الأحد، 29 أغسطس 2021

*سراج النعيم يكتب : والله يا حكومة المعيشة غلبتنا عديل كده!!*



....

مما لا شك فيه، فإن ليل (الظلم) مهما طال، فإنه إلى زوال في أي بقعة من بقاع العالم إلا (ظلم) السودان المستشري بصورة مقلقة جداً، صورة فاقت حد التصور والاحتمال، لأنه لا يمكن القضاء عليه إلا بإصلاح القيم والأخلاق، فـ(الفساد) أصبح براً، بحراً وجواً خاصةً فيما يتصل بالنواحي الاقتصادية، والتي تشهد (فساداً) متجذراً، وهذا الفساد جعل من الأثرياء أكثر ثراء، والفقراء أكثر فقراً، هكذا أطر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير له لدرجة أنه لعب دوراً كبيراً في تدمير السودان، والقضاء على (الأخضر) و(اليابس)، فلم تعد المشاريع الزراعية والصناعية الحيوية صالحة للاستخدام، مما يؤكد بأن الظلم الواقع على الشعب السوداني ظلماً (شرساً)، ويزداد شراسة مع إشراقه كل صباح. 

إن استمرار الظلم على مدى ثلاثة عقود أثر تأثيراً كبيراً في الحياة التي أصبحت أشد قسوة وإيلاماً، خاصة وأن بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية تمضي وفق إستراتيجيات قائمة على أجندات لا تصب في المصلحة العامة، علماً بأنها ظلت صامته على الظلم طوال الفترة الماضية، والساكت عن (الحق شيطان أخرس)، ولم نسمع لها صوتاً إلا بعد سقوط النظام البائد. 

إن (الظلم) الواقع على إنسان السودان سببه إعلاء المصلحة الشخصية على العامة، لذلك على المواطن أن يقول : (لا للظلم)، والذي قال فيه سيدنا عمر بن الخطاب : (يعجبني الرجل الذي إذا أُصيب بظلم، يقول: لا بملء فيه).

الشيء المؤسف جداً، هو أن (الظلم) استشري بصورة مقلقة جداً، لذا السؤال لماذا استمراره رغماً عن سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وهل لازال (الداء) يسري في جسم الإنسان دون اجتزازه من جذوره، وهل لا يستطيع تحاشي دخ السموم؟؟؟، رغماً عن تلك الأسئلة إلا إنني لا أنتظر إجابة عليها، ولكن أؤكد بأن الإنسان لم يعد قادراً على احتمال المزيد من الظلم، والذي جعل حياته المعيشية في غاية الصعوبة، خاصة وأن الوضع يمضي نحو الأسوأ، لدرجة أن حياته أصبحت في خطر فـ(إذا فطر، فإن غداه في خطر)، لذلك يجب عليه أن لا يصمت على وضع اقتصادي بالغ التعقيد، فعندما اسقط الطغاة أسقطهم لـ(لظلم)، لذلك لا يمكن أن يصبر على استمراره مهما كلفه هذا الأمر من ثمن، لأن الصمت ينمي المزيد من الطواغيت. 

السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الإطار هو لماذا استمرار الظلم رغماً عن التغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة؟، والتي رفعت شعارات مناهضة لما يتعرض له السواد الأعظم من ظلم، والذي ينطبق عليه قول ابن خلدون : (إن الظلم لا يقدر عليه إلا من يقدر عليه)، لذلك يجب مقاومة الظلم والقضاء عليه تماماً، فيكفي صمتاً على الظلم. 

من المؤكد لن ينصلح الحال إلا بإزاحة الظلم عن المظلومين، وهذه الإزاحة لا يمكن أن تتم بالصمت عليه، وينطبق عليه ما ذهب إليه غاندي : (إذا قاومت العدالة على علم مني، وسكت عنك فأنا ظالم)!

إن الحكومة لم ترفع الظلم عن الإنسان المغلوب على أمره، والذي ظل يبحث عن العدالة في قضايا لها تأثيرها في الرأي العام، وأبرزها قضية فض الاعتصام من أمام ساحة القيادة العامة بالخرطوم، وتنفيذ حكم الإعدام في مواجهة المدانين بقتل الأستاذ أحمد الخير وغيرها من القضايا المتطلبة إنهاء ملفاتها، فهي قضايا لا تحتمل التأخير في القصاص لأن التأخير فيه إعانة للظالم على المظلوم، لذلك هذه دعوة لمحاربة كل ظالم يستبد من خلال السلطة، فالظلم ينادي الظلم، والفساد ينادي الفساد والعنف ينادي العنف، لذلك على الإنسان العمل جدياً على إزالة الظلم بـ(القصاص)، وإن طال ليل الظالمين فنهار المظلومين قادم بالنصر المبين.

*ميادة قمرالدين تكشف قصة رفضها الغناء لعمر البشير : مضايقات النظام البائد استمرت معي إلى أن سقط.. الحكومة الانتقالية نجحت في مساواة الشعب السوداني في المعاناة بلا استثناء.. لست سياسية ولا انتمي إلى أي حزب أو تنظيم سياسي ولكن!.. من حق المرأة غناء أي أغنية حتي لو (ركيكة) فالمتلقي سيجد لها العذر*





....

*جلس إليها : سراج النعيم*

....

كشفت الفنانة ميادة قمرالدين (ملكة الرق) قصة رفضها الغناء للرئيس المخلوع عمر البشير في مناسبة زفاف نجل الفريق أول ركن علي ابنعوف وزير دفاع النظام البائد، كما وضعت تفاصيل تجربتها الغنائية من مشاركتها في منافسات (نجوم الغد) إلى أن أصبحت فنانة لها بصمتها الفنية، وفي ذات السياق ردت على أسئلة وضعتها على منضدتها حول اختيارها للنصوص والألحان، بالإضافة إلى ثنائيتها مع الفنان الكبير كمال ترباس، فإلى مضابط الحوار. 

*ماذا عن الثنائية بينك وترباس والشاعر الراحل عوض جبريل؟*

تعاونت فنيا في أعمال غنائية صاغ كلماتها ووضع ألحانها المبدع الراحل عوض جبريل، وهذا التعاون لعب فيه الأب الروحي الأستاذ كمال ترباس دورا كبيرا، إذ أنه منحني فرصة أن أغني له منذ بداياتي الفنية في برنامج (نجوم الغد) الذي شاركت في منافسته المبثوثة عبر الشاشة الزرقاء بأغنية (امير يا امير)، وكانت هذه الأغنية أغلي هدية يهديني إليها أستاذي كمال ترباس، ولم يكتف بذلك، بل ظل يدعمني إلى أن شكلت معه ثنائية في أغنية (ود عمي واخوي وأبوي)، وهي من كلمات والحان الراحل عوض جبريل، والتقيت في ظلها بنجله (عباس)، والذي بدوره تنازل عنها بحضورك اخي سراج النعيم وأستاذي ترباس، وبإذن الله ستري النور قريباً.

*أين أنتي من الساحة الفنية؟*

أنا الآن موجودة بكثرة، اما ان كنت تقصد الفترة الماضية، فالظروف التي مرت بها البلاد كانت سببا مباشرا في ذلك، لأنه ظروفا لا تدع للمبدع مجالا للإنتاج الفني، ولكن بعد زوالها بدأت نشاطي الفني، واطليت من خلاله عبر (ليالي البروف)، وشاركني في تلك الإطلالة بالحضور الأنيق والغناء الأب الروحي كمال ترباس الذي احبه جدا، فهو قدوتي في الحركة الفنية.

*رأيك بصراحة فيما يدور في الساحة الغنائية؟*

لا استطيع تقييم ما يجري في الحركة الفنية، إلا أن ما يطرق أذني في بعض الأحيان يحتاج إلى إعادة نظر، لذلك أتمني أن يحرص منتجي المحتوي الفني على الإنتاج (الجاد) المخلدة لاسمائهم في سجل الأغنية السودانية، خاصة وأن هنالك مواهب حققت الشهرة، ويجب عليها الإلمام بأن المنتوج الفني الموجب يدخل القلوب والبيوت بدون وسيط أو استئذان.

