بوب : علبة (الاورنيش) تستورد من الصين بالدولار الأمريكي
وجه
ماسح الأحذية محمد آدم حسين الشهير بـ(بوب)، البالغ من العمر (٢٨) عاماً، نقدا للأوضاع الاقتصادية في البلاد من موقع عمله بموقف الشهداء امدرمان.
وقال : لا أري سبباً واحداً للاعتراض على السعر الجديد لـ(لاورنيش)، فلسنا الوحيدين الذين رفعنا الأسعار، فالكل زاد منتجاته أو بضائعه، وعندما رفعنا سعر الاورنيش من (50) جنيه إلى (100) جنيه، لأن علبة تلميع الأحذية ارتفعت من (١٠٠) جنيه إلى (٣٠٠) جنيه، ورغماً عن ذلك لا يغطي لنا المنصرفات، ولكن السؤال المهم جداً هل الإشكالية الاقتصادية تكمن في زيادة سعر الاورنيش؟، الإجابة إذا كانت نعم، فإنني على أهبة الاستعداد لإعادته إلى سعره، ولكن من الذي سينزل أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية، ومن الذي سيخفض تعريفة المواصلات، والمنتجات الغذائية للشركات والمصانع، فالأسعار مرتفعة بصورة عامة.
وأضاف : سعر الاورنيش الذي نشتريه مرتفع جداً، ولا يدع لنا فرصة للاستمرار في السعر القديم، لذا كان لابد من زيادة السعر حتى نتمكن من الإيفاء بالالتزامات في العمل والحياة اليومية.
وأردف : أتمني صادقاً أن ينصلح حال الاقتصاد السوداني، وأن تصبح الأسعار عموماً رخيصة حتى يستطيع كل إنسان على وجه هذه البسيطة أن يعيش الحياة بإنسانية وكرامة، وهذا لن يتحقق إلا في حال تناسي الناس الجراح والمرارات.
وتابع : يحتاج الاقتصاد لوقت واجتهاد للنهوض به، مع التأكيد بأن السودان بلداً غنياً بالثروات إلا أنها غير مستثمرة، وعدم الاستثمار يعود لإشكاليات أساسية في البعض منا، بالإضافة إلى الأجندات السياسية، وأن لم يتجه الكل للعمل سيظل الوضع الراهن على ما هو عليه، وستسمر الأزمات الاقتصادية، وسيرفع (تجار الأزمات) الأسعار مع إشراقة كل صباح.
واستطرد : أصرف يومياً على أسرتي الصغيرة ما لا يقل عن (٥٠٠٠) جنيه، وكلما اجتهدت لا استطيع تمزيق الفواتير الآخري المتراكمة، لذلك عملي لوحده لا يكفي، مما يضطرني إلى أن الجأ في بعض الأحيان للاقتراض من المحل التجاري بالحي، الزملاء والأصدقاء، فلا يمكن للإنسان أن يعتمد على نفسه في ظل ظروف اقتصادية طاحنة جداً.
واسترسل : السبب الأساسي في زيادة علبة الاورنيش هو استيرادها من الصين ومصر بالدولار الأمريكي، والأورنيش المصري غير مرغوب لأن فيه زيوت كثيرة، وهذه الزيوت تحدث تشوهات في الأحذية، وتلتصق بالأزياء.
ومضي : لدي الكثير من زبائني المشاهير المؤثرين في المجتمع، وقد استطعت جذبهم بالتعامل الراقي والاحترام، ورغماً عن ذلك المستقبل غير مبشر، فالزيادات لا تدع لنا مجالاً للإيفاء بالالتزامات الضرورية، وأن كنا نبدأ العمل من الساعة السادسة صباحاً، حتى الساعة السادسة مساء، ونجني من خلاله ما بين (٣) إلى (٥) ألف جنيه، ولا نمزق كل الفواتير، فالغلاء فاحش جداً، والكل يطحن في الآخر بدون رحمة أو رأفة، ويرفع الأسعار بالمزاج الشخصي دون مراعاة للظروف الاقتصادية.