الأربعاء، 11 يناير 2023

الفنانة لوشيا جبريل تروي التفاصيل الكاملة للجريمة البشعة لمقتل ابنها مهند

 بالصورة والقلم : القصة الحزينة لمقتل (مهند) بعدة طعنات بالثورة




.....

القبض على زميل (مهند) ووالدته للتحري معهما في بلاغ مقتله

......

العثور على هاتف المجني عليه والمبلغ المالي المرسل من (جوبا)

......

التقاها : سراج النعيم

......

كشفت الفنانة لوشيا جبريل التفاصيل الكاملة والمؤثرة، المثيرة والحزينة جداً حول مقتل أبنها الطالب الجامعي (مهند السر) الذي يدرس بكلية (بخت الرضا- قسم الاقتصاد)، كشفت قصة مقتله بالثورة شمال مدينة امدرمان بعدة طعنات بآلة حادة في مناطق متفرقة من جسده النحيل، مما أدي إلى وفاته متأثراً بالجراح التي تعرض لها في تلك الأثناء.

وقالت : ما أن جئت من مدينة (جوبا) إلى (الخرطوم) إلا وبدأت في بحث مضني عن الشخص المتهم بقتل ابني (مهند), وكان أن بدأت رحلة البحث من خلال صديقه وزميله في كلية (بخت الرضا)، والذي تواصلت معه باعتبار أنه اخر من ألتقي به قبل أن ترتكب في حقه جريمة القتل البشعة، وعندما سألت صديق وزميل ابني (مهند) عن المبلغ المالي الذي أرسلته له من جنوب السودان؟ رد قائلاً : لم تكن لدي (مهند) أموال لحظة حضوره إلى منزلنا بالثورة شمال مدينة امدرمان، وأردفت السؤال بآخر أين هاتفه السيار؟ فقال : لم يكن بطرفه هاتفا سيارا، وفي اليوم التالي من هذا الحوار الذي دار بيني وبينه أحضر صديق وزميل مهند مبلغ (١٥) ألف جنيه، فسألته من أين أتيت بها؟ فقال : كانت لدي صحاب الدكان بالمنطقىة التى نسكن فيها، ومن ثم أحضر لنا هاتفا نقالا مغلقا، وعندما أردت فتحه طلب مني أن لا أفعل، مؤكداً بأن الهاتف جديد، ولا يوجد فيه شئيا، عموماً صدقته، واستجبت لرغبته، ومن ثم خرج من منزلي إلا أن ابني (ماهر) لحق به في الشارع العام، وطلب منه أن يفتح نمط اغلاق الهاتف، وكان أن فتح (الشفرة)، مما يؤكد أن (الرقم السري) لا يعرفه إلا صاحب الهاتف الذكي، المهم انني تصفحت الهاتف المحمول، فوجدت فيه رسائل صوتية.

استطردت : من خلال تواصلي مع ابني (مهند) عبر الإتصالات الهاتفية، سألته لماذا تذهب من الكلية مع صديقك وزميلك إلى منزلهم بمنطقة الثورة بمحلية كرري؟، فرد على قائلاً : أفعل لأنني اعمل معه في مجال العمل الحر في تلك المنطقة، فأرفدت سؤالي بآخر لماذا تعمل وأنا أرسل لك المبالغ المالية من دولة جنوب السودان؟ فقال : رغماً عن ذلك أود الاعتماد على نفسي، عموماً يوم (الثلاثاء) الماضي تلقيت اتصالاً هاتفياً من ابني (مهند)، وأكد من خلاله أنه سيعود للدراسة بكلية (بخت الرضا)، وذلك بعد أن قضي فترة إجازة منها، فما كان مني إلا وأن أرسلت له مبلغ مالي من دولة جنوب السودان يوم (الجمعة) الماضية، وكان أن ذهب إلى الصرافة إلا أنه وجدها الصرافة مغلقة، وكان أن عاود الإتصال بي، وأكد أنه وجدها لا تعمل يوم (الجمعة)، المهم أنه في يوم (السبت) ذهب إلى الصرافة يرفقة عمه، وصرف منها المبلغ، وبعد ذلك اتصل على صديقه وزميله للعودة إلى الدراسة، فأكد له بأن الدراسة تم تأجيلها، وكان أن طلب من ابني الإتيان إليه في منطتقتهم بالثورة شمال امدرمان، وكان أن ذهب إليه، فما كان من ابني مهند إلا أن يستجيب لرغبة صديقه وزميله، وأثناء ما كان المجني عليه (مهند) داخل المنزل، جاء إليه صديقه وزميله، مؤكداً له بأن بناتهم خرجن لإحضار الماء، إلا أنهن تعرضن للمطاردة من بعض الشباب خارج المنزل، فما كان من (مهند) إلا وخرج مسرعاً إلى موقع الحدث لمعرفة ما يجري، وبشهامة أهلنا السودانيين تصدي إليهم إلا أنه تعرض للطعن بآلة حادة في مناطق متفرقة في جسده النحيل، ونتج عن ذلك قطع عصب رقبته وشرايين يديه، وطعن في الكلية، وقد وصلت الطعنات إلى أكثر من (٥) طعنات تقريباً.

ومضت : ما أن جئت من (جوبا) يوم (الاربعاء) الماضي، إلا وسألت صديق وزميل (مهند) من الذي قتله؟، فقال : لم أكن موجوداً في اللحظة التي قتل فيها (مهند)، فاردفت السؤال بآخر ألم يذهب معك إلى العمل؟ قال :  لا لم يذهب، ثم سألته مرة أخري إلا تعرف من قتلوه؟ قال : هم ليسوا من منطقتنا، إنما هم من منطقة (الكدرو)، فقلت : فقد سبق وقلت أنك لا تعرف القاتل؟ فرد قائلاً : اخي الأصغر هو الذي أكد لي ذلك، ثم جاء إلينا في منزلنا بالازهري - الخرطوم،  وفي معيته مبلغ (١٥) ألف جنيه، فسألته من اين أتيت به؟، فقال : كان بحوزة صاحب الدكان في منطقتنا، ومن ثم سألته اين هاتف ابني المحمول؟، فما كان منه إلا أن أدخل يده في جيبه، واستخرج الهاتف النقال، وعندما استلمته وشرعت في فتحه قال : (يا خالتو ما تفتحي التلفون)، وكان أن استجبت لرغبته، ومن ثم خرج من منزلي، فما كان من ابني (ماهر) إلا أن يهرول خلفه ليطلب منه فك شفرة الهاتف (كلمة السر)، ومن المعروف بأن الرقم السري لا يحفظه إلا صاحب الجوال، وعندما تصفحنا الهاتف وجدنا صورة لابني مهند، وما تبقي من صور تخص صديقه وزميله واخوانه وأصدقائه، بالإضافة إلى أرقام هواتف لا علاقة لها بابني مهند الذي ينتمي للسودان الشمالي من ناحية والده، ووجدنا مكالمة صوتية من الأسبوع الذي سبق مقتله، واتضح من خلالها بأنهم تحدثوا عن مواراة جثمانه في مقابر المسلمين، ومن شيعوه إلى مثواه الأخير، وكانوا يرتدون في تلك الأثناء جلاليب، وهذا يؤكد أنه ليس مسيحياً، وبالتالي فإن أهل (مهند) سينصبون خيمة العزاء في مدينة امدرمان والازهري- الخرطوم.

 وتابعت : جاءنا صديق وزميل مهند في منزلي بالازهري- الخرطوم، ويحمل معه مبلغ (٤٠) ألف جنيه للمساهمة في العزاء، فقلت له : لا نريد هذه المساهمة، فقد قمنا بالواجب كاملاً، وكان أن عاد إلى حيث اتي، ومن ثم تحدث إلى بعض الأشخاص عبر رسائل صوتية، مؤكداً لهم بأنه جاء إلينا، وهو يحمل معه أمانات.

واسترسلت : تم القبض على زميل  مهند ووالدته للتحري معهما في بلاغ مقتله،  ورغما عن إنكاره معرفة من قتل مهند إلا أنه عاد وأشار إلى شخص يدعي (......).

الأحد، 18 ديسمبر 2022

شلضم يفتح النيران على الباشكاتب ويقول له : (أنا صندوك الاسود)

 بعد (25) سنة

...... 

ساقاضيك وأطالب بتعويض (100) مليار جنيه بسبب هذا الحفل

...... 

جلس إليه : سراج النعيم

.... 

شن المتعهد الشهير إبراهيم يوسف شلضم هجوماً كاسحاً على الموسيقار محمد الأمين.

