الاثنين، 27 سبتمبر 2021

*سراج النعيم يكتب : الدلال الأسري (فساد)*



....

يدلل الكثير من الآباء والأمهات الأبناء دلالاً (سلبياً) لدرجة القلق الدائم، مما يقودهم بلا شك لـ(لانحراف) عن جادة الطريق، ولا سيما فإنه طريق محفوف بـ(المخاطر)، وهو الذي أفقد بعض النشء والشباب الكثير من القيم والأخلاق غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وعليه باتوا متأثرين بـ(عادات)، (تقاليد) و(ثقافات) مغايرة للثقافة السودانية، وهي بلا شك لا تشبه تربية نشأنا وترعرعنا في كنفها، لأنها كانت تتم تحت دائرة الضوء، ويشارك فيها العم، الخال والجار بـ(التوجيه)، وإذا استدعي الأمر (الجلد)، فإنه يجلدك جلداً بلا رحمة أو رأفة، ولا تستطيع أن تعترض أو تشكو لأسرتك، مما جعل هذه التربية بمثابة (إنارة) للطريق، ولا تدع للإنسان مجالاً لـ(لأنانية) أو (الغرور) أو (الغضب).

من الملاحظ في هذا العصر افتقار الإنسان للقدرة على تحمل المسؤولية خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية ضاغطة جداً، ولا تدع مجالاً للأسر لتلبية رغبات الأبناء، وقلة قليلة منها لديها القدرة المالية، وتنفق على الأبناء دون معرفة كيف يتصرفون، وما هي سلوكياتهم، وماذا يفعلون؟؟؟، هكذا لا يلتفت الآباء والأمهات إلى هذه الأسئلة إلا بعد فوات الأوان، لذلك لا تكون لديهم القدرة على السيطرة، ومع هذا وذاك لا تحرك الأسر ساكناً للتقويم والرقابة الضامن الحقيقي للمسار الصحيح، وبما أنهم لا يفعلون تكون المحصلة في النهائية مخالِفة لتوقعاتهم في المستقبل، فـ(الدلال الزائد) لاعب أساسي في إحداث (الخلل).

الناظر بمنظار فاحص للتربية في هذا العصر يجد أنها تختلف من أسرة إلى آخري، ورغماً عن ذلك الاختلاف يأمل الآباء والأمهات في ضمان مستقبل مشرق للأبناء إلا أن التربية المنحرفة عن المسار الصحيح تكون سبباً رئيساً في التفكك الأسري لعدم قدرة الوالدين على التمييز بين الرغبات الضرورية وغير الضرورية، والاتزان فيما يتصل بالنواحي المالية، والتي تحتاج للإخضاع للتقييم قبل تلبيتها، لأن الاستجابة في إطارها تقود لـ(لفساد)، فكم من أب دخل السجن بسبب تحقيق رغبات الأبناء غير الضرورية، ولعل أشهرها قصة الأب الذي أودع خلف القضبان بسبب أطفاله، وتشير وقائع قصته إلى أنه كان يبحث عن المال بأي شكل من الأشكال، مما قاده للوقوع ضحية في مبايعة قطعة أرض بمبلغ مالي كبير، ولم يأخذ منه سوي (5٪؜)، لذا بقي خلف أسوار السجن، ولم يخرج منه إلا بعد أن تبرع له فاعل خير بالمبلغ، وعليه يجد الكثير من الآباء أنفسهم ضحايا لرغبات الأبناء دون مراعاة للأوضاع الاقتصادية الطاحنة جداً، ومستوى الدخل المحدود الذي لا يوازي الصرف ولو بنسبة (1٪؜).

لابد من أن يدرك الآباء والأمهات حقيقة واحدة لا ثان لها ألا وهي أن تلبية كل طلبات الأبناء مهما كانت بسيطة تنتج عنها عواقب وخيمة جداً،
وهو ما أكده أهل الاختصاص بأن بعض الآباء والأمهات يسعون سعياً حثيثاً لإرضاء الأبناء بأي صورة من الصورة، ظناً منهم بأن ذلك السلوك يحقق لهم السعادة، إلا أنه ينجم عنه (فساد) القيم والأخلاق، وبالتالي فإن الأبناء لا يكون لديهم الاستعداد لتحمل المسؤولية، ومواجهة صعاب الحياة، مما يدعهم يمضون من فشل إلى فشل ذريع.

