.................................
يبدو أن التطور الذي يشهد العالم تكنولوجياً أفرز بعض الظواهر السالبة في المجتمع السوداني وأبرزها مقاطع الفيديوهات التي بثها المطرب الشاب أحمد فتح الله المعروف بـ(البندول)، فهي تعد ظاهرة جديدة تندرج في إطار الاستخدام السالب لوسائط الميديا الحديثة، وقد سبقتها ظاهرة (محاسن كبي حرجل) التي وجدت إنتشاراً كبيراً عبر وسائط التقنية الحديثة التي نقلتها إلي رحاب أوسع لبعض الدول، وذلك بعد إنتشارها من خلال مقاطع فيديوهات وجدت طريقها ممهداً عبر موقع (اليوتيوب) والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب)، فأصبحت تلك العبارات ترددها بعض الجنسيات المختلفة، ويظهر مقطع فيديو يطل فيه سودانياً مقيماً ببريطانيا ومعه مجموعة من الأجانب يرددون عبارات (محاسن كبي جبنة، محاسن كبي حرجل)، وما شابه ذلك.
إذا نظرنا للظواهر السالبة في الحراك الفني، فإننا سنجد أنها ظواهر سريعاً ما تتلاشي وينساها الناس بعد تداولها عبر الميديا الحديثة ومجالس المدينة، لذا السؤال أين ظاهرة الفنان (علي كبك)، الظاهرة التي روج لها ترويجاً كاد أن يجعلها حقيقة لا مناص عنها، الأمر الذي حدا ببعض أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن تبحث بحثاً مضنياً عن الفنان المعني لا لأكتشاف حقيقة الظاهرة، إنما لتحقيق سبق إعلامي، خاصة بعد أن امتلأت الشبكة العنكبوتية بصوره ونصوصه الغنائية (الركيكة) المؤلفة خصيصاً للفت الانتباه، وهكذا ظلت هذه الشخصية محور إهتمام إلي أن تم إكتشاف أنها شخصية (وهمية)، ولا أساس لها في أرض الواقع، ولم يسمع بها أحداً من قبل، وبالتقصي حولها أتضح أن قصته منسوجة من وحي الخيال، أي أنها شخصية (مفبركة)، ولم يعلن أي شخص تبنيه لها، فقط تنشر صور له علي أساس أنه فنان، ولكن الحقيقة أنه شخص زمبابوي.
وعلي خلفية ذلك النسق غني الفنان الشاب (شهاب الدناقلة)، أغنية (محاسن كبي جبنة، محاسن كبي حرجل)، ويبدو أنه استثمر الشهرة الواسعة للعبارات للإستفادة منها في التعريف بنفسه كفنان شاب، يعلم الدور الطليعي الذي تلعبه الميديا الحديثة من خلال محرك البحث (قوقل)، والذي يمنح الباحث خيارات متعددة دفعت سودانياً إلي تلقين باكستانياً عبارات (محاسن كبي حرجل.. والخ)، إلي جانب أنه طلب الزواج من محاسن (الوهمية)، ورغماً عن ذلك حاول البعض (تسييس) الظاهرة، وربطها بحقبة تاريخية محددة، إلا إنني لا أتفق معهم فيما ذهبوا إليه، من واقع أن الظواهر السالبة كثيرة، والمجتمع ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ظل يعاني منها لنشرها المتواصل عبر الميديا الحديثة، ومن ثم يتم تداولها وتأويلها علي نحو ما حدث مع ظاهرة (محاسن كبي حرجل)، فالكل يجتهد في إيصال فكرته بما يروق له، ولكن تظل الحقيقة غائبة في إطار (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أصبحت اللاعب الرئيسي في تشتيت الأفكار وصرفها عن القضايا الأساسية، وﺣﺘﻤﺎً مثل هذه الظواهر ﺗﻀﺮ بالمجتمع السوداني، ﻭتنتقص من ﺭﺻﻴﺪﻩ القيمي والأخلاقي.
ومما لا شك فيه فإن (العولمة) ووسائطها ساعدت المطرب الشاب أحمد فتح الله في الانجراف نحو السلبية بالاستفزاز الذي تعرض له من ذلك الشخص الذي ربما عمد لأن يقوده في هذا الإتجاه مستفيداً من النشر عبر الوسائط الحديثة خاصة في ظل سهولة إقتناء الهواتف الذكية التي حدت من الفواصل والحدود الجغرافية لدرجة أنها كادت أن تتلاشي، وتحل بديلاً لها ثقافة الفضاء المفتوح علي العالم الأفتراضي.
المتابع والمراقب للمشهد فإنه يعلم تمام العلم أن الهدف من تلك الظاهرة هو السيطرة علي الجوانب الثقافية، الفكرية، والاجتماعية، وتطوير الأدوات الهدامة، من أجل فرض النفوذ بالتأثير علي عقول النشء والشباب، وذلك بالتواصل الاجتماعي من خلال (الفيس بوك)، (تويتر)، (جوجل)، (يوتيوب)، (الواتساب) وغيرها، الأمر الذي ساعد علي إنتاج الأفكار السالبة ونشرها سريعاً، مما نتج عنها تهميش الثقافة السودانية، وتركها عرضه للإنتهاك السافر الذي فرضت من خلاله ثقافة محددة أريد بها (باطل)، فزادت الظواهر السالبة، وافرزت خللاً كبيراً في المجتمع، الذي يبدو أنه خائفاً، قلقاً، متوتراً، مترقباً، متوجساً، مما يجري حوله بصورة متسارعة جداً، وهذا قطعاً قاده إلي التأرجح نفسياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا نعود دائماً بالتاريخ للوراء، خاصة كلما مرت بنا الأزمات؟ الإجابة عندي تتمثل في إننا ننكفي ونستغرق في الماضي دون إصطحاب الموروث الثقافي لإيقاف مد الظواهر السالبة، لتأسيس ثقافة لأجيال تلو الأخري، وتكون ممزوجة بين التاريخ الإيجابي والحاضر المخلوط بالظواهر السالبة، لذا علينا أن لا نركن لحالة المد والجزر لمواكبة التطور، فإن ﺍﻟﻠﻪ سبحانه وتعالي قال في محكم تنزيله : (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻴﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ)، لذلك يجب أن نغير ما بأنفسنا، حتي لا ننجرف بسلوكياتنا، بما لا يليق بعاداتنا وتقاليدنا، ومن الشواهد أن البعض يعترض طريق المرأة من خلال ﻨﻈﺮﺍﺕ ﺳﺎﻟﺒﺔ وإيحاءات ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ لا تتسم مع ما تربينا عليه، وبالتالي تبعدنا عن نهج الدين الإسلامي، الذي نهانا عنه، وربما يعود ذلك للغزو الثقافي والفكري القائم علي التحرر والانعتاق من كل ما يقيدنا إيجابياً، ولا ندعه ينساق وراء السوالب، مما تنتجه الثقافات المكتسبة من أزياء وغيرها، بالإضافة إلي تخلي المجتمع عن صفات ربما جعلته مضرب مثل في المجتمعات الأخري مثل ﺍﻟﻤﺮوءة، وﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ، وإحترام اﻟﻜﺒﺎﺭ، وﺍﻟﻨﺴﺎﺀ في ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ وﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎت وترك حالة اﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ تسيطر سيطرة تامة، الي جانب عدم السعي ﻭﺭﺍﺀ الظواهر السالبة. كما يحدث بالضبط من بعض الفتيات والمتزوجات اللواتي يرتدين الأزياء المحذقة، متعمدات الخروج بها إلي العمل أو الدراسة أو أي مناسبة من المناسبات، وهذا يؤكد حقيقة ماثلة أمام أعيننا، إلا وهي أن الإنسان في الوقت الحاضر ضائعاً.
يبدو أن التطور الذي يشهد العالم تكنولوجياً أفرز بعض الظواهر السالبة في المجتمع السوداني وأبرزها مقاطع الفيديوهات التي بثها المطرب الشاب أحمد فتح الله المعروف بـ(البندول)، فهي تعد ظاهرة جديدة تندرج في إطار الاستخدام السالب لوسائط الميديا الحديثة، وقد سبقتها ظاهرة (محاسن كبي حرجل) التي وجدت إنتشاراً كبيراً عبر وسائط التقنية الحديثة التي نقلتها إلي رحاب أوسع لبعض الدول، وذلك بعد إنتشارها من خلال مقاطع فيديوهات وجدت طريقها ممهداً عبر موقع (اليوتيوب) والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب)، فأصبحت تلك العبارات ترددها بعض الجنسيات المختلفة، ويظهر مقطع فيديو يطل فيه سودانياً مقيماً ببريطانيا ومعه مجموعة من الأجانب يرددون عبارات (محاسن كبي جبنة، محاسن كبي حرجل)، وما شابه ذلك.
إذا نظرنا للظواهر السالبة في الحراك الفني، فإننا سنجد أنها ظواهر سريعاً ما تتلاشي وينساها الناس بعد تداولها عبر الميديا الحديثة ومجالس المدينة، لذا السؤال أين ظاهرة الفنان (علي كبك)، الظاهرة التي روج لها ترويجاً كاد أن يجعلها حقيقة لا مناص عنها، الأمر الذي حدا ببعض أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن تبحث بحثاً مضنياً عن الفنان المعني لا لأكتشاف حقيقة الظاهرة، إنما لتحقيق سبق إعلامي، خاصة بعد أن امتلأت الشبكة العنكبوتية بصوره ونصوصه الغنائية (الركيكة) المؤلفة خصيصاً للفت الانتباه، وهكذا ظلت هذه الشخصية محور إهتمام إلي أن تم إكتشاف أنها شخصية (وهمية)، ولا أساس لها في أرض الواقع، ولم يسمع بها أحداً من قبل، وبالتقصي حولها أتضح أن قصته منسوجة من وحي الخيال، أي أنها شخصية (مفبركة)، ولم يعلن أي شخص تبنيه لها، فقط تنشر صور له علي أساس أنه فنان، ولكن الحقيقة أنه شخص زمبابوي.
وعلي خلفية ذلك النسق غني الفنان الشاب (شهاب الدناقلة)، أغنية (محاسن كبي جبنة، محاسن كبي حرجل)، ويبدو أنه استثمر الشهرة الواسعة للعبارات للإستفادة منها في التعريف بنفسه كفنان شاب، يعلم الدور الطليعي الذي تلعبه الميديا الحديثة من خلال محرك البحث (قوقل)، والذي يمنح الباحث خيارات متعددة دفعت سودانياً إلي تلقين باكستانياً عبارات (محاسن كبي حرجل.. والخ)، إلي جانب أنه طلب الزواج من محاسن (الوهمية)، ورغماً عن ذلك حاول البعض (تسييس) الظاهرة، وربطها بحقبة تاريخية محددة، إلا إنني لا أتفق معهم فيما ذهبوا إليه، من واقع أن الظواهر السالبة كثيرة، والمجتمع ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ظل يعاني منها لنشرها المتواصل عبر الميديا الحديثة، ومن ثم يتم تداولها وتأويلها علي نحو ما حدث مع ظاهرة (محاسن كبي حرجل)، فالكل يجتهد في إيصال فكرته بما يروق له، ولكن تظل الحقيقة غائبة في إطار (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أصبحت اللاعب الرئيسي في تشتيت الأفكار وصرفها عن القضايا الأساسية، وﺣﺘﻤﺎً مثل هذه الظواهر ﺗﻀﺮ بالمجتمع السوداني، ﻭتنتقص من ﺭﺻﻴﺪﻩ القيمي والأخلاقي.
ومما لا شك فيه فإن (العولمة) ووسائطها ساعدت المطرب الشاب أحمد فتح الله في الانجراف نحو السلبية بالاستفزاز الذي تعرض له من ذلك الشخص الذي ربما عمد لأن يقوده في هذا الإتجاه مستفيداً من النشر عبر الوسائط الحديثة خاصة في ظل سهولة إقتناء الهواتف الذكية التي حدت من الفواصل والحدود الجغرافية لدرجة أنها كادت أن تتلاشي، وتحل بديلاً لها ثقافة الفضاء المفتوح علي العالم الأفتراضي.
المتابع والمراقب للمشهد فإنه يعلم تمام العلم أن الهدف من تلك الظاهرة هو السيطرة علي الجوانب الثقافية، الفكرية، والاجتماعية، وتطوير الأدوات الهدامة، من أجل فرض النفوذ بالتأثير علي عقول النشء والشباب، وذلك بالتواصل الاجتماعي من خلال (الفيس بوك)، (تويتر)، (جوجل)، (يوتيوب)، (الواتساب) وغيرها، الأمر الذي ساعد علي إنتاج الأفكار السالبة ونشرها سريعاً، مما نتج عنها تهميش الثقافة السودانية، وتركها عرضه للإنتهاك السافر الذي فرضت من خلاله ثقافة محددة أريد بها (باطل)، فزادت الظواهر السالبة، وافرزت خللاً كبيراً في المجتمع، الذي يبدو أنه خائفاً، قلقاً، متوتراً، مترقباً، متوجساً، مما يجري حوله بصورة متسارعة جداً، وهذا قطعاً قاده إلي التأرجح نفسياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا نعود دائماً بالتاريخ للوراء، خاصة كلما مرت بنا الأزمات؟ الإجابة عندي تتمثل في إننا ننكفي ونستغرق في الماضي دون إصطحاب الموروث الثقافي لإيقاف مد الظواهر السالبة، لتأسيس ثقافة لأجيال تلو الأخري، وتكون ممزوجة بين التاريخ الإيجابي والحاضر المخلوط بالظواهر السالبة، لذا علينا أن لا نركن لحالة المد والجزر لمواكبة التطور، فإن ﺍﻟﻠﻪ سبحانه وتعالي قال في محكم تنزيله : (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻴﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ)، لذلك يجب أن نغير ما بأنفسنا، حتي لا ننجرف بسلوكياتنا، بما لا يليق بعاداتنا وتقاليدنا، ومن الشواهد أن البعض يعترض طريق المرأة من خلال ﻨﻈﺮﺍﺕ ﺳﺎﻟﺒﺔ وإيحاءات ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ لا تتسم مع ما تربينا عليه، وبالتالي تبعدنا عن نهج الدين الإسلامي، الذي نهانا عنه، وربما يعود ذلك للغزو الثقافي والفكري القائم علي التحرر والانعتاق من كل ما يقيدنا إيجابياً، ولا ندعه ينساق وراء السوالب، مما تنتجه الثقافات المكتسبة من أزياء وغيرها، بالإضافة إلي تخلي المجتمع عن صفات ربما جعلته مضرب مثل في المجتمعات الأخري مثل ﺍﻟﻤﺮوءة، وﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ، وإحترام اﻟﻜﺒﺎﺭ، وﺍﻟﻨﺴﺎﺀ في ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ وﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎت وترك حالة اﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ تسيطر سيطرة تامة، الي جانب عدم السعي ﻭﺭﺍﺀ الظواهر السالبة. كما يحدث بالضبط من بعض الفتيات والمتزوجات اللواتي يرتدين الأزياء المحذقة، متعمدات الخروج بها إلي العمل أو الدراسة أو أي مناسبة من المناسبات، وهذا يؤكد حقيقة ماثلة أمام أعيننا، إلا وهي أن الإنسان في الوقت الحاضر ضائعاً.