الاثنين، 9 أبريل 2018

سراج النعيم يكتب : قصة مؤثرة لسيدة وأطفالها

.................................
ليس الكاتب وحده المطالب بالتصدى لمختلف المشاكل التي تعترى مجتمعه من حيث النواحي الإنسانية، هذا إذا افترضنا جدلاً أن مهمة الكاتب لا تخرج من هذا النطاق بحكم أن قدرته على معايشة هموم وقضايا الناس عموماً، ولكن إذا نظرنا إلي هذه المسألة بوجه عام، فإن الجميع مطالب بالإدراك والوعي بهذه الماسأة الإنسانية أو تلك لأنها في جوهرها انعكاس للتقاعس من مؤسسات معنية بحل هذه الإشكاليات التي تطل علي بعض الأسر بشكل مفاجئ بالضبط كما في الحالة الإنسانية التي نعرضها عليكم في السطور التالية والتي ترويها لنا بطلة السيناريو في هذه المساحة.
ومن هنا دعونا نقف وقفة إنسانية في الأزمة التي تكاد تعصف بهذه الأسرة التي اضطرتها الظروف الإقتصادية القاهرة إلى أن تطرح قصتها، فمنذ أن لقي العائل الأوحد مصرعه في حادث مروري، ظلت زوجته تعمل جاهدة على تربية الأبناء الذين مازالوا في مراحل حساسة من حياتهم.
بدأت تداعيات هذه المأساة ومجابهتنا للظروف التي أفرزتها في حياتها اليومية منذ أن وصلها نبأ مصرع زوجها في حادث مروري قبل سنوات ، وهي تعلن بكل صراحة فشلها في الاستمرارية على هذه النحو الذي تبكى من خلاله ليلاً ونهاراً حتى أنها باتت تخشي أن تفقد بمرور الزمن هذه الدموع التي تخفف عنها، فهي ملاذها الذي تلوذ إليه كلما ضاقت بها، فلا أمل في تجاوزها الفشل.
فيما الحظ أن الناس ترى هذه الماسأة الأسرية، ورغماً عما ذهبت إليه، فالفشل لا يخيفها بقدر ما يخيفها المستقبل المظلم الذي ينتظر أطفالها الصغار، لذلك لم تكف عن المحاولة.
حلت على هذه السيدة المعاناة بعد فقدها زوجها الذي كانت تنمو في ظله نمواً إنسانياً مختلفاً، ما حدا بها العمل جاهدة على أن لا يتأثر أبنائها بهذا الواقع الجديد، ولكن بكل أسف فشلت فشلاً ذريعاً، أليس معني ذلك أنها تعيش تحت خط الصفر ولا حياة لمن تنادي، فنحن نرزح تحت هذا الخط ، وبعض أنظمة المجتمع تعمق فينا أحاسيس ومشاعر سالبة في الحاضر المؤلم جداً، والمستقبل المجهول الذي كان من أجله زوجها يعمل جاهداً إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى متأثراً بالحادث الذي تعرض له أثناء قيادته سيارة اصطدمت بحافلة توفي على أثره في الحال، وما أن مرت فترة العزاء إلا وسعت زوجته سعياً حثيثاً للتأقلم على الواقع الجديد لايمانها بقضاء الله – سبحانه وتعالى- إذ أنها استلمت مستحقاته المالية التي هي عبارة عن استبدال معاشه الذي استثمرته في (ركشة)، ولكنها سرعان ما اصيبت بـ(عطب) تأثرت على خلفيته بشكل مفاجئ لم تكن تضعه في الحسبان من قريب أو بعيد على أساس أنها كانت تأمل في أن يحل لها هذا المشروع المشكلة حلاً جذرياً خاصة وأن المنزل الذي كانت تقيم فيه مؤجراً، ضف إليه المنصرفات اليومية للمنزل والأطفال الذين لا يعرفون أنهم يعيشون في زمن صعب جداً.
تواجه هذه السيدة مشاكل إنسانية في المقام الأول والأخير، وهي مشاكل اغلقت أمامها كل أبواب الحلول الممكنة، ومن المؤسف أن تضطر للإستعانة بهذه اللغة ، ومن المفجع أن يتدني مستوى الاستجابة لمأساة تمس أطفال لا ذنب لهم في الظروف المحيطة بهم من كل حدب وصوب، وهي ظروف جعلتهم كأنهم غرباء وغربة الفرد تظهر له بجلاء عندما يفتقد ذلك الدفء الإنساني الذي لا ينفي التعاطي السلبي مع مأساتها التي هي حزنها الآتي فهذه هي سُنة الحياة فقد اقتنعت منذ زمن بعيد أنه لا يوجد فرد بمنأ مما تركن إليه آنياً، ولكن بالمقابل يبدو ليَّ أن المجتمع ككل مطالب اليوم بحث الناس للتكافل الاجتماعي، وذلك من أجل أن يكون مصير هذا المجتمع بعيداً عن التهديد الذي تتعرض له هذه الأسرة أو تلك التي تعيش على المقاومة في زمن التحديات الجسام.
عندما وقع الحادث المشؤوم الذي راح ضحيته زوجها كانت حاملاً في شهرها السادس بأصغر أطفالها، وبما أنها كانت تؤجر منزلاً انتقلت للإقامة مع والدتها دونما تمتلك وسيلة عيش سوى (الركشة) التي لم تعد موجودة بعد أن أصابها عطب لم تستطع أسرتها الكبيرة إصلاحه، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ حياتها التي أصبحت مليئة بالحزن والألم، فالإنسان لديه طاقة محددة إذا تجاوزها يصبح مشلولاً، وهذا هو الوضع الراهن الذي لا قبل لها به سوى أن تجلس في الانتظار على وسادة الحلم الذي هو أداة للاضطهاد والإذلال، والمجتمع هو الذي يضغط على الزناد دون سابق إنذار، ها نحن نتخذ من الفقر معلماً بارزاً في حياتنا لا شيء جديد يلغي هذه الأفكار، فهذه السيدة تصرف معاشاً بسيطاً جداً لا يكفي لها ولأطفالها فهل يستقيم العود والظل أعوج؟ الاجابة عندي بلا تردد لا، ومع هذا وذاك لا تدري أن كان في مقدورها النمو الطبيعي أم تفقد دفء النضج الهاديء ام أنها تبدو وكأنما ثمة قفزة ما في مرحلة ما نحو اتجاه معاكس كلية، وكل ما تدريه أنها تبحث عن حلول ناجزه حتى لا يمضي أبنائها في حياة متناقضة.
أمام هذه الظروف الاقتصادية القاهرة تجد نفسها مقهورة وعلي خلفية ذلك تشعر بأن حرارة هذه الظروف ستصهر كل أمل يطل عليها في حياتها، أحياناً تتلاحق الاحداث والأوجاع والأحزان، فلا تجد ملاذاً أمامنا يخفف عنها ذلك سوي والدتها وأشقائها الذين مازالوا في مراحلهم الدراسية المختلفة، فهم دوماً عندها الجوهر المشع صدقاً وحباً تحفظه لهم في هذه الدنيا التي سوف نرحل عنها عاجلاً أو آجلا، المهم أن تنقشع هذه السحابة المظلمة التي كلما حاولت أن تفرغ في ظلها شحنات حزنها وآلمها وقهرها تطل عليها مجدداً ببطء فتصطدم بجدران قوي من حيث البناء ولا تجد أملا في أن تختزن الزمن طويلاً قبل أن يتدفق الحزن، ولا تندمل جراحها قيد انملة رغماً عن أنها لجأت لبعض المنظمات العاملة في الشأن الإنساني، ولكن النتيجة في النهاية صفر، وهي النتيجة التي تقفز فوق المخيلة ، وبعدها بثانية فقط تصرخ ملء صوتها ذلك كله داخل الحكايا لا تنادي إلا بالعيش الكريم لأطفالها الذين أنجبتهم، وكيف تنسي أنهم مازالوا أطفالاً، هذا جزء من مأساتها التي تتضايق منها لأنها اعتمدت اعتماداً كلياً على أسرتها التي تنتظرها واجبات معيشية لا حصر لها ولا عد.
وكان تعبيرها الوحيد عن حالتها دوماً كانت بلغة بكماء والخطأ ليس في قصور لغة الكلام، إنما في قيود المجتمع من حيث المآسي الإنسانية وتتسأل هل تعلم الإنسان كيف ينصت إلى غير صوته الذي تحكمه ظروف معينة لا يد له فيها ولا قبل له بتغييرها خاصة اولئك البسطاء وأكثرهم في عصرنا الحاضر، من هنا كان حزني كبيراً لأنني لا املك ثمنا لشراء رغبات اطفالي الأبرياء الذين كان قدرهم ان يتوفى والدهم في الحادث المروري، وأن يتم قطع دراستي من أجل تزويجي لأنني لو كنت أحمل شهادة دراسية كان توظفت في اي مهنة حتى أصرف على أبنائي الإثنين اللذين يدرسان في المرحلة الأولية وبسبب (200) جنيه رفضت إدارة الروضة تخريج ابنتي الصغيرة التي حرمت من الفرحة مع زملائها في تلك الاثناء باءت كل المحاولات الإصلاحية بالفشل.

عالم فلك : أسرة لوشي تتمتع بالطيبة والتواضع

..........................
حكى عالم الفلك الدكتور أنور أحمد عثمان مساء السبت عن لقاء جمعه بالسيدة سوسن الخفجي وإبنتها آلاء المبارك الشهيرة بـ(لوشي) إحدى أشهر نجوم السوشيال ميديا في السودان.
وقال : (لقاء تلفازي معي قامت بتسجيله أم لوشي بحضور لوشي والشيف سيد ضمن برامج رمضان بقناة أنغام).
وأضاف : (أسرة لوشي تتمتع بطيبة وتواضع، شكراً لقناة أنغام وللمخرج حسن مصطفى ولعائلة لوشي ، ألف مليون مرة).

ندى القلعة (تعوس الأبري) مع اقتراب رمضان

.............................
أظهر مقطع فيديو واسع الانتشار بثه الإعلام الحديث المطربة ندى محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة)، وهي تقوم بـ(عواسة الأبري)، وهو مشروب رمضاني أشتهر به أهل السودان.
وبحسب المشاهدة فقد أظهرت (القلعة) براعة في (عواسة الأبري), وقدمت درس مجاني لنساء هذا الجيل، وهو ضرورة تعلم العادات السودانية الجميلة.
ووجدت هذه الخطوة إشادات كثيرة من المتلقى الذي ذكر : (إن القلعة تربية حبوبات، لذلك هي بارعة في (عواسة الأبري)، مشروب السودان الرمضاني الأجمل.
وعن تقييمهم لها للعواسة فقد منحوها العلامة الكاملة، وتمنى عدد كبير منهم بأن يحظى بكوب من هذا الأبري الذي صنعته ندى.

محمد هنيدي يروي موقف طريف مع سوداني أثناء الامتحانات

............................
روى الكوميديان المصري الشهير محمد هنيدي موقف طريف عن الغش في الامتحانات مع زميله السوداني بالجامعة، وذلك في حوار أجرته معه الإعلامية منى الشاذلي.
وقال : جربت الغش في الامتحانات مرتين، وأغرب مرة كانت مع زميلنا من السودان الشقيق عند دراستنا للحقوق بجامعة القاهرة.
وعند دخولنا لامتحان الإنجليزي دخل زميلنا السوداني، وكان يرتدي العمامة السودانية وملفوفة ثلاث لفات, فاتفقنا معه أن يساعدنا في حل الإمتحان لأنه كان شاطر جداً.
وأضاف : كانت الطريقة أن يعرفنا بالأجوبة عن طريق طبقات العمامة الثلاث، وأول ما دخلنا للإمتحان قام بخلع العمة من رأسه, مما دفعنا لمطالبة المراقب بأن يلبس السوداني العمامة مرة أخرى.

حفل زفاف شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب

..............................
احتفل اليوم الفنان حسام حبيب بعقد قرانه على الفنانة شيرين عبد الوهاب بفيلا جده الفنان حسام حبيب بمنطقة عرابى بطريق الإسماعيلية الصحراوى بحضور العائلة وأصدقائهما المقربين، كان من ضمن نجوم الفن النجمة ليلي علوي، ومنة شلبي، وإلهام شاهين.
وفي سياق متصل كشفت شيرين عن سعادتها بحفل الزفاف، بعد أن نشرت علي حسابها الشخصي بـ(إنستجرام) صورة عقد القران وعلقت قائلة : (ربنا يفرح كل الناس بفرحة زي اللي حستها النهارد)
من المعروف أن شيرين وحسام أخفيا علاقتهما العاطفية، وقاما بتكذيب جميع الشائعات التي كشفت عن هذه العلاقة، إلى أن فاجأوا الجميع بزفافهما مساء السبت
فيما كانت شيرين قد نشرت آيات سورة (الفلق) عبر حسابها على موقع (تويتر)، مثلما فعل حسام، حيث نشرها قبلها عبر حسابه الرسمي على موقع إنستجرام.
وفسر البعض ذلك بأن شيرين وحسام ربما لديهما بعض الخوف من الحسد، فاتفقا على الاستعانة بالآيات القرآنية.
وبحسب مصادر قريبة من النجمين حسام حبيب، وشيرين عبد الوهاب، فإنهما من المقرر أن يحتفلا بعقد قرانهما اليوم السبت بأحد المطاعم الشهيرة بمصر الجديدة، بعيدًا عن أعين الصحافة والإعلام.

الخميس، 5 أبريل 2018

الخرطوم تستقبل سودانيات عائدات من صفوف (داعش) ليبيا








.....................................
وصل الي العاصمة السودانية الخرطوم مساء الاربعاء (10) أفراد من المستعادين من صفوف (داعش) بواسطة جهاز الامن والمخابرات السوداني ، بينهم (7) نساء و (3) أطفال.
وفي تصريح صحفي بمطار الخرطوم ، عقب وصول العائدين من صفوف (داعش) ، قال مدير ادارة مكافحة الارهاب التابعة للامن السوداني ، العميد أمن التجاني ابراهيم ، ان المستعادين سيخضون لعمليات معالجة فكرية ونفسية لمعرفة الاسباب التي دعتهم للتطرف ، عبر الحوار الفكري المباشر لدحض الافكار التي دعتهم للتطرف ، وأضاف “بعد ذلك سيتم تأهيلهم ودمجهم في المجتمع بالتعاون مع مجلس التحصين الفكري الذي ترعاه رئاسة جمهورية السودان”.
واشار التجاني الي ان عمليات الاستعادة تمت بناء علي توجيهات رئاسة جمهورية السودان والسفارة السودانية بليبيا والجالية السودانية بمصراته ، ومعاونة عدد من الاجهزة الصديقة ، وزاد “سيعود المستعادين لاهلهم وسيسهمون في مسيرة السلام والتنمية في السودان”.
من جانبه شكر رئيس الجالية السودانية بمصراتة الليبية معتز ميرغني ، جهود الرئاسة السودانية وجهاز الامن السوداني المتواصلة لاستعادة ابناء السودان من صفوف (داعش) ، كما شكر حكومة الوفاق الليبية علي تعاونها في تسهيل عودة العائدين ، مؤكداً خلو السجون الليبية من السودانيات.
واعرب معتز عن امله ان ينصهر المستعادين في المجتمع ، ويتم استقبالهم بشكل جيد.
وتحدث انابة عن العائدين منار عبدالسلام عيدورس شاكرة جهود الحكومة السودانية وجهاز الامن السوداني والحكومة الليبية والجالية السودانية بمصراته وكل الجهات التي سهلت عودتهم الي حضن الوطن.
وانابة عن اسر العائدات تحدث والد التوأم الاستاذ عبدالسلام عيدورس مشيداً بمجهودات جهاز الامن السوداني وحرصه ومتابعته المستمرة من اجل عودة ابناء السودان من صفوف داعش ، كما شكر الرئاسة السودانية والجالية السودانية بمصراته والحكومة الليبية لما بذلته من جهود ساعدت في العودة.
جدير بالذكر ان العائدين هم (التوأم منار وابرار عبدالسلام عيدروس – حاجة حسن ابو بكر صغيرون – نورة حسن ابو بكر صغيرون – نورة صابون محمد – حنان عبدالرحمن اسحاق – اصالة حسين عثمان – معاوية عبدالله يحي – سمية ادم محمد – عبدالله بدر الدين التجاني).