دائماً ما ينتج عن (الدلال الزائد) للأبناء عدم المصداقية، مما يقود الآباء والأمهات لاتخاذ مواقف عدائية من الآخرين لإرضاء الأبناء حتى لو كانوا يكذبون، لذلك يجب عدم تأييد ما يذهبون إليه، لأن فعلاً من هذا القبيل ليس فيه حكمة، ويشجعهم على الاستمرار في الخطأ، وبالتالي فإنهم يستسهلون (سلب) حقوق الآخرين حتى أن كانوا على حق.

يجب على الآباء والأمهات الاهتداء بالنهج الذي انتهجه رسول الله صل الله عليه وسلم، والذي يمتاز بالحنان مع الحسم عندما تقتضي الضرورة ذلك، وعدم الإفراط في الثناء عليهم بما يؤثر سلباً في شخصياتهم، وأن تكون مكافأتهم مناسبة مع حجم تجاوبهم.

من الضروري جداً تشجيع الأبناء للاعتماد على أنفسهم، وتحمل المسؤولية بصورة تتناسب مع أعمارهم، وحثهم على مشاركة الآخرين في الأفراح والأتراح، وأن يحرص الآباء والأمهات على إدارة الحوارات الهادئة مع الأبناء بعيداً عن الانفعال والتشنج وأسلوب الأوامر المباشرة، فصناعة الأجيال يجب أن تكون سليمة لحفظ مستقبل الأمة، وتحقيق أهدفها السامية.

الأحد، 26 سبتمبر 2021

*ترباس يكتشف التفاصيل الكاملة لإسعافه إلى مستشفى (رويال كير) لهذا السبب*

 




....

*الخرطوم : سراج النعيم*

...

كشف الفنان الفخيم كمال ترباس التفاصيل الكاملة لإسعافه إلى مستشفي (رويال كير) بالخرطوم عقب عودته من دولة الإمارات العربية المتحدة مباشرةً، مؤكداً بأن سبب دخوله المستشفي الالتهاب الرئوي الحاد، وعادةً ما تتشابه علاماته وأعراضه مع علامات وأعراض (نزلة البرد) أو (الإنفلونزا)، وهي تستمر مع الإنسان لفترة طويلة.

في البدء كيف هي حالتك الصحية الآن؟

أولاً أشكر كل من سأل عن حالتي الصحية داخل وخارج السودان، وأطمئن كل الذين لم تنقطع اتصالاتهم الهاتفية بالأسرة أو شخصي الذي يرد على أي اتصال هاتفي، وذلك منذ إسعافي إلى مستشفى (رويال كير)، والذي نقلت إليه بعد عودتي مباشرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والسبب وراء ذلك الإصابة بالالتهاب الرئوي حاد، فالأجواء مليئة بالجراثيم المنتشرة في الهواء، والذي نستنشقه هنا وهناك، وفي بعض الأحيان تهزم جهاز المناعة، حتى إذا كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة جداً.

ما المرض الذي أسعفت على إثره إلى المستشفي؟

أصبت بالتهاب رئوي حاد، وهو من أكثر الأنواع شيوعاً، وقد يحدث من تلقاء نفسه أو بعد الإصابة بـ(البرد) أو (الإنفلونزا)، لذلك أسعفتني أسرتي على جناح السرعة إلى مستشفي (رويال كير) بالخرطوم.

لماذا سافرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؟

شددت الرحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أسبوع تقريباً من تاريخ إسعافي إلى المستشفي بالخرطوم، وذلك من أجل تجديد إقامتي، وما أن جددتها لدي السلطات الإماراتية إلا وعدت إلى أرض الوطن، ولم يمض على عودتي للبلاد سوي سويعات إلا وأصبت بالتهاب رئوي حاد، وأرجح السبب في الإصابة به تقلب الأجواء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عشت فيها أسبوعاً امتاز طقسه بـ(الرطوبة)، لدرجة إنني إذا استلقيت السيارة من مكان إلى آخر اضطر لتشغيل (المنشات)، إما عندما حططت رحالي بمطار الخرطوم الدولي، فوجدت الطقس في السودان يمتاز أيضاً بـ(الرطوبة)، مما نجم عن ذلك إصابتي بالتهاب رئوي حاد،

ما نتائج الفحوصات وتشخيص حالتك الصحية من قبل الطبيب المشرف على علاجك بالمستشفي؟

أكد الدكتور بأن نتائج الفحوصات سليمة مائة بالمائة، وكل ما في الأمر إنني مصاب بالتهاب إلا أن‫ أعراضه أقل حدة من أنواع الالتهابات الرئوية الأخرى، لذلك منحني الطبيب المشرف على حالتي الصحية الأدوية المتمثلة في الحقن، الحبوب والدربات.

متى قرر الطبيب المشرف خروجك من المستشفي، وإكمال ما تبقي من علاج بالمنزل؟

طلب مني الطبيب المشرف على حالتي الصحية البقاء في مستشفي (رويال كير) للمزيد من الاطمئنان على أن العلاجات تأخذ مفعولها، لذا استوجب حجزي بالمستشفي، وبالتالي لم يحدد الدكتور تاريخاً بعينه لخروجي من المستشفي، ولم تثبت الفحوصات إنني أعاني من أي مرض آخر.

ماذا أنت قائل في الختام؟

اطمئن أهلي، أصدقائي، زملائي، زميلاتي في الوسط الفني وجمهوري داخل وخارج السودان على حالتي الصحية، والشكر كل الشكر لك (سراج النعيم) على تواصلك معي للاطمئنان على حالتي الصحية، وعكس ما تسفر عنه الفحوصات والتشخيصات الطبية للرأي العام، فأنا الآن أحس بتحسن كبير في حالتي الصحية، وامضي في إطارها نحو التماثل للشفاء بإذن من الله العلي القدير.

*سراج النعيم يكتب : المصروف خلص*

 


......................

افرزت الظروف الاقتصادية القاهرة طرقاً مختلفة للبيع أشبه بـ(الصدمة) منها طرقاً كانت محصورة في سيدات عاملات في المجال التجاري، إلا أن الغلاء الأشد من نوعه في البلاد دفع رجالاً إلي أن يلجأوا لذات الطريقة وطرق متعددة أخرى للبيع مثلاً (قدر ظروفك) أو البيع بـ(الكسر) وإلي أخرها من الطرق المستحدثة في ظل الأوضاع الاقتصادية المذرية، وهي تعرف (مجازاً) بالبيع بالأقساط المتناسبة مع ظروف المستهلك، وأصبحت رائجة في جميع انحاء السودان، بدلاً من شرائه سلعة كاملة، وذلك بعيداً عن الارتفاع الكبير في الأسعار في ظل تطبيق خطة اقتصادية قضت برفع الدعم عن المحروقات وتعديل سعر صرف الدولار الجمركي وإلي آخرها من الإجراءات والتدابير الاقتصادية.

من الملاحظ أن هنالك استغلال للظروف الاقتصادية رغماً عن (الصدمة) المفاجئة من بعض التجار الذين ينفذون زيادات علي سلع ربما تكون موجودة في مخازنهم قبل الارتفاع الجنوني لأسعارها، وبالتالي يختلف سعر المنتجات من محل تجاري إلي أخر، وكانت السلطات قد شرعت في إجراءات للحد من تأثير القرارات الاقتصادية، منها إقامة مراكز بيع مخفضة تعمل على توفير السلع الأساسية مثل (السكر)، (اللحوم الحمراء والبيضاء)، (الزيوت)، (الفول المصري) و(العدس) بأسعار أقل نسبياً من الأسعار في الأسواق، إلا أننا حينما نعقد مقارنة بينها وسالفتها نجد أن الفارق بسيطاً.

ولم يجد طلب عدد من المواطنين (المصدومين) تفعيلاً لدور الرقابة علي الأسعار وإلزام التجار بها، فلا يكفي وضع الديباجات علي السلع لأن البيع يتم وفقاً للأهواء الشخصية، وبالتالي أخذت الظروف الاقتصادية بعداً من الابعاد الصادمة للناس الذين يدفعون حتى علي مستوي المواصلات تعريفة مضاعفة من سائقي المركبات العامة بنسبة (100%)، وكل هذه (الفواتير) قادت إلي ظواهر سالبة في المجتمع، وبما أن (الفواتير) كثيرة فإن رب الأسرة أصبح لا يملك حتي قوت يومه، مما أدي بذلك أن تضيق به الأرض ولا يجد البعض منهم حلاً سوي الهروب أو الانفصال من الزوجات (الطلاق) بالتراضي أو اللجوء إلي المحاكم الشرعية، وهنالك من هاجروا بصورة شرعية أو غير شرعية للحصول علي حياة كريمة، وقد يضطرهم ذلك الواقع إلي العمل في مهن هامشية لم يسبق لهم العمل فيها.

من الملاحظ أنه كلما مزق رب الاسرة (فاتورة) تطل عليه أخري بـ(صدمة) قوية تشل تفكيره تماماً، وبالتالي كلما زاد دخله ارتفعت معه المصروفات اليومية، الأمر الذي يقود سيدات إلي مطالبة أزواجهن بمضاعفة المصروفات اليومية، وهكذا كلما مر يوم ترتفع معه الأسعار ويكبر في إطار ذلك السقف المحدد للمصروفات، ومع هذا وذاك تفاجئ الزوجة زوجها بأن (المصروفات خلصت). 

ومما ذهبت إليه فإن هنالك شباباً يلجأون للهجرة أو التفكير فيها حتي يتمكنون من بناء مستقبلهم بالصورة المثلي رغماً عن أنهم يعلمون تمام العلم خطورة الخطوة المقدمين عليها، الأمر الذي ترك ﺁﺛﺎﺭاً سالبة، فالهجرة تعني فقدان (العقول)، (الخبرات)، (الكفاءات) و(الكوادر)، وقطعاً الهجرة تؤثر تأثيراً كبيراً في شتي مناحي الحياة، ولكن لماذا يهاجر الإنسان ولماذا يفكر الأخر فيها؟؟ الإجابة ببساطة شديدة تكمن في أنه يبحث عن توﻓﻴﺮ حياة إنسانية بأبسط ﻣﻘﻮﻣﺎتها، وهي بلا شك غير متوفرة له في بلاده، لذا تكون الهجرة لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في وطنه، وللهجرة في حد ذاتها دوافع ربما تكون سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية والخ.

ليكن في علم من ينتقدون المهاجرين أن لهم آمال وأشواق تعبر عن أفكارهم، وهذه الآمال والأشواق ترسم لهم خارطة طريق مستقبلهم فلماذا لا يسألون أنفسهم عن أسباب الهجرة، ولماذا السوداني مرغوباً من دول المهجر وبرواتب كبيرة جداً تلبي له كل رغباته المفقودة، وعليه كان من الضروري مناقشة أسباب الهجرة بصورة عامة، وهجرة العقول والأدمغة بصورة خاصة والأثر الذي تفرزه في المستقبل، ولكن هل فعلوا؟ لا لم يفعلوا ولم يشيروا إلي أن الظروف الاقتصادية الضاغطة، فهي اللاعب الرئيسي في الهجرة، وإذا لم يوضع حد لأسبابها فإن الهجرة ستستمر في نزف العقول والأدمغة والكفاءات والخبرات.

الاثنين، 20 سبتمبر 2021

*سراج النعيم يكتب : فاما الرحيل أو الموت عطشاً*

 


..........

تتصاعد التحذيرات من تلاشي الثقافات بالاستغرق في مواكبة التطور الشرقي والغربي الذي يحكم قبضته بإمكانيات مالية مهولة لإقصاء الثقافات الأصيلة، ويستثمرون متغيرات يشهدها العالم في إطار(العولمة) ووسائطها المختلفة لترغيب المستهلك العربي والافريقي، وذلك رغماً عن محاولات بعض الدول الحد من انتشار الثقافات المغايرة، وتبذل جهوداً خارقة للحفاظ على ثقافاتها للسيطرة على الهوية.

بينما يأتي ذلك الصراع في إطار المال، السلاح، المياه، وغيرها من الموارد الطبيعية المتنازع حولها للسيطرة على الأسواق العالمية، واحكام الاستعمار الحديث بالغزو الثقافي، وتغيير الأنماط الاستهلاكية للمجتمعات خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية مذرية جداً، وتلعب دوراً كبيراً في التبعية للمنتجات الشرقية والغربية، وفي الغالب الأعم تحدث اضطرابات اقتصادية، اجتماعية وسياسية، وذلك من واقع الاعتماد الكلي على الاستيراد دون التفكير في إنتاج الموارد، مما جعل النظرة للمتغيرات أمراً ملحاً للغاية طالما أنها طالت الكثير من الأنماط الاستهلاكية من بالثقافات المستوردة، وربما يكون ذلك أمراً طبيعياً لافتقار مجتمعاتنا لأسس الحفاظ على ثقافاتها المكتسبة تلقائياً على مدى آلاف السنين.

إن انتشار المنتجات الشرقية والغربية يشكل خطراً على المنتجات المحلية المتأثرة بـ(العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي ساهمت في القضاء على المنتجات الطبيعية المحلية على مدى حقب التاريخ، وبالتالي تراجعت قدرة الإنتاج في ظل أزمات اقتصادية حاضرة، ومستقبلية تنبيء بتزايد احتمالات حدوث الكوارث البيئية.

لابد من الإتفاق على أن الشعوب الأفريقية والعربية تستهلك المنتجات المستوردة بصورة فائقة جداً بما فيها الوجبات الغذائية، وأشهرها وجبة (الأندومي) رغماً عن الاضرار الصحية الناجمة عنها بحسب ما أشار أهل الاختصاص، في حين نجد أن مستهلك الدول الشرقية والغربية لا يستهلك منتجاتها إلا بما يتوافق مع إمكانيته الشرائية.

إن شراء المنتجات الشرقية والغربية أحدث متغيرات ثقافية، خاصة في ظل ثورة الاتصالات الحديثة اللاعب الرئيسي في إزالة الحواجز الزمانية والمكانية، وبالتالي فإن الاستهلاك يسيطر على تفكير مستهلك الدول النامية، والذي لا يفكر في الإنتاج، بقدر ما أنه يستورد المنتجات الشرقية والغربية، وعليه لا نتساوى في دائرة توسيع التأثر بالثقافات الوافدة، فنحن ننبهر بما تنتجه، ولو كان بعيداً عن المواصفات والمقاييس، وبالتالي الفرق بيننا وبينهم الإفراط في استهلاك دون الاعتماد على بدائل كما تفعل الدول الشرقية والغربية، والتي تمتلك القدرة على استنباط المصادر من خلال الدراسات والأبحاث، وتطبيقها على أرض الواقع.

ومما أشرت له، فإن الأمر في غاية الخطورة لأننا نستهلك مواردنا بالتصدير، ومن ثم تتم إعادتها بعد الإنتاج للشراء، هكذا يستنزفون مواردنا الطبيعية وإفراغ الخزائن من الأموال، وإدخالنا في مديونيات يصعب تسديدها مع مرور الزمن، فهم يتسابقون لاقتنائها وإنتاجها، فيما نستهلكها نحن دون إدرك المخاطر المستقبلية، والاخطر من ذلك كله حرب المياه، والتي تشير مواجهتها إلى أنه لا حلول وسطية، فاما الرحيل أو الموت عطشاً، ضف إلى ذلك التنقيب عن الذهب وتصديره خارج البلاد وفق تعاقدات طويلة الأمد، وتصدير الثروة الحيوانية، وهي جميعاً تتطلب إنتاجها محلياً قبل تصديرها.

إن المؤشر الملمس للموارد الطبيعية هو اقتراب نفاد مخزونها الاستراتيجي، لذا علينا البحث عن حلول لإيقاف الاستهلاك المستمر بما في ذلك المنتجات الغذائية غير الضرورية، والتي ترتفع بصورة خالية دون إيجاد حلول علمية؟

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...