.........................
خازن أسرار الحوت الكردفاني يكشف أسرار تنشر لأول مرة
.........................
(حواتة) يطالبون الكاردينال برعاية ذكري رحيل (الحوت)
........................
جلس إليه : سراج النعيم
.......................
كشف الموسيقار الشهير عبد الله الكردفاني تفاصيل جديدة حول
أول لقاء جمعه بالفنان الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز الذي وقف إلي جانبه حتي أصبح
فناناً ملأ البصر والسمع.
كيف بدأت علاقتك بالحوت؟
قال : كانت فائزة محمد الطاهر والدة الراحل محمود عبدالعزيز
تربطها علاقة صداقة قوية بشقيقتي الكبرى، وبالتالي تزورها ما بين الفينة والآخري في
منزلنا بحي (كوبر) بالخرطوم بحري.
وماذا؟
قال : من خلال تلك الزيارات عرضت عليّ فكرة أن أتبني إبنها
(محمود) الذي كان يتغيب من المدرسة للذهاب إلي المشاركة في برنامج (جنة الأطفال) البرنامج
الذي يطل علي المتلقي من علي شاشة التلفزيون القومي، وعندما بدأت علاقتي معه لم يتجاوز
عمره الـ( 15) عاماً، وفي يوم من الأيام كنت أتجاذب مع فائزة والدة (الحوت) أطراف الحديث
بحضور شقيقتي، فقالت لي : يا كردفاني عندي ولدي اسمو محمود عبدالعزيز يأخذ مني المصاريف
يومياً ويحمل حقيبته المدرسية ويخرج من المنزل علي أساس أنه متوجه إلي المدرسة، ولكنه
لا يفعل، فسألتها أين يذهب؟ قالت : يذهب لبرنامج (جنة الأطفال) بالتلفزيون القومي،
وبعد أن ينتهي منه يتوجه إلي مركز شباب الخرطوم بحري من أجل أن يغني، لذلك سأحضره إليك
هنا لكي يبقي معك، وليحضر لنا في الأسبوع مرة، وبالفعل تم إحضاره لي في المنزل، فأصبحت
أكتب له النصوص الغنائية في الدفتر حتى يتمكن من حفظها، وأقول له : يا محمود أنا ماشي
العمل وسآتي لكي أراجع معك هذين الأغنيتين، وعندما أعود إلي المنزل أجده قد حفظهما
حفظاً بالصورة التي كنت أضعها في رأسي، فهو كان سريع البديهة في حفظ النصوص الغنائية،
وأول أغنية حفظها آنذاك أغنية (قام من الخرطوم للجبل في دقائق حالاً نصل.. إلي آخرها)،
وبعد ذلك أصبحت أعلم فيه كيفية الغناء والتلوين هكذا علمته طريقة الأداء والتطريب،
وساعدني في ذلك أنه كان ذكياً ولماحاً ولديه رغبة في أن يصبح فناناً، وعلي هذا النحو
ظللت أكتب له كل يوم أغنيتين، ومن ثم بدأت معه المرحلة التالية التي يشهد عليها الصديق
محمد حامد جوار، عمران، محمد بابكر وشريف المليجي.
من أين آتيت له بالفرقة الموسيقية؟
قال : كل الفرقة الموسيقية من مركز شباب الخرطوم بحري، ولم
أكن آنذاك عازفاً بل كنت مغنياً أجزت صوتي في العام 1979م، وكنت في نفس تلك الأيام
لدي حفلاً في حي كوبر بالخرطوم بحري، وكان أن رافقني إليها محمود عبدالعزيز، وهو صغيراً،
وكان أن غنيت الفاصل الأول وعندما تهيأت الفرقة الموسيقية للفاصل الثاني قلت لمحمد
حامد جوار : دعوا محمود عبدالعزيز يغني أغنيتين قبل أن أصعد إلي خشبة المسرح لتكملة
الحفل فرفض العازفين بالإجماع قائلين : (لا لا يا الكردفاني جايب لينا شافع دايرو يغني)،
فقلت لهم : يا أخوانا كدي اسمعوه، وإذا لم يرق لكم انزلوه من الأغنية الأولي، وأنا
سأصعد لكي أكمل الحفل، المهم إنني أقنعت الفرقة الموسيقية بذلك، وكان أن غني محمود
عبدالعزيز الفاصل الثاني كاملاً للتجاوب الكبير الذي وجده في ذلك الحفل، ومن هنا كانت
إنطلاقته في الحركة الفنية، وكل حفل يتم الإرتباط معي عليه أصطحبه معي وأفسح له المجال
ليغني معي فاصلاً كاملاً حتى أن بعض أصحاب المناسبات يتعاقدون معي للغناء شخصي والفنان
الراحل محمود عبدالعزيز، ومن ثم أصبحت أكتب وألحن له النصوص الغنائية.
وماذا بعد ذلك؟
قال : طلب مني خاله الراحل الممثل الطاهر محمد الطاهر أن
أحضر محمود عبدالعزيز للجنة الألحان والأصوات بالإذاعة السودانية التي تتألف من برعي
محمد دفع الله ومحمد عبد الله الشهير بمحمدية والعاقب محمد الحسن وعلي ميرغني الذي
كانت نظرته بعيدة المدى، فعندما بدأ محمود الغناء غني أغنية ( الحجل بالرجل ) التي
غني منها المطلع والكوبلي الأول إلا ونهض من كرسيه وجاء نحونا طالباً منا التوقف، ثم
قال : يا كردفاني الصوت الملايكي دا جبتو من وين، وأضاف : أنا في لجنة الألحان والأصوات
منذ سنوات لم أسمع صوتاً كصوت الفنان محمود عبدالعزيز، فالأصوت التي سبقته اصواتاً
متشابهه، لذلك هذا الصوت جديداً في الحركة الفنية، وبما أنه متفرد في الصوت والأداء
تأتي غداً لكي تستلم شهادة إجازته، فقلت له : يا أستاذ كتر خيرك، وبعد هذه الكلمات
في حق الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ذهبنا من هناك إلي منزلنا بحي كوبر بالخرطوم بحري،
وفي اليوم التالي جئت للإذاعة فتم تسليمي شهادة إجازة صوت الحوت من طرف مقرر اللجنة
محمد عثمان الهارت والد الموسيقي المعروف (فواز)، وكان أن بروزت الشهادة من سوق الخرطوم
بحري، وذهبت مباشرة إلي منزل محمود عبدالعزيز بحي المزاد، وسلمت والدته فائزة محمد
الطاهر شهادة الإجازة في بداية تسعينيات القرن الماضي، ومنذ تلك اللحظة كونت له فرقة
(النورس) من شخصي وإسماعيل عبدالجبار وعلي عبدالوهاب وناصر تاج الدين وآخرين، وكانت
هذه الفرقة تحظي بالقبول من المطربين علي السقيد وعمار السنوسي والطيب مدثر وآخرين،
وعندما يكون الحوت لديه حفلات نضطر إلي أن نقسم الفرقة الموسيقية إلي مجموعتين.. إلي
أن أصبح محمود عبدالعزيز يغني يومياً ويصادف في اليوم أنه يحيي ثلاث حفلات حتى أنه
يقول : لا تربطوا لي الحفلات يومياً.
فيما طالب عدد من (الحواتة) الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال
رئيس نادي الهلال برعاية الذكري الخامسة للأسطورة محمود عبدالعزيز، خاصة وأنه رعي
الذكري الرابعة لرحيل (الحوت) بإستاد الخرطوم
والتي زار بعدها والصحفية فاطمة الصادق منزل الراحل بحي
المزاد بالخرطوم بحري والتقيا بوالدته.
الجدير بالذكر أن الكاردينال كان قد أعلن في وقت سابق
عن تبرعه بقطعة أرض لتكون دار للحواتة.