*ماذا عن شكل النصوص المغناة من بعض الفنانات في الحركة الفنية؟*

في رأيي الأصوات النسائية يحق لها أن تغني أي أغنية، فمثلا الأستاذ الراحل محمد أحمد عوض غني أغنية (من فريع البان)، وهي أغنية كانت تغني في الأحياء، وبالتالي فإن المرأة يمكنها أن تغني أي لون من ألوان الغناء.

*مقاطعا حتي لو كانت هذه الأغنيات (ركيكة)؟*

لم اسمع أغنيات (ركيكة) تصدح بها أصوات نسائية، ولكن حتي أن كانت كذلك، فمن حق المرأة أن تغني أي أغنية، وسيجد لها المتلقي العذر، ولكن (الشينة) أن يغني تلك الأغاني (رجل).

*كيف تنظري لأصوات نسائية ظهرت عبر السوشال ميديا؟*

أتابع ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (الواتساب) و(اليوتيوب)، ولدي صفحة شخصية بالفيس بوك تضم في عضويتها (٣٠٠) ألف متابع، هذا غير صفحتي العامة، وبالتالي من تجربتي عبر التقنية الحديثة احزم بأنه يصعب ضبطها، ومن ينشر من خلالها يعرف هذه الحقيقة جيداً، ويعرف أيضا بأنها منابر سريعة الانتشار، ورغما عن ذلك سمح لنفسه إنتاج ينتج الأغاني (الركيكة)، لذلك هو لن يحيد عن هذا الخط (السالب).

*ما كيفية مكافحة ظاهرة الغناء (الركيك) عبر وسائط التقنية الحديثة؟*

لا يمكن مكافحة هذا الغناء نهائيا إلا في حال اغلق (مارك) موقع الفيس بوك والواتساب.

*ما رؤيتك لأغاني البنات؟*

بدأت الانطلاقة الحقيقية عبر الاسافير بأغنية من (أغاني البنات)، ومن ثم أنتجت أغنيات تحمل بين طياتها مضامين ومعاني سامية، لذلك السؤال لمن ينتج الأغنيات (الركيكة)، هل ترغب في إنتاج أغنيات (جادة) أم تود الاستمرار في إنتاج أغنيات (ركيكة)، وهل تعتقد أنك ستجد القبول من المتلقي في حال انتجت أعمال (جادة) فيما بعد؟؟

*لماذا الحرص على الكتابة في السياسة من خلال (الفيس بوك)؟*

أولا لابد من التأكيد بانني لست سياسية، ولا أنتمي إلى أي حزب أو تنظيم سياسي، إنما أنا جزء من الشعب السوداني الذي احس بمعاناته، فمثلا أعاني مثله من أزمة قطوعات الكهرباء، وأزمات اخري إلا إنني اتحدث عنها يفسر البعض حديثي على أساس أنه سياسية رغما عن أن ما اكتبه عبر السوشال ميديا يندرج في إطار قضايا واقعية وملموسة على أرض الواقع، وبلا شك متأزمة جداً من قطوعات التيار الكهربائي.

*هل تعجز ميادة من شراء مولد كهربائي؟*

لابد من التأكيد أولا بانني ليس لدي مولد كهربائي، وإذا توفقت اشتريته، فمن أين استجلب له الجازولين؟، فالأزمات مستمرة على التوالي، لذا كلا الحالتين الكهرباء قاطعة، وبدلا من أن اخسر المال في المولد الكهربائي، فمن الأفضل أن أكون قاطعة كهرباء مع الناس، وهو الشيء الوحيد الذي نجحت فيه الحكومة الانتقالية، والتي بدورها جعلت الجميع يعاني بلا استثناء.

*في رأيك أين يكمن الحل؟*

يفترض في الجميع الدعوة للوحدة، وأن ننبذ القبلية والعنصرية، وأن نبتعد عن الحسد والغيرة، وإذا فعلنا ذلك، فإن السودان سينهض ويتقدم، اما خلاف ذلك فإنه سيظل محلك سر حتي إذا حكمه سيدنا عمر بن الخطاب.

*يقال إنك لا تجيدين العزف على آلة الرق؟*

في بداياتي عبر برنامج (نجوم الغد) لم أكن اعزف (الرق)، ولكن مع التمرس أصبحت اجيد عزفه.

*من الذي يجعلك على الغناء بالرق؟*

الأستاذ الإعلامي بابكر صديق هو الذي أشار الى بذلك، قائلا : (إذا شلتي الرق، فإنك ستكونين أول إمرأة تغني به في السودان، وفي نفس الوقت سيكون لائق معك، وعبرك اشكره على الاقتراح خاصة وإنني كنت أغني غناء شعبي، واستطعت في إطاره التأسيس إلى مدرسة فنية خاصة.

*هل أنتي مرغوبة للجمهور بالرق أم بالآلات الموسيقية؟*

دون ادني شك بالرق، فأنا فرقتي شعبية، وأنا إذا لم أحمل آلة (الرق)، لا يقبلني الجمهور، لذلك عملت له (سيبيا).

*لماذا رفضتي الغناء للرئيس المعزول عمر البشير في زفاف نجل الفريق أول ركن علي ابنعوف؟*

رفضت الغناء لدي دخول الرئيس المخلوع عمر البشير، لأن المناسبة تزامنت مع شهداء مواكب ثورة ديسمبر المجيدة، والشيء الذي حدث في حفل زفاف نجل الفريق أول ركن علي ابنعوف هو انني ادخلت العرسان بأغنية، وبعدها جاء الى من قالوا لي : (عمر البشير والفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين في الخارج، لذا نرجو منك إدخالهما بأغنية إلى مكان المناسبة، فقلت : لن أغني لهما، وعلى خلفية هذا الرفض جاءني أفراد من مكتب عمر البشير، وقالوا : (عليك إدخال الرئيس إلى موقع المناسبة بأغنية)، وبما فرقتي كانت تعزف من خلف (ستارة) ذهبت إليها مباشرة، ولم أأبه بما يمكن أن يحدث لي، وصادف ذلك السيناريو أن هتفت احدي السيدات : (دم الشهيد بكم، ولا السؤال ممنوع)، عموما حدثت (ربكة) في تلك الأثناء، وبعد انتهاء الحفل استدعاني أفراد مكتب عمر البشير، ووجه الى سؤالا مفاده لماذا رفضتي إدخال الرئيس بأغنية؟ فقلت : لست مجندة في الكلية الحربية أو سلاح الموسيقي حتى أفعل، فأنا فنانة وتم الارتباط معي على احياء حفل الزواج، ومن حقي عدم الاستجابة.

*هل هذا الموقف عرضك للمضايقات من النظام البائد؟*

نعم.. وظلت هذه المضايقات تلاحقني إلى أن تم إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

*ما تخطيطك لمشروعك الفني في المستقبل، وهل أنتي راضية عما قدمتيه؟*

لدي الكثير من المفاجآت، ولكن لا أود الإفصاح عنها الإ في وقتها، إما بالنسبة للشق الثاني لسؤالك، فإجابتي عليه تكمن في إنني راضية عنه تمام الرضاء، وأن شاء الله سانتج أعمال غنائية جديدة، وستجد القبول منقطع النظير من المتلقي.

*ما الأمنية التي تمنيتيها، وتحققت في تجربتك الفنية؟*

مما لا شك فيه، الثنائية بيني والفنان الكبير كمال ترباس، وذلك بالرغم أنه سبقتني بالغناء معه عدد من المطربات بأغنيات مسموعة، إنما الثنائية بيني وبينه مختلفة، ومكمن الإختلاف في أن الأغنية خاصة، وهي الأغنية التي صاغ كلماتها ووضع الحانها هيثم عباس، وحظيت بمشاهدات عالية جدا عبر الموقع العالمي الأشهر (اليوتيوب)، كما غناها معي في (ليالي البروف)، وبالتالي فالأستاذ كمال ترباس هو الداعم الأساسي لتجربتي الفنية، وذلك منذ إطلالتي الأولي في الحركة الفنية، وخلاف ذلك كله، فأنا أحبه جداً، واعتبره الأب الروحي، فقد استفدت منه كثيرا بالنصائح التي ينصحني بها ما بين الفينة والاخري، وهي النصائح التي اتعامل معها على محمل الجد.

*لماذا التركيز على كلمات والحان هيثم عباس؟*

هيثم شاعر يجيد نظم الكلمات الغنائية بصورة عامة، وأغاني السيرة والحماسة على بصورة خاصة، لذا أصبح جزء من مسيرتي الفنية المرتكزة على أغاني (السيرة) و(الحماسة)، والتي يمتاز في إطارها بالإجادة، بالإضافة إلى أنه يجيد لونيات غنائية اخري بدليل أنه ألف أغنية (ود عمي واخوي وأبوي)، وهي أغنية في المقام الأول والأخير مفصلة على الخامة الصوتية للفنان الكبير كمال ترباس، أي أنه كالترزي يجيد التفصيل بما يتناسب مع الخامات الصوتية، لذلك وجدت نفسي معه.

*مع من تعاملتي مع الشعراء خلاف هيثم عباس؟*

تعاملت في أغنية واحدة مع كل من داليا الياس، امجد حمزة واخرين.

*لماذا كل الشعراء أغنية واحدة وهيثم عباس أكثر من أغنية؟*

هيثم عباس مختلف في انتاج الأغنيات.

*رأيك في نقل الارث الغنائي والموسيقي من الريف إلى المدينة؟*

بهذا السؤال تكون قد أعدتني إلى سؤالك الذي طرحته على في سياق هذا الحوار، وهو كيف يتم إصلاح السودان؟، فلو لم نترك قصة (الربابة) في المدينة، فإن هذه البلد لن ينصلح حاله، فالغناء غناء في الريف أو المدينة، فأنا ذاتي أضفت (الربابة) إلى فرقتي الموسيقية، لذا السؤال كيف بدأ الغناء في السودان؟، الإجابة ببساطة بدأ من منطقة (كبوشية) بولاية نهر النيل، ومنها إلى مدينة امدرمان، وعليه يكون الغناء دخيلا على امدرمان.

*في الختام؟*

اشكرك اخي سراج النعيم على هذه المساحة، وأشكر الأستاذ كمال ترباس على جعل هذه المساحة ممكنة، لأنني حوالي التسعة سنوات لم أجري حوارا صحفياً.

الأربعاء، 25 أغسطس 2021

مدير اعمال محمود عبدالعزيز يخرج من صمته بعد (٤١) عاما.. عبدالخالق يفجر الكثير المثير حول تجربة الحوت في الغناء والتمثيل : يحي الشريق أكتشف محمود عبدالعزيز كمغني في فرقة الفنون الشعبية






توثيق : سراج النعيم

خرج عبدالخالق محمد عثمان، مدير أعمال الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز، والصديق الشخصي للحوت من صمته بعد مرور (٤١) عاما، وكشف القصة الكاملة لحياته المليئة بالإبداع، وذلك منذ التحاقه ببرامج الأطفال ممثلا ومغنيا بالهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، وحسم في ذات الوقت الجدل الدائر حول المكتشف الحقيقي للحوت كمغني له شأو عظيم في الحركة، فإلي مضابط الحوار.

في البدء كيف بدأت علاقتك بالراحل محمود عبدالعزيز؟

قابلت الأخ الفنان حقا محمود عبدالعزيز- عليه الرحمة- لأول مرة في برامج الأطفال بالهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، وأبرزها البرنامج الأشهر (جنة الأطفال) المبثوث من على شاشة تلفاز السودان، وبرنامج (ركن الأطفال) المذاع عبر اثير الإذاعة السودانية، وذلك في العام ١٩٨٠م، وكنا آنذاك مجموعة في فرقة أطفال الإذاعة والتلفزيون.

