الأربعاء، 2 مايو 2012

تطورات جديدة في قضية قاتل صديقه بسبب توزيع ورق الكوتشينة

الجاني سجل اعترفاً بالجريمة والمجني عليه صفع قاتله كفاً على خده .

 شرطة دار السلام تحيل البلاغ بمعروضاته وتسلم المتهم للمحكمة بحضور أولياء الدم

أسرة القتيل محمود تتمسك بالقصاص والجلسة الأولى في الرابع عشر من مايو الجاري

أمبده : سراج النعيم:





واصلت أسرة القتيل محمود الفضة الأمين كشف التفاصيل المتعلقة بحادثة مقتله البشعة على يد صديقه أثناء لعبهم الكوتشينة بمنطقة دار السلام مربع (2) بسوق ليبيا وفي ذات السياق قررت محكمة السلام عقد الجلسة الأولى بتاريخ 14/5/2012م ، فيما تمسك أولياء الدم بالقصاص بينما نجد أن الجاني سدد له طعنة نجلاء اودت بحياته دون أن ينظر إلي أنه صديقه الذي ارتكب في حقه الجريمة التي تحمل بين طياتها الكثير من الغرابة ..مشادة كلامية صفع فيها المجني عليه الجاني كفاً مما قاد الصديق إلي طعنه بالسكين والفرار  إلا أنه طارده لاقتصاص حقه من القاتل وبدأت المطاردة من داخل الغرفة إلى الشارع العام الذي انهارت فيه قواه ولم يعد قادراً على الاحتمال الشيء الذي استدعاه إلى الاستسلام لهذا الواقع الذي فرضه عليه القدر .. فسقط على الأرض ومازال فيه بعضاً من النبض الذي قاده إلى الإبلاغ عن قاتله قبل أن يسلم الروح لبارئها أمام بوابة مستشفي امبده النموذجي الذي اسعفه إليه عمه الذي هب مسرعاً إلى مسرح الحادث إلا أن (الفضة) مات تاركاً وراءه زوجته التي انجب منها صغيرته التي أتي إليها قادماً من منطقة تلودي جنوب كردفان من اجل التنقيب عن الذهب لكي يوفر لأسرته الصغيره والكبيرة عيشاً كريماً في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة .. جاء من هناك قبل ثلاث أيام فقط .. وهو يمني النفس بتحقيق احلامه .. هكذا كان حاله دون ان يتوقع أن تصبح حكايته مثيرة وغريبة.

قسم شرطة دار السلام بالإسكان

القضية ترجع وقائعها إلى أن القتيل محمود الفضة الأمين خرج من منزلهم قاصداً اصدقائه الذين حرمته منهم هجرته بدافع الكسب الحلال في المنطقة المشار إليها مسبقاً.. ولم يفكر وقتها أنه سوف يتعرض لمكروه وكان تفكيره منحصراً في الأطمئنان على والدته وزوجته وصغيرته .. وعندما خرج في ذلك اليوم لم يشير إلى وجهته ظناً منه أنه سيعود بعد الإلتقاء بالأصدقاء واللعب معهم كالمعتاد (الكوتشينة) خاصة وأنهم جميعاً يقطنون في دار السلام مربع (2) وبما أنه يسكن معهم فإنه بذلك في أمان .. ولكن رغماً عن ذلك نشب خلاف بينه والجاني في تلك اللحظة التي كانوا يلعبون فيها الكوتشينة .. فما كان من القاتل إلا وأن يستل سكيناً من بين طياته ويسدد بها طعنة قاتلة لصديقه محمود الفضة الأمين ويفر هارباً وهو يشاهده ينزفاً دماً شديداً .. الأمر الذي حدا بالمجني عليه مطاردته إلى أن سقط في الشارع العام وسط بركة من دمائه .. وما أن مر على هذه الجريمة سويعات إلا وتمكن تيم مباحث قسم شرطة دار السلام بالإسكان من القاء القبض على القاتل وإيداعة الحراسة.

النيابة توجه للمتهم تهمه القتل العمد

وفي سياق ذي صلة قالت أسرة القتيل الفضة :  إن شرطة دار السلام بذلت مجهوداً كبيراً في تداعيات هذه الحادثة .. إلى أن اكلمت تحرياتها في البلاغ الذي وضعت في إطاره الشاب صديق القتيل الحراسة متهماً بارتكاب هذه الجريمة بآلة حادة (سكين) إثر خلاف في توزيع ورق الكوتشية ولم يكن أهل القتيل يضعون في الحسبان تطوره إلى هذه المرحلة التي دفعت هذا الجاني إلى إهدار روحه بهذه الصورة المؤلمة جداً وهي الصورة التي بدأت معها حياتهم الاجتماعية تتعثر لما شهدته من سيناريو لم يكن يخطر بالبال وهو ذات التصور الذي جعله يخرج من منزله للتسلية ولكن  القاتل انقض عليه غدراً فأصابه في مقتل وبعد ان نفذ جريمته الشنعاء فر هارباً إلا أن الشرطة كانت له بالمرصاد  إلى أن وجهت إليه وكالة النيابة تهمة القتل العمد بعد تكثيفها للبيانات وأقوال الشهود الذين كانوا حضوراً لحظة ارتكاب الجريمة ضف إلى ذلك  فإن المتهم نفسه سجل اعترافاً بهذه الجناية ومن هذا المنطلق يواجه الجاني التهمة تحت المادة (130)  من القانون الجنائي وتفسيرها القتل العمد بعد أن أوصت وكالة النيابة المختصة بإحالة أوراق البلاغ الجنائي إلى المحكمة إيذاناً بالبت فيه.

جثمان القتيل محمود الفضة

واستطرد  : منذ اللحظة التي علمنا فيها  بالجريمة توجهنا به مباشرة إلى قسم شرطة دار السلام غربي مدينة ام درمان والذي بدوره منحنا اورنيك ( 8 ) جنائي ذهبنا به إلى  مستشفي امبدة النموذجي الذي توفي امام بوابته فكانت الصدمة بالنسبة لنا كبيرة وعليه تحرك تيم من الشرطة إلى مسرح الجريمة يرافقه فريق من شرطة الادلة الجنائية التي قامت بإحراز المعروضات وعمل الاجراءات القانونية والفنية وما أن انتهت من هذه المهمة  إلا وتم تحويل الجثمان إلى مشرحة الطب الشرعي التابعة الى مستشفي ام درمان التعليمي وبعد أن أوقع الطبيب الشرعي الكشف والتشريح جاء قراره على النحو التالي : (الوفاة ناتجة عن الطعن بالة حادة)

تسليم البلاغ الى المحكمة

وتستأنف أسرته القصة المؤثرة قائلة : هاهي الأيام تمضي والسلطات تؤدي واجبها على اكمل وجه منذ ان فتح البلاغ الجنائي والقاء القبض على المتهم  والتحري حول الملابسات والظروف والاسباب الناتجة عنها هذه الجريمة التي اماطت اللثام عنها اذ ان شقيقي المجني عليه وصديقه الجاني كانا يلعبان في (الكوتشينة)  واثناء ممارستهما لذلك دب بينهما خلاف  بدأ بمشادة كلامية ثم تطور إلى هذه المرحلة التي قادت المجني عليه أن يصفع المتهم على خده مما اثار غضبه وجعله يستل سكيناً ويسدد بها طعنة قاتلة لصديقه ومن ثم يحاول الفرار إلا أن (الفضة) طارده إلى ان فقد قوته في الطريق العام مما استدعاه السقوط على الأرض وسط بركة من الدماء وعلى خلفية ذلك قامت شرطة دار السلام بالاسكان بتحويل اوراق  البلاغ الى المحكمة وتسليم المتهم والمعروضات التي تم احترازها في البلاغ ووفقاً إلي ذلك قررت  المحكمة أن تعقد أولي جلساتها في الرابع عشر من مايو الجاري.

يغرز السكين في الجنب الأيمن

كانت أسرة القتيل الفضة قد أبلغت الدار بالحادثة لحظة وقوعها مؤكدة أن المفاجأة كانت مذهلة بحق وحقيقة من واقع أن الضحية مشهود له بدماثة الأخلاق في حين أن المتهم سارع إلي أن يستل (سكين) غارزاً إياها في الجنب الأيمن للمجني عليه خوفاً من بنيته الجسمانية القوية بحكم انه رياضي.. ورغماً عن طعنه في تلك اللحظات ألا انه وقف راجلاً بعد أن كان جالساً علي السرير وبدأ في مطاردة صديقه إلي خارج مسرح الجريمة التي ارتكبها المتهم وفر هارباً من مسرح الجريمة الواقع بدار السلام بسوق ليبيا مربع (2) وبما انه نحيلاً استطاع ان يهرب ولكن المجني عليه خرج وراءه .. فلم يتحمل النزف الدموي الذي كان ينزفه في تلك الأثناء لأنه كان ينزف الدماء بغزارة شديدة مما أدى إلي سقوطه علي الأرض متأثراً بما تعرض له .. فتجمهر بعض أهالي المنطقة وكان من بينهم عم القتيل الذي سارع إلي إسعافه علي جناح السرعة إلي مستشفي امبدة النموذجي الذي اسلم أمام بوابته الروح إلي بارئها قبل ان تلامس جسده أيادي ملائكة الرحمة.. وبالتالي حول الجثمان إلي مشرحة الطب الشرعي التابعة إلي مستشفي امدرمان التعليمي.. وبعد إجراء اللازم تمت مواراة جثمانه الثري.

المرحوم طارد الجاني خارج المنزل

ويعزز هذه الحالة خليل داؤود الأمين ابن عم القتيل محمود الفضة الأمين البالغ من العمر (30) ربيعاً قائلاً: كما نجلس في منزلنا فجاءنا النبأ المشؤوم وصادف في تلك الأثناء ان أشار طفلاً صغيراً علي والدي بهذه الجريمة النكراء التي شهدها مربع (2) بدار السلام بسوق ليبيا.. فسارع إلي ان وصل مسرح الجريمة.. فرأي ابن شقيقه (محمود) واقعاً علي الأرض والدماء ترشح من جسده بالجنب الأيمن.. فوضع يديه علي رأسه من فرط المفاجأة.. التي رغماً عنها قام بإسعافه لكن يد القدر كانت أسرع من كل المحاولات.. فتوفي متأثراً بما تعرض له ورغم ذلك كشف عن اسم الجاني قبل ان يرحل إلي الرفيق الأعلى.. أما الأسباب القائدة إلي هذه الجريمة تتمثل في ان ابن عمي محمود الفضة الأمين كان يلعب (الكتشينة) مع ثلاثة من أصدقائه الذين هم جميعاً يقطنون بمربع (2) بدار السلام غرب مدينة امدرمان وأثناء ذلك نشب خلاف بين الجاني والمجني عليه فما كان إلا وتدخل أصدقائهما الآخرين وفضا الاشتباك بينهما.. ألا ان القاتل كان مبيتاً النية.. لذلك اخرج سكيناً وطعن بها القتيل (محمود) داخل الغرفة التي كانوا يجلسون بها.. ثم فر الجاني من هناك إلي خارج المنزل المشار إليه.. وبما ان محمود الفضة الأمين كانت لديه بعضاً من قوة التحمل هرول خلفه إلي ان خارت قواه فسقط علي الأرض في الطريق العام وهو ينزف نزفاً شديداً.

قسم شرطة السلام بالإسكان

وتابع: وعندما علم والدي عم(محمود) بالأمر توجه مباشرة إلي الشارع المسجى فيه ابن شقيقه وكان ان وجد (آدم) صديق القتيل واقفاً علي رأس المجني عليه فسأله ما الذي حدث؟ فقال لهني طعن محمود وأنا الآن أود إسعافه إلي المستشفي فأردف والدي السؤال بسؤال آخر أين هو الشخص الذي   الجناية؟! فقال آدم صديق القتيل: لقد ذهب ناحية منزلهم الأمر الذي حدا بوالدي الذهاب به إلي قسم شرطة السلام بالإسكان إذ انه إلي تلك اللحظات كان علي قيد الحياة وابلغ عن قاتله الذي في إطاره استخرجنا اورنيك (8) توجهنا به إلي مستشفي امبدة النموذجي إلي هنا كان المرحوم يتنفس بصعوبة ومن ثم توفي قبل ان ندلف به إلي باحة المستشفي.. وهو الأمر الذي استدعانا للاتصال بشرطة مسرح الحادث التي جاءت إلينا وقامت بالإجراءات القانونية المتعلقة بمثل هذه الجرائم.. وبالانتهاء من هذه الخطوة عدنا مرة ثانية إلي قسم شرطة السلام بالإسكان والذي بدوره خاطب لنا مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي امدرمان التعليمي وكان ان شرح الطبيب المختص الجثة.

عاد من تلودي قبل ثلاثة أيام

وينقلني خليل داؤود ابن عم المجني عليه محمود الفضة الأمين إلي زاوية أخري من حياته والتي تتشكل بأشكال صفاته وتكشف حنان الأبوة لطفلته الوحيدة البالغة من العمر أربع أشهر مرتفعاً صوته الذي كان يجهش بالبكاء والدموع تبلل خديه ولا يأبه بها أو يفكر مجرد التفكير في مسحها: كان محمود عليه الرحمة يتعامل معنا تعاملاً راقياً.. فما بالك ومن أتحدث عنها هي فلذة كبده.. فكان يضئ الطريق أمام أسرته الصغيرة والكبيرة لا بل قل كل عشيرته التي شيعته في موكب مهيب إلي مقابر امبدة.. فهو خرج من منزلهم بالمنطقة بعد ان أغلق الباب مطمئناً ان الدنيا عادت به لأحضان ابنته الصغيرة.. وان كانت خطواته في ذلك الاتجاه معدودة مما حدا به ان يمضي في شوارع تلك البيوت المشيدة من الطين حيث كان موجوداً بالمنزل يتجاذب أطراف الحديث مع أسرته التي أتي إليها قبل ثلاثة أيام من تاريخ مقتله.. الذي خرج فيه علي غير عادته ولم نعرف سبب الخروج إلا عقب وفاته.. فقد كان يشعر بالحنين للأصدقاء.. وحينما وصلهم بدأوا في لعب الكتشينة وهم يتجاذبون أطراف الحديث الذي انتهي بأن ترتكب في حقه هذه الجريمة.

سدد له الطعنة القاتلة

ومازال يرسم في خارطة طريق الموت الذي وضع قدره علي ابن عمه محمود الفضة الأمين الذي مات شامخاً بموقفه الراهن الذي هرب منه القاتل مما قاد مباحث قسم شرطة السلام بالإسكان إلي أن تبذل مجهوداً كبيراً في إلقاء القبض علي الجاني بعد بحث مضني سخرت له كل إمكانياتها إلي ان وردت إليهم معلومة تؤكد انه عاد إلي منزلهم بمربع (2) بدار السلام غرب مدينة امدرمان حيث تم اقتياده إلي قسم الشرطة في الرابع من شهر مارس 2012م ثم أودع الحراسة .
 و نجد ان هنالك حقيقة ثابتة في هذه القضية بان الجاني ارتكب جريمته مع سبق الإصرار والترصد لأنه بعد ان فض الاشتباك بينه والمجني عليه (محمود) عاد وسدد له الطعنة القاتلة التي أودت بحياته التي عمل علي ان ينفض عنها غبار الماضي باللجوء إلي مناطق تنقيب الذهب حتى يوفر عيشاً كريماً لزوجته وابنته ووالدته إلا ان كل هذه الآمال تبددت في كسر من الثانية دون سابق إنذار مسبق وبالمقابل تأزم الموقف.. خاصة وانه عاد من منطقة تلودي وهو يحمل في معيته كل الأشواق.



التوجه مباشرة إلي مسرح الحادث

والتقط منه قفاز الحديث ابن عمه فضل الضو الذي قال: بدأت الحياة الاجتماعية تفرد ذراعيها للمرحوم الذي تشهد له كل المنطقة بحسن الخلق وهو لاعب كرة قدم من الطراز الفريد.. لذلك كان الموقف بالنسبة لنا في غاية الصعوبة.. حيث بدأ هذا الحدث بفصوله الدرامية المثيرة بتصاعد وتيرته حتى وصل قمته ونحن في غمرة ذلك لم نحس بأية أحاسيس ايجابية.. فهذا الإحساس دفعنا للتوجه مباشرة إلي مسرح الحادث لمعرفة ما يدور هناك وما ان التقطت أذناي الخبر المؤلم جداً إلا وتسمرت في مكاني مذهولاً من فرط المفاجأة غير المