..........
*جلس إليه : سراج النعيم*
.........
واصل الصحفي المثير للجدل عمار أحمد آدم كشف أسرار وخفايا حول الرئيس المخلوع عمر البشير، وتنظيم الإخوان المسلمين (الحركة الإسلامية.(
في البدء ما الذي دار بينك والرئيس المعزول بمنطقة (شمبات)؟
كان هنالك مناسبة بمنزل (التجاني) بمنطقة (شمبات)، وكان أن علمت أن عمر البشير على رأسها المدعوين لها، ورغماً عن أنه لم تتم دعوتي إليها إلا انني أوقفت سيارة أجرة (تاكسي) وصلت بها مكان المناسبة، ومن ثم دلفت مباشرة إلى داخل المنزل، فوجدت فيه حضوراً طاقياً من القيادات السياسية (موالية) و(معارضة)، بالإضافة إلى بعض رؤساء تحرير الصحف، فلم أحرص على الجلوس إلى جانبهم، بل صوبت نظري نحو عمر البشير، فلاحظت أن بجواره كرسياً (فاضياً)، ومن ثم لمحت الشريف زين العابدين الهندي وعمر نورالدائم، فما كان مني إلا وتوجهت للكرسي (الفاضي) مباشرة، الأمر الذي أحدث (ربكة) في ترتيبات (البرتكول)، مما قاد الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين وكمال عبداللطيف مدير مكتب الرئيس المخلوع آنذاك وبعض أفراد المراسم للتحرك في كل الاتجاهات لإيجاد مخرج، إلا أنهم فشلوا في ابعادي، لذا يبدو أنهم قرار معاقبتي بالحرمان من وجبة العشاء، إلا أن الدكتور عمر نورالدائم تدخل وأفشل المخطط بأن وجه خطابه للشاب الذي يوزع في العشاء بحدة قائلاً : (نزل عشاء هنا)، فما كان منه إلا واستجاب له سريعاً، وقبل أن ابدأ في تناول الوجبة التفت إلى عمر البشير، وقلت : (يا خي أنت ما تخلي الانتخابات دي شوية)، فرد قائلاً : (ليه أخليها شوية)، فقلت : (عشان أتم الأربعين سنة واترشح ضدك)، فقال : (أنت ألا تتم الأربعين سنة يا خي اترشح المرة الجايه) ثم همس في أذني بصوت خافت : (كدي أنت أول حاجة دخل كراعك والباقي هين)، المهم أثناء إدارتي للحوار معه فاجأته قائلاً : (يا خي قصة حكمك للسودان دي ما قربت تنتهي)، قال : (أنت رأيك شنو)؟، قلت : (والله شايف النهايات قربية جداً)، فقال : (رأي زي رأيك كده)، وأثناء ذلك وزع ذلك الشاب (التحلية) على الضيوف إلا أنه تجاوزني، فسألت عمر البشير لماذا تجاوزني؟ فقال : (الزول دا جيبوا ليهو تحلية)، عموماً قلت كل ما أريد أن أقوله له، ومن ثم نهضت من الكرسي قبل أن يتحرك هو من مكانه، لذا كنت أتوقع اعتقالي عقب خروجي من المناسبة إلا أن توقعاتي لم تصدق، فقلت ربما لأن المناسبة جاءت عقب المفاصلة بين (الترابي) و(البشير(
ماذا دار بينك والبشير فيما بعد؟
التقيت به في مسجد (النور)، وصادف ذلك أنه اعفي الفريق أول مهندس صلاح قوش من منصبه مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، مما أغضب بعض (الشوايقة)، وعندما التقيته كان لدينا عقد قران، وكان هو مشاركاً في عقد قران اخر، وعندما انتهي منه قلت له : (يا خي استني شوية عشان تشاركنا في عقد قران أهلنا الشوايقة)، فقال : (جداً وين هم ناسكم ديل)، فقلت : (لكن الشوايقة ديل زعلانين منك شديد)، فلاحظت أن ملامح وجهه تغيرت، إلا أنه ورغماً عن ذلك قال : (بنفسهم ليك بدبوس)، وأضاف : (طيب القاعدين ديل ما يحردوا السلطة)، وكان يقصد علي عثمان محمد طه، عوض الجاز وأسامة عبدالله، فقلت : (سأقول لك كما قال أحمد الخير المحامي مقولته الشهيرة)، فقال : (والله الكلام دا صاح مائة بالمائة) ثم غادر مسجد (النور).
ما الذي حدث عندما اقتحمت إجتماع البشير بمركز الشهيد الزبير؟
خرجت من صحيفة (المجهر)، فشاهدت سيارات فارهة تقف أمام مركز الشهيد (الزبير)، فقلت في قرارة نفسي سأقف أمام إستقبال المركز لمعرفة ما الذي يدور في الداخل، وعندما وصلت البوابة التمست أن من يجلس بالإستقبال (ود فاره ساكت) فقلت له : (الإجتماع دا بدأ مش كده)، فقال : (ايوه)، وقبل أن يلتقط ملامح وجهي جيداً كنت قد دلفت إلى داخل المركز، والذي وجدت فيه الحراسة الأمنية مشددة جداً ومنتشرة في كل مكان، فلم أتوقف المضي نحو هدفي، وهكذا إلى أن وجدت مدخلاً، وتعمدت أن لا أنظر إلى أفراد الأمن، بل توجهت مباشرة إلى البوابة، وقمت بفتحها ثم دلفت إلى داخل القاعة، وفي هذه اللحظة كان الرئيس المخلوع عمر البشير يخاطب في مجموعة من قيادات الدولة، وعندما شاهدني أدار وجهه إلى الناحية الأخري إلا أنه ورغماً عن ذلك واصل حديثه بصورة عادية، فما كان مني إلا وجلست في أقرب كرسي، ولكن بعد ثواني من ذلك جاء نحوي أحد حراس الرئيس المعزول ووضع يده على كتفي ثم همس في أذني قائلاً : (دايرنك بره القاعة)، وعندما خرجت معه وجدت رجال الأمن يوجهون لي السؤال تلو الآخر، ومن بين الأسئلة : (يا زول أنت الدخلك هنا شنو) فقلت : اعتقدت أن في المركز ندوة، لذلك دخلت عبر الإستقبال في هذا التوقيت، فرد على قائلاً : (هسع عليك الله الجو الشايفو دا جو محاضرات)، ثم قال لي بزهج شديد : (يا خي أمشي خلاص)، إلا أن واحداً آخراً سألني من أنت؟ فقلت : (عمار أحمد آدم) ثم أردف سؤاله ماذا تعمل؟ فقلت صحفي، فقال : نحن ما بنعرف صحفي غير (مبارك البلال)، فقلت مبارك البلال ذاتو صاحبي ثم سمحوا لي بالذهاب، وما أن تقدمت قليلاً إلا وجاءني فرداً أخراً وقال : (اقيف يا زول)، وأردف : (نود أن نأخذ منك بيانات)، فقلت : (جداً)، فسألني : أين بطاقتك الشخصية؟، فقلت : (ما عندي بطاقة)، فقال : (بكل آسف سنضطر نحجزك إلى أن نعرف حقيقتك)، فقلت : (ما في مشكلة)، ثم قال : (كدي أضرب تلفون لأي زول تعرفه شرطاً لا تتحدث معه)، فقلت : (سأتصل على وزير)، وكان أن ضغطت على زر الإتصال به، فقال : (من هذا الوزير)؟، فقلت : الكاروري وزير المعادن، فقال : (أتصل برقم ثاني)، فاتصلت بنبيل الصحفي وكان هنالك جرس بدون رد، بعدها قلت : (أهل يعقل أن أكون مواطناً عادياً وأدخل في مكان فيه الرئيس والأجهزة الأمنية، فرد على قائلاً : (على كل حال أعرف أن هذا الأمر سيقع على رأسنا)، ثم سألني (ما هو إسمك)؟ فقلت : عمار أحمد آدم، و(ماذا تعمل)؟ فقلت : صحفي وإلى آخرها من الأسئلة ثم سمح لي بالذهاب.
وماذا؟
من المواقف أيضاً التقيت بالرئيس المخلوع عمر البشير
في مناسبة، وكان يرتدي أزياء غريبة، وكنت كذلك ارتدي ملابس غريبة أسود في أسود، وما أن شاهدني إلا وهمس في أذني قائلاً : (يا جني) فقلت له : الجن (........) فضحك ثم مضي في طريقه، وأيضاً التقيت به في زواج شقيقه بالمهندسين، وكان هو داخل على المناسبة بالممر، وحوله ناس كتار وخلفه مباشرة الراحل حيدر رئيس القضاء، وعندما أصبح الرئيس المعزول قصادي لفت انتباهه، فما كان من رئيس القضاء إلا أن يندهش، ولكن الدهشة زالت عندما قال البشير : (او عمار كيف الحال) ثم واصل تقدمه لمسرح المناسبة، وفي مرة وجدته في بيت عزاء، وصادف أن هنالك رجلاً يحمل طفلاً على استحياء، ويمضي به نحو البشير لكي يسلم عليه، وعندما لاحظت هذا المشهد قمت بـ(جر) الرئيس من جلبابه، وعندما التفت إلى قلت : (الشافع دا داير يسلم عليك)، وهو بدور قال : (او ابني كيف حالك).
ما الذي حدث في مؤتمر إعلان الحريات؟
عندما أعلن البشير الحريات للقوي السياسية عبر مؤتمر صحفي تأكيداً للانفتاح كنا قبل هذا المؤتمر نجلس في انتظار بدايته، فجاءت امرأة كبيرة في السن وهي تحمل في جعبتها شكوي للرئيس، إلا أن أفراد الأمن تعاملوا معها بشكل عنيف جداً، ومن ثم تم إخراجها من المكان بقوة مفرطة، هذا المشهد استفزني جداً، مما استدعاني لكتابة ورقة، ودفعت بها للبشير مؤكداً له بأنك في الوقت الذي تود فيه إعلان الحريات هنالك من يهدم الفكرة، وكان أن حملت الورقة وتوجهت بها مباشرة إلى المنصة وسلمتها للبشير، فقال : (عمار).
ماذا بعد سقوط النظام؟
طلب مني أن أكون شاهد ملك في انقلاب 30 يونيو، إلا انني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا رغماً عن انني ضد (الكيزان)، وضد قوي إعلان الحرية والتغيير أيضاً.
ماذا عن قصتك مع البدوي وزير المالية السابق؟
لم أكن أعرف أن هنالك مؤتمراً صحفياً لوزير المالية إلا عندما دخلت إلى مكتب أحد الأصدقاء، والذي وجدته يشاهد في المؤتمر، وعندما شاهدته على شاشة التلفاز معه لاحظت أن بثه مباشراً، فقررت أن لا افوت هذه الفرصة نهائياً، فما كان مني إلا وتوجهت مباشرة إلى شارع الجمهورية إلى أن وصلت (سونا)، وما أن دلفت إليها إلا وتوجهت مباشرة إلى المنبر، فوجدت أحد الأشخاص يتحدث، ثم اعقبته شابة، وما أن انتهت من حديثها إلا ووقفت في مكانها فحاول مدير (سونا) استدراك الموقف، إلا انني فاجأته بتوجيه حديثي لوزير المالية مطالباً إياه بتقدم استقالته فوراً لأنه عجزت عن إيجاد حلول للاوضاع الاقتصادية في البلاد، ولكن فيما بعد شعرت أنه رجلاً طيباً، وبصراحة تأثرت لأنه ليس من ذلك النوع الذي يستحق المخاطبة بتلك الطريقة، فأنا أحب أن اخاطب بلهجتي تلك (الشفوت)، ولكن في النهاية كنت أعبر عما يجيش في دواخل الشعب السوداني، فأنا اعتقد اعتقاد جازم أن هذه المسألة غلبت (الناس ديل).
هل أنت مع تسليم البشير إلى الجنائية؟
ما أظن سيتم تسليم البشير للجنائية لأسباب معلومة.
كيف تنظر إلى إزالة لجنة التفكيك؟
غير قادرة على التفكيك، فإذا أرادت لهذه المسألة أن تمضي في المسار الصحيح كان أن تفكك وتعزل عزلاً سياسياً.
من هم الصحفيين الإسلاميين؟
لايوجد في المشهد الآن صحفياً إسلامياً، ومن كانوا يكتبون عن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني يكتبون للاستفادة، فأنا أعرف بعضاً منهم يأخذون مرتبات من جهات ذات صلة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، اما من ينتمون للتيارات الإسلامي من الصحفيين فهم الصادق الرزيقي، عبدالماجد عبدالحميد، أشرف دوشكا رئيس تحرير صحيفة (الجريدة)، والاخير كان يذهب لمناطق العمليات مجاهداً، اما حسين خوجلي فكان مدخله للحركة الإسلامية شقيقه (عبدالله)، واما بالنسبة للطاهر ساتي فقد كان يعمل مع (الكوز) الكبير محمد حاتم سليمان في محلية جبل أولياء، وبحكم العمل نمت بينهما علاقة، وعندما أستلم محمد حاتم سليمان الدفاع الشعبي اصطحبه للعمل معه.