من المؤسف حقاً،
ﺃﻥ تكون ﺣﺎﻻﺕ الحياد عن الطريق القويم تزداد يوماً تلو الآخر في المجتمع السوداني،
خاصة وسط النشء والشباب ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ من الجنسين، والأكثر أسفاً أن البعض منهم تخلي ﻋﻦ
العادات والتقاليد السودانية، متأثرين بعادات وتقاليد وافدة، قادتهم إلي اكتسابها،
دون تمسكهم بالقيم والأخلاق والمبادئ، مما قادهم للتفكير علي نحو سالب.
من المؤلم جداً غياب الدور التربوي، التوعوي والتثقيفي،
لأسباب كثيرة، وللقضاء عليها وعدم ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ عن سلبياتها ، حتي لا تصبح جزءاً من تكون
المجتمع السوداني، بعد أن أصبحت تتعمق فيه تدريجياً، دون أن تجد من يجتزها من جذورها،
وبالتالي تجد الطريق ممهداً أمامها، فتستفحل في أجساد النشء والشباب، ﻭﺗﺴﺘﻘﻮﻱ في المجتمع
السوداني، رغماً عن أنها ظواهر (هشة)، ويمكن تلافيها بالالتفات إليها بشكل جاد.
السؤال الذي يظل
قائماً لماذا لا تكون هنالك وقفة ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ الظواهر السالبة؟، وكيف وجدت الثقافات المغايرة
طريقها إلينا وتمضي بنا وفقاً لما ﺗﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ؟؟، الإجابة عندي
تتمثل في إننا نتمتع ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻲ استيعاب الكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، فضلاً عن إننا
نركن إلي ظواهر سالبة كثيرة، وذلك في ظل انفتاح ﻻ ﺿﺎﺑﻂ ولا رابط ﻟﻪ، ومن خلاله ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
القاصي والداني أن يرصد المتغيرات التي طرأت علي ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.
بما أن النشء والشباب
ابتعدوا عن الثقافة الإيجابية، فإن أسئلة تدور في ذهني، ولا أجد لها الإجابة، هل الظواهر
السالبة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ السوداني لها أسباب منطقية، أم أن المستجدات والبحث عن التطور هما
السبب الرئيسي في السلبية المريعة والمرعبة، التي تؤكد أنه من ﺍﻟﺴﻬﻞ اختراقنا باﻟﺘﺄﺛﻴﺮ؟،
وﻫﻞ للأوضاع ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية دوراً فيما يحدث، وما قد يحدث في المستقبل؟، وﻫﻞ نمضي نحو الأسوأ،
ﺃﻡ أنها سوف تقودنا بالاجتهاد ﻟﻸﻓﻀﻞ؟.
إن المجتمع السوداني
يعاني من الظواهر السالبة كثيراً، ومع استمراريتها انتقصت ﻣﻦ ﺭﺻﻴﺪﻩ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، والأمثلة
علي ذلك كثيرة منها إرتداء البنطال (السيستم)، (فلفلة) الشعر، مشاهدة الأفلام
الفاضحة، تعاطي المخدرات، وغيرها من السوالب التي غيرت في سلوكيات البعض، فأصبحوا يخدعون
الفتيات باسم الحب، وذلك بعد التعرف عليهن بشكل مباشر أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي،
والشواهد علي ذلك كثيرة، ومن بينها قصة شاب خدع شابة من أسرة ثرية ، بعد أن أخذت الأمر
مأخذ الجد، ودون أن تضع في حساباتها أنه قد يستغل ﺛﺮﺍﺀﻫﺎ لتحقيق أغراضه، كمساعدتها
له في دفع أقساط تخصه، وما أن حقق ما يصبو إليه، أصبح يتجاهل مكالماتها، ورسائلها النصية،
ويتحاشى الأماكن التي تجمعه بها، الأمر الذي جعلها تفكر في أن تطالبه باستعادة مبلغ
الأقساط، مما حدا بالشاب التحايل عليها واستمالتها باسم الحب، وعندما لم يجد منها رداً
يطمئنه، لوح بصورها التي كان يحتفظ بها، مشيراً إلي أنه لن يتورع في نشرها عبر وسائط
التواصل الاجتماعية، وبما أن تهديده يتعلق بصورها ونظرة المجتمع لها فيما بعد، اضطرت
إلي التنازل عن مطلبها، وآثرت الانزواء بعيداً عن الأنظار، والاكتفاء بالصمت، ومعاتبة
قلبها الذي جرفها نحو هذا التيار، متسائلة بينها ونفسها لماذا (خدعني)؟.
ومن أكثر الظواهر
السالبة التي استوقفتني كثيراً، هي ظاهرة تهرب فتيات من البقاء في منازلهن ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ،
وغيرها من المفارقات، لعدم تربية الأبناء تربية سليمة، تجعلهم ينشئون ﻣﺸﻮّﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ
والثقافة، ﻭﺗﻨﺪﺛﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ والأخلاق، وتزداد في أوساطهم ﺣﺎﻻﺕ (ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ)، التي تحتاج
إلي تدخلات ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ عاجلة، قبل أن تستفحل، وتصبح عادة يضيع معها مستقبلهن، فهنالك أسباب
معلومة وأخري غير معلومة.
ومن الأسباب الأقوى
إظهار بعض الآباء نهجاً مغايراً أمام الأبناء، الذين ربما يقلدونهم، حتى في تعاطي نوع
من أنواع (التبغ)، ولا يجدي بعد ذلك النصح بالإقلاع، إلي جانب ﺇﻗﺼﺎﺀ الأبناء ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً،
وعدم اصطحابهم للمناسبات، الأمر الذي يدفع الأبناء إلي مشاهدة القنوات الفضائية أو
التواصل مع الأصدقاء عبر وسائط التقنية الحديثة، التي يكتسبون من خلالها عادات وتقاليد
جديدة، لذا علي الآباء الاهتمام بتربية الأبناء، وعدم تركهم للعوامل الخارجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق