...........................
ثنائتي مع ابودية تمت بالصدفة وتوقفت بعد وفاة محمد الحويج
............................
دخلت الحركة الفنية فى الستينيات بأغنيات الراحل التاج مصطفي
............................
جلس إليه : سراج النعيم
...........................
بعد سنوات من العطاء الثر والذكريات الجميلة ودع دنيانا الفانية الفنان
العملاق السني الضوي، مخلفاً وراءه حزناً عميقاً، نعم رحل عنا فى تمام
الساعة السادسة من صباح (الأربعاء)، وشيع فيما بعد جثمانه إلى مقابر
(شمبات)، والذي تناثرت على إثره الأحزان هنا وهناك، وحملت بين خلايا العمر
كلمات وأفكار ومشاعر إنسانية أشد قسوة وإيلاماً، لذا توقفت الأحلام وتبددت
الطموحات بعد الرحيل المر من الدار الصغيرة إلى الدار الكبيرة، وعليه نشاطر
أسرته وزملائه الأحزان، وندعو الله سبحانه وتعالي أن يدخله فسيح جناته مع
الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحل
الموسيقار السني الضوي بعد أن سكن فى ذاكرتنا بأغان خالدة فى الذاكرة لا
زلنا نرددها، ويعد هو من أبرز رواد الفن السوداني، إذ قدم مجموعة من
الأغاني العاطفية والوطنية التي حازت على شهرة واسعة وسجلت حضوراً لافتاً،
ومن هنا دعونا ندلف مباشرة إلى مضابط الحوار الاستثنائي.
من هو السني الضوي؟
قال : أطلق على والداي اسم (السني) أحمد محمد الضوي، تم إنجابي بمنطقة (نوري) بالولاية الشمالية فى العام 1936م.
وماذا؟
قال : بدأت من خلال خلوة (الشيخ الحسن كرار) بمدينة نوري مسقط رأسي، ومنها
شددت الرحال إلى مدينة بورتسودان شرق السودان التي أقمت فيها مع شقيقي
الأكبر (محمود)، والتحقت بمدارس (كمبوني)، ومن هناك توجهت مباشرة إلى
العاصمة القومية آنذاك (الخرطوم)، وفيها اكملت دراستي بمدارس الأقباط، وثم
التحقت بالمعهد الفني الذي تخرجت منه وعينت على خلفيته موظفاً فى (شركة
النور) سابقاً، وحالياً (الهيئة القومية للكهرباء)، وظللت أعمل بها إلى أن
انتهت خدمتي بالإحالة للمعاش.
كيف بدأت الانضمام للحركة الفنية؟
قال : بدأت مسيرتى الفنية فى أوائل الستينيات من القرن الماضي، حيث تعلمت
فى بادئ الأمر العزف على آلة العود التي أصدح بها أغنيات كبار الفنانين.
لمن كنت تغني فى ذلك الوقت من الفنانين الكبار؟
قال : كنت أرد أغنيات الراحل التاج مصطفى.
كيف كانت بدأيتك مع وضع الألحان وما هو أول الحن؟
قال : كان ذلك من خلال أشعار زميلي بـ(شركة النور) الشاعر محجوب سراج،
وأول لحن وضعته كان أغنية (مين قساك وليه بتسأل) اللذين تغني بهما الفنان
الراحل إبراهيم عوض ثم توالت الأغنيات (قاصدني) و(ما مخليني) وغيرها.
ما الكيفية التي شكلت بها ثنائية مع الفنان الراحل إبراهيم أبودية؟
قال : لعبت الصدفة دوراً كبيراً فى تشكلي ثنائية مع أخي وصديقي إبراهيم
ابودية (ثنائي العاصمة)، إذ جاء الى عليه الرحمة ودفع لى ببعض النصوص
الغنائية الخاصة من أجل أن أضع لها ألحان، وكان حيئذ (أبودية) فى بداية
حياته الفنية ويرغب فى تلك الأثناء شق طريقه الفني بها، وأثناء اللقاء الذي
جمعني به كان معي فى منزلي الفنانة الراحلة منى الخير واللواء الشاعر جعفر
فضل المولى، المهم انني غنيت أغنية من أغنيات الفنان الراحل إبراهيم عوض،
وشاركني فيها زميلي إبراهيم أبودية عندها أكتشف اللواء الشاعر جعفر فضل
المولى أن هنالك تشابه وتجانس بين صوتي وصوت ابودية، وبالتالي أقترح علينا
ممارسة الغناء ثنائياً، وعلى إثر ذلك المقترح وافقنا على تطبيق الفكرة،
وفيما بعد أنضم إلينا الفنان (محمد الحويج).
ما الأغنيات التي قمت بإنتاجها بعد المواقفة على الغناء جماعياً؟
قال : أثمر ذلك الغناء بصورة جماعية عن عدد من الأغنيات أبرزها (منك
حلوة)، (حيرت قلبي معاك) و(فريد الحسن) وغيرها من الأعمال الراسخة فى
الوجدان، وما أن مضي على ذلك وقتاً قصيراً إلا وشاءت الأقدار أن يتوفى إلى
رحمة مولاه الفنان (محمد الحويج)، وكان أن توقفت أنا وزميلي الراحل إبراهيم
أبودية عن مزاولة الغناء لفترة من الزمن، وهذه الوفاة والتوقف عن الغناء
جعلا الجميع يظنون أن مسيرتنا قد انتهت برحيل الزميل (محمد الحويج)، إلا أن
الفنان الراحل عثمان حسين والملحن حسن بابكر ووزير التربية والتعليم
الأسبق محمد توم التجاني استطاعوا إعادتنا للغناء مرة أخرى.
