الأحد، 9 ديسمبر 2018

الفنان إبراهيم حسين في حوار استثنائي قبل الرحيل المر





..............
الجلطة تسببت في توقف مشواري الفني وعدم التواصل مع الزملاء والاهل والاصدقاء
.............
هذه هي قصة حياتي والتحاقي بالوسط الفني وعملي ترزياً بكسلا والخرطوم
.............
هولاء شوهوا أغنياتي فهذه نصيحتي لهم وهؤلاء غنوها بشكل مقبول ولكن!
..............
تفوقت بالأداء على الباشكاتب وأبوعركي والعندليب والطيب عبدالله وصالح الضي
.............
جلس إليه : سراج النعيم
............
من منا لا يعرف الفنان الكبير إبراهيم حسين الذي صدح بالأغاني الخالدة في وجدان الشعب السوداني (نجمة.. نجمة الليل نعدو، وليه ياشمعة سهرانه)، وغيرهما، سنوات مضت منذ أن وطأت أقدام إبراهيم حسين الحيشان الثلاثة، وبعدها أصبح ملء السمع والبصر بعطاء متميز وأداء نوعي إلا أن ظروفه المرضية جعلته بعيداً عن الوسط الفني الذي نحت فيه اسمه بأحرف من نور وشكل لنفسه مدرسة مميزة، وهو من أسرة صوفية تأخذ الطريقة (التجانية) التي أمضي في إطارها جزءاً من مراحل تكوين حياته بالانتماء والارتباط الوجداني والروحي، وتلك الأجواء الصوفية شكلت دواخله ، فالصوفية مدرسة تعطيك عيناً غير عيون الآخرين وإحساساً مختلفاً عنهم.
في البدء من هو المطرب إبراهيم حسين؟
قال : أطلق عليّ والدي اسم (إبراهيم) وكان ميلادي غرب مدينة (القاش) بولاية كسلا في العام م1941، ونشأت وترعرعت فيها ودرست الأكاديمية جميعاً شرق السودان، ثم تزوجت وأنجبت الأبناء (أواب، محمد، جمال، صلاح، حسين، جيهان، منى وزينب).
كيف كان انخراطك في الحركة الفنية؟
قال : البداية كانت في مدينة (كسلا)، إذ كنت أغني في بادىء الأمر في حي (القاش)، ومن ثم تطورت الفكرة وأضحيت أغني ضمن مجموعة (أصدقاء كسلا).
ماذا كنت تعمل أثناء طرح مشروعك الغنائي؟
قال : منذ الصغر كنت متعلقاً بتفصيل الأزياء، وعندما وجد عمي هذه الرغبة تسيطر على تفكيري أخذني معه إلى محله المختص في تفصيل الازياء وعلمني المهنة ومن ساعتها أصبحت أعمل معه، والعائد الذي تحصلت عليه من هذا العمل اشتريت به آلة العود بمبلغ أربع جنيهات ونصف الجنيه.
ماذا بعد تلك المرحلة؟
قال : جئت ومعي الفنان (صالح الضي) من مدينة كسلا إلي الخرطوم للمشاركة في مهرجان (الغناء الشعبي) الذي يتيح الفرصة للمواهب الشابة من جميع انحاء السودان، وبرز فيه الفنانين محمد الأمين، أبو عركي البخيت)، محمد مسكين من مدينة (ود مدني) حاضرة ولاية الجزيرة، الطيب عبد الله من مدينة (شندي) بولاية نهر النيل، وعبد الرحمن اليمني من مدينة (بورتسودان) حاضرة ولاية البحر الأحمر، وزيدان إبراهيم مدينة (الخرطوم)، وجاءت مشاركتنا جميعاً مميزة جداً، وقد وفقت من حيث الأداء الذي أحرزت في ظله المرتبة الأولي.
هل بقيت في الخرطوم أم عدت إلي كسلا؟
قال : عدت إلي مسقط رأسي الذي حينما وطأت أرضه كان في استقبالي الوزير (مكي قريب الله)، وقال مخاطباً لي : أنت تمتلك خامة صوتية جميلة وتعتبر من المواهب الفنية في مجال الغناء في البلاد، لذا يجب أن تعود سريعاً إلي الخرطوم، وعضد ذلك بأن كتب لي مذكرة معنونة للأستاذ برعي محمد دفع الله لكي يساعدني في دخول الإذاعة السودانية، وكان أن نفذت وصيته وعدت فوراً للخرطوم التي التقيت فيها بالموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله الذي سهل لي مهمتي وكان أن تمت إجازة صوتي بدرجة نجاح مع تعليق بأنني صوت (جديد) و(مختلف).
هل من الإذاعة السودانية كان انطلاقتك إعلامياً؟
قال : نعم فالإذاعة السودانية كانت مسموعة في كل ربوع السودان، ومن خلالها تمت استضافتي في سهرة قدمها الإعلامي الضليع (حمدي بولاد)، وقد وجدت في هذه السهرة ضالتي إذ إنني عرفت نفسي للمتلقي الذي استمع لصوتي لأول مرة، لذلك كانت إطلالتي عبر اثير الإذاعة السودانية نقطة انطلاقتي الحقيقية نحو عوالم الحراك الفني في البلاد.
وماذا عن التلفزيون القومي آنذاك الوقت؟
قال : كي تظهر عبر الشاشة البلورية وقتئذ كان أمراً في غاية الصعوبة، إلا إنني بعد مضي سنوات من معرفة المستمع لي عبر الإذاعة السودانية استطعت أن أسجل في التلفزيون القومي حلقة متميزة وقدمت من خلالها عدداً من الأغنيات.
هل تفرغت للغناء فقط بعد أن عرفك الجمهور؟
قال : أبداً لم اتخذ الفن مهنة أساسية، بل واصلت مهنتي ترزياً في الفترة الصباحية مع الترزي (دفع الله سعد) في مدينة أم درمان، إما في الفترة المسائية فقد خصصتها للغناء وتطوير تجربتي الغنائية.
من هو أول شاعر تغنيت له؟
قال : إسحق الحلنقي، الذي شكلت معه ثنائية في عدد من الأغاني الراسخة في ذاكرة المتلقي السوداني.
كم عدد الأغنيات التي صدحت بها طوال مسيرتك الفنية؟
قال : أكثر من (40) أغنية.
ما الذي حدث معك بعد سنوات من البذل والعطاء؟
قال : لزمت الفراش الأبيض لفترة تجاوزت 17عاماً بعد أن أصبت بـ(جلطة) في الدماغ بتاريخ 8/7/ 2000م، إذ كنت في ذلك التاريخ نائماً، وعندما استيقظت منه وجدت نفسي في وضع لم اتعود عليه مسبقاً الأمر الذي استدعي أسرتي إسعافي علي جناح السرعة إلي المستشفي الذي أجريت لي فيه بعض الفحوصات وجاءت النتيجة أنني مصاباً بـ(جلطة)، ومن هناك تم إسعافي إلي مستشفي السلاح الطبي ولكن لا فائدة في الاستشفاء.
من وقف معك في مرضك؟
قال : عدداً من الزملاء الذين لم ينقطعوا عني للحظة واحدة، كما أن الدولة لم تقصر معي نهائياً وأخص بالشكر المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الذي خصص لي مبلغ ألف جنيه كمعاش شهري، وأخرين كثر لا يسع المجال لذكرهم جميعاً.
ما الذي كشفته لك فترة مرضك؟
قال : كشفت لي الكثير من الوقائع والمواقف التي لا أود أن أطرق لها عبر المنابر الإعلامية إلا أنها لم تخطر على بالي من قريب أو بعيد الأمر الذي جعل ذاكرتي تسقط الكثير من الأشخاص الذين كانوا يلازموني كظلي طوال الوقت، وهؤلاء الذين أشرت لهم انقطعوا عني تماماً، الأمر الذي قادني إلي أن أطرح علي نفسي سؤالاً مفاده ماذا كان يمثل لهم إبراهيم حسين؟.
ما الذي أخذه منك وماذا أعطاك؟
قال : بكل صراحة الإصابة بالجلطة حرمتني من الاستمرارية في مشواري الفني والتواصل اجتماعياً مع الزملاء والأهل والأصدقاء، إلا أن المرض وضح لي معادن الناس فالقليل من الأصدقاء الذين لا تجدهم في وقت الشدة أبداً.
حدثنا عن أغنية (ساعة الغروب)؟
قال : إن الحلنقي عندما علم برغبتي في الغناء بأغنيته (الأبيض ضميرك) التي رددها الزميل الطيب عبد الله بادر هو وأهداني نص أغنية (ساعة الغروب)، وحاز هذا النص علي اهتمامي وزاد من رغبتي وأعجبتني كلمات الأغنية فلم اتوانَ أو أتردد للحظة في قبولها والإسراع في تقديمها للمتلقي والعجيب أن تلحينها تم في ظروف غريبة في (خور أبو عنجة) الشهير بأم درمان فقد كنت وإسحق الحلنقي سوياً وبمجرد أن فارقته جال بخاطري اللحن الذي يعرفه الناس الآن.
ما هو الإحساس الذي ينتابك كلما سمعت أغنياتك بأصوات بعض المطربين؟
قال : هنالك من رددها بصورة شبه مقبولة، وهنالك من شوهها، لذلك أرجو من الشباب الذين يتغنون بأغاني الكبار أن يتريثوا في تقديمها للمتلقي، كما أرجو منهم أن يجتهدوا في أعمالهم الخاصة لإثراء تجربتهم الفنية.

الخميس، 6 ديسمبر 2018

سراج النعيم في لقطات من احتفال الدار








البندول وسراج النعيم في احتفال الدار وتكريم نجوم العام 2018م


ارتفاع عدد السودانيين الذين يذوقون العذاب في صحراء ليبيا إلى ثمانية





......................
المجموعة الليبية المسلحة تنشر مقطع فيديو جديد للمزيد من الضعط
.......................
الشباب السودانيين يناشدون السلطات السودانية للتدخل وفك اسرهم
.....................
وقف عندها : سراج النعيم
.....................
بعث كمال عبد الله الأمين المقيم بمدينة (بنغازي) الليبية إنابة عن أهالي الشباب السودانيين المعتقلين من قبل مجموعة ليبية مسلحة برسالة مؤثرة لـ(لدار) يدعو من خلالها السلطات المختصة التدخل سريعاً لإنقاذ أبنائهم من بين أيدي المجموعة الليبية المسلحة التي ظلت تمارس ضغوطاً علي أهالي المأسورين منذ إلقائها القبض عليهم قبل أسابيع تقريباً، وخلال ذلك ظلت المجموعة الليبية المسلحة تضغط عليهم بمقاطع فيديوهات قصيرة عبر الإعلام الحديث (الفيس بوك) و(الواتساب) للمزيد من التأثير على أهالي الشباب السودانيين والذين بدورهم ليس في يدهم حلاً سوي أن يناشدوا السلطات السودانية المختصة بحسم ملف هذه القضية الشائكة وإيجاد حل عاجل لفك اسر هؤلاء الشباب السودانيين الذين أظهرتهم المجموعة الليبية المسلحة في مقطع فيديو جديد يشير في مشاهده إلي المعاملة السيئة والتعذيب والضرب الذى يتعرضون له ما بين الفينة والأخري، وأيضاً ارتفاع عدد الضحايا من (٧) إلي (٨) أشخاص من الشباب الذين هم في مقتبل العمر.
وجاءت الرسالة المؤثرة والمفعمة بالحزن العميق لتحكي عن مدي المأساة التي يعانيها الشباب السودانيين في الصحراء الليبية المتاخمة للحدود التشادية : الأخ العزيز الأستاذ الناشط سراج النعيم نطالبكم وكلنا أمل وعشم في أن تولوا قضية الشباب السودانيين المأسورين بليبيا كل الاهتمام المتوقع ونقول هذا وفي بالنا نشاطك الإنساني والاجتماعي النبيل الذي ظللنا نراقبه ونتابعه عن كثب سواء عبر الصحيفة الاجتماعية الأولي في البلاد (الدار) أو عبر (أوتار الأصيل) ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ورغماً عن ذلك تجدنا نعاني يوماً تلو الآخر لما آل إليه حال أبنائنا السودانيين المختطفين بليبيا، ومن ضمن هؤلاء هنالك إثنين من اقاربي من قرية (أم حجار المكاشفي) بريفي مدينة (المناقل) بولاية الجزيرة هما محمد عبدالباقي مرجي البالغ من العمر 21 عاماً، وقصي النور البالغ من العمر 23 عاماً وغيرهما من الشباب الذين تطرقتم لهم في وقت سابق، فهم جميعاً تلتحف أسرهم الأحزان وتكابد الآلام قلقاً على مصير أبنائها، لذا ارجو شكراً ان تحركوا ملف هذه القضية عبر وسائلكم المختلفة عسى ولعل نجد استجابة من الدولة ويجعل الله الفرج على يديكم، فأنتم صوتكم مسموع وأنتم تعرفون كيف توصلون صوت هؤلاء الشباب السودانيين.
ومضي ينحدر اثنين من الشباب المخطوفين من منطقة (أم حجار المكاشفي) ريفي مدينة (المناقل) جنوب العاصمة السودانية (الخرطوم)، ويعتبر محمد عبدالباقي مرجي العائل الأوحد لأسرته المكونة من بنتين و(5) من الذكور، وهم جميعاً في المراحل الدراسية المختلفة، شد الرحال إلي ليبيا من أجل تحسين أوضاعه الاقتصادية، ولم يمض على سفره إلي هناك سوي عشرة أشهر أي أنه لم يكمل العام حتي الآن.
وتابع : إما قصي هو أيضاً يقف مع والده في تربية أشقائه البالغ عددهم (10)، إلي جانب أنه يرسل الدواء لشريكة حياته، وعليه فإن أسرهم تركن للحزن منذ أن شاهدوا أبناءهم في مقاطع فيديوهات لذا أتمني أن تجد هذه القضية الاهتمام، أما الأسرى المتبقين فهم بابكر عبد المطلب من قرية (غنيوة)، عابدين عباس من قرية (الياس)، سيف محمد من شرق (المناقل)، بلل الطريفي سراج من (حلة بشير)، حمزة الفضل إبراهيم من قرية (الشويرف)، وعابدين عباس (18 عاماً)، من مدينة (24 القرشي) بولاية الجزيرة.
وفي السياق كانت (الدار) قد أشارت إلي تكوين لجنة من أهالي المخطوفين برئاسة علي الحسن نائب الدائرة بالبرلمان السوداني لمتابعة الأمر، وأكد أهالي المخطوفين ثقتهم في الحكومة والجهات الأمنية خاصة وأن الخاطفين لم يطالبوا بـ(فدية) مالية مقابل إطلاق سراح الـ(7) من الشباب السودانيين، وليس لديهم أي معلومات عن أبنائهم المأسورين سوى مقطع فيديو يناشد من خلاله الضحايا رئيس الجمهورية لإطلاق سراح المتهمين الليبيين في قضية شقة (شمبات) الشهيرة مقابل إطلاق أبنائهم الذين تم اختطافهم من جانب المجموعة الليبية المسلحة، وهم جميعاً من (حلة بشير) بمنطقة غرب ولاية الجزيرة :ـ
وتشير الوقائع بحسب مصادر إلي أن الضحايا المشار إليهم كانوا يعملون في منجم خاص بتنقيب الذهب بمنطقة (كلمنجة) الليبية ، والذي يقع غرب مدينة (سبها) ، وتوضح التفاصيل إلي أن الضحايا تم أسرهم قبل أسبوعين، وذلك في تمام الساعة الثانية صباحاً من مسكنهم، وللتأثير والضغط على أسرهم قامت المجموعة المسلحة الليبية بتصوير مقطع فيديو يظهرهم في حراسة مشددة بأسلحة ثقيلة وخفيفة تبين أن المجموعة الليبية الخاطفة منظمة.
من جانبها، اشترطت المجموعة الخاطفة لإطلاق سراح المأسورين السودانيين الـ(7) إخلاء السلطات السودانية سبيل (3) متهمين ليبيين دون الإشارة إلي من هم، أو لماذا ألقي القبض عليهم؟؟، إلا أن مصدراً رجح أن تكون المجموعة لها صلة بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت داخل شقة (شمبات) الشهيرة، والتي تصل التهم الموجهة فيها للجناة الليبيين حد الإعدام شنقاً حتي الموت، وذلك بحسب القانون الجنائي السوداني الذي تنظر من خلاله المحكمة السودانية الجنائية المختصة في القضية تحت المادة (130) من القانون الجنائي، وتفسيرها (القتل العمد).
ومضي المصدر مشيراً إلي أن المجموعة الليبية المسلحة من قبيلة (التبو)، وهي من القبائل الليبية ذات البشرة السمراء، وتنشط في الصحراء الغربية علي الحدود الليبية المتاخمة للتشادية.
فيما علمت من بعض أهالي المخطوفين أن المجموعة الليبية المسلحة ترفض رفضاً باتاً أي فدية مالية مقابل إطلاق سراح الشباب السودانيين الذين في قبضتها، بل يطلبون نظير ذلك إخلاء سبيل الليبيين الملقي عليهم القبض في العاصمة السودانية (الخرطوم)، وذلك في ظل الإجراءات القانونية المتخذة ضدهم في قضية شقة شمبات الشهيرة.
وقالوا : إن ابناءهم سافروا إلي ليبيا قبل (سنتين)، وأنهم فقدوا الاتصال بهم قبل (ثمانية) أيام من ظهورهم في الفيديو، وهم جميعاً من مدينة المناقل، وعندما تم أسرهم كــرهائن لدي مجموعة ليبية مسلحة جاء ذلك من واقع المطالبة بإطلاق سراح المتهمين في قضية شقة (شمبات).
من جهته يجد الذهب الخام الذي يجلب من الصحراء سوقاً رائجاً في الأسواق التي يتعامل في إطارها التجار الذين يشرفون على مجموعات ليبية مسلحة يقودها أفراد معروفين من قبائل (التبو) الليبية، وهم بدورهم يستخدمون عمالاً من أبناء قبائلهم للتنقيب عن الذهب بشكل جائر، دون الإلتزام بالقوانين المقيدة لعملية التعدين، وبالتالي العائد من الذهب يمنح للمجموعات الليبية المسلحة مقابل نشاطها في مناطق التنقيب عن الذهب الذي شجعها للانتقال إلى (العوينات) و(جبال السوداء) وغيرها من المناطق الواقعة ضمن النفوذ القبلي.

سراج النعيم يكتب : دماء على الاسفلت

.....................
حينما تستغل المركبات العامة المتجهة من مدني إلي الخرطوم أو العكس أو من عطبرة إلي الخرطوم والعكس تكون قد غامرت مغامرة شديدة بالنفس التي كرمها الله عز وجل، فأنت لا يمكنك التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه هذه الرحلة أو تلك، فالطريقين أشتهرا بـ(الموت) الذي هو سبيل الأولين والآخرين ولولا أن الله سبحانه وتعالي لطيف بعباده لما نجا من هذين الشارعين أحداً، فالطرق في السودان عموماً تستحق أن نمنحها اسم أسوأ شوارع الإسفلت فى العالم، بالإضافة إلي أنها ضيقة جداً، بل هي أضيق الشوارع التي عرفتها الإنسانية طوال العقود الماضية، وأكثر ما يميزها أنها لا تستغل من البشر لوحدهم، بل هنالك الحيوانات المتمثلة في (الأغنام، الحمير والأبقار) وغيرها كما الحال في طريق التحدي عطبرة الخرطوم الذي أنتزع لقب (طريق الموت) في الفترة الماضية بجدارة يحسد عليها، ولكن يبدو أن صاحب اللقب الأصلي لم يعجبه ذلك فعاد أكثر بشاعة من ذي أول.
تبقى الطرق في السودان لا تحتمل أن تكون اتجاهين بأي صورة من الصور، ضف إلي ذلك كثرة (الحفر) و(المطبات) الناتجة عن الإهمال وعدم الصيانة، لذلك ينتج منها حوادث مرورية مرعبة ومخيفة في آن واحد، فكم أسرة استغل أبنها أو أحد أفرادها هذا الطريق أو ذاك فتم تشييع جثمانه إلي مثواه الأخير ، فالغالبية العظمي من مرتادي الطرق الإسفلتية يروحون ضحايا للحوادث الناجمة عن اصطدام سيارة بآخري أو انقلابها، وظلت هذه الطرق تشهد أبشع الحوادث المرورية، والتي تسجل يوماً تلو الآخر رقماً قياسياً في حصد الأرواح والتسبب في الجراح التي لا تندمل بمرور الزمن، هذا إذا استبعدنا من حساباتنا الجوانب الاقتصادية الناجمة جراء إصطدام السيارات بعضها البعض أو الإنقلاب.
فيما قمت بتوجيه سؤالي المباشر لبعض الخبراء في المجال الهندسي الخاص بالطرق المسفلتة إذ اجمعوا علي أن هنالك شيء ما مفقود ربما يكون ذلك لعدم التزام من يقودون المركبات بقواعد المرور العامة، وربما يكون لضيق طريق مدني الخرطوم أو طريق التحدي عطبرة الخرطوم أو خلافهما من طرق المرور السريع عاملاً أساسياً في الحوادث المتتالية واتفقوا جميعاً علي البحث عن حلول ناجزة توقف حصد الأرواح وتدفق الدماء علي السيارات والطرق المسفلتة.
بينما أصبحت الحوادث المرورية تشكل هاجساً في السودان وغيره من دول العالم الشيء الذي أدخل الظاهرة في إطار القضايا الشائكة والمتشابكة رغماً عن نشر وسائل الإعلام المختلفة لها والتي تجد فيها مادة خصبة للطرح والتناول بغرض توعية مرتادي الطرق من مخاطر القيادة بسرعة جنونية، ضف إلى ذلك ما تتناقله مجالس المدينة فالإحصائيات السنوية في تصاعد مطرد، ونسبة الوفيات في تزايد مرعب ومخيف جداً، فلا يمضي يوم إلا ويقع حادث مروري مؤلم في ولاية الخرطوم أو في الولايات السودانية الأخرى، وهي تنتج عن الإصطدام بين سيارتين.
وهذا يقودنا إلي مخاطر السيارات في الطرق والشوارع السودانية المختلفة التي تذهب من جرائها الكثير من الأرواح، وتصيب أيضاً الكثير بإصابات متفاوتة منها الخطيرة، وهذه الظاهرة لا تؤرق السودان وحده إنما ممتدة في كل أنحاء العالم، لذلك لابد أن نكون أكثر دقة، فمنظمة الصحة العالمية قالت في تقرير لها : (إن هناك متوف كل ثلاثين ثانية في العالم وهناك أرقام تتجاوز بكثير أرقام الكوارث والحروب التي نشاهدها كل ليلة).
إحصائيات الحوادث المرورية كما أسلفت مسبقاً في تزايد مخيف جداً لأن نسبة الوفيات متصاعدة ومثيرة للقلق والرعب، وربما هذا ما أدخل الكثيرين في حيرة وألم شديدين لاستمرارية الحوادث المرورية وبشكل مأساوي ظلت تشهده الطرقات السودانية طوال السنوات الماضية، ما جعلها تأخذ أشكالاً وألواناً، حتى أنها أصبحت بمرور الزمن هماً كبيراً يسيطر على تفكير مرتادي الطرقات بالخرطوم والولايات، ومع هذا وذاك نجد أن الإدارة العامة لشرطة المرور تعلن عن ضوابط صارمة، إلا أن هذه الضوابط لا نجدها ملموسة على أرض الواقع، كما يتم بالضبط في الإيصالات المرورية التي يطلق عليها البعض (جباية) فهل نظام الإيصالات أثبت نجاحه أم أنه فشل في الحد من المخالفات المرورية ووقوع الحوادث في طرق ولاية الخرطوم وطرق المرور السريع؟؟.
ومن المعروف أن الأنظمة المرورية يجب تطبيقها على أرض الواقع دون التركيز على نظام المخالفات المالية الذي في رأيي أثبت عدم جدواه، لذا السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا لا تعود إدارة شرطة المرور إلى النظام السابق الذي لم تكن في ظله الحوادث المرورية بهذه الإحصائيات الكبيرة؟؟.

العناية الإلهية تنقذ أهالي (السروراب) من أصلة ضخمة طولها (٥) أمتار








.......................
اصطاد شباب من منطقة (السروراب) وسط (العوضاب) بريفى شمال مدينة أم درمان (اصلة) طولها (٥) أمتار داخل مزرعة أبناء (حسن طويل) وتم القاء القبض علي الاصلة بعد مطاردة مثيرة قادها الشاب صائد الافاعي الشهير بالمنطقة (شمس الدين محي الدين) بمعاونة من الشباب حكم حسن وفائز حسن وعمر محمد أحمد.
وتشير الوقائع إلي أن الشاب فائز حسن صاحب المزرعة الخاصة بزراعة الفواكة وبعض المحاصيل بالإضافة إلي تربية المواشي لاحظ أن هنالك أصلة ضخمة في مزرعته فظل يراقبها إلي أن استقرت في مخبئها ثم اجري اتصالا ببعض شباب المنطقة الذين بدورهم حضروا وترصدوها إلي أن قام الشاب (شمس الدين) بإطلاق عيار ناري عليها أدي إلي مقتلها في الحال.
وقال الشاب فائز حسن : الحمد لله انقذتنا العناية الإلهية من الأصلة الضخمة التي لم يسبق أن اشتكى أحد المزارعين أو الرعاة وأنا أول من شاهدها مما قاد إلي حالة الهلع والخوف على الأبناء الذين يعملون في مجال الزراعة والرعي.

مصري يدهش رفيدة ياسين بكتابة (حواتة) على جدار مصري



.....................
نشرت الإعلامية السودانية (رفيدة ياسين) العاملة ضمن طاقم قناة (العربية) الفضائية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) صور جدار بمنطقة (أبوسمبل) محافظة (أسوان) المصرية توضح أن مصرياً سطر كلمة (حواتة) على جدار الحائط المصري.
وقالت : خلال جولتي الميدانية بمنطقة (أبوسمبل) المصرية ذكرتني شوارعها منازل السودان الدافئة وأهلها الطيبين يقابلونك بابتسامة حانية وكرم فيّاض.هنا على جدران هذا المنزل في حي القباب استوقفتني كلمة حوّاتة وكذلك صوت محمود يصدح هنا وهناك).
واستطردت : (لمن لا يعرفون من هم الحواتة؟، فهم رابطة عشاق الفنان السوداني الأسطورة محمود عبد العزيز، وأظنهم يقدرون بالملايين).
واسترسلت : (هذا النوع من الحب الصادق لا يؤمن بالفواصل والحدود، فيخترق القلوب متخطياً الجغرافيا ليثبت لنا أن ما يجمعنا بمصر الشقيقة أكثر مما يفرقنا وأن الفن دبلوماسية شعبية بإمكانه إصلاح ما يفسده الساسة أحياناً كل الحب للحواتة في كل مكان، اللهم أرحم عبدك محمود واغفر له، المبدعون حقاً يرحلون بأجسادهم فقط، لكن أعمالهم تظل باقية لتحكي سيرتهم ومسيرتهم ولو غيبتهم الأقدار).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...