الأحد، 30 ديسمبر 2018

البكري يكشف أدق الأسرار والخفايا في آخر حوار مع (الدار)








..............
التعصب في النقد الرياضي سببه مرسي صالح سراج والسر قدور
.............
الموسيقار علي مكي يطرد الباشكاتب بسبب (وحيات أبتسامتك)
.............
ابوعركي البخيت رفض البقاء في الخرطوم لعدم إذاعة أغنية
..............
جلس إليه : سراج النعيم
..............
فيما كانت أصابعي تتحفز للنقر على مفاتيح الكى بورد لتكتب سيرة هذا الرجل الموسوعة الفنية المهولة إلا أن ذهنى لم يسعفني البته واستعصت عليّ الحروف، وأنا أبدل العبارة تلو العبارة، وامسح الجملة بعد الجملة، ومع هذا وذاك رأيت أن استنطق الاستاذ ميرغنى البكرى شيخ النقاد الفنيين.
في البداية سألت شيخ النقاد الفنيين من هو ميرغني البكري، وأين كان الميلاد والنشأة؟
قال : ميرغني شيخ مكي البكري الحلوى، من مواليد مدينة أم درمان حي (الهاشماب) في العام 1928م، تلقيت تعليمي الأولي بمدرسة أم درمان (الأميرية) والإبتدائي بين (الأحفاد) ومدرسة (الأقباط) الخيرية ثم انتقلت للمعهد العلمي الذي نلت فيه الشهادة الإبتدائية، وبدلاً من أن التحق بأحدي الوظائف الحكومية أصر والدي إصراراً شديداً بأن أواصل تعليمي في المعهد العلمي إلا أنني تمردت عليه نسبة إلي أن الدراسة في المعهد العلمي تختلف في المناهج الدراسية فالمقررات بالمدارس الآخري لا تشبه بقية المناهج، فيما كنت أعشق العمل في هندسة الراديو فما كان من ابن عمتي الدكتور أحمد البيلي المقيم معنا في المنزل إلا وحدث عمنا بكري عثمان الذي كان يمتلك (دكاناً) في سوق الإفرنجية الذي عملت فيه بعد أن تعلمت هندسة الراديو في شركة (كلبس) التي كانت تتبع إلى (جيراكل هاند)، وبما أن متجر عمي بكري كان يرتاده الكثير من أفراد الجيش الإنجليزي وسلاح الطيران الذين عرف من خلالهم أنني أستطيع التحدث معهم بلغة إنجليزية سليمة الأمر الذي حدا به أن يقدم لي إغراءات للاستمرار معه في العمل الحرفي الذي مازلت أمارسه كمهنة أفتخر وأعتز بها أكثر من العمل الصحفي لأنها مهدت لي وساعدتني في تعليم أشقائي وأبنائي، واستطعت عبرها أن ابني منزلي الخاص بالرغم من أنني ورثت ورثة كبيرة جداً تتمثل في منازل وأطيان من الوالد عليه الرحمة.
ماذا عن الصحافة؟
قال : كنت أراسل بعض الصحف التي لم تكن تتعدي الصحيفتين وهما (صوت السودان) التي تعبر عن لسان حال السيد علي الميرغني، و(النيل) التي كانت تتبع إلي السيد عبدالرحمن المهدي.
ما هو أول مقال صحفي كتبته وما هي الكيفية التي أوصلته بها إلي الصحيفة؟
قال : أول مقال كتبته بعثت به بالبريد إلى جريدة (صوت السودان) التي كان يرأس تحريرها محمد أحمد السلمابي وعنوان المقال (الممارسات الخاطئة للمتحرشين بالنساء في الطرماي) الذي تم نشره، ومن ثم أصبحت أراسل صحيفة (صوت السودان) من خلال البريد مع التأكيد أنني لم أكن أعرف أين يقع مقر الصحيفة بالرغم من أنني كنت أعمل في الخرطوم.
وماذا بعد ذلك؟
قال : عندما ظهرت جريدة (التلغراف) في المشهد حققت انتشاراً كبيراً في سوق الصحافة، فبدأت أراسلها إلى أن أفردت لي عموداً أسبوعياً كتبته بعنوان (صور من الحياة)، وأول مقال فني حمل عنوان (أحمد المصطفي السامبسة)، واخترت ذلك العنوان علي أساس أن عميد الفن كان أول مطرب يقوم بإدخال إيقاع (السامبة) في الأغنية السودانية، كما أنني لم أتوقف عن مراسلة صحيفة (صوت السودان).
كيف انتقلت للعمل في صحيفة الأيام؟
قال : صدرت صحيفة (الأيام) في العام 1952م، وكان رئيس القسم الرياضي صديقي عدلي ابوعجيب ابوطيارة الذي صرت أراسله في مجال الرياضة، وحينما صدرت جريدة (الصباح الجديد) في العام 1956م كانت مكاتبها في منزل رئيس تحريرها الشاعر حسين عثمان منصور بشارع الجمهورية بالخرطوم، المنزل المقابل إلى (الدكان) الذي كنت أعمل به، فاستفدت من ذلك مدعماً بالعلاقة التي تربطني بـ(هاشم عثمان منصور) الشقيق الأكبر للشاعر (حسين)، طالباً منه أن يتوسط لي بطرف شقيقه لأكتب في مجلة (الصباح الجديد)، وبالفعل لم يخيب ظني وأخبره برغبتي في الكتابة معه فقال له : (دعه يكتب لنا بعض المواد الرياضية)، وعندما كتبتها له : رد عليه قائلاً :( الزول دا وين)؟، فرد عليه قائلاً : يعمل في دكان (كمال دياب) فقال لشقيقه هاشم : (دع ميرغني البكري يأتي إليّ)، فكان أن ذهبت إليه بملابس العمل، فلاحظت أنه استغرب أن عاملاً مثلي يكتب فقال لي : (خطك الذي تكتب به الصفحة بي صفحتين، لذلك أكتب المواد علي صفحة واحدة)، وأنا أكتب في السطر الأولاني جاء ووقف علي رأسي ثم قال : (خلاص عيناك محرر رياضي)، قلت له : يا أستاذ حسين عثمان منصور لازم تختبرني حتى تتأكد من أنني لدى مقدرة أم لا فقال : اختبرتك من مراسلتك لجريدة (التلغراف) التي كنت سكرتير تحريرها الذي يجيز موضوعاتك التي كنت تبعث بها عبر البريد وأنت عندك مستقبل في الصحافة، ومن ساعتها استمريت في مجلة (الصباح الجديد) مع مواصلة عملي في دكان كمال دياب وعندما توفي الحويج في العام 1964م أصبحت الصفحات الفنية بمجلة (الإذاعة) بدون مشرف، فعرض محمد العبيد نائب مدير الإذاعة السودانية وقتها أن أشرف علي الصفحات الفنية بالمجلة، فلم أرفض العرض خاصة وأن رئيس تحريرها كان حسان سعد الدين الذي بدأت معه الصحافة في توقيت واحد في مجلة (الصباح الجديد) منذ العام 1965 إلي العام 1989م، وعلي خلفية ذلك تم تثبيتي في الخدمة الدائمة إلي أن أصبحت نائباً لرئيس تحرير مجلة (الإذاعة السودانية)، وأثناء عملي بها تعاونت مع عدد من الصحف مختصاً في النقد الفني.
لماذا اعتزلت ممارسة النقد الرياضي؟
قال : بصراحة النقد الرياضي في ذلك الزمن لم تكن فيه عنصرية والتعصب للهلال أو المريخ، كما يحدث الآن كنا نكتب بعيداً عن الميول الرياضية.
متي ظهر التعصب الرياضي؟