ماذا بعد عودتكما إلى الساحة الفنية؟
قال : وظفت كل إمكانياتي وقدراتي الموسيقية واللحنية من أجل الاستمرارية
فى الحركة الفنية وتحقيق النجاح، وقد استطاعنا تثبيت اقدامنا فى الساحة
الفنية بعزيمة وإصرار وحسن الاختيار للكلمة الجيدة المنتقاة ووضع الألحان
المناسبة لها، ومع هذا وذاك كان يحدونا أمل ورغبة لتقديم فناً راقياً
للمتلقي، وقد أثمرت التجربة عن إنتاج عدد كبير من الأغنيات الموثق لها من
خلال مكتبة الغناء عبر الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي.
ما هو رأيك فى اتجاه بعض الفنانين للمدح النبوي؟
قال : مديح المصطفي صل الله عليه وسلم من أجمل الفنون التي عرفتها على مر
التاريخ، ولكن أنا ضد تفريغ ألحان الأغنيات العاطفية ووضعها فى بعض المدائح
لأن انتهاج هذا النهج يعد خطأ من الأخطاء التي تبعد المدائح عن القدسية،
وذلك يعود إلى ارتباط الألحان العاطفية فى ذهن المتلقي بالغناء للحبيبة،
فيما نجد أن مديح سيدنا محمد صل الله عليه وسلم سامي وله مفردة ولحن خاصان.
ما إحساسك بوجود أغنياتك فى حناجر عدد كبير من الفنانين؟
قال : أحمدالله أن أغنياتي وجدت حظها من الانتشار بأصوات غنائية لها
مكانتها فى الحراك الفني، وأبرزها الحناجر الذهبية للفنانين إبراهيم عوض،
صلاح بن البادية، عبدالعزيز المبارك، منى الخير، أماني مراد وثنائي العاصمة
وغيرهم، عموماً تجدني قد أنتجت الكثير من الألحان.
كيف تنظر إلى تجربتك مع التوأم إيمان وأماني خيري؟
قال : جاءت هذه الثنائية عبر صداقتي لوالدهما الممثل المرحوم محمد خيري
أحمد، وأثناء ذلك التمست أن صوتيهما جميلين مضافة إليهما أنهما كانا لديهما
جدية لحجز موقعاً ريادياً فى الحركة الفنية، إلى جانب أنهما مؤهلات
أكاديمياً، ولكل هذه العوامل التحفيزية اعطيتهما بعض الأغنيات، ووقفت معهن
إلى أن حققا النجاح تلو الاخر، ونالا فى ظل ذلك نصيبهما من الشهرة
والانتشار.
ما هي أشهر الأغنيات العاطفية التي وضعت لها الألحان؟
قال : (بدر سامي علاهو) و(فريد الحسن) وهما من كلمات الشاعر الراحل مبارك
المغربي، (حيرت قلبي معاك) من كلمات الشاعر محجوب سراج، (صوني عليك) من
كلمات الشاعر عباس أحمد، (حياة المحبة) من كلمات الشاعر محمد يوسف موسى،
(فى ضميرك)، (البينا عامرة) و(نهر الريد) من كلمات الشاعر كمال محجوب، (ما
سألتم يوم علينا) للشاعر سيف الدين الدسوقي، (طريق الأمل) و(ليه نندم على
الماضي وزمانا الراح ) من كلمات الشاعر محمد طرنجة.
وماذا عن أغنيات الدكتور الشاعر علي شبيكة؟
قال : (ناس قراب منك، لما ترجع بالسلامة، وين تاني نلقى الأمان، طيب شذاك،
دنيا الريد غريبة، متين يا أغلى النظر، والله وحدوا بينا، ماقالوا عليك
حنين، معايا معايا، عارفني بريدو، ناس ناسيانا، الله عليك يا اجمل زول، طول
مفارق حيه، نتلاقى زي اغراب، الاحاسيس النبيلة، امرك ياحلو، خسارة ياقلبي
الحزين، سكة السفر، يادنيا شوفي البينا، بحبك انت، وحاة الريد، ياريت بدالك
اكون انا، يانا الزمان ياناس مالكم نسيتونا، انا بهواك، راحو الحنان).
هل لحنت أغنيات وطنية والمدائح؟
قال : نعم (بلادي)، و(الشعب المعلم) مدائح نبوية (لمتين ازورك) وهما من كلمات الدكتور الشاعر علي شبيكة :.
ما الأغنيات التي لحنتها للفنانين؟
قال : لحنت للفنان الراحل إبراهيم عوض (مين قساك)، (ليه بتسال عني تاني)،
(قاصدني) و(مامخليني)، والفنانة الراحلة منى الخير (غبت عني مالك) الفنانة
الراحلة اماني مراد (تلقى الدنيا فرحة)، الفنان محمد ميرغني (شفتك وابتهجت)
و(عاطفة وحنان) الفنان صلاح بن البادية (أول حب)، (امنتك عواطفي) و(الجرح
الأبيض)، الفنان عبد العزيز المبارك (ليه يا قلبي) و(وصية محب)، الفنان
فيصل الصحافة (ياعبير) و(القريب وبعيد)، الفنان رائد ميرغني (قلبي الحنين)،
(ياسمين)، (مرة تاني) و(حكاية غرام)، الفنان أحمد الطيب (البحراوي (حا
تلاقي)، الفنانة حياة محجوب (غيرة)، الثنائي إيمان وأماني خيري (تسلم
ياغالي) و(عليك الله).