الثلاثاء، 20 مارس 2012

بدء محاكمة أفراد الشرطة المتهمين بقتل التاجر الشاب بالسوق الشعبي امدرمان

أولياء الدم يرفضون العفو ويطبعون صورته على فنائل في جلسة النطق بالحكم.
تقرير الطب الشرعي يقول: (أسباب الوفاة ناتجة من الإصابة بعيار ناري تحت الأبط الأيمن .
المجني عليه توفي بمستشفي السلاح الطبي بعد استئصال (الطوحال) بحوداث مستشفي امدرمان
أم درمان : سراج النعيم:
ثمة مشاعر وأحاسيس مشحونة بالوحشة والفجيعة والغربة والتوق للدفء الإنساني .. ثمة موجة صوتيه (لامسموعة) يتقن قلب أسرة التاجر الشاب القتيل عبدالحميد نصر الدين الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى متأثراً بطلق ناري صوبه عليه فرد من أفراد القوة النظامية اثناء ما كان يمضي في طريقة إلى موقع عمله التجاري بالسوق الشعبي أمدرمان مما أدى إلى سقوطه على الأرض في الحال الشيء الذي استدعى رجال الشرطة لإسعافه على جناح السرعة إلى حوادث مستشفي امدرمان التعليمي التي قرر فيها الأطباء أجراء عملية جراحية لاستئصال (الطوحال) ورغماً عن هذه الخطوة إلا أن حالته الصحية تدهورت تدهوراً مريعاً أضطرهم إلى نقلة عاجلاً إلى مستشفي السلاح الطبي ولكنه قبل أن يتم إدخاله غرفة الإنعاش المركزي توفي إلى رحمة مولاه بالعيار الناري الذي أصابه في
.
وفي سياق متصل قال أحمد إدريس أحمد ابن عم المجني عليه عبدالحميد نصر الدين : وما أن توفي – عليه الرحمة – بهذه الطريقة إلا وإتخذ مرتضي عبدالله الإجراءات القانونية بطرف قسم شرطة الصناعات تحت المادة (151) من القانون الجنائي وأفاد الشاكي في البلاغ بأن تداعيات حادثة المقتل بدأت باطلاق عيار ناري على ابن عمنا عقب تحركة مباشرة من معرض السيارات الخاص بعمنا في السوق الشعبي أمدرمان في الصباح الباكر من ذلك اليوم المشؤوم بعد أن قام باداء صلاة الصبح.. فما أن اقترب من وجهته إلا وظهر امامه فردان من قوة نظامية يرتديان زياً مدنياً.
وفاة عبدالحميد بطلق ناري:
وأضاف : وحسب الرواية اليّ رواها لنا قسم شرطة الصناعات بامدرمان بان القوة النظامية سالفة الذكر كانت تنصب كميناً للسرقات الليلية في ذلك الوقت الذي صادف مجيء المرحوم جارياً فقالوا له قف فلم يتوقف فما كان من فرد القوة النظامية إلا وأطلق عليه عياراً نارياً أدى إلى سقوطه على الأرض ماقاد الشرطة إلى اسعافه إلى حوادث مستشفي امدرمان التعليمي ومن ثم إلى مستشفي السلاح الطبي الذي اسلم فيه الروحي إلى بارئها . ومن هناك تمت احالة الجثة إلى مشرحة الطب الشرعي الملحقة بمستشفي امدرمان التعليمي التي أكدت أن اسباب الوفاة ناجمة من عيار ناري.. مما استدعى قسم شرطة الصناعات بامدرمان التحري في البلاغ .. الذي كانت نقطة الخلاف فيه تكمن في التوقيت مع التأكيد بأن القتيل التاجر الشاب عبدالحميد نصر الدين أعتاد يومياً ألا يتحرك إلى مكان عمله بالسوق الشعبي امدرمان وهو المكان الذي يقع بالقرب من البصات السفرية إلا إذا أدى صلاة الصبح في توقيتها .. وبالتالي لم نتفق مع الرواية القائلة أنه خرج في توقيت سبق هذا التوقيت الذي شهد عليه رفاقه الذين يقيمون معه في المعرض الخاص بالسيارات .. وما ينفي كل الروايات التي تصب رأساً في هذا الأتجاه أن العيار الناري أصاب ابن عمنا في منطقة الصدر وهو الأمر الذي أكده الدكتور جمال يوسف في تشريحه للجثة الذي قال لنا في خصوصه أن الوفاة ناتجة من الأصابة بعيار ناري تحت الابط الايمن . ومن وراء ذلك لابد من طرح سؤال في غاية الأهمية هل الإنسان إذا كان جارياً من شيء ما واردت أن تصيبه بطلق ناري هل تستقر الطلقة النارية في الظهر أم في الصدر؟ الإجابة في غاية البساطة من الخلف لأنه في تلك الحالة يكون قد استدار بظهره.