قال : في العام 1964م ظهر أول تعصب في النقد الرياضي، وكان سببه المرحوم مرسي صالح سراج مؤلف أغنية العملاق محمد وردي الوطنية (هام ذاك النهر) ومعه الشاعر السر احمد قدور، وكان النشر الذي ينشرانه في شكل قصائد تتغزل في الهلال والمريخ، والأستاذ حسين عثمان منصور أحضرهما للكتابة في المجلة دون أن يستشيرني، فرأيت أن ذلك فيه تجاوزاً للنهج الذي تنتهجه الصفحة رغماً عن أنني كنت أشجع الهلال ولازلت، وبالرغم من ذلك كنت أقسو عليه في نقدي، وهو نفس التوقيت الذي كسرت فيه رجل اللاعب صديق منزول، وهو السبب الأساسي الذي جعلني أعتزل الكتابة في النقد الرياضي وطوال الأعوام التي عملت فيها بالنقد الرياضي لم أترك مهنتي الأساسية وحتى وأنا موظفاً رسمياً في وزارة الثقافة والإعلام.
ما الذي فعلته عندما تم إيقاف مجلة (الصباح الجديد)؟
قال : اخترت وأثنين من الزملاء لكي ننضم إلى وكالة السودان للأنباء التي عملت فيها محرراً للأخبار العالمية والولايات والتحقيقات إلى جانب الأشراف علي النشرة الإخبارية وهي تصدر يومياً، وهكذا إلى أن تمت إحالتي إلى المعاش.
كيف استطعت الاستمرارية بعد التقاعد للمعاش؟
قال : في العام 1989م كنت متعاوناً مع جريدة (السياسة) في الجانب الفني، وكان الأستاذ خالد فرح مالكها ورئيس تحريرها قد قرر إصدار صحيفة آخري باسم (الحوادث) واختارني من بين كوادرها، وكان لأول مرة يتم إبرام عقد بمرتب ( 500 ) جنيه لم أكن أحلم به، ونحن نستعد لإصدار الصحيفة وفي اليوم الذي عانقت فيه المكتبات حدث انقلاب ثورة الإنقاذ الوطني، فشعرت بصدمة كبيرة لأنني لأول مرة أعين براتب كبير ولا أحظي باستلامه، فقررت منذ تلك اللحظة أن لا أكتب في صحيفة في النقد الفني إلا أن أخونا الأستاذ أحمد البلال الطيب الذي سأل عني صديقاً مشتركاً فقال له : (البكري أعتزل الكتابة) فقال : (دعه يقابلني وأنا سأقنعه بالعودة إليها) وبالفعل قابلته إبان كانت صحيفة (الدار) بالخرطوم بحري والتي صرت فيها متعاوناً، وبذلك أكون من أوائل المؤسسين للصفحات الفنية للصحيفة.
وماذا بعد العودة للكتابة؟
قال : استمريت في العمل الصحفي الذي انتقلت في إطاره إلي صحيفة (آخر خبر) ثم صحيفة ( عالم النجوم ) التي جمعتني بك سراج النعيم، هيثم كابو، مزمل ابوالقاسم، حسن عبدالرحيم، الرشيد بدوي عبيد، عاطف الجمصي، نادر حلفاوي وصديق ابونبيل، مشاعر عبدالكريم وعفاف حسن أمين وكل من تخرجوا من هذه المدرسة، فكل كتاب الرياضة وبعض كتاب الفنون تخرجوا من مدرسة عالم النجوم، وصحيفة (الكورة) للأستاذ عدلان يوسف، والتي كنت محرراً فيها للصفحة الفنية.
كيف بدأت علاقتك بالفنان محمد الأمين؟
قال : علاقتي به بدأت كأي مستمع عادي وذلك عندما سجل له المذيع الراحل حسن محمد علي في برنامجه (معرض الأقاليم) عبر أثير الإذاعة السودانية، وبدأت أغنياته تتسرب إلى البرنامج العام ما أتاح لي فرصة الاستماع إليها، ولم تكن لي معرفة مسبقة به، وأنا في مجلة (الصباح الجديد) كان لدى صفحة فنية إلي جانب صفحتي الرياضية تحت عنوان (إذاعة وإذاعيون)، وفي عام 1961م قال لي محمد خوجلي صالحين أنه سجل سهرة مع فنان من مدني، وكان أن نشرت الخبر، وفي يوم بث الحلقة وبالصدفة كنت خارج من المنزل فسمعت صوتاً غريباً يغني عبر أثير الإذاعة السودانية، صوت فيه تطريب وأداء فيه تمكن ومفردات النص الغنائي غريبة علي الأغنية السودانية، والعزف علي آلة العود متفرداً بالله دا الفنان اللقالوا لي الأستاذ فهمي محمد صالح !، فأنا أحسست أن مطرباً تتوفر فيه كل هذه الإمكانيات الفنية لابد أن يصبح فناناً له شأن، وأذكر شيء غريب جداً هو أننا كنا نساهر بالمقرن، وأثناء سهرتنا سمعت صوتاً قريباً من صوت الفنان محمد الأمين يغني (وحيات ابتسامتك)، فاستأذنت من الأصدقاء وقلت لهم إنني ذاهب للتعرف علي الباشكاتب، وكانت المفاجأة أنني وجدت لاعبي الموردة الذين رحبوا بمقدمي، وعندما أنتهي الفنان من أداء الأغنية قلت له : والله يا أستاذ محمد الأمين أنا من أشد المعجبين بك، فإذا بلاعبي الموردة يضحكون عليّ ثم قالوا : (ليس هو بالفنان محمد الأمين) وقالوا لي من غني هو بهاء الدين ابوشلة، وتمر بنا الأيام ويأتي ابواللمين وابوعركي البخيت للإقامة بام درمان مع أبوشلة إلي أن أصبحت بين محمد الأمين وابوشلة مصاهرة، وكنت علي ارتباط قوي بمدينة مدني التي كنت أزورها كل نهاية أسبوع، وفي يوم (خميس) أقيم مهرجان طلعت فريد للولايات، وشاركت فيه فرقة (الجزيرة) ومن ضمنها الفنان محمد الأمين، فقلت للتاج حمد مراقب عام الإذاعة السودانية والتلفزيون والمسرح القومي : يا التاج مهرجان طلعت فريد للولايات فرخ مطربين كثر فلماذا لا تشركهم في ليالي المسرح؟ فقال : (مطربي الولايات البعيدة بكلفونا إقامة وترحيل وبروفات ولا قدرة مالية لنا، ولكن إذا وجدنا فنان من مدينة مدني ممكن نشركه باعتبار أن مدني قريبة من الخرطوم)، فقلت له : غداً سأتوجه إلي مدني فمن من فناني مدني أحدثه لك لكي يشارك في ليالي المسرح، فقال : (محمد الأمين) وإلي هذه اللحظة لم تكن لي به معرفة شخصية، وعندما وصلت هناك وشرعت في الألتقاء به من خلال نزولي في منزل (السر السيد) الذي قررت علي ضوئه فرقة الجزيرة أن تقيم لي حفل تعرف في نفس اليوم الذي وصلت فيه مدينة مدني فقلت لهم : هل الفنان محمد الأمين سيأتي معكم؟ قالوا : من أوائل الحاضرين والمطالبين بتكريمك، وصادف في ذات اليوم كان هنالك زفاف لاعب الموردة عبدالغفار كبري، وهو يقيم معنا بام درمان حي (البوستة)، وكان كل ما ذهب لفنان يقال له أنه محجوز لحفل تكريمي، فسألهم أين ودالبكري؟ فقالوا له : (في منزل السر السيد)، وكان جاء إلي المنزل فوجد المجموعة التي تنوي الاحتفاء بي، فقال للسر عثمان كلما أذهب لفنان للارتباط أتفأجا به سيغني في تكريم البكري الذي أود مقابلته لكي يتنازل لي عن فناناً واحداً فتدخلت وقلت له أين ستقيم حفل زفافك؟ فقال : (في منزل أحد أعضاء لجنة تكريمك)، فقلت له : هل في الإمكان أن تجد لنا منزلاً خالياً يجاور منزل المناسبة؟ فقال : (عدد من المنازل)، فقلت : المشكلة إذن محلولة نحن نساهر في ذلك المنزل، وكل فنان من الفنانين يغني لك فاصلاً، وكان أن استمرت حفلته حتى الصباح، وهو اليوم الوحيد الذي التقيت فيه بالفنان محمد الأمين وجهاً لوجه، فقلت له : يا أخي الأستاذ التاج حمد مراقب الإذاعة السودانية والتلفزيون والمسرح القومي كلفني بأن أخطرك بالمشاركة في حفلة (المسرح القومي)، ولكن أنت لا تأتي للخرطوم إلا حينما نرتب لك حفلاً تجارياً تستفيد من دخله، وبالفعل في الزمان والمكان أقمنا له الحفل الجماهيري الذي شاركه فيه الفنان شرحبيل أحمد بـ(القران هوتيل).
ما الذي جعل محمد الأمين يعود مرة ثانية إلي مدينة مدني؟
قال : عندما قرر الاستقرار بالخرطوم قوبل بمعاكسات كثيرة جداً، وهو مازال فناناً ناشئاً، وفي يوم من الأيام دلفت إلي مبني الإذاعة السودانية فوجدت أمامي الفنان محمد الأمين غاضباً جداً، فسألته ما الذي ألم بك؟ فقال لي : (أنا الآن ذاهب إلي منزل بهاء الدين أبوشلة لكي أشيل شنطتي وأرجع إلي مدني)، ثم قال : (تصور علي مكي عندما قدمت له أغنية وحيات أبتسامتك من أجل أن أسجلها بالإذاعة طردني) وقال لي : أنت غير مجاز ولا أغنيتك مجازة نصاً ولحناً فقلت له : يا محمد الأمين ممكن تنتظرني في كافتيريا الإذاعة لأنني سأقابل الأستاذ التاج حمد مراقب عام الإذاعة السودانية، وكان أن أنتظرني فيما توجهت أنا مباشرة إلى التاج حمد ودلفت إلى مكتبه مباشرة فقلت له : يا أستاذ أليس هنالك قرار صادر من طلعت فريد يؤكد فيه أن أي فنان أشترك في معرض الولايات وقدم أغنيات من خلال المهرجان تعتبر مجازة وتسجل للإذاعة فوراً، قال : نعم.. فقلت له : طيب شوف علي مكي كاتب للفنان محمد الأمين شنو؟، فما كان منه إلا وشطب تعليق علي مكي رئيس الفرقة الموسيقية بالإذاعة وكتب (تسجل فوراً)، وقال لي شيلها ووديها إلى الموسيقار علي مكي، وعندما وضعتها على منضدته قال لي : عملتها يا البكري، وعندما أزفت ساعة التسجيل رفض كبار العازفين أن يعزفوا مع الباشكاتب أغنية (وحيات ابتسامتك) وهي اسمها الحقيقي (لقاء وعهد)، فيما بقي القليل منهم الذي عجز عن عزف (صولو) الكمان، وصادف ذلك حضور أستاذ الكمان الإيطالي (مايسترلو) الذي سأل ما هي المعضلة التي تقف أمامك في المقدمة الموسيقية؟ فقال له موسي محمد إبراهيم المشرف علي تسجيل الأغنية : لم يستطيعوا عزف المقدمة فقال له : نوتها لهم، وبالتالي التسجيل الذي يسمع الآن لمقدمة الأغنية الموسيقية لم تعزفها فرقة الإذاعة السودانية بل عزفها أستاذ الكمان الإيطالي ما يسترلو، وعندما جاءت الفرقة لتسجيل بقية لزمات أغنية (وحيات ابتسامتك) أخطئوا، مما أدي إلي إعادة التسجيل وعندما أحس فني التسجيل بضيق الوقت قال لهم : (سجلوا الكوبليهات كل واحد علي حدا وأنا سأقوم باللازم)، وبالفعل هذه الأغنية ومعها أغنية (المستحيل) للعملاق الراحل محمد وردي و(موكب الذكريات) للتاج مصطفي تم تسجيل ثلاثة أغنيات بطريقة المونتاج.
ماهي قصة كسر رجل الموسيقار محمد الأمين؟
قال : كسرت رجل الفنان محمد الأمين عندما كان بهاء الدين ابوشلة يقيم حفلاً لجارته التي يقع منزلها في شارع الإدريسي، وحينما شاهد ابواللمين عدد الفنانين كبير حاول الانسحاب من مكان المناسبة، وبدلاً من أن يسلك الطريق الذي جاء به سلك الطريق الغربي المؤدي إلى (خور ابوعنجة)، وكما تعلم أن الوقت كان مظلماً، فسقط إلي أن انكسرت رجله التي أسعف على إثرها إلي المستشفي وأدخلت في (الجبص)، ثم توجه إلي مسقط رأسه، وفي تلك الأيام شددت الرحال إلى مدني وزرته في منزلهم، وجلست إليه في الديوان الذي تفتح نوافذه علي الشارع، وإذا بالشاعر الكبير فضل الله محمد يأتي لمعاودة الباشكاتب الذي وجه إليه خطابه قائلاً : (لماذا انقطعت عنا)؟ فرد عليه فضل الله قائلاً : (والله يا محمد جئت مرات عدة، ولكنني أجدك تغط في نوم عميق، وعندما سألت عنك ناس البيت قالوا لي بعيد عنك محمد الأمين دا متحسس شوية)، وأنا من تحت الشباك قلت : يا فضل الله دا ما مطلع أغنية، حينها سأل محمد الأمين هل البكري في البلد؟ قال : نعم، فقال لي فضل الله : (أنا دايرك) ومن هذه الجلسة قرروا المشاركة في زفافي، وكان أن شاركني محمد مسكين، ابوعركي البخيت، محمد الأمين، وقدم كل واحداً منهم أربع أغنيات خاصة، وكان أن عسكروا في مدرسة مدني الثانوية للبنات بقيادة العازف حافظ عباس وجاءوني قبل يوم الزفاف فقلت لهم أنتم لن تجدوا فرصة لكي تقدموا أغانيكم الجديدة، ولكن سأخصص لكم يوماً في حفلات الحنة وفي إطار زواجي غني محمد الأمين (قالوا متألم شوية)، وهي أغنية تم تأليفها خصيصاً للباشكاتب، هنالك حدث مهم في حياة محمد الأمين الذي لا يذكره في حواراته إلا وهو أن اتحاد الفنانين أقام أول حفل في العام 1965م كان يجلس الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري ويمينه إبراهيم الكاشف مدير أعمال النادي وشماله الوزراء خضر حمد وعبدالماجد ابوحسبو وزير الإعلام آنذاك، وعندما قدموا الفنان محمد الأمين صار يترنح يمنه ويساره نسبة إلي ضعف نظره، فإلتفت الأزهري إلىّ وكنت أجلس خلفه مباشرة شخصي ومحمد العبيد مدير الإذاعة السودانية والسياسي الجنوبي وليم دينق والبرفيسور علي إبراهيم شمو وسمعنا الحوار الذي دار بين إسماعيل الأزهري والكاشف الذي قال له الزعيم الراحل : ليلة مهمة زي دي يا الكاشف يحضرها رئيس الحكومة والوزراء والسفراء تجيبوا فنان ناشئ، فرد عليه الكاشف قائلاً : دا ما فنان ناشيء دا عندو مشكلة في النظر، فما كان من الأزهري إلا والتفت إلي عبدالماجد ابوحسبو، وقال له بصوت عال : (يا ماجد فنان أكتوبر عندو مشكلة في النظر وأنت موجود)، فقال له : (من الغد سأعمل علي أن يتلقى الفنان محمد الأمين العلاج وفعلا تم تسفيره إلي المملكة المتحدة مرتين).
وماذا عن ابوعركي البخيت؟
قال : رفض البقاء في الخرطوم نسبة إلي أن احمد الزبير رفض أن يذيع له أغنية عبر أثير الإذاعة السودانية حيث أنه عاد إلي منطقة مدني الصناعية وكان وقتئذ صبي لحام لديتر.

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

تظاهرة في قلب الخرطوم، وسط إعتراض من الشرطة، وسماع إطلاق رصاص كثيف في الهواء و” بمبان “

...................................
إعترضت الشرطة السودانية، تجمع يدعى “المهنيين السودانيين”، تمت الدعوة له عبر مواقع التواصل، للمطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، وسط تأييد من بعض قوى المعارضة، عبر مذكرة تسلم للقصر الجمهوري، كان مقرراً لها ظهر اليوم الثلاثاء.
وتصدت الشرطة للتظاهرة وسط الخرطوم، وأطلقت أعيرة نارية كثيفة في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين تشتتوا في قلب العاصمة الخرطوم، بينما وفرت مواصلات نقل عامة لنقل المواطنين إلى منازلهم قرب جامعة النيلين.
وهتفت الاعداد الكبيرة من المتظاهرين بالحرية وإسقاط النظام، وسط إنتشار كثيف من قوات الشرطة والامن، مدججين بهراوات وغاز مسيب للدموع، واسلحة، انتشرت بشكل واسع بالسوق العربي وشارع البلدية وشارع القصر وسط الخرطوم.
وقامت القوات الأمنية بحصر التظاهرة وتطويقها من جميع الجهات، مع إطلاق “للبمب
وكانت قد إنتشرت قوات كثيفة من الشرطة وسط العاصمة السودانية الخرطوم، منذ الصباح الباكر، طوقت ما يعرف بميدان أبو جنزير حيث كان في الماضي موقف للمواصلات العامة، وبحسب جولة لمحرر كوش نيوز في المنطقة المركزية للخرطوم شاهد إنتشاراً كثيفاً للشرطة في معظم الشوارع التي تؤدي الى مركز العاصمة.
ويعاني السودان من أزمة إقتصادية خانقة، إنعكست على شح وزيادة في أسعار السلع الإستهلاكية، وتضخم بنسبة أكثر من 60%، مقابل تدني دخل الفرد الذي يعجز أن يقابل متطلبات الحياة الأساسية، مما تسبب في تظاهرات احتجاجية عمت بعض المدن السودانية.

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

سراج النعيم يكتب : الصمت في ظل الباطل

......................
عندما يصمت الإنسان عن شئ ما لا يعني صمته أنه عاجز عن تفنيد ذلك الشئ، ولكن قد تكون هنالك قيوداً تمنعه من الإفصاح بما حدث معه، أو قد يحدث معه في تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ حياته، وربما ذلك لوحده يجعل الإنسان يلوذ للصمت ليس خوفاً.. أو جبناً.. إنما لا يود أن يدخل آخرين في حسابات ومحاسبات في أمر ليس هم طرفاً فيه، أو ربما فعل ذلك خوفاً من أن يحرج من ناصروه علي الباطل الذي هو إلي زوال مهما طال أمده.. هكذا أظل اتألم.. اتأوه .. أحزن، وفي كثير من الأحيان ابكي علي هذا الواقع المرير، نعم واقع مرير بكل ما تحمل ما تحمل الكلمة، واقع بكل أسف يقوده البعض نحو الهاوية.. لا قل نحو حتفه الاخير، لذا لا يجدي الصمت.. نعم لا يجدي رغماً عن أن البعض يظل صامتاً.. فربما أنهم يجدون في الإفصاح مزيداً من الألم.. والتأوه.. والحزن.. و.. و... و....و.... الخ. من تجربتي العميقة في الحياة وجدت أن التحدث في بعض القضايا الحساسة لا يجدي نفعاً خاصة حينما تحس بالظلم يطالك علي اعلي مستوي ولا تستطيع أن ترد عنك ذلك الظلم لأنك مكبل بقيود لا حصر لها ولا عد ولا يمكن لأي إنسان عاقل أن يتخيلها أو يتصورها، فما بالك بالإنسان البسيط يكون مضطراً للصمت لأنه يري فيه أنه الانجع حينما يدخل في مواجهة ضد هذا أو ذاك.. نعم أنه يلوذ للصمت خوفاً من التحديات الجسام التي قد تقابله في المستقبل.. مما يضطر إلي الصمت الممزوج بالألم.. بالحزن.. بالمرارة، هكذا يحس بدواخله ممزقة.. ورغماً عن ذلك ينتظر ذلك اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق، ويجد كل إنسان إجابة علي التساؤلات الدائرة في مخيلته إلا أنه وإلي أن يأتي ذلك اليوم يبقي الصمت هو الملاذ الأعظم، فبالصمت يمكن للإنسان أن يترجم ما حدث بكل شفافية متحدياً بذلك كل الضغوط.. والمرارات.. وحب الذات. في اعتقادي أن جميعنا فقد شيئاً عزيزاً لديه بأي شكل من الأشكال.. ولكن رغماً عن ذلك فإن الطبيعة البشرية تمتاز بالنسيان ليس كلياً.. بل جزئياً ومع هذا وذاك تبقي هنالك أحداث خالدة في الذاكرة لا تبرحها قيد انملة، فالذاكرة تعيد للإنسان ما لا يريد أن يتذكره، لذا إذا شاهدتم أناساً يضحكون فلا تعتقدوا أنهم قد لا يكونون يتمزقون.. يتقطعون من قساوة الألم الذي سببه لهم من لا يأبهون باحاسيس ومشاعر الاخرين، وبالتالي الضحك لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذا الشخص أو ذاك سعيداً في حياته، ربما هي لحظة لكي ينسي همومه.. ذكرياته المؤلمة.. وما أن تزول تلك اللحظة.. يعود إلي الألم... الجراح... الحزن... يعود إلي تلك الذكريات المريرة، وهكذا تظل تلك اللحظات الاشد قسوة وإيلاماً حيث تأخذ موقعها الاستراتيجي داخل كل إنسان شفيف.
ومن هذه البوابة.. وهذا المدخل لابد من التأكيد بأنني اعتدت أن أتعامل مع أي إشكالية تعترض طريقي بكل هدوء وتروي، ففيهما أجد أسلوباً راقياً ورصيناً للكتابة بعيداً عن الانفعال اللحظي الذي لا يسمح للانسان بترجمة أفكاره في صورتها الصحيحة، فالإنسان حينما يلجأ إلي ما أشرت له، فإنه يجد اﻟﺮﺍﺣﺔ، ولكن من يكتب منفعلاً فإنه يجد الراحة للحظة محدودة، وﺗﻤﻀﻲ به الأيام، نعم تمضي به علي نحو سالب بالتفكير فيما فعل، وكيف يتجاوز ذلك، فالعمر يمضي، نعم يمضي بتقادير مكتوبة، لا يعلمها ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ سبحانه وتعالي، لذا يجب علي الإنسان الذي تعترض طريقه إشكالية أن يفكر، ويخطط جيداً قبل اتخاذ القرار الذي يحدد مستقبله، لذلك علي الإنسان قراءة المشهد قراءة صحيحة حتي يعبر عما يجيش في دواخله بشكل سليم لا تشوبه أية شائبة خاصة وأن الأرواح خلقت لقضاء عمرها المحدد ثم ترحل مخلفة وراءها كل ما أنتجته من أفعال سالبة أو موجبة.
من هنا لابد من التأكيد بأن هنالك من لا يستطيع تناسي جراحه.. آلمه.. أحزانه.. أوجاعه.. مراراته، هكذا هي الحياة طالما عاش فيها، يصحو من نومه بقلب ربما ملئ بالألم.. بالأحزان.. بالأوجاع.. بالمرارات، وبالتالي عليه أن يتعلم منها، فالإنسان يجب أن يأخذ دروساً من التجارب التي تمر به.
بالمقابل هنالك أناس يعرفون جيداً كيف يديرون الأزمات.. إذا كانت في محيطه الشخصي.. أو الأسري.. أو المجتمعي، وذلك من واقع أنه ينظر إلي ما حدث من إشكالية بالأمس بحكمة، ويتعامل معها بتروي.. وتأني، فهو لا يأخذ معه إشكالية إلي الأمس بذلك انفعال، هذا هو الفهم الذي يجب أن يتبعه كل إنسان حتي يجعل من هذا الأسلوب قائداً لذاته.. أسرته.. مجتمعه، فالقلوب أضحت لا تحتمل ما يجري وعليه فعلي الإنسان أن يبذر بذور التفكير الإيجابي في نفسه قبل أن يبذرها في نفوس الآخرين، فهذا يكفيه للخروج من أي نفق ضيق.
ومما تطرقت له وسأتطرق له أجزم أنني كلما مرت بي إشكالية افكر فيها تفكيراً عميقاً قبل أن أبحث لها عن الحل، فلا أتغير لمجرد أن إنساناً ما اقتحم حياتي بشكل مفاجئ، ويحاول جاهداً أن يخلق أجواء مليئة بالأوهام التي يصنعها من نسج خياله المريض، ظناً منه أنه يستطيع أن يؤثر في تفكيري إلا أنه لا يعرف أنني إنسان يحتفظ ويحترم عادات وتقاليد المجتمع باحترام عقلية من يخاطب فلكل منهم قيم ومبادئ، فلا يمكن لأي إنسان أن يكون باله مشغولاً علي مدار الساعة بمشكلة ما اعترضت طريقه نسبة إلي أن الله سبحانه وتعالي ذرع في كل إنسان نعمة النسيان الذي هو الدواء الناجع.

سراج النعيم يكتب : جرائم الابتزاز والاحتيال باستخدام (الإنترنت)

.......................................
تمثل الجرائم الإلكترونية صورة من صور الإجرام المستحدث، وتعتبر من الجرائم التى يعاقب عليها القانون، وتعرض بعض الطرق التى يلجأ إليها المجرمون للاحتيال من خلال مواكبة التطور الذي تشهده (العولمة) ووسائطها المختلفة، وذلك طبقًا للظروف المحيطة بكل دولة من الدول، فهناك أساليب غير المشروعة، وذلك في ظل التكنولوجيا المتسارعة في كافة مناحي الحياة، حيث ثبت بما لا يدع مجالاً للشك فإن المجرم الإلكتروني لم يعد يتورع من ارتكاب الجرائم باستخدام ثورة الإتصالات والتقنية الحديثة، وقد ظهرت في إطار ذلك أنواع مختلفة من الجرائم التي لم تكن مألوفة للمجتمع السوداني، وأصبحت تشكل هاجساً مؤرقاً لتسارع تطورها وانتشارها بسرعة فائقة وما يميز (المجرم الإلكتروني) أنه يمتلك عقلية خاصة يوظفها لارتكاب الجرائم الإلكترونية مع التطور التقني في الاتصالات وثورة المعلومات من جهة إلى طفرة تكنولوجية ومعلوماتية لم يشهدها العالم من قبل، وبالتالي تشهد بعض المجتمعات العربية العديد من الانحرافات التي يطلق عليها علم الجريمة (الجرائم المستحدثة)، وهي مجموعة من الأساليب الإجرامية التي تتوافر فيها أركان الجريمة
تعتبر (قرصنة) و(تهكير) الحسابات المصرفية والإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية إذ يرسل المجرم الإلكتروني رابطاً يدعو من خلاله الضحية لإعادة إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور نظراً لوجود تعارض في بياناته مع بيانات أخري، وتكمن الخدعة في أن الرابط المرفق هو لموقع منسوخ طبق الأصل عن موقع آخر، ويستفيد المجرم الإلكتروني من سهولة استخدام الهواتف الذكية بإرسال الرسائل النصية القصيرة والتي تحتوي على أن الضحية قد فاز بمبلغ من المال، علماً بأن الجهات المعنية بالمسابقة لم تقم بها، لذا يعتبر هذا الأسلوب من أساليب النصب والاحتيال، وذلك بالاتصال بالأرقام والعناوين المبينة في الرسائل القصيرة لغايات استخدامها في عمليات إلكترونية، بالإضافة إلي المكالمات الواردة من أرقام دولية التي يعمد المتصل الاتصال وإعادة الإرسال دون إفساح المجال للضحية بإستقبال المكالمة الواردة إليه ويهدف من ذلك إثارة فضوله ومن ثم شد انتباهه وعندما ترد عليه يقول لك أنه يمر بظروف إنسانية صعبة جداً تتمثل في أنه من دولة افريقية تشهد ويلات الحروب والمجاعات، ويحاول البحث عن من يساعده في تصريف أموال قد ورثها عن والديه أو اختلاق قصص من هذا القبيل لغايات تأمين أمواله مقابل تحويل العملة من بلده بمبالغ أقل من سعرها الحقيقي بكثير.
فيما بدأت الجرائم الإلكترونية تأخذ حيزها في الفضاء وفقاً لزيادة تطلعات مستخدمي الإنترنت من أجل إحداث تغيرات جذرية في الإطار الإنساني والاجتماعي، وفي السياق دعا مهتمين بالشأن للتصدي للاستخدام السالب من الناحية المعنوية والمالية خاصة وأنها تغلغلت في المجتمعات المعاصرة بصورة مقلقة ومخيفة جداً، مما أدي إلي انعكاسها في شكل جرائم مستحدثة ترتكب في حق الضحايا، بينما يوظف المجرم الإلكتروني أدوات الإنترنت ووسائطه لتحقيق أغراض ومصالح شخصية ضارة بالآخرين، وتعرف الجرائم الإلكترونية أنماطاً مختلفة من السلوكيات الخارجة عن القانون، حيث تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة لتسهيل الجريمة، ويترتب على ظهورها ضرر.
لقد ظللت منذ العام 2010م أحذر من مغبة الاستخدام السالب للعولمة ووسائطها المختلفة، إلا أن البعض يصر علي المضي بها نحو الهاوية بدلاً من الاستخدام الايجابي فمن المؤسف حقاً أن هنالك ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ينتهكون العروض بنشر مقاطع فيديوهات وصور فاضحة عبر تطبيق (الفيس وبوك)، و(اليوتيوب) و( الواتساب )، والأخير أصبح وسيلة إعلامية سريعة في إيصال الرسائل التي يهدف أصحابها إلي (الابتزاز) بصور يتم إرسالها ما بين الفينة والأخرى، وهو أسلوب لا يدعنا نحافظ علي العادات والقيم السودانية التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي، لذا أكرر رجائي لكم أحبتي بعدم تداول الفيديوهات والصور الخاصة والفاضحة، ولا تساهموا في نشرها حتى لا تدمر أسرة كاملة، فربما تكون هذه الصورة قد انتشرت كانتشار النار في الهشيم، وهي في ذات الوقت (مدبلجة) أو تم التقاطها عن طريق الخطأ، فوقعت في يد إنسان لا يرحم، إنسان عديم الضمير نشرها بهذه الطريقة لتحقيق أغراض شخصية أو فعل ذلك عن جهل، لذا علي أخواتي الفضليات أن ينتبهن إلي خطورة صورهن في إطار التطور التقني الذي يشهده العالم، التطور الذي أفرز (المجرم الإلكتروني) الذي يجد سهولة في ارتكاب جرمه من خلال توفر الهواتف الذكية، والتحايل عبرها بإرسال مثل هذه الصور، ربما باﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ولكن ما لا يعلمه أمثال هؤلاء هو أﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻣﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ وﻻ ﻳﺠﺪﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﺨﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ، ومثل هذه الظاهرة سبق وﺣﺪثت ﻣﻌﻲ من أحد الأشخاص والذي كان يبعث لي ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ مسيئة ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﻔﻲ ﺧﻠﻔﻪ، فلم أﻧﻔﻌﻞ ﺑﺮﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، وﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻛﺮﻩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺒﺮﻭﺩ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﺨﻴﻔﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ.
ومما ﻃﺮﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺣﻲ يوضح بجلاء أن الصور التي يتم التقاطها يكون ضحاياها في ظل التطور الذي يشهده العالم يوماً تلو الآخر خطراً داهماً خاصة وأن ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻣﻘﻠﻖ ومخيف ﺟﺪﺍً، ﻓﻜﻢ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻌﺮﺽ إلى ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ، حينها يجد نفسه ﺿﺤﻴﺔ للانتقام ﺃﻭ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ أو ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ أو إﺷﺎﻧﺔ (ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ)، ﻓﻜﻢ ﺿﺤﻴﺔ ﻣﻦ الضحايا ﻟﻢ يستطع ﺃﻥ ﻳﺪﺍفع ﻋﻦ نفسه ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ.
ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺃﻣﺮﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، وذلك ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ عدم ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇلي ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ ﺑﻼ ﺣﻴﺎء أو ﺧﺠﻞ أﻭ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﺃﻥ كنت ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻪ وﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ (ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻲ وتحكيم الضمير ﻭﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺍلاﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍﺀﻡ ﻣﻊ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وأحدي أﻃﺮ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻻ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺡ ﺑﻬﺎ.
ﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻓﻲ آﻥ ﻭاﺣﺪ ﻳﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻣﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎﺕ ﻟﺪﺑﻠﺠﺘﻬﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ ﺑﻨﺸﺮﻫﺎ ﻟﻬﻢ عبر (الفيس بوك) و(اليوتيوب) (ﺍﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ)، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﻭﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻶﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺭﺍﺩعاً ﺑﺎﻹﻳﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ انه ﺗﻢ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ به ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻈﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓ ﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺇﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً وﻧﻔﺴﻴﺎً ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ خاصة ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻳﺴﺊ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺪﺑﻠﺠﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺻﻮﺭﺍً ﻓﺎﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ الواتساﺏ.
ومن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ أﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺼﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺏ ﺗﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﻢ ﺻﻠﺔ ﺩﺭﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎً ﺳﺎﻟﺒﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺼﺢ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ خاصة ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻣﻨﻌﺎً ﻟﺘﻔﺸﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﻠﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ ﺑﺤﺰﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻻ ﻳﺼﻤﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻱ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺃﺧﺮﻱ.
تبقى ظاهرة (الإحتيال) و(الإبتزاز) الإلكتروني من الظواهر السالبة التي تعتبر جريمة يرتكبها المجرم الإلكتروني في حق الضحايا بإستخدام بعض الشرائح غير المسجلة لدى شركات الإتصالات أو البعض الآخر الذي يستخدم الأرقام الدولية أو إنشاء الحسابات بأسماء غير حقيقية، لذلك أصبحت الظاهرة تشكل خطراً علي المستهدفين وأسرهم والمجتمع المحيط بهم في مجال العمل أو الدراسة.
وبما أن الظاهرة في تنامي رأيت أن أواصل فتح ملفها الساخن ومناقشته فيما يختص بـ(الإحتيال) و(الإبتزاز) الإلكتروني، وذلك من خلال الرسائل النصية والإلكترونية (الوهمية) الداعية إلي خداع الضحايا مثلاً الفوز بجائزة مالية ونشر الصور ومقاطع الفيديوهات (الفاضحة)، ودائماً ما يستغل الجاني التقنية الحديثة ووسائط التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) لتحقيق مآربه منتهكاً الخصوصية عبر الشبكة العنكبوتية.
فيما ظلت (الدار) تحذر مراراً وتكراراً من الإستجابة إلي الرسائل النصية (الوهمية) أو (الإلكترونية) التي تشير إلي أن المرسل مجرماً إلكترونياً خطيراً، حيث يبعث بمثل هذه الرسائل إلي ضحاياه واهماً إياهم بأنه حول لهم رصيداً عن طريق الخطأ، ويطلب علي خلفية ذلك إعادته، ولا يتوقف المجرم الإلكتروني عند هذا الحد، بل يستحدث طرق أخري متطورة مثل إرسال الروابط الوهمية المتضمنة صوراً للضحايا الذين إذا فتحوا الرابط فإنها تقودهم ﺇلي ﻣﻮاﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭنية تتم فيها عملية النصب والإحتيال، وﺇﺷﻌﺎﺭ المستخدمين بأنه ﺗﻢ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺻﻮﺭﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺍﻻً تنتظرهم بإﺩﺧﺎﻝ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ أرقام حساباتهم المصرفية، لذا نجدد تحذيرنا للجميع علي عدم الإستجابة لهذه الرسائل، ﻭﻋﺪﻡ تمليك المجرم الإلكتروني أي معلومات تتعلق بالحسابات المصرفية.
ومن هنا لابد من التأكيد بأن وسائل التقنية الحديثة مهمة جداً في (الإستثمار) و(الإعلام) و(الصحافة) للتواصل وتعزيز العلاقات اﻻجتماعية وتحقيق المنافع الإقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والفنية بإيصال صوت السودان للعالم الخارجي بالتوظيف الإيجابي، ويمكن اﻻستفادة منها في التوعية بشكل عام من حيث النواحي التعليمية والصحية والأمنية والشرطية والأخبار والإرشادات وإدارة الأزمات والكوارث وتقديم الخدمات الذكية للأطفال لحمايتهم من الإعتداءات، هكذا أفرزت ثورة المعلوماتية تطوراً في مجال نظم الإلكترونيات وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل المعلومات والحواسيب والإنترنت والتي أضحى مستخدموه في تزايد كبير ليس على مستوى السودان لوحده إنما في كل أنحاء العالم، ولكن المؤسف أن الشبكة العنكبوتية حولها بعض ضعاف النفوس إلي مهدد لأمن المجتمع بالإستخدام السالب الذي يهدم نسيج المجتمع ويحقق في ذات الوقت هدف المجرم الإلكتروني.
فيما عاش الشاب (خالد) لحظات من السعادة الغامرة بعد أن وصلته في هاتفه الجوال عدداً من الرسائل النصية القصيرة تارة تؤكد أنه فاز بمبلغ مالي كبير وتارة آخري بسيارة فتعامل مع تلك الرسائل بكل جدية ظناً منه أن حلمه بدأ يتحقق مغيراً واقعه إلي واقع أفضل من المشقة في عمل تشييد المباني كحال الكثيرين الذين هم في مجتمعه الذي سعي في إطاره إلي نقل نفسه وأسرته إلي عالم الرخاء والرفاهية ولم يكن يتخيل أنها قد توصله إلي مرحلة متأخرة جداً من حياته الصحية.
وروي (خالد) قصته قائلاً : (بدأت فصول هذه الحكاية الغريبة منذ اللحظة التي وصلتني فيها رسالة أثناء عملي (طلبة)، وبما إنني أتعرض لهذا الموقف لأول مرة لذلك وجدت نفسي مستجيباً للرسائل علي أمل أن يتحسن وضعي المالي في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة ولم أكن أكذب الرسائل باعتبار أنها وصلتني من أرقام دولية تطلب مني الاتصال بها علي أساس إنني فزت معهم في مسابقة بمبلغ مالي كبير).
وأضاف : أول رسالة وصلتني كنت أحمل علي كتفي (جركانة مليئة بالمونة) وقبل أن اقرأ محتواها وصلتني رسالة آخري تشير إلي أنني فزت بألفي يورو، وبالتالي يجب أن تكمل إجراءاتك المتمثلة في إرسال الإسم، وعنوان السكن في السودان، ولن تستطيع فعل ذلك، إلا من خلال الإتصال علي الرقم المرسلة منه الرسالة النصية وعند الإتصال سوف تسمع صافرة بعدها يعلمك الموظف بأن تقول اسمك بصوت عالي وواضح وعنوان إقامتك، وقبل أن أكمل البيانات المطلوبة أجد أن رصيدي قد أنتهي ما يضطرني ذلك لترك العمل بحي الأزهري بالخرطوم، والتوجه إلي محلات بيع الرصيد للشراء وكان أن اشتريت رصيداً في بادئ الأمر بـ(10) جنيهات، إلا أنها خلصت بنفس الطريقة السابقة، وهكذا إلي أن أصبح المبلغ المالي كبيراً جداً، ورغماً عن ذلك لم أيأس فتوجهت من حي الأزهر إلي غرب سوق ليبيا من أجل أن اقترض مبلغاً مالياً أشتري به رصيداً، وكان أن اشتريت بـ(20) جنيهاً حتى أتمكن من الرد علي رسالة تقول (رئيس شركة إتصالات شهيرة في السودان في إنتظارك بمطار الخرطوم لإستلام الجائزة)، وظللت علي هذا النحو إلي أن أنتهي كل المال الذي جنيته من عملي والذي اقترضته، أي إنني ظللت أفعل من الصباح حتي الساعة السادسة مساء، بعدها أصبت بالإرهاق ثم الإلتهاب الحاد بعد أن اشتريت لوحاً من الثلج، وتوجهت به إلي منزلي لكي (أترشرش) به من السخانة التي طفت فيها بعضاً من مناطق ومدن ولاية الخرطوم.
فيما وضح المعلم (معاذ)، عملية (الإحتيال الإلكتروني) الذي تعرض له بصورة أكثر غرابة قائلاً : لدي حساب ببنك خرطومي شهير، تعرضت في إطاره لعملية احتيال من (هكرز)، يبدو أنه محترف جداً، حيث أنه انزل رابطاً عبارة عن هدية للزبائن، فدخلت علي الرابط، فوجدت أن به بيانات، وعندما بدأت اطالعها تفاجأت أنه سحب من حسابي (12,500) جنيه خلال سويعات معدودة من دخولي عليه بـ(الفيس بوك)، والشيء الذي استغرب له من وراء هذه العملية، هو إنني شخصياً مالك الحساب، لا يحق لي أن اسحب أكثر من (2000) جنيه، إلا أن الهكرز تمكن من سحب المبلغ في فترة زمنية وجيزة عبر تطبيق (الانبوك) من خلال ثلاثة محافظ إلكترونية، وعلي خلفية ذلك ابلغت إدارة البنك، فطلبوا مني أن أفتح بلاغاً لدي السلطات المختصة، وكان أن رفعت عريضة دعوي جنائية لدي وكالة نيابة جرائم المعلوماتية، ثم فتحت البلاغ بطرف مباحث جرائم المعلوماتية، وبعد التحري تمت مخاطبة بنك السودان المركزي، بالإضافة إلي شركتي الإتصالات الشهيرتين، وصدر أمر قبض في مواجهة ثلاثة أشخاص.
وأشار إلي أن (الهكرز) منشيء صفحة بنفس اسم (البنك)، وعندما أرسل رابط الهدية، وجدت أنه في شكل حقول، معتقداً أن صفحة الهكرز هي الصفحة الرسمية للبنك، فأدخلت (الباسوير)، ثم رقم الحساب، الذي بدأ بعده في سحب المبلغ المالي، والذي هو مبلغاً مودع بطرفي أمانة من شقيقي الذي يود أن يشتري به (شيلة) زواجه، وأثناء عملية السحب كانت تأتي إلي إشعارات السحب في دفعة واحدة.

