..............................
(الدار) ترصد مكالمة هاتفية مثيرة لسوسن الخفجي تستدرج فيها المحتال
.................................
عملية النصب حدثت بحالة مرضية تحتاج لتركيب جهاز في الرأس
.................................
وقف عندها : سراج النعيم
...................................
كشف الإعلامي الألمعي عبدالله محمد الحسن معد ومقدم البرنامج الشهير (بنك
الثواب)، تفاصيل مثيرة حول القاء مباحث ولاية الخرطوم القبض علي المحتال
الذي تخصص في (النصب) و(الاحتيال) باسم البرنامج الذي يبث عبر فضائية
(الخرطوم).
وقال : تفاجأت بمن ينتحل صفتي ويحتال بها علي فاعلي الخير
والمتفاعلين مع الجوانب الإنسانية، حيث أن المشكو ضده أدعي أنه معد ومقدم
برنامج (بنك الثواب) وان اسمه عبدالله محمد الحسن، الأمر الذي جعلنا نفتح
بلاغاً في مواجهته، ويتم استدراجه بواسطة السيدة سوسن الخفجي خبيرة التجميل
الشهيرة عبر مكالمة هاتفية، وبعد اكتمال التحري في البلاغ حول إلى محكمة
جنايات الأوسط.
فيما يبدو أن (الحسن) واثقاً في أهل الخير والإنسانية
في السودان، إذ إن حاجة الناس إلى التعاون تحرك برنامج (بنك الثواب) نحو
هذا الفعل النبيل حيث أن هنالك من يتحفزون لعمل الخير والإنسانية دون
انتظار مقابل دنيوي، إلا أن شباك (النصب) و(الاحتيال) متطورة جداً ويصعب
تداركها في ظل التطور الذي يتم استغلاله من بعض ضعاف النفوس لجني المال
بالحالات المرضية والإنسانية، ومثل هذا الفعل المنافي لعاداتنا وتقاليدنا
يفقد أصحاب الحاجة الحقيقية المصداقية، وعليه فإن من يمارسون ذلك يشغلون
مساحة كبيرة في المجتمع بالابتكار والأساليب المستحدثة، وهي في الغالب
الأعم أشبه بالأفلام الخيالية البعيدة عن الواقع لما فيها من غرابة، ولا
تخلو من الدهشة وعلامات الإستفهام؟؟؟، وما أدل علي ذلك سوي واقعة (النصب)
و(الاحتيال) باسم الإعلامي عبدالله محمد الحسن معد ومقدم برنامج (بنك
الثواب).
ويعتبر برنامج (بنك الثواب) من البرامج الهادفة التي تقف إلى
جانب الفقراء الذين يمرون بظروف اقتصادية قاهرة، خاصة المرضى منهم الذين
يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية عاجلة، واستطاع إيصال صوته لكافة أرجاء
السودان، ولعب دوراً كبيراً في الأخذ بيد كثير من المرضى والمصابين، ويعتمد
البرنامج في دعمه علي فاعلي الخير والمهتمين بالجوانب الإنسانية، ولم يخف
الإعلامي عبد الله محمد الحسن إعجابه بالخطوات المتقدمة التي حققها
البرنامج خلال الفترة الماضية.
بينما رصدت في إطار هذه القضية المكالمة
الهاتفية المثيرة التي دارت بين السيدة (سوسن الخفجي) والمحتال باسم الخير
والإنسانية، مدعياً أن هنالك حالة مرضية لطفل يحتاج إلى تركيب جهاز في
رأسه حتي يستطيع العيش في الحياة بعيداً عن المعاناة نتيجة الإصابة بمرض،
وعليه دار الحوار علي النحو التالي :
السيدة : الو
المحتال : مرحباً
السيدة : أنت اتصلت علي أمس بخصوص الولد المريض، إلا أنه تعذر علي الرد لأنني لم أكن في تلك الحظة (مركزة).
المحتال : نعم فاليوم في حد ذاته كان (مزحوماً).
السيدة : اعتذر عن عدم الرد علي مكالمتك لأنه كان معي اخوتي في السيارة
حيث قمت بإيصالهم إلى الميناء البري، كما أنهم طلبوا مني بعض الأشياء التي
أحضرتها لهم، عموماً أنا عاودت الاتصال بك في المساء حتى أتمكن من التحدث
معك حول إشكالية الولد المريض، إلا إنني وجدت هاتفك مغلقاً.
المحتال :
نعم هاتفي لم أرد عليه لأنني كنت أشاهد في كرة قدم، ومعي في تلك الأثناء
أبناء (الجيران)، وكان المكان (جائطاً)، ولكن قررت أن اعاود الاتصال بك
فيما بعد إلا أنني وجدت الوقت متأخراً.
السيدة : لا ما في مشكلة، أنت قلت لي داير كم.
المحتال : هم أصلاً في حاجة إلى جهاز للرأس، أي أنه تبقي للمريض (8) ألف جنيه فقط.
السيدة : أنا والله ما شفت الولد المريض، ولم أشاهد قصته عبر التلفاز، إلا
أن هذا العمل الإنساني جميل جداً، وفي إمكاني أن أحدث الناس حوله.
المحتال : للتعرف علي برنامج (بنك الثواب) ما عليك إلا أن تدخلي علي الموقع
العالمي (اليوتيوب)، وتكتبي اسم البرنامج علي محرك البحث، وسوف تظهر لك كل
الحلقات المبثوثة عبر قناة الخرطوم الفضائية.
السيدة : هو بنك الثواب دا برنامج ولا شنو بالضبط؟
المحتال : ايوه هو برنامج تلفزيوني.
السيدة : هل أنت معد أم مقدم البرنامج؟.
المحتال : أنا مقدم البرنامج.
السيدة : ما شاء الله ربنا يوفقك ، بس ما تذكروا اسمي انو أنا دفعت المبلغ.
المحتال : ما في مشكلة خاصة وأن فاعلي الخير كثر، ولدينا الكثير من
الحالات التي نسافر علي إثرها للولايات، ونصور تلك الحالات، ونتحدث مع
المريض وأهله، ونقف علي حالته الصحية، والحلقة الواحدة تكلف (800) ألف
جنيه، ونتلقي في إطارها اتصالات من البعض ويبدون من خلالها الرغبة في
المساهمة بنصف المبلغ سالف الذكر، وآخر يقول لك أنا بدفع من ذلك المبلغ
(100) ألف جنيه، وفي هذا السياق أتذكر أن سيدة من سيدات حلفا الجديدة أرسلت
لنا مبلغ (137) ألف جنيه، الأمر الذي جعل العاملين داخل الاستديو يبكون ،
وفي هذا الإطار طرقنا أبواب المسئولين ، فلم نجد منهم استجابة ، لذا فضلنا
أن نطرق أبواب أهل الخير الذين يحسون بالحالات الإنسانية ، لذلك أدعو الله
أن يتقبل منك ويقوي (ضراعك).
السيدة : طيب ارسل ليك القروش كيف؟
المحتال : الحالة تم إحضارها للخرطوم عبر الميناء البري لمستشفى
(الأكاديمية)، ومنه إلى مستشفي (الذرة) لكي يركب له الجهاز في الرأس، ونحن
سوف نعطي رقم هاتفك إلى والد المريض لكي يتصل بك هاتفياً.
السيدة : لا لا خليني أتعامل معاك أنت كمقدم للبرنامج، أنت اسمك منو؟
المحتال : (عبدالله محمد الحسن).
السيدة : يعني أكتب الشيك باسمك.
المحتال : ما في مشكلة يمكن أن تكتبيه باسمي أو اسم والد المريض.
السيدة : أنا مش قلت ليك كنت ما فيشه وجوني أهلي ومشينا ود مدني، يلا أنا
بجي من هناك علي المغرب، عشان كده خليني التقي بك في أي مكان واديك القروش.
المحتال : ربنا يجيبك بالسلامة.
السيدة : طبعاً أنا ساكنة في (المعمورة)، ولما أجي بوصف ليك البيت عشان
تجي تشيل القروش، ولو في أي حالة مرضية تانية كلموني بيها، فأنا لن أقصر
معها، لأنني لا أشاهد التلفاز.
المحتال : أرجو أن تتابعينا عبر برنامج
(بنك الثواب) من خلال تلفاز قناة (الخرطوم) الفضائية، لا سيما وأن الحالة
واحدة وممكن تكلمي اصدقائك الخيرين يساهموا معنا في هذا البرنامج.
السيدة : ممكن يتبرعوا عن طريق برنامج (بنك الثواب).
المحتال : لدينا حسابات سوف تجدي تلفوناتها ظاهرة علي شاشة التلفاز، وهنالك بعض الناس يساهمون بجنيه واحد.
السيدة : لماذا لا تفعل باقي القنوات الفضائية مثل قناة الخرطوم، ومتي يتم بث البرنامج للمشاهدين؟
المحتال : في تمام الساعة الثامنة مساء، كل يوم جمعة.
السيدة : تمام خلاص أنا بصل من مدينة ودمدني المغرب أو بعد المغرب.
المحتال : ما في أي مشكلة تصلي بالسلامة.
السيدة : خلاص لما أصل ولاية الخرطوم بتصل عليك، ولو كنت سوف ترسل لي
شخصاً أرجو أن تمدني باسمه لأن والدتي تعبت شوية وسأضطر للخروج معها.
المحتال : الشخص الذي يجب أن يستلم منك القروش اسمه (فيصل عبدالله).
السيدة : خليهو يتحرك علي يا ريت هسع طوالي.
المحتال : سوف أدع (فيصل عبدالله) يتصل عليك من رقم هاتف نهايته (27).
السيدة : خليهو يتصل علي طوالي لأني احتمال انشغل.