جهاز الأمن الليبي يعتقل سودانياً في ظروف غامضة بمدينة سرت الساحلية..
الزين: الثوار الليبيون يعتدون علي السودانيين بالأسلحة والأيدي داخل منازلهم ..
السلطات الرسمية الليبية تحجز جواز الزين وزوجته ايمان لأغرب سبب ..
طرابلس: الخرطوم: سراج النعيم
في خطوة مفاجئة فجر السوداني العائد لتوه من الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية الزين بابكر محمد الفحل البالغ من العمر 50 عاماً أمضي منها هناك مايربو عن الـ18 عاماً فجر مفاجأة حزينة حول الازمة الانسانية والأخلاقية مع تصاعد وتيرة العنف والنزاع بمدن ومناطق الجماهيرية مؤكداً أنه يعزي مخاطر الحرب الاهلية خاصة في مدينة سرت الساحلية مسقط رأس الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي .. فهي تشهد صراعاً دموياً بين النظام الحاكم في البلاد والثوار المناهضين له والذين أطلقوا علي أنفسهم ثورة السابع عشر من فبراير فقد تعرضت المدينة الي القصف الذي أحدث سلسلة إنفجارات قوية هزتها وفي ظل هذه الأجواء الملغومة واجه السودانيين ظروفاً قاسية جداً أدخلت الهلع والخوف الشديدين اللذين جعلاني اقوم بإجلاء أسرتي المكونة من زوجتي ايمان حسن حسين و أبنائي محمد وياسر وعمر وبناتي شذي وندي وفاطمة بالاضافة الي العميد سالم ابو زيد القذافي مدير جهاز الامن العام بمدينة سرت الذي حجز جوازي وجواز زوجتي لسنوات وسنوات الامر الذي قادني الي إتخاذ الاجراءات القانونية في مواجهته ومنذ تلك اللحظة لم أذق يوماً حلواً في حياتي وأصبحت عرضة للإنتهاكات غير الانسانية.
إعتقالي بمكتب الأمن الشعبي بسرت ..
وتابع السوداني الزين بابكر الفحل سرد تفاصيل مأساته بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية قائلاً للدار أمس : ددت الرحال الي مدينة سرت الليبية الساحلية قبل 18 عاماً عملت من خلالها في بادئ الامر لدي شركة الشركة الايطالية للانشاءات المعمارية إلا أنها بمرور الزمن قامت بتصفية إستثماراتها فما كان مني إلا وأن عملت في شركة هدرو قرانديا التابعة للبوسنة والهرسك للانشاءات المعمارية وفي هذه الفترة إستأجرت منزلاً من أحد سكان مدينة سرت وهو أصلاً تعود جذوره الي مدينة مصراتة وكان ان عقدت معه اتفاقاً يقضي ان أجري ترميمات للمنزل سالف الذكر علي أن تخصم تكلفة الصيانة من مبلغ الاستئجار الشهري بموجب فواتير وصلت في قيمتها المالية الي الف وثمانمائة دينار ليبي وما ان مرت ثلاثة أشهر من تاريخه إلا وجاء اليّ المواطن الليبي وطالبني بدفع الإيجار الشهري فقلت له كيف افعل ذلك وهنالك إتفاق مسبق بيني وبينك فرد علي بلهجة حاسمة لايهمني هذا الاتفاق الشئ الذي حدا بي ان أرفض الاستجابة له وعندما احتدم الخلاف بيننا احتكمنا الي مكتب الأمن الشعبي بمدينة سرت وكان ان إنحازوا الي المواطن الليبي بوضعي قيد الاعتقال علي أساس أنني اجنبي ولن يطلق سراحي لحين إحضار جوازي الذي كان مودعاً بطرف شركة البوسنة والهرسك للانشاءات المعمارية ما إستدعاني لإيفاد من يأتي به الي ولكن أحد افراد الشرطة الليبية أشار عليّ بأنه سوف يذهب معي للانتهاء من هذه المهمة وبالفعل تم لك إلا انهم حجزوه وطلبوا مني حل الاشكالية مع صاحب المنزل الذي اقطن فيه بالايجار.
حجز جوازي وجواز زوجتي بسبب الايجار..
وأردف السوداني الزين الفحل قائلاً: وعندما شعرت بان الامور لا تمضي لصالحي قررت الجلوس مع المواطن الليبي الذي توصلت معه لصيغة تفاهمية منحته علي إثرها مبلغاً مالياً ذهبت بعده الي مكتب الامن الشعبي لإسترداد جواز سفرى السوداني لكي أصرف به راتبي الشهري من شركة البوسنة والهرسك للانشاءات المعمارية وكان ان قطعوا معي وعداً بإعطائي الجواز في اليوم التالي من تاريخه وعندما حضرت في الزمان والمكان المحددين رفضوا الايفاء بالوعد الذي قطعوه معي قبلاً فعقدت معهم صفقة أضع وفقها جواز زوجتي ايمان حسن سالم بدلاً عن جواز سفري وقد قبلوا بالفكرة إلا أنني تفاجأت بحجزهم للجوازين معاً فأصبحت أتردد علي مكتب الامن الشعبي يومياً اذ أنهم كانوا يقولون لي ان الجوازين داخل مكتب المدير الذي اما غير موجود او في اجتماع وهكذا الي ان قالوا لي بكل بساطة الجوازين ضاعاً الامر الذي إستفزني بشكل لا يمكن تصوره فلم أجد أمامي بداً سوى ان ارفع عريضة دعوي جنائية ضد الامن الشعبي الليبي بمدينة سرت الساحلية لدي رئيس نيابتها الابتدائية أكدت من خلالها انني المواطن السوداني الجنسية الزين بابكر محمد الفحل مقيم بمدينة سرت حيث أنني تقدمت بشكوي الي النيابة العامة قبل خمسة سنوات وتتلخص الشكوي في ان مكتب الامن الشعبي بالمدينة حجز جواز سفري وجواز زوجتي ايمان حسن حسين بواسطة المدعو (معيوف) وذلك مقابل إستئجاري منزل من مواطن ليبي بمدينة سرت ورغماً عن تسديدي المبلغ المشار اليه إلا ان الجوازين ظلا رهن الحجز وعندما راجعت مكتب الامن الشعبي بمكتوب من رئيس النيابة العامة الذي طلب من رئيس مكتب الامن الشعبي المحلي سرت إحالة جوازي السفر الخاصة بي وزوجتي الي نيابة سرت الابتدائية علي وجه السرعة ولكن بكل اسف لم ينفذ من ذلك شيئاً واحداً.
مدير الأمن العام يهددني بالقتل ..
واستطرد السوداني الزين الفحل قائلاً: وبعد كل هذه الاجراءات تم إستدعاء مدير الأمن الشعبي (معيوف) وحققت معه النيابة العامة حول جوازي وجواز سفر زوجتي ايمان وخلال التحقيق أبرز مستند يفيد فيه انه سلم الجوازين الي العقيد شرطة وقتئذ سالم ابو زيد مدير البحث الجنائي وعلي خلفية ذلك ذهبت اليه مباشرة فقال لي كيف ترفع ضدنا عريضة دعوي جنائية فقلت له: حتي أتمكن من إسترداد الجوازين فقال لي: من اليوم وصاعداً لا تسأل عنها ثم هددني تهديداً شديد اللهجة ظل علي ضوئه يضعني في راسه واضعاً امامي المتاريس وعندما تمت ترقيته الي رتبة العميد شرطة عين مدير الامن العام لمدينة سرت الساحلية علمت من طباخة الخاص عبده السوداني ان الجوازين موجودين داخل مكتبه وبحكم انه لاعلم له بالازمة المتفجرة بيني وبينه قال لي: لماذا لا تأتي الي مكاتب الامن العام وتستلم الجوازين من العميد شرطة سالم ابو زيد القذافي فهي اذا بقيت علي حالتها هذه سوف تضيع فقلت له توجد فيها اشكالية مع مدير الامن العام متجاوزاً ذلك بقوله المهم وجدت عمل فقلت له علي الرحب والسعة وما ان ذهبت الي المنزل المعني بذلك إلا وتفاجأت بأنه منزل مدير الامن العام بمدينة سرت الساحلية فما كان مني إلا وخرجت منه مسرعاً حتي لا يحدث بيني وبينه إحتكاك ومن وراء كل هذه التداعيات تلقيت تهديداً صريحاً بالقتل من العميد شرطة سالم ابوزيد الامر الذي إضطرني الي رفع عريضة