الخرطوم : سراج النعيم
ظلت برامج التقانة الحديثة ومنذ ظهورها تنتج بعضاً من الظواهر السالبة الدخيلة
علي المجتمع السوداني المحافظ وبما أننا كذلك وجدت نفسي مستغرباً للإعلان الذي نشره
احد الشباب كاتباً فيه ما يلي : ( للجادات فقط : شاب يرغب بالزواج ملتزم دينيا ومن
أسرة عريقة يبحث عن فتاة مبسوطة الحال من اللائي أنعم الله عليهن بالمال ذات خلق ودين
ترغب بالسترة والعفاف ويشترط أن تكون خالية من الأمراض والعيوب الخلقية لديها سكن ملك
عمرها ما بين ( 24-27 عاماً ) علي الراغبة مراسلة البريد الإلكتروني بالسيرة الذاتية
+ صورة فوتغرافية + صورة أثبات الشخصية ( جنسية) + بطاقة شخصية).
وبما أن الإعلان غير مألوف اجبرت علي معرفة الآراء حوله وهل التقانة
الحديثة السبب وراء لجوء الشاب لهذه الطريقة
المثيرة للاهتمام أم أن مثل هذه الإعلانات الغرض منها الحد من تنامي ظاهرة الفتيات
العازبات أم أن وسائط التواصل الاجتماعي جعلت من نمط الحياة اشبه بالنمط الغربي الذي
لا تحكمه عادات أو تقاليد تجعله يحطاط من السوالب التي غالباً ما تشكل هاجساً يؤرق
مضاجع أسرهن ويهدد المجتمع خاصة من فاتهن قطار الزواج.
وقالت كوثر البالغة من العمر (
24عاماً) : حقيقة الظاهرة خطيرة ومثيرة للتوجس وطرح التساؤلات نحو الحاضر والمستقبل
والاثر الذي تتركه علي المجتمع.
فيما قالت هويدا البالغة من العمر ( 35 عاماً ) : كلما مر عام اتخوف من شبح
( العنوسة) خاصة وأنني لا أملك وظيفة يمكنني أن اصرف منها علي نفسي في ظل الظروف الاقتصادية
القاهرة لذلك ارفض مثل هذه الإعلانات المستفزة.
وأضافت وجدان خريجة جامعية : إعلان الشاب الراغب في الزواج إعلان خالي من
الموضوعية وفيه إستقلال لعزوف الشباب عن الزواج فأنا وشقيقاتي الستة لم نتزوج وبلا
عمل مما يجعلنا عبئاً ثقيلاً علي والدي واشقائي الذين يوفرون لنا مستلزماتنا رغماً
عن الظروف المحيطة بنا.
ورفضت إيمان البالغة من العمر ( 40عاماً ) الموظفة بإحدي الشركات رفضت فكرة
ذلك الشاب في الزواج قائلة : المجتمع السوداني مجتمع محافظ ولا يحب مثل هذه الافكار
المتحررة الغربية التي أصبحت متفشية بالمواقع الاسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي ومهما
بلغت الفتاة السودانية من ثروة لن تقبل الزواج بهذه الطريقة المهينة لكرامتها.
وأبدت إجلال البالغة من العمر (25عاماً ) قلقها من تفكير الشباب في الزواج
بهذه الطريقة التي لن تبعد شبح ( العنوسة) عن الفتيات بالرغم من أن معظمهن مازلن في
مقتبل العمر إلا أن البطالة تعمق فيهن الإحساس السالب.
وتقول الدكتورة حرم شداد خبيرة علم الإجتماع : الإعلان الذي نشره ذلك الشاب
تلعب فيه الظروف الاقتصادية دوراً كبيراً إذ أنها السبب الرئيسي وراء عزوف الشباب عن
الزواج ومتطلباته المتمثلة في غلاء المهور وتجهيزات عش الزوجية وإيجار صالات الافراح
وغيرها مما يشكل ذلك عقبة امامهم.
وتؤكد ان الإعلان يدعو إلي مداعبة
اشواق وآمال الفتيات العازبات للزواج ولكن بالطريقة التي يرغب فيها الشاب لعلمه بأن
هنالك شريحة كبيرة من اللواتي فاتهن قطار الزواج أو يقفن في الصف يواجهن ذلك الواقع
بكثير من التوجس والقلق.