الاثنين، 9 يناير 2017

أم أحمد : تفاجأت بـ(الإيدز) وأنا حبلي بمولودي في شهري التاسع



وتتوالي القصص المثيرة والمخيفة عن مرضي الإيدز (5ـ5)
......................
زوج يطلق زوجته لإصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة بدولة عربية
........................
أم أحمد : تفاجأت بـ(الإيدز) وأنا حبلي بمولودي في شهري التاسع 
.............................
جلس إليهم : سراج النعيم
..........................
وتتواصل القصص الخاصة بانتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) حيث قال المتعايش مع المرض أبوعلي : في البداية كنت مغترباً في أحدي الدول العربية الغنية بالنفط، وكنت أعمل فيها وفق عقد أبرمته مع أحدي الشركات التي أمضيت فيها سنوات، إلا أنه في مرة من المرات قرر مدير الشركة إجراء فحص (الإيدز) لكل العاملين، وعندما تم ذلك جاءت النتيجة المفاجئة التي لم أكن أتخيلها في يوم من الأيام، والمتمثلة في إنتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة رغماً عن إنني متزوج ولا  اركتب المعاصي، فأنا أخاف خوفاً شديداً من الإبتلاء، لذلك تزوجت مبكراً جداً صوناً لنفسي، المهم أنني لم أصدق نتيجة فحص (الإيدز)، لذلك ذهبت إلي معمل التحاليل، وقمت بإجراء الفحص للمرة الثانية، فكانت النتيجة نفسها، الشيء الذي أدخلني في عامل نفسي صعب جداً ، حتى أنني فكرت جدياً في الإنتحار، خاصة وأن الأحلام التي كنت أرسمها تبخرت في كسر من الثانية، وإلي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك لا أتذكر كيفية إنتقال عدوي الفيروس لي، سوي أنني أشك في أنه تقلقل في جسدي عن طريق نقل دم أو مراجعة الأسنان، وبالتالي تم طردي من الشركة، وإعادتي إلي السودان الذي بدأت فيه مرحلة جديدة في حياتي لكي أستطيع التأقلم مع الفيروس وأول شيء فعلته هو تطليق زوجتي دون أن أفصح لها عن الأسباب، سوي أنني قلت لها بالحرف الواحد (النصيب أنقطع)، ولم أعد أحمل اتجاهك مشاعر إيجابية، فما كان منها لا وتدخل في نوبة بكاء فقمت بمغادرة المكان، لأنني لم أكن قادراً علي إحتمال هذا المشهد .
ويستمر : أحمدالله أنني طلقت زوجتي الأولي حتي لا أكون سبباً في تعاستها مدي الحياة، لذلك ارتبطت شرعاً بسيدة (متعايشة) مع مرض نقص المناعة (الايدز)، وبفضل الله العلي القدير أصبحنا نحب بعضنا البعض، كما أنه صار بيننا الكثير من الحنان الذي نخطط في إطاره إلي إنجاب المزيد من الأبناء.
وطالب الأجهزة الإعلامية المختلفة بضرورة إزالة الصورة السالبة المرسومة عن مرض (الإيدز) وأن يكونوا حلقة الوصل في محو أثار الوصمة بين المجتمع والمريض الذي من حقه أن ينعم بحياته بعيداً عن الكذب والتخفي وراء ستار أنه غير مصاب بالفيروس، وبالتالي على وسائل الإعلام أن تبث وتنشر صورة دقيقة وصحيحة عن الإيدز بعيداً عن الإثارة الرخيصة الهادفة لجذب المتلقي، معرباً عن أسفه في إنحصار تفكير الإعلام في نطاق ضيق لايخدم هذه القضية.
أما (أم أحمد) فقالت قصتها علي النحو التالي :ـ
علمت بمرضي صدفة، من خلال تحليل الدم في الشهر التاسع من حملي، وحينها ولدت بعملية قيصرية، وعند معرفتي بحقيقة مرضي (الإيدز) أصبت بإنهيار، ظللت علي إثره انكر واقعي المرير الذي سأظل أعيش فيه طوال عمري، حيث أن زوجي توفي تاركاً لي عبئاً ثقيلاً من المسؤوليات التي أنهكتني.
وقالت : ومنذ أن علمت بالإصابة بالفيروس، إلا وبدأت في تناول المهدئات علي مدي عام كامل إلي أن توفت  ابنتي الوحيدة بعيب خِلقي، فحمدت الله ومضيت في طريقي، ولم أخبر أحداً بمرضي سوى أفراد أسرتي، خوفاً من نظرة المجتمع وعدم رحمته لي.
وأضافت : وبفضل الله وجهود الجهة الداعمة لمرضي الإيدز أستطعت أن أتجاوز تلك المرحلة، بعد أن وجدت في الجهة المختصة برعاية مرضي (الإيدز) ضالتي المنشودة، فبدأت اندمج معهم تدريجياً بالمشاركة في الأنشطة والمحاضرات والمؤتمرات، بالإضافة إلي أنني مسئولة عن والدتي المريضة بـ(الفشل الكلوي) وأبي المريض بالسكري


سائق مركبة عامة ينزل طلاب بسبب تعريفة المواصلات

.......................
بعث عدد من المواطنين برسائل يشكون فيها إنزال بعض سائقي المركبات العامة للطلاب بحجة أن المقاعد المخصصة لهم قد امتلأت ولا مجال لهم سوي أن يستقلوا المركبة بالتعريفة المقررة لسائر الركاب.
ومن اكثر الرسائل المؤثرة الرسالة التي بعث بها ولي امر بعض الطلاب : لدي عدد من الأبناء ويدرسون في مراحل دراسية مختلفة لذا عندما شاهدت الكمساري يوقف المركبة ويطلب من (4) الطلاب النزول انتابني إحساس بالغبن، لذلك أريد أن أخاطب أصحاب المركبات العامة قبل أن أوجه رسالتي إلي المسئولين، أرجو أن يقدر السائقين الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بالكثير من الأسر، بالإضافة إلي زيادة قيمة التعريفة، بعد رفع الدعم عن المحروقات، وعليه ارجو ان يسقطوا كل ذلك وأن يفعلوا الجانب الإنساني، وأن يتعبروا هؤلاء الطلاب إخوانهم، الذين لا تستطيع أسرهم أن توفر لهم ترحيل خاص ، باعتبار أنهم يجمعون تعريفة المواصلات لأبنائهم يومياً بشق الأنفس، ضف إلي ذلك أن هنالك فاتورة أخرى، إلا وهي وجبة(الفطور).

ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ سودانية ﺗﺠﻮﺏ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺼﺮ







وقفت (الدار) علي توجه الكثير من ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ إلي مصر، وذلك من خلال استقلال سياراتهم ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، مستفيدين من ﺇﻓﺘﺘﺎﺡ ﻃﺮﻳﻘﻴﻦ ﺳﺮﻳﻌﻴﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﻣﻌﺒﺮ (ﺃﺷﻜﻴﺖ) ﻭﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﻣﻌﺒﺮ ﺃﺭﻗﻴﻦ.
فيما تحصلت (الدار) علي صور لشاب سوداني يرافقه ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ، إذ أنهم تمكنوا من الوصول إلي (ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ) ﺣﻲ (ﺍﻟﺪﻗﻲ) ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻱ.
وقال الشاب السوداني : إﻥ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ إلي (القاهرة) ﻣﻤﺘﻌﺔ، ﻭﻟﻢ أتعرض لأي ﻣﺸﻜﻠﺔ.
من جانب أخر، فقد تم إفتتاح ﻣﻌﺒﺮ (ﺇﺷﻜﻴﺖ- ﻗﺴﻄﻞ) ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014م، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻌﺒﺮ ﺑﺮﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺷﻤﺎﻝ (ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ) ﺑﺠﻨﻮﺏ (ﻣﺼﺮ)، وقد شهد الإفتتاح عبدالواحد يوسف وﺯﻳﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، وهاني ضاحي ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ، كما تم إفتتاح معبر (أرقين) ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 29 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2016م، ويربط ﺑﻴﻦ السودان ومصر ﻛﺜﺎﻧﻲ ﻣﻌﺒﺮ ﺑﺮﻱ.

أﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍن ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ‏يهدون مستشفي ابراهيم مالك ﻏﺮﻓﺔ طبية للأطفال






.............................
اهدي أطباء السودان بالخارج غرفة عناية مكثفة للأطفال ، مؤكدين أن المسافات ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﻓﺈﻥ حبهم للعمل الإنساني حاضراً حتي وهم في دول المهجر، مؤكدين أنهم ملائكة الرحمة، رغم تزايد هجرة الأطباء في الآونة الأخيرة ، ليصبحوا سفراء الإنسانية خارج السودان.
وفي سياق متصل أطلق عدد من أطباء السودان ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، واختصروا المبادرة تحت عنوان (ﻣﺮﺍﺳﻲ)، وعقدوا العزم علي أن ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﺃﻣﻞ ﻷﻃﺒﺎﺀ السودان في دول المجهر، وأن يبتعدوا بهذه المبادرة ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﺍ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﺐ والإنسانية.
وقال مؤسسو المبادرة : الفكرة الغرض منها الإسهام ﻓﻲ تخفيف معاناة المرضي، وبالتالي كانت هديتنا في ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺜﻔﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ (إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﺎﻟﻚ) ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، وهي ﺑﺴﻌﺔ ﺳﺘﺔ ﺳﺮﺍﻳﺮ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻬﺰﺓ ﺗﻨﻔﺲ ﺻﻨﺎﻋﻲ، ﻭأﺟﻬﺰﺓ ﺻﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻤﻀﺨﺎﺕ، ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﺗﻔﻮﻕ (1,5) ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ.
وتشير التفاصيل إلي أن الغرفة تمت وفقاً إلي ﺗﺒﺮﻋﺎﺕ أﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ، حيث ﺑﺪﺃ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺷﻬﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍلأﻃﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ منها ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ، ﻗﻄﺮ، ﻋﻤﺎﻥ، ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ، ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﺍﻳﺮﻟﻨﺪﺍ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، وبعد إكتمال المبلغ تم ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺗﺪﺷﻴﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍلتأﻫﻴﻞ ﻟﻠﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺜﻔﺔ بالمستشفي المعني، وﺟﺎﺀﺕ ﻟﺤﻈﺔ الميلاد ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 5 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2017 ﻡ.

اللواء شرطة خالد بن الوليد يفوج طلاب الدورة المدرسية






................................
أعلن اللواء شرطة خالد بن الوليد مدير الإدارة العامة لشرطة مرور السودان إكتمال تفويج الطلاب من كل الولايات إلى بحر أبيض، وذلك من خلال الدوريات وإسعافات الشرطة، مؤكداً جاهزية إدارته للتفويج الداخلي بين محليات ولاية النيل الأبيض، وذلك أثناء فعاليات الدورة المدرسية عبر شرطة مرور ولاية النيل الأبيض.
ووجدت هذه الخطوة إشادة من الطلاب المشاركين في الدورة المدرسية، مشيرين إلي أن شرطة المرور ظلت تجسد اسمى معاني الوطنية، لتحقيق البيئة الآمنة للطلاب المشاركين في الدورة المدرسية بولاية النيل الأبيض، وذلك عبر التفويج من ولايات السودان المختلفة إلي بحر أبيض معقل الدورة المدرسية حرصاً منها علي سلامة وأمن المواطن، وهي تدفع بهذا الإجراءات الإحترازية تحقيقاً لسلامة شريحة الطلاب وتأمين أكبر حدث وتجمع طلابي علي مستوى القطر.
من جهتها، ستقوم شرطة المرور بتفويج آخر داخل محليات ولاية النيل الأبيض وآخر عكسي عقب انتهاء الدورة المدرسية.

سراج النعيم : سلبيات في العام الجديد

كلما انقضي يوم من هذا العام الجديد، أجد أن ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ بدأت تتكرر دون أن نسعي إلي تلافيها، وهذه الأخطاء تبدأ بالاحتفالات والصرف عليها صرفاً بذخياً، والذي لا يساعد في تنمية وتطوير الأفكار الإيجابية، ﻭﺃﻥ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ جسيمة حيث ﻭﻗﻌﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ بكل سلبياتها، وأعزو ذلك إلي سياستنا ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ غير المدروسة التي لا تدعنا نتراجع عن الأخطاء، وإن كانت العودة إلي الحق فضيلة وشجاعة وفطنة، وحينما نعود للصواب فإننا نهدف إلي الإصلاح وإيجاد الحلول الناجزة التي تقودنا في الإتجاه الصحيح، بحيث أنه توجد ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻤﻨﻰ زوالها في ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭللأﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، فإن المتغيرات التي طرأت علي المشهد السوداني، لا تدع مجالاً للإبتعاد عن تلك السوالب المتطورة مع التطور الذي يشهده العالم بصورة متسارعة، ساهمت في تشويه صورة الواقع السوداني، الذي كان يتسم في وقت ماضٍ بالكرم والشجاعة، ولكن في الوقت الحاضر فقد بعضاً من قيمه وتقاليده التي عرف بها، الأمر الذي يفرض سؤالاً في غاية الأهمية، هل الظروف الاقتصادية والانفتاح علي الآخر والعالم الافتراضي سبباً وراء فقدنا مبادئنا وأخلاقنا التي توارت في غياهب المصير المجهول، أم أننا لم نعد نمتلك الإيمان الذي يقودنا للعودة إلي ما جبل عليه آبانا واجدادنا، فهل الوافد الجديد جعلنا نتغير لدرجة استباحة الأخ لأخيه والأخت لاختها، والإبن لابيه أو أمه، وهكذا الحال بالنسبة للأسرة الواحدة التي لا يحمل أفرادها من صلة الرحم سوي إرتباط الأسماء من خلال شهادات الميلاد، فلم يعد الواحد منا يتورع في أن يشهر بالثاني، وأن يمارس النميمة والقطيعة وأن يدوس عليه بكل ما يملك من قوة في سبيل تحقيق مصلحته.
لم نكن نستخدم العنف أو الظلم، بل كنا كالنخيل نثمر بالإنسانية والخير للآخرين ناهيك عن الأخ والأخت والوالد والوالدة، فطبيعتنا تمتاز بعزة النفس المستمدة من النيل، الأرض، التاريخ، والحضارة الشامخة، ولكن لم نكن ندع للعزة مجالاً لتأخذنا إلي ذلك المنحدر الخطير.
السؤال أين ذهبت صفاتنا المميزة المرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالكرم، الشجاعة، ﺍﻟﻤﺮﻭﺀة، ﺍﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮلة، والتي كانت تظهر في حكاوينا وقصصنا وأحاديثنا وأغانينا وتراثنا وارثنا، لعل الشعراء نظموا في إطارها نصوصاً غنائية مثل (عشي ﺍﻟﺒﺎﻳﺘﺎﺕ ﻭﺃﺧﻮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ)، وهي صفات يحملها الرجل السوداني، الذي لم يتوقف عطائه في دور العائل لأسرته الصغيرة أو الكبيرة، إنما تجاوزها بصفات تحمل في معانيها كنوز وقيم، فهو كان نعم الرجل الذي يستر ويحمي أخيه قبل أن يفعل مع نفسه، وكل الفتيات في هذا الحي أو ذاك هن أخواته، فيعطي نفسه حق الدفاع عنهن.
وفي ذات السياق روي لي صديقي هذه القصة قائلاً : كنت في إحدى دول الخليج وأثناء وجودي بها تعرض أخاً لنا للإصابة، مما اضطره الذهاب إلي المستشفي، وإجراء الفحوصات الطبية، التي شخص علي ضوئها الطبيب حالته، ثم كتب له روشتة، وعندما ذهب الممرض للصيدلية لاحضارها، كانت المفاجأة أن الدواء لايوجد، فما كان منه إلا وأخبر المريض بذلك، طالباً منه الإتصال بقريب من أقربائه لكي يأتي إليه ويأخذ الروشته لصرفها من أي صيدلية أخري، فأكد له المريض السوداني بأن لا أهل له في هذه الدولة، ثم أضاف : أرجو أن تذهب إلي خارج المستشفي، وتوقف أي سوداني يمر بشارعها، وما عليك إلا أن تحدثه بما جري معي، ومن ثم سلمه هذه الروشته، ماذهب إليه المريض السوداني أدخل الممرض في حيرة شديدة ، الشيء الذي حدا به أن يعتقد أن المريض السوداني إنساناً مختلاً عقلياً، إلا أنه ورغماً عن ذلك نفذ مطلبه، وخرج من المستشفي، وعندما شاهد سودانياً أوقفه، ثم روي له قصة المريض السوداني، ومن ثم دفع له بالروشتة المراد صرفها من الصيدلية، فلم يتوان ذلك السوداني في أخذ الروشتة والتوجه بها إلي إحدى الصيدليات، بينما ظل ذلك الممرض يراقب الموقف من علي البعد غير مصدقاً، وما أن مرت سويعات، إلا وذهل الممرض من امتلأ غرفة ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺭ السودانيين، فما كان من الممرض إلا أن يوجه سؤالاً إلي المريض السوداني مفاده الم يسبق أن قلت لي انه ليس لديك أهل في هذه الدولة، فأبتسم المريض السوداني قبل أن يرد قائلاً : (ﺻﺪﻗﻨﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻨﻬﻢ).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...