الأربعاء، 25 أبريل 2018

سراج النعيم يكتب : البندول و(محاسن كبي حرجل)

.................................
يبدو أن التطور الذي يشهد العالم تكنولوجياً أفرز بعض الظواهر السالبة في المجتمع السوداني وأبرزها مقاطع الفيديوهات التي بثها المطرب الشاب أحمد فتح الله المعروف بـ(البندول)، فهي تعد ظاهرة جديدة تندرج في إطار الاستخدام السالب لوسائط الميديا الحديثة، وقد سبقتها ظاهرة (محاسن كبي حرجل) التي وجدت إنتشاراً كبيراً عبر وسائط التقنية الحديثة التي نقلتها إلي رحاب أوسع لبعض الدول، وذلك بعد إنتشارها من خلال مقاطع فيديوهات وجدت طريقها ممهداً عبر موقع (اليوتيوب) والمواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب)، فأصبحت تلك العبارات ترددها بعض الجنسيات المختلفة، ويظهر مقطع فيديو يطل فيه سودانياً مقيماً ببريطانيا ومعه مجموعة من الأجانب يرددون عبارات (محاسن كبي جبنة، محاسن كبي حرجل)، وما شابه ذلك.
إذا نظرنا للظواهر السالبة في الحراك الفني، فإننا سنجد أنها ظواهر سريعاً ما تتلاشي وينساها الناس بعد تداولها عبر الميديا الحديثة ومجالس المدينة، لذا السؤال أين ظاهرة الفنان (علي كبك)، الظاهرة التي روج لها ترويجاً كاد أن يجعلها حقيقة لا مناص عنها، الأمر الذي حدا ببعض أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن تبحث بحثاً مضنياً عن الفنان المعني لا لأكتشاف حقيقة الظاهرة، إنما لتحقيق سبق إعلامي، خاصة بعد أن امتلأت الشبكة العنكبوتية بصوره ونصوصه الغنائية (الركيكة) المؤلفة خصيصاً للفت الانتباه، وهكذا ظلت هذه الشخصية محور إهتمام إلي أن تم إكتشاف أنها شخصية (وهمية)، ولا أساس لها في أرض الواقع، ولم يسمع بها أحداً من قبل، وبالتقصي حولها أتضح أن قصته منسوجة من وحي الخيال، أي أنها شخصية (مفبركة)، ولم يعلن أي شخص تبنيه لها، فقط تنشر صور له علي أساس أنه فنان، ولكن الحقيقة أنه شخص زمبابوي.
وعلي خلفية ذلك النسق غني الفنان الشاب (شهاب الدناقلة)، أغنية (محاسن كبي جبنة، محاسن كبي حرجل)، ويبدو أنه استثمر الشهرة الواسعة للعبارات للإستفادة منها في التعريف بنفسه كفنان شاب، يعلم الدور الطليعي الذي تلعبه الميديا الحديثة من خلال محرك البحث (قوقل)، والذي يمنح الباحث خيارات متعددة دفعت سودانياً إلي تلقين باكستانياً عبارات (محاسن كبي حرجل.. والخ)، إلي جانب أنه طلب الزواج من محاسن (الوهمية)، ورغماً عن ذلك حاول البعض (تسييس) الظاهرة، وربطها بحقبة تاريخية محددة، إلا إنني لا أتفق معهم فيما ذهبوا إليه، من واقع أن الظواهر السالبة كثيرة، والمجتمع ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ظل يعاني منها لنشرها المتواصل عبر الميديا الحديثة، ومن ثم يتم تداولها وتأويلها علي نحو ما حدث مع ظاهرة (محاسن كبي حرجل)، فالكل يجتهد في إيصال فكرته بما يروق له، ولكن تظل الحقيقة غائبة في إطار (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أصبحت اللاعب الرئيسي في تشتيت الأفكار وصرفها عن القضايا الأساسية، وﺣﺘﻤﺎً مثل هذه الظواهر ﺗﻀﺮ بالمجتمع السوداني، ﻭتنتقص من ﺭﺻﻴﺪﻩ القيمي والأخلاقي.
ومما لا شك فيه فإن (العولمة) ووسائطها ساعدت المطرب الشاب أحمد فتح الله في الانجراف نحو السلبية بالاستفزاز الذي تعرض له من ذلك الشخص الذي ربما عمد لأن يقوده في هذا الإتجاه مستفيداً من النشر عبر الوسائط الحديثة خاصة في ظل سهولة إقتناء الهواتف الذكية التي حدت من الفواصل والحدود الجغرافية لدرجة أنها كادت أن تتلاشي، وتحل بديلاً لها ثقافة الفضاء المفتوح علي العالم الأفتراضي.
المتابع والمراقب للمشهد فإنه يعلم تمام العلم أن الهدف من تلك الظاهرة هو السيطرة علي الجوانب الثقافية، الفكرية، والاجتماعية، وتطوير الأدوات الهدامة، من أجل فرض النفوذ بالتأثير علي عقول النشء والشباب، وذلك بالتواصل الاجتماعي من خلال (الفيس بوك)، (تويتر)، (جوجل)، (يوتيوب)، (الواتساب) وغيرها، الأمر الذي ساعد علي إنتاج الأفكار السالبة ونشرها سريعاً، مما نتج عنها تهميش الثقافة السودانية، وتركها عرضه للإنتهاك السافر الذي فرضت من خلاله ثقافة محددة أريد بها (باطل)، فزادت الظواهر السالبة، وافرزت خللاً كبيراً في المجتمع، الذي يبدو أنه خائفاً، قلقاً، متوتراً، مترقباً، متوجساً، مما يجري حوله بصورة متسارعة جداً، وهذا قطعاً قاده إلي التأرجح نفسياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفكرياً، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا نعود دائماً بالتاريخ للوراء، خاصة كلما مرت بنا الأزمات؟ الإجابة عندي تتمثل في إننا ننكفي ونستغرق في الماضي دون إصطحاب الموروث الثقافي لإيقاف مد الظواهر السالبة، لتأسيس ثقافة لأجيال تلو الأخري، وتكون ممزوجة بين التاريخ الإيجابي والحاضر المخلوط بالظواهر السالبة، لذا علينا أن لا نركن لحالة المد والجزر لمواكبة التطور، فإن ﺍﻟﻠﻪ سبحانه وتعالي قال في محكم تنزيله : ‏(ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻴﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ)، لذلك يجب أن نغير ما بأنفسنا، حتي لا ننجرف بسلوكياتنا، بما لا يليق بعاداتنا وتقاليدنا، ومن الشواهد أن البعض يعترض طريق المرأة من خلال ﻨﻈﺮﺍﺕ ﺳﺎﻟﺒﺔ وإيحاءات ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ لا تتسم مع ما تربينا عليه، وبالتالي تبعدنا عن نهج الدين الإسلامي، الذي نهانا عنه، وربما يعود ذلك للغزو الثقافي والفكري القائم علي التحرر والانعتاق من كل ما يقيدنا إيجابياً، ولا ندعه ينساق وراء السوالب، مما تنتجه الثقافات المكتسبة من أزياء وغيرها، بالإضافة إلي تخلي المجتمع عن صفات ربما جعلته مضرب مثل في المجتمعات الأخري مثل ﺍﻟﻤﺮوءة، وﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ، وإحترام اﻟﻜﺒﺎﺭ، وﺍﻟﻨﺴﺎﺀ في ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ وﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎت وترك حالة اﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ تسيطر سيطرة تامة، الي جانب عدم السعي ﻭﺭﺍﺀ الظواهر السالبة. كما يحدث بالضبط من بعض الفتيات والمتزوجات اللواتي يرتدين الأزياء المحذقة، متعمدات الخروج بها إلي العمل أو الدراسة أو أي مناسبة من المناسبات، وهذا يؤكد حقيقة ماثلة أمام أعيننا، إلا وهي أن الإنسان في الوقت الحاضر ضائعاً.

سراج النعيم يكتب : هكذا تتنوع المسميات والنفاق واحد

...................................
سبق وكتبت عن النفاق الاجتماعي وها انا اكرر الكتابة عنه لانه يعتبر من أخطر المهددات لنسيج المجتمع، علي أساس أن الإنسان المنافق يزيف الحقائق، ويصورها حسب مصلحته الشخصية، حتي ولو أضطر للانحراف بالأخلاق نحو (الاباطيل)، وأن دل هذا الشيء، فإنما يدل علي أن الإنسان يمضي نحو النفاق رغماً عن علمه التام بأنه مكروه في الدين الإسلامي وقد نهانا الله سبحانه وتعالي عنه، وحذرنا عنه تحذيراً شديد اللهجة، وذلك منعاً لارتكاب الذنوب، ورغماً عن ذلك نجد أن هنالك من يقول في قرارة نفسه : (ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺫﻧﺒﻲ، بل ذنب من جعلني انافقه بتوجيه الأسئلة أمام جمع من الناس لإرتباط مصالحي به، فلا استطيع في تلك الأثناء إجابته صراحة، بل اضطر إلي منافقته)، هكذا ﻳﻔﻌﻞ الكثير من الناس الذين قال عنهم أحد الحكماء : (ﺇﻥّ ﺷﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻣﺎ ﺩﺍﺧﻠﺘﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﺷﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻗﻮﻡٌ ﻟﻢ يستطيعوا ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻀﻼﺀ ﺑﺎﻟﺤﻖ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻓﻀﻼﺀ ﺑﺸﻲﺀ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺤﻖ(
إن الضغوط الاجتماعية في الحياة اليومية، ربما ولدت الكثير من الإحباط واليأس الذي ربما يقود الإنسان إلي الانفجار، وذلك في إطار توجيه الأسئلة تحت ضغوط المصالح بين الطرفين، وبالتالي يتولد (ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)، وتزداد معدلاته يوماً تلو الآخر، وكلما ازددنا تطوراً في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، فإن النفاق الاجتماعي أضحي تكنولوجياً، وذلك بإستخدام الهواتف الذكية التي وجد فيها الناس مرتعاً خصباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (تويتر) و(الواتساب)، مما جعل
)النفاق) متفشياً أكثر بكثير، ويهدف من ورائه المنافق لإرضاء شخص أو أشخاص مستفيداً من قدرته الفائقة في النفاق الوارد ذكره في عدد من سور القرآن الكريم : (ﻭﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮﺽ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ إلا ﻏﺮﻭﺭﺍً)، (وﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﺪ ﺍﻟﺨﺼﺎﻡ‏)، (وﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻓﻘﻮﺍ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ أدفعوا(
بينما نجد أن بعض الناس يكونون مضطرين إلي أن يجاملوا نفاقاً بدواعي أنهم يراعون مشاعر الآخرين، ويرون في (النفاق) أو (المجاملة) ﻓﻦ من فنون ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، أي أنهم منحوا ذلك السلوك مشروعية رغماً عن أنه مخالفاً لشرع الله سبحانه وتعالي، فـ(النفاق الاجتماعي) ﺛﻐﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ في المجتمع و(المجاملة) ثغرة تقود الإنسان إلي (النفاق) بدواعي إحترام مشاعر الآخرين، فيجد الإنسان نفسه مستخدماً مفردات محددة، ويكررها مع إشراقة كل شمس صباح مثلاً شكراً، أنت علي حق، من فضلك، لو سمحت ظروفك، يا ريس، يا باشا وغيرها من العبارات التي اكتسبها من النفاق، ظناً منه أنه ينال بها رضي الناس.
وإن أي إنسان يتخذ من النفاق نهجاً، فإنه يكون إنساناً متلوناً كالحرباء، ويبدي خلاف ما يظهر، وعلي هذا النحو يتأقلم مع الواقع بالنفاق والغش والكذب!!
‏ودائماً ما نجد أن المنافق اجتماعياً يبحث عن ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ الشخصية، ولا يهمه أن كان قد خالف الشرع أم لا، وبالتالي يتعود علي العيش وسط الناس بوجهين ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺣﺴﺐ الظروف المحيطة بمصالحه الخاصة المرتبطة بمن ينافقه في كل ما يدلي به، وإذا حكي من ينافقه نكتة ولو كانت (بائخة)، فإنه يضحك ضحكة مجلجة، وهكذا يكون مثل هذا إنتفاعياً، مهزوزاً أخلاقياً، مهزوماً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ومتأرجح الأفكار والآراء، ومع مرور الزمن يصبح النفاق بالنسبة له قناعة مع ﺗﻌﺎﻗﺐ الأيام والشهور والسنين والأجيال، فلا يري في (النفاق) أنه حرام رغماً عن أنه ورد في ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم الذي ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﻬﻢ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺩﺳﺎﺋﺴﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺎً ﻣﻊ ﻣﺎ نلمس علي أرض الواقع، وهذا يؤكد أن النفاق ليس ﻣﺮﺣﻠﺔ تاريخية محددة، إنما هو مستمر طالما أن الحياة قائمة، وهكذا تتنوع المسميات والنفاق واحد، وقال ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رحمه ﺍﻟﻠﻪ : (ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ إلي ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ)، فالنفاق يأخذ طريقه إلي الناس منذ القدم، حيث بدأ في الظهور والتزايد مع مرور الزمن إلي أن أصبح الإنسان ينافق أخاه الإنسان، وأن كان يختلف النفاق من شخص لآخر، وكل واحداً منهم يعتقد أن ممارسته للنفاق ذكاء اجتماعي، متجاوزاً بذلك المفهوم ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ الفاضلة الداعية إلي عدم النفاق سعياً عن مصلحة شخصية.

الثلاثاء، 24 أبريل 2018

النورس الحزين

________
كلمات : سراج النعيم
________
يا وعدا
عند الشروق وعند الغروب
أصدق أن تكون لك
شمسا تشرق وليلاً يعود
وصبحا بدفئه يجود
حتي لا تهمس اكواخ الحزن وتستبيد
وحتي لا يطوق التردي والتزمر
في وطني الجديد
نخطه ميثاق عهد
وندوزنه في احلي نشيد
وغداً يرقب دربنا
ممسكا بشمعة تقيد
ان القلب لفراقك
يرسم القلب شهيد
ويختزن في الدم
بلون لا يشبه الدم في الوريد
عامان من الرحيل المر
سرقتهما يد الزمان
يسكبان علي يدي مطرقة الحنان
كيفما تشاء وكيفما تريد
أعلم أن هضاب أرضك
تنجب الثوار
ألف ثائر ذو بأس شديد
قتلوا فلول جيشي بعزم أكيد
أأقبل الرهان أم احاربهم
ولجام مهرك يشدني للفرح
رايات النصر تهتف الفرح
الفرح من يعيد
ويصير الفرح حزننا
في مسرح يلوح من بعيد
وانفاس صوتك للمجوس لحنا
يلوح بالغد السديد
وغداً يأتيك عام
يسرق البسمة من الشفاه
والحزن يخيم في الداخل
ممزوجا بالماضي التليد
وذكري تعيد نفس الشريط
عرسا مزركشا وفرحا
في الخاطر فريد
ووجهك في تلك الليلة
يتراءاي لعيني ويحيد
بعد اليوم لا صبح ولا ليل
ولا شقف ولا ظلام يجمعنا
وتظل وذكراك في خيالي
انا الوحيد
فأنا من يبني وعدا
وتاجا ومذبحة في تغريد
وتظل تهمس كل اكواخ الحزن للفرح تبيد
يا غائباً
والوعد أصدق أن تكون
والقدر يرقب طريقنا
هل يعود النورس الحزين
ويسطر الفرح واقعا
لا حلما للحزن يعيد
والأرض تحتي تميد

خليك صريح

________
كلمات : سراج النعيم
_______
يا حبيب خليك صريح
انا قليب ولهان وجريح
لا مره خلاك واستراح لا فارق الآلام نصيخ
اناديك في المدي الشاسع
نجوم الليل علي تشهد
بحسب فيها واتاني
حليلو عذابي فات الحد
تعال اسرع ولي ارجع
نتقاسم برنا الهم
يفوت حزن الليالي يروح
ويفضل بينا ريد بنتم
حاولت كتير اسيب دنياك
لقيت الذكري فيها الم
وما فارقني اصلو الهم
عديله خلاص راح نمشي
نسافر لي بلاد تانية
انا وانت وهواك والقلب
نجرتق ريدنا في ثانية
ويصير بينا العشم غنوة
افراحنا تعانق النجمة
وقلوبنا تغني فرحانه
يكون صبح العشم لما

ارجوك تجي

________
كلمات : سراج النعيم
________
ارجوك تجي
في المواعيد المحددة
في الزمان في المكان
يا حلوه ما تتحججي
ارجوك تجي
باسمه فكره وطايره فرحة
فاكه خصلة ولافحة طرحة
بيك يتجدد فرحنا
وبين نخيلك نلقي راحة
نلقي راحة وانشراحة
الغرام نحفظ دروسو
نقرأ صفحة ونبدأ صفحة
لولقاك الغالي غرب
الغروب يهديهو لوحة
والغناوي يزيد حنانا
والشعر يبغالو معني
ونسمو لي قمة هنانا
زي حنين قاد الخليل
لي أم ضفاير
ولي عروسه العازة ساير
وانا وانتي نوصل مبتغانا
وبيك يا اللونك شفيف
لون سماوي
العبير منك يضوع
للعليل يشفي ويداوي
يا هوانا ومبتدانا
يا عمرنا ومنتهانا
ما الكلام عندك سكت
لما جن الليل جنونو
جاتني حبوبه وحكت
رددت اسطورة
من زمن التصافي
وفجأة مالت واتكت
اتوسدت ذكري وخيال
قبل ما ترقد بكت
والحجوة لسه علي الشفاه
رضعت من الدمعة وروت

انت سافر

________
كلمات : سراج النعيم
________
انت سافر بي سلامتك
ونحن نرجاك بي صبرنا
اصلو ما بننساك وحاتك
انت برضك افتكرنا
لما توصل لي مقامك
انت يا فرحة عمرنا
ابقي عشرة علي عيونك
الفيها كان روعة شعرنا
وابقي عشرة علي قلوبنا
كان لحقت خطاك وغادرتنا
ابقي سالم لي خيالنا
وكتين يصافح لي عيونك
بي كل شوق يشرح امرنا
ويحكي ليك عن عذابنا
واشتياقنا وقل صبرنا
انت سافر وبرضك اعرف
كل يوم من غيرك انت
ما بنحسبو من عمرنا
وكل ساعة تمر علينا
خالية منك
اصلو ما بتشغيل عقلنا
ما انت مفتاح لي غنانا
وروعة الحرف المعانا
وكل فرحة وانت غايب
فيها دمعاتنا وبكانا
سافر انت ونحن بعدك
نلقي في ذكراك عذانا
ونحسب الساعات عشانك
يا ضيانا ويا فرحنا ويا بهانا

الاثنين، 23 أبريل 2018

يا وطن نعشق ترابك

___
كلمات : سراج النعيم
________
يا وطن نعشق ترابك
بي شمالك وبي جنوبك
وشرقك الفياض وغربك
اصلو ما دايرين خرابك
نحنا نفديك بعمرنا
وللسلام جاهزين شبابك
في سبيل يحي الوطن
ننسي الصعاب ننسي المحن
بكره تشرق جد شموسك
ونبقي ليك نحنا الرسن
يا تحفة أفريقيا وحضارة
انت للتايهين منارة
فيك ابطال الملاحم
الخليفة والنجومي كمان عمارة
في الشرق دقنة الأصالة
روعة من اجداد وطنا
ولوحة من اعظم بشارة
يا وطن جوانا ريدك
يا فرح كل الغلابة
نيلك الممدود محنة
خدر الارض اليبابة
داك بعانخي اللسه فينا
يا ما علمنا الصلابة
داك نمر فوق المتمة
ذكري طيبة علي الكتابة
شوف بنونة وشوف سمارة
كمان مهيرة البان هلاله
شايله من النيل جماله
ومن جمال ارضه ورماله
الطابية زينا رواية لينا
بتحكي روعة عازة فينا

____

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...