.....
*جلس إليه : سراج النعيم*
....
وضع الإعلامي عوض بابكر تفاصيل تعرضه لحادث مروري أثناء تلقيه العلاج بـ(القاهرة)، مما أقعده عن الحركة (4) سنوات بمنطقة (الدقي).
فيما وثقت للإعلامي عوض بابكر رائد التوثيق في السودان من خلال هذا الحوار الذي شمل محطات من حياته الإذاعية.
*ما السبب الذي جعلك تقضي سنوات في القاهرة؟*
شددت الرحال للقاهرة من أجل مراجعة الطبيب حول (الجهاز الهضمي)، وأثناء ذلك تعرضت لحادث مروري في منطقة (الدقي)، ويشير تفصيلاً إلى إنني كنت استقل عربة عامة، وأثناء ذلك سقطت منها، مما أدي إلى إصابتي بـ(كسر) في الرجل اليمني، وكسر آخر في الكتف الأيمن، وشج في (الحوض)، وعلى إثر ذلك اسعفت للمستشفي الذي تلقيت فيه العلاج، ومن ثم خرجت منه للإقامة مع الموسيقار شاكر عبدالرحيم بـ(الدقي)، كما ظل الصديق الطبيب عثمان البشرى المهدي من آل الإمام المهدي عوناً لي، ولكل السودانيين في القاهرة، إذ أنه وقف معي وقفة مشرفة في الفحوصات، التشخيص، الأدوية والعلاج الطبيعي إلى أن تماثلت للشفاء تماماً.
*وماذا؟*
حضرت أثناء الاستشفاء بـ(القاهرة) عروضاً موسيقية بآلة (الجيتار) قدمها الموسيقار شاكر عبدالرحيم، ممثلاً للسودان في مسرح (الأوبرا) المصرية، وأشهد أنه صرف عليها من ماله الخاص، وافرد مساحات للموسيقيين السودانيين والمصريين.
*لماذا لم تبث الإذاعة حلقات جديدة من برنامجك (حقيبة الفن)؟*
كنت أتلقي العلاج في القاهرة، إلا أن إدارة البرامج بالإذاعة كانت تعيد حلقات من برنامج (حقيبة الفن)، ولم أنقطع عن الوطن يوماً واحداً، فقد كنت أتواصل مع أسرة صحيفة (الدار) ممثلة في شخصك سراج النعيم، وبحكم ارتباطي بشيخ البلال الطيب نشأت علاقة قوية بيني وأسرته، وبالتالي أصبح نجله مبارك البلال من أعز الأصدقاء، فـ(الدار) داري، وكنت أكتب لها مواداً صحفية من قاهرة المعز، وبثيت أشواقي للوطن من خلال (الكلام الساخن).
*رأيك بصراحة في البرامج التوثيقية عبر الفضائيات والإذاعات؟*
لابد من التأكيد بأن الاتجاه للتوثيق محفز وجميل، ولكن البعض يقع في الأخطاء، وكون أن الفضائيات والإذاعات تنتج برامج توثيقية فهذا أمر ممتاز، إلا أن هؤلاء أو أولئك (يشطحون) في ذلك بالخروج عن الموضوع، وإعطاء معلومات خاطئة عن مسار الأغنية من عصر أغاني الحقيبة إلى جيل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.
*كيف تنظر إلى الحركة التوثيقية في السودان؟*
تحتاج إلى إعادة نظر شمالاً، جنوباً، شرقاً وغرباً بحكم أن التوثيق للأغنية يجب أن يكون بصورة صحيحة، لذلك هذا الأمر يحتاج إلى باحثين مختصين ومسنودين بالعلم والخبرة، وهم موجودين إلا أنهم لا (يتهافتون) على وسائل الإعلام، إما الأشخاص الذين تستضيفهم القنوات الفضائية بصفة (باحث) كثيري الأخطاء.
*ماذا عنك في إطار التوثيق؟*
لدي مشروع توثيقي كبير جداً سأجلس في ظله مع الأستاذ محمد عبدالكريم، مدير البرامج بالإذاعة السودانية، وهو صديق وزميل منذ ثمانينات القرن الماضي، وكذلك الأستاذ لقمان أحمد الذي قال إنه يريد أن يعيد للفن أمجاده من خلال حفلات تبث عبر أثير الإذاعة، وقد بدأ فعلياً في ذلك بعيد الإذاعة في (اليوم العالمي للرايدو)، كما سجل سهرات للموسيقار محمد الأمين، صلاح مصطفي، شرحبيل أحمد، عبدالقادر سالم ومجذوب أونسة، وأقل واحداً منهم تمت استضافته حوالي ثلاثة ساعات، ويشرف على التسجيل الموسيقار محمد سليمان ابوسريع، رئيس قسم الموسيقى بالإذاعة، هكذا فتح أستاذنا لقمان أحمد الباب لكل الأغاني الحديثة، الشعبية والفلكلورية، وهو مشروع فني كبير جداً، لذلك على الدولة (تمويله) التمويل الأمثل الموازي لضخامته.
*كيف تنظر للأخطاء التوثيقية للأغنية السودانية؟*
أنا شخصياً أحتاج إلى من يقيم تجربتي على مدي (٤١) عاماً، فالإنسان بطبعه يحتاج للاستزاده، والتي ألتقيت في إطارها بالفنانين العمالقة أمثال بدر التهامي عازف الكمان، أحمد حامد النقر عازف الشيلو، علي مكي، برعي أحمد دفع الله، عبدالله عربي، فتاح الله جابو، أحمد زاهر، العاقب محمد الحسن، التاج مصطفى، عثمان حسين، حسن عطية، أحمد المصطفي، محجوب عثمان، محمود فلاح، عبيد عبدالرحمن، عمر البنا، عبدالرحمن الريح، محمدية وآخرين في العام ١٩٨٠م، وكنت عند لقائي بهم أحمل معي قلماً ووريقات لتدوين تاريخ الموسيقى السودانية.
*رأيك في برنامج (أغاني واغاني) الذي يقدمه ويعده السر قدور عبر قناة النيل الأزرق؟*
الأستاذ السر أحمد قدور لديه فعل في الغناء السوداني، إذ أنه ألف أغاني لكبار الفنانين أمثال إبراهيم الكاشف، العاقب محمد الحسن، صلاح محمد عيسى وآخرين، وظل يبدع منذ خمسينيات القرن الماضي، وشهد على الكثير من الأحداث، لذلك لا أشكك في أي رواية يرويها عبر برنامج (أغاني وأغاني)، لأنه رائد في بعث اللون الموسيقى الذي يعيش بيننا، وقد ساهم في تعريف الشباب بمدرسة (أغاني الحقيبة) وغيرها من المدارس الفنية، إلا أن مأخذي عليه فرض فنانين ليسوا بمستوى الحدث، فالمتلقي يتضايق منهم، ومن الإعلان.
*وماذا؟*
أنا شخصياً لا أرفض الإعلان، إلا أن برنامجي (حقيبة الفن) لا يحتمله، وفي العام ١٩٩٨م عرضت على شركة اتصالات ومياه غازية الإعلان، إلا إنني رفضته، لأن البرنامج لديه خصوصية، وقاعدة من المستمعين تتضايق من الإعلان، لأنه يشويش لهم، فـ(الإعلان) يفصل المتلقي عن المادة، وأي أنه (يشل) فكرة البرنامج، ولكن مبدأ الإعلان في البرامج الآخري يمكن التعامل معه، وأعتقد أن أستاذنا السر قدور قدم مادة جميلة جداً، وانعش اقتصاديات الكثير من القطاعات المهتمة بالشأن الفني في البلاد.
*ما هي قصتك مع الإعلامي المخضرم علي الحسن مالك في برنامج (أغاني ومعاني)؟*
أتذكر أنه كان يقدم (أغاني ومعاني)، فطلب مني أن أقدمه، فقلت : يا أستاذ (علي) البرنامج خاص بك، فكيف أفعل، إلا أنه وبإصرار شديد منه استجبت له، وقدمته عبر شاشة قناة (قوون) في العام ٢٠١٣م، وسجلت منه (٣٠) حلقة توثيقية حول أغاني (الحماسة)، وأثبت من خلاله بأنها لا تخرج من القرآن الكريم، وبالتحديد سورة (الأنفال)، ويأتي فيما بعد من يحرم الغناء دون دليل ثابت، فحتى العشرين حديث الواردة في تحريم الغناء بحث فيها الأستاذ عبدالمحمود الحفيان، وأثبت أنها غير صحيحة من خلال مؤلفه (البيئة والسماع)، وهنالك معاني كثيرة وردت في القرآن الكريم.
*ماذا عن الفنان الراحل عبدالعزيز محمد داؤود؟*
بدأ ترديد أغاني الحقيبة في العام ١٩٣٨م، ووقتئذ كان يعمل في السكة حديد بمدينة (عطبرة)، ويغني ثنائي مع زميله التجاني محمد عثمان، ثم تنقل في محطات كثيرة أبرزها منطقة (كبوشية)، المنطقة التي بدأت منها الأغاني، وتشكلت من خلالها أغاني (الحقيبة)، وتجول في مناطق الجعلين شرقاً وغرباً، كما أنه طاف السودان الذي أخذ منه ألواناً فلكلورية كثيرة جداً، بالإضافة إلى المدائح، وأغاني (الحماسة) التي شكل بها تجربة مميزة في الأداء واللحن، ولفت النظر للتربية الموسيقية.
*ماهي نصيحتك للشباب؟*
أأمل أن لا يستعجلوا الشهرة، وأن يحاولوا الاستعانة بالخبرات فيما يتصل بالجمل الموسيقية، فليس شرطاً أن تكرر لحن للكاشف، إنما يجب أن تنتج لحناً جديداً فيه السمات السودانية.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.