الأحد، 24 فبراير 2019

سراج النعيم يكتب : هروب الإنسان بحثاً عن (الحرية)

...........................
من المعروف أن الإنسان، ومنذ خلق البشرية ولد حراً في فكره ومعتقده وحركاته وسكناته، وظل على ذلك النحو يبحث بحثاً مضنياً عن الحرية، وفي هذا الإطار يتمرد على كل ما هو مقيد لها، ويظل يقاوم مهما كانت القوي المنوط بها ممارسة هذا الفعل المنافي لطبيعته، والذي دائماً ما يمني النفس بواقع خال مما لا يتوافق مع واقعه الحر، الأمر الذي يدفعه للبحث عن تنسم الحرية، التي ربما تقوده نحو صراع مستمر إلى أن يسلم الروح إلى بارئها، هكذا هو حال الإنسان في الحياة متمرداً على قيودها و ساعياً سعياً حثيثاً عن حريته المطلقة رغماً عن أن (الأنظمة) أو (اللوائح) أو (القوانين) التي يشرعها البشر تتعارض أحياناً مع ما يصبو اليه، والتي بموجبها تتم المعاقبة بالحرمان عن الحرية، أي أن الإنسان يتم وضعه في مكان محدد، فلا يستطيع الفكاك منه لأي سبب من الأسباب، وهو ما يعرف بـ(السجن) أو (الحراسة) أو (الزنزانة)، أو (المعتقل)، وعليه يجد نفسه موضوعاً بين أربعة جدران، و مرغماً على البقاء في المكان المحدد والذي هو بعيد كل البعد عن الحياة الحرة، وهي دون أدني شك لا تتناسب مع طبيعته، وذلك بغض النظر عن أنه ارتكب جرماً أم لا.
المتأمل لمن يخطئون أو يتجاوزون الأنظمة واللوائح والقوانين يجد أنهم فعلوا ذلك بحثاً عن حياة كريمة لا قيد أو شرط فيها ، فالقيود والشروط تكبل الحرية، لذا على الإنسان أن يعرف جيداً أن بحثه عنها قد يوقعه في محظور أو ما هو غير مسموح به، هكذا هو الإنسان يحاول بشتي السبل عاملاً عن الانعتاق من القيود التي ربما وضعته فيها الظروف و التي قد تكون (سياسية)، (اقتصادية)، (اجتماعية)، (ثقافية) وغيرها، لذلك تجد الإنسان يفكر عميقاً في كيفية الهروب من محبسه بغض النظر عن أنه فاقد الحرية اي أنه قد يكون مسجوناً من طرف السلطة القضائية أو النيابة أو الشرطة أو أي جهة أمنية مخول لها ذلك، ومع هذا وذاك يبحث الإنسان عن الحرية بأي ثمن من الأثمان، ولعل هذا البحث تجلي في سورة سيدنا (يوسف) عليه السلام، حيث أنها صورت البحث عن الحرية تصويراً بليغاً، إذ أنها بدأت بحلم، وانتهت بتغييره، ومن عجائبها أن (قميص) سيدنا يوسف عليه السلام كان دليلاً على براءة إخوته، وبراءته هو شخصياً من تهمة حاولت زوجة العزيز الصاقها به، وهو ذاته الذي أعاد به (بصر) والده يعقوب عليه السلام، وهي من القصص الراسخة في المخيلة، وذلك نسبة إلى أنها تدعو إلى أن يتقي الإنسان الله سبحانه وتعالي، وأن يصبر ولا (ييأس) أو (يقنط) من رحمته، فلا يضيع أجر من صبر صبراً جميلاً، فليس كل جميل قد تكون نهايته سعيدة كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام، والذي قاده حب والده (يعقوب) عليه السلام إلى أن يلقي به في غياهب (الجب)، ومن ثم العمل في قصر العزيز خادماً، ومن بعد ذلك تم إدخاله السجن، وإذا كان هذا هو ما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام، فما بال من يفقدون حريتهم من أناس عاديين لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، وبالتالي يفكرون ملياً في الهروب من ذلك الواقع حيث ينجح البعض منهم أو يفشل، فتتم إعادته لخلف القضبان مرة أخري مع تشديد القيود والرقابة، وربما توقيع بعض الجزاءات من قبل الجهة المنوط بها تنفيذ حبسه لكي يكون عظة وعبرة لمن يفكر في الانجراف وراء ذلك التيار.
من المعلوم أن وجود الإنسان في المكان المقيد لحريته وفقاً للقانون يدعه يبحث عن استبيان أين تكمن الحقيقة؟، وهي ما تكشفها التحريات المتعلقة بهذه التهمة أو تلك، وفي الأصل المتهم برئ حتي تثبت إدانته من السلطة القضائية، والتي يتأتي أمرها فيما بعد بالحبس بعد النطق بالحكم حسب الجرم، والذي يوجد في إطاره قانوناً ينظيم عمل السجون وكيفية تعامل إداراتها مع السجناء أو المنتظرين، وعليه من يفكر في الهرب فإنه يعرض نفسه للخطر وفقدانه فرصة الإصلاح والتهذيب والتأهيل الذي سوف يجده خلال قضائه فترة الحبس في هذا السجن أو ذاك، ومع هذا وذاك فإن السجون تنقسم إلى سجون (اتحادية)، (ولائية)، (مصحات)، (دور التربية)، ومعسكرات مفتوحة و شبه مفتوحة.

الطاهر حسن التوم يطرح تساؤلات حول تجمع المهنيين ويقدم اقتراحات

.............................
تداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للإعلامي الطاهر حسن التوم مدير عام قناة (سودانية 24) ومقدم برنامج (حال البلد)، يطرح من خلاله تساؤلات حول (تجمع المهنيين)، ومن هم قادته، ولماذا لا يظهرون في العلن. 
من جانبه كان (الطاهر) قد تحدث في وقت سابق عن قادة تجمع المهنيين، وظل يطرح التساؤلات حوله وحول قيادته ولماذا يخفون أنفسهم؟.
وفي هذا السياق حظي مقطع الفيديو آنف الذكر بالترويج داخل مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما حيث أنه وجه حديثه بصورة مباشرة إلى قيادات تجمع المهنيين لماذا لا تعلنون عن أنفسكم ؟ وغيرها من الأسئلة المندرجة في هذا الجانب.
من جهته قدم الطاهر حسن التوم خلال مقطع الفيديو بعض الاقتراحات لقيادات تجمع المهنيين.

تعرف على مطربين سودانيين يحملون (جوازات سفر أجنبية)

.........................
كشف الإعلام الحديث المطربين السودانيين الذين لديهم جوازات مزدوجة (سودانية) و(أجنبية) وعلى رأسهم الدكتور الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي، وأسامة الشيخ، حمزة سليمان، عمر بانقا والذين يحملون جوازات سفر (أمريكية) المطربتان الشقيقتان (نانسي) و(نهى) عجاج، تحملان جوازاً (هولندياً)، والمطربة هند الطاهر التي تحمل جوازاً (فرنسياً)، والمطربة إيمان لندن لديها جوازاً (هولندياً)، بالإضافة إلى عدد من المطربين والمطربات الموسيقيين السودانيين، وأبرزهم عازف الكمان عثمان محي الدين الذي يحمل جوازاً (إنجليزياً)

الحلنقي وندى القلعة.. (أجيك بي سكة تروح بي سكة)

...........................
فرغت المطربة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة) من وضع اللمسات النهائية لأغنيتها الجديدة التي تحمل عنوان (أجيك بي سكة تروح بي سكة)، التي صاغ كلماتها الشاعر الكبير اسحق الحلنقي ووضع لها الالحان الفنان عماد يوسف وقد شرعت في تسجيلها لتعانق اسماع جمهورها في غضون الأيام القليلة القادمة.
وقال الفنان عماد يوسف : إن الأغنية سالفة الذكر ستحظي بقبول منقطع النظير لما فيها من فكرة متجددة من حيث الكلمات والألحان.
وأبدى ثقته في استماع المتلقي لها والاحتفاء بها، وتقول الأغنية في جزء منها :
أجيك بي سكة تروح بي سكة
يا عصفور في الروض تتكه
لما أجيك تعمل ناسيني
ولما أروح تقعد تتبكه

الخميس، 21 فبراير 2019

صفحة (اوتار الاصيل) عبر صحيفة (الدار)


سراج النعيم يكتب : شراء اللحوم بـ(النظر) يسقط بس

.....................
ظلت الضائغة الاقتصادية القاهرة تشكل واقعاً مذرياً للشعب السوداني الذي صبر صبراً نقطع النظير، وبالرغم من ذلك الصبر لم تتم مكافآته بما يضمن له عيشاً كريماً في حياة خالية من (الفواتير)، وهي (فواتير) باهظة الثمن، فكلما مزق منها واحده أطلت عليه أخري لم تكن في الحسبان، مما قاد للحيرة والدهشة في زمن لم تعد فيه الدهشة تشكل حيزاً، ومن الشواهد على معاناة إنسان السودان شراء اللحوم (الحمراء) أو (البيضاء) وفق نظرية (الشراء بالنظر)، هكذا يركن الفقراء لهذا الواقع الذي تسيطر عليه ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، وكلما مر عليها يوماً تزداد سوءاً، الأمر الذي جعل صديقي يدير معي حواراً حول الأوضاع الاقتصادية القاهرة التي يمر بها، إذ قال كما تعلم فأنني موظفاً بسيطاً، وأتقاضي في إطار الوظيفة مبلغاً مالياً ضعيفاً، ومع هذا وذاك متزوج، ولدي عدد من الأطفال، وكلما نهضت من النوم في الصباح الباكر لكي أتوجه للعمل كالمعتاد يطلبون مني مبلغاً مالياً بسيطاً بغرض شراء صناديق (بسكويت) من المحل التجاري القريب من المنزل، وبما أن ميزانيتي محصورة في نطاق ضيق جداً ولا تسمح بذلك، أقول لهم باستحياء شديد (ما عندي قروش)، فما يكون منهم إلا أن يردوا على قائلين : (طيب ما تقعد معانا في البيت أفضل من الذهاب للعمل دون عائد، وعمل لا فائدة منه يسقط بس)، المهم أن صديقي حزن حزناً عميقاً كون أنه لم يستطع أن يلبي لأبنائه أبسط ما يرغبون فيه من (بسكويت) يأكلونه لدي ارتشافهم أكواب شاي الصباح، وكما تعلمون فإن الأطفال عموماً لا يعرفون شىء اسمه (ما عندي قروش)، وهذا النموذج الذي أشرت له واحداً من بين عشرات النماذج التي تمر على حياتنا اليومية، وهي نماذج أفرزها سوء التخطيط الاقتصادي في البلاد، رغماً عن أن الجهات المختصة تضع خطط وبرامج ذات وعوداً غير صادقة، وهذه الوعود قادت البلاد نحو مستقبل يحمل بين طياته رﺅﻳﺔ فيها شيئاً من (الضبابية)، بالإضافة للفساد الذي أستشري في أوساط الناس، عموماً كلما مر يوم على (محمد احمد الغلبان) يزداد وضعه الاقتصادي سوءا، وعليه يجد ﺃﺣﻼمه ﻭﺗﻄﻠﻌﺎت وآماله وأشواقه ذهبت إدراج الرياح.
حقيقة أصبح الراهن السوداني من حيث البنية الإقتصادية الأساسية يحتاج إلى زمن حتى يتعافى، ويصبح صحيحاً، ومن ثم يستطيع الشعب أن يحقق ما يصبو إليه، إلا أنه حتى ذلك لم يعد ممكناً من خلال خطط وبرامج قائمة على رؤية يصعب تنفيذها لتعارضها مع مصالح البعض الذين يهدفون إلي أن يبقي الحال على ما هو عليه، خاصة وأن المعالجات الاقتصادية الرسمية لا تتقدم للإمام قيد أنملة، الأمر الذي أدي إلى فقدان الثقة في إدارة هذا الملف الشائك، وجعل الحياة شبه معطلة، خاصة وأن الوضع (الاقتصادي)، (الاجتماعي) و(الإنساني) تشوبه ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ عدم ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ نحو المستقبل، والذي قد لا يتوفر فيه الحد الأدنى لحياة كريمة، نعم هذا هو الاحساس الذي يتخالج ﺩوﺍﺧﻞ ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ، وهو إحساس ﺃﻭﺟﺪته الرؤية الإقتصادية الخاطئة المرسخ لها، ومع هذا وذاك هنالك إصرار على تنفيذها رغم العلم بمالآتها السالبة، وكأن المسئولين لا خيار أمامهم ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ عنها ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ للبحث عما هو أفضل مما هو مطروح آنياً.
ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ أشعر بعدم الاطمئنان والتفاؤل لمستقبل السودان في ظل واقع اقتصادي (متخبط) وبالغ التعقيد، واجتماعي حدث فيه شرخ يصعب تداركه مع مرور الزمن، وإنساني عمق الجراح في النفوس، وثقافي قاد النشء والشباب للوعي والإدراك لمجريات الأحداث (السياسية)، (الاقتصادية)، (الاجتماعية)، (الإنسانية) و(الثقافية)، وبالتالي هي أوضاع مختلفة، وتعكس ﺭﺳﺎﺋﻞ واضحة ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷﻣﺮ، فإن بلادنا تمر بمنحنيات خطيرة تحتاج إلى ﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، وكما تعلمون فإن المشاريع هي لغة ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺰﺩﻫﺮ، والجاذب لرؤوس والأموال والإﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وقطعاً ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ في ظل ذلك ﻣﺮﺣﻠﺔ ليس فيها هذا المفهوم العميق الرامي لإصلاحات ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ليس من بينها فتح الأبواب مشرعة للاجئين (الجنوبيين)، (السوريين)، (الاثيوبيين)، (الاريتريين) وغيرهم، بالإضافة إلي العمالة الاجنبية غير المقننة والمخالفة لقوانين الإقامة، وهي عمالة تستنزف البلاد ولا تضيف، بل أوجدت عادات وتقاليد وثقافات مغايرة للسودانية إلي جانب بعض الأمراض، وبالتالي سيبقي الحال على ما هو عليه، لذا لن نجني ﺛﻤﺎر بلادنا التي يفترض فيها أن تكون سلة غذاء العالم، والذي يعلم تماماً هذه الحقيقة، والتي لن تتحقق إلا إذا عاودت ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ السوداني ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻌﻬﻮﺩ يكون ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ الذي نأمل فيه أن تتحقق كل طموحتنا وأحلامنا وأشواقنا.

معلم سوداني يكشف قصة اتهامه بـ(النشل) بالحرم المكي الشريف




















بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات السعودية
..................
المباحث ألقت عليّ القبض بسبب هاتف معتمر (باكستاني) والقضاء برأني من التهمة
...............
جلس إليه : سراج النعيم
...............
كشف الأستاذ صلاح يوسف محمد شبور البالغ من العمر (47) عاماً، والذي يعمل معلماً تفاصيل مثيرة حول إلقاء القبض عليه بالسعودية أثناء أدائه لعمرة (رجب).
وقال : بدأت قصتي على النحو التالي إذ أنني شددت الرحال إلي المملكة العربية بغرض أداء العمرة وأثناء طوافي بالكعبة المشرفة وجدت هاتفاً سياراً ملقياً على الأرض، فما كان مني إلا والتقطت الهاتف، ولم يمر على ذلك سوي كسر من الثانية إلا وتفاجأت بشخص ما يمسك بي من الخلف، ثم يصيح بصوت عال : (أنت نشال.. أنت نشال)، فقلت له : (أنا سوداني لا ينشل)، وإذا كنت تقصد الهاتف السيار فأنا وجدته مرمياً على الأرض، ورغماً عما ذهبت إليه إلا أنه قام باقتيادي إلى مكتب المباحث (مكلبشاً) من يدي، وبعد أقل من نصف ساعة ظهر مواطناً باكستانياً أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الهاتف الذي عثرت عليه ملكه، فقام بأخذه دون الإشارة إلى أنه (سقط) منه أو تم (نشله)، الأمر الذي استدعي الشرطة السعودية لتصويري وتفتيشي الذي وجدوا في ظله مبلغ (2800) ريال سعودي، و(200) دولار أمريكي، المهم أن السلطات السعودية قامت بإعادة المبلغ لي كاملاً، ومن ثم قامت بإيداعي حراسة قسم شرطة (مكة المكرمة)، وظللت فيها قرابة اليومين، وخلال هذين اليومين تعرضت للضرب على وجهي براحة كف (اليد)، بالإضافة إلي الإساءة والتجريح من قبل ضابط شرطة برتبة (نقيب) كان يتولي التحري معي في البلاغ المفتوح في مواجهتي.
وأضاف : سمحت لي الشرطة السعودية بالاتصال بالفندق الذي أقيم فيه من أجل إحضار جواز سفري، ثم اتصلت على شقيقي الذي يعمل في النادي الأهلي السعودي بمدينة (جدة)، وطلبت منه الذهاب إلى الفندق المعني لاستلام امتعتي المودعة بطرفهم.
واسترسل : أثناء التحري معي اكتشفت أن هنالك سودانيين متهمين أيضاً في ذات البلاغ بـ(النشل) الذي وجهته الي السلطات السعودية، والذي حولنا في إطاره جميعاً من قسم الشرطة المعني إلى سجن (مكة المكرمة) العمومي، ومنه تم أخذنا إلى إدارة المعامل الجنائية الذي أخذت فيه بصامتنا، كما تم تصويرنا أيضاً صوراً فتوغرافية، المهم أن كل هذه الإجراءات المتبعة معنا كانت تتم على مراحل، ومع هذا وذاك مقيدين بالسلاسل من الأيدي والأرجل ذهاباً وإياباً.
وأردف : قابلت المدعي العام السعودي في ظل الاتهام الذي اواجهه، وقام بدوره باستجوابي مرة أخري حول وقائع (النشل) المتهم به من قبل المباحث السعودية، ثم تمت إعادتي إلي سجن (مكة المكرمة) العمومي، والذي بقيت فيه ثلاثة أشهر متصلة، ثم حولت منه إلي المحكمة الجزئية بمكة المكرمةـ دائرة القضايا التعزيرية الخامسة، والتي مثلت فيها أمام القاضي سعيد مسفر القطحاني الذي طلب في الجلسة المنعقدة لمحاكمتي (بينة) تدينني وفق الاتهام الذي وجهته لي السلطات المختصة، وبما أنه لم تكن هنالك (بينة) تمت إعادتي إلي سجن مكة المكرمة العمومي مرة أخري، ومنذ ذلك التاريخ ظللت في السجن عاماً كاملاً مضافاً إليها الثلاثة أشهر السابقة.
وذكر : للإنصاف فإن وفداً من السفارة السودانية بالعاصمة السعودية (الرياض) جاء إلينا زيارة في سجن (مكة المكرمة) العمومي، وبعد الاستماع إلى قضيتنا قاموا بتحريك إجراءات القضية بطرف السلطات العدلية السعودية، ومن ثم مثلت أمام قاضي أخر، قام هو بتحديد جلسة للنطق بالحكم، وذلك بعد (15) يوماً من تاريخه، عموماً كنت حاضراً في الزمان والمكان الذي قابلت فيه قاضياً ثالثاً، وهو بدوره حدد جلسة أخري بعد (15) يوماً من تلك الجلسة، وعندما تمت إعادتي إلى المحكمة وجدت القاضي الذي مثلت أمامه أولاً، فاستغرب جداً من أنني مازلت موجوداً في السجن دون أن تتم محاكمتي، فما كان منه إلا وأن يطلب (بينة) تدينني في الاتهام الموجه لشخصي الضعيف، وعليه تم تحديد موعداً اخراً للنطق بالحكم، وعندما عدت للمحكمة للمرة الثانية أصدر القاضي حكماً يقضي ببراءتي من تهمة (النشل)، وجاء منطوق الحكم : الحمد لله وحده وبعده فلدي أنا عبدالله بن عبدالرحمن الرومي القاضي في المحكمة الجزائية بـ(مكة المكرمة)، وفي الجلسة جري سؤال المدعي العام السعودي عن (البينة) التي وعد بإحضارها فأجاب قائلاً : لم أستطع إحضارها في هذه الجلسة، هكذا أجاب ونظراً لأنه تم إمهاله ثلاث مرات ولم يحضرها، فقد اعتبرته المحكمة عاجزاً، وقررت استكمال نظر القضية، فجري من القاضي الإطلاع على أقوال المدعي عليه، فوجدها مطابقة لما أجاب به، ثم جري منه الإطلاع على صحيفة سوابقه، فوجدها تتضمن عدم وجود سوابق، فبناء على ما تقدم من الدعوي والإجابة والإنكار لدعوي المدعي العام السعودي الذي لم يقدم (بينة) على دعواه، ولأن الأصل براءة (الذمة)، ولأن ما دفع به المدعي عليه محتمل، ولخلو صحيفته من السوابق، لذلك كله، فإنه لم يثبت لدي المحكمة إدانة المدعي عليه صلاح يوسف شبور بنشل جهاز (جوال) من نوع (سامسونج) من أحد الأشخاص مقبلي الحجر الأسود بـ(الحرم المكي) الشريف، وقرر القاضي صرف النظر عن دعوي المدعي العام ضد المدعي عليه، وأخلي سبيله بخصوص هذه القضية، وبه حكم بناء على المادة الثانية والتسعون بعد المائة من نظام الإجراءات الجزائية، وأفهم المدعي عليه بأن لكل واحد منهما حق طلب الاستئناف خلال مدة ثلاثين يوماً، استناداً على المادة الثالثة والتسعون بعد المائة من ذات النظام، ومن لم يقدم اعتراضه منهما خلال المدة النظامية يسقط حقه في طلب الاستئناف وفقاً للمادة الرابعة والتسعون بعد المائة من ذات النظام، يكتسب الحكم القطيعة، والصفة النهائية بموجب المادة العاشرة بعد المائتين من نظام الإجراءات الجزائية.
وتابع : القاضي الأول أصدر حكم ببراءتي لعدم وجود (بينة) أو (شهود) بالإضافة إلى خلو صحيفتي من السوابق، وعليه تمت اعادتي إلى سجن (مكة المكرمة) العمومي مرة أخري، وجاء منطوق محاكمتي للمرة الثانية مخالفاً للحكم الأول الذي استأنفه المدعي العام السعودي، فجاء منطوق الحكم الثاني أمام قاض خلاف الأول : (الحمدلله وحده وبعد، فلدي أنا البراء بن سعيد القحطاني القاضي بالمحكمة الجزئية بـ(مكة المكرمة)، خلف فضيلة القاضي عبدالله عبدالرحمن الرومي بموجب خطاب فضيلة رئيس المحكمة الجزئية بـ(مكة المكرمة)، المتضمن تكليفي بعمل الدائرة التعزيرية الخامسة حيث افتتحت الجلسة بعد أن وردتني المعاملة بخطاب من رئيس محكمة الاستئناف والمقيدة بقيد المحكمة، وبرفقتها قرار الدائرة الجزائية الثالثة والمتضمن نص الحاجة منه، وبدراسة القرار وصورة ضبطه ولائحته الاعتراضية تقرر إعادتها لفضيلة حاكمها لملاحظة أن صرف النظر، وإخلاء سبيل المدعي عليه السابق حيث أن هذا الإقرار يورث الشبهة في حق المدعي عليه بقيامه بما نسب إليه ولوجاهة ما ذكره أصحاب الفضيلة، ولأن ما أتهم به من المحرم شرعاً حيث أن التهمة هي (النشل) في بلد الله المحرم، لذا كله فقد قررت توجيه الشبهة للمدعي عليه بقيامه بما نسب إليه، وحكمت عليه تعزيراً في الحق العام بما يلي : (سجنه لمة ثلاثة أشهر يحتسب منها فترة إيقافه على ذمة هذه القضية وجري النطق به وبإعلانه قرر المدعي عليه القناعة به وإما المدعي العام السعودي فقد قرر البقاء على اعتراضه وقررت إلحاق ذلك بصكه وسجله، ومن ثم إعادة كامل المعاملة لمحكمة الاستئناف لتقرير ما يرونه.
واستطرد : عندما كنت في سجن مكة المكرمة عانيت كسائر السجناء فمثلاً إذا أردت أن تذهب إلي الحمام فإن الدخول إليها يتم من خلال الوقوف في الصف، بالإضافة إلي أن النزيل ينام على سرائر مرصوصة فوق بعضها البعض، وكل سجين يخرج من السجن يصاب بمرض (الجرب) الذي أصبت به بعد أن جئت السودان، وظل هذا المرض ملازماً لي على مدي شهرين.
ومضي : عدت إلي الوطن بعد أن تمت براءتي من التهمة المنسوبة الي، وبالرغم من أنني تفاجأت لدي استلام جواز سفري أنه منتهي الصلاحية، مما أضطر السلطات السعودية أن تمنحني تأشيرة خروج مررت بها بصورة عادية جداً من خلال مطار (جدة) إلي مطار الخرطوم الدولي.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...