الاثنين، 18 فبراير 2013

طفل يسدد لشقيقه ضربة جون سينا القاضية فيدخله المستشفى

 

الخرطوم : سراج النعيم

أقدم طفل صغير على تسديد الضربة القاضية لشقيقه (الطفل) وذلك على طريقة المصارع الألمع (جون سينا) نجم نجوم أبطال الدبليو ما أدي إلي تعرضه لانتفاخ في البطن قرر على اثره الأطباء ان تجري له عملية جراحية في (المصران) نسبة إلي أن نتائج الفحوصات الطبية أثبتت ان الانتفاخ ناجم عن الأثر الذي أحدثته الضربة التي وجهها له شقيقه بقبضة اليد على البطن.
وبالعودة لوقائع الحادثة الخطيرة نجد ان الطفلين كانا يقلدان في النجم جون سينا الذي ظلا يتابعان مبارياته من على شاشات القنوات الفضائية المتخصصة خاصة بعد الانفتاح الكبير الذي شهده العالم بصورة عامة وهو الانفتاح الذي حدث بمقتضاه هذا التطور المشهود للتقنية الحديثة من واقع (العولمة).
وفي سياق متصل حذرت الأستاذة سلافه بسطاوي خبيرة علم النفس الأسر من مغبة تقليد الأطفال لأبطال الدبليو بعد مشاهدتهم من خلال القنوات الفضائية التي أصبحت تتسابق في نشر ثقافة العنف وسط هذه الفئة التي لا تعي من قريب أو بعيد خطورة تقليد المصارعين مستشهدة بالتحذير الذي يطلقه أبطال الدبليو من خلال الترويج لهذه اللعبة التي تمتاز بالعنف المطلق الذي يميل إليه الأطفال من واقع التقليد دون الدراية بالخطورة الناجمة عن سلك هذا الطريق الذي ترتكز فيه اللعبة ارتكازاً كلياً على استخدام العنف الذي يصل في الكثير من الجولات إلي الاستعانة بالآلات الصلبة كالسلالم والكراسي بالإضافة إلي القفز من الأماكن العالية والي آخره.
وأضافت: تأثير المصارعة والتأثر بنجومها يترك مردود سالب علي الأطفال الذين بدأ تأثرهم بشكل واضح عندما سرت شائعة بوفاة المصارع النجم (جون سينا) الشيء الذي ادخل الكثير من أطفال السودان في حزن عميق قاد البعض منهم إلي مقاطعة القنوات الفضائية التي جبلوا علي متابعة جولات المصارعة من خلالها ولم تكتف بذلك بل ذهبت إلي ابعد من ذلك حيث أصبحت تتنافس في بث العروض الأعنف لأبطال الدبليو الذين أصبحوا يعرفون أسمائهم واحدا ًتلو الآخر كما أنهم يعرفون عنهم كل كبيرة وصغيرة بما في ذلك حياتهم الخاصة التي أضحت بعض القنوات الفضائية تخصص لها برامج تعكس فيها ما يدور في حياتهم من خلف الكواليس وبالتالي أصبح الأطفال يعمدون إلي تطبيق ما تجود به أفكار أبطال المصارعة في جولات الحلبة بالاعتداء علي الأشقاء في المنزل كالحالة التي تتطرقون إليها الآن أو الزملاء في المدرسة ففي الوقت السابق كان التقليد محصوراً في العنف الذي تبثه القنوات الفضائية من خلال الأفلام والتمثيليات والمسلسلات.


"العدل والمساواة" تؤكد دخول قوات جهادية مالية إلى ولاية شمال دارفور

قالت حركة "العدل والمساواة" السودانية، إنها رصدت ووثقت تحركات مليشيات عسكرية من دولة مالى فى جنوب مدينة (كتم) بولاية شمال دارفور، لتؤكد الحركة بذلك ما أطلقته سابقا مع حركات أخرى بأن قوات جهادية هاربة من شمال مالى وصلت إلى المنطقة بعد ضرب مواقعها من الجيش الفرنسى.
وأشارت الحركة، فى بيان نشرته صحيفة "سودان تربيون" الصادرة اليوم الاثنين بالخرطوم، إلى أن تلك المليشيات منتشرة فى عدة مواقع بشمال دارفور، وتم رصدها مساء أمس الأحد، أثناء تحرك القوات المالية فى جنوب كتم مع مليشيات (أبو طيرة)، وهى مليشيات تابعة للحكومة السودانية، وتقاتل إلى جانب القوات النظامية ضد الحركات المسلحة، حسب البيان.
وقال المتحدث باسم الحركة جبريل آدم بلال "تمكنا من أخذ صورهم من أماكن مختلفة، ولن ندعهم يختفوا عن الأنظار حتى نضع لهم حدا"، لافتا إلى أن دارفور لن تكون أقل خطرا عليهم من مالى بعدما أصبحوا جزءا من قوات (أبو طيرة).
اليوم السابع

العاملون بجامعة الخرطوم يتوقفون عن العمل غداً لمدة أسبوع

أكد " حماد حمّيدة حماد" الأمين العام للهيئة النقابية للعاملين بجامعة الخرطوم، توقف كل العاملين بالجامعة غداً الثلاثاء ولمدة أسبوع، فيما أيدت النقابة العامة للعاملين بالتعليم العالي الأمر باعتباره قانونياً لاستنفاد كل الخطوات المطلوبة لتسديد الاستحقاقات.
وقال " حماد " في تصريحات عقب اجتماع لنقابة التعليم العالي أمس بحضور الجهات ذات الصلة، إن الاجتماع طرح مشكلة متأخرات حوافز وبدلات العاملين بالجامعة وخرج بتأييد خطوة التوقف عن العمل، إضافةً لموافقة المكتب التنفيذي للنقابة العامة والمجلس القومي للتعليم العالي، وأبان أن كل هذه التأييدات السابقة والحالية منحت الإضراب الصبغة القانونية، وأضاف بأنه جاء بسبب تعنت وزارة المالية في دفع الاستحقاقات، وقال إنّ صاحب الصوت العالي هو من يجد حقه ويستجاب له .
الرأي العام

كشف تفاصيل جديدة عن «3» آلاف طفل سوداني بمعسكر «ماك موم» على الحدود مع يوغندا

كشف تفاصيل جديدة عن «3» آلاف طفل سوداني بمعسكر «ماك موم» على الحدود مع يوغندا

كشف المؤتمر الوطني تفاصيل جديدة عن تجنيد الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب أكثر من «3» آلاف طفل سوداني قسراً، وأكد أن الأطفال يوجدون الآن في منطقة «ماك موم» على الحدود بين دولة الجنوب ويوغندا، واتهم صراحةً كمبالا بالضلوع في تجنيد الأطفال، ووصف أوضاع الأطفال بالخطيرة، وطالب بتدخل المجتمع الدولي لإعادة الأطفال لذويهم.وأكد عزمهم إثارة القضية أمام مجلس حقوق الإنسان خلال الدورة المقبلة. واعتبر أمين المنظمات بالوطني عادل عوض في تصريحات له أمس قضية اختطاف الأطفال عملاً ليس جديداً على الجيش الشعبي، ووصف ذلك بالتطور الخطير ويتنافى مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن قوات الحركة الشعبية مارست تلك الأعمال من قبل، ودعا الصليب الأحمر الدولي إلى زيارة المنطقة والوقوف على حالة الأطفال، كما دعا المنظمات الدولية للتدخل وإنقاذ الأطفال.
صحيفة الانتباهة

عاجل : وفاة الأستاذ فتحي شيلا

image

أحد القيادات البارزة بحزب المؤتمر الوطني

توفي الى رحمة مولاه صباح اليوم الأستاذ فتح الرحمن إبراهيم شيلا ، بعد معاناة قصيرة مع المرض ، وهو أحد القيادات البارزة بحزب المؤتمر الوطني و أمين دائرة الإعلام بالمجلس الوطني .




الأحد، 17 فبراير 2013

إلغاء مواقف الإستاد والسكة حديد .



ومحطات دائرية لنقل المواطنين بالخرطوم ..!
image
إلغاء مواقف الإستاد والسكة حديد .. أعلنت ولاية الخرطوم عن سياسات وضوابط جديدة لعمل وسائل النقل بالولاية وكشفت عن إلغاء كافة الموقف الثابتة في وسط الخرطوم بما فيها موقف الإستاد والسكة حديد " كركر سابقاً " وحددت محطات ربط سريعة لا يتجاوز زمن الوقوف فيها مدة (10) دقائق على ان ترتبط هذه المحطات الثلاث " شروني - السلمة - الإستاد " بخطوط دائرية تنقل المواطنين داخل المركز .
وأشار الخضر خلال تدشينه امس لمحطة الربط السريع بميدان شروني الدفعة الأولى من الحافلات والميني بص (32) مركبة ، بجانب صيانة (671) بصاً من اسطول بصات الولاية ، لافتاً النظر الى ادخال سائقي الحافلات تحت مظلة التأمين الصحي ، وأكد الخضر منعهم لممارسة اي نشاط تجاري او خدمي داخل هذه المحطات ، منوها الى ان سلطات محلية الخرطوم ستشرع في تعويض " الفريشة " المسجلين لديها بمواقع بديلة مع إمهالهم شهر لتوفيق اوضاعهم ، واضاف انهم سيفتحون باب الترخيص للعربات الملاكي لتعمل في مجال النقل الطارئ بعد الإلتزام بشروط الترخيص ، بجانب إستجابته لمطالب نقابة الحافلات وتوجيه المحليات بخفض الرسوم المفروضة عليهم .
صحيفة آخر لحظة

ذكري رحيل العملاق محمد وردي



الكاتب الراحل عبده يوسف صالح .. غادر الدنيا قبل محمد وردي .. ولكنه ترك لنا سفراً ضخماً سطره عن حياته وفن محمد وردي ولم يترك شاردة أو واردة الا وتوقف عندها ..فهو قال في مقدمة كتابه (يسعدني أن أقف شاكراً ومقدراً للكاتب لما قدمه لفن وتاريخ (( وردي )) من خدمات كبيرة راجين أن يحوز على رضاكم .)الى كل من نبض قلبه حباً وعشقاً وإعجاباً بالفنان محمد وردي نهدي هذا التوثيق الذي يحمل بين سطوره المسيرة الرائعة لأحد المعجزات الفنية التي ظهرت في عصرنـا الحديث ...الشعب السوداني عرف الفنان المبدع الأستاذ/ محمد وردي وصفق له من خلال أغنياته العزيزة والخالدة ، وهو فنان السودان الأول والموسيقار الحائز على جائزة نيرودا .. هو صانع الغناء الحديث ورائده الأول ، مسيرته الفنية والوطنية كانت مشواراً طويلاً تعاقبت فيه أجيال على السودان ... أسهم بإبداعه وفكره وجهده في القصيدة الوطنية وحملها تاريخ كفاح ومجاهدات شعبنا السوداني منذ فجر التاريخ منذ بعانخي مروراً بملاحم كرري وأم دبيكرات ومعارك الاستقلال منذ ثورة ود حبوبة وكفاح جمعية اللواء الأبيض ونضال الخريجين بقيادة أزهري ورفاقه.

البداية الفنية:

فتح عينه على الدنيا في بيئة امتزج فيها الحرمان بالعطف المتدفق ، تمثل جانب الحرمان في فقدانه لوالدته السيدة / بتول أحمد بدر شريف ، وهو رضيع وتدفقت شلالات العطف لتعوضه عن ذلك الحرمان المبكر ، كان عمره حوالى السنة عندما فقد أمه ، عاش بعدها مع أهل والده مع أن العادة جرت أن يعيش الطفل اليتيم مع أهل أمه التي فقدها خاصة وهي ابنة العمدة لكن جاء الإصرار من أهل أبيه أن يشملوه برعايتهم ، وكان أبوه عثمان حسن صالح ، ليس له شيء في الدنيا غير زراعته ، يطوقه بعطف غير عادي ويسعى لتعويضه عن فقدان أمه . كان جده لأمه وجده لأبيه على قيد الحياة اللذان أحاطاه بالرعاية بعد وفاة والده بسبب الإلتهاب الرئوي عام 1941م ، كفله بعد ذلك عمه صالح وردي وهو مساعد طبي قبل وفاة والده وعمره تسع سنوات ، يذكر وهو صغير كانت لديه هواية الغناء خاصة عندما يذهب الى جزيرة (( واوسي بصواردة)) التي كان يزرعها أهل البلدة ولد الفنان (( محمد وردي)) في قرية صواردة على بعد 207كلم جنوب وادي حلفا في 19يوليو 1932م .

رغبة وردي في تعلم الطنبور:

الصورة الغنائية التي تمر على الأذهان من تلك الفترة تتلخص في غناء غير مرتب كان يسمع في المنازل والمناسبات الإجتماعية والعملية من أعراس ، حفلات ، ختان ، موسم حصاد ، وهو في الأساس غناء أهل المراكب ،، كان الغناء باللغة العربية وبالرطانة أو اللهجات المحلية .. منطقة صواردة مشهورة عموماً بأنها بيئة فنية غنائية يحترم أهلها الصوت الجميل .. في تلك الفترة تفتحت رغبة وردي في تعلم الطنبور .. الآلة الموسيقية الوحيدة المتاحة في المنطقة وتقليد عمه عبدون أحمد .. قام عمه بتنفيذ وصية والد وردي بإدخاله المدرسة وذلك عام 1942م في (عبري) التي تبعد مسافة 28كلم من صواردة ومكث بالداخلية ومعه رغبته في تعلم الطنبور .. ويذكر أنه وجد مساعد طباخ (مرمطون) يدعى / عوض عبدالغني من قرية ( عمارة ) شمال عبري ، كان لديه طنبور ويطلب منه غسيل صحون الطلاب كلها(100 طالباً يومياً) قبل أن يسمح له بإستعارة طنبوره لمدة ساعة من الزمان .. وقد بذل وردي جهداً كبيراً لدرجة أنه أصبح يتقن العزف على الطنبور أكثر من صاحبه ..

صوت سمح:

وعندما انتقل وردي الى السنة الثانية في المدرسة ، كان لديهم ناظر اسمه / إبراهيم عمر النحاس ، كان يمر على الداخليات ويقف قرب غرفة وردي عندما يغني ويضرب الشباك بعصاه .. وعندما يفتح وردي النافذة يسأله (( ما تخاف يا محمد ... أنت بتقول شنو؟ )) يرد وردي بقوله : (( أمدح)) فيضيف : صوتك سمح ... أمدح .. وأحياناً كان يأخذ وردي من فصله الى السنة الرابعة كي يقرأ القرآن ... وكان يقول لوردي ... يا ولدي أنت يا تصبح غناي أو ممثل ..وكان هناك الشيخ / محمد مكي (( ناظر مدرسة قبة سليم الصغرى )) الذي ساعد وردي في تجويد اللغة العربية وهو جده من جهة والدته ، خريج الأزهر ولغوي فصيح درس وردي على يديه النحو والصرف والبلاغة وألفية ابن مالك ومتن الأجرومية ...

مشوار وردي الفني:

بدأ وردي في الإذاعة بالدرجة الرابعة حسب النظام المتبع ، وكانت الحفلات تقدم حية بمعاونة أوركسترا الإذاعة والكورس الخاص بها في ذلك الوقت ، ولكل فنان حق المشاركة في هذه الحفلات الحية مرة واحدة كل ثلاث شهور .. وكانت الإذاعة تقيم سنوياً حوالى أربع حفلات ، وتعتمد فيها فئات تتراوح بين 5 , 3 جنيه للدرجة الرابعة ، الى عشرة جنيهات لمن يغني في الأول . وقدم وردي في الحفلتين الأولي والثانية أغنيات (( ياسلام منك أنا آه)) و ((أول غرام)) و ((وليه نسيت أيامنا)) بعد دخوله الإذاعة وإعتماده في الدرجة الرابعة إشترك في نقابة الفنانين وبعد شهرين أجريت الإنتخابات حيث أحرز وردي 36صوتاً ودخل اللجنة التنفيذية ، وإستغرب البعض حصوله على هذا العدد من الأصوات . فدخل وردي العمل النقابي وساعده حسن سليمان الذي كان مرتاحاً لدخول عناصر جديدة ومتعلمة للجنة التنفيذية ،، في ذلك الوقت لم يكن العازفون يبدون إهتماماً بناشئة الفنانين ، وعندما جاءوا لتوقيع لحن (( أول غرام)) دعا وردي العازفين للدخول وكان من بينهم العازف / حسن الخواض وهو عازف كبير يهابه الفنانون وكان رده إنه سيدخل بعد إضاءة النور الأحمر للتسجيل إذ لا يحتاج للتوقيع والتمرين ،، وعندما جاء طلب منه وردي الخروج لأنه لم يكن موجوداً من البداية ، وأصبح هذا التصرف حدثاً لم يكن لأحد أن يجرؤ على مواجهة حسن خواض ..

الأصرار علي الوصول:

وكان متولي عيد – مدير الإذاعة – موجوداً ويراقب من غرفة التسجيل ما حدث فنادى وردي وقال له : (( أنت أعجبتني لإصرارك على الأصول والعازف إذا لم يتقيد بالقواعد لا مكان له هنا )) ، ثم نادى علي الخواض وأوقفه من العمل لفترة ، وأضاف أنه نقل وردي من الدرجة الرابعة الى الثالثة من تلك اللحظة ، ثم أصبح يبعث لوردي خطاباً تقويمياً كل ثلاثة شهور يتحدث فيه عن أدائه العام ورواج أغنياته في برنامج (( مايطلبه المستمعون )) وكيف أصبح ينافس كبار الفنانين أمثال : ابراهيم الكاشف ، وحسن عطية ، وعثمان حسين ، وابراهيم عوض ، مهدداً وردي أنه سيرجعه الى الدرجة الرابعة مرة ثانية إذا لم يحافظ على هذا المستوى .

الإنتقال للدرجة الأولى:

وبعد أقل من سنة إنتقلت الإذاعة من مبناها القديم الى المبني الجديد (الحالي) فاستدعى متولي عيد – مدير الإذاعة – كبار الفنانين وأحضر وردي معهم ليقول أن وردي خلال الفترة الماضية أنجز أعمالاً فنية جديدة ، وأنه يريد خرق العادة ليقوم بنقله الى الدرجة الأولى في خلال عام ، وسألهم عن رأيهم .. وكان وردي قبل ذلك غنى (( الوصيـة )) و (( وذات الشامة )) و (( حرمت الحب والريدة )) و (( ياناسـينـا )) . غالبية الحضور من الفنانين وافقوا بدون تردد على إقتراح متولي عيد نقله للأولى – ما عدا عثمان حسين – الذي رأى أن يستمر تجريبه مرة ثانية ، فحسم متولي المسألة قائلاً إن الأغلبية وهو معها وافقت وكتب لوردي بهذا المعنى في سبتمبر 1958م وأضاف فيه تهديده المعهود أنه إذا خذله فسيعيده الى الدرجة الرابعة مرة ثانية .

الفنان الصاروخي:

بعد ذلك إشتدت المنافسة بينه وبين الفنان ابراهيم عوض الذي لقب (( بالفنان الذري)) بينما لقب وردي (( بالفنان الصاروخي )) ،، ومن ذكريات المنافسات أن وردي والفنان عثمان حسين كانا في حفلة في ((الخرطوم 3)) وهي منطقة وجود نوبي وقربها السجانة التي تضم الشايقية وفجأة وجدا نفسيهما في مناخ تنافسي بين الجمهور . وكان الدعم الرئيسي الذي أمد وردي بشحنة معنوية جاء من أهله في الشمالية عندما سافر الى هناك لأول مرة بعد أن أصبح فناناً ، فقد تجمع الناس لمسافة تصل الى عشرة كيلومترات حتى منزل وردي وكان يبكي والناس يبكون خلال ذلك الإستقبال الذي لن ينساه مدى الحياة .

تجربتـه مع الحكم العسكري الأول فـي الســودان :

في اليوم الثاني لإنقلاب 17 نوفمبر 1958م تحرك وردي من منزله صباحاً وفي طريقه الى مدرسة الديوم التي كان يعمل بها ، التقى توفيق محمد نورالدين قرب سينما الخرطوم جنوب ، وكان ضابطاً في الجيش .. سأله وردي : (( مالك هنا الصباح بدري ؟ )) فأجابه بفرح ..(( لقد عملنا إنقلاب ومسكنا البلد )) .. إنفعل وردي بكلامه فيما يبدو خاصة وقد كانت هناك بعض المشاكل في البلاد يذكر منها = أزمة كبريت مستفحلة = ثم أن الصلة القوية بينهما وعداءه للحكومة السابقة خاصة مع إنعكاسات أزمة حلايب التي أثيرت إبان حكومة عبد الله خليل ، كل ذلك جعل وردي يتخذ موقفاً إيجابياً من الإنقلاب ، وعندما ذهب الى المدرسة كتب نشيداً يقول مطلعه : (( في 17 بعثت ثورة ... ثورتنا السليمة ... جيشنا الباسل هب وعلَّا رآية الجمهورية ...)) ثم جمع وردي طلاب السنة الرابعة وقام بتحفيظهم النشيد بلحنه وقام بإحضار أحد الأشرطة القديمة وسجله فيه وذهب به الى الإذاعة ... وجد اللواء طلعت فريد هناك في مكتب المدير وكان قد تولى منصب وزير الإعلام ، فاتصل اللواء طلعت فريد بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة وكان ردهم أن طلبوا منه أن يسمح لوردي بالتسجيل ... ذهب وردي الى المدرسة وأحضر الطلاب في الوقت الذي جهزوا له فيه فرقة الموسيقى التابعة للجيش وتم تسجيل النشيد ،

عدم إلمام بالسياسة:

وبعدها ذهب وردي بفترة الى جامعة القاهرة فرع الخرطوم لإحياء حفلة غنائية وفوجئ بمجموعة من الطلاب تهتف ضده : (( يسقط فنان الفاشست)) وبالرغم من عدم إلمامه بالسياسة وقتها فقد شعر بضيق ، وبدأ يسأل نفسه لماذا يا ترى هتف الطلاب ضده ... وبدأ يتصل ببعض المثقفين والطلاب من أقاربه وأهله خاصة محمد توفيق أحمد الذي جمعه ببعض المثقفين الذين شرحوا لوردي أن حكومة عبد الله خليل كانت ستسقط عند إفتتاح البرلمان في 17نوفمبر ،، وستتولى المعارضة الحكم ، ولذلك قام بتسليم السلطة الى الجيش ، وفعلاً إبتداء من مطلع 1959م بدأ وردي في تغيير موقفه من النظام خاصة بعد حادثة إعدام مجموعة على حامد العسكرية إثر إتهامهم في محاولة إنقلابية كما بدأت نظرته الى الشعر تتغير ..

وردي يتعاون مع شعراء جدد:

في هذه الفترة تعرف وردي على الشاعر الجيلي عبد المنعم عباس ، وكان طالباً في حنتوب ، وأعطاه أغنية (( أيـامـك )) و (( وأخادع نفسي بحبك وأمنيها )) . ومنذ ذلك الوقت بدأ يتنامى عنده الإحساس أن أشعار إسماعيل حسن لا تشبع رغبته اللحنية ، وإن كان قد غنى له سلسلة جميلة من أغانيه بدأت بأغنية (( صـدفـة )) ، ثم (( غـلـطـة )) و (( سـؤال )) و (( حـنـيـة )) و (( خـاف مـن الله )) وأخيراَ (( المـســتـحـيـل )) ... وكلها كانت تعكس تجربة خاصة بوردي قام هو بصياغتها شعراً ،، وكانت المستحيل خاتمة تلك السلسلة وخاتمة علاقته بإسماعيل حسن الذي لم يغن له وردي بعد ذلك إلا عام 1974م ‘ أغنية (( أسـفـأي )) ،، وكان قد أعطاها الى الفنان صلاح بن البادية ، ثم حولها لوردي فيما بعد ... ثم حدثت جفوة بينه وبين إسماعيل حسن الذي كان يعتقد أن الشاعر ينبغي أن يكسب مادياً مثل الفنان ، وتطور الأمر الى إدعاء من جانبه أنه هو الذي أسهم في صعوده كفنان ويمكن بالتالي أن يحطمه ، بل وبدأ فعلياً باحتضان المطرب الجديد أحمد فرح ليكون البديل . وكان الشاعر مرسي صالح سراج يتولى الرد في الغالب من خلال طرحه أنه لولا صوت وردي لما عرف شعر إسماعيل حسن بالطريقة التي انتشر بها ، ثم بدأ وردي بتكوين علاقات مع شعراء آخرين ، وإنفتحت عليه عوالم فنية جديدة وشابه ..

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...