من هم أعضاء فرقة الأطفال بالهيئة الإذاعة والتلفزيون؟

الأسطورة محمود عبدالعزيز، وصفي عامر، يوسف عبدالقادر (مؤسس المجموعة)، نزار محمد إبراهيم، عبدالروؤف محمد سليمان، عفاف حسن أمين، رشا حسن حرزاوي، سمية آدم وآخرين، وهذه المجموعة كانت على تواصل مع بعضها البعض، وكل يوم (جمعة) نجتمع في منزل أحد الأعضاء، وذلك عقب إنتهاء برنامج (جنة الأطفال).

متي تم تأسيس فرقة أطفال الإذاعة والتلفزيون؟

في ثمانينيات القرن الماضي شددنا الرحال إلى مدينة (كسلا) شرق السودان، وأقمنا في (بيت الشباب) ما يربو عن الشهر، وفي هذه الرحلة توطدت العلاقة بين أعضاء الفرقة أكثر وأكثر، فنحن في ذلك الوقت كنا صغاراً في السن، إلا إننا قدمنا مسرحية (الخوف) على خشبة مسرح (تاجوج) بمدينة كسلا، ووجدت المسرحية في هذه المدينة قبولا منقطع النظير، إذ تمت متابعتها بشقف شديد، ثم عدنا من كسلا إلى الخرطوم، واستمرينا في نشاطنا عبر الإذاعة والتلفزيون.

هل هذا يعني أن الحوت بدأ ممثلا؟

فعلا اخي سراج النعيم، فالفنان محمود عبدالعزيز بدأ ممثلا من خلال برنامج (جنة الأطفال) بالهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، ولم يكن آنذاك يميل إلى الغناء، بل كان يحب التمثيل كثيرا.

من الذي اكتشف موهبة الأسطورة محمود عبدالعزيز الغنائية؟

اكتشفها الأستاذ يحي الشريف من خلال البروفات التي كنا نجريها في مقر فرقة الفنون الشعبية بأمدرمان، وفي تلك الأثناء وجد الأستاذ يحي الشريف الفنان محمود عبدالعزيز يدندن بأحدي الأغنيات، فقال له : (أنت مغني ممتاز جدا، فلماذا لا تتجه إلى ممارسة الغناء)؟ فرض الحوت الفكرة، وأكد بأنه انضم إلى برامج الأطفال بالهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون لإصقال موهبته التمثيلية.

كيف غني محمود عبدالعزيز من خلال المسرحيات بالإذاعة والتلفزيون رغما عن أنه رفض للأستاذ يحي الشريف؟

عندما تم إنتاج مسرحية (أمي العزيزة) حرص الأستاذ يحي الشريف على إقناع محمود عبدالعزيز بأن يغني الأغنيات المضمنة في المسرحية، وبالإصرار والإلحاح الشديدين منه استجاب الحوت، وشارك في المسرحية مغنيا، بالإضافة إلى اخونا طارق الاسيد الشهير ب(الثعلوب الصغير).

هل مسرحية (امي العزيزة) كانت مدخلا لانطلاقة الحوت نحو عالم الغناء؟

استمر الراحل محمود عبدالعزيز في الغناء والتمثيل معا في المسرحيات بالهيئة السودانية لإذاعة والتلفزيون، وغني في مسرحية (بت السماك)، وصاغ كلمات أغاني مسرحية (امي العزيزة) و(بت السماك) الأستاذ التجاني حاج موسي، والحان الدكتور يوسف حسن الصديق، كما أنه غني في مسرحية (الخوف)، بالإضافة إلى شريف النور، وصاغ كلمات أغانيها الأستاذ يوسف عبدالقادر، ولحنها الفنان الراحل محمد سلام، وهذا يؤكد تأكيدا قاطعا بأن البداية الحقيقية للحوت في الحركة الفنية كانت من خلال المسرح.

التفاصيل الكاملة لأحداث الشغب المثيرة باتحاد الفنانين.. عمار بانت : عنف مفرط في مواجهة ممتلكات اتحاد المهن الموسيقية.. تكسير (5) سيارات وسرقة أجزء منها ودراجتين ناريتين

 متابعة : سراج النعيم




















 

تابعت باندهاش شديد ما شهده مسرح اتحاد الفنانين المؤجر لمتعهد الحفلات إبراهيم يوسف (شلضم) بالموردة امدرمان، والذي أقام فيه حفل جماهيري مساء (الجمعة) الماضية، وغني من على خشبة مسرحه الفنان الواعد (ود الجاك)، الذي صدح بعدد من الأغنيات، فوجد تفاعلاً منقطع النظير من المتلقي إلا أنه وأثناء تقديمه وصلته الغنائية تفاجأ وتفاجأت الجماهير بشخص (مجهول) يلقي عبوتين (بمبان) داخل المسرح، مما نجم عن ذلك هرج ومرج، ووقوع أحداث عنف مؤسفة شنت على إثرها الجماهير هجوماً كاسحاً على مسرح الاتحاد وداره، وساد في المكان (فوضي) لا يمكن تصورها، وعلى خلفية ذلك تدافعت الجماهير نحو الأبواب المغلقة، وتضاعفت المعاناة باستنشاق الدخان، الأمر قاد الجماهير إلى كسر أبواب المسرح الذي انتشر فيه دخان (البمبان)، وما أن خرجت الجماهير الضخمة من داخل المسرح، إلا وبدأت الانفلات الأمني من خلال تعبيرها عن سخطها وغضبها العارم بـ(العنف) المطلق، والذي كسرت على إثره أبواب المسرح، وبعض الأشياء الموجودة داخله، ومن اتجهت مباشرة إلى دار اتحاد الفنانين، وكسرت فيه الكراسي البلاستيكية، الإنارة، المزهريات والسيارات الواقفة أمام دار الإتحاد بشارع النيل بأمدرمان، بالإضافة إلى سرقة موترين أحدهما يتبع إلى الشرطة، والآخر خاص بالعازف (معاوية)، وسرقة أجزاء (مواتر) آخري تقف أيضاً في مدخل اتحاد المهن الموسيقية، واللافتة المضيئة للاتحاد.

فيما قال الفنان عمار بانت أحد المتضررين من أحداث شغب مسرح اتحاد الفنانين : كنت لحظة الانفلات الأمني موجوداً برفقة الصحفي (سراج النعيم)، والفنان الكبير سيف الجامعة، عضو مجلس إدارة إتحاد المهن المهن الموسيقية داخل دار الاتحاد بالموردة امدرمان، وفي تمام الساعة التاسعة والنصف مساء من يوم (الجمعة) الماضية بدأ الحفل الذي غني من خلاله (ود الجاك) عدد من الأغنيات، وأثناء تقديمه وصلته الغنائية تفاجأت بالجماهير تكسر في الباب الفاصل بين مسرح إتحاد الفنانين وداره، مما جعلنا نوجه سؤالاً للشرطي الذي جاء نحونا من ناحية المسرح؟، فأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن شخصاً (مجهول) ألقي عبوتين (بمبان) في باحة المسرح، وهو الأمر الذي أدي إلى تدافع الجماهير نحو الأبواب المغلقة، واستخدام العنف لكسرها، وأثناء مراقبتنا للانفلات الأمني أخطرنا الموسيقي (التاج) بأن الجماهير في بحثها عن مخرج تدافعت نحو متعهد الحفلات (شلضم) من الناحية الغربية لدرجة أنه سقط على الأرض، فما كان من شخصي، سراج النعيم وسيف الجامعة إلا أن نتوجه سريعاً إلى البوابة الغربية لمسرح الاتحاد من أجل إنقاذ المتعهد إبراهيم يوسف، فوجدنا أنه حظي بحماية من نجله (يوسف) إلى أن تم إخراجه من المسرح، فما كان منا إلا واصطحبناه من بوابة المسرح إلى الكافي الخاص به، وظللنا نتابع معه تكسير الجماهير لكل ما يقع في نظرهم، فيما اتصل الفنان سيف الجامعة بشرطة النجدة، ورغماً عن ذلك واصلت الجماهير ثورتها الغاضبة بارتياح شديد.

وأضاف : أثناء وجودنا في الكافي الخاص بالمتعهد إبراهيم يوسف (شلضم) جاء إلينا بائع الخضار قبالة دار اتحاد الفنانين من الناحية الشرقية، وأكد بأن بعض الجماهير تكسر في زجاج السيارات الواقفة أمام دار اتحاد المهن الموسيقية، الشيء الذي استدعاني للتوجه سريعاً لمدخل اتحاد الفنانين، فوجدت سيارتي تعرضت للتكسير، بالإضافة إلى سرقة هاتفي السيار، وبلغت تكاليف إصلاح سيارتي حوالي (90) ألف جنيه، وهي على النحو التالي زجاج أمامي (22) ألف جنيه، زجاج الباب الأمامي الشمال (12) ألف جنيه، والمرايات (50) ألف جنيه، بالإضافة إلى أجرة عامل الصيانة (6) ألف جنيه.

وأردف : تكسير السيارات شمل سيارة الموسيقي إسماعيل عبدالقادر إسماعيل (ابوراس)، وسرقة إطارها (الاسبير)، تكسير زجاج سيارة عاطف عبدالرحمن، زجاج سيارة مكاوي شيخ الدين، وسرقة البطارية وإطارها (الاسبير)، وسرقة موتر (فيزبه) خاص بالعازف (معاوية)، وموتر تابع للشرطة السودانية خاص بالشرطي فواز عيسي.

واستطرد : لم يتوقف التكسير في حدود السيارات، إنما امتد إلى أجزاء من (مواتر) كانت تقف في مدخل اتحاد الفنانين، إلى جانب تكسير (10) لمبات (نايلون)، وسرقة (طربيزة) و(كرسي) حديد من داخل اتحاد المهن الموسيقية، وتكسير (400) كرسي، و(10100) كرسي بلاستيك بمسرح اتحاد الفنانين، وتكسير جزء من واجهة اتحاد الفنانين، وسرقة (موتور) واحد ونصف حصان، وتكسير واجهة مسرح اتحاد المهن الموسيقية وزجاج البوابة الحديدية من الناحية الشمالية للمسرح، وتمزيق وسرقة صور عمالقة الأغنية السودانية إبراهيم الكاشف، أحمد المصطفي، محمد وردي وآخرين، وتكسير (6) شبابيك زجاج، وسرقة (9) كشافات، وتكسير (350) صحن عشاء، و(12) لمبة (نايلون)، وسرقة مبلغ مالي من داخل سيارة الموسيقي صديق توتو.

من جهة آخري تم فتح بلاغات بالقسم الجنوبي امدرمان بوقائع ما حدث من أحداث شغب في حفل (ود الجاك) بمسرح اتحاد الفنانين.

من جانبه، أصدر اتحاد المهن الموسيقية بيان حول ما شهده المسرح وداره، وفيما يلي نص البيان:-

أقيم مساء (الجمعة) الماضي بمسرح الاتحاد المؤجر للمستثمر إبراهيم يوسف (شلضم) حفل غنائي شارك فيه الشاب (ود الجاك)، وكان الحضور للحفل كبيراً، وفجأة سمع الحضور صوت دوي أدي إلى تدافع الحضور تجاه أبواب المسرح عند الساعة العاشرة والنصف مساء.

وفي ذات السياق أفاد عدد من شهود العيان بأن شخصاً مجهولاً ألقي بعبوتين من (البمبان) على الجماهير داخل مسرح اتحاد الفنانين، مما أدي إلى أن يسود الهرج والمرج، وتمت تكسير وسرقة كراسي من المسرح ودار اتحاد الفنانين، بالإضافة إلى كشافات الإضاءة، وتكسير زجاج (5) سيارات، وسرقة ما بداخلها من بطاريات وإطارات (اسبيرات) وهاتف سيار، وسرقة موترين احدهما يتبع للشرطة السودانية، وتهشيم اثنين آخرين.

وشكر مجلس إدارة اتحاد الفنانين قسم شرطة الجنوبي امدرمان على حضوره فور تلقيه البلاغ من الدكتور عبدالقادر سالم رئيس اتحاد الفنانين، وبدأ إجراءات التحقيق في الأحداث.

من جهته، يتأسف مجلس إدارة الاتحاد لما حدث من بلطجة وسرقة واعتداء على الممتلكات، وهو سلوك لا يشبه الشعب السوداني العظيم.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...