في البدء ما الخلاف الذي بينك والفنان محمد الأمين؟ 

إن الباشكاتب اتفق معي على إحياء حفل جماهيري يوم 5/4/2019م، وأخذ المبلغ المتفق عليه كاملاً إلا أنه نفى فيما بعد أن يكون قد أبدى موافقته على إقامة ذلك الحفل، وأعلن عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك بأن الحفل إذا تم الإعلان عنه، فإنها لن يكون قائماً في الزمان والمكان المحددين. 

وماذا؟ 

صبرت على ابواللمين طوال السنوات الماضية عسى ولعل أنه يتراجع عن موقفه إلا أنه لم يفعل، وظل يحتفظ بمبلغ الحفلة لديه دون أن يرده لي أو أن يغني الحفل المتفق عليه.

هل أخذ مبلغ الحفل كاملاً كما أشرت في معرض ردك على أسئلتي؟ 

نعم، واتحداه أن يثبت أنه لم يأخذ مني المبلغ المتفق عليه لإحياء الحفل عداً ونقداً، ولدي شهود على ذلك.

ما الذي أوصل الإشكالية بينك والباشكاتب إلى هذه المرحلة المتأخرة؟ 

لابد من التأكيد بأن العلاقة بيني وابواللمين كانت جميلة طوال السنوات الماضية، وكنت محافظاً عليها إلى وقت قريب إلا أنه لا يعرف أن يفعل مثلما أفعل أنا، لذا أرى أن يغني في غرفة زجاجية حتى يسمعه الجمهور من بعيد، فإنه من وجهة نظري ليس بالفنان المتكامل، فالفنان الشامل ليس صوتاً فقط، فمن يعرفه عن قرب سيجد أنه معالي جداً في تعامله مع الآخرين، وما تعامله مع جمهوره في الحفلات الجماهيرية إلا أكبر دليل على ذلك.

هل كان جمهور محمد الأمين بالعدد الذي وصل إليه اليوم؟ 

لا، فقد كنت أعمل له حفلاً شهرياً، ولا يزيد جمهوره آنذاك عن (17) دفتر، وفي ذات الوقت كانت فرقة عقد الجلاد تتفوق عليه بفارق (1500) تذكرة، وجمهوره الذي يعرفه كان ينتظره بعد إنتهاء الحفل للالتقاء به كالحيران، وكان يقول لهم ما تدفعوا أكثر من (5) جنيه في التذكرة في حين أنها تباع اليوم بمبلغ (8) ألف جنيه، لذا الجمهور الكادح الذي وقف إلى جانبه من خلال مسرح نادي الضباط بات لا يعرف عنه شيئاً.

إلى ماذا تعزو اختفاء بوسترات الباشكاتب من شوارع ولاية الخرطوم؟ 

عندما كنت أنظم له حفلاته الجماهيرية كانت بوستراته تملأ الشوارع، إما الآن فلا وجود لها في الشارع، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على أنه أصبح فنان لطبقة محددة.

ما الإجراء الذي اتخذته لاسترداد حقوقك من محمد الأمين؟ 

كلفت مستشاري القانوني بإتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة الفنان محمد الأمين، وساطالبه من خلالها بتعويض.

كم سنة استمر التعامل بينكما، وهل كنت توقع معه عقوداً لهذا الحفل أو ذاك؟

(25) سنة، وخلالها لم أكن أبرم معه عقداً، بل نحدد موعداً للحفل، ونبدأ في الترويج له من خلال البوسترات والأجهزة الإعلامية.

ماذا تعرف عن الموسيقار محمد الأمين خلال هذه السنوات؟ 

أنا الصندوق الأسود للفنان محمد الأمين، لذا أوجه له سؤالاً مفاده لماذا ترك الغناء في مسرح نادي الضباط، علماً بأنه يعتبر رمزاً له، أى أنه والنادي وجهان لعملة واحدة.

ما الزمن الذي كان يدخل فيه الجمهور لمسرح نادي الضباط، متى يأتي ابواللمين إليه؟ 

يحرص الجمهور على الإتيان إلى مسرح نادي الضباط في تمام الساعة الخامسة مساء، في حين أن محمد الأمين يأتي إليه في تمام الساعة العاشرة والنصف مساء، بالإضافة إلى أنه لا يفعل كما يفعل الفنانين العالميين الذين يحرصوا حرصاً شديداً على عمل (جك للساوند)، وذلك قبل يومين من موعد الحفل، بل يصعد إلى خشبة المسرح مباشرةً، ويغني بمزاجه دون أن يلبي طلبات الجماهير، مما يضطرني إلى زيادة زمن الحفل ساعة لعلاقتي بإدارة نادي الضباط.

وماذا؟ 

عندما توفي الرئيس جعفر محمد نميري كان ذلك في تمام الساعة الثالثة مساء، وصادف في ذلك اليوم بأن لدينا حفل جماهيري، وعلى خلفيته صعد محمد الأمين إلى المسرح، وغني بشكل مباشر دون أن ينعى رئيس البلاد أو أن يطلب من جمهوره الوقوف دقيقة حداد على روحه.

لماذا لم يغن لك الحفل الجماهيري في العام 2019م؟

لم يغن الحفل لأنه تأثر بما كتب عنه عبر (الفيس بوك)، والذي وصفه من خلاله بعض النشطاء بأنه (كوز) فالناس كانت طالعه الشارع يوم 6/4/2019م، وهو غني يوم 5/4/2019، ولم أكن أرى أن هنالك إشكالية، فهو قد سبق له وجلس مع الرئيس السابق عمر البشير في منزل الفنان الراحل حمد الريح، ومن ثم عمل برنامج الأغنية الوطنية.

ما الكيفية التى سلمت بها مبلغ الحفل للفنان محمد الأمين؟ 

استلم المبلغ عبر سائقه (إدريس)، لذلك سابيعه كل ما يملك، فأنا أربعين سنة اقود في الحركة الفنية، وفيها (15) سنة لم أكن اعرفه فناناً جماهيرياً، وكنت التقى به في نادي الفنانين، ولم أكن أسلم عليه.

ما التعويض الذي تطلبه من الموسيقار محمد الأمين؟ 

ساطالبه بأن يعوضني (100) مليار جنيه، لأن سمعتي كمتعهد حفلات له تاريخه ومصداقيته تضررت بسبب أنه كذبني أمام جمهوره، ورغماً ذلك سترته، فالكبير كبير، إلا أنه لم يحترم هذا الفهم المتقدم.

سراج النعيم يكتب : انعكاسات (سالبة) على الناس والمجتمع



من الملاحظ أن البعض يحاول جاهداً مصادرة حقوق مشروعة لمن يخالفونه وجهات النظر ظناً منهم أنهم يمارسون حقاً من حقوقهم في الحياة، ناسين أو متناسين أن ما يمارسونه في ذلك السياق يندرج في إطار انعكاسات (سالبة) على الناس والمجتمع الذي يبحث في إطاره البعض عن حياة خالية من الإدعاءات الكاذبة، والتى غالباً ما يتم تطويعها لتصب في صالح توجهات سياسية أو طائفية، وأمثال هؤلاء أو أولئك يدّعون زوراً وبهتاناً مراعاتهم للمصلحة العامة، وأن كنت لا أري صدقاً فيما يذهبون إليه، ولا أري إيماناً بقضية أو قيم وأخلاق، وبالتالي يتجهون إلى إدعاء الإنسانية زيفاً، وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون منها.

إن الإنسانية الحقيقية لا تحتاج إلى تسليط الأضواء، لأنها بأي حال من الأحوال تروج لنفسها بما يتوافق مع حاجة الآخرين بعيداً عن الإعلان عما قام به رجل الأعمال هذا أو ذاك، فالاتجاه على هذا النحو لا يدع للإنسان مساحة لتنمية الأخلاق الحميدة، والدفاع عن الإنسانية بكل قيمها وأخلاقها، خاصة وأن الراهن يشير بوضوح إلى أن الأعمال الإنسانية آنياً ما هي إلا أعمال أريد بها (باطلاً)، وهو لوحده كفيل بأن يبطل مفعولها مهما كانت الجاذبية القائمة على شعارات رنانة وبراقة.

إن الأعمال الإنسانية المعلنة تقضي على القيم والأخلاق الإيجابية، لأن ممارسة البعض لسلوكيات من هذا القبيل منافية للعادات والتقاليد السودانية السمحة والمتأصلة في قلب وعقل كل سوداني بلا استثناء، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لعبت دوراً في أن تتلاشي بعضاً من تلك القيم والأخلاق، لم يعد هنالك صدق أو أمانة.

