..................
أكثر من (200) سودانية يعملن (خدماً) في المنازل بـ(بيروت)
.................
الغائب : أشخاص يخدعون الفتيات بوظائف (وهمية) في لبنان
.................
بيروت/ الخرطوم : سراج النعيم
.................
كشف الغائب حسن مسئول إعلام الجالية السودانية بلبنان تفاصيل مثيرة حول سودانيات يعملن (خدماً) في المنازل اللبنانية، مؤكداً أنهن وقعن ضحايا للاحتيال من بعض الأشخاص الذين يزينون لهن الواقع مغايراً، وإن تلك الوظائف تدر لهن عائداً مادياً، إلا أنهن عندما يصلن لبنان يتفاجأن بواقع لم يكن موضوعاً في المخيلة، ويتضح لهن بوضوح شديد أنهن انخرطن في عمل لم يكن يضعنهن في الحسبان، والذي يتعرضن على إثره للإهانة والإذلال من الأسر اللبنانية التي يعملن معها، هو الأمر الذي جعلهن يلجأن إلينا من أجل مساعدتهن للعودة إلى أرض الوطن، فهن أكدن أنهن دخلن لبنان عبر بوابة مصر، ولم يكن يتصورن أن الأمر بهذه الصعوبة، وأن كرامتهن ستهدر بهذا الشكل.
ما هي الحلول للقضاء على الظاهرة من وجهة نظركم؟
نحن الآن نحاول إيجاد حلول جذرية لأزمة بدأت تطل في المشهد بقوة، خاصة وأن السودانيات العاملات (خدماً) في المنازل اللبنانية يتزايد عددهن يوماً تلو الأخر، وتشير الإحصائيات إلى أن عددهن حالياً (200) امرأة سودانية تقريباً، وهن دخلن لبنان عبر مصر، لذا تحتاج الظاهرة إلى معالجات عاجلة من السلطات السودانية بالتنسيق مع الجهات الرسمية المصرية واللبنانية؟، فالظاهرة في تنامي مطرد، مما يجعلنا نطرح بعض الأسئلة المندرجة في إطارها، ما الكيفية التي منحن بها تأشيرة الخروج لـ(مصر) أو (لبنان)، وهل يتعرضن لمضايقات في عملهن كـ(خادمات) في المنازل؟.
ما الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة؟
إن ظاهرة العاملات السودانيات في المنازل العربية نابعة من ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، ومن هربن من الأسر اللبنانية عبرن عن ذلك صراحة، إذ أكدن بما لا يدع مجالاً للشك أنهن لجأن لذلك من واقع الظروف الاقتصادية القاهرة، وأوضحن أن الأسر اللبنانية تدعهن يعملن على مدار الساعة دون تحديد زمن محدد لانتهاء العمل، كما أنهن لا يمنحن إجازات أسبوعية، مما اضطرهن للهرب والشكوى للجالية السودانية، وذلك من أجل مساعدتهن للعودة إلى السودان.
هل عمل المرأة السودانية (خادمة) يعتبرعيباً؟
إن قضية السودانيات العاملات (خدماً) في لبنان تركت أثرها السالب، وحظيت باهتمام كبير من السودانيين المقيمين في بيروت، والذين أكدوا رفضهم للظاهرة رغماً عن أنها مهنة شريفة، وإن كانت لا تقلل من مكانتهن في المجتمع، فالعمل ليس (عيباً) للمرأة السودانية، إلا أن المجتمع محافظ على عاداته وتقاليده، وبالتالي يرفض الفكرة جملة وتفصيلا، خاصة إذا عقدنا مقارنة بين المجتمع السوداني والمجتمعات العربية والافريقية الآخري، والتي تري أن في عمل المرأة (خادماً) في المنازل أمراً عادياً، وبالمقابل نحن لا نراه طبيعياً، وذلك من واقع أن الظاهرة لها تأثيرها المباشر على نفسيات السودانيين عموماً، والذين لم يعهدوا عمل المرأة السودانية خارج البلاد (خادمة).
ماذا عن بقية السودانيات المقيمات في لبنان بصورة عامة؟
من المعروف أن السودانيات في لبنان مقيمات مع أزواجهن، وإما السودانيات اللواتي أتن مؤخراً فإن معظمهن يعملن (خدماً) في المنازل بعد أن تم إحضارهن بالخدعة، والتي مررن من خلالها بثلاثة مراحل، المرحلة الأولي تبدأ من السودان، والثانية من مصر، والثالثة تنتهي بـ(لبنان)، وما أن تطأ أقدامهن أرضها إلا ويتم تشغيلهن حسب (الفيزا) دون الالتفات إلى مؤهلاتهن العلمية، هكذا تكون المرأة السودانية ضحية لأشخاص يسفروهن للعمل في وظائف من خلال (الفيزا) المحددة بـ(الخادم).
هل التمستم رغبة في البعض منهن للعمل (خدماً) في المنازل؟
الراغبات في العمل خارج السودان غالباً ما يسافرن من السودان إلى مصر، إذ يتم استقبالهن بمطار (القاهرة)، ومن ثم تكمل لهن الإجراءات الخاصة بسفرهن إلى لبنان، وبالتالي الأشخاص المعنيين بذلك يستخرجون إليهن (الفيزا) المسبقة من خلال جوازاتهن، فـ(الفيزا) لا يتم استخراجها للموظفات، بل يتم استخراجها للعاملات (خدماً) فقط، لذلك نجد أن البعض منهن وقعن ضحايا لتلك الخدعة، وذلك على أساس أنهن سيعملن في وظائف أخري، إلا أنهن عندما يصلن لبنان يتفاجأن بأن عملهن محصوراً في العمل (خادمات)، وعلى هذا النحو يزداد عددهن كلما مر يوماً، إلا أن البعض منهن يعملن (خدماً) في المنازل اللبنانية بكامل الرضا، وإما القليل منهن يرفضن الفكرة ، وهن من لجأن إلينا وعددهن حوالي (٥) من السودانيات، وقد قمنا بدمجهن مع الأسر السودانية المقيمة في (بيروت)، وذلك لحين ترتيب إجراءات سفرهن للسودان، وهن حينما لجأن إلينا أكدن أن الأسر اللبنانية تعاملهن معاملة سيئة جداً، وهو الأمر الذي اضطرهن للهروب منها، والاحتماء بالجالية والنادي السودانيين واللذين قاما بدورهما كاملاً، وطرحا الإشكالية على السفارة السودانية، والتي باشرت إجراءاتها اللازمة مع السلطات الأمنية اللبنانية.
وماذا؟
وقفتنا مع السودانيات الضحايا نابعة من واقع سودانيتنا التي تحتم علينا ذلك، لذا جمعنا لهن مبالغاً مالية من أجل أعاشتهن، وعلى خلفية ذلك استطعنا في شهر رمضان الماضي أن نعيد منهن واحدة للسودان، وإما الـ(٥) سودانيات اللواتي أشرت لهن مسبقاً سوف نسفرهن للسودان في الأيام المقبلة، وبالرغم عن ذلك نؤكد أننا ليس ضد عمل المرأة السودانية في أي مهنة من المهن، ولكن هدفنا هو توعية وتبصير من يتجهن للعمل (خدماً) في المنازل بلبنان، وأمثال هؤلاء نحذرهن من مغبة مخاطر تعترض طريقهن في المستقبل، إذ أنهن لا يعملن في وظائف خلاف الوظيفة المعنية، وفي هذا الإطار عقدنا ندوة تحت عنوان (عمل السودانيات خدماً في المنازل بين الخدعة والمخاطرة)، وهي تندرج في ظل عمل المرأة السودانية في البيوت اللبنانية.
ما الهدف من خدعة المرأة السودانية بهذه الطريقة؟
أولا لابد من التأكيد أن الأمر ليس محصوراً فيما أشرت له مسبقاً، بل هنالك صعوبات تواجه المرأة السودانية، والتي يجب أن لا تنخدع بما يزينه لها من يرغبون في تحقيق مكاسب مالية، فـ(الخدعة) مندرجة في إطار رغبتهن في تحسين أوضاعهن الاقتصادية، وإما المخاطرة فمبنية على أن لبنان دولة متحررة تحرراً مطلقاً، وثقافتها مختلفة عن ثقافتنا، وعليه فإن هنالك عدداً كبيراً من الشابات اللواتي تفاجأن بأن وظائفهن (خدماً) في المنازل، وهو ما لا يتوافق مع عاداتهن وتقاليدهن، وبالتالي فإن الظاهرة متشعبة جداً، ولها عدداً من الأوجه، مما يصعب تشريحها بالصورة المثلي، وهي تنشأ لأسباب اقتصادية بحتة لا تدع مجالاً للحلول الناجزة، وما لم نضع حداً لها فإنها ستكون حاضرة سلبياً في المشهد الذي يواجهن على إثره مصيراً مجهولاً تحدد ملامحه الظروف المحيطة بهن.