.......................
جرت العادة أن يقول كل واحد منا للآخر : أن موضوعاً بعينه أو فكرة بعينها هي (مملكتي) التي لا ينازعني فيها أحد مهما كان يضم بين عناصر فكره وإبداعه عبقرية حقيقية كاملة، رفيعة المقام تحمل بين طياتها الإنسانية، وتسقط كل الحدود ولا تعترف بالمسافات هذا التركيب العجيب الذي يصعب على أصحاب المقدرات الإبداعية الضئيلة استيعابه برؤية ثاقبة، وقدرة على استشراف المستقبل، والإيمان بتجارب من سبقوك في صياغة النصوص الغنائية بكل تاريخها الفكري والثقافي الحافل بإحساس الزهو والفخار إذ ينتمي كل شاعر غير مشكوك في شاعريته إلى هذه المساحة الزمنية المضيئة اللامعة التي فكر فيها بعض المنسوبين إلى الشعراء بتأليف النصوص (الركيكة) وذلك في ظل تاريخ غنائي حافل بأجمل ما كتب في تاريخ الأغنية السودانية.. في حين أن هؤلاء.. أو أولئك يعمدون إلي كتابة كلمات أكثر من عادية.
من هذا المدخل أطرح أسئلتي علي بعض الشعراء لصالح ماضٍ لا يستطيع أحد أن يجزم أنه تفوق علي الحاضر من خلال إنتاج قصائد ممتازة وليست قصائد (ركيكة)، فأين هم من إسحق الحلنقي الذي لو لم يكتب سوى (لو وشوش صوت الريح في الباب.. يسبقنا الشوق قبل العينين)، وأين هم من صلاح أحمد إبراهيم الذي ألف أغنية (الطير المهاجر)، وأين هم من الشاعر الراحل عوض جبريل الذي جمل وجدان الشعب السوداني بدرر الأغاني كأغنية (سيبني في عز الجمر)، وأين هم من الأديب الأريب الراحل محجوب شريف بمواهبه المتعددة والتي عبر عنها بقلمه تعبيراً حاز على فكر المتلقي فكانت (مريم ومي) وأخريات، فأين هم من الشاعر المسرحي عمر الطيب الدوش الذي ألف نصاً غنائياً بتصوير وإحساس شاعري يكاد يكون نهاية النبوغ الذي تشكل في الأغنية التي حملت عنوان (الساقية)، وأين هم من الشاعر والصحافي فضل الله محمد الذي ألف أغنية (قلنا ما ممكن تسافر)، وأين.. وأين.. وأين.. أين هم مِن من يختلط عندهم الفكر الإبداعي الذاتي بالموضوعي، وتلمس بشفافية صدق الإحساس في المعنى والمبنى، وبالتالي يصبح الفرق واضحاً بين كاتب جعل من قلمه تعبيراً عن أهداف ومرامى صناعة مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالأغراض المتعلقة بالشهرة أو تقليد آخر بلا مقدرات، وكاتب جعل من قلمه تعبيراً عن اهتمامات ومصالح وآلام السواد الأعظم من هذا الأمة التي لا تجامل في العملية الإبداعية، ولو كان من يدعى الإبداع يمتلك مال قارون.
ويقيننا لقد أصبح البعض يتأمل الأفكار العملاقة والخلاقة، ويطرحها عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي دون أن يضعوا في فكرهم ببساطة شديدة واحدة من أهم الجوانب التي تجعلهم يصبحون خارقون، أو على الأحرى عبقريون من خلال الموهبة التي هي بلا شك موهبة من عند المولى عز وجل ولا تكتسب كما تكتسب الثقافة، لذلك قبل أن يتفوهوا بكلمة واحدة عبر شاشات القنوات الفضائية أو أثير الإذاعات أو يبثون أفكارهم عبر وسائط التقنية الحديثة، يجب أن يعرفوا أين موطئ قدمهم، وماهو وزنهم في خارطة الشعر.
بالمقابل هم مطالبين بالاعتذار لكل شعراء الأغنية من كبيرهم إلى صغيرهم علي الغثاء الذي يقدمونه ما بين الفينة والاخري، ومن ثم ننظر نحن في إن كانت القصيدة المنسوبة إلي هذا الشاعر، أو ذاك تتوافق مع الأعراف والتقاليد، وهل يجب أن تفرد مساحات لهذا الشاعر أو ذاك للانضمام لهذه القبيلة منتسباً أم لا؟ علماً بأن شروط العضوية في إتحاد الأغنية السودانية تتطلب ما لا يقل عن ستة أغنيات شرطاً أن لا تكون على شاكلة (ماشه بتكشكش) وغيرها من الأغاني، المفتقرة للخيال الشاعري، والإحساس العميق، والتصوير البليغ الذي يمكن أن يدرجها ضمن النصوص الغنائية المصاغة بواسطة عباقرة الأغنية السودانية.
الكثير من الناس على وجه هذه البسيطة لا قدرة لهم بمقاومة إغراءات الشعوذة والدجل والتمائم والتعاويذ والرقى حيث هي الدليل المؤدي إلى المسار الصحيح ، في اعتقادهم قد تكون أمور فردية ولا تنطبق على الجميع لكنها في النهاية تبقى مرجعاً للتفاؤل والتشاؤم وبعضهم يتخذها مصدراً للرزق ودرء الشر وإصابة العين وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر ومن شيخ لآخر وكل واحداً منهم له طريقته في جذب الناس إليه بالحجاب أو البخرة أو البخور أو شئ يستخدمه هؤلاء أو أولئك لطلب ما ، نتناول في تقديم هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا السوداني المحافظ على عاداته وتقاليده.
جرت العادة أن يقول كل واحد منا للآخر : أن موضوعاً بعينه أو فكرة بعينها هي (مملكتي) التي لا ينازعني فيها أحد مهما كان يضم بين عناصر فكره وإبداعه عبقرية حقيقية كاملة، رفيعة المقام تحمل بين طياتها الإنسانية، وتسقط كل الحدود ولا تعترف بالمسافات هذا التركيب العجيب الذي يصعب على أصحاب المقدرات الإبداعية الضئيلة استيعابه برؤية ثاقبة، وقدرة على استشراف المستقبل، والإيمان بتجارب من سبقوك في صياغة النصوص الغنائية بكل تاريخها الفكري والثقافي الحافل بإحساس الزهو والفخار إذ ينتمي كل شاعر غير مشكوك في شاعريته إلى هذه المساحة الزمنية المضيئة اللامعة التي فكر فيها بعض المنسوبين إلى الشعراء بتأليف النصوص (الركيكة) وذلك في ظل تاريخ غنائي حافل بأجمل ما كتب في تاريخ الأغنية السودانية.. في حين أن هؤلاء.. أو أولئك يعمدون إلي كتابة كلمات أكثر من عادية.
من هذا المدخل أطرح أسئلتي علي بعض الشعراء لصالح ماضٍ لا يستطيع أحد أن يجزم أنه تفوق علي الحاضر من خلال إنتاج قصائد ممتازة وليست قصائد (ركيكة)، فأين هم من إسحق الحلنقي الذي لو لم يكتب سوى (لو وشوش صوت الريح في الباب.. يسبقنا الشوق قبل العينين)، وأين هم من صلاح أحمد إبراهيم الذي ألف أغنية (الطير المهاجر)، وأين هم من الشاعر الراحل عوض جبريل الذي جمل وجدان الشعب السوداني بدرر الأغاني كأغنية (سيبني في عز الجمر)، وأين هم من الأديب الأريب الراحل محجوب شريف بمواهبه المتعددة والتي عبر عنها بقلمه تعبيراً حاز على فكر المتلقي فكانت (مريم ومي) وأخريات، فأين هم من الشاعر المسرحي عمر الطيب الدوش الذي ألف نصاً غنائياً بتصوير وإحساس شاعري يكاد يكون نهاية النبوغ الذي تشكل في الأغنية التي حملت عنوان (الساقية)، وأين هم من الشاعر والصحافي فضل الله محمد الذي ألف أغنية (قلنا ما ممكن تسافر)، وأين.. وأين.. وأين.. أين هم مِن من يختلط عندهم الفكر الإبداعي الذاتي بالموضوعي، وتلمس بشفافية صدق الإحساس في المعنى والمبنى، وبالتالي يصبح الفرق واضحاً بين كاتب جعل من قلمه تعبيراً عن أهداف ومرامى صناعة مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالأغراض المتعلقة بالشهرة أو تقليد آخر بلا مقدرات، وكاتب جعل من قلمه تعبيراً عن اهتمامات ومصالح وآلام السواد الأعظم من هذا الأمة التي لا تجامل في العملية الإبداعية، ولو كان من يدعى الإبداع يمتلك مال قارون.
ويقيننا لقد أصبح البعض يتأمل الأفكار العملاقة والخلاقة، ويطرحها عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي دون أن يضعوا في فكرهم ببساطة شديدة واحدة من أهم الجوانب التي تجعلهم يصبحون خارقون، أو على الأحرى عبقريون من خلال الموهبة التي هي بلا شك موهبة من عند المولى عز وجل ولا تكتسب كما تكتسب الثقافة، لذلك قبل أن يتفوهوا بكلمة واحدة عبر شاشات القنوات الفضائية أو أثير الإذاعات أو يبثون أفكارهم عبر وسائط التقنية الحديثة، يجب أن يعرفوا أين موطئ قدمهم، وماهو وزنهم في خارطة الشعر.
بالمقابل هم مطالبين بالاعتذار لكل شعراء الأغنية من كبيرهم إلى صغيرهم علي الغثاء الذي يقدمونه ما بين الفينة والاخري، ومن ثم ننظر نحن في إن كانت القصيدة المنسوبة إلي هذا الشاعر، أو ذاك تتوافق مع الأعراف والتقاليد، وهل يجب أن تفرد مساحات لهذا الشاعر أو ذاك للانضمام لهذه القبيلة منتسباً أم لا؟ علماً بأن شروط العضوية في إتحاد الأغنية السودانية تتطلب ما لا يقل عن ستة أغنيات شرطاً أن لا تكون على شاكلة (ماشه بتكشكش) وغيرها من الأغاني، المفتقرة للخيال الشاعري، والإحساس العميق، والتصوير البليغ الذي يمكن أن يدرجها ضمن النصوص الغنائية المصاغة بواسطة عباقرة الأغنية السودانية.
الكثير من الناس على وجه هذه البسيطة لا قدرة لهم بمقاومة إغراءات الشعوذة والدجل والتمائم والتعاويذ والرقى حيث هي الدليل المؤدي إلى المسار الصحيح ، في اعتقادهم قد تكون أمور فردية ولا تنطبق على الجميع لكنها في النهاية تبقى مرجعاً للتفاؤل والتشاؤم وبعضهم يتخذها مصدراً للرزق ودرء الشر وإصابة العين وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر ومن شيخ لآخر وكل واحداً منهم له طريقته في جذب الناس إليه بالحجاب أو البخرة أو البخور أو شئ يستخدمه هؤلاء أو أولئك لطلب ما ، نتناول في تقديم هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا السوداني المحافظ على عاداته وتقاليده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق