الصحافة العربية تعلق على فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية
الوجه الآخر لفرنسا و"هولاند يطوي صفحة ساركوزي" و"ساركوزي سيغادر الإليزيه"..إلى غيرها من العناوين التي تصدرت الصحف العربية تعليقا على فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ليصبح سابع رئيس في الجمهورية الخامسة.
تناولت الصحافة العربية باهتمام واسع نتائج
الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث جاءت مقالاتها مشيرة إلى ما أسمته
بالوجه الآخر لفرنسا الذي يمثله انتخاب هولاند، "الذي تمكن من طي صفحة
الرئيس ساركوزي"..
الوجه الآخر لفرنسا:
كتبت صحيفة الوطن الجزائرية تعليقا
على فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية
أن هولاند يشكل الوجه الآخر لفرنسا، مشيرة إلى أن الفرنسيين اختاروا
المصالحة على الخوف وفضلوا العيش المشترك على الخوف المستمر من الإسلام.
وقالت الصحيفة إن الفرنسيين في العاصمة باريس، ومنذ
الساعة السابعة مساء أدركوا أن الانتخابات قد تم حسمها لصالح فرانسوا
هولاند، بعد قرار حزب الرئيس المنتهية ولايته ساركوزي إلغاء الاحتفالات
التي كان مقررا تنظيمها في ساحة "لاكونكورد" بباريس في حال فوز نيكولا
ساركوزي
وتابعت الصحيفة أن قادة اليمين الفرنسي تناوبوا على
الظهور في القنوات التلفزيون مؤكدين على أهمية ما أسموه بالدورة الثالثة في
إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في شهر يونيو/حزيران
المقبل.
هولاند يطوي صفحة ساركوزي:
صحيفة الصباح التونسية عنونت مقالها حول نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية ب"الاشتراكيون في الإليزيه بعد 17 عاما، هولاند يطوي صفحة ساركوزي".
وقالت الصباح "غريب أمر هذا السياسي الذي لم يتقلد
أبدا منصبا وزاريا بعكس سيغولين رويال. وكانت النكتة الرائجة قبل أعوام هي
تسميته فرانسوا رويال باعتبار أن رفيقة دربه كانت أكثر منه شهرة وهي التي
تقلدت المناصب الوزارية الواحد بعد الآخر وانطلقت قبله في الحياة السياسية
وكانا قد تعرفا إلى بعضهما البعض في معهد العلوم السياسية وعاشا معا أكثر
من عقدين دون أن يتزوجا".
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي والدبلوماسي التونسي
عبد الله العبيدي قوله إن اليمين في فرنسا قد استنفذ كل أوراقه في حين أنّ
المجتمع الفرنسي في حاجة إلى روح جديدة ونفس جديد يمثله اليسار اليوم.
ففرنسا تحتاج إلى سياسات اليسار أكثر منها إلى سياسات اليمين الذي أصبح
بدوره يميل نوعا ما نحو الجهة المقابلة نظرا إلى الظرفية الاقتصادية
والاجتماعية التي تعيشها البلاد، فحتى نيكولا ساركوزي قد نادى في حملته
بضرورة اعتماد الأداء على القيمة المضافة الاجتماعية لأنّه يدرك جديا أنّ
المراهنة على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية هي الورقة الرابحة في
الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
"هولاند يطرد ساركوزي من الإليزيه":
وعنونت صحيفة الشروق الجزائرية على موقعها تعليقا على الانتخابات الرئاسية كالتالي:"هولاند يطرد ساركوزي من الإيليزيه". ونقلت الصحيفة عن منسق الحملة الانتخابية لهولاند، جمال شرقي قوله: "بمجرد أن أعلن هولاند رئيسا انطلق الفرنسيون في الشوارع مع العلم الفرنسي وهم يتصافحون ويتعانقون كشعب واحد تصالح مع نفسه، لا فرق فيه بين فرنسي وفرنسي من أي أصول أخرى. مصالحة مع الذات استطاع خطاب هولاند أن يؤسس لها طول الحملة الانتخابية".
وعنونت صحيفة الشروق الجزائرية على موقعها تعليقا على الانتخابات الرئاسية كالتالي:"هولاند يطرد ساركوزي من الإيليزيه". ونقلت الصحيفة عن منسق الحملة الانتخابية لهولاند، جمال شرقي قوله: "بمجرد أن أعلن هولاند رئيسا انطلق الفرنسيون في الشوارع مع العلم الفرنسي وهم يتصافحون ويتعانقون كشعب واحد تصالح مع نفسه، لا فرق فيه بين فرنسي وفرنسي من أي أصول أخرى. مصالحة مع الذات استطاع خطاب هولاند أن يؤسس لها طول الحملة الانتخابية".
وعن ردود فعل الجالية العربية والمغاربية، أكد جمال
شرقي أن الشوارع مكتظة عن آخرها بمختلف الجنسيات وأنه وفي لقائه مع أفراد
الجالية منذ انطلاق الانتخابات لاحظ تفاؤلهم وأمانيهم بأن يكون الفوز في
صالح المرشح الاشتراكي "احتفالات عارمة وزغاريد وهتافات بشعب واحد متحد دون
تمييز أو إقصاء. صباحا، وأنا أركب سيارة أجرة استغربت لسائقها الفرنسي من
أصل جزائري كيف كان سعيدا جدا مصرا على أن ساركوزي سيغادر الإيليزيه".
فرنسا الاشتراكية تعاقب ساركوزي:
من جانبها كتبت الأهرام المصرية أن نيكولا ساركوزي أصبح من بين الزعماء الأوروبيين الذين أطاحت بهم الأزمة الاقتصادية، مشيرة إلى أن عددا من الملفات سيطرت على الأذهان بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الفرنسية، في الوقت الذي يخشى فيه المسلمون التحول إلى كبش فداء بين التيارات السياسية
وقالت الصحيفة إنه :"من الطريف أن كلا من المرشحين تنافسا في تحديد مكان الاحتفال بالنصر قبل إعلان نتائج الانتخابات، حيث حددت حملة ساركوزي الانتخابية منطقة لاكونكورد للاحتفال، بينما يعتزم هولاند الاحتفال في الباستيل".
مارتين أوبري تطمئن الرباط:
أما موقع "كود" الإخباري في المغرب فقد اختار تناول موضوع الانتخابات الرئاسية الفرنسية من زاوية علاقتها بقضية الصحراء. وقالت "كود":"لن يطرأ تغيير في موقف فرنسا من قضية الصحراء بعد وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الحكم، هذا ما أكدته زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب".
فرنسا الاشتراكية تعاقب ساركوزي:
من جانبها كتبت الأهرام المصرية أن نيكولا ساركوزي أصبح من بين الزعماء الأوروبيين الذين أطاحت بهم الأزمة الاقتصادية، مشيرة إلى أن عددا من الملفات سيطرت على الأذهان بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الفرنسية، في الوقت الذي يخشى فيه المسلمون التحول إلى كبش فداء بين التيارات السياسية
وقالت الصحيفة إنه :"من الطريف أن كلا من المرشحين تنافسا في تحديد مكان الاحتفال بالنصر قبل إعلان نتائج الانتخابات، حيث حددت حملة ساركوزي الانتخابية منطقة لاكونكورد للاحتفال، بينما يعتزم هولاند الاحتفال في الباستيل".
مارتين أوبري تطمئن الرباط:
أما موقع "كود" الإخباري في المغرب فقد اختار تناول موضوع الانتخابات الرئاسية الفرنسية من زاوية علاقتها بقضية الصحراء. وقالت "كود":"لن يطرأ تغيير في موقف فرنسا من قضية الصحراء بعد وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الحكم، هذا ما أكدته زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب".
وأورد الموقع تصريحا لوزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني قال فيه "علاقتنا بفرنسا تاريخية وقوية ولا تتأثر بفوز هذا الحزب أو ذاك"، ثم شدد في تصريحه ل"كود" "علاقتنا مع فرنسا قوية وستبقى صلبة وقوية".
نبذة عن فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي المنتخب
من هو الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند؟
ولد فرانسوا هولاند في 12 آب/أغسطس 1954 في روان.(58 عاما)
والده طبيب، درس الحقوق ثم في المدرسة الوطنية للإدارة، يعيش مع الصحافية فاليري تريرفيلر، لديه أربعة أبناء من رفيقته السابقة سيغولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي لرئاسيات 2007.
والده طبيب، درس الحقوق ثم في المدرسة الوطنية للإدارة، يعيش مع الصحافية فاليري تريرفيلر، لديه أربعة أبناء من رفيقته السابقة سيغولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي لرئاسيات 2007.
السيرة السياسية
رئيس اللجنة الداعمة لفرانسوا ميتران في حملته الانتخابية سنة 1974، عضو في الحزب الاشتراكي 1979، مدير مكتب وزراء ميتران أكثر من مرة، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي من 1997 إلى 2008، نائب في البرلمان عن منطقة الكوريز من 1988 حتى 1993 ثم من 2007 حتى اليوم. رئيس بلدية تول من 2001 حتى 2008.
رئيس اللجنة الداعمة لفرانسوا ميتران في حملته الانتخابية سنة 1974، عضو في الحزب الاشتراكي 1979، مدير مكتب وزراء ميتران أكثر من مرة، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي من 1997 إلى 2008، نائب في البرلمان عن منطقة الكوريز من 1988 حتى 1993 ثم من 2007 حتى اليوم. رئيس بلدية تول من 2001 حتى 2008.
العمل
نائب في البرلمان عن منطقة الكوريز ورئيس المجلس العام لمنطقة الكوريز وذلك منذ 2008.
نائب في البرلمان عن منطقة الكوريز ورئيس المجلس العام لمنطقة الكوريز وذلك منذ 2008.
منذ توقيف دومينيك ستروس-كان في الولايات المتحدة
العام الماضي، زادت شعبية فرانسوا هولاند بشكل ملحوظ، والتي تبلورت في
التاسع من أكتوبر/تشرين الأول في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي
عندما حصل على المرتبة الأولى بنحو 39 في المئة من الأصوات متقدما بذلك على
مارتين أوبري وأرنو مونتيبورغ، وانتخب في الدورة الثانية من الانتخابات
التمهيدية للحزب الاشتراكي في 16 أكتوبر/تشرين الثاني بشكل رسمي وبأغلبية
واضحة كمرشح عن حزبه للانتخابات الرئاسية مع 56 بالمئة من الأصوات.
ما الذي يقال عنه
اعتبر هولاند ولفترة طويلة "رخوا" ويفتقر إلى التجربة، فرانسوا هولاند غير كثيرا من شخصيته وحتى من شكله فاتبع نظاما غذائيا وأخذ مظهرا جديدا وخطابا أكثر قوة، وبالرغم من زيادة شعبيته ومصداقيته إلا أن النقد يطاله فيما يتعلق بميوله للهروب من الصراعات وبأنه لا يملك الكثير من الكاريزما، أوروبي حتى الصميم. يرى الاشتراكيون فيه الرجل الجامع كما ميتران والذي ورث عنه بعض حركاته.
اعتبر هولاند ولفترة طويلة "رخوا" ويفتقر إلى التجربة، فرانسوا هولاند غير كثيرا من شخصيته وحتى من شكله فاتبع نظاما غذائيا وأخذ مظهرا جديدا وخطابا أكثر قوة، وبالرغم من زيادة شعبيته ومصداقيته إلا أن النقد يطاله فيما يتعلق بميوله للهروب من الصراعات وبأنه لا يملك الكثير من الكاريزما، أوروبي حتى الصميم. يرى الاشتراكيون فيه الرجل الجامع كما ميتران والذي ورث عنه بعض حركاته.
من أقواله
يجب في وقت ما إيجاد الأفكار وتجسيد التغيير
نتيجة الدور الأول 28.63 بالمئةيجب في وقت ما إيجاد الأفكار وتجسيد التغيير
هل سيغير "فرانسوا هولاند" السياسية الخارجية لفرنسا؟
كان حظ السياسة الخارجية لفرنسا ضعيفا في النقاش الانتخابي الذي سبق الانتخابات الرئاسية بين المرشح الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي وخصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند، حيث أولى المرشحان الاهتمام الأكبر لقضايا الوضع الاجتماعي والبطالة والقدرة الشرائية والعلاقة مع أوروبا ومعدلات النمو الداخلي.
لم يشغل موضوع السياسة الخارجية سوى حوالي 15
دقيقة من المناظرة الكبرى التي دارت بين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند
بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية، وذلك من أصل ثلاث
ساعات خصصت كلها لمواضيع السياسة الداخلية. وحتى الدقائق المعدودة التي تم
تخصيصها للسياسة الخارجية فقد تم الاقتصار فيها على وضع الجنود الفرنسيين
في أفغانستان والأسرى الفرنسيين في منطقة الساحل.
وبقي الجدال بين معسكري اليمين واليسار حول موضوع
السياسة الخارجية لفرنسا منحصرا في صفحات الجرائد بين الدوائر السياسية
المقربة من هذا المرشح أو ذاك، أو وسط أكاديميين وفاعلين في الدبلوماسية.
صوت فرنسا في العالم اختفى:
قبل سنة وجه عدد من الدبلوماسيين الفرنسيين، على صفحات
جريدة لوموند، مجموعة من الانتقادات للسياسة الخارجية الحالية في عهد
الرئيس نيكولا ساركوزي. وقد عنونت الصحيفة رسالة الدبلوماسيين بـ"صوت فرنسا
اختفى من العالم".
واعتبر الدبلوماسيون أن الخيارات السياسية الكبرى التي
تبناها الرئيس ساركوزي، لرسم السياسة الخارجية لفرنسا، قد أثرت بالسلب على
أداء الجهاز الدبلوماسي، وأفقدته فعاليته التي كان عليها من قبل.
"فأوروبا باتت ضعيفة على المستوى الدبلوماسي، والقارة
الأفريقية تنفلت من التأثير الفرنسي فيما باتت المنطقة المتوسطية فيما يشبه
الجفاء مع فرنسا، هذا في الوقت الذي أخرجتنا الصين من حساباتها وتجاهلتنا
الولايات المتحدة". وقالت مذكرة الدبلوماسيين إن التبعية للولايات المتحدة
أفقدتنا اهتمام العالم، وتجاهل المصالح المركزية للدولة لتقارير
الدبلوماسيين في مختلف العواصم والدول خلف أخطاء في الأداء الدبلوماسي.
ورصد الدبلوماسيون التناقض الذي وسم السياسة الخارجية
فيما يخص سوريا والصراع العربي الإسلامي، مما أفقد باريس التأثير في الشرق
الأوسط. ففرنسا سعت، مثلا، في وقت ما إلى تقديم أوراق مجانية إلى سوريا من
خلال دبلوماسية المصالحة التي قادتها باريس مع الرئيس بشار الأسد، لتصطف
بعد ذلك بين الدول التي تقود حملة الضغط لإسقاط النظام السوري.
فرانسوا هولاند .. نحو سياسة خارجية قوية
يقول هوبير فيدريين، وزير خارجية سابق في عهد شيراك
ومستشار لفرانسوا هولاند في قضايا السياسة الخارجية، إن فرنسا في حاجة إلى
سياسة خارجية تقوم على استراتيجية بعيدة المدى وتكون الدبلوماسية هي أداتها
ومفتاحها.
في موضوع أفغانستان، يقول "باسكال بونيفاس"،رئيس مركز
دراسات العلاقات الدولية بباريس، إن المرشحين معا، فرانسوا هولاند ونيكولا
ساركوي، يعملان على الخروج من حرب أفغانستان بأقل الخسائر، على اعتبار أن
فرنسا لم تحقق الأهداف التي دخلت فيها الحرب هناك، وهي تبحث عن خروج سلس
منها.
بالنسبة لفرانسوا هولاند فهو ينوي فعل ذلك أواخر سنة 2012 أما بالنسبة لنيكولا ساركوز ي فهو اختار أواخر 2013.
أما فيما يخص الحلف الأطلسي، وعلى الرغم من أن فرانسوا
هولاند انتقد قرار الرئيس ساركوزي الانضمام إلى القيادة العليا المشتركة
للحلف، فيبدو أنه من الصعب عليه أن يتخذ قرارا بالانسحاب من القيادة العليا
المشتركة بعد مرور 3 سنوات من الانضمام، حتى وإن كانت حماسة هولاند للحلف
وللعلاقات مع القوى داخله، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، أقل من
حماسة واندفاع الرئيس المنتهية ولايته.
ويعتبر "بونيفاس" أن علاقة فرنسا بالقوى الكبرى مثل
الصين وروسيا، يجب أن تبتعد إن أصبح هولاند رئيسا لفرنسا، عن منطق إعطاء
الدروس للآخرين في موضوع حقوق الإنسان، فالرئيس ساركوزي حين تم انتخابه قدم
نفسه للصين وروسيا باعتباره رئيسا لحقوق الإنسان، واتخذ مواقف من فلاديمير
بوتين في البداية قبل أن يغير تماما سياسته تجاه البلدين.
حول الموضوع الإيراني تبنى الرئيس ساركوزي مواقف
راديكالية، أحيانا أكثر من الولايات المتحدة، يقول "بونيفاس" في تصريح
لمجلة "ليكسبريس" الفرنسية، وهو ما صب في خدمة المصالح الانتخابية لرئيس
الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، وذلك حسب ما أكده العديد من
المراقبين، حتى في إسرائيل.
في المقابل، يقول "باسكال بونيفاس" يجب أن تنبني سياسة
هولاند على السعي إلى معالجة الموضوع الإيراني في إطار نظرة عامة، قائمة
على التفاوض في مختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والتجارية.
ولا يبدو أن هناك فرقا كبيرا بين ساركوزي وهولاند حول
الموضوع السوري، ولو أن الرئيس المنتهية ولايته يظهر التزاما أكبر، على
المستوى الإعلامي، بالدفاع على حقوق الإنسان والمعارضة السياسية السورية،
من خلال المبادرات التي أطلقتها باريس والدور الذي لعبته من خلال مجموعة
أصدقاء سوريا.
وفي موضوع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي قد يمضي
فرانسوا هولاند في اتجاه أكثر اعتدالا بالمقارنة مع نيكولا ساركوزي الذي
كان موضوع انتقاد، عربي وفي فرنسا، لسياسته الموالية لإسرائيل، في خلاف مع
السياسة التي رسمها مؤسس الجمهورية الخامسة الجنرال ديغول والرئيس السابق
جاك شيراك.
برنامج المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند
برنامج
المرشح الاشتراكي يناقش نفس النقاط والمشاكل التي طرحها ساركوزي غير أنه
يختلف عنه في طريقة المعالجة وإيجاد الحلول، كما أنه في جزء كبير من
برنامجه يميل إلى إلقاء اللوم على الرئيس الحالي فيما آلت إليه الأوضاع
السيئة للاقتصاد الفرنسي. فرانسوا هولاند، الرئيس السابق للحزب الاشتراكي،
يعد في برنامجه بخفض العجز العام للموازنة ويذهب بعيدا في فرضه على
الأغنياء وأصحاب الدخول المرتفعة، الذين تتخطى دخولهم المليون يورو سنويا،
ضريبة تبلغ 75 بالمئة من دخلهم السنوي.
هولاند يعد أيضا بإيجاد فرص أكثر للعمل وخاصة في مجال التعليم وذلك بخلق
ستين ألف وظيفة جديدة خلال خمس سنوات وكذلك إنشاء بنك شعبي لتمويل
الاستثمارات الوطنية وتشجيع الشركات على توظيف الشباب بعقود دائمة
والاحتفاظ بالموظفين القدامى حتى سن التقاعد، وهو لا يعترف بالإصلاحات التي
أدخلها ساركوزي على سن التقاعد ورفعه إلى 62 عاما ويريد تخفيضه إلى 60
عاما مع الإبقاء على نظام العمل 35 ساعة أسبوعيا.
هولاند سيقرر أيضا سحب القوات الفرنسية من أفغانستان ولكنه لن ينتظر
طويلا مثل ساركوزي فهو سيفعل ذلك قبل نهاية العام الجاري. الجديد الذي
يقدمه هولاند هو السماح للأوروبيين الأجانب بالتصويت في الانتخابات البلدية
الفرنسية وتعديل قوانين الانتخابات التشريعية وإدخال نظام القائمة النسبية
عليها، وفي خطوة مثيرة للجدل أعلن أيضا أنه مع إصدار تشريعات تسمح بالزواج
المثلي وبالموت الرحيمالانتخابات الرئاسية في فرنسا مصيرية لأوروبا
يترقب الأوروبيون باهتمام وشيء من الحذر والقلق نتيجة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في فرنسا. فهذه الانتخابات، على أهميتها الكبرى فرنسيا، تعتبر مصيرية كذلك بالنسبة لأوروبا.مصيرية لا بل حاسمة. وحاسمة، بصورة أدق، لأنه على فوز نيكولا ساركوزي أو فرانسوا هولاند يترتب تحديد وجهة مسارات استحقاقات أوروبية مختلفة.
ففوز نيكولا ساركوزي يعني الاستمرارية في النهج المتبع منذ خمس سنوات معتمدا على المحور النشط والمتناغم والمتكامل بين باريس وبرلين.
وأما فوز فرانسوا هولاند فيعني التغيير، لا في النهج فقط وإنما في تركيبة وطبيعة عمل المحاور الأوروبية كذلك.
الأوروبيون عرفوا وخبروا الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته
على مدى الأعوام الخمسة الماضية وقد أزعجتهم أحيانا ديناميكيته الناقدة
للرتابة التقليدية التي تخيم على نمط وآلية اتخاذ القرارات والمبادرات في
الاتحاد الأوروبي.
ولكن الأوروبيين لم يتعرفوا على فرانسوا هولاند إلا من خلال
حملته الرئاسية التي رفع فيها مطلبا أساسيا ومصيريا بالنسبة لهم ولاسيما
في المرحلة المقبلة والتي تقاس بالأشهر المعدودة.
ومن هنا الحذر والقلق الأوروبي.
ففرانسوا هولاند يطالب بإعادة التفاوض حول المعاهدة المالية
الأخيرة من أجل أن تنص أيضا على إطلاق عجلة النمو الاقتصادي، أو على
الأقل، أن يضاف إليها ملحق خاص باعتماد سياسة أو إستراتيجية للنمو في
أوروبا، تشكل رافعا مهما لحل الأزمة المالية في منطقة اليورو وخارجها.
مطلب هولاند حرك الساحة الأوروبية ووحدها حول ضرورة البحث
سريعا في دفع النمو،ولكنه دفع بها إلى الانقسام كذلك، لا حول المبدأ، وإنما
بشأن السبل الواجب إتباعها لتحريك عجلة النمو.
فهولاند اشتراكي بينما غالبية الحكومات الأوروبية ليبرالية
ويمينية، ولذلك فإن بعض الصحف البريطانية رأت فيه خطرا على مستقبل الأوضاع
المالية والاقتصادية في أوروبا، في حين اعتبرته الصحافة اليونانية الأمل
القادر على تغيير مجرى معالجة هذه الأوضاع نحو الأحسن.
العلاقات الفرنسية ـ العربية في ظل التوازن الجديد للقوى السياسية في فرنسا
انتهت الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية بتقدم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند مع 28.63 بالمئة من الأصوات على منافسه مرشح اليمين ورئيس الجمهورية المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي الذي حصل على 27.18 بالمئة، في ظل تقدم مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. فما هو انعكاس هذا التوازن الجديد في القوى على العلاقات الفرنسيةـالعربية؟ سؤال أجاب عنه الصحافي ومراسل صحيفة الشرق الأوسط في فرنسا ميشال أبو نجم.
يعتبر ميشال أبو نجم أن السياسة الخارجية الفرنسية كانت الغائب الأكبر عن الحملة الانتخابية حتى الآن.
الموضوع الأوروبي فقط كان حاضراً بسبب
الإصرار الذي جاء من أكثر من طرف حول مسألة الانسحاب من العملة الأوروبية
الموحدة، وحول دور المؤسسات الأوروبية وغيرها من المسائل المتعلقة بأوروبا.
ولم تظهر فروق كبيرة بين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند في المسائل
الخارجية الأخرى.
في الموضوع السوري مثلاً، ليس هناك خلاف
في العمق بين المرشحَين حيث يقول هولاند أنه في حال انتخابه رئيساً
للجمهورية، وفي حال إقرار عملية عسكرية في سوريا بإشراف الأمم المتحدة فإن
فرنسا ستشارك فيها. وهذا لا يختلف كثيراً عن الموقف الذي يقول به وزير
الخارجية الحالي آلان جوبيه.
في الموضوع الفلسطيني، ليست هناك خلافات
في المطلق، كلاهما يقولان على الأقل من الناحية الكلامية بأن الحاجة ماسة
وملحة لقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
أما النقطة التي قد يكون فيها اختلاف بين
المرشح الاشتراكي والمرشح اليميني تتعلق بالسياسة الفرنسية تجاه المغرب
العربي ومسائل التأشيرات والهجرة وما يتبعها.
والمواضيع التي ركّز عليها الرئيس نيكولا
ساركوزي في المرحلة الأولى من الانتخابات، مثل الهجرة والهوية الوطنية
والأمن والإسلام، سيتم التأكيد عليها بشكل أكبر في الأسبوعَين المقبلين في
ظل النسبة التي حصلت عليها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
ولا يستطيع نيكولا ساركوزي في أي حال من
الأحوال الفوز بالرئاسة إلا إذا استطاع الحصول على أكبر نسبة ممكنة من
أصوات مرشحة اليمين المتطرف. لكن مشكلة ساركوزي أنه كلما ذهب باتجاه اليمين
المتطرف كلما أبعد عنه ناخبي الوسط، وكلما جاء خطابه معتدلاً كلما نفر منه
ناخبو اليمين المتطرف. فيتعين عليه تربيع الدائرة، وهذا ليس سهلاً في
المعادلات السياسية.
أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية
والتجارية مع دول الخليج يرى ميشال أبو نجم أن المشكلة لا تتعلق بفرنسا
وحدها، بل تكمن في علاقة دول الاتحاد الأوروبي مع مجموعة دول الخليج فيما
يخص خريطة التجارة الحرة. حتى الآن لا تزال المفاوضات مستمرة منذ أكثر من
عشرين عاماً ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، لأن هناك ما يُسمى ضريبة
الكاربون التي يشدد عليها الطرف الأوروبي، والتي يرفضها نوعاً ما الطرف
الخليجي.
في حال وصول فرانسوا هولاند إلى رئاسة
الجمهورية، فهذا لن يغير كثيراً في موازين العلاقات مع دول الخليج، لأنها
مسألة تتعلق بالإجماع الأوروبي، والموقف الفرنسي يأتي في إطار هذا الإجماع.
بالطبع لفرنسا دور مهم ومؤثر لكنه غير كافٍ.
بالمقابل فإن السياسة التي دأب عليها
الرئيس نيكولا ساركوزي منذ انتخابه عام 2007 حين اقترح الاستخدام السلمي
للذرة على العديد من الدول منها الإمارات، قطر، السعودية، الجزائر والأردن،
ستتوقف في حال انتخاب فرانسوا هولاند لأنه لا يمكن أن يقول أنه ضد النووي
داخل فرنسا ومعه خارج فرنسا.
