية والأكثر إثارة انه استبدل صورته الشخصية بصورة دامعة قبل مقتله
بخمس دقائق فقط.. أما التاجر الشاب الناجي من الموت المحقق محمد عبدالرحيم
فقد كان يتحدث عبر الهاتف السيار مع أهله.
إمساك المجرم المسلح من وسطه
وتعود وقائع هذه الجريمة البشعة علي حد قول رجل الأعمال وابن خالة
القتيلين الصادق الحاج الخليفة وحيدر الطيب للدار إلي أن التجار الثلاثة
المجني عليهم من قبل المجموعة المسلحة كانوا في المنزل الواقع بحي
الجمهورية بمدينة نيالا وفي حوالي الساعة التاسعة مساء الأحد الماضي اقتحم
الجناة خلوتهم بعد دقائق معدودة من انقطاع التيار الكهربائي بالحي المشار
إليه سالفاً وقاموا بجمع التجار الشباب في غرفة واحدة ثم صوبوا عليهم فوهة
البندقية التي كانت بحوزتهم مهددين لهم في بادئ الأمر.. مطالبين إياهم
بالدفع لهم بمفاتيح الخزنة الملحقة بالمنزل وعندما قوبل طلبهم بان المفاتيح
موجودة بالطلمبة المزودة للسيارات بمدينة نيالا بالبنزين والجازولين طلبوا
منهم أي المجموعة المسلحة منحهم مفتاح العربة البوكس القابعة في جراج
المنزل فما كان منهم إلا وإعطائهم له وبعد ذلك حدث ضرب نار عشوائي علي
خلفية ذلك هجم عليهم القتيل حيدر الطيب وقام بإمساك المجرم المسلح من وسطه
وسقط به علي الأرض وأصبح هو يطلق الأعيرة النارية في كل الاتجاهات كما
أسلفت بصورة عشوائية ما نتج عن ذلك مقتل الصادق بطلق ناري علي رأسه وحيدر
الطيب بطلق ناري في محسنه وإصابة محمد عبدالرحيم في الكتف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق