...........................
مامون
عبدالعزيز يكشف تفاصيل مثيرة حول واقعة الاعتداء على ابن شقيقه
.........................
التوأم
(حاتم) و(حنين) فى حوار جرىء عن الأسطورة محمود عبدالعزيز
........................
وقف عندها : سراج النعيم
.........................
تعرض
(حاتم) نجل الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز للاعتداء من مجموعة من الشباب قاموا بضربه
على رأسه الى ان أغمي عليه ومن ثم تم اسعافه إلى المستشفى على جناح السرعة، وأشار تقرير
الطبيب الذى اوقع الكشف على حاتم محمود بأنه تعرض لرضوخ فى الرأس والجمجمة من الجهة
اليمنى بأعلى عينه اليمنى، بالإضافة إلى جروح سطحية فى كل من أعلى عينه اليمنى، إلى
جانب خده الأيمن، وتم عمل اشعة مقطعية للرأس وصور للظهر، وفى انتظار تقرير الطبيب المختص
فيما يتعلق بالصورة المقطعية، والحالة مستقرة حتى الآن ما لم تحدث له مضاعفات.
وقال
مامون عبدالعزيز الشقيق الأصغر للفنان الاسطورة محمود والد المعتدى عليه (حاتم) :
حزنت غاية الحزن للاعتداء الغاشم الذى تعرض له حاتم نجل شقيقى محمود عبدالعزيز
بواسطة مجموعة من الطلاب الذين اعتدوا عليه ضرباً لدرجة أنه سقط على الأرض التى
اصطدم فيها بـ(صبة) من جهة الرأس فأغمى عليه، وعندما فاق من الإغماءة وجد حوالى (6)
من الطلاب يلتفون حوله ويوسعونه ضرباً، المهم أن هنالك رجلاً كان يقف فى البلكونة
الخاصة بشقته فشاهد المنظر كاملاً، الأمر الذى استدعاه إلى النزول علي جناح السرعة
وإنقاذ (حاتم) من المجموعة، ومن ثم أخذه إلى قسم شرطة حماية الأسرة والطفل، وتم
فتح بلاغ تحت المادة (142) إجراءات، وذلك بموجب أورنيك (8)، وعلى خلفية ذلك تم
التحرى مع ثلاثة من الطلاب المتهمين، وتبقى ثلاثة آخرين.
وأضاف
: وتشير الوقائع إلى أنه وفى تخريج (حاتم) و(حنين) قامت إحدى الدارسات بالإساءة
للفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز، ما قاد ابنته (حنين) للرد عليها، الأمر الذى لم
يعجب طالباً من الطلاب لا يدرس فى المدرسة التى بها التخريج، فحاول التحرش
بـ(حنين) التى استنجدت بتوأمها (حاتم) الذى جاء مسرعاً نحوها، واشتبك مع الطالب
المعنى، وتدخل الحضور وأنتهى الأمر على ذلك النحو، إلا أنه وفيما بعد خطط لضرب
حاتم محمود عبدالعزيز مع مجموعته المشار لها فى سياق هذه القصة الغريبة، وكان أن
انتظروه فى طريقه إلى مدرسته، وضربوه ضرباً مبرحاً لدرجة أنهم سببوا له حراجاً فى
الرأس.
فيما
واصلت (الدار) كشف أدق الأسرار حول حياة الفنان الراحل محمود عبد العزيز على المستويين
الخاص والعام حيث أكد شقيقه (مامون) من خلال سلسلة حواراتى مع (الحوت) أن البعض يروي
عنه قصصاً من نسج الخيال واصفاً ذلك بقوله : (يبدو أن خيالهم خصب جداً حبكوا من خلاله
الروايات البعيدة كل البعد عن الحقيقة بلا حياء أو خجل)، ولكنهم مع هذا وذاك نسوا شيئاً
في غاية الأهمية إلا وهو أن كل الحقب التي مرت عليه كانت مليئة بالشهود الذين عاصروها،
وبالتالي لم يحالف الحظ هؤلاء أو أولئك نسبة إلى أن الذين عاصروه مازالوا على قيد الحياة،
لذلك أية معلومة مغلوطة فى التوثيق للراحل ستجد من يتصدى لها، ويكشف زيفها وزيف من
يمارسونها، وهم كثر ويرمون إلي أن يحظوا بمكاسب شخصية، وذلك باستغلال الظروف التى صاحبت
رحيله، وما لم يضعوه في حساباتهم هو أنه كان إنساناً دقيقاً ومرتباً جداً فى كل ما
يتصل بحياته الخاصة والعامة، وعليه لم يترك مساحة لكى تكتنف حياته الغموض.
بينما
روي لى توأمه (حاتم) (حنين) أدق الأسرار بينهما ووالدهما (الحوت) قبل وبعد إجراء العملية
الجراحية له بمستشفى (رويال كير) بالخرطوم حيث أنهما قالا : كان رافضاً دخول غرفة العملية الجراحية، إلا بعد أن نصل نحن
توأمه، وفي هذا الإطار تلقينا إتصالاً هاتفياً قال من خلاله محدثنا من الطرف الأخر
: (أن والدنا قبل دخوله للعملية الجراحية سأل أين حاتم وحنين، وعندما علم بعدم وجودنا
رفض رفضاً باتاً أن يدخل غرفة العملية الجراحية، إلا في حال شاهدنا؟ فقلنا له نحن فى
الطريق إليكم فقال لنا هذا هو محمود فتحدثنا إليه فقال لنا بالحرف الواحد : (لن أدع
أطباء التخدير يخدرونني إلا بعد أن تصلا)، فما كان من خالنا إلا ويصطحبنا على جناح
السرعة إلى مستشفى رويال كير بالخرطوم، ما يشير بشكل واضح إلى العلاقة الأبوية التي
كانت تربطنا بوالدنا على مدى السنوات الماضية، وكان أن شاهدنا وقبلنا واحتضننا إلى
صدره، ومن ثم دلف إلى غرفة العملية الجراحية.
وماذا
بعد خروجه من العملية الجراحية، ومن ثم تحويله إلى غرفة العناية المكثفة؟ قالا : رغماً
عن أن المقابلة فى غرفة العناية المكثفة ممنوعة بأمر الأطباء إلا أنه أصر إصراراً شديداً
على الالتقاء بنا، ولم يطلب سوانا فى تلك الأثناء، ويشهد على ذلك عمنا مامون عبدالعزيز
الذي رافقناه إليه فى الغرفة، ومن هنا تتضح العلاقة العميقة جداً التى كانت تربطنا
به، فهو عليه الرحمة كان يطوقنا بعاطفة أبوية جياشة.
من المعروف
أن والدكما الفنان الراحل كان إنساناً خجولاً جداً فما الذى تعرفانه عنه في هذا الجانب؟
قالا : نتفق معك عم (سراج النعيم)، فإن صفة الخجل ملازمة له، ولم يكن يعمد إلى أن يجرح
أى إنسان على وجه هذه البسيطة بكلمة حتى لو لم تكن تربطه به صلة، فأنت إذا رأيته يختلف
مع أى شخص كان لا يطول هذا الخلاف إلا وتجده يتجاذب معه أطراف الحديث، وكأن شيئاً لم
يحدث من قبل، وكان لا يميل إلى أن يعرف العامة بعض الخصوصيات التى يعتقد أنه قادراً
على جعلها فى نطاقها الضيق، وبالتالى كان كتوماً فى كل ما يواجهه فى الحياة.
في مرة
طلب مني الحضور إليه بمنزلهم بالمزاد ببحري فوجدته في حالة من التوتر والقلق الظاهر
وكان في تلك اللحظة يمسك في يده بالهاتف الجوال على غير عادته فسألته ماذا بك؟ فقال:
جدت توأمي (حاتم) و(حنين) تجرى لها عملية جراحية بالقاهرة، وهذه السيدة عزيزة على نفسى
وأحبها بقدر ما تحبنى، لذلك لن يهدأ لى بال إلا بعد الاطمئنان على نجاح العملية
الجراحية؟ قالا : نعم كانت جدتنا آنذاك تجرى لها عملية جراحية بالقاهرة، وكان
والدنا يتابع معها أخر التطورات من الخرطوم لحظة بلحظة، فهى كان لديها معزة خاصة جداً
له، وفوق ذلك هى نفسها قد حزنت عليه حزناً لا يمكننا أن نصفه لك بالكلمات، وهى كانت
تحترمه احتراماً شديداً لأنه لم يخط يوماً واحداً فى حقها أو هى تتذكر له شيئاً (سيئاً).
هل كان
والدكما الفنان الراحل على عداءات مع أى شخص كان .؟ قالا: لم
يكن يعرف العداء فى قاموس حياته حتى ولو صادف و(زعل) من شخص ما ينسى ذلك الزعل بمجرد
مضى تلك اللحظة التى أحدثت تلك الحالة بل وتجده
فى اليوم التالى جالساً معه يتجاذب أطراف الحديث الضاحك ما يعنى أن قلبه لم يكن يحمل
لأي إنسان (غل) أو (حسد) أو (حقد)، فهذه المفردات لم تكن لها وجود فى حياته للدرجة
التى تجعل الكثيرين فى حيرة من أمرهم، لأنهم لم يكونوا يحملون صفاته التى يتعامل بها
مع الآخرين بكل نبل وصدق، فهو كان وفياً جداً لأصدقائه حتى أولئك الذين أبعدتهم عنه الظروف.
ما هي
رسالتكما التي توجهانها إلى من يحاولون استغلال الظروف الراهنة لاستدرار عطف جمهور
الحوت؟ قالا : رسالتنا إلى من يحاول استغلال الظروف أن يكفوا عن ذلك لأنهم ومهما فعلوا
لن يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحداً منهم، وذلك من واقع أن الارتباط بينهم والحوت وهو
كان ارتباطاً وجدانياً بالجمهور، وبالتالى يجب ألا يفكروا في الاستحواذ عليه.
ما الذي
كان يقوله لك يا حنين؟ قالت : كان دائماً ما يقول أنني احمل فهماً كبيراً ومن ثم بكت
بحرقة شديدة فقلت لها هذا هو حال الدنيا فقالت : صورة والدي لا تفارق خيالي للدرجة
التي جعلت الشيخ الصادق الصائم ديمة يتحدث الي في الحولية التي تمت له بمنزلنا بالمزاد
بالخرطوم بحري فعندما كان شيخ الصادق يتحدث عنه
دخلت في نوبة بكاء ما استدعي شيخ الصادق أن يتحدث إلي طالباً مني عدم البكاء
على الراحل بل قال لي تضرعي له بالدعاء واطلبي له الرحمة والمغفرة.
ماذا
عنك يا (حاتم) بعد الوفاة؟ قال : كانت لي علاقة خاصة بوالدي الذي اعتاد أن يشاركني
بصورة مستمرة في الاحتفائية السنوية بمدرستي وفي آخر مرة شاركني فيها غني لنا بمصاحبة
الأورغ أغنية (دنيتنا الجميلة ) وبعض المدائح وبالتالي ظللت منذ إعلان الوفاة في حالة
حزن دائم وكلما جاءت ذكرى الاحتفال السنوي بمدرستنا أقول لوالدتي : يا ماما من الذي
سيغني ليّ (دنيتنا الجميلة) بالمدرسة هذا العام فوالدي رحل .. وأنا حزين على هذا الفراق
المؤلم جداً بالنسبة ليَّ.
بماذا
تفسرا التفات الناس لوالدكما الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بعد الوفاة ؟ قالا : نعم
لقد جاء الالتفات إليه متأخراً جداً لأنهم لم يستوعبوا مكانته في ذلك الوقت .
قلت
لحاتم وحنين هل كنتما تقلقان علي والدكما عندما لا ترافقانه لحفلاته الجماهيرية ؟
قالا : بالعكس لأننا نحس أنه له جمهور يحبه حباً شديداً فهذا الحب ظل متقداً منذ الوهلة
الأولى التي اطل فيها على المشهد الغنائي في السودان فهو يمتلك جمهور مخلص ووفي له
ولمشروعه الفني الذي خلق به مدرسة لا تدانيها أية مدرسة غنائية أخرى وعليه فجمهوره
كان يخاف عليه خوفاً مبالغ فيه ويسعى لحمايته مهما كلفه ذلك.
من مِن
الشخصيات المؤثرة جداً في حياة والدكما محمود عبدالعزيز وحزن جداً على فراقه ؟
قالا : كان محباً جداً لعمنا إيهاب عبدالعزيز الذي حدثت وفاته في حادث مروري بالمملكة
العربية السعودية وعندما تلقي نبأ وفاته دخل في حالة حزن عميق جداً عليه.
قلت
لهما وأذكر أيضاً جدكما الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر وابنته تراجي ؟ قالا : حينما
تلقي والدنا في الأول خبر وفاة ابنة خاله تراجي كانت الحزن الثاني في حياته بعد وفاة
عمنا إيهاب عبدالعزيز وما ان مر على ذلك ستة أشهر من تاريخه إلا وتوفي جدنا القريب
جداً إليه الممثل الطاهر محمد الطاهر الذي كان بصحبته في ذلك اليوم ليتم إخطاره في
اليوم التالي برحيله إلى الرفيق الأعلى ما جعل الصدمات تتوالي عليه تباعاً في فقده
لأعزاء الناس له .
في أي
الأعوام أنجبكما وما هو إحساسه بكما في تلك اللحظة وأين كان يقيم
؟ قالا : في 20/5/2002م، وكنا نسكن في الطابق الأرضي بينما كانت أسرة والدتنا نجوي
العشي في الطابع العلوي ونتذكر أن والدتنا حدثتنا انه عندما يكون في الطابق العلوي
مع جدتي يطلب منها إحضارنا إليه هناك وعلماً بأننا كانا صغاراً جداً فتقول له والدتنا
: يا محمود احضرهما إليك كيف ؟ فيقول لها : لا أحضريهما فما كان منها إلا وتقوم بحملنا
واحد تلو الآخر رغماً عن أنها أنجبتنا بعملية قيصرية بالمستشفي فأول مرة في حياته نحس
أنه كان مبسوطاً جداً بالمقابل تواصلت هذه العلاقة معه وبمثل ما أحبنا نحن نحبه حباً
لا تحده حدود.