سراج النعيم يكتب : الشعر والشعوذة والدجل

.......................
جرت العادة أن يقول كل واحد منا للآخر : أن موضوعاً بعينه أو فكرة بعينها هي (مملكتي) التي لا ينازعني فيها أحد مهما كان يضم بين عناصر فكره وإبداعه عبقرية حقيقية كاملة، رفيعة المقام تحمل بين طياتها الإنسانية، وتسقط كل الحدود ولا تعترف بالمسافات هذا التركيب العجيب الذي يصعب على أصحاب المقدرات الإبداعية الضئيلة استيعابه برؤية ثاقبة، وقدرة على استشراف المستقبل، والإيمان بتجارب من سبقوك في صياغة النصوص الغنائية بكل تاريخها الفكري والثقافي الحافل بإحساس الزهو والفخار إذ ينتمي كل شاعر غير مشكوك في شاعريته إلى هذه المساحة الزمنية المضيئة اللامعة التي فكر فيها بعض المنسوبين إلى الشعراء بتأليف النصوص (الركيكة) وذلك في ظل تاريخ غنائي حافل بأجمل ما كتب في تاريخ الأغنية السودانية.. في حين أن هؤلاء.. أو أولئك يعمدون إلي كتابة كلمات أكثر من عادية.
من هذا المدخل أطرح أسئلتي علي بعض الشعراء لصالح ماضٍ لا يستطيع أحد أن يجزم أنه تفوق علي الحاضر من خلال إنتاج قصائد ممتازة وليست قصائد (ركيكة)، فأين هم من إسحق الحلنقي الذي لو لم يكتب سوى (لو وشوش صوت الريح في الباب.. يسبقنا الشوق قبل العينين)، وأين هم من صلاح أحمد إبراهيم الذي ألف أغنية (الطير المهاجر)، وأين هم من الشاعر الراحل عوض جبريل الذي جمل وجدان الشعب السوداني بدرر الأغاني كأغنية (سيبني في عز الجمر)، وأين هم من الأديب الأريب الراحل محجوب شريف بمواهبه المتعددة والتي عبر عنها بقلمه تعبيراً حاز على فكر المتلقي فكانت (مريم ومي) وأخريات، فأين هم من الشاعر المسرحي عمر الطيب الدوش الذي ألف نصاً غنائياً بتصوير وإحساس شاعري يكاد يكون نهاية النبوغ الذي تشكل في الأغنية التي حملت عنوان (الساقية)، وأين هم من الشاعر والصحافي فضل الله محمد الذي ألف أغنية (قلنا ما ممكن تسافر)، وأين.. وأين.. وأين.. أين هم مِن من يختلط عندهم الفكر الإبداعي الذاتي بالموضوعي، وتلمس بشفافية صدق الإحساس في المعنى والمبنى، وبالتالي يصبح الفرق واضحاً بين كاتب جعل من قلمه تعبيراً عن أهداف ومرامى صناعة مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالأغراض المتعلقة بالشهرة أو تقليد آخر بلا مقدرات، وكاتب جعل من قلمه تعبيراً عن اهتمامات ومصالح وآلام السواد الأعظم من هذا الأمة التي لا تجامل في العملية الإبداعية، ولو كان من يدعى الإبداع يمتلك مال قارون.
ويقيننا لقد أصبح البعض يتأمل الأفكار العملاقة والخلاقة، ويطرحها عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي دون أن يضعوا في فكرهم ببساطة شديدة واحدة من أهم الجوانب التي تجعلهم يصبحون خارقون، أو على الأحرى عبقريون من خلال الموهبة التي هي بلا شك موهبة من عند المولى عز وجل ولا تكتسب كما تكتسب الثقافة، لذلك قبل أن يتفوهوا بكلمة واحدة عبر شاشات القنوات الفضائية أو أثير الإذاعات أو يبثون أفكارهم عبر وسائط التقنية الحديثة، يجب أن يعرفوا أين موطئ قدمهم، وماهو وزنهم في خارطة الشعر.
بالمقابل هم مطالبين بالاعتذار لكل شعراء الأغنية من كبيرهم إلى صغيرهم علي الغثاء الذي يقدمونه ما بين الفينة والاخري، ومن ثم ننظر نحن في إن كانت القصيدة المنسوبة إلي هذا الشاعر، أو ذاك تتوافق مع الأعراف والتقاليد، وهل يجب أن تفرد مساحات لهذا الشاعر أو ذاك للانضمام لهذه القبيلة منتسباً أم لا؟ علماً بأن شروط العضوية في إتحاد الأغنية السودانية تتطلب ما لا يقل عن ستة أغنيات شرطاً أن لا تكون على شاكلة (ماشه بتكشكش) وغيرها من الأغاني، المفتقرة للخيال الشاعري، والإحساس العميق، والتصوير البليغ الذي يمكن أن يدرجها ضمن النصوص الغنائية المصاغة بواسطة عباقرة الأغنية السودانية.
الكثير من الناس على وجه هذه البسيطة لا قدرة لهم بمقاومة إغراءات الشعوذة والدجل والتمائم والتعاويذ والرقى حيث هي الدليل المؤدي إلى المسار الصحيح ، في اعتقادهم قد تكون أمور فردية ولا تنطبق على الجميع لكنها في النهاية تبقى مرجعاً للتفاؤل والتشاؤم وبعضهم يتخذها مصدراً للرزق ودرء الشر وإصابة العين وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر ومن شيخ لآخر وكل واحداً منهم له طريقته في جذب الناس إليه بالحجاب أو البخرة أو البخور أو شئ يستخدمه هؤلاء أو أولئك لطلب ما ، نتناول في تقديم هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا السوداني المحافظ على عاداته وتقاليده.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...