من سراج النعيم النعيم في 16 أكتوبر، 2011 في 11:50 صباحاً ·
مصافحة عصام الحضري تشعل فتيل أحداث العنف الدموي بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية
الثوار الشاب يعتدون على لاعبي المريخ بالضرب ويخطفون لاب توب صحفي سوداني رافق البعثة
قنصل السودان ببنغازي يخاطب المعارضة السياسية والعسكرية بالبيضاء لهذا السبب !!
طرابلس / الخرطوم : سراج النعيم
لعله ليس من الصعب فتح الآفاق في وجه الأحداث الدموية بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، خاصة وأن الدولة المعنية أمضت أكثر من أربعة عقود ، تحت مظلة حكم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي وانجاله وابرزهم سيف الإسلام ، فهي ظلت في مواجهة بيروقراطية متجذرة دائمة داخلياً وخارجياً ، وبما أن السودان والسودانيين في أجندة اهتمام النظام الحاكم هناك، دعونا نواصل كشف الجرائم الإنسانية والأخلاقية المرتكبة في هذا الإطار من خلال سلسلة (عائدون من جحيم الموت والهلاك بليبيا يروون تفاصيل مثيرة جداً للدار ) ، خاصة وأن الكثيرين من السودانيين واجهتهم ظروف صعبة جداً في ظل أحداث العنف الدموية الجارية بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، وهي قطعاً ألقت بظلالها على الأوضاع الراهنة علي السودانيين المقيمين هناك بمدن ومناطق الصراع المتصاعد الوتيرة بين القوات النظامية والمعارضة العسكرية التي تطلق على نفسها ثورة السابع عشر من فبراير ، ونسبة إلى أن هذه الحرب لا تفرق بين مذنب أو بريء ، عرضت بعض التصريحات غير المسؤولة مايربو عن نصف الميلون سوداني ، للقتل والذبح والحرق والسرقة والسلب والنهب .. ومن هنا نقف على هذه الحقائق من خلال شهود عيان نجوا بأعجوبة من قصف الصواريخ والطائرات المروحية وإطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
قتل السودانيين بتهمة الإرتزاق للقذافي:
ولا ينكر إلا مكابر الواقع الدموي الذي عاشه وشاهده السودانيين بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، خاصة بعد الإتهام الذي طالهم بالإرتزاق لصالح العقيد معمر القذافي ، الامر الذي وضعهم أمام خيار الإعتماد على أنفسهم بتوفير الحماية لهم ولاسرهم التي لم يسبق لها مشاهدة حرباً دموية من هذا القبيل ، أدت إلى الإنفلاتات الأمنية ، الناتجة عن إنعدام الأمن.
وأمن في ذات السياق آدم موسى أحمد الطيب البالغ من العمر (52 عاماً ) على القتل والذبح والحرق وإتلاف وسرقة المملتكات ، كما أن العشرات من السودانيين تعرضوا في تلك الأحداث الإنسانية والأخلاقية إلى الضرب والاستفزاز والاعتقال بالإيداع خلف أسوار السجون ، وقال للدار عقب عودته من مدينة البيضاء الليبية ، التي أمضى فيها (21 عاماً) : في البداية لابد من الإستسلام إلى أننا كسودانيين مهاجرين بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، عدنا إلى ارض الوطن في ظروف غير طبيعية ، ألا وهي ظروف الحرب الدامية ، ولكن إذا شخصنا وشرحنا الذي تعرض إليه السودانيين في تلك الأوقات الإستثنائية ، فإن معاناتنا نابعة من التصريحات المتهمة لنا كأفارقة مرتزقة يقاتلون إلى جانب صفوف كتائب العقيد معمر القذافي ، ويطلقون النار على ثوار ثورة السابع عشر من فبراير ، وأذكي هذه الفكرة غير الصحيحة لدى الليبيين وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية والعالمية، بالإضافة إلى تصريحات ربيع عبدالعاطي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية والدكتور يوسف القرضاوي فهي تصريحات لم تكن مسؤولة ، بقدر ما هي مهينة جداً للشعب السوداني قاطبة.
صلة حركة العدل والمساواة بالإنتفاضة:
وأضاف السوداني آدم موسى أحمد الطيب قائلاً للدار : وعندما كنت وسط البركان المتفجر بمدينة البيضاء، ظللت اتابع التظاهرات الإحتجاجية من على شاشة قناة (الجزيرة ) الإخبارية وصادف ذلك ان تلقيت مكالمة هاتفية من زوجتي بالعاصمة السودانية (الخرطوم) ، وهي منزعجة جداً ، لتسألني اين أنت الآن في الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية؟ فقلت لها : موجود بمدينة البيضاء، فقالت لي : كيف أنت بهذه المدينة وقناة الجزيرة الإخبارية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الطائرات الحربية تقصف في مدينة البيضاء؟ ، فقلت لها : لا أساس لهذا الحديث من الصحة ، مما يعني أن القناة كانت تنقل في الأنباء غير الصحيحة ، وكما أنني وقفت وقفة تأملية في التصريحات التي أدلى بها الأستاذ ربيع عبدالعاطي الناطق الرسمي بأسم وزارة الخارجية السودانية ، والدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين بالوطن العربي ، فهي كانت تصريحات تحرض المواطن الليبي ضد الأفارقة بصورة عامة . وبما أن السودانيين تمتاز بشرتهم بالسمرة ، عاشوا وأضاعاً بائسة جداً ، بعد أن تواترت أنباء عن أعمال عنف يتعرض لها المهاجرين الأفارقة ، الأمر الذي حدا بالكثير منهم الاختباء داخل منازلهم ، ولكنهم رغماً عن ذلك لم يسلموا من الموقف غير الإنساني والأخلاقي ، الذي أفرزته كلمات بسيطة ، تؤكد بشكل حاسم أن الأفارقة أنضموا إلى كتائب العقيد معمر القذافي كمرتزقة ينتمون إلى حركة العدل والمساواة المتمردة بإقليم دارفور المضطرب منذ العام 2003م ، السؤال الذي يفرض نفسه من هذا الواقع هل المواطن الليبي ملم بحقيقة أن السودانيين المقيمين بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ليست لهم صلة بحركة التمرد سالفة الذكر ، وبالتالي مثل هذه التصريحات لم تكن موفقة بأي شكل من الأشكال ، لأنها أزهقت عدداً كبيراً من الأرواح السودانية والأفريقية المنتمية إلى دول نيجيريا ، تشاد ، وجنسيات أخرى.
التبرع بالدم لصالح الثوار الليبيون:
وقال السوداني آدم موسى الطيب للدار : ومن تلك التصريحات المسبقة ، عملنا نحن في الجاليات السودانية بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية مع الثوار الشباب على تصحيح الوضع المحرض لليبيين ضد السودانيين ، وبعد جهد كبير ، تمكنا من إعادة الثقة بيننا وثورة السابع عشر من فبراير ، بعد أن تبرأنا من تصريحات ربيع عبدالعاطي الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية السودانية ، الأمر الذي استدعى قادة الإنتفاضة الشعبية الليبية إلى دعوة الجالية السودانية بمدينة البيضاء إلى الإنضمام إلى خيمة المعارضة السياسية والعسكرية ، وفور تلقينا هذه الدعوة شكلنا لجان من مجلس الجالية بالمدينة ، وذهبنا إليهم في الزمان والمكان المحددين، وكان أن خاطبهم ممثلنا ، مؤكداً لهم وقفتنا مع الثورة الليبية قلباً وغالباً ، ومن ثم سألناهم ماذا يطلبون منا كجالية سودانية ، عاشت معهم ردحاً من الزمن ، فكان ردهم على النحو التالي : ما هو موقفكم من الأحداث الدائرة آنياً بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، ونظام الحكم القائم على أمر البلاد ؟ فكان ردنا كما يلي : الحرب التي تشهدها المدن والمناطق هنا ، لا تعنينا في شيء من قريب أو بعيد ، لأنها في المقام الأول والاخير ، تعد شأناً داخلياً ، لا يخص أي إنسان على وجه البسيطة ، سوى الشعب الليبي ، ورغماً عن ذلك نحن على أهبة الإستعداد للتبرع بالدم ، وكان أن نفذنا هذا الوعد الذي قطعناه مع ثوار ثورة السابع عشر من فبراير بالذهاب إلى بنك الدم بمستشفي مدينة البيضاء، بالإضافة إلى ذلك ربطنا الأستاذ حالد حسن عباس قنصل جمهورية السودان بمدينة بنغازي بالمعارضة المسلحة بمدينة البيضاء، مخاطباً إياهم هاتفياً من مقر إقامته بالمدينة التي تعتبر معقلاً للمعارضة السياسية والعسكرية ، والذي بدوره أوضح الرؤية السودانية فيما يدور بأراضي الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكي ، قائلاً لهم : ما يحدث هنا شأن داخلي ، لادخل لنا به ، وبهذا اللقاء أصدر قادة ثورة السابع عشر من فبراير ، قراراً لنقاط الإرتكاز والسيطرة بعدم إعتراض طريق السودانيين المقيمين بالجماهيرية ، خاصة أولئك الذين يحملون وثائق ثبوتية سودانية أو بطاقة الجاليات بالمدن والمناطق هناك، وتسهيل مسألة عبورهم بكل سهولة ويسر، وهو الامر الذي سهل إجلاء السودانيين تفويجاً عبر معبر السلوم المتاخم للحدود الليبية المصرية.
المريخ السوداني والإنفجار الإنساني والاخلاقي بالجماهيرية:
وبالعودة إلى بداية الأحداث الدامية بالجماهيرة الليبية العربية الإشتراكية قال السوداني آدم موسى الطيب العائد من الإنفجار الإنساني والأخلاقي : بدأت أعمال العنف تـأخذ هذا الشكل بوصول سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لسدة الحكم ، وطرحه لفكرة (ليبيا الغد ) ، موجهاً خطابه إلى الشباب الليبي، الذي كانت مشكلته تكمن في البطالة ، وفي هذه النقطة تحديداً وضع حلولاً من خلال منظمة العمل بالنسبة للخريجين ، الذين تم حصرهم عبر مكاتب تسمى بـ( الخدمة العامة ) ، وحددت لهم رواتب شهرية في حود (450) دينار ليبي ، لحين إيجاد فرصة عمل ، بينما كان محوره الثاني يدور حول أزمة السكن، الذي طرحت في إطاره (90) ألف وحدة سكنية لكل بلدية ، ولكن تسارع الأحداث بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، وتعالى الأصوات الداعية لمحاسبة المفسدين إدارياً ، وإقالتهم من المناصب ، وانتخاب قيادات جديدة للعمل بدلاً عنهم ، ولكن إنفلات الأمن من الضبط ، عجل بانهيار تلك الموجهات ، السؤال الذي كان يطرح من وراء ذلك بأي صفة يخاطب المهندس سيف الاسلام الشعب الليبي ووالده العقيد معمر القذافي موجوداً على رأس النظام الحاكم بالبلاد ، ومن كل هذا التداعيات خرج مناوئي السلطات الرسمية للشوارع في اليوم الذي لعب فيه فريق المريخ السوداني مباراته الودية ضد فريق الأخضر الليبي باستاد مدينة البيضاء ، والذي خرجت منه الجماهير مباشرة إلى الشارع العام ونظمت تظاهرات احتجاجية في السادس عشر من فبراير ، أي أنهم هم الذين اطلقوا الشرارة الأولى للإنتفاضة الشعبية بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ، وكانت الطامة الكبرى حينما توجهوا ناحية مكاتب الامن الداخلي بالمدينة ، وما أن رآهم الضابط يندفعون في إتجاههم بعددية كبيرة ، إلا وأمر قواته باطلاق الأعيرة النارية عليهم، مما أدى إلى إصابة أحد تجار الذهب، أثناء إغلاقه لمحله التجاري ، وكان أن توفي في الحال ، وفي السابع عشر من فبراير تمت إقالة ضابط الأمن من منصبه ، وصادف ذلك تشييع جثمان تاجر الذهب إلى مثواه الأخير ، وما أن تمت مواراته الثرى ، إلا وساءت الأحوال الأمنية بمدينة البيضاء ، وخرجت من نطاق السيطرة ، خاصة وأن السلطات الأمنية لم تكن لديها تعليمات باطلاق النار الحي على المواطنين الذي عمدوا على حرق المؤسسات الحكومية والمدنية ، وهكذا أصبحت مدينة البيضاء مشتعلة ، وتفاقمت المشكلة من واقع أن الجماهيرية تفتقر للجيش النظامي الذي لعب دوراً كبيراً في الإنحياز للثورات في بعض الدول العربية كالثورة التونسية والمصرية، وإنما ليبيا تعتمد إعتماداً كلياً على كتائب الرئيس الليبي معمر القذافي بقيادة انجاله سيف الإسلام وخميس ، الساعدي ، الدكتور معتصم (هاني بعل) .
الحضري يشعل فتيل الإنتضافة الشعبية:
ومن هنا بدأت الإنطلاقة الفعلية لثورة السابع عشر من فبراير ، حيث قال السوداني آدم موسى للدار : بدأت الإنتفاضة الشعبية الليبية مع إطلاق حكم مباراة المريخ السوداني ضد فريق الأخضر الليبي لصافرة نهاية المباراة باستاد مدينة البيضاء، حيث اقتحمت الجماهير المستطيل الأخضر لمصافحة عصام الحضري حارس عرين نادي المريخ السوداني والتقاط الصور التذكارية معه ، إلا أن ذلك لم يتحقق لهم نسبة إلى أن إنفلاتاً حدث ، بعد أن وصف أحد لاعبي المريخ السوداني حكم المباراة بالمرتشي ، فما كان من جماهير النادي الأخضر ، إلا أن اعتدوا على لاعبي فريق المريخ بالضرب ، كما أنهم خطفوا جهاز اللاب توب الخاص بأحد الصحافيين المرافقين للبعثة، وبعد ذلك غادرت الفرقة إستاد مدينة البيضاء ، ليتم رشق البص الذي كان يقلهم بالحجارة ، الشيء الذي قاد سائق البص الليبي التوجه مباشرة إلى مكاتب الأمن الداخلي ، وعندما وصلنا إليهم وجدناهم في حالة إرتباك شديد ، فرفضوا إتخاذ الإجراءات القانونية بهذه الواقعة ، وطالبوا السائق بالذهاب بالبعثة السودانية إلى الفندق ، وسوف يأتون إليهم في مكانهم لفتح محضر جنائي بهذا الإعتداء ، الذي أعتذر عنه نادي الأخضر الليبي، متكفلاً بقيمة زجاج البص وتعويض الصحفي السوداني جهاز لاب توب بدلاً عن ذلك الذي خطفه منه المتفلتين من داخل استاد مدينة البيضاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق