السبت، 10 فبراير 2018

المحكمة العليا تلغى قرار براءة طلال السادسة وفهيمة عبدالله وآخرين



على خلفية براءتهم من سرقة (ودالبحر)



المحكمة العليا تلغى قرار براءة طلال السادسة وفهيمة عبدالله وآخرين
أمرت المحكمة القومية العليا (الدائرة الجنائية) بإلغاء حكم محكمة الملكية الفكرية من الدرجة الأولى بالخرطوم، والقاضى ببراءة المتهمين طلال الطاهر (طلال السادسة) وآخرين من التهمة المنسوبة لهم بموجب المادة (٦٤) من قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة والمصنفات الأدبية والفنية لسنة ٢٠١٣م، كما أمرت بإعادة الأوراق لمحكمة الموضوع للعمل وفق المذكرة التى أشارت إلى أن الشاكى لم يقبل بحكم محكمة الموضوع، فتقدم مستأنفا لدى محكمة استئناف الخرطوم، وبموجبه صدر قرارها القاضى بتأييد قضاء محكمة محكمة الموضوع، وشطب الاستئناف، وذلك بتاريخ ٥/٦/٢٠١٦م، ولم يقبل الشاكى حكم محكمة الاستئناف وتقدم أمامنا بالطعن قيد النظر الذى أودع مذكرته بتاريخ ١٦/٥/٢٠١٧م، والإفادة إعلانه بالحكم المطعون فيه، وبتاريخ ١٥/٥/٢٠١٧م.
وأضافت : مبدئيا ولمراعاة القيد الزمنى قررنا قبوله، جاء بأسباب الطعن، أن المحكمة اكتفت بالمستندات دون إحضار الشهود، إن شهود المتهمين لم يشهدوا بوقائع لصالح المتهمين، وإن شهادة الشاهد الأول غير مقنعة قانوناً، وطالب بإلغاء الحكم المطعون فيه.
وأردفت : وبإطلاعى على يومية التحرى، ومحضر المحاكمة والحكم المطعون فيه وأسبابه، نرى أن الشاكى تقدم ببلاغ جنائى ضد المتهمين بتاريخ ٦/١١/٢٠١٤م بإدعاء مخالفة المتهمين لنص المادة (٦٤) من قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة ٢٠١٣م، وتم فتح البلاغ بأمر النيابة، وبعد التحرى تمت إحالة البلاغ للمحكمة، وبعد سماع قضيتى الاتهام والدفاع كان حكم البراءة المطعون فيه أمامنا، ونرى أن الشاكى تقدم بمستندات إتهام، وهى عبارة عن شهادات تسجيل مصنف لدواوين شعر بأسمه بتاريخ ٢٩/١/٢٠١٤م، وتحمل عناوين (لمسات على قطرات الندى)، وبتاريخ ٢٤/٦/٢٠١٣م (أب أحمد ودالبحر قناص الشمعة)، وبتاريخ ١٥/١٢/٢٠١٤م (سراديب بين أغصان البادية)، ويتهم الشاكى المتهمين بالتعدى على حقوقه الأدبية كمؤلف للقصائد التى قام المتهمين بالتغنى بها، وإدعاء أنهم مؤلفيها، ومن ثم قاموا بتسجيلها لعدد من القنوات الفضائية أشار إليها الشاكى تحديداً، حيث أنه وفى مثل هذه القضايا لا يتأتى الفصل فى الحق، إلا بسماع ممثل المصنفات الأدبية والفنية كمختص فى شأن الشعر مع خبير فنى أخر من رجالات الفن والأدب ليدليا بإفادتهما فيما تم قيده بموجب إفادات المصنفات الأدبية والفنية بموجب مستندات الإتهام خاصته، وأنها أوراق رسمية مستخرجة من جهة حكومية، وبدون سماع أهل الخبرة وذوى شأن لا يمكننا أن نقرر بتوافر أو عدم توافر البراءة، ووقائع هذه الدعوى، وعليه أرى إلغاء الحكم المطعون فيه، وإعادة الأوراق لمحكمة الموضوع للعمل وفق المذكرة.
وكانت المحكمة المختصة قد براءة المطرب طلال السادسة وﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﻓﻬﻴﻤﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ الاتهام المنسوب لهم من الشاعر ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﻮﻝ أﻏﻨﻴﺔ ‏(ﺑﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ) و(قيامة وقايمة نار حمرا) ﻭﻭﺟﺪتا ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً على نطاق واسع، ثم فتح الشاكى بلاغاً جنائياً فى مواجهة المشكو ضدهم على أساس أنه ألف الأغنيتين، وأن حقوقه المنصوص عليها وفق القانون، ووجه لهم اتهاماً بالتعدى عليها.

الخميس، 8 فبراير 2018

السودان: ﻣﻌﺘﻤﺪ ﺑﺤﺮﻱ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻟﺒﺎﺋﻊ شاي ﻭﻳﻌﻴﺪ ﻟﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﺗﺤﺼﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ




ﺍﻋﺎﺩ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺭﻛﻦ / ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﺩﺭﻳﺲ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺤﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻊ ﺸﺎﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻪ ” ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ / ﺳﻨﻮﺳﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻠﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺤﺮﻱ ﻏﺮﻣﺖ ﺑﺎﺋﻊ ﺷﺎﻱ ﻣﺘﺠﻮﻝ ﺍﻟﻔﻲ ﺟﻨﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ لﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﺚ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺮﻓﻘﺎً ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺴﺘﻨﺪ ﻣﺎﻟﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻧﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﻲ ﺟﻨﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .
ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻋﺎﺩ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ . ﻭأوﺿﺢ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ﺍﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺤﺮﻱ ﻭﺍﻥ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻪ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﺗﺎﺣﺔ ﺳﺒﻞ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺤﺮﻱ.
ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻐﺮﻳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺤﺮﻱ ﺳﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺒﺔ
ﻣﻮﺿﺤﺎً ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺳﻠﻮﻙ ﺷﺨﺼﻲ ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻜﺮﺍﺭﻩ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﻭﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻖ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﻢ .
الخرطوم بحري
6/2/2018 ﻡ

الأربعاء، 7 فبراير 2018

القصة المؤثرة لوفاة المعلم (حمد) فى ظروف غامضة بالسوق الشعبى (2)



الدكتور برير يضع تفاصيل جديدة حول تشريح الجثمان بمشرحة امدرمان 
........................
الخرطوم : سراج النعيم
.........................



واصل الدكتور برير الشقيق الأصغر للمتوفي (حمد) عوض الكريم حمد سرد القصة المؤثرة لوفاته فى ظروف غامضة، مقدماً قرار المستشار صلاح الدين عبدالله محمد، المدعى العام فى الدعوى الجنائية رقم 2016م/971، تحت المادة (130) من القانون الجنائى، الشاكى فيها عوض الكريم حمد.
وقال : تقدم الأستاذ صديق على كدودة المحامي نيابة عن موكله ورثة المرحوم حمد عوض الكريم حمد بطلب فحص ضد قرار رئيس النيابة العامة للنيابات المتخصصة المؤيد لقرار وكيل النيابة الأعلى بإحالة البلاغ لنيابة المرور، وشطب الدعوى تحت المادة (130) من القانون الجنائى لسنة 1991م.
وأضاف : تتلخص الوقائع فى اتخاذ إجراءات تحت المادة (51) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م بناء على بلاغ المدعو فواز صلاح فضل للشرطة بتاريخ 21/12/2014م بأن هناك جثة لرجل مجهول الهوية على طرف الشارع شاهدها عند مروره بـ(الركشة)، وعليه تم اتخاذ الإجراءات المطلوبة بواسطة الشرطة، وبموجب قرار وكيل النيابة المختص تم إرسال الجثة للمشرحة للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة، وجاءت الإفادة ممهورة بتوقيع الطبيب الشرعى جمال يوسف مؤكداً أن أسباب الوفاة حادث مرورى، كما أنه أفاد عند أخذ إفادته بتاريخ 19/5/2015م بأن الحادث بسبب الاصطدام بعربة، وتم التعرف على هوية المرحوم، وتم تسليم الجثمان لذويه لدفنه.
وأردف : فيما بعد تقدمنا نحن أشقاء المتوفى (حمد) بطلب لـ(نبش) الجثمان لشكنا فى سبب وفاته خاصة وأن الطبيب الشرعى لم يقم بتشريح الجثة، وأكتفى بالمعاينة الخارجية الظاهرية للجثمان بناءً على طلب المدعو (....)، والذى هو أحد أصدقاء أسرة المرحوم، مدعياً أن هذه هى رغبتهم، وصدر أمر النيابة للجهات المختصة لـ(نبش) الجثمان، وتم ذلك بواسطة البروفيسور عقيل سوار الدهب خبير الطب الشرعى، وجاء تقريره منافياً تماماً لتقرير الطبيب جمال يوسف مدير مشرحة امدرمان، وبناءً على ذلك تم تعديل الإجراءات من المادة (51) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م إلى المادة (130) من القانون الجنائى لسنة 1991م، الشاكى فيها والد المرحوم (حمد)، كما تم أخذ إفادة المدعو (....) مؤكداً أنه وقبل ستة أشهر شاهد المرحوم يسير أمامه فى الشارع بالسوق الشعبى امدرمان، وفجأة صدمته عربة على ظهره ووقع باليمين على الأرض، وأتضح له أن العربة يقودها ابن أخيه المدعو (....) ومعه (....) وشخصين آخرين، فطلب منه الوقوف لإسعاف المتوفى (حمد)، إلا أنه رفض وأنزل الشخصين، وطلب منه الركوب وأفاده بأنه إذا وقف سيتم القبض عليه، كما أفاده بتسليمه مبلغ (50) ألف جنيه فى حالة التستر عليه، وأنه قام باخبار والده بذلك فأنكر الواقعة، وبناءً على ذلك تم القبض على (....) و(....) و(....)، وتم إطلاق سراحهم جميعاً بالضمانة العادية، كما تم الأمر بفتح بلاغ تحت المادة (104) من القانون الجنائي لسنة 1991م فى مواجهة (....) حيث ثبت أن العربة التى أدعى أنها صدمت المرحوم لم تكن مملوكة للمقبوض عليهم فى ذلك التاريخ، ثم رفعت أوراق هذا الدعوى أمام رئيس النيابة المتخصصة لنيابة التحقيق الجنائى بموجب طلب استئناف ضد قرار وكيل النيابة الأعلى لنيابة التحقيق الجنائى القاضى بشطب الدعوى تحت المادة 130 من القانون الجنائى لسنة 1991م ومع إحالة الأوراق لنيابة المرور، وأيد رئيس النيابة العامة قرار وكيل النيابة الأعلى، وأمر بوضع الأوراق أمام المدعى العام للموافقة على قراره بالإحالة، وذلك بتاريخ 8/6/2016م.
واسترسل : جاء رد المدعى العام على النحو التالى : (بالإطلاع على يومية التحري، وما أرفق بها من مستندات، وعلى القرار المطعون فيه، والطلب المقدم بأسبابه يتضح أن الطبيب المختص جمال يوسف لم يقم بتشريح الجثمان حسب أمر النيابة، إنما قام بالمعاينة الظاهرية للجثمان فقط دون أى تشريح داخلى ورغم ذلك جاء تقريره منافياً للواقع حيث أفاد فيه (بوجود تهتك للطوحال، ونزيف في القفص الصدري)، وعند أخذ إفادته داخل اليومية بناءً على أمر النيابة لسؤاله عن عدم إجرائه للتشريح الداخلى أفاد على انه بتاريخ 5/1/2015م بأنه (ومن خلال التشريح أجد أن سبب الوفاة نتيجة لإصابة عربة أى حادث مرورى، وبالنسبة لعدم تشريح الأعضاء الداخلية كان لوجود كسور كاملة لعظام القفص الصدرى وتهتكات الأعضاء الداخلية، وهى أعراض ظاهرة لحادث حركة، وكل الإصابات توضح بأنه حادث حركة، لذلك فإن فتح الجثمان والأعضاء الداخلية لا يغير أى شىء) وفى ذلك مخالفة لأمر وكيل النيابة بالتشريح.
ومضى : تمت إحالة أوراق الإجراءات لنيابة التحقيق الجنائي حسب الإفادة بيومية التحرى بأن ذلك بناء على قرار المدعى العام حيث تم أخذ إفادة أشقاء المرحوم وأسرته وزوجته وأبنائه وبعض الأشخاص الذين طالب أشقائه أخذ إفاداتهم، كما تم التحرى فى سير حركته فى يوم الوفاة، وأخذ إفادة زملائه بمدرسة (القبس) التى يعمل فيها معلم (رياضيات)، وبعض ذوى طلبته فى الدروس الخصوصية.
وأشار إلى أنه تم استجواب الطبيب الشرعى جمال يوسف بتاريخ 15/5/2015م، وأفاد بأنه بالكشف الظاهري يوجد كسر في (الترقوة) اليسرى، وكسور فى اضلاع القفص الصدرى، وكسور فى مفصل الركبة اليمنى و(سحجات) فى الأطراف السفلية من الخارج والداخل، وأفاد بأن هذه الكسور المتعددة هى نتيجة للإصطدام بسيارة، وأن الإصابة إن كانت لجسم (صلب) أو بـ(الضرب) سوف تظهر (كدمات)، وفى هذا الجثمان لا توجد أى (كدمات) تدل على الإصابة بجسم (صلب)، وبالأخص فى الرجل اليمنى، كما أفاد بأنه (لم يذكر التقرير أنه يوجد آثار لستك عربة، وذلك لحضور قرايب المرحوم)، وأفاد في ملخص إفادته (بأنه ظهر في رجل المتوفى اليمنى آثار لستك عربة فى القدم الأيمن من الأمام، والكسر فى نهاية القدم اليمنى على العضل تلخيص الكلام أنه حادث مرورى)، وبناءً على توصية ضابط الجنايات بإحالة البلاغ لنيابة المرور للإختصاص صدر قرار وكيل النيابة بالموافقة على الإحالة مسبباً ذلك بقرار الطبيب الشرعى المختص بأن سبب الوفاة هو حادث مرورى، وأن عدم تشريحه الداخلى نتج من قناعات الطبيب بسبب الوفاة لخبرته وعلمه وبموجب ذلك رفض طلب أولياء الدم (نبش) الجثمان، وبموجب ذلك قرار وكيل النيابة الأعلى أخذ إفادة الشهود الذين غسلوا الجثمان، وبعد تأكيدهم بعدم التشريح وإقرار الطبيب الشرعى بذلك تمت الموافقة على (نبش) الجثمان، وجاءت الإفادة مفندة تماماً للتقرير الأول حيث جاءت التفاصيل التى أوردها الدكتور عقيل سوار الدهب خبير التشريح فى تقريره بعد (نبش) الجثمان، وتقرير تحليله لمسرح الحادث تأكد أن الوفاة حدثت نتيجة لفعل جنائى، وليس بسبب حادث مرورى كما جاء بتقرير الطبيب الشرعى جمال يوسف.
وعرج إلى قرار المدعى العام الذى جاء فيه أنه يعيب على ما جاء بحيثيات قرار وكيل النيابة الأعلى بتاريخ 9/5/2016م (أن تقرير نبش الجثمان لم يضف شىء، وأن الاجراء حسب تقديره لا جدوى منه)، وهى حيثيات مخالفة تماماً حسب ما ورد بتقرير (النبش) المرفق، كما يعيب ما ورد بحيثيات قرار رئيس النيابة العامة المؤيد لقرار وكيل النيابة الأعلى، والتى جاء فيها (تقرير د. عقيل الذى أشار إلى وجود آثار لستك على الرجل اليمنى للمرحوم)، وهذا غير صحيح لان هذه الإفادة تخالف ما جاء بالتقرير المشار إليه حيث أن ما ورد بتقرير د. عقيل هو (الأطراف السفلى بها سجحات متفرقة فى الساقين وخاصة الساق اليمنى، وهى سجحات سطحية، وإذا كان هناك آثار إطارات سيارة لحدثت كسور فى الأماكن التى توجد بها السجحات)، كما جاء بقرار رئيس النيابة العامة بأن قرار التشريح أفاد بأن سبب الوفاة (الكسور المتعددة والنزيف الدموى، كما تلاحظ وجود أثار لستك عربة على ساق المرحوم اليمنى)، هذه الإضافة لم يجدها بالتقرير المشار إليه، عليه ولما تقدم قرر إلغاء قرار شطب الإتهام تحت المادة (130) من القانون الجنائى لسنة 1991م، إلغاء قرار إحالة الدعوى لنيابة المرور، إحالة الدعوى من نيابة التحقيق الجنائي إلى إحدى نيابات الخرطوم لمواصلة التحري بموجب المادة (130) من القانون الجنائي لسنة 1991م بمعاونة المباحث المركزية، وأخذ إفادة كل من يشتبه فيه الشاكين، رفع تقرير للإدارة التى يتبع لها الطبيب الشرعى جمال يوسف بما قام به من مخالفات، إخطار الأطراف بالقرار.

طلاب يعتدون على نجل (الحوت) ضرباً بسبب التحرش بتوأمه (حنين)







...........................
مامون عبدالعزيز يكشف تفاصيل مثيرة حول واقعة الاعتداء على ابن شقيقه
.........................
التوأم (حاتم) و(حنين) فى حوار جرىء عن الأسطورة محمود عبدالعزيز
........................
وقف عندها : سراج النعيم
.........................
تعرض (حاتم) نجل الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز للاعتداء من مجموعة من الشباب قاموا بضربه على رأسه الى ان أغمي عليه ومن ثم تم اسعافه إلى المستشفى على جناح السرعة، وأشار تقرير الطبيب الذى اوقع الكشف على حاتم محمود بأنه تعرض لرضوخ فى الرأس والجمجمة من الجهة اليمنى بأعلى عينه اليمنى، بالإضافة إلى جروح سطحية فى كل من أعلى عينه اليمنى، إلى جانب خده الأيمن، وتم عمل اشعة مقطعية للرأس وصور للظهر، وفى انتظار تقرير الطبيب المختص فيما يتعلق بالصورة المقطعية، والحالة مستقرة حتى الآن ما لم تحدث له مضاعفات.
