الاثنين، 19 مارس 2012

بلاغات وقضايا المبدعين السودانيين ضد الفنانين العرب












الحلنقي يقاضي محمد منير في (وسط الدائرة ) وهلاوي ضد نانسي عجرم في شخبط شخابيط)
شرحبيل أحمد يخوض قضيته ضد محمد فؤاد في (الليل الهادي ) بالمحاكم المصرية ولكن !!
{ فرقة ميامي تنتهك حقوق سيد خليفة في(المامبو السوداني وازيكم) ومنير يتجاوز حقوق ولولي في (أكاجلي كمشكا)
الخرطوم : سراج النعيم :
من وسط ذلك الزحام تبرز قضايا المبدعين السودانيين ضد فنانين عرب مارسوا إنتهاكات على إبداعاتهم الغنائية دون أن يحفظوا لهم حقوقهم الأدبية والمادية المنصوص عليها في قانون الملكية الفكرية الذي يتمتع في إطاره الشعراء والملحنين والفنانين السودانيين بحماية مصنفاتهم وفقاً لحق المؤلف كحالة الاعتداء الذي تعرض له شاعر جمهورية الحب اسحق الحلنقي من قبل الفنان المصري محمد منير الذي غني أغنية (وسط الدائرة) بالإضافة إلى الفنان شرحبيل احمد من طرف الفنان المصري محمد فؤاد في أغنية (الليل الهادي) وفي سياق ذي صلة أتهم الشاعر عبدالوهاب هلاوي الفنانه اللبنانية نانسي عجرم بالسطو على فكرة أغنية (شخبط شخابيط) فيما يحفظ هذا القانون حقوق من يرث أو يخلف أصحاب الحقوق الأصيلة أمثال ورثة الفنان الراحل سيد خليفة الذي صدحت له فرقة ميامي الكويتية بأغنيتين هما (المامبو السوداني ) و(أزيكم) وهذا الأمر ينطبق تماماً على ورثة الشاعر الراحل الهادي آدم الذي غنت له سيد الغناء العربي أم كلثوم أغنية (أغداً القاك) في حال تأديتها باصوات غنائية أخرى .. المهم أن هؤلاء يشار إليهم عامة بمصطلح (أصحاب الحقوق) الذين لهم الحق الإستشاري في الإنتفاع بالمصنف أو التصريح للغير الانتفاع به على شروط متفق عليها وبإمكان اصحاب الحقوق منع الاعمال التالية أو التصريح بها:-
استنساخ المصنف بكل الأشكال ومنها الطباعة والتسجيل الصوتي وأداءه علناً ونقله للجمهور وإذا تمت ترجمته إلى لغات أخرى وتحريره كتحويل رواية إلى سيناريو وتنطوي الحقوق المجاورة على حقوق مشابهة لحق المؤلف ومنها حق التسجيل والإستنساخ .
{ اعتداءات الفنانين على الإبداع السوداني :-
ووفقاً لنص المادة (3) من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 1996م يشمله تعريف المؤلف وهو كل شخص طبيعي ابتكر المصنف وتم نشره (النص الشعري زائد التأليف الموسيقي للحن) والتسجيل له يتم وفقاً لنص المادة (23) من القانون اختيارياً وهو ليس شرطاً للحماية وإنما دليل إثبات أي دليل على نشأة المصنف أو تأليفه وإذا نشأ نزاع أو إتخذت اجراءات قانونية بشأنه ..وفي هذا أشارة إلى حفظ حق المبدع السوداني من التغول عليه من بعض الفنانين العرب .. فالنص الشعري للقصيدة والتأليف الموسيقي للحن يحفظان بالحماية القانونية ..وهي مقررة بموجب قانون الملكية الفكرية وحق المؤلف والحقوق المجاورة والإتفاقيات الدولية مثل الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف ومعاهدة المنظمة العالمية للملكة الفكرية (الوايبو ) بشأن حق المؤلف وهو يقوم على حماية الإبتكار .. وذلك بحسب ما جاء في كتاب ( ما هي الملكية الفكرية).
وفي سياق ذي صلة قال الشاعر الكبير اسحق الحلنقي : عزمت العقد جاداً على استرداد حقوقي الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد منير الذي غنى من كلماتي أغنية (وسط الدائرة) التي نقلها بصوته علناً في حفلاته الخاصة والعامة للجمهور بدون مقابل أدبي أو مادي أو مجرد الأذن فيما يخص النص الشعري .. وهذا الأعتداء يعد جريمة بموجب المادة (8) من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 1996م مقروءة مع المادة (36) من ذات القانون.
{ تفاصيل قضية الحلنقي ضد منير:
ويكشف الحلنقي تفاصيل الكيفية التي وصلت بها الأغنية إلى الفنان المصري محمد منير قائلاً : تعرفت على هذه الحقيقة من خلال البوم غنائي  فيه أغنية (وسط الدائرة) مضمنة مع مجموعة الأغاني المسجلة به واحتفظت بالألبوم سالف الذكر على مدى خمس سنوات . لأن العملاق محمد وردي كان رافضاً فكرة مقاضاة منير لدى سلطات الملكية الفكرية بالعاصمة المصرية القاهرة باعتبار أن الإجراءات القانونية في هذا الإطار لا تروق له ومن أجل خاطره استجبت في ذلك الوقت لما ذهب إليه ..ولكنني الآن أوكلت مستشاري القانوني لكي يقوم مقامي في الإتجاه على هذا النحو .. وأكد ليّ أنه لا تسقط الحقوق الأدبية والمادية بالتقادم حتى ولو مر عليها مائة سنة .. بالمقابل يجري المحامي ترتيباته للسفر إلى قاهرة المعز للإقدام على هذه الخطوات القانونية بشأن التعويض سوى أكان ادبياً أو مادياً .
فيما قال الحلنقي : استمع الفنان المصري محمد منير لأغنية وسط الدائرة في جلسة خاصة بصوت الدكتور الفنان الراحل محمد وردي بالقاهرة وكان أن أحب الأغنية وأخذ الأذن من وردي وكان ترديده لها بالنسبة ليّ مفخرة في أن تصل أغنية من أغنياتي إلى كل بقاع الوطن العربي . بالإضافة إلى ذلك فقد شارك بها في مهرجان بفرنسا وحازت على الجائزة الأولى ولكن بالرغم من ذلك كله تجاهلني كمؤلف تجاهل تام من ناحية الحقوق الأدبية والمادية والمؤسف أنه في الالبوم الغنائي الذي انتجه في السنوات الماضية كتب في خانة الشاعر (تراث) . ولو كان حفظ حقي الأدبي فقط كنت تجاوزت الإجراءات القانونية التي اقدمت عليها من اجل هذه الحقوق التي تحفظها الأجهزة الإعلامية المصرية كالذي يتم مع الشاعر الراحل الهادي آدم في أغنية (أغداً القاك) التي رددتها الفنانه المصرية أم كلثوم.. في حين أن الإذاعة السودانية تبث أغنياتي على مدى أربعين عاماً دون الأكتراث للحقوق المادية المنصوص عليها في قانون البث . وحتى هذه اللحظة لم اتلقي منهم اتصالاً هاتفياً يشكروني فيه على هذا الجمال .. وهذا يؤكد بمالا يدع مجالاً للشك أن هنالك ظلم يقع على الشعراء.
{ الإدارة الجماعية تتابع الحقوق :
ويقول الحلنقي : لكي نحافظ على حقوقنا الأدبية والمادية من التغول عليها من بعض الفنانيين العرب فلابد من قيام الإدارة الجماعية التي تم تشكيلها إلا أنها حتى هذه اللحظة لم تفعل . خاصة وأنها معنية بمتابعة حقوق المبدعين في كل أرجاء الدنيا .. وأن كنت هذه المتابعة تحتاج على إمكانياتي وهذا الأمر يتضح لك بجلاء في مطالبتي بحقوق الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد منير فالتكاليف المالية عالية جداً لكي تفتح البلاغ الجنائي . فمثلاً الفنان شرحبيل أحمد دفع في قضيته ضد محمد فؤاد في أغنية (الليل الهادي ) الكثير من المبالغ المالية ورغماً عن ذلك ما زالت  القضية مستمرة مع علمي أن فؤاد اعترف بالخطأ الذي أرتكبه وأبدى استعداده التام للوصول مع شرحبيل إلى تسوية كان يفترض فيه القبول بها.. لأن الفن جمال وبالتالي لو أعلن محمد منير في أي صحيفة من الصحف أن النص الغنائي لأغنية (وسط الدائرة ) من كلماتي. سأعلن بكل الحب تنازلي عن مقاضاته لان الشهرة التي قدمها ليّ منير لا تقيم بمبالغ مالية حتى لو منحني في إطارها مليار .. فالفن في النهاية لا يقيم ولا يشترى لأنه روحانية .. وبالمقابل تاكد أننا إذا وقفنا أمام القاضي المصري وقرر أن يحكم ليّ بمائة ألف جنيه  لا ارغب فيها بقدر ما ارغب في الاعتراف بحقوقي الأدبية في الأغنية من خلال الصحف.
{ بلاغ صالح ولولي في مواجهة منير :
وحينما نلخص اعتداءات الفنان المصري محمد منير على المنتوج الإبداع السوداني نجد أن الفنان النوبي صالح ولولي سبق واعلن عن هذا الإنتهاك في مجموعة من الاعمال الغنائية التي صاغ هو كلماتها ووضع لها الالحان التي تجاوزت الألفي أغنية ردد منها الكثير بالإضافة إلى فرقة تهتم بتراث النوبيين وانتج العديد من الأغاني المعروفة كأغنية (اكاجلي كمشكا) التي تغني بها في بادئ الأمر الدكتور الفنان الراحل محمد وردي ثم الفنان محمد منير ضف إليهم الأغاني التي تحمل عناوين (ياجميل سلانقي) و(الليلة ياسمرا) و (أوبابا) وهكذا اعتدى منير علي هذه الأغاني بالضبط كما فعل مع أغنية (وسط الدائرة) للشاعر اسحق الحلنقي وفي جميع هذه الأغنيات كتب في خانة الشاعر (تراث) دون وجه حق وهو الامر الذي استدعى صالح ولولي والحلنقي عقدهما العزم على مقاضاته لدى السلطات المختصة المصرية.
حق المؤلف والحقوق المجاورة
ونلتمس من هذه المحصلة الحقيقية أن  الحقوق الأدبية والمادية لاتسقط  للفترة الزمنية التقادمية لأن قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة راع فيهم المشرع  لهذه القوانين نقاط تحفظ للإطراف المعنية بهذا الأمر حقوقها كاملة حيث أنها عرفت في هذا السياق حق المؤلف بمجموعة من القوانين التي تمنح المؤلفين والفنانين وغيرهم من المبدعين الحماية لما ينتجونه من إبداع كل في مجاله ويشار إليه بمصلح (المصنفات) ولحق المؤلف علاقة وثيقة بمجال آخر من الحقوق المرتبطة به والمشار اليه بمصطلح (الحقوق المجاورة) التي تنطوي على حقوق مشابهة أو مطابقة للحقوق التي يكفلها نظام حق المؤلف.
هلاوي يقاضي الفنانة نانسي
وعندما نقلب الصفحة نجد ان الشاعر السوداني عبد الوهاب هلاوي قال: شرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة الفنانة اللبنانية نانسي عجرم لسطوها على فكرتي المتعلقة  بأغنية (شخبط شخابيط) التي وثق لها عبر اثير الاذاعة السودانية قبل سنوات وسنوات مؤكدا انه لن يتنازل عن حقوقه المكفولة له بالقانون الذي اوكل  في اطاره  محامياً ينوب عنه في كافة درجات التقاضي لدي  سلطات الملكية الفكرية بالعاصمة اللبنانية (بيروت) وتواجه نفس الأغنية (شخبط شخابيط) اتهاما آخراً من المنشد السعودي عبد السعود الذي اشارت الصحف السعودية الي الفنانة اللبنانية عجرم تسببت بجرح لهم أمام جمهورهم الذي ظن خطأ انهم سرقوا فكرة عجرم.
واعتبر المنشدون الاتهامات التي وجهت لهم مؤخرا باقتباس فكرة نانسي عجرم لا صحة لها لأن فكرتهم التي ركزت على توجيه رسالة تربوية للمجتمع حول ظاهرة الكتابة على الجدران طرحت في شريطهم قبل نحو العام فيما لم تسجل عجرم الكليب إلا مؤخراً.
أين الإذاعة السودانية من عجرم
واضاف المنشد عبد السعود: ان فكرة (الشخبطة) قديمة نفذها مع زميله المنشد حامد الضبعان الذي ألف الكلمات ووضع ايقاعاتها وفوجيء بعرض كليب عجرم على عدة قنوات فضائية.
وفي سياق متصل قال الشاعر السوداني عبد الوهاب هلاوي ان فكرة الأغنية كتب كلماتها  قبل الفترتين الزمنتين اللتين كشف عنهما الفنانة نانسي عجرم والمنشد السعودي عبد المسعود وذلك موثق له في مكتبة الاذاعة السودانية.
وهذا يقودنا الى اقتباس الافكار  طبقا للفكرة الاصلية دون اخذ الأذن المسبق من مبتكرها التي تناقلت في اطارها مواقع التواصل الاجتماعي  الفيس بوك والتويتر والياهو واليوتوب من على شاشة الشبكة العنكبوتية هاتين القضيتين ضد الفنانة اللبنانية نانسي عجرم مع التأكيد ان حقوق البث بالنسبة للشاعر السوداني عبد الوهاب هلاوي من حق الاذاعة السودانية التي كان يفترض فيها التضامن مع المؤلف في هذا النزاع حول فكرة الأغنية .
اما فيما يخص المنشد السعودي عبد المسعود فقد قال: ليس من حقي مقاضاة عجرم لأن حقوق البث تعود لمؤسسة (بارقة) وهي المنتجة للالبوم الانشادي الذي حمل عنوان (واحد طشي) الذي طرح في اسواق الكاسيت منذ اكثر من عام من تاريخه.
واعتبر الشاعر السوداني عبد الوهاب هلاوي ان اقتباس الافكار الاجتماعية دليل على نجاح فكرة أغنية (شخبط شخابيط) التي صورتها في اكثر من موقع جذبت بها شريحة مهمة جدا في المجتمع وهي شريحة الاطفال.
قضية شرحبيل ضد محمد فؤاد
ويبقي اصرار الفنان شرحبيل احمد في رد حقوقه الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد فؤاد الذي  سطا على أغنيته (الليل الهادي) دون ان يستأذنه لممارسة هذا الفعل المخالف لقوانين الملكية الفكرية للمنظمة العالمية (الوايبو) قائماً علي رد حقوقه وفقاً لما جاء في كتاب بعنوان (ماهي الملكية الفكرية) الذي أكد ان الابتكار هو الاساس الذي تقوم عليه حماية القانون وهو الثمن الذي تشتري به هذه الحماية وليس النص من التراث أو فلكلور ملك الجميع وحيث ان التسجيل  للمصنف وفقا لنص المادة (33)  من القانون اختياريا وهو ليس شرطا للحماية وانما دليل اثبات اي دليلاً على نشأة المصنف أو تأليفه إذا نشأ نزاع أو اتخذت اجراءات قانونية بشأنه فالحماية المقررة بموجب هذا القانون  والاتفاقيات الدولية مثل الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف الموقعة في 6 سبتمبر لسنة 1952م ومعاهدة   المنظمة العالمية  الفكرية بشأن حق المؤلف سنة 1996 تقوم على حماية الابتكار على ان يثبت المتضرر الانتهاك الذي تعرض له والعناصر المكونة للتعويض ومسوغاته واسبابه التي تخضع لرقابة من السلطات المختصة بتفيذ قانون الملكة الفكرية سوي أدبياً أو مادياً.
كتابة الإذن بالحق الأصيل
ومن هنا لابد من توضيح شيء في غاية الاهمية وذو صلة بالقضية التي نناقشها في كل  الجوانب والابعاد من حيث الاعتداءات  على   المنتوج الابداعي السوداني من بعض الفنانين والفنانات العرب الذين قد يكونون متناسين حق الاداء العلني للمؤلف الذي له  الحق  في استغلاله مالياً ولا يجوز ان ينال هذا الحق غيره الا بعد أن يمنحه صاحب الحق الاصيل إذنا كتابياً أو من يخلفه  ويحتوي بين سطوره على طريقة ونوع وحدة  الاستغلال وعلنية أو خصوصية المنبر أو المكان الذي يؤدي فيه الفنان أو الفنانة هذا المؤلف مع العلم أنه لا ينفي بأي حال من الاحوال حقوقه الأدبية والمادية في فتح بلاغ جنائي أو رفع عريضة دعوي جنائية بسبب الاعتداء على حقوقه المنصوص عليها في قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف مهما كانت الطريقة التي حدث بها الانتهاك الذي تم بثه بصورة مباشرة للمتلقي أو بصورة خاصة كانت ذلك بمقابل مادي أو دونه لأن أداء النص الشعري زائد اللحن الموسيقى وعرضه علناً أو بثه عبر اثير الاذاعة او التلفاز او تسجيله على البومات غنائية او عبر مكبرات الصوت يدخل في معني الاداء العلني وبالتالي للمؤلف الحق في اتخاذ الاجراءات القانونية وفقا لنص المادة (8/أ) أولاً فيما يتعلق بنقل المصنف (اداء  الاغنية متكاملة باضلعها المثلثة)  التي للشاعر أو الملحن  الحق الأدبي والمادي فيها.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...