...........................
من المهم أن نولي ذوي الاحتياجات الخاصة كل الاهتمام وأن نفرد لهم المساحات في شتي ضروب الحياة حتى يتمكنوا من تقديم ما لديهم دون أن نشعرهم بالنقص كما أنه يجب علينا أن نحث الجهات الرسمية والشعبية علي اختلاف تخصصاتها المندرجة في قضايا المجتمع الشائكة والمتشابكة وتأتي علي رأس تلك الجهات المعنية الدولة ومنظمات المجتمع المدني التي من أوجب واجباتها المضي قدماً في هذا الاتجاه لأنها إذا مضت علي هذا النحو فإنها في نهاية المطاف ستثمر في المستقبل القريب بما نرمي إليه في إطار هذه الفئة المغلوب علي أمرها رغماً عن أنها فئة مبدعة فقط تنتظر مبادرات تأخذ بيدها دون أن تكون تلك المبادرات مساعدة مؤقتة من الآخرين الذين إذا اعطوهم اليوم فإنهم لن يفعلوا غداً.
ومن هذا المدخل أطالب بإتاحة الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة أو كما يحلو لي أصحاب المقدرات الخاصة فرصاً في التعليم والتأهيل والتدريب والتوظيف والصحة من أجل أن تكون مشاركتهم في المجتمع مشاركة فاعلة في النماء علي كافة المستويات والأصعدة خاصة وأنهم استطاعوا أن يخلقوا لانفسهم مكانة كبيرة في دواخل الكثيرين بالنشاط المتواصل في شتي ضروب الحياة ما جعلهم فاعلين بمعني الكلمة ولكن مازالوا في حاجة للمزيد من البذل والعطاء مع الأصحاء وكما كتبت قبلاً فإن ذوي المقدرات الخاصة هم في الحقيقة أصحاب قدرات إبداعية خاصة وطاقات كامنة في دواخلهم فقط تنتظر من يفسح لها المجال حتى يفجرون تلك الإبداعات كل وفق موهبته وهم بلا شك يحملون الكثير من المواهب المتنوعة اﻟﺘﻲ ﻟﻔﺘﺖ إليهم ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ والتفاعل وبهذا الفهم الراقي تحدوا ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ولكن يجب أن يكون هذا الاهتمام علي اعلي مستوي من أجل أن يسهل لهم ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ في اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ، ومن ثم اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ وإستراتيجية ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻣﺪﺭﻭﺳﺔ، تجعل صوتهم اﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ.
ﻋﻠﻰ الجميع ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ ﻟﺼﻮﺕ شريحة ذوي المقدرات الإبداعية الخاصة فهي حقيقة يجب أن ندركها لذلك علينا تجسيد هذه الحقيقة علي أرض الواقع حتي نساعدهم في أن يوصلوا صوتهم الذي يحمل بين طياته أهداف ورسالة سامية للمجتمع تحتاج منا أن نوجهها في المسار السليم حتى نحقق تطلعاتهم وآمالهم وأشواقهم.
وعلي الجميع التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من واقع أنهم أصحاب مقدرات إبداعية خاصة إذا أفردت لهم المساحات فهم الأقدر علي إيصال صوتهم للأذان الصاغية والمنحازة إليهم بقلوب لا تحمل في معيتها نظرة شفقة بل نظرة مستقبل ملء بالأمل وذلك من خلال وضع البرامج والخطط والرؤي والإستراتيجيات الهادفة إلي دمج هذه الشرائح في المجتمع الذي يجب أن تتفاعل فيه مع الأحداث الدائرة في محيطه وذلك بالعمل والبناء والبذل والعطاء في الميادين المختلفة للإسهام في تنمية المجتمع والاستفادة من مواهبهم ومؤهلاتهم ومقدراتهم الإبداعية في كل مضمار يعكسون فيه إبداعاتهم ومهاراتهم وخبراتهم لذلك لابد من الاقدام علي هذه الخطوة لأهميتها فهي تعد بالنسبة لهم نقلة كبيرة لأنهم في أمس الحاجة إليها وفق خطط وبرامج ورؤي واستراتيجيات فاعلة.
وعلي صعيد القطاع الخاص يجب أن تبادر الشركات والمؤسسات للدفع بالفكرة إلي الأمام وتبديل نظرة الشفقة لذوي الاحتياجات الخاصة إلي نظرة أنهم ذوي المقدرات الإبداعية الخاصة وذلك أسوة بمبادرة الشركات والمؤسسات السعودية التي بادرت في هذا الإطار حيث أنها تقدر بـ(150) ﺷﺮﻛﺔ ومؤسسة بعد أن أطلق جلالة الملك مبادرته.
ومما أشرت له مسبقاً يجب أن نطلق مبادرة مماثلة للمبادرة السعودية التي جاءت بتوجيه من ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ وذلك من أجل الاهتمام بهذه الفئة الهامة في المجتمع لما لديها من مقدرات إبداعية تحتاج منا الإنصات لها وتلبية رغباتهم وإحتياجاتهم بالقدر الذي لايجعلهم في حاجة للآخرين مهما كانت الظروف المحيطة بهم.