الخميس، 19 أغسطس 2021

قصص وحكاوي حول تصفية الحسابات بين الأزواج بـ(الطلاق)..!!


كلما استمعت إلى قصص وحكاوي الانفصال بين الأزواج أجد أنها قائمة على فك الارتباط بين طرفي المؤسسة الزوجية أن طال المقام بها أو قصر، وذلك يعود للاضطراب الناجم عن حوار يفتقر كلياً للمنطلق، وما أن يحدث (الطلاق) إلا وتبدأ عملية تصفية الحسابات دون مراعاة لـ(لعشرة) أو الأطفال الرابط بينهما، وغالباً ما تصل الخلافات بين الزوجين إلى قاعات المحاكم، وعليه يحمل كل منهما الآخر الخطأ، لتبدأ المطالبة بـ(النفقات)، ومن ثم حضانة الأطفال، ويستمر الشد والجذب بينهما دون أن يتنازل طرف للآخر، هكذا يستمر الصراع طويلاً، خاصة في حال وجود أطفال بينهما، ودائماً ما يروحون ضحايا لـ(لعناد) الذي لا يلتفت في ظله طرف من الأطراف للمصلحة العامة، بقدر ما أنه يسعي سعياً حثيثاً لـ(لانتقام)، وعدم الرضوخ إلى صوت العقل.
قلما يلجأ الزوج أو زوجة إلى إيجاد الحلول بعيداً عن الانفصال، فكل منهما يجتهد لتعميق الخلاف من أجل تحقيق مأربه القائم على أن يعيش الأطفال في كنفه، إما إذا ترك الأب خيار التربية للأم، فإن في إمكانه مشاركتها التربية من على البعد، وليس مهماً إذا تعثر عودتهما للمؤسسة الزوجية أم لا، المهم الرغبة في عيش الأبناء في استقرار، فالمسألة مرتبط بجوانب إنسانية، ولا تحتمل المكابرة والعناد نهائياً، وإذا كانت الزوجة صادقة في نواياها، فإنها ستطلب من زوجها السابق الإتيان لأخذ الأبناء ما بين الفينة والآخري، وستتحلى بالصبر على بقاء الأطفال مع طليقها، فإذا انتهجا هذا النهج فإنه لربما يكون مدخلاً للتوسط من قبل الأهل، الجيران، الأصدقاء والزملاء لتقريب وجهات النظر، وطرح المصالحة كخيار على منضدة الزوجين للعودة للمؤسسة الزوجية وعيش الأطفال كنفهما.
في كثير من الأحيان أطالع قصصاً وحكايات قائمة على حرمان رؤية الزوج أو الزوجة للأطفال بعد الانفصال، لذلك يحاول كل طرف من الأطراف إلى تصفية الحسابات بالانتقام المتأصل في النفوس، والذي هو ردة فعل طبيعية لـ(لطلاق)، وقطعاً الضائع من المكابرة والعناد الأبناء، خاصة إذا تمسك كل من المنفصلين بحقه في الحضانة.
يجب التأني في مسألة حضانة الأطفال، وأن يبدئ كل طرف من الأطراف الموافقة على حضانة أياً منهما للأطفال، وأن يقدم الامتنان، الشكر والعرفان لهذا الصنيع، وإذا مضي الوضع على هذا النحو فإن الانفصال ربما لا يمر عليه وقتاً طويلاً إلا ويتلقي الزوج أو الزوجة اتصالاً من الشريك السابق للحضور لرؤية الأبناء..!!.
دائماً ما يحدث الطلاق بسبب الاستعجال في إشكاليات بسيطة جداً، خاصة الأزواج الذين لديهم أطفال، إذ يطلب البعض منهم الحضانة، وربما يتمسك بإصرار شديد بها للحد الذي نطالع في إطاره قصصاً وحكاوي مأساوية، ويروح الضحية الأطفال على أية حال من الأحوال..!!.

صدق أو لا تصدق : (بيضة) مسلوقة بـ(80) جنيه!!


عجزت الوزارات الاقتصادية في البلاد من إيجاد الحلول الناجعة لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ(معاش الناس) الذي بات يركن لواقع مؤلم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، ورغماً عما أشرت له، إلا أن السلطات المختصة لا تتدخل لتخفف الأعباء عن كاهل المستهلك، والذي أصبح يعيش وضعاً اقتصادياً مذرياً.
إن الراهن الاقتصادي يمضي مسرعاً نحو الانهيار، وكلما مرت الأيام، الشهور والسنين يزداد سوءاً خاصة وأن (الأزمات) مستمرة بلا انقطاع، وتعود الأسباب إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، بالإضافة إلى ظهور وانتشار فيروس (كوفيدـ 19) المستجد، والذي فرضت في ظله السلطات الصحية تدابير احترازية وقائية قائمة على الإغلاق (الجزئي) و(الشامل) المقيد لحركة الناس حتى في إطار العمل، مما نتج عن ذلك أوضاعاً اقتصادية في غاية الصعبة، وقطعاً أضحت السلع الاستهلاكية بعيدة كل البعد عن متناول يد المستهلك، فلم تبق سلعة إلا وارتفع سعرها بما يفوق كل التصورات.
فيما تواجه البلاد أزمات اقتصادية حقيقية، وهذه الأزمات ضحيتها في المقام الأول والأخير المستهلك، والذي يعتمد اعتماداً كلياً على مصدر دخل محدود، خاصة وأن الأغلبية العظمي من سكان السودان موظفين بالوزارات، المؤسسات، الشركات، المصانع، الجيش، الشرطة وإلى آخرها، فضلاً عن أن المرتبات ضعيفة جداً، ولا تكفي لشراء مستلزمات أسبوع واحد لـ(لفرد)، ناهيك عن الموظف الذي لديه أسرة وأطفال، فهو كلما مزق فاتورة من الفواتير المرهقة جداً تطل عليه أخري اشد قسوة وإيلاما، وتبدأ مع إشراقة كل صباح ولا تنتهي حتى لحظة خلوده لـ(لنوم)، وهي على سبيل المثال الكهرباء، المياه، الغاز أو (الفحم)، والتزامات آخري خلاف الصحة والتعليم، والسكن الذي أصبح هاجساً حيث ارتفعت في ظله (الإيجارات) بصورة جنونية، لذا السؤال ماذا يفعل الموظف المقلوب على أمره فيما تبقي من أسابيع تمر أيامها عليه بصعوبة بالغة؟ الإجابة ربما يمد يده للأهل أو الزملاء أو الأصدقاء أو الغرباء، وأن أعطوه (اليوم) فإنهم لن يفعلوا (غداً)، وبالتالي فإنه يكون مضطراً إلى إكمال الشهر (خيال)، لأنه ليس في مقدوره سوي الشراء بـ(النظر).
بينما ترسم تلك الظروف الاقتصادية القاهرة خارطة طريق نحو الهاوية البعيدة كل البعد عن حسابات إنسان السودان الذي بات ينهش كل واحد فيه جسد أخيه دون رأفة أو رحمة، فالكل يريد أن يكسب الأموال بغض النظر أن كانت مشروعة أو غير مشروعة، المهم لديه تحقيق الأرباح الكبيرة جداً، وهذا ما نلحظه جلياً في أسعار تقررها المؤسسات، الشركات، المصانع والتجار الذين يضاعفون الأسعار يومياً، وأن لم يكون ذلك على رأس كل ساعة.
عموماً تشهد أسعار السلع في بلادي ارتفاعاً خيالياً، وهذا الارتفاع شمل حتى (الطعمية) التي وصل سعر السندوتش منها بـ(٢٠٠) جنيه، وطلب (الفول) و(العدس) و(الفاصوليا) بـ(٥٠٠) جنيه، و(البيضة المسلوقة) بـ(٨٠) جنيه، ورطل اللبن بـ(١٨٠) جنيه، وهي من السلع التي يعتمد عليها الفقراء، ويعتبرونها منقذة للحياة.
شملت عدوى زيادات أسعار السلع حتى المنتجات المحلية، والتي عجز أمامها المستهلك عن شرائها، لذلك على الوزارة الاقتصادية الالتفات إلى (معاش الناس) بالبحث عن حلول ناجزة تضع حداً لهذه لـ(لزيادات) غير المبررة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...