وقال مامون عبدالعزيز الشقيق الأصغر للفنان الاسطورة محمود والد المعتدى عليه (حاتم) : حزنت غاية الحزن للاعتداء الغاشم الذى تعرض له حاتم نجل شقيقى محمود عبدالعزيز بواسطة مجموعة من الطلاب الذين اعتدوا عليه ضرباً لدرجة أنه سقط على الأرض التى اصطدم فيها بـ(صبة) من جهة الرأس فأغمى عليه، وعندما فاق من الإغماءة وجد حوالى (6) من الطلاب يلتفون حوله ويوسعونه ضرباً، المهم أن هنالك رجلاً كان يقف فى البلكونة الخاصة بشقته فشاهد المنظر كاملاً، الأمر الذى استدعاه إلى النزول علي جناح السرعة وإنقاذ (حاتم) من المجموعة، ومن ثم أخذه إلى قسم شرطة حماية الأسرة والطفل، وتم فتح بلاغ تحت المادة (142) إجراءات، وذلك بموجب أورنيك (8)، وعلى خلفية ذلك تم التحرى مع ثلاثة من الطلاب المتهمين، وتبقى ثلاثة آخرين.
وأضاف : وتشير الوقائع إلى أنه وفى تخريج (حاتم) و(حنين) قامت إحدى الدارسات بالإساءة للفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز، ما قاد ابنته (حنين) للرد عليها، الأمر الذى لم يعجب طالباً من الطلاب لا يدرس فى المدرسة التى بها التخريج، فحاول التحرش بـ(حنين) التى استنجدت بتوأمها (حاتم) الذى جاء مسرعاً نحوها، واشتبك مع الطالب المعنى، وتدخل الحضور وأنتهى الأمر على ذلك النحو، إلا أنه وفيما بعد خطط لضرب حاتم محمود عبدالعزيز مع مجموعته المشار لها فى سياق هذه القصة الغريبة، وكان أن انتظروه فى طريقه إلى مدرسته، وضربوه ضرباً مبرحاً لدرجة أنهم سببوا له حراجاً فى الرأس.
فيما واصلت (الدار) كشف أدق الأسرار حول حياة الفنان الراحل محمود عبد العزيز على المستويين الخاص والعام حيث أكد شقيقه (مامون) من خلال سلسلة حواراتى مع (الحوت) أن البعض يروي عنه قصصاً من نسج الخيال واصفاً ذلك بقوله : (يبدو أن خيالهم خصب جداً حبكوا من خلاله الروايات البعيدة كل البعد عن الحقيقة بلا حياء أو خجل)، ولكنهم مع هذا وذاك نسوا شيئاً في غاية الأهمية إلا وهو أن كل الحقب التي مرت عليه كانت مليئة بالشهود الذين عاصروها، وبالتالي لم يحالف الحظ هؤلاء أو أولئك نسبة إلى أن الذين عاصروه مازالوا على قيد الحياة، لذلك أية معلومة مغلوطة فى التوثيق للراحل ستجد من يتصدى لها، ويكشف زيفها وزيف من يمارسونها، وهم كثر ويرمون إلي أن يحظوا بمكاسب شخصية، وذلك باستغلال الظروف التى صاحبت رحيله، وما لم يضعوه في حساباتهم هو أنه كان إنساناً دقيقاً ومرتباً جداً فى كل ما يتصل بحياته الخاصة والعامة، وعليه لم يترك مساحة لكى تكتنف حياته الغموض.
بينما روي لى توأمه (حاتم) (حنين) أدق الأسرار بينهما ووالدهما (الحوت) قبل وبعد إجراء العملية الجراحية له بمستشفى (رويال كير) بالخرطوم حيث أنهما قالا : كان رافضاً  دخول غرفة العملية الجراحية، إلا بعد أن نصل نحن توأمه، وفي هذا الإطار تلقينا إتصالاً هاتفياً قال من خلاله محدثنا من الطرف الأخر : (أن والدنا قبل دخوله للعملية الجراحية سأل أين حاتم وحنين، وعندما علم بعدم وجودنا رفض رفضاً باتاً أن يدخل غرفة العملية الجراحية، إلا في حال شاهدنا؟ فقلنا له نحن فى الطريق إليكم فقال لنا هذا هو محمود فتحدثنا إليه فقال لنا بالحرف الواحد : (لن أدع أطباء التخدير يخدرونني إلا بعد أن تصلا)، فما كان من خالنا إلا ويصطحبنا على جناح السرعة إلى مستشفى رويال كير بالخرطوم، ما يشير بشكل واضح إلى العلاقة الأبوية التي كانت تربطنا بوالدنا على مدى السنوات الماضية، وكان أن شاهدنا وقبلنا واحتضننا إلى صدره، ومن ثم دلف إلى غرفة العملية الجراحية.
وماذا بعد خروجه من العملية الجراحية، ومن ثم تحويله إلى غرفة العناية المكثفة؟ قالا : رغماً عن أن المقابلة فى غرفة العناية المكثفة ممنوعة بأمر الأطباء إلا أنه أصر إصراراً شديداً على الالتقاء بنا، ولم يطلب سوانا فى تلك الأثناء، ويشهد على ذلك عمنا مامون عبدالعزيز الذي رافقناه إليه فى الغرفة، ومن هنا تتضح العلاقة العميقة جداً التى كانت تربطنا به، فهو عليه الرحمة كان يطوقنا بعاطفة أبوية جياشة.
من المعروف أن والدكما الفنان الراحل كان إنساناً خجولاً جداً فما الذى تعرفانه عنه في هذا الجانب؟ قالا : نتفق معك عم (سراج النعيم)، فإن صفة الخجل ملازمة له، ولم يكن يعمد إلى أن يجرح أى إنسان على وجه هذه البسيطة بكلمة حتى لو لم تكن تربطه به صلة، فأنت إذا رأيته يختلف مع أى شخص كان لا يطول هذا الخلاف إلا وتجده يتجاذب معه أطراف الحديث، وكأن شيئاً لم يحدث من قبل، وكان لا يميل إلى أن يعرف العامة بعض الخصوصيات التى يعتقد أنه قادراً على جعلها فى نطاقها الضيق، وبالتالى كان كتوماً فى كل ما يواجهه فى الحياة.
في مرة طلب مني الحضور إليه بمنزلهم بالمزاد ببحري فوجدته في حالة من التوتر والقلق الظاهر وكان في تلك اللحظة يمسك في يده بالهاتف الجوال على غير عادته فسألته ماذا بك؟ فقال: جدت توأمي (حاتم) و(حنين) تجرى لها عملية جراحية بالقاهرة، وهذه السيدة عزيزة على نفسى وأحبها بقدر ما تحبنى، لذلك لن يهدأ لى بال إلا بعد الاطمئنان على نجاح  العملية  الجراحية؟ قالا : نعم كانت جدتنا آنذاك تجرى لها عملية جراحية بالقاهرة، وكان والدنا يتابع معها أخر التطورات من الخرطوم لحظة بلحظة، فهى كان لديها معزة خاصة جداً له، وفوق ذلك هى نفسها قد حزنت عليه حزناً لا يمكننا أن نصفه لك بالكلمات، وهى كانت تحترمه احتراماً شديداً لأنه لم يخط يوماً واحداً فى حقها أو هى تتذكر له شيئاً (سيئاً).
هل كان والدكما الفنان الراحل على عداءات مع أى شخص كان .؟  قالا:  لم يكن يعرف العداء فى قاموس حياته حتى ولو صادف و(زعل) من شخص ما ينسى ذلك الزعل بمجرد مضى تلك اللحظة التى أحدثت تلك  الحالة بل وتجده فى اليوم التالى جالساً معه يتجاذب أطراف الحديث الضاحك ما يعنى أن قلبه لم يكن يحمل لأي إنسان (غل) أو (حسد) أو (حقد)، فهذه المفردات لم تكن لها وجود فى حياته للدرجة التى تجعل الكثيرين فى حيرة من أمرهم، لأنهم لم يكونوا يحملون صفاته التى يتعامل بها مع الآخرين بكل نبل وصدق، فهو كان وفياً جداً لأصدقائه حتى أولئك  الذين أبعدتهم عنه الظروف.
ما هي رسالتكما التي توجهانها إلى من يحاولون استغلال الظروف الراهنة لاستدرار عطف جمهور الحوت؟ قالا : رسالتنا إلى من يحاول استغلال الظروف أن يكفوا عن ذلك لأنهم ومهما فعلوا لن يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحداً منهم، وذلك من واقع أن الارتباط بينهم والحوت وهو كان ارتباطاً وجدانياً بالجمهور، وبالتالى يجب ألا يفكروا في الاستحواذ عليه.
ما الذي كان يقوله لك يا حنين؟ قالت : كان دائماً ما يقول أنني احمل فهماً كبيراً ومن ثم بكت بحرقة شديدة فقلت لها هذا هو حال الدنيا فقالت : صورة والدي لا تفارق خيالي للدرجة التي جعلت الشيخ الصادق الصائم ديمة يتحدث الي في الحولية التي تمت له بمنزلنا بالمزاد بالخرطوم بحري فعندما كان شيخ الصادق يتحدث عنه  دخلت في نوبة بكاء ما استدعي شيخ الصادق أن يتحدث إلي طالباً مني عدم البكاء على الراحل بل قال لي تضرعي له بالدعاء واطلبي له الرحمة والمغفرة.
ماذا عنك يا (حاتم) بعد الوفاة؟ قال : كانت لي علاقة خاصة بوالدي الذي اعتاد أن يشاركني بصورة مستمرة في الاحتفائية السنوية بمدرستي وفي آخر مرة شاركني فيها غني لنا بمصاحبة الأورغ أغنية (دنيتنا الجميلة ) وبعض المدائح وبالتالي ظللت منذ إعلان الوفاة في حالة حزن دائم وكلما جاءت ذكرى الاحتفال السنوي بمدرستنا أقول لوالدتي : يا ماما من الذي سيغني ليّ (دنيتنا الجميلة) بالمدرسة هذا العام فوالدي رحل .. وأنا حزين على هذا الفراق المؤلم جداً بالنسبة ليَّ.
بماذا تفسرا التفات الناس لوالدكما الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بعد الوفاة ؟ قالا : نعم لقد جاء الالتفات إليه متأخراً جداً لأنهم لم يستوعبوا مكانته في ذلك الوقت .
قلت لحاتم وحنين هل كنتما تقلقان علي والدكما عندما لا ترافقانه لحفلاته الجماهيرية ؟ قالا : بالعكس لأننا نحس أنه له جمهور يحبه حباً شديداً فهذا الحب ظل متقداً منذ الوهلة الأولى التي اطل فيها على المشهد الغنائي في السودان فهو يمتلك جمهور مخلص ووفي له ولمشروعه الفني الذي خلق به مدرسة لا تدانيها أية مدرسة غنائية أخرى وعليه فجمهوره كان يخاف عليه خوفاً مبالغ فيه ويسعى لحمايته مهما كلفه ذلك.
من مِن الشخصيات المؤثرة جداً في حياة والدكما محمود عبدالعزيز وحزن جداً على فراقه ؟ قالا : كان محباً جداً لعمنا إيهاب عبدالعزيز الذي حدثت وفاته في حادث مروري بالمملكة العربية السعودية وعندما تلقي نبأ وفاته دخل في حالة حزن عميق جداً عليه.
قلت لهما وأذكر أيضاً جدكما الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر وابنته تراجي ؟ قالا : حينما تلقي والدنا في الأول خبر وفاة ابنة خاله تراجي كانت الحزن الثاني في حياته بعد وفاة عمنا إيهاب عبدالعزيز وما ان مر على ذلك ستة أشهر من تاريخه إلا وتوفي جدنا القريب جداً إليه الممثل الطاهر محمد الطاهر الذي كان بصحبته في ذلك اليوم ليتم إخطاره في اليوم التالي برحيله إلى الرفيق الأعلى ما جعل الصدمات تتوالي عليه تباعاً في فقده لأعزاء الناس له .
في أي الأعوام  أنجبكما  وما هو إحساسه بكما في تلك اللحظة وأين كان يقيم ؟ قالا : في 20/5/2002م، وكنا نسكن في الطابق الأرضي بينما كانت أسرة والدتنا نجوي العشي في الطابع العلوي ونتذكر أن والدتنا حدثتنا انه عندما يكون في الطابق العلوي مع جدتي يطلب منها إحضارنا إليه هناك وعلماً بأننا كانا صغاراً جداً فتقول له والدتنا : يا محمود احضرهما إليك كيف ؟ فيقول لها : لا أحضريهما فما كان منها إلا وتقوم بحملنا واحد تلو الآخر رغماً عن أنها أنجبتنا بعملية قيصرية بالمستشفي فأول مرة في حياته نحس أنه كان مبسوطاً جداً بالمقابل تواصلت هذه العلاقة معه وبمثل ما أحبنا نحن نحبه حباً لا تحده حدود.



سراج النعيم يكتب : النفاق الاجتماعى؟ !!



يعتبر اﻟﻨﻔﺎﻕ الاجتماعي من أخطر المهددات لنسيج المجتمع، علي أساس أن الإنسان المنافق يزيف الحقائق، ويصورها حسب مصلحته الشخصية، حتى ولو أضطر للانحراف بالأخلاق نحو (الاباطيل)، وأن دل هذا الشيء، فإنما يدل علي أن الإنسان يمضي نحو النفاق رغماً عن علمه التام بأنه مكروه في الدين الإسلامي وقد نهانا الله سبحانه وتعالي عنه، وحذرنا عنه تحذيراً شديد اللهجة، وذلك منعاً لارتكاب الذنوب، ورغماً عن ذلك نجد أن هنالك من يقول في قرارة نفسه : (ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺫﻧﺒﻲ، بل ذنب من جعلني انافقه بتوجيه الأسئلة أمام جمع من الاناس لإرتباط مصالحي به، فلا استطيع في تلك الأثناء إجابته صراحة، بل اضطر إلي منافقته)، هكذا ﻳﻔﻌﻞ الكثير من الناس الذين قال عنهم أحد الحكماء : (ﺇﻥّ ﺷﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻣﺎ ﺩﺍﺧﻠﺘﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﺷﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻗﻮﻡٌ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻀﻼﺀ ﺑﺎﻟﺤﻖ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻓﻀﻼﺀ ﺑﺸﻲﺀ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺤﻖ).
إن الضغوط الاجتماعية في الحياة اليومية، ربما ولدت الكثير من الإحباط واليأس الذي ربما يقود الإنسان إلي الانفجار، وذلك في إطار توجيه الأسئلة تحت ضغوط المصالح بين الطرفين، وبالتالي يتولد (ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)، وتزداد معدلاته يوماً تلو الآخر، وكلما ازددنا تطوراً في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، فإن النفاق الاجتماعي أضحي تكنولوجياً، وذلك بإستخدام الهواتف الذكية التي وجد فيها الناس مرتعاً خصباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (تويتر) و(الواتساب)، مما جعل
(النفاق) متفشياً أكثر بكثير، ويهدف من ورائه المنافق لإرضاء شخص أو أشخاص مستفيداً من قدرته الفائقة في النفاق الوارد ذكره في عدد من سور القرآن الكريم : (ﻭﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮﺽ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ إلا ﻏﺮﻭﺭﺍً)، ‏(وﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﺪ ﺍﻟﺨﺼﺎﻡ‏)، ‏(وﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻓﻘﻮﺍ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﺩﻓﻌﻮﺍ).
بينما نجد أن بعض الناس يكونون مضطرين إلي أن يجاملوا نفاقاً بدواعي أنهم يراعون مشاعر الآخرين، ويرون في (النفاق) أو (المجاملة) ﻓﻦ من فنون ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، أي أنهم منحوا ذلك السلوك مشروعية رغماً عن أنه مخالف لشرع الله سبحانه وتعالي، فـ (النفاق الاجتماعي) ﺛﻐﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ في المجتمع و(المجاملة) ثغرة تقود الإنسان إلي (النفاق) بدواعي إحترام مشاعر الآخرين، فيجد الإنسان نفسه مستخدماً مفردات محددة، ويكررها مع إشراقة كل شمس صباح مثلاً شكراً، أنت علي حق، من فضلك، لو سمحت ظروفك، يا ريس، يا باشا وغيرها من العبارات التي اكتسبها من النفاق، ظناً منه أنه ينال بها رضي الناس.
وإن أي إنسان يتخذ من النفاق نهجاً، فإنه يكون إنساناً متلوناً كالحرباء، ويبدي خلاف ما يظهر، وعلي هذا النحو يتأقلم مع الواقع بالنفاق والغش والكذب!!
‏ودائماً ما نجد أن المنافق اجتماعياً يبحث عن ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ الشخصية، ولا يهمه أن كان قد خالف الشرع أم لا، وبالتالي يتعود علي العيش وسط الناس بوجهين ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺣﺴﺐ الظروف المحيطة بمصالحه الخاصة المرتبطة بمن ينافقه في كل ما يدلي به، وإذا حكي من ينافقه نكتة ولو كانت (بائخة)، فإنه يضحك ضحكة مجلجة، وهكذا يكون مثل هذا إنتفاعياً، مهزوزاً أخلاقياً، مهزوماً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ومتأرجح الأفكار والآراء، ومع مرور الزمن يصبح النفاق بالنسبة له قناعة مع ﺗﻌﺎﻗﺐ الأيام والشهور والسنين والأجيال، فلا يري في (النفاق) أنه حرام رغماً عن أنه ورد في ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم الذي ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﻬﻢ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺩﺳﺎﺋﺴﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺎً ﻣﻊ ﻣﺎ نلمس علي أرض الواقع، وهذا يؤكد أن النفاق ليس ﻣﺮﺣﻠﺔ تاريخية محددة، إنما هو مستمر طالما أن الحياة قائمة، وهكذا تتنوع المسميات والنفاق واحد، وقال ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رحمة ﺍﻟﻠﻪ : (ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ إلي ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ)، فالنفاق يأخذ طريقه إلي الناس منذ القدم، حيث بدأ في الظهور والتزايد مع مرور الزمن إلي أن أصبح الإنسان ينافق أخاه الإنسان، وأن كان يختلف النفاق من شخص لآخر، وكل واحداً منهم يعتقد أن ممارسته للنفاق ذكاء اجتماعى، متجاوزاً بذلك المفهوم ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ الفاضلة الداعية إلي عدم النفاق سعياً عن مصلحة شخصية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...