.........................
ضحية يستجيب لرسالة المجرم الإلكتروني وفوزه بألفي يورو حتي إفلاسه
..........................
(هكرز) يسحب مبلغ مالي من حساب معلم سوداني بالفيس بوك
.........................
وقف عندها : سراج النعيم
................................
تبقى ظاهرة الإحتيال والإبتزاز الإلكتروني من الظواهر السالبة التي تعتبر جريمة يرتكبها المجرم الإلكتروني في حق الضحايا بإستخدام بعض الشرائح غير المسجلة لدى شركات الإتصالات أو البعض الآخر الذي يستخدم الأرقام الدولية أو إنشاء الحسابات بأسماء غير حقيقية، لذلك أصبحت الظاهرة تشكل خطراً علي المستهدفين وأسرهم والمجتمع المحيط بهم في مجال العمل أو الدراسة.
وبما أن الظاهرة في تنامي رأيت أن أفتح هذا الملف الساخن ومناقشته من الناحية القانونية خاصة فيما يختص بالإحتيال والإبتزاز الإلكتروني من خلال الرسائل النصية والإلكترونية الوهمية وخداع الناس مثلاً الفوز بجائزة مالية ونشر الصور ومقاطع الفيديوهات (الفاضحة)، ودائماً ما يستغل الجاني التقنية الحديثة ووسائط التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) لتحقيق مآربه منتهكاً الخصوصية عبر الشبكة العنكبوتية.
فيما ظلت (الدار) تحذر مراراً وتكراراً من الإستجابة إلي الرسائل النصية الوهمية أو الإلكترونية التي تشير إلي أن المرسل مجرماً إلكترونياً خطيراً، حيث يبعث بمثل هذه الرسائل إلي ضحاياه واهماً إياهم بأنه حول لهم رصيداً عن طريق الخطأ، ويطلب علي خلفية ذلك إعادته، ولا يتوقف المجرم الإلكتروني عند هذا الحد، بل يستحدث طرق أخري متطورة مثل إرسال الروابط الوهمية المتضمنة صورة الضحايا الذين إذا فتحوا الرابط فإنها تقود الضحية ﺇلي ﻣﻮﻗﻊ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭني تتم فيه عملية النصب والإحتيال وﺇﺷﻌﺎﺭ المستخدمين بأنه ﺗﻢ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺻﻮﺭﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺍﻻً تنتظرهم بإﺩﺧﺎﻝ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ أرقام حساباتهم المصرفية، لذا نجدد تحذيرنا للجميع علي عدم الإستجابة لهذه الرسائل، ﻭﻋﺪﻡ تمليك المجرم الإلكتروني أي معلومات تتعلق بالحسابات المصرفية.
وفي السياق قال الدكتور محمد زين محمد الخبير في القانون الدولي : المشرع السوداني أهتم بالجرائم الإلكترونية التي صدر في ظلها قانون يتصل بها في العام 2007م ويتكون من (8) فصول و(30 ) مادة، وعليه لابد من التأكيد بأن وسائل التقنية الحديثة مهمة جداً في الإستثمار والإعلام والصحافة للتواصل وتعزيز العلاقات اﻻجتماعية وتحقيق المنافع الإقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والفنية لإيصال صوت السودان للعالم الخارجي بالتوظيف الإيجابي، ويمكن اﻻستفادة منها في التوعية بشكل عام من حيث النواحي التعليمية والصحية والأمنية والشرطية والأخبار والإرشادات و إدارة الأزمات والكوارث وتقديم الخدمات الذكية للأطفال لحمايتهم من الإعتداءات، وهكذا أفرزت ثورة المعلوماتية تطوراً في مجال نظم الإلكترونيات وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل المعلومات والحواسيب والإنترنت والتي أضحى مستخدموه في تزايد كبير ليس على مستوى السودان لوحده إنما في كل أنحاء العالم، ولكن المؤسف أن الشبكة العنكبوتية حولها بعض ضعاف النفوس إلي مهدد لأمن المجتمع بالإستخدام السالب الذي يهدم نسيج المجتمع ويحقق في ذات الوقت هدف المجرم الإلكتروني.
فيما عاش الشاب خالد لحظات من السعادة الغامرة بعد أن وصلته في هاتفه الجوال عدداً من الرسائل النصية القصيرة تارة تؤكد أنه فاز بمبلغ مالي كبير وتارة آخري بسيارة فتعامل مع تلك الرسائل بكل جدية ظناً منه أن حلمه بدأ يتحقق مغيراً واقعه إلي واقع أفضل من المشقة في عمل تشييد المباني كحال الكثيرين الذين هم في مجتمعه الذي سعي في إطاره إلي نقل نفسه وأسرته إلي عالم الرخاء والرفاهية ولم يكن يتخيل أنها قد توصله إلي مرحلة متأخرة جداً من حياته الصحية.
وروي (خالد) قصته قائلاً : بدأت فصول هذه الحكاية الغريبة منذ اللحظة التي وصلتني فيها رسالة أثناء عملي (طلبة) وبما إنني أتعرض لهذا الموقف لأول مرة لذلك وجدت نفسي مستجيباً للرسائل علي أمل أن يتحسن وضعي المالي في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة ولم أكن أكذب الرسائل باعتبار أنها وصلتني من أرقام دولية تطلب مني الاتصال بها علي أساس إنني فزت معهم في مسابقة بمبلغ مالي كبير.
وأضاف : أول رسالة وصلتني كنت احمل علي كتفي (جركانة مليئة بالمونة) وقبل أن اقرأ محتواها وصلتني رسالة آخري تشير إلي أنني فزت بألفي يورو، وبالتالي يجب أن تكمل إجراءاتك المتمثلة في إرسال الإسم، وعنوان السكن في السودان، ولن تستطيع فعل ذلك، إلا من خلال الإتصال علي الرقم المرسلة منه الرسالة النصية وعند الإتصال سوف تسمع صافرة بعدها يعلمك الموظف بأن تقول اسمك بصوت عالي وواضح وعنوان إقامتك، وقبل أن أكمل البيانات المطلوبة أجد أن رصيدي قد أنتهي ما يضطرني ذلك لترك العمل بحي الأزهري بالخرطوم، والتوجه إلي محلات بيع الرصيد للشراء وكان أن اشتريت رصيداً في بادئ الأمر بـ(10) جنيهات، إلا أنها خلصت بنفس الطريقة السابقة، وهكذا إلي أن أصبح المبلغ المالي كبيراً جداً، ورغماً عن ذلك لم أيأس فتوجهت من حي الأزهر إلي غرب سوق ليبيا من أجل أن اقترض مبلغاً مالياً أشتري به رصيداً، وكان أن اشتريت بـ(20) جنيهاً حتى أتمكن من الرد علي رسالة تقول (رئيس شركة إتصالات شهيرة في السودان في إنتظارك بمطار الخرطوم لإستلام الجائزة)، وظللت علي هذا النحو إلي أن أنتهي كل المال الذي جنيته من عملي والذي اقترضته، أي إنني ظللت أفعل من الصباح حتي الساعة السادسة مساء، بعدها أصبت بالإرهاق ثم الإلتهاب الحاد بعد أن اشتريت لوحاً من الثلج، وتوجهت به إلي منزلي لكي (أترشرش) به من السخانة التي طفت فيها بعضاً من مناطق ومدن ولاية الخرطوم.
وعن المسابقة التي فاز بها حسب الرسائل قال : جاء في إحدي الرسائل إنني فزت في مسابقة لبنك مدريد، ورسالة آخري تؤكد إنني فزت بعربة، وعليّ إستلامها بمطار الخرطوم، المهم أن عدد الرسائل التي وصلتني (24) رسالة اتصلت بالبعض منها، كما إنني أجهدت نفسي بالبحث عن الرصيد الذي أرد به علي الرسائل للدرجة التي كدت في إطارها أن أفقد حياتي حيث إنني أشتريت لوحاً من الثلج، وبدأت ابلل به جسدي ما نتج عن ذلك إصابتي بإلتهاب حاد.
فيما وضح المعلم معاذ ، عملية الإحتيال الإلكتروني الذي تعرض له بصورة أكثر غرابة وقال : لدي حساب ببنك خرطومي شهير، تعرضت في إطاره لعملية احتيال من (هكرز)، يبدو أنه محترف جداً، حيث أنه انزل رابطاً عبارة عن هدية للزبائن، فدخلت علي الرابط، فوجدت أن به بيانات، وعندما بدأت اطالعها تفاجأت أنه سحب من حسابي (12,500) جنيه خلال سويعات معدودة من دخولي عليه بـ(الفيس بوك)، والشيء الذي استغرب له من وراء هذه العملية، هو إنني شخصياً مالك الحساب، لا يحق لي أن اسحب أكثر من (2000) جنيه، إلا أن الهكرز تمكن من سحب المبلغ في فترة زمنية وجيزة عبر تطبيق (الانبوك) من خلال ثلاثة محافظ إلكترونية، وعلي خلفية ذلك ابلغت إدارة البنك، فطلبوا مني أن أفتح بلاغاً لدي السلطات المختصة، وكان أن رفعت عريضة دعوي جنائية لدي وكالة نيابة جرائم المعلوماتية، ثم فتحت البلاغ بطرف مباحث جرائم المعلوماتية، وبعد التحري تمت مخاطبة بنك السودان المركزي، بالإضافة إلي شركتي الإتصالات الشهيرتين، وصدر أمر قبض في مواجهة ثلاثة أشخاص.
وأشار إلي أن (الهكرز) منشيء صفحة بنفس اسم (البنك)، وعندما أرسل رابط الهدية، وجدت أنه في شكل حقول، معتقداً أن صفحة الهكرز هي الصفحة الرسمية للبنك، فادخلت الباسوير، ثم رقم الحساب، الذي بدأ بعده في سحب المبلغ المالي، والذي هو مبلغاً مودع بطرفي أمانة من شقيقي الذي يود أن يشتري به (شيلة) زواجه، وأثناء عملية السحب كانت تأتي الي إشعارات السحب في دفعة واحدة، الأمر الذي حدا بي تعطيل (الانبوك)، وذلك بإدخال كلمة السر عدد من المرات.