زعماء العالم يهنؤون فرانسوا هولاند ويستعدون للعمل معه
توالت ردود الأفعال الأوروبية والدولية بعد الإعلان عن انتخاب فرانسوا هولاند رئيسا جديدا لفرنسا أمس الأحد. فيما يستعد زعماء العالم، لا سيما الأوروبيين منهم إلى العمل مع الرئيس المنتخب الجديد من أجل تسريع وتيرة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
تابعت العواصم الأوروبية عن كثب عملية الاقتراع
التي جرت أمس بفرنسا وتفاعلت بسرعة مع الإعلان عن انتخاب فرانسوا هولاند
رئيسا جديدا للبلاد
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أول من هنأ
الرئيس الفرنسي المنتخب ودعته في اتصال هاتفي لزيارة برلين "في أقرب وقت
ممكن بعد تسلمه مهامه". وأكد المسؤولان على أهمية العلاقات الثنائية وعلى
تطلعهما لتعاون جيد تسوده الثقة"
من جهته، أضاف وزير الخارجية الألماني:" سنعمل معا على
تكريس معاهدة للنمو في أوروبا من أجل المزيد من التنافسية، معربا عن ثقته
في أن الصداقة بين البلدين ستتعزز بشكل كبير
ويذكر أن انغيلا ميركل رفضت استقبال فرانسوا هولاند
عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية بسبب معارضته لمعاهدة الانضباط المالي
التي تم التفاوض عليها والتي وقعت عليها فرنسا. أكثر من ذلك، لقد ساندت
ميركل نيكولا ساركوزي منذ بداية الحملة الانتخابية وطالبت حتى بحضور أحد
مهرجاناته الانتخابية في فرنسا
نتائج الانتخابات في فرنسا واليونان تفرض مراجعة للسياسة الأوروبية"
من ناحيته، اتصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون
مساء الأحد بهولاند لتهنئته على فوزه بالانتخابات الرئاسية الفرنسية. فيما
أوضح متحدث باسم كاميرون أنهما- هولاند وكاميرون- متشوقان للعمل سويا وبناء
علاقة وثيقة، وهي علاقة قائمة أصلا بين بريطانيا وفرنسا". بدوره هنأ زعيم
المعارضة البريطانية الرئيس الفرنسي المنتخب وأشاد بعزمه ورغبته بمساعدته
لبناء أوروبا النمو والوظائف بطريقة مسؤولة ودائمة
نفس الشيء بالنسبة لرئيس الحكومة الإيطالية ماريو
مونتي الذي أعرب عن رغبته الكبيرة في التعاون الوثيق مع الرئيس الفرنسي
الجديد، لا سيما في الإطار الأوروبي. مونتي قال في بيان صادر عن مكتبه
الاثنين إن التعاون الفرنسي الإيطالي يجب أن يكون أكثر فعالية " معتبرا أن
نتائج الانتخابات في فرنسا واليونان تفرض مراجعة للسياسة الأوروبية"
اوباما يدعو هولاند إلى زيارة البيت الأبيض
في اسبانيا، رحب رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي
بفوز هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وعبر عن قناعته بأن باريس
ومدريد ستربطهما علاقة مثمرة على الصعيدين الثنائي والأوروبي
وفي رسالة تهنئة بعثها لهولاند، قال جوزيه مانويل
باروزو رئيس المفوضية الأوروبية "من الواضح أن لدينا هدف مشترك وهو إعادة
إطلاق الاقتصاد الأوروبي لإحداث نمو قابل للاستمرار يستند على قواعد سليمة
ويؤمن وظائف جديدة"
وإلى ذلك، توالت أيضا ردود الفعل خارج أوروبا، إذ هنأ
الرئيس الأمريكي باراك اوباما في اتصال هاتفي الرئيس الفرنسي المنتخب ودعاه
إلى زيارة البيت الأبيض لعقد اجتماع ثنائي قبل قمتي مجموعة الثماني وحلف
الأطلسي التي ستعقد في مدينة شيكاغو في 21 و22مايو الجاري.
من جهتها، هنأت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بحرارة "هولاند وأشادت باقتراحاته لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أوروبا
في تركيا، توقع رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان أن يطرأ
تغيير في العلاقات بين تركيا وفرنسا خلال عهدة هولاند دون أن يشرح طبيعة
هذا التغيير
عربيا، هنأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
فرانسوا هولاند بفوزه بالانتخابات الرئاسية وقال إن الجزائر مستعدة للعمل
معه من اجل تعزيز التعاون بين البلدين، فيما تمنى العاهل المغربي محمد
السادس "كامل التوفيق لهولاند في مهمته الجديدة في خدمة الشعب الفرنسي
الصديق"