.............................
إﺭﺟﺎﻉ طبيبة ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺭ
ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ إلي ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ بعد حجزها داخل غرفة
.............................
وقف عندها : سراج النعيم
............................
تابعت تداعيات القرار،
الذي أصدره دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي بعد أيام من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة،
يقضي القرار التنفيذي الذي وقع عليه بمنع دخول مواطني سبعة دول من بينها السودان، وبالرغم
ذلك، إلا أن بعض المطارات الأمريكية شهدت احتفالات ﺑﺪﺧﻮﻝ سيدة (ﻣﺤﺠﺒﺔ) من مطار (ﻟﻮﺱ
ﺃنجلوس)، وطالبة سودانية من مطار (نيويورك)، ورجل سوداني يرتدي الزى البلدي (جلباب)
و(عمامة) من مطار (واشنطون) وغيرها من القصص المحتفي بها عدداً من ﺍﻟﻤﻨﺪﺩﻭﻥ ﺑﻘﺮﺍﺭ
(ﺗﺮﺍﻣﺐ) ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﻨﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ دخول الولايات ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .
فيما وجد القرار
شجب وإدانة من ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ والمسلون، ﺇﺿﺎﻓﺔ إلي ﺁﻻﻑ تظاهروا
ضده، ولم يكتفوا بذلك، بل توجهوا صوب المطارات الأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﻴﻦ
بها.
هذا ووقفت عند فرحة
أحد السودانيين، بعد أن سمحت سلطات مطار (واشنطن) لوالده، الذي كان يرتدي الزي القومي
السوداني بالدخول، وكيف تعانق ذلك الشاب مع والده طويلاً وسط تصفيق الحضور، وذلك بعد
إنتظار أمتد لـ(30) ساعة.
بينما تعرض الكثير
من السودانيين لمواقف صعيبة بعدد من مطارات أمريكا، التي نفذت قرار (ترامب) الخاص بحظر
دخولهم للولايات المتحدة فور التوقيع عليه، وفي السياق قالت شهد كرم الله : من المؤسف
حقاً، إنني تكبدت خسائر مادية ومعنوية بسبب قرار منعنا الدخول إلي أمريكا.
وذات الأمر أكدته
فاطمة أبو القاسم قائلة : سافرت إلي الولايات المتحدة أكثر من مرة، زرت من خلالها أسرتي
المقيمة هناك، وكانت أنوي في هذه الزيارة أن أقضي مع شقيقي الطبيب العطلة الشتوية،
والذي كان لحظة وصولي في انتظاري بالمطار مع بقية أفراد أسرتي.
وتضيف : الشيء المدهش
في هذا القرار، هو أمريكا معروف عنها أنها دولة راعية لحقوق الإنسان، وقد أوقعت عقوبات
علي عدد من الدول بسبب حقوق الإنسان، فكيف تأتي هي وتخترق قواعد واتفاقية حقوق الإنسان
الدولية، لتمنع شخصاً أو أشخاصاً من الدخول إلي أراضيها بغرض زيارة أسرتهم المقيمين
بها أو الدراسة أول العمل؟.
ولم يتوقع الطبيب
السوداني الترمذي محمد صالح، المتخصص في طب الباطنية، أن يعيده قرار دونالد ترمب، الرئيس
الأميركي، من علي متن طائرة الخطوط الجوية القطرية أثناء توجهه إليها، إذ أنه استقل
الطائرة لحظة التوقيع علي الأمر التنفيذي رقم (13769) في البيت الأبيض الأمريكي.
وكان (الترمذي) مقيماً
في الولايات المتحدة منذ (3) سنوات، وأكمل خلالها تخصصه في طب الباطنية في إحدى الجامعات
الأميركية، ثم عاد إلي السودان لزيارة الأهل، قبل أن يشد رحاله مرة أخرى لاستلام وظيفته
الجديدة في أحد المستشفيات الأميركية، إلا أنه وجد نفسه عائداً إلي وطنه علي متن ذات
الطائرة.
وقال الترمذي : ذهبت
إلي الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات للتخصص في طب الباطنية، وبعد إكمال التخصص حظيت
بوظيفة في احدي المستشفيات الأمريكية، ثم أتيت إلي السودان لزيارة الأهل، وإكمال إجراءات
العمل بشكل قانوني.
وأردف : بعد أن قضيت
أياماً مع الأهل والأصدقاء هنا، ذهبت إلي السفارة الأمريكية بـ(الخرطوم)، وبعد المعاينات
حصلت علي تأشيرة الدخول، ثم أكملت الإجراءات، وشددت الرحال إلي هناك مساء (السبت) علي
متن الخطوط القطرية، متوجهاً إلي الولايات المتحدة، وعندما وطأت قدماي أرض المطار الأمريكي،
طلب مني موظفاً في إدارة الجوازات والهجرة الأميركية المغادرة إلي الطائرة، بعد أن
شرح لي حيثيات القرار.
لم يخف الطبيب السوداني
(الترمذي) دهشته من منعه السفر، رغم أنه يحمل تأشيرة دخول إلي الولايات المتحدة، صادرة
عن السفارة الأميركية بالعاصمة السودانية (الخرطوم)، ولم يكن يدور بخلده ولو لحظة واحدة
أن تمنعه السلطات الأمريكية من الدخول إلي أراضيها لمجرد أنه يحمل جواز سفر سوداني،
ومع هذا وذاك كان ينتظر بارقة أمل تعيد له مستقبله، المستقبل الذي خطط له في أمريكا،
مؤملا علي تدخل المستشفى الأمريكي، حتى يشفع له عند إدارة الجوازات والهجرة الأميركية.
وفي سياق متصل ﻏﺎﺩﺭﺕ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ (ﺳﻬﻰ ﺍﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ) البالغة من العمر (26 ﻋﺎﻣﺎً)، واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ مدينة (ﻛﻠﻴﻔﻼﻧﺪ
ﻛﻠﻴﻨﻚ)، ﺑﺘﺄﺷﻴﺮﺓ ﻋﻤﻞ، ﺑﻌﺪ الأﻣﺮ التنفيذي الذي وقعه ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ الأمريكي،
ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻤﻠﺔ علي هجرة ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺩﻭﻝ من بينها السودان.
وقالت (سهي) : عشت
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، إلي أن تعاقدت علي العمل ﻓﻲ أمريكا، ﻭكان من المفترض أن أكون ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ، إلا إنني ﻗﻄﻌﺖ ﺭحلتي ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ سماعي ﻷﻣﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ ﻣﻘﺘﺮﺡ
ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻣﺐ، وﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﻪ ﻳﻮﻡ (ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ) الماضية، والذي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﻈﺮﺍً ﻟﻤﺪﺓ (90) ﻳﻮﻣﺎً
علي ﺍﻟﺴﻔﺮ إلي ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻟﻴﺒﻴﺎ،
ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ .
واستطردت : ﺣﺼﻠﺖ
علي ﺗﺄﺷﻴﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ من ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ، ثم توجهت مباشرة ﺇلي أمريكا
ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ من يوم (اﻟﺴﺒﺖ)، وعندما ﻭﺻﻠﺖ مطار (ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ)، تم إيقافي من ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ
ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍلأﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، الذين قاموا بأخذي إلي ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻊ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺁﺧﺮﻳﻦ .
واسترسلت : إﻥ ﺳﻠﻄﺎﺕ
ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻘﺎبلني، طوال فترة إحتجازي لـ(10) ﺳﺎﻋﺎﺕ داخل ﻏﺮﻓﺔ بالمطار، وبالرغم من
أﻥ ﻣﻴﺎﻩ الشرب كانت موجودة، إلا إنني ﻟﻢ أكن ﻗﺎﺩﺭﺓ علي شربها، إلي جانب إنني لم أكن
قادرة علي تناﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، بالإضافة إلي أن السلطات الأمريكية منعتني ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺎتفي
السيار، الذي كنت أخفيه منهم في حقيبتي، هكذا إلي أن تم وضعي علي ﻣﺘﻦ الطائرة العائدة
ﺇلي ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.
وواصلت : بت الآن
غير ﻣﺘﺄﻛﺪﺓ ﺇﺫﺍ كنت سأعود إلي أمريكا أم لا؟، ولكن سأسعى للحصول علي ﺗﺄﺷﻴﺮﺓ ﻋﻤﻞ أﺧﺮي.
من جانبه، ﻗﺪﻡ ﻣﺤﺎﻣﻲ
السودانية (ﺳﻬﻰ) ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﺴﺎﺀ (اﻟﺴﺒﺖ)، ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ الأمريكية.
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻣﻦ
استغلال السودانية (سهي)، لطائرة الخطوط الجوية ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺃﺻﺪﺭ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺁﻥ (ﺩﻭﻧﻠﻲ) أمراً ﺑﻤﻨﻊ ﻭﻛﻼﺀ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇلي ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺘﺄﺷﻴﺮﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻟﺪﻳﻪ ﻃﻠﺐ ﻟﺠﻮﺀ ﻣﻌﺘﻤﺪ.
يذكر أن هجرة السودانيين
إلي الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، وبحسب إحصائيات غير
رسمية يبلغ عدد السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة أكثر من (100) ألف شخص.