الاثنين، 13 فبراير 2012

إختفاء القبطان عبده محمد عبده


من سراج النعيم النعيم في 22 أكتوبر، 2011‏ في 12:15 مساءً‏ ·‏
لغز إختفاء القبطان السوداني عبده محمد عبده ومفاجأة حول مبلغ تعويض الـ (50) ألف دولار بالمحكمة
وفاء : المحكمة تمنحنا (250) دولار شهراً ورئاسة الجهاز القضائي بالخرطوم تخاطب بنك السودان
هذه هي مأساة ابني . فالمشهد لا يصور احتمالات بديلة من (الكآبة)
المدلول الإنساني لأفعاله (القاسية) أو (الغامضة) أضاع الحقيقة بمرفأة ميناء سفاجا المصري..!!
القاهرة : الخرطوم : سراج النعيم
كيف يمكن أن تتحول  الأماني إلى مصيبة . في ظل غياب المعلومة الأكيده .. فالمكاتبات مليئة بما لا يشفي قليل وفاء حسن الشيخ موسى زوجة القبطان السوداني عبده محمد عبده المختفي منذ أكثر من عامين بشواطيء ميناء سفاجا المصري ؟؟ كيف يمكن ان تعيش والرياح المسمومة تنسج أثواب الحزن العميق .. الذي يكفي لخنق المستقبل ؟؟ كيف يمكن لهذا الواقع  أن يضمد الجراح المفتوحة والنازفة في القلب من الظلم .. نعم الظلم حتى في مبلغ التعويض عن فقد الحياة ؟؟ وتؤمل الزوجة الصابرة في تأمين مستقبل الأبناء بالـ (50) ألف دولار أمريكي التي قاموا بإيداعها بطرف محكمة شرق النيل بالخرطوم بحري .. وها هي وفاء تكافح وتنافح من أجل رفع الظلم عن أسرتها الصغيرة ..ولكن ماذا حدث ؟؟ لاجديد ..نعم لا جديد .. سوى مبلغ التعويض .. والحياة تنقضي .. كما تنقضي حياة (النبات ) سريعاً.
من جهتها قالت وفاء : المشهد لا يصور احتمالات بديلة عن (الكآبة التراجيدية ) التي عشناها ومازلنا نعيشها.. وهم بكل بساطة قالوا نحتسب المفقودين شهداء عند ربهم يرزقون .. ثم برروا ذلك بما ذهبوا إليه : لقد طالبنا الجهات المصرية مثل فرق البحث والإنقاذ ، مستشفي مبارك العسكري في منتجع الغردقة السياحي، الشرطة في سفاجا لإستخراج شهادة وفاة للمفقودين بواسطة ممثل الشركة .. والمحامي .. لكن كل هذه الجهود لم تفلح بإستلام ما هو مطلوب ويعتبر القانون المصري بأن أي شخص يفقد في البحر لمدة 15 يوم يعتبر متوفي.
صدق الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية:
وواصلت وفاء عرض التناقضات في خطاب الشركة المالكة لسفينة البضائع (ابن بطوطة) قائلة للدار : عزوا غرق الباخرة بعد حادثة التصادم مع الباخرة (أوكسل سلطان ) في المياه الإقليمية المصرية إلى إندفاع المياه في غرفة الماكينات التي بها فراغات (كل البواخر في العالم تصمم هكذا) .. وكذلك غرف الطاقم والممرات والمطبخ والأماكن الصحية والمخازن وبرج الملاحة هذا العامل أدى إلى إندفاع مياه البحر لداخل الباخرة جاذباً معه كل جسم يطفو على السطح بالقرب من السفينة ..وبذلك إستشهد 16 من أفراد الطاقم ذوي جنسيات مختلفة .. واضافوا : لقد ابلغنا نادي الحماية والتعويض البريطاني منذ وقوع الحادث .. وتابعوا كل التطورات .. واتبعثوا من لندن محامي قدير في الكوارث البحرية .. أجرى تحقيقاً شاملاً لكل التفاصيل ..وعليه قررت شركة التأمين دفع تعويضات للمتوفين بعد تقديم المستندات الشرعية الصادرة من بلدانهم . وعليه حررنا هذا الخطاب لإستخراج توكيل شرعي بإسم شخص واحد نيابة عن أسرة الشهيد لكي يستلموا تعويضهم عن فقدان الحياة .. لذا لابد من إستخراج هذا المستند بإسرع فرصة .. ويسلم إلى شركة المشتركة للمطالبات البحرية . وهي الممثل لتامين بيرتش مارين في السودان . وبالضرورة لا توجد صورة صادقة .. لأنني استخلصت من الخطاب المرسل ليّ من الشركة المالكة . أنهم يبحثون عن مخرج للورطة .. فثمة انفجارات داخلية تتفتح فوق حقائق إنسانية ممنوعة من الصرف .. هكذا تغلق الملفات الساخنة ..وليس أدل على ذلك برد الهيئة المصرية لسلامة الملاحة .. فهي كانت صادقة ولم تنجرف وراء هذا التيار ..ولم تقوم بتلك الخطوة .. لأنها لم تشأ أن تشارك أو أن تجلس على مقاعد المتفرجين.
علاج ابنه بالمملكة الأردنية:
إني أعي يومياً المدلول الإنساني لأفعاله (القاسية) أو (الغامضة) ضد أخيه الإنسان.. هكذا قالت وفاء زوجة القبطان السوداني .. ثم أردفت : توهمت أن ينتهي الأمر بخطاب الشركة .. المالكة لسفينة البضائع (ابن بطوطة) .. لكن ما كان خطابهم . إلا للاستمرارية في الغموض الذي يكتنف فقدان زوجي الكابتن عبده محمد عبده .. لم يكن ليّ حيلة سوى القبول بالتعويض حتى اتمكن من تربية الأبناء .. إلا أن المفاجأة كانت مذهلة عندما علمت بأن المبلغ لا يتجاوز الـ (50 ) ألف دولار أمريكي فقط. مقارنة بالتعويضات التي تدفع إلى كل ربان باخرة في حال فقدانه الحياة في عرض البحر . وبالرغم من ذلك ذهبت للجهة المعنية بالسودان .. فأكدت أنها أودعت المبلغ آنف الذكر لدى محكمة شرق النيل بالخرطوم بحري .. وهي بدورها قالت إنه لا يسلم إلا في حال صرفه على مشروع يستفيد منه أبناء القبطان السوداني المختفي (عبده محمد عبده) . على اساس أنهم قصر . وهي تمنح حسب الحوجة بإثبات يخص وجهة صرفه كالذي حدث بالضبط في الحالة الصحية لإبني الذي أصيب بحرارة حادة في فمه وعجز الأطباء هنا من الوصول إلى نتيجة . فما كان مني إلا وطلبت من الطبيب المعالج كتابة تقرير طبي للعلاج بالمملكة الأردنية الهاشمية ..وعندما فعل حملته وتوجهت به مباشرة إلى محكمة شرق النيل ووضعت على مضدتها التقارير الطبية . وعلى خليفة ذلك منحتني المبلغ المالي الخاص بهذه السفرية العلاجية . وإصراري على السفر نابع من أن أبني أصبح لا يأكل .. ولا يتكلم .. في حين أن المدارس شارفت على انتهاء الإجازة الصيفية . وبالفعل شددت الرحال إلى وجهتنا .. التي كتب له فيها الطبيب المعالج دواء لفترة زمنية طويلة .. بحثت عنه في الأردن ..فلم أجده . فعدت الي السودان وظللت ابحث عنه .. ولأن الله – سبحانه وتعالى – يعلم بحالي عثرت عليه في صيدلية قريبة من مكان إقامتنا بالخرطوم – على أن نعاود الطبيب الأردني بعد عام من تاريخه.
قصة مبلغ التعويض الخاص بالكابتن:
واسترسلت وفاء زوجة القبطان المختفي قائلة للدار : بالإضافة إلى ما اشرت إليه .. فإن المحكمة تمنحنا من جملة مبلغ الـ (50) ألف دولار (250) دولار شهرياً عبارة عن مصاريف خاصة بالأبناء .. وفي حال رغبت إنفاقها في غير الدراسة ..فأنني مطالبة بإثبات كالذي حدث بالضبط في الحالة العلاجية التي تطرقت لها في معرض تناولي لهذه القضية . فبعد الإطلاع على الأوراق من قبل قاضي المحكمة يتولي الأمر موظفيها ..وهم بدورهم يخاطبون ليّ رئاسة الجهاز القضائي بالخرطوم ..وما أن يطلعون على ذلك.. إلا ويخاطبون بنك السودان .. ومع مبلغ التعويض قصة مفادها أنني ظللت اتابع الإجراءات بمحكمة شرق النيل منذ اللحظة التي أودعت فيها الشركة المالكة لمبلغ الـ (50) ألف دولار بالمحكمة.. التي أصبحت أذهب إليها بشكل يومي من أجل استلام المبلغ المشار إليه مسبقاً . إلى أن أكتشفت أن القانون يشترط في حالة أن يكون الورثة قصر. أن تدفع وفقاً لفائدتهم .. حيث أنهم اشاروا علىّ بشراء قطعة ارض تسجل باسمهم .. وهذا ما كنت انوي أن افعله . فليس ليّ سواهم في هذه الدنيا بعد ان فقدت والدهم القبطان عبده محمد عبده.
عملية جراحية لزوجة القبطان :
وتستغرب وفاء زوجة القبطان قائلة: لا يوجد أمل في كشف الحقيقة .. لذلك كله تجدني مندهشة جداً كون ان عقلي مازال سليماً جراء تلك الملابسات .. فلا اعلم أين تكمن الحقيقة .. ففي بداية تداعيات اختفاء زوجي الكابتن بحري عبده محمد عبده ..كنت أكتفي بالركون إلى الأمل ..الذي أتجول معه في فضاءات رحيبة ..ظناً مني بأن الأمر سينتهي لصالحي مهما طال أوقصر .. هكذا كنت اوهم نفسي بالوصول لحل جذري ومقنع حول هذه الفقد ..ولكن ها هي الأيام والشهور والسنين تنقضي على عجل .. أي أنها تتسرب من بين يدي كالماء .. ولا تترك ليّ سوى الذكريات المريرة .. وفقد أخذت موقعها منذ اللحظة التي تلقي فيها القبطان السوداني عبده اتصالاً هاتفياً من الكابتن الصادق مدير شركة الراشد للملاحة بدولة الإمارات العربية المتحدة .. وهي الشركة المالكة لسفينة البضائع (ابن بطوطة) .. وهذا الكابتن أيضاً سوداني وزميل زوجي المفقود (عبده) ..والشركة مملوكة لعراقي ..وكان أن طلبوا منه تولي دفة قيادة الباخرة (ابن بطوطة) من سواحل ميناء ابوزنيم الواقع في المياه الإقليمية لجمهورية مصر العربية .. إلى مرفأ ميناء رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة .. ووقتئذ كان زوجي القبطان يقضي إجازة طويلة معنا بالخرطوم . فرفض الرحلة باعتبار أنه لم يكن مهيأ للقيام بهذه المهمة .. فماكان منهم إلا وأصروا عليه اصراراً شديداً حتى أن الشك بدأ يساورني فماذا حدث..؟
ماذا قال لنا مدير مكتب الشركة:
المهم أنني لم أكن مطمئنة لهذه الرحلة .. وإذا سألتني لماذا؟ سأقول لك : الحجة كانت ضعيفة بالنسبة ليّ فقد قالوا : (إن الكابتن محمد علي قائد سفينة البضائع بان بطوطة – سوداني الجنسية – زوجته مريضة – وسوف تجري لها عملية جراحية ) . الظرف إنساني ويستدعى الإستجابة الفورية .. ولكنني مازلت حتى تلك اللحظة غير مصدقة لهذه الرواية .. التي في إطارها أكدوا له أن الباخرة المعنية محملة بشحنة رمل زجاجي (6000) طن ) خاص بصناعة الزجاج.
وأضافت وفاء : وبالفعل لم يجد زوجي القبطان حلاً سوى التجاوب السريع مع الظروف الإنسانية الموضوعة على طاولته ..وبالفعل شدَّ الرحال إلى جمهورية مصر العربية في الثالث من مارس 2009م ..وعندما وطأة أقدامه مطار القاهرة الدولي أجرى اتصالاً هاتفياً بمكتب شركة الراشد للملاحة البحرية بالعاصمة المصرية .. ومن ثم توجه مباشرة إلى مدينة السويس في نفس اليوم ..وقام بمباشرة مهمته فوراً ..متولياً قيادة سفينة البضائع (بن بطوطة) .. وما أن مر على ذلك ثلاث أيام إلا وأدارت أسرته اتصالا هاتفياً بمكتب الشركة سالفة الذكر بامارة دبي بالإمارات العربية المتحدة للأطمئنان ومعرفة رقم هاتفه .. ولكن مدير المكتب هناك قال : (القبطان عبده محمد عبده ) تمام التمام .. إلا اننا لم نعطيه هاتفاً حتى تتمكنوا من الاتصال به ..وسوف نخبره بمجرد استلامه الهاتف أن يتصل بكم ) ..وبالفعل اتصل مؤكداً أن الباخرة قديمة ولا تتوفر فيها مياه الشرب .. هذا الحديث اطر في دواخلي كل الشكوك والظنون التي سيطرت علىّ منذ بداية هذه القصة.
حادث التصادم مع الباخرة أوكسل سلطان :
وأردفت وفاء قائلة للدار : بتاريخ التاسع من مارس 2009م أبحرت سفينة البضائع (ابن بطوطة ) من قبالة شواطيء ميناء سفاجا الواقع في المياة الإقليمية المصرية لعدة ساعات تم أصيبت الباخرة بعطب في عرض البحر .. ثم توقفت عن الإبحار حوالي الساعة الثانية صباحاً .. وكان في تلك الأثناء زوجي القبطان عبده يقف في كابينة القيادة . فطلب من نائبه عواد عراقي الجنسية الذهاب إلى الغرفة لكي يرتاح .. وبعد ساعتين من هذا العطل تعرضت الباخرة لحادث تصادم مع السفينة (أوكسل سلطان ) .. مما نتج عن ذلك غرق سفينة البضائع (ابن بطوطة) .. وعلى ضوء ذلك قامت فرق البحث والانقاذ بالعملية البحثية التي اسفر عنها انقاذ 9 أشخاص من طاقم الباخرة. المعتدى عليها .. وتوفي منماري الجنسية وفقد 16 من طاقمها بما فيهم زوجي الكابتن عبده محمد عبده محمد عثمان ... علماً بأن هذه السفية ليست الأولى التي تغرق في عرض البحار لشركة الراشد للملاحة البحرية.
مقابلة نائب القبطان بالغردقة:
عموماً تلقينا نبأ إصطدام باخرة البضائع (ابن بطوطة ) مع السفينة (أوكسل سلطان ) . . تم غرقها في المياه الإقليمية المصرية من خلال الصحف السيارة بعد مرور يومين من تاريخه .. إذ لم تتكرم الشركة بالاتصال بنا واخطارنا بوقع هذه الكارثة.
واستطردت وفاء : قمنا على خلفية ذلك بالإتصال بالشركة عبر مكتبها بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة . وأخبرتنا بأنهم مفقودين .. ولأن المعلومة غائبة عنا . أصبحنا نبحث في كل الوسائل الموصلة إلى حقيقة تشفي غليلنا .. وعندما دخلنا على الشبكة العنكبوتية .. وجدنا المواقع المطلة على شاشتها تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن زوجي القبطان عبده يتلقي العلاج بمستشفي الرئيس المخلوع مبارك العسكري بمنتجع الغردقة السياحي .. ولم يتأكد حتى هذه اللحظة ما هو مصير المفقودين .. فسافرت إلى مصر يحدوني الأمل في مقابلة زوجي بمستشفي الغردقة وقابلت عواد احمد نواف عراقي الجنسية . إذ أنه كان يشغل منصب نائبه في قيادة باخرة البضائع (ابن بطوطة) . فقال لي بالحرف الواحد .
ونواصل

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...