الأحد، 4 فبراير 2018

سراج النعيم يكتب : الحفريات بشوارع الخرطوم



تبقى الحفريات في معظم ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺁﻓﺔ كما وصفها بعض سائقى المركبات بالظاهرة المستشرية فى الجسد، فإذا لم تجد علامة أنه مغلق فإنك ستجد بلا شك (مطبات) و(حفر) تمنعك من القيادة في هذا الشارع أو ذاك الأمر الذى جعل الظاهرة مقلقة ﻭﻣﺰعجة ﺟﺪﺍً لسائقي السيارات العامة والخاصة ﺍلتى يضطر أصحابها ﺇلى ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺴﺎﺭﺍتهم ﺗﻔﺎﺩﻳﺎً ﻟﻠﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺃﺿﺤﺖ ﻓﻲ ﺿﺮﺭﻩ ﻧﻈﺮﺍً ﺇلى ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩنى ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ، ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬى ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ فى ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ، ﺗﺸﻮﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺣﻔﺮﻳﺎﺕ تبقى ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﻰ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻞ، ﻭﻣﺘﻰ ينتهى ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬى ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ؟.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍلتى ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ وﺍﻟﻤﻄﺒﺎﺕ ﺗﻀﺮﺭﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻨﺖ ﺃتمنى ﺻﺎﺩﻗﺎً ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺣﻔﺮﻳﺎﺕ ﻣﻮﻋﺪﺍً ﻟﻼﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻭﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﺣﻠﻮﻻً ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﺗﺎﺩﻭﻧﻬﺎ.
ﺳﺒﻖ ﻭﻛﺘﺒﺖ فى ﺫﺍﺕ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻣﺆﻛﺪﺍً ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻮﺑﺎﺀ (ﺍﻟﻤﻄﺒﺎﺕ) ﻭ(ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ) ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ، ﻣﻤﺎ ﻗﺎﺩ ﺳﺎﺋﻘﻲ بعض ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ فى ﻓﺨﻬﺎ، بالإضافة إلى حفريات فى شارع الوادى وتحديداً قبالة مقابر (أحمد شرفى)، ﻭبالتالى أصبحت تشكل ﻫﺎﺟﺴﺎً ﻳﺆﺭﻕ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺭﺍﺟﻼً ﻭﻳﺘﺄﺯﻡ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ كلما تأخرت المحليات في حل هذه المشكلات، ما قاد الكثيرين إلى السخرية ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : (ﻗﺪ ﻳﺼﺤﻮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻳﺠﺪ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻣﻄﺒﺎً ﺃﻭ ﺣﻔﺮﺓ) ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻤﻘﻬﺎ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ الحفر وﺍﻟﻤﻄﺒﺎﺕ ﻣﻌﻮﻗﺎً ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻼ ﻣﺴﻮﻍ ﺃﻭ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻷﻳﺎﻡ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﻘﻤﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻌﻤﺔ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺪﺍﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺎﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮى ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﺋﻘﺎً ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇلى ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬى ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻣﺼﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻣﺘﻰ ﺳﺘﻠﺘﻔﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ربما ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺙ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ.
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎ حفرة أو ﻣﻄﺐ حتى ينتبه ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻣﻌﺎً ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻻﻓﺘﺎﺕ ﺗﺤﺪﺩ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ .

القصة المؤثرة لوفاة المعلم (حمد) فى ظروف غامضة بالسوق الشعبى (1)


جلس إليه : سراج النعيم
....................











برير شقيق المتوفي يروي الكثير المثير حول الحادث والمشتبه فيهم
السلطات تأمر بـ(نبش) جثمان المرحوم والطبيب الشرعى يفجر المفاجأة
كشف برير الشقيق الأصغر للمتوفي (حمد) عوض الكريم حمد القصة الكاملة لوفاته، مؤكداً أنه وفى صباح الأحد الموافق 21/12/2014 ورده خبراً من شخص لم يعرفه، مشيراً إلى أنه يبدو أن ذلك المتصل من العاملين بالمستشفى، حيث قال من خلال مكالمته : (أخوك الأستاذ مات، وجثمانه فى المشرحة)، فما كان منى إلا وتوجهت فوراً إلى مشرحة الطب الشرعى امدرمان، وكان يرافقنى فى تلك الأثناء أحد أشقائى وشقيقاتى وابن عمنا، وما أن أستقر بنا المقام داخل المشرحة، إلا ووجدنا عدداً كبيراً من الناس بها، حينها أجريت مكالمات هاتفية بالأهل وأخطرتهم بالخبر الحزين معتقداً فى بادىء الأمر أن شقيقى توفى بشكل طبيعى فى حادث مرورى حسب ما تم الإشارة إليه، إلا أنه وفيما بعد نما إلي علمنا أنه أجرى أول إتصالاً هاتفياً بأحد الأساتذة، والذى بدوره قال فى حديثه أنه ليس لديه إتصال من شقيقى المتوفى (حمد)، ومع هذا وذاك لم يتم تشريح الجثمان، وعلى خلفية ذلك تم استخراج التقرير دون تشريح، وعليه تمت مواراة جثمان شقيقى بمقابر (حمد النيل)، وفى مساء نفس اليوم انتقلنا بالعزاء إلى منزل شقيقى المرحوم (حمد)، ثم ذهبنا بعد ذلك إلى أهلنا، وأقمنا مراسم العزاء الذى جاءتنا فيه فتاة، وقالت إنها صديقة لواحدة من بنات المرحوم، وأن والدها أرسلها لكى تبلغنا بأن شقيقى توفى نتيجة دهسه بعربة (بوكس)، وقد عرف هو ذلك من شخصين فى السوق الشعبى امدرمان، وكان يفترض فى هذه الفتاة إيصال المعلومة سالفة الذكر إلى صديقتها التى درست معها فى الثانوى، وبالرغم من ذلك تم استجواب الشخص المعنى، والذى  قال : (إن شقيقى حمد دهسته عربة بوكس)، وهذه المعلومة تناقضت تماماً مع ما وجد على جثمان المرحوم.
واسترسل : بعد ذلك انتقلنا بالعزاء إلى الأهل فى ولاية النيل الأبيض بقريتنا شمال مدينة الدويم، ثم عدنا من هناك للخرطوم لمتابعة إجراءات البلاغ خاصة بعد أن نما إلى علمنا أن الذى أبلغ الشرطة سائق (ركشة) جاء إلى السوق الشعبى لترحيل إحدى بائعات المشروبات الساخنة والتى بدورها دلته على أن هنالك شخصاً متوفياً بالقرب من (البقالة)، ورغم ما تمت الإشارة إليه إلا أنه ذهب بها إلى (دار السلام)، ثم عاد وأبلغ الشرطة بذلك، ولكن لا توجد آثار لحادث مرورى على جثمانه الذى ليس فيه دم، كما أن الأزياء التى كان يرتديها فى تلك الأثناء غير (متسخة)، لذا هنالك أسئلة تفرض نفسها، كيف عرفوا أن المتوفى انتقل إلى الرفيق الاعلى فى حادث مرورى، فى حين أن الطب الشرعى لم يحدده، بالإضافة إلى أنه تم العثور على مبلغ من المال وهاتفه السيار، مما يدل على أن الواقعة ليس مقصوداً منها (النهب)، وأين ذهبت المرأة التى ارشدت عن وجود المرحوم (حمد) متوفياً، وأين رقم لوحة (الركشة)، وهل تم تحريز المسرح، واستجواب الأشخاص الذين كانوا بالقرب من مكان الجثة؟؟.
واستطرد : فى غمرة بحثنا عن الحقيقة ذهبنا إلى مدير الشرطة بقسم الصناعات، وقال إنه فى انتظار نتيجة التشريح، والتي أكدت أن أسباب الوفاة الاصطدام بجسم (صلب)، عندها بدأنا رحلة البحث عن معلومة تؤكد أن شقيقى (حمد) توفى فى حادث مرورى، إلا أن كل محاولاتنا باءت بالفشل الذريع، رغم أننا ذهبنا إلى المكان الذى عثر فيه على شقيقى متوفياً، وهو ليس بعيداً عن إحدى (البقالات)، كما ظللنا نبحث عن (البوكس) المزعوم بدهسه، إلا أن بحثنا لم يكن ذو جدوى، إلى جانب أن إفادة الطبيب الشرعى حول الحادث المزعوم بـ(البوكس) أو الرواية الآخرى المشيرة إلى عربة (أمجاد) لا تنسجمان مع الكسور التى تعرض لها المرحوم، والمدهش أن أحد الأشخاص قال : (إن أهله عفو).
وتشير الوقائع إلى أنه خرج للعمل بمدرسة القبس بالعرضة صبيحة (السبت)، ولم يعد إلى منزله إلى أن وجد متوفياً فى ظروف غامضة بشارع الصناعات بالسوق الشعبي امدرمان يوم 20/12/2015م.
وواصل القصة قائلاً : بعد ذلك قيل لنا أن وفاة شقيقى (حمد) ليس لها سبباً واضحاً، مما حدا بنا المطالبة بـ(نبش) الجثمان للتشريح ومعرفة الأسباب المؤدية للوفاة، فأتضح لنا أنه لم يتم تشريح الجثمان بمشرحة الطب الشرعى امدرمان، وكان أن تقدمنا بطلب للنيابة بالنبش، فتم قبول الطلب وتحديد الطبيب عقيل النور سوار الدهب للقيام بهذه المهمة، وكان أن تم نبش الجثمان فوجدناه كما تم دفنه لم يتغير فيه شيئاً، ولم يتحلل ولم تفوح منه رائحة، ويشهد على ذلك الحضور الذى كان من بينه وكيل النيابة الاعلي والدكتور عادل عبدالغنى المحامى، وتيم المباحث والتأمين ومجموعة من الأهل، وعلى ضوء ذلك أخذت (عينة) من معدة المرحوم (حمد) والمسالك البولية، وتم إرسالها إلى المعامل الجنائية، ثم انتظرنا حتى ظهرت النتيجة، وكانت المفاجأة بأن المرحوم توفى مقتولاً، فتم  التحرى حول مكالمات المرحوم الهاتفية مع أسرته، والتحرى مع الأستاذ الذى أول من اتصل به، بالإضافة إلى شخصين إتصالا بالمرحوم (حمد)، الأمر الذى استدعى لإستخراج بيانات هواتفهم من شركة الاتصالات الهاتفية، ومن ثم حررت لهم استدعاءات، وتم التحرى معهم، إلا أن المحقق الذى تحرى فى الإجراءات تم نقله، وتولى التحرى بدلاً عنه محققاً أخراً، إلا أننا طالبنا بإعادة المحقق الأول، وتسليم البلاغ إلى ضابط، ثم قررنا أن يترافع لنا في هذه القضية الأستاذ صديق كدودة المحامى، وعليه تم توجيه تهمة إلى أصحاب أرقام الهواتف والشخص الذى أدعى أن المرحوم (حمد) دهسته عربة (بوكس)، وأخر كان متواجداً بالمشرحة، فطلبنا من وكيل النيابة استدعائهم والتحرى معهم، إلا أن وكيل النيابة رفض الطلب، فما كان منا إلا واستأنفنا القرار إلى وكيل النيابة الأول، والذى بدوره أيضاً رفض الطلب، فاستأنفنا قراره إلى وكيل النيابة الاعلى، المهم أن وكيل النيابة شطب الدعوى، وحول البلاغ إلى المرور رغم أن تقرير الطبيب الشرعى عقيل سوار الدهب يؤكد أن الوفاة ليست ناجمة عن حادث مرورى، كما أنه وجه بحفظ الإجراءات وتقيدها ضد متهم (هارب)، و أمر بحفظ الأوراق، وعندما آتينا لإستلام القرار تم فتح بلاغ فى مواجهتنا تحت مادة (الإزعاج)، وعلى إثرها تم وضعنا داخل حراسة قسم الشرطة، ومن ثم حولنا إلى محكمة النظام العام، وبعد الإنتهاء من تلك المرحلة استأنفنا قرار وكيل النيابة الاعلى إلى رئيس النيابة العامة، والذى بدوره شطب الدعوى أيضاً مؤيداً قرار وكيل النيابة الاعلى، واستند فى قراره على أن المرحوم (حمد) توفى فى حادث مروري حسب ما جاء فى تقرير الطبيب جمال يوسف من مشرحة الطب الشرعى امدرمان، ووفقاً لذلك حول الدعوى إلى المرور، ووضع الأوراق أمام المدعى العام للموافقة، وفعلاً تم تحويل البلاغ إلى مرور امدرمان، الأمر الذى حدا بنا الاستئناف إلى المدعى العام، والذي طلب أوراق البلاغ، ثم أصدر أمراً يقضى بشطب قرار التحويل إلى مرور امدرمان، بالإضافة إلى أنه حول البلاغ للمادة (130) من القانون الجنائى، وعلى خلفية ذلك أستمر التحرى بشرطة ولاية الخرطوم والتى كونت لجنة من (3) ضباط للتحقيق فى البلاغ، والذى ألقى فيه القبض على الشخص الذى أدعى أن المرحوم (حمد) دهسته عربة.
فيما تقدمت ابنة المرحوم (حمد) باستئناف ضد قرار وكيل أول النيابة القاضى بالقبض على المشكو ضدها فى الدعوى الجنائية بالرقم (٢٠١٥/٧)، الشاكى فيها عوض الكريم حمد، تحت المادة (١٣٠) من القانون الجنائى، والذى رد عليه المستشار طارق يوسف دفع الله، وكيل النيابة الأعلى لمحلية الخرطوم على النحو التالى :-
أولاً الاستئناف مقبول شكلاً وفقاً لنص المادة (٨) من لائحة تنظيم عمل وكالات النيابة لسنة ١٩٩٨م، تعديل لسنة ٢٠٠٨م، وبإطلاعى علي التحريات فى هذه الدعوى التى طال ٱمد التحريات فيها لمدة طويلة دون جدوى، والقرار المطعون فيه أخلص إلى أن الاستئناف ينصب حول طلب إلغاء قرار وكيل أول النيابة القاضى بالقبض على المشكو ضدهم (......) و(.....) و(......) تنفيذاً لقرارنا السابق، علماً بأن القرار الصادر منا بتاريخ ٩/١٠/٢٠١٧م لم يقض بالقبض على الثلاثة المشكو ضدهم، بل قضى بالتحرى مع (....) التى قدمت الاستئناف نيابة عن المتهمة، وقد قررنا القبض على أصحاب الهواتف، وأثناء ذلك صدر قرار بشطب الدعوى فى مواجهة صاحب الرقم (....)، وتم توجيه التهمة فى مواجهة المتهمين، ولم يتم الفصل فى وضعية المتهمين أصحاب الهواتف المشار إليها فى قرارنا السابق والمذكور أعلاه، عليه أرى بأن البينة المبدئية فى التحريات تتلخص فى أقوال المتهمين الذين وجهت لهم التهمة، وأن المدعوات (....) و(....) والمدعو (....) تم التحرى معهم، ولكن ليست بصفتهم ووضعهم القانونى كمشكو ضدهم، بل تم استجوابهم فقط، عليه بأن يتم تنفيذ قرار السيد وكيل أول النيابة لتحديد المراكز القانونية باعتبارهم مشكو ضدهم، ومن ثم يتم التقييم النهائى للدعوى، وعليه نقرر رفض الاستئناف، يؤيد القرار المطعون فيه، يخطر الأطراف، تعاد الأوراق للنيابة.
فيما استأنفت ابنة المرحوم (حمد) عوض الكريم قرار وكيل النيابة الأعلى، والقاضى بتأييد القبض على المشكو ضدهم، وملخص أسباب الاستئناف تتمثل فى الٱتى :- قرار إعادة القبض على المذكورات والمدعو (....) يفتقر للسند القانونى والموضوعى، وذلك لخلو الدعوى من أى بينة تؤسس لذلك، سبق وتم القبض عليهن وأخذت أقوالهن عدة مرات، لم يوضح وكيل أول النيابة الأسباب التى استند عليها فى قراره لضم المستأنفين لمشكو ضدهم، لا يوجد هناك دافع لإرتكاب المشكو ضدها وشقيقتها مثل هذه الجريمة، إما فيما يخص المدعو (....) فقد واجه المدعو (....) أقواله بالرفض والتشكيك، وذلك حول أن أهل المرحوم لا يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الجريمة، وتم استجواب المشكو ضدها (....)، وأوضحت نوعية العلاقة بينها و(....)، فإنها اتصلت عليه للتأكد من الإجراءات بخصوص البيت حيث أن أبناء المرحوم وزوجته لم يتم إعلامهم رسمياً، والتمست إلغاء القرار الذى لم يكن موفقاً، وجانبه الصواب لافتقاره للقانون والموضوعية.
وجاء رد الدكتور المستشار النذير حامد الفكى، رئيس النيابة العامة- قطاع الخرطوم، من حيث الموضوع تتلخص الوقائع فى أنه بتاريخ ٢٠/١٢/٢٠١٤م عثر المبلغ (سائق ركشة) على جثة المرحوم بالسوق الشعبى ، وتم قيد إجراءات تحت المادة (٥١) إجراءات جنائية لسنة ١٩٩١م، وأحيلت الجثة لمشرحة امدرمان، وبواسطة هاتفه المحمول معه تم الاتصال على بعض الأشخاص منهم زوجة المرحوم (حمد)، وتم تشريح الجثمان وتسليمه لذويه ليتم الدفن بتاريخ ٢١/١٢/٢٠١٤م بمقابر (حمد النيل)، كما وجدت بعض (النقود)، وقد أشار تقرير التشريح إلى أن سبب الوفاة (الكسور المتعددة بسبب الاصطدام)، وقد أخذ التحرى زمناً طويلاً، وتم التحرى مع عدد كبير من الشهود، ومن ثم تمت احالة الدعوى إلى نيابة التحقيق الجنائى، كما تم إعادة التشريح مرة أخرى بتاريخ ٧/٧/٢٠١٥م بواسطة الدكتور عقيل سوار الدهب، وجاء أن سبب الوفاة (كسر الضلوع من الثالث للسابع فى الجهة اليمنى، كسر عظمة الفخذ اليمنى من عنقها، كسر عظمة الكتف اليمنى، الإصابة بجسم صلب)، والذى بموجبه تم تعديل الإجراءات للدعوى تحت المادة (١٣٠) من القانون الجنائى لسنة ١٩٩١م، ولم يسفر التحرى عن جديد منذ ٢٧/٧/٢٠١٥م.
وأضاف : بتاريخ ٢٦/٨/٢٠١٥م تم أخذ أقوال الشاهد (....)، وأحد المتهمين، وقد ذكر بأنه شاهد المرحوم يسير أمامه وصدمته عربة حافلة، وشاهد ابن أخيه والذى أخذه معه فى العربة، وطلب منه عدم التحدث لأنه يحمل مخدرات، ولاحقاً وبعد التحرى أن ما ذكره بعيد كل البعد عن الحقيقة حيث أنه عند وقوع الحادث لم تكن العربة ملك لشقيقه وابنه، وتم الإفراج عنهم، وصدر قرار بقيد الدعوى تحت المادة (١٠٤) من القانون الجنائى لسنة ١٩٩١م،فى مواجهة الشاهد، ومن ثم تم أخذ أقوال عدد من الشهود وإعادة إستجواب آخرين ولم يسفر التحري عن شيء يذكر وأصدر وكيل النيابة الأعلى قراراً قضي بشطب الدعوى تحت المادة 130 ق ج لسنة 1991م وقيدت دعوى تحت قانون المرور لسنة 2010م ضد متهم هارب بعد قرار مسبب بتاريخ 9/5/2016م، وتم تأييد القرار بواسطة رئيس النيابة العامة للنيابات المتخصصة على بتاريخ 1/6/2017م.
وألغي القرار المدعى العام بموجب قراره بتاريخ 25/8/2016م وأحال الدعوى لنيابة الخرطوم شمال لمواصلة التحري بموجب المادة 130 ق ج لسنة 1991م. وتم مواصلة التحري من حينها وتم اعادة استجواب عدد من الشهود وأجد لا يوجد ما يفيد التحرى فى شىء فيما ذكر من أقوال متكررة كما أن ما تم بخصوص أرقام الهواتف كذلك لا يوجد ما يشير إلى وجود ما يفيد التحرى فى شيء.
وبتاريخ 18/12/2016م تم القبض على المتهم (.... )، والذي سبق وتم أخذ أقواله كشاهد دون أى إفادة حول ضمه وأسباب ودواعى ذلك إلا أنه وهذه المرة أقر على نفسه أنه حضر له في الزريبة التى يقيم بها بأمبده حضر له المدعو (....) وسلمه مليون جنيه، وعندما عاد له أكثر من مرة كان يقول له أنه ليس لديه المبلغ، وفي المرة الثالثة ذكر له بأن العربة (شغلانه)، وأنها فيها خمسة مليون إلا أنها محتاجه سر وكتمان، وقال له بتعرف (أستاذ حمد)؟ وأجاب بالإيجاب وسلمه مبلغ الخمسة ألف جنيه (خمسة مليون كما ذكر)، وطلب منه ضرب المرحوم مع آخرين، وحضروا له بكارو ومعهم (....)، وأنهم تحركوا بـ(الكارو) إلى السوق الشعبى، ووجدوا المرحوم وضربوه وتركوه في جدول بعد أن أخذوه بـ(الكارو)، إلا أنه عندما أخذ ليدلي بالاعتراف القضائى أفاد بأنه ليس لديه ما يقوله، وأن ما ذكره كان تحت الضغط، وتم القبض على المدعو (.... ) و(.... ) وأنكرا ما ذكره المشتبه فيه (.... )، وكذلك تم أخذ أقوال عدد من المشتبه فيهم، وأجد أن التحرى والذى تم بأخذ عدد كبير من الشهود كما أشرنا أو إعادة إستجواب، من ثم أخذ إفاداتهم لم يسفر عن شىء، ولا أجد ما يبرر ضم السيدة المشكو ضدها وشقيقتها أو المدعو (.... ) كمشتبه فيهم فى هذه الدعوى، كما أجد أن المشتبه فيهم المقبوضين أيضاً فى حاجة لإعادة تقييم موقفهم فى هذه الدعوى حيث أن ما ذكره المدعو (.....)، والذي سبق وأمرت النيابة بقيد دعوى في مواجهته تحت المادة (104) من القانون فى حاجة للتقييم وإعادة إستجوابه أمام النيابة لم يمكن أن تقرر بشأنهم حيث أنه طال انتظارهم بالحراسة دون جدوى أو ما يفيد الدعوى في شىء بخصوص كشف غموضها إن وجدت إبتداء لأنه ووفقاً لما هو متوفر لا أجد ما يبرر ضم المذكورين، كما يجب تقييم الإتهام فى مواجهة المقبوض عليهم لكل ذلك اقرر : قبول الاستئناف، إلغاء قرار القبض على المشتبه فيهم، على النيابة بألاسرع ما تعجل تقييم الدعوى في مواجهة المشتبه فيهم المقبوض عليهم بالحراسة، وإتخاذ ما تراه بشأنهم.
يعتبر المرحوم (حمد عوض الكريم حمد عنقر) من أبناء قرية (العميرية) ولد فى العام 1961م، درس المرحلة الاولية في مدارس (شبشة) الإبتدائية، والمتوسطة بنين والثانوي العالي بالنيل الأبيض، ثم التحق بكلية العلوم قسم (الرياضيات) فى العام 1981م، تخرج منها في العام 1986م، ثم هاجر الى ليبيا فى العام87 19م، وهناك عمل فى مجال التدريس بمدينة (يفرن) التى قضى فيها حوالى الـ(١٠) أعوام، ثم عاد إلى السودان، وعمل فى مجال التجارة باستاد (الهلال) مع شقيقه المرحوم نصرالدين (الكنقرس) لمدة (6) أعوام، ثم هاجر إلى السعودية وفيها عمل فى التدريس الخاص لمدة (3) أعوام، ثم عاد إلى مسقط رأسه، معلماً بمدارس (القبس) الخاصة الثانوية بـ(العرضة) امدرمان.


ونواصل

السبت، 3 فبراير 2018

العقيد شرطة عادل وسراج النعيم





تأجيل محاكمة اكاديمية طيران تواجه بلاغات من طلابها بسبب الدبلوم


حددت محكمة جنايات امدرمان الحادى عشر من الشهر الجارى لمواصلة سير القضية المرفوعة من الشاكي بابكر مصطفي في مواجهة أحدي الاكاديميات المتخصصة في علوم الطيران.
وقال الشاكي : تعرضت وبعض الزملاء لخدعة من الاكاديمية الشهيرة حيث أننا انتسبنا إليها بغرض الحصول علي دبلوم يؤهلنا للالتحاق بالطيران المدني أو شرطة الجمارك، وفي سبيل تحقيق ما نصبو إليه كنا نرتدي الأزياء الخاصة بالانتظام في الدراسة، وامتحنا عدة سمسترات، واستخرجوا لنا ما يثبت ذلك، ثم قامت الاكاديمية بتخريج دفعة من الطلاب، وعملت لهم كرنفالاً كبيراً، الأمر الذي زاد من سمعة وثقة الطلاب في الأكاديمية.
وأضاف : تفاجئنا في يوم من الأيام بإغلاق الأكاديمية وعندما سألنا عن الأسباب جاءنا الرد أن أهالي من الحي الذي به الاكاديمية تقدموا بشكوى ضدها وعليه لم يحصل الطلاب الذين تخرجوا علي شهادات التخرج، مما قاد بعض الطلاب لاتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة مؤسس الأكاديمية وبعد التحري في البلاغات حول إلي محكمة جنايات امدرمان، ويمثل فيها الاتهام الأستاذ عبدالرزاق سليمان عبدالرزاق المحامي.




دلتا الدواخل
زواج الفتيات (بطيخة) مقفولة
وقفت عند شكوى بعض الزوجات من مظهر أزواجهن داخل المنزل وعدم الاهتمام بوضع العطور، وتسألن هل هذا الأمر عادى، أم أن هناك مبالغة؟ وكيف يمكن علاج هذا الأمر الذى دعا فى إطار الدكتور زهير عبد الرحمن مقدم برنامج بالفضائية السودانية الرجال لمنادات زوجاتهم بكلمة (يا عسل)
وقال إنه يرى أن فى هذه الكلمة مفعولاً سحرياً يقتل كل الإشكاليات فى مهدها، وتقرب القلوب لبعضها البعض, وأردف : مر بى موقفاً تدور احداثه حول خلافات حدثت بين زوجين استعان في ظلها الزوج بى لمساعدته، فما كان منى إلا ونصحته بشىء واحد، وهو أن ينادى زوجته دائماً بكلمة (يا عسل), وبالفعل فعل الزوج ما طلبته منه وبحمد الله زالت الخلافات بينهما.
بالمقابل هنالك زوجات قلن : (كم هم منفرين أزواجنا الذين نستخدم لهم أجمل العطور وأغلاها، ونعتنى دوماً بمظهرنا وهندامنا أمامهم، حتى لا تقع أعينهم علي ما يسوءهم، وهكذا علمتنا أمهاتنا أن نحافظ على أزوجنا، لكن لماذا لا يحافظون هم علينا مثلما نفعل نحن، هذا السؤال لا نجد له إجابة منذ الزواج وإلى الآن؟ وهكذا ظل هذا السؤال يلازمنا، ودائماً ما نقول فى قرارة أنفسنا لماذا لا يعتنون بمظهرهم أثناء وجودهم فى المنزل، ولماذا لا يهتمون برائحتهم ونظافتهم الشخصية، إلا إذا كانوا ذاهبون فى الصباح إلى عملهم أو في المساء إلى أصدقائهم، ألسنا نحن بشراً مثل الذين يقابلونهم خارج المنازل؟ إنهم يتصرفون وكأنهم يعيشون وحدهم، حاولنا التلميح مراراً وكتراراً ولكن بلا فائدة.
ما الذى يجعل بعض الزيجات في صراع دائم، وغير مبرر سوى أن بعض الأزواج يفكرون بطريقة سلبية دون التركيز على الإيجابية للخروج بالحياة الزوجية إلى بر الأمان، ولكن المفاهيم تتفاوت من شخص لأخر، إلا أنه ربما في الإبتعاد عن الدين الإسلامى إشكالية للطرفين باعتبار أنه أوجد الحلول لها فى ظل مؤسسة الزواج خاصة فى أوساط الزيجات الشبابية، فالأخيرة روى لى حولها أحد الأصدقاء رواية تتصل بالمعاناة الكبيرة التى تواجهها شقيقته مع زوجها مؤكداً أنها لم تشهد معه يوماً جميلاً، إذ أنه دائماً ما يكون مشغولاً بالتواصل مع الفتيات عبر موقع التواصل الاجتماعى (الواتساب) الذى أصبح خطراً يهدد استقرار الأسر والمجتمعات.
ومن هنا دعونا نقف وقفة تأملية في مؤسسة الزواج التى في إطارها نجد أن الزوجة كلما تحدثت إلي زوجها فيما يخص ضرتها (الواتساب) يرد عليها رداً عنيفاً وشرساً علي أساس أن تواصله مع ذلك البرنامج خط أحمر وغير قابل للتفاوض أو إدارة الحوار مع الشريك رغماً عن أنه كثير الانغلاق على فكرته.
وقال صديقي : عندما أخبرتنى شقيقتى بطريقة التعامل معها عدت بالذاكرة إلي اليوم الذى تقدم فيه الشاب لخطبتها باعتبار أنها يتيمة، إلا أن الغريب أننى منذ الوهلة الأولى توسمت فيه الخير، ربما لأننى حكمت عليه من مظهره، لذلك خدعنى الأمر الذى جعلنى أقول في غراره نفسى ربما اختلفت النوايا، وربما الإنفتاح الذى يشهده العالم تقنياً أحدث تلك التغيرات في الثقافات والأفكار والرؤى، ما أدى بالقلوب للاختلاف في درجات نقائهاً بالغرق فى أوهام بعيدة المنال وأشواق وأحلام تستحال، هكذا طغت (العولمة) على كل شىء، وبالتالى أفرزت ظواهر سالبة فى المجتمعات بما فيها المجتمع السودانى الذى لم يكن بمنأى عنها اللهم إلا من رحم ربى.
وأضاف : بالرغم من القناعات التى وصلت لها إلا أننى كنت أهيئ شقيقتى بتذكيرها بأن الزواج (قسمة ونصيب)، وبالتالى عليها أن تصبر بما قسمه لها نصيبها عسى ولعل أن يهديه الله سبحانه وتعالى خاصة وأن زواجها لم يكن زواجاً تقليدياً بل نبع عن حب وتواصل من خلال العمل الذى انقطعت منه بسبب الإنجاب.
لذلك لم أتبع معه الطرق المعتادة عندما يتقدم شاباً طالباً الاقتران بهذه الفتاة أو تلك، ففى العادة يطلب ولى أمرها فرصة للسؤال عنه عبر قنوات مختلفة، وأول ما يفترض فيه أن يكون متحلى بالخلق القويم ويؤدى صلواته فى وقتها، وحتى إذا اجتاز مرحلة الأسئلة بنجاح، فإن أسرة الفتاة قد تتفاجأ بأنه يخفى عقدته النفسية التى يظهر من خلالها بصورة مختلفة عن حقيقته أو سلوكه غير السوى أو تصرفاته التى تنتج عنها تغيرات فى طريقته وذلك بالانفتاح على الآخر، وعندما تتم خطبة الفتاة قد يكون الخطيب غير متوافقاً معها في الرؤى والأفكار والثقافات والعادات والتقاليد التى لا تنفصل عن الدين الإسلامى ولم أعاتبها علي أساس أنها جاءت به لأننا فى عصر قد لا يحتمل قاعدة شراء (البطيخة) مقفولة متجاوزاً أن كانت حمراء أو بيضاء، وطالبتها أن تصبر وتتحمل للدفع بحياة أبنائها نحو الاستقرار مؤكداً لها بأن الطلاق ليس عيباً رغماً عن نظرة المجتمع للمطلقة نظرة سالبة رغماً عن أنها كانت في صدر الإسلام وما تلته من عصور متعاقبة ليس في الطلاق عيباً بل المطلقة تحظى بالزواج مرة ثانية، أما فى يومنا هذا فالمطلقة تفقد كل حقوقها فى التأقلم فى الحياة بشكل طبيعى وكأنها ارتكبت جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، فالزواج والطلاق مرتبطان بالقسمة والنصيب فقد لا يتوافقان مع بعضهما البعض في الرؤى والأفكار رغماً عن الفاتورة الباهظة الثمن في الإعداد لترتيبات مراسم الزفاف ومع هذا وذاك ينبع السؤال الملحاح، هل التقصير فى الخروج بعش الزوجية من الإشكاليات التى تعتريهما ما بين الفينة والآخرى من الزوج أم من الزوجة ؟ علماً بان أغلب الإشكاليات فى عصرنا هذا منحصرة فى الضرة الحديثة (الواتساب) الذي تبدأ الإشكاليات فى إطاره ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ لمجرد أن شكت الزوجة في زوجها حتى لو كان ملتزماً وتلتمس ذلك من خلال الحوار الدائر فى هذا النطاق، مما يوسع شقة الخلاف بينهما، وتبدأ مرحلة الشكوك والظنون ومن ثم طرح الأسئلة أين أنت لماذا تأخرت ومن معك ومتى ستأتى وإلي أخره من التساؤلات التى تعكس حقيقة مشاعر الزوجة؟؟ ما يدخلها ذلك التفكير في دوامة وحالة نفسية تنظر من خلالها للحياة بصورة مختلفة وذلك من واقع الشك والظن وهما عاملان يدمران الحياة الزوجية مهما كانت مبنية على الحب، فالحياة الزوجية تختلف عما سبقها من حب خاصة كيفية تفكير الزوجين فى فترة الخطوبة، فهي طريقة يركزان فيها على عمل الرتوش والتجميل، لذلك تجدهما يصطدمان بواقع مغاير للواقع اللذان ظلا يزيناه فى فترة الخطوبة لذلك تتغير الرؤية عن سابقتها، ما يدفع بالمزاج المتقلب للخروج من مخبئه منتزعاً ذلك القناع الزائف الذى يفضح كل منهما فى اتخاذ القرارات المصيرية، وإدارة الأزمات التي تظهر لهما عرضاً خاصة إذا كانا يتمتعان بسياسة النفس الطويل والتحمل فى أن يكيل كل منهما بمكيالين.
طالبنى صديقى أن أنصح الأسر بالتأكد من توافق نفسية الشاب المتقدم للخطبة مع أبنتهم قبل إتمام ذلك من خلال مراجعة الطبيب النفسى حتى يشخص لهما الحالة التي يعيشانها قبل أكمال نصف الدين، ﺇﺫ ﻳﻜﻮﻥ فى الإقدام على هذه الخطوة تحصين لكل الطرفين من بعضهما البعض خاصة المرأة التى تمتاز بالضعف فى الشخصية، ما يجعل حياتها الزوجية غارقة في النكد والغم.
ولأبد من إتباع خطوات جادة فى هذا الاتجاه الذي أشرت له لمعرفة أفكار ورؤى الزوجين بالقراءة من حيث التواصل الاجتماعى، والحوار من الناحية النفسية، الثقافية، الفكر ومستوى الطموح للمستقبل.
وعلى هذا النحو يجب أن نعرف ﻣﺘﻰ نبارك إقتران الشاب بالشابة، فالمثل العامى يقول : (أخطب لبنتك قبل ولدك).


azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...