مما ذهبت إليه تنعكس القيم الأخلاق في حياة الإنسان من خلال تصرفاته بشكل وإذا غاب في ظلها الوعي والإداراك، فإن الانعكاس يكون سالباً، وربما يكون غير إرادياً من هذا أو ذاك الشخص الذي يلجأ إليه، وعندما يكون المرء غير مدركاً للانعكاسات السالبة في طريقة تفكيره وتصرفاته، فإنه يكون قد قاد نفسه نحو إلى دون أن يشعر إلى الانعكسات السالبة، وبالتالي يحرق إحترام الناس له بجهله لتلك الحقيقة.

في كثير من الأحيان نجد أناساً يعتقدون أنهم اذكاء، وفي مقدورهم (خداع) الآخرين، ولكن سرعان يكتشون المخدعون تلك الخدعة، والتي يغيرون على إثرها طريقة تعاملهم مع من خدعهم، وهنالك من لا يكتفون بذلك، بل يحذرون من يتعامل معه بأن لا يفعلوا، ولا سيما فإنه أمثاله يفتقرون للقيم والأخلاق السامية!.

وبالمقابل يجب أن يتصالح الإنسان مع ذاته قبل أن يفكر مجر التفكير في (خداع) الآخرين، والتصالح الذي اعنيه مراجعة أخطاء يرتكبها في حق الناس والمجتمع، وأن يلجأ إلى مبدأ محاسبة النفس قبل أن يحاسبه القانون الذي شرعه البشر، فالتصالح مع النفس يقود كل مخطيء إلى المسار الصحيح، ومن لا يستطيع فإنه سيجد نفسه يدور في إطار سالب لا يدع له مجالاً لكي يعبر بصورة إيجابية، فضلاً عن أن ورؤيته لما يدور في محيطه قد تكون قاصرة على عدم الخروج من مستنقع اثن، وعليه يحتاج الإنسان إلى أن يعي جيداً أن ما يحمله من أفكار سالبة أو إيجابية تحدد له مسار حياته، وكيفية التعامل مع الآخرين، فأي تفكير في ارتداء الأقنعة الزائفة يدعه متقوقعاً في إطار السالب.

من المعلوم للجميع بأن الإنسان يخرج للحياة مخيراً، ومن ثم يبدأ في اختيار الطريق الذي يرغب فيه، وذلك من حلال نشأته وترعرعه في بيئة ربما تلعب دوراً كبيراً في تشكل شخصيته من الناحية السلبية أو الإيجابية، لأن الإنسان لوحده الذي لديه المقدرة لرسم صورته في أذهان الآخرين. 

يوُلد الإنسان بسجل خال من الخطيئة إلا أنه ومع مرور الأيام، الشهور والسنين يجد نفسه محكوماً وفق ظروف استثنائية، وهذه الظروف تطلب فيه أن يكون إيمانه قوياً حتي يتمكن من تجاوز السلبية المتصلىة بالأوضاع الاقتصادية، والتي تحتاج إلى صبر وجلد لإدارة أزماتها المندرجة في إطار الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد.

مهندس البومات الحوت يكشف أسرار تنشر لأول مرة


الحاج التوم : لدى الحوت (16) أغنية لم يسمعها الحواتة 

توثيق : سراج النعيم 

كشف الحاج التوم، عازف إيقاع، ومهندس ألبومات الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أسرار تنشر لأول مرة حول إنتاج ألبوماته عبر شركة البدوي للإنتاج الفني، وأكد بأنه خلال عمله بالشركة نشأت علاقة صداقة قوية بينه والحوت الذي كان تحتكر صوته، واستمرت الصداقة بينهما إلى أن توفاه.

ما هي المرة الأولى التى ألتقيت فيها بالحوت؟

في العام 1997م، إذ إنني كنت أمارس مهنة العزف على آلة الإيقاع الذي استمرت في إطاره علاقتي به بشكل لصيق، وعندما بدء إنتاج الكاسيت أصبحت علاقتي به امتن، لدرجة أن الأغاني التى سجلها في الألبومات اخترتها له، فهو لم يكن يعرف عنها شيئاً إلا عند تسجيلها.

