الخرطوم :
سراج النعيم
كشف الشاعر بابكر الشريف طيفور البالغ من العمر ( 73 ) عاماً تفاصيل قضيته
ضد شعراء أحياء وأموات اتهمهم بالتعدي علي نصوص غنائية قبل سنوات وسنوات وهي نصوص شهيرة
في مقدمتها ( لو أعيش زول ليهو قيمة ) للفنان الراحل عبدالعزيز العميري.. و( حب
الناس ) للفنان الراحل الأمين عبدالغفار وأخريات.
قال : بدأت قصتي بعد أن شددت الرحال إلي ليبيا في العام 1972م وبعد غربة طويلة
عدت للبلاد في العام 1980م.
وأضاف : كنت في منتصف ثمانينات القرن الماضي لدي كتابات شعرية منذ العام
1969م سجلتها بخط يدي.. سمعت بعضاً منها بأصوات فنانين كبار في الحركة الفنية
أبرزهم الراحلين عبدالعزيز العميري والأمين عبدالغفار وآخرين.. وعند عودتي للسودان
بدأت في البحث عن الكيفية التي أعيد بها النصوص في اسمي مجدداً.. فأول خطوة
اتبعتها هي أنني ذهبت للفنان الأمين عبدالغفار وسألته عن الشاعر الذي سلمه نصوص (
حب الناس، آه يا أنا) وغيرهما؟ فقال : تم إيداع النصوص بطرفي من قبل شخص ما لم
يشير إلي أسمه.. وكان أن غادرت منزله في ذلك الوقت عائداً إلي مسقط رأسي باعتبار
أنني مرتبط بأسرتي ومنذ ذلك الزمن وحتى العام 2006م كنت مهموماً بالأسرة إلي أن
أتي قانون الملكية الفكرية.
وأردف : في العام سالف الذكر عدت للخرطوم من الاغتراب وعرضت دفتر أشعاري
علي الأمين العام للمصنفات الأدبية والفنية السابق.. وكان أن أطلع علي النصوص
الشعرية خاصتي بما فيها النصوص المغناة وبعد ذلك قررت أن اتخذ الإجراءات القانونية
ضد من اتهمهم بالاعتداء.. وكان أن رفعت عريضة دعوي ضد الشاعر الصادق الياس وقاسم
الحاج وسيداحمد مكي وأمام قاضي محكمة الملكية الفكرية بدأت الجلسات التي أحضرت في
إطارها شهودي الذين من بينهم شاهد علي تسليمي لنص ( لو أعيش زول ليهو قيمة )
للفنان الراحل عبدالعزيز العميري الذي عرفني هو به في حي ( البترول ) بمدينة
الأبيض وصادف ذلك (عيد العلم) الذي كان يقام سنوياً أبان حكم الرئيس الراحل
النميري.. ومن ساعتها لم أقابل العميري مرة ثانية إلي أن توفي في العام 1999م.
ومضي : كان شاهدي قد أدلي بإفاداته أمام المحكمة وأستدل من خلالها بقصيدة
كتبتها في أبنته وأكد أنه سلم معي قصيدة ( لو أعيش زول ليهو قيمة ) للفنان الراحل
العميري أما بالنسبة لشاهدة الدكتور يوسف حسن الصديق ملحن الأغنية قال : استلمت
النص من عبدالرحيم القني فسأله القاضي هل الشخص الذي ذكرته في شهادتك أشار إلي
شاعر القصيدة؟ فكان رده علي النحو التالي : أنه لم يذكر له اسم شاعر.. المهم أن
النص ملحناً وصل للعميري عبره واستمعت المحكمة لشهود الدفاع الذين من بينهم
الأستاذ محمد يوسف موسي رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية ومن ثم قررت المحكمة
شطب القضية.
والسبب الذي جعلني لا أستمر في هذه القضية وفاة الفنان الأمين عبدالغفار.
رغماً عن أنني استأنفت الحكم إلا أن القرار جاء مؤيداً لقرار محكمة
الموضوع.
ماذا عن ديوان الشعر (رفات علي دموع الماضي ) الذي طبعته ووزعته عبر
المكتبات وتضمن النصوص الغنائية موضوع القضية المشطوبة؟ قال : الديوان تمت إجازته
من المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية مع الإشادة بالقصائد التي حواها
الديوان ومن ثم صنفته في اسمي وتم منحي رقم إيداع ومن ثم طبعته ووزعته في المكتبات.
هل كانت هنالك ردة فعل علي طباعة النصوص الغنائية المعروفة للمتلقي بأسماء
شعراء كبار في الحركتين الثقافية والفنية؟ قال : ردة الفعل لم تكن لطباعتي للديوان
بل جاءات بعد أن اتخذت الإجراءات القانونية في مواجهة من أشرت لهم مسبقاً.. ولم
اطلب شهادة من أجازوا أو صنفوا الديوان في المحكمة باعتبار أنني امتلك منهم
مستندات تؤكد صحة ما ادعيته في خصوص تلك النصوص الغنائية.. التي اتبعت فيها كل
الخطوات القانونية بالمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية.
وماذا بعد ذلك؟ قال : تم الطعن في ديوان ( رفات علي دموع الماضي ).. طعناً
إدارياً من طرف المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية أثناء سير القضية بمحكمة
الملكية الفكرية بالخرطوم.. وهذا الطعن تم بعد أن تم إعفاء الأستاذ التجاني حاج
موسي من منصب الأمين العام.. وجاء في الطعن أن الديوان غير صحيح بحكم أنه يضم نصوص
غنائية خاصة بشعراء آخرين
هل الطعن في الديوان أوقفه من الطباعة والنشر؟ قال : بكل تأكيد تم إيقاف
الديوان بأمر من المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية.