_______
عفواً سيدتي
إني هنا في رجاء
لا تبحري بمشاعري
فأنا بحبك أثير
أسابق الريح بالدعاء
والبحر والقمر والسماء
عفواً سيدتي
يعز علي أن تخبوئي
في بحر الحزن
فأنا بلا قارب
في رذاذ الزمن
عفواً سيدتي
مدي إلى شراعك
وانقذي خواطري
من نظرات الآلهة
وحطام سلاسل قيودك
التي تروح في الروح
وتأتي ولا تروح
عفواً سيدتي
تقدمي بكل غنفوان
واخلعي ثوب الحداد
طالما أبحث عن حالي
في مرابيعك ومراعيك الخضراء
اجعلي أمري معلقاً عليك
وأمر الشعر بين يديك
سابحا فوق ارضك الخيلاء
في زمن الانكسار
علي صدي الألم
مع هبة المساء
أعلق عليك أمر الهوي
ليرسو علي شاطيء القلب
ولكن وهم الحياة
أعاد وادي الندم
فارتد بصري للوراء
حيثما حضنت المستحيل
في رائحة الطين
حتي راح العمر
في بطون الجبال
وعقمت روعة السنين
عفواً سيدتي
موكب الرحمة حزين
حمل الصبر إحتضار
وعلا في صوتنا الحرمان
مسرعاً بأيام الصبا
إلى أشباح الرحيل
حيثما الأقدر تزخرف الدنيا
في غفوة الرجال
بينما المكان يسطر
صوراً مائلة للعري
تسرق ابتسامة الأحلام
عفواً سيدتي
فما أفهمه مجهول
في عز الوجع العقيم
وفوق غد آتي
لكنه أصم.. ابكم
يضع من مشاهد التلاقي
بصيص أمل يحكي
التمرد في سفري
عفواً سيدتي
أدني بالماضي العظيم
حيث يعصي علي الحلم
في همس الكلام
وفي أجساد الصغار
وفي آهات الكبار
فلا تعبت خيلي
علي سهود الألم
ولا هدهدت حقولي الأحزان
أو تشابكت ظنوني العطشي
في عوالمي الكبري
عفواً سيدتي
فظلال الأمل حبلي
تأصلت في المدي
ونامت علي قطرات اليأس
فانبتت قشرة الجراح
والجراح لاهثت الخطي
تائهة في الطرقات
تختزل حلم يتكيء
علي شهوة رحيلي
عفواً سيدتي
لن تهدأ طالما
الرؤوس تهرول بالرعشة
وترفرف بلا رحمة
تتنهد الوعد سدي
تتحسس جرح الذاكرة
فلا تكف عن البكاء
في متاهات الخيال
وفي مسامات الرحيل
تتواري خلف الخطيئة
عندما يسقط الحزن
ويغوص في أنفاسي
حيثما تموج الأحلام
في خيمات العزاء
وتهدي ذاتي الممزقة
بصيص أمل الحياة
عفواً سيدتي
إلى أن نلتقي
أغلب الظن
ينبغي أن نلتقي
وإن لم يبق شيء
سوي نظرة شاردة
تغيب وتظهر حائرة
تمنع عنا حلم المساء
علي ضفاف نهر الأماني
عفواً سيدتي
ثمة شيء يهدي
الأحزان لتختبيء
ثم تمضي كالقاض
حيثما أكون ماض
تتمدد في احشائي اسفا
بعد أن ركبنا
علي ظهر صحوة العولمة
بتعاويذ تثاقلت في خطواتنا
وتاهت وسط التردي
وغرسنا الخوف سرا وجهرا
عفواً سيدتي
هل تأدجلنا علي التخلي
أم أصبحنا نتجلي في الإهانة
وتاجلنا حتي نهاية البلوي
ونحو الهتافات صرنا منهاجا
فانهمر الحزن والذهول
في أنفاس الغربة
وفي مسارات الرحيل
يتجدد الألم خلف الظل
عفواً سيدتي
فأنا علي الوعد القديم
من عمر الزمان
فبعد الطوفان أكتب عزا
وبعد العاصفة أخرج كنزا
بعيداً عن العقول المهمشة
التي لا تتلو كيف النجاة
ولا كيف أشعل نجمة المساء
فالنجوم أصبحت تعزي الحياة
عفواً سيدتي
فقد اوقفني الزمن
خارج حدود الوطن
كأني إنسان منفي
بلا غطاء أو مأوي أو هوية
بلا إبتداء أو حد أو حدود أو إنتهاء
أرايت كيف كانت المعاناة
تتجول وتتأصل هنا
عفواً سيدتي
إلى أن نلتقي
فأين نلتقي
هل نلتقي؟
ربما نلتقي
علي مائدة الأمل
ربما نمضي بالذكري
في رحلة اللقاء الأخير
ربما نكون طوعاً للاقنعة
بروح الاحتقار والانتكاسة