هل حدث أن أختار أغنيات أي البوم من الألبومات؟

لم يحدث أن جلس معي محمود عبدالعزيز لإختيار أغنيات لهذا الألبوم أو ذاك، وكان يقول لي : (يا الحاج لو جبت جدول ضرب ساغنيه لك)، وعليه كان يتم الإختيار، وتحديد إسم الألبوم عن طريق شخصي، والمرة الوحيدة التى إختار فيها أغنيات اختار اغنيتين، وهما (السنين) للفنان الطيب عبدالله، و(الذكرى المنسية) للفنان النور الجيلاني، ولكن خلاف ذلك أخترت كل الأغاني.

ما كيفية حفظه للأغاني المسجلة في الألبومات؟

عادة يأتي للاستديو، ويسمع الأغنيات مرتين بصوت الفنان ناصر عبدالعزيز، ثم يقول : (ساغني الألبوم بطريقتي الخاصة).

هل توقعتم فشل أي ألبوم من الألبومات؟

لم نتوقع نهائياً فشل أي ألبوم للراحل محمود عبدالعزيز، لأنها كانت جميعاً ناجحة لدرجة أن شركات الإنتاج المنافسة تنتظر صدور ألبومه، ومن ثم تدفع بإنتاجها للأسواق نسبة إلى أنه كان يساهم في بيعها بما فيها الألبومات (المركونة) في الرفوف، لذلك لم اتنبأ لأي شريط كاسيت بالفشل.

ما الكيفية التى يأتي بها الحوت للاستديو؟ 

دائماً ما يطلب تحضير الاستديو في الأول ثم يأتي إليه، ويسجل الأغنيات، وهو ما تم بالضبط في ألبوم (أكتب لي)، إذ جاء في الزمان والمكان المحددين، ما عدا ألبوم لا اذكره جيداً، وهو الألبوم الذي انتظرنا لإنتاجه شهر، وعندما لم يتحقق ما نصبو إليه قرر ماهر مالك الشركة الذهاب إلى استديو سودانيز ساوند، وأثناء وجودنا داخله حوالي الساعة الواحدة صباحاً تفاجأنا بالحوت يدخل علينا، ويطلب تجهيز الاستديو، وفعلاً غني الأغاني جميعاً بما فيها الأغنيات الاحتياطي.

هل لدى محمود عبدالعزيز أغنيات مسجلة، ولم تطرق إذن المتلقي؟ توجد حوالي (16) أغنية لم تر النور، وهي موجودة في استديو (عناقيد).

هل كان الحوت غير ملتزم؟

لا أتفق مع إتهامه بعدم الالتزام، فهو كان ملتزم جداً في إطار مشروعه الفني، فإذا اتفقت معه على حفل أو البوم، واوفيت بالاتفاق، فإنه يأتي إليك في الزمان والمكان المحددين، فنحن مثلاً نحدد زمناً للتسجيل، ونطلب منه الحضور، فلم يحدث أن أخلف موعداً إلا لظرف طاريء.

الا تعتقد بأن الاحتكار أضر بتجربة محمود عبدالعزيز؟

بالعكس فإن الاحتكار أفاد الحوت كثيراً، إذ أنه لعب دوراً كبيراً في التوثيق لاغانيه، والتى وجدت طريقها إلى الجمهور.

رأيك في إنتقال احتكار الحوت من البدوي إلى شركة السناري للإنتاج الفني؟

ربطت علاقة صداقة بين السناري، ومحمود عبد العزيز، فطلب منه الأول إنتاج البوم لصالحه، فلم يرفض، وبالفعل انتجه له.

ما مصير الأغاني التى لم تر النور؟ 

سنسعى إلى إصدارها للجمهور قريباً جداً.

كيف يتم التعامل مع الشعراء والملحنين؟

كل التعاقدات تتم من خلالي شخصياً، فأنا الذي اسمع الأغاني، واحدد المناسب منها مع صوت الحوت، والذي يتفاجأ بها في الاستديو، واتذكر في أيامه الأخيرة، قال لي : (يا الحاج التوم أنت خليتني، فقد كنت قبلاً لا أعرف شاعر أو ملحن). 

ماذا عن التنوع في إختيار الأغاني؟

كنت أحرص على إدراج أغنية من أغاني (المردوم) في كل ألبوم.

هنالك اغاني سجلت في البومات الحوت، وتم فتح بلاغات فيها؟

نعم، فتحت الكثير من البلاغات في معظم اغاني الألبومات، إلا أنها تحل، عموماً عندما يتم توزيعها تشهد صفوفاً، وتنظمها الشرطة.

ما الألبوم الأعلى توزيعاً؟ 

كل الألبومات حققت مبيعات كبيرة، ولكن ألبوم (ما تشيلي هم) الأعلى مع التأكيد بأنه ليس هنالك البوم سبب خسائر للشركة المنتجة.

وماذا؟ 

محمود عبدالعزيز أسطورة لا أعتقد أنه سيتكرر، بدليل أن إنتاجه لازال يسيطر على الحركة الفنية.

البعض ادعي صداقته للحوت بعد وفاته؟

اتحفظ على الكثير من الشخصيات التى ادعت صدقتها للراحل الحوت بعد وفاته، علماً بانني لم اشاهد أياً منهم معه إلا عبر وسائل الإعلام فقط، والأصدقاء الحقيقيين للحوت هم أحمد الصاوي، محمد ابرسي، خضر، اباذر وغيره، ورغماً عن ذلك لم يطلوا عبر الأجهزة الإعلامية.

سراج النعيم يكتب : مطالبات للمسئولين بالالتفات إلى معاش الناس

 

...... 

على المسئولين الالتفات إلى معاش الناس وإيجاد الحلول الناجزة للأزمات الاقتصادية خاصة الغلاء الذي أصبح فاحشاً، بالإضافة إلى أن هنالك ندرة في المواد البترولية ومشتقاتها، لذلك تحتاج الأوضاع الآنية إلى خطط اسعافية عاجلة فهنالك تحديات جسام تمر بها البلاد سياسيا، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وهي ناجمة عن عدم توفير الخبز، البنزين، الغاز، الكهرباء والمواصلات، مضافاً إليها الزيادة الجنونية في أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية والمنقذة للحياة، والتي تشهد ارتفاعاً مع إشراقه كل صباح جديد، لكل هذه العوامل اختل المعيار في شتي مناحي الحياة، مما استدعاها إلى أن تصبح شبه متوقفة، ما يجعلني أنظر إلى الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود بعين الرأفة والرحمة بعد أن انقلبت عليهم الحياة عقباً على رأس، فالنظريات الاقتصادية الأدعائية أثبتت فشلها الذريع، وأن من يتولون ملفها بالغ التعقيد ليس لديهم حلول على المدى القريب أو البعيد، وإذا سألت ما الحل يقول لك : (عملت كل ما بوسعي)، مما أسفر عن ذلك انتشار الظواهر السالبة في المجتمع الذي نشاهده يفقد قيم، عادات وتقاليد لا تنفصل عن الديانة الإسلامية، وهي جزء أصيل من التربية السليمة، وعلى النقيض تماماً نجد من يقامون تلك الظروف، ويبذلون في إطارها ما يفوق طاقتهم، وبالتالي كلما مزقوا فاتورة من الفواتير تطل آخري أعنف من سابقتها، فكل منا يبدأ يومه بارتشاف كوب شاي الصباح إلا أن ارتفاع أسعار مكوناته جعل البعض يتجاوزه فمثلاً كيلو السكر وصل إلى ما لا يستطيع الوصول إليه، ورغماً عن ذلك فهو ملزماً بشرائه لأطفاله، فالأطفال لا يعرفون (ما عندي قروش)، وهو الذي ربما يجعله يقترضه من صاحب المتجر، ومن ثم يتوجه إلى عمله مهموماً بالحصول على مركبة تقله إلى هناك، وإذا وجدها فإنه يضطر أن يدفع قيمة التعريفية مضاعفة بنسبة (٢٠٠٪)، وهكذا تبدأ ميزانيته المحدودة تتضاءل، أما وجبة الإفطار فلربما يستبدلها بـ(الزلابية) أو (العدسة)، وفي كلا الحالتين فإن الأزمة تكون مستمرة لعدم توفر غاز الطهي، والذي يندرج أيضاً في قائمة الصفوف، وهي صفوفاً في كل الأوقات، فما أن ينجز عائل الأسرة مهمته في هذا الصف إلا ويتجه إلى صف آخر، هكذا يقضي كل يومه ما بين هذا الصف وذاك، وحتى الوقوف في الصفوف مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتوفير المال بـ(المجاسفات)، فهذا الملف الساخن ربما لا يستطيع الإنسان أن ينجز عمله الذي ربما يكون مرتبطاً بالتيار الكهربائي، لكل ما ذهبت إليه الحظ أن الكثير من العامة خابت ظنونهم فيما يسمي بالسياسة الذين حادوا عما ترمي إليه ثورة ديسمبر المجيدة، وأصبحوا يتعاطون مع الأزمات بشكل يؤكد فشلهم في إدارتها.

لم يعد الصبر يجدي في ظل تفاقم الأزمات المتفاقمة بعيداً عن حكمة تقابل صبر الشعب السوداني على كل ما هو خفي عن العيان، مما نتج عن ذلك بواعث عدم الثقة في إدارة الحكومة للأزمات، فليس هنالك عمل صالح يبشر بالانفراج، وليس هنالك من خبير ينصح، وهذا الغياب لا يقود البلاد للخروج من وضعيتها الاقتصادية المذرية جداً، فالقواعد الاقتصاد المعتمد عليها أثبتت الفشل الذريع في صورته الكلية، مما أثر سلباً في جميع نواحي الحياة، فالمثل يقول : (إن لكل قاعدة شواذ، ولا يمكن البناء على فرضيات لا أساس لها على أرض الواقع لتكون قاعدة ننتهجها فيما يتصل بما يحقق للمواطن أدني مستلزماته المعيشية القائمة على أمور غاية في الحساسية، وما دعاني للكتابة هو تبني الكثير من أبناء وطني الدفاع عن فشل اقتصادي ظاهر وحاضر في حياة إنسان يومياً.

إن الملف الاقتصادي في البلاد يهدد أي حكومة الانتقالية، وهي غير مهتمه به، ويبدو أنها تعتمد على المسكنات والمبررات غير الملموسة على أرض الواقع، لأن جهود القائمين على أمره تركن في خانة اللا شىء، وبالتالي لم يتحسن معاش الناس الذين يعانون من شراء قفة الخضار، المواصلات، الخبز، الغاز والكهرباء، فيما يركن من يتولون ملف الاقتصاد إلى نظريات غير ناجحة، ومبررات غير مجدية، وفي ذلك دلالة على التهرب من المسؤولية، فلماذا تفعلون طالما أنكم قبلتم التكليف، وإذا كنتم غير قادرين ما عليكم إلا أن تقدموا استقالاتكم فشكراً على محاولاتكم في الفترة الماضية، وفكل ما وجدناه منكم هو بحثكم المضني عن شماعة تعلقون عليها الأخطاء، وتعمدون إلى تخدير محمد أحمد الغلبان الذي صبر صبر أيوب دون أن تنتهي مظاهر الصفوف غير مبشرة بانفراج الأزمات خاصة بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير المالية، والذي أثبت أن المحاولات الاسعافية لم تحقق ما يصبو إليه محمد أحمد الغلبان، والذي عاني من سياسات النظام البائد الاقتصادية فانتفض عليه وتحرر منه للاستمتاع بوطن خال من الأزمات إلا أن هنالك خيبة أمل في النفوس، لذا ننصحكم بالموعظة الحسنة حتى يينع الثمر، ومن ثم نجني قطافه، وأن كنت على قناعة تامة أنه بوادٍ ظاهره غير ذي زرع، وحتى لا نقضي على ما تبقى يجب الاعتراف بالأخطاء والعجز في إدارة هذا الملف، وسأدعو هؤلاء أو أولئك كما فعل سيدنا نوح مع أبنه يا بني أركب معنا محاولاً هدايته إلى الطريق القويم، وذلك قبل أن يدركه الغرق إلا أن إرادة المولي عز وجل أن لا يركب معهم، وكان ذلك امتحاناً عسيراً على صبر سيد نوح عليه السلام، ودرس بليغ لكل إنسان يحيد عن الطريق السليم، فإن أمر الله سبحانه وتعالي لا غالب عليه، لذا أرجو من يديرون شأن البلاد التأمل عميقاً في قصص القرآن الكريم، فهي تمنحهم الحلول لكل معضلة من المعظلات المعترضة طريقهم، لذا عليكم أن تفوضوا أمركم لله، وعدم التخاذل مهما كانت الجهود المبذولة غير مرضية، فالمحاسبة ستكون على الجهد لا على النتيجة، فاجتهدوا وأحسنوا النوايا وابذلوا الأسباب كما ينبغي، ثم سلم أمركم لهادي العباد.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...