الأحد، 23 ديسمبر 2018

مسؤول سوداني : ما تم بثه من مرض نائب الرئيس بكري حسن صالح، وضرب البشير بواسطة حرسه الشخصي “شائعات”

مسؤول سوداني: ما تم بثه من مرض نائب الرئيس بكري حسن صالح، وضرب البشير بواسطة حرسه الشخصي “شائعات”
قال مساعد الرئيس السوداني فيصل حسن إبراهيم، السبت، إن الرئيس عمر البشير، عقد الجمعة، اجتماعا ضم نائبيه، ومدير جهاز الأمن، ووزير شؤون الرئاسة، ووزيري الدفاع والداخلية، ورئيس البرلمان، لبحث أزمة الاحتجاجات في البلاد.
جاء ذلك لدى لقائه القوى السياسية المشاركة في الحكومة، وفق مراسل الأناضول.
وأضاف “تقرر خلال الاجتماع حراسة المنشآت الحيوية بواسطة الجيش السوداني، وتعليق الدراسة في كل مستوياتها، لأن الذين بدأوا التخطيط للاحتجاجات يستهدفون إحداث خسائر كبيرة وسط الطلاب وصغار السن”.
ولم يوضح المسؤول مزيد من التفاصيل حول ما إذا كان التعليق يشمل جميع المحافظات أم لا، غير أن الدراسة مستمرة في مناطق لم تشهد احتجاجات، فيما أعلن مسؤولون في وقت سابق تعليقها في مناطق بينها ولايات شمال كردفان، وشمال دارفور، وغرب كردفان، وسنار، والقضارف، النيل الأبيض.
والجمعة، أعلن وزير التعليم العالي الصادق الهادي المهدي، تعليق الدراسة في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة بالخرطوم.
ويذكر أن هناك مناطق لم تشهد تظاهرات ولم يعلن عن تعليق الدراسة فيها.
وأوضح فيصل بحسب وكالة الأناضول للأنباء، أن ما تم بثه من مرض نائب الرئيس بكري حسن صالح، وضرب البشير بواسطة حرسه الشخصي “شائعات”.
وأقر فيصل، بوجود أزمات في الخبز والوقود، وبالمقابل نفى حجب الحكومة لأموال الناس.
وأردف، “المشكلة تكمن في نقص المخزون النقدي في بنك السودان، ونقص الدواء، وكل الأزمات اعترفت بها الحكومة وتعمل حاليًا على حلها، لكن لن تحل بين يوم وليلة”.
وتابع، “لا يزال هناك استقرار سياسي وأمني في البلاد، والمظاهرات الاحتجاجية مشروعة ومقبولة، لكن ليس مسموحًا أن تتحول إلى عمل تخريبي”.
من جانبه أعلن، جبارة الباشا، الأمين العام لاتحاد المخابز زيادة حصة الدقيق (الطحين) للمخابزالأسبوع المقبل، بصورة دائمة لولاية الخرطوم.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية، عن الباشا قوله إن “حاجة ولاية الخرطوم تبلغ 50 ألف جوال يومياً (الجوال أو الشوال=50 كيلوغرام)، بينما المتوفر حالياً 43 ألف جوال”.
ومنذ الأربعاء، تشهد مدن سودانية مظاهرات توسعت الخميس، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بولايتي القضارف (شرق) ونهر النيل (شمال)، بحسب ما أعلنته السلطات.
وتجددت موجة الاحتجاجات المنددة بالأوضاع الاقتصادية والغلاء، السبت، في مدن بربر (شمال) والجزيرة آبا، والرهد (جنوب).
وتلت الاحتجاجات إعلان حالة الطوارئ في ولاية النيل الأبيض (جنوب) السبت، لترتفع أعداد الولايات السودانية المعلنة في بعض مدنها حالات طوارئ، عقب موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ الأربعاء، إلى أربع ولايات من جملة 18 ولاية.
كما فرضت السلطات الأمنية حالة الطوارئ في مدينتي دنقلا (شمال) والقضارف، إلى جانب عطبرة.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانًا 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد.
وكالة الأناضول

القبض على موظفي محلية أثناء تلقيهم رشوة بـ(أم درمان)

القبض على موظفي محلية أثناء تلقيهم رشوة بـ(أم درمان)
ألقت الشرطة بأم درمان، القبض على موظفي محلية أثناء تلقيهم رشوة داخل إحدى الكافيتريات بأم درمان، وكشف مصدر حسب صحيفة المجهر، أن صاحب الكافيتريا كان قد أبلغ شرطة القسم الأوسط أن اثنين من موظفي إحدى المحليات طلبا منه رشوة (3) آلاف جنيه نظير التغاضي عن بعض المخالفات الموجودة في كافيتريته، الأمر الذي أدى إلى أن يتوجه صاحب الكافيتريا إلى قسم الشرطة والتبليغ عن الموظفين، فنصبت النيابة لهما كميناً وقد تم ضبط المتهمين داخل الكافيتريا أثناء استلامهما مبلغ (3) آلاف جنيه، حيث تم اقتيادهما إلى قسم الشرطة وتدوين بلاغ في مواجهتهما تحت المادة (88) المتعلقة بالرشوة، حيث تجري عمليات التحقيق معهما إلى حين تقديمهما إلى المحاكمة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...