............................
القديل يكشف الوصية الأخيرة للفنان الراحل محمود عبدالعزيز
..............................
الحوت لقاعدته الجماهيرية العريضة : (أبقوا الصمود ما تبقوا زيف)
.............................
جلس إليه : سراج النعيم
..................................
كشف الموسيقار يوسف القديل قصته مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، قال :
علاقتي بالحوت علاقة نغمية من الدرجة الأولي حيث أنني وضعت له ألحاناً لعدد
كبير من الأغاني التي صدح بها في حياته ووصلت في جملتها إلي الواحد
والثلاثين أغنية بعضها من كلماتي.
ماذا عن أول لقاء جمعك به؟
قال :
كان ذلك اللقاء الممتد من خلال أغنية (سيب عنادك) كلماتي والحاني، وقد
أختارها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ليتم تضمينها في ألبومه الغنائي
بإسم الأغنية سالفة الذكر، ثم تواصل التعامل بيننا في مجال الإنتاج الفني،
وهي كانت فترة خصبة جداً أنتجنا عبرها عدد كبير جداً من المطربين الشباب
آنذاك الوقت.
كيف استمر التعاون الفني بينك والحوت؟
قال : تواصل
التعاون الفني بيني ومحمود فكانت أغنية (لهيب الشوق) للشاعر إبراهيم احمد
إبراهيم التي حظيت أيضا بإسم الألبوم الثاني للفنان الراحل محمود
عبدالعزيز، وأغنية (بنريدها.. بنريدها) التي صاغ كلماتها إبراهيم احمد
إبراهيم وأعقب ذلك البوم (نور العيون) التي وضعت ألحانها وأغنية (تعب
الريدة)، وتوالت الثنائية من خلال البوم (ما تشيلي هم) وحوي الألبوم أيضاً
أغنيتي (خايفة من الريدة) كلمات الشاعر الراحل حسن الزبير وأغنيتي (حبيبي
ما سألت علي) كلمات إبراهيم محمد إبراهيم كما قمت بالإشراف والتوزيع حيث أن
الألبوم أخذ معنا فترة زمنية طويلة جدا نسبة إلي أنه كان نقلة في مسيرة
الفنان الراحل محمود عبدالعزيز حتى علي مستوي التنفيذ الموسيقي، مما جعله
يجد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وهو الألبوم الذي دفع الحواتة للالتفاف حول
الحوت كمطرب شاب، ومن هنا بدأ لقب محمود عبدالعزيز بـ( فنان الشباب الأول
)، وبعد ذلك تعاملت معه في البوم (عامل كيف) من كلمات عمر الشاعر و(طروني
ليه) كلمات عزمي أحمد خليل و(سلام الجفي) و(كتر في المحبة) هي جميعاً من
كلمات إبراهيم محمد إبراهيم والحاني، وهذا الألبوم وجد أيضاً القبول
المنقطع النظير، وزاد التفاف الشباب حول الفنان الراحل محمود عبدالعزيز
واعزو ذلك إلي أنه كان من الألبومات المميزة جداً.
واستمر إنتاجي معه
للألبومات فكان البوم (برتاح ليك) للشاعر عمر كمبلاوي والحاني التي أصبحت
من عيون الأغنيات لدي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وجاء بعده ألبوم (خوف
الوجع) الذي أصبح فيما بعد الوصية الأخيرة للحوت (أبقوا الصمود ما تبقوا
زيف) والأغنية عنوان الألبوم لها جمهورها ووضعها وسط كل الأغنيات التي صدح
بها الراحل بالإضافة إلي أغنية (عشان سمحة) و(ما بتقدري) كلمات الشاعر
الراحل حسن الزبير، وهو من اشرافي وتوزيعي ثم البوم (أتفضلي) كلمات يوسف
الأمين والحاني إلي جانب أغنية (مشروق بي همك) كلمات يوسف مراد و(بريدني
وبريدو) كلمات هشام عمر مالك و(توبة منك) كلمات معتصم ابوشنب و(ست الفرقان)
و(ام لهيج العسيل) كلمات الحبيب اليونسي وبقية الأغاني من الحان بعض
الملحنين.
هل عالجت الحان للفنان محمود عبدالعزيز؟
قال : بالفعل عالجت الحان وإعادة توزيعها والإشراف في نفس الوقت علي الألبوم.
ما هو تقييمك للتجربة؟
قال : يكفي أن الجمهور قال كلمته.. لذلك لم يتأثر بوقوف إنتاج الكاسيت ،
وواصل محمود عبدالعزيز تألقه في حفلات الشباك من خلال المسارح وكانت
الركيزة الأساسية في ذلك الألبومات التي أنتجتها معه عبر شركات الإنتاج
وكان عندما ننتج ألبوماً ونبدأ في توزيعه يقف الموزعين صفوفاً في شارع
الدكاترة للدرجة التي يغلقون معها الشارع العام، وكان التنظيم لاستلام
النسخ بواسطة الشرطة، وهذا أن دل فإنما يدل علي أنه كان نجماً مطلوباً في
كل ما ينتج، ومن القصص المثيرة حول ألبومات الحوت أن روابطه الممتدة في كل
بقاع السودان لا يستمعون لتلك الألبومات إلا في جلسة يلتف حولها الحواتة.
ما هي الفترة الزمنية التي عاشها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز غنائياً، وماذا كنت تحس خلال ذلك؟
قال : الحوت عاش فترة زمنية قصيرة لكنه أنتج فيها إنتاجاً غزيراً يوازي
إنتاج أكثر من عشرة فنانين، وبالتالي أستطاع أن يوثق لنفسه توثيقاً كاملاً
وشاملاً وهذا يؤكد أنه كان فناناً رسالياً غطي بها حتى الجانب الدرامي،
والموسيقي، الغنائي، التشكيلي، الاجتماعي والإنساني وجوانب آخري كثيرة
جداً، ومن كل ما ذهبت إليه استنتجت أنه يسابق في الزمن وكأنه كان يحس بقصر
حياته.
كم يبلغ عدد الألبومات التي أنتجت، ما عدد الألبومات التي أشرفت
عليها؟ قال : جملة الألبومات المنتجة (29) ألبوماً، والألبومات التي أشرفت
عليها ووزعتها وعالجت عدداً كبيراً من الألحان التي ضمنت في الألبومات
البالغ عددها أكثر من (18) ألبوماً.
كم عدد الأغاني التي وضعت لها الألحان؟
قال : تقريباً (29) أغنية خلاف أغنية (رأس السنة) و(للناشئين).
ما مصير الأعمال الغنائية التي جمعتك بالحوت في السنوات الماضية؟ قال : كل
الأعمال الغنائية محفوظة في وجدان الجمهور بكل تفاصيلها الدقيقة، فأصبحت
إضافة حقيقية لمكتبة الأغنية السودانية ومتاحة لكل من يود الاستماع للفنان
الراحل محمود عبدالعزيز في أي مكان، وزمان عبر الوسائط المختلفة.
من ناحية قانونية كيف تنظر إليه وما هي الرؤية المستقبلية؟
قال : من حيث الملكية الفكرية هو حق أصيل للشاعر والملحن، ولكن كي لا
يندثر لن أمنع أي فنان من ترديد أغنياتي بشرط عدم تشويهها، وأدائها بنفس
الطريقة التي غناها بها الحوت في حياته، أما إذا كان هنالك تسجيل أو بث عبر
الإذاعات أو الفضائيات يجب أن يتم بصورة رسمية قانونية تحفظ للشاعر
والملحن حقوقه الأدبية والمادية.
وماذا لوتم بث هذه الأعمال بصوت
الفنان الراحل محمود عبدالعزيز عبر الأجهزة الإعلامية علي إختلاف وسائطها؟
قال : البث داخل مدرسة الحوت لا مانع فيه.. كما أنني لا مانع عندي بالنسبة
لمن يتلمسوا الخطي في بداياتهم الفنية.
مدي صحة أن هنالك شركة اشترت أغاني الراحل منكم كشعراء وملحنين؟
قال : كان هنالك فكرة تصب رأساً في هذا الإطار، ولكنها لم تكتمل رغماً عن
أنها قطعت شوطاً كبيراً إلا أنها كانت مرتبطة بالفنان الراحل محمود
عبدالعزيز، وبعد وفاته لم تستمر الشركة في التفاوض معنا وعليه الفكرة شبه
صرف النظر عنها مع أن من بين البنود إحتكارية الأغاني حتى في البث، علماً
بأنه يتم بثها عبر الأجهزة الإعلامية ونأخذ منها حقوقنا المادية والأدبية
كاملة.
رأيك بصراحة في التجارب التي التقي فيها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز مع شعراء وملحنين آخرين؟
قال : التجارب الواضحة الناضجة التي إضافت في مسيرة الحوت إضافة مشهودة
بعد مشروع شركة حصاد للإنتاج الفني، هنالك الشاعر الراحل عوض جبريل الذي
قدم بعض الأغنيات الناجحة مثلاً (تعاين ليها) و(رغم بعدي برسل سلامي)
وغيرها من الأغاني التي سبقه عليها بالغناء بعض المطربين الشعبيين واجتراها
الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، بعد أن تم توزيعها برؤية جديدة ووجدت
إقبال من المتلقي في ألبوماته الأولي التي قامت من خلالها الفرقة الموسيقة
(البعد الخامس) في تنفيذها موسيقياً، ومن النماذج المميزة في هذا الإطار
البوم (سيب عنادك)، وتلاه (في بالي) الذي ضم فيه بعض الأغنيات للراحل
عبدالرحمن الريح، ومن التجارب أيضاً تجربة الشاعر الشاب هيثم عباس الذي قدم
أغنيات جيدة جداً، وهي كانت بصمة واضحة، وفيها ملامح نقلت الراحل محمود
عبدالعزيز في الموتيفات الموسيقية الجديدة، فساعد ذلك فرقة النورس التي
كانت تجلس في ورش لساعات طوال لتنفيذ عدد كبير جداً من الأغنيات، ضف إلي
ذلك الملحن الشاب ناصر عبدالعزيز الذي أيضاً قدم للحوت أعمال مميزة جداً.
وماذا عن التجارب الباقية؟
قال : التجارب التي أشرت لها تجارب خرجت عن المدرسة التي تميز بها الفنان
الراحل محمود عبدالعزيز علي مدي سنوات تجربته المليئة بالإبداع الخالد في
وجدان المتلقي، وهي لم تضف بل خصمت من التجربة لأن ما قدم من تجارب سبقتها
كانت تجارب قوية جداً وحظيت بقبول منقطع النظير علي كل المستويات المكونة
للأغنية نصاً ولحناً واداءاً وينطبق ذلك علي البومات (حنين) و(يا زول يا
طيب) و(مرت الأيام) لم يكونوا بمستوي الألبومات المنتجة قبلاً من حيث
اختيار الأعمال الغنائية المضمنة فيها، حيث أننا في تلك الفترة ابتعدنا
لظروف محددة من الحوت الذي اعتدنا مشاركته في اختيار النصوص التي يود
إنتاجها في الألبومات خاصة بعد أن آلت شركة البدوي لبشير السناري، فأصبح
إنتاج الألبومات يتم عبر مشرفين جدد ما جعل الرؤية تمتاز بالغموض فأخذت
المسألة طابع عدم الوضوح علي إعتقاد أن الحوت وصل إلي الجمهور ويمكن أن تجد
أية تجربة طريقها إليه حتى لو كانت دون المستوي إلا أن الجمهور لم يتقبلها
بمستوي الألبومات التي سبقتها وهي الفترة الذهبية في مسيرة الحوت
الغنائية، خاصة إذا عقدت مقارنة بينها وما أنتج في فترة الفنان الراحل
محمود عبدالعزيز الخصبة التي أنتج فيها علي سبيل المثال (برتاح ليك، نور
العيون، عامل كيف، ما تشيلي هم، واكتبي لي) وغيرها، ومن هنا أترحم علي
الفقيد محمود عبدالعزيز الذي نتمنى أن نحافظ علي الإرث الفني الكبير له.