{ رفض أولياء الدم العفو:
واستطرد أحمد إدريس قائلاً: الشيء الهام جداً في هذه القضية هو أننا كاولياء دم للقتيل التاجر الشاب عبدالحميد نصر الدين لم يتم اخطارنا بالحادثة إلا في تمام الساعة الثانية ظهراً في حين أن الشرطة اسعفته إلى حوادث مستشفي أمدرمان التعليمي الذي استأصلوا له فيه (الطوحال) تم تحويله إلى مستشفي السلاح الطبي بغرض ادخاله غرفة العناية المكثفة لتلقي الأوكسجين إلا أنه توفي ليتم نقلة من هناك إلى مشرحة الطب الشرعي بامدرمان في يوم السبت الموافق التاسع عشر من شهر مارس 2011م .
وبالتالي ما أن اكمل قسم شرطة الصناعات بامدرمان التحريات في البلاغ إلا وتمت احالته إلى المحكمة بالسوق الشعبي امدرمان والتي عقدت جلسة في القضية التي طلب في إطارها محامي المتهمين عدم سحب الحصانة منهم . ومن ثم أجل النظر فيها إلى أن يبت في الاستئناف سالف الذكر ووفقاً إلى ذلك عقدت جلسة ثانية طلب من خلالها اهل المتهم بالقتل الوصول إلى صلح يعفي بموجبه أولياء الدم عنه إلا أننا رفضنا هذا المبدأ جملة وتفصيلاً.
{ طبع صورة القتيل في فنائل:
واشار أحمد إدريس إلى أن المتهم قال للمحكمة أنه اطلق العيار الناري على ابن عمنا التاجر الشاب عبدالحميد نصر الدين دفاعاً عن النفس مؤكداً في ذات الوقت أن المسافة بينه والمجني عليه (15) متر . في حين أن قرار الطبيب الشرعي يقول أن المسافة لحظة تصويب العيار الناري (3) سنتمتر .. بينما تأجلت المحكمة إلى 22 من الشهر الجاري . ونحن عقدنا العزم على ان نطبع صورة القتيل في فنائل نظهر بها جميعاً في جلسة النطق بالحكم . لأن الجرح الذي خلفه هذا الحادث مازال غائراً .. فهو في ريعان شبابه .. وعندما قتل بهذه الطريقة اخطرني المشرف التجاري عليه بأن (عبدالحميد) تحرك من معرض السيارات عقب ادائه لصلاة الصبح مباشرة .. وفي تلك الأثناء كنت أراقبه ورفاقه حتى يذهبون إلى اماكن عملهم بالسوق الشعبي بامدرمان .. وكان ان غادر هو نقطة الانطلاق التي كان بها .. وما أن تأكد من أنهم جميعاً نفذوا تعليماته .. توجه في الحال لأنهاء عمله .. ولكن ما أن مرت سويعات على ذلك إلا وتم تبليغه في تمام الساعة الثانية ظهراً بأن أبن عمنا التاجر الشاب عبدالحميد نصر الدين قد قتل بطلق ناري أودى بحياته.
{ القتيل يتاجر في الاسكراتشات والسجائر:
ويستأنف احمد إدريس الحكايا قائلاً: وعندما اعترض الجناة طريق ابن عمنا التاجر الشاب قاومهم مقاومة شديدة إلى أن اطلق عليه العيار الناري الذي توفي به وبالمقابل قمنا بوضع ملف القضية بين يدي محامي هو الذي يتابع معنا بدء محاكمة المتهمين بهذه الحادثة التي راح ضحيتها التاجر الشاب عبدالحميد نصر الدين البالغ من العمر ثمانية عشر ربيعاً وتعود جذوره إلى منطقة (الجفيل) بولاية شمال كردفان التي ترك فيها الدراسة الأكاديمية من اجل اعالة والديه .. فقرر أن يشدَّ الرحال من هناك إلى ولاية الخرطوم حيث استقربه الحال في مدينة أمدرمان ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل في المجال التجاري المتعلق ببيع الأسكرتشات والسجائر بالقرب من البصات السفرية بالسوق الشعبي امدرمان .. اما إذا اردت  أن اوصف إليك حالة والدته فأن كل الكلمات تعجز عن هذه الوصف إليك حالة والدته .. فأن كل الكلمات تعجز عن هذا الوصف الذي مازالت تركن في إطاره للحزن العميق على هذا الفقد المفاجيء بالنسبة لها .. فهي غير قادرة على تحمل هذه الحقيقة نهائياً خاصة وانه سندها الوحيد في هذه الدنيا بالرغم من وجود شقيقه الأكبر في مدينة بورتسودان.
اقوال المتهمين امام قاضي المحكمة
ويعود الى ماقاله المتهمين مع المتهم الأول واللذين أكدا انهما اطلاقا عيارا ناريا في الهواء بقصد التخويف ولكن زميلهم هو الذي اصاب المجني عليه عبد الحميد نصر الدين تحت الابط الايمن وكان أن حذراه من اطلاق النار عليه الا انه اصر علي ذلك وهذه الاقوال قالوها امام قاضي المحكمة الذي ينظر في هذه القضية التي  بدأت تفاصيلها منذ ان تحرك من معرض السيارات الخاص بعمنا خلف الله حسن بشير وهو معرض كبير جدا ملحق به حوش جعله استراحة لأبناء منطقة (الجفيل)  بولاية شمال كردفان ورغما عن ان اخونا مرتضي عبد الله طلب منه الاقامة  معه في  منطقة الصالحة الا انه رفض الفكرة على  اساس انه يود البقاء مع اصدقائه من ابناء المنطقة الذين يعملون معه في نفس المجال التجاري وربما ممانعته في الإقدام على هذه الخطوة كانت وفقا لمشيئة الله  سبحانه وتعالي
الوفاة بمستشفي السلاح الطبي
 من جهة أخري كانت الدار قد اوردت على صدر صفحتها الأولي مايلي: -
(تلقي قسم شرطة الصناعات بامدرمان بلاغا جنائيا من مرتضي عبد الله يوضح فيه ان التاجر الشاب عبد الحميد نصر الدين توفي مصابا بطلق ناري اطلقه عليه فرد من افراد القوة النظامية وهو يمضي في الطريق العام متوجها الى مكان عمله بالسوق الشعبي امدرمان وعلى خلفية ذلك سقط على الأرض مما استدعي الشرطة اسعافه الى حوادث مستشفي امدرمان التعليمي الذي قام فيه الاطباء باستئصال (الطوحال) بعملية جراحية ولكنها لم توفق سوء حالته الصحية الذي تضاعف على ماهو عليه اصلا فلم يكن امامهم بدا سوي نقله على جناح السرعة الى مستشفي السلاح الطبي الذي توفي فيه قبل ان يتم ادخاله الى غرفة الانعاش المكثف.
التحريات الشرطية في البلاغ

فيما ابلغ الشاكي مرتضي عبد الحميد الدار بأن قسم شرطة الصناعات بامدرمان دون بلاغا  جنائيا تحت المادة (151) من قانون الاجراءات الجنائية والذي باشرت وقتئذ الشرطة التحريات في البلاغ الذي أكد فيه الشهود ان المجني عليه تحرك من معرض عمنا خلف الله حسن بشير  في الصباح الباكر بعد ادائه لصلاة الصبح مباشرة وهو التوقيت الذي شهد به رفاقه الذين يقيمون معه في معرض السيارات بالسوق الشعبي امدرمان بينما اودعت الشرطة المتهمين في حراستها لحظة  اطلاق العيار الناري وعندما اكتمل ملف القضية هاهي تحوله الى المحكمة التي قررت جلسة في يوم 22 من الشهر الجاري.


ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...