دعوي جنائية لرئيس النيابة العامة وكان ان خاطب لى مدير الامن العام فقلت في غرارة نفسي هذا الرجل لن يتورع من فعل اي شئ معي لذلك قررت السفر الي العاصمة الليبية (طرابلس) التي تبعد عن مدينة سرت الساحلية نحو 360 كيلو متراً لابلاغ السفارة السودانية بما تعرضت اليه طوال السنوات الماضية ومن ثم استخراج جوازي وجواز زوجتي ايمان حسن حسين ولكن موظفي السفارة اشترطوا عليّ احضار شهادة فقدان من مكتب الامن الشعبي بمدينة سرت وكان ان عدت مجدداً الي المدينة الساحلية الواقعة علي الطريق الرئيسي المؤدي الي العاصمة الليبية (طرابلس) وما ان وطأت قدماي اراضيها الا وتوجهت مباشرة الي مكتب الامن الشعبي طالباً من أفراد الشرطة ان يستخرجوا لي شهادة فقدان للجوازين السودانيين اللذين ضاعا هنا فأشاروا عليّ بمقابلة مدير الامن الشعبي الجديد وبعد ان أجري معي تحقيقاً شاملاً حول ملابسات ضياع الجوازين بمكتب الامن الشعبي سرت امر باستخراج الشهادة الخاصة بالطلب الذي وضعته علي منضدته وفور استلامي لها شددت الرحال مرة ثانية الي العاصمة الليبية طرابلس ودفعت بشهادة الفقدان الي السفارة السودانية وهي بدورها مشكورة قامت باجراء اللازم كما انني إستخرجت منها فيزة اضطرارية لاسرتي خوفاً عليهم من التهديدات التي ظللت أتلقاها باستمرار من العميد شرطة سالم ابو زيد القذافي مدير الامن العام بمدينة سرت.
إنفجار الأوضاع بمدينة سرت الساحلية ..
وأشار السوداني الزين الفحل الي المعاكسات والتهديدات قائلاً ومنذ تلك اللحظات الصعيبة وانا أعاني الامرين من الاستهداف المحكم الذي طوقني به العميد شرطة سالم ابوزيد القذافي حيث أنني لا اجد في مدينة سرت إلا كل المعاكسات فكلما عثرت علي عمل بشركة من شركات الانشاءات المعمارية يعتذرون لي بإيعاذ من مدير جهاز الامن العام بالاضافة الي محاولة ايقاعي في قضية ما الشئ الذي أشعرني ساعتها بخطورة مايحدث معي علي حياتي وحياة أسرتي وعندما حدث الانفجار المدوي بالجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية وبدأت الاحداث الدامية بمدينة سرت تأخذ حيزاً من الانفلاتات الامنية وبمرور يومين علي الانتفاضة الشعبية الثورية علي نظام حكم العقيد معمر القذافي عملت جاهداً علي إجلاء أسرتي من وسط ذلك البركان المتفجر حيث وجدت لهم مكاناً بباخرة بحرية اقلتهم من مدينة سرت الساحلية الي خارج المياه الاقليمية للجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية بينما بقيت انا قابعاً في المدينة لأخذ شهادات ابنائي من مدارسهم وابنتاي شذي التي كانت تدرس في ثالثة هندسة بترول وندي في ثانية اقتصاد بجامعة سرت وفي هذا الاطار وجدت معاكسات لاحصر لها ولاعد الي ان تدخل الدكتور السوداني علي سليمان ويامن اللذين يعملان أستاذين بذات الجامعة وساعدني علي استخراج ملف شذي وندي ولم تكن هنالك مشكلة بالنسبة للملفات الدراسية الخاصة بأنجالي محمد وياسر وعمر بالاضافة الي صغيرتي فاطمة وبالانتهاء من ذلك اصبحت الاوضاع الانسانية والاخلاقية بمدينة سرت الساحلية لا تطاق من قريب او بعيد للدرجة التي نهاجم فيها داخل منازلنا كسودانيين من المتفلتين الذي استقلوا الظروف الراهنة التي إنعدم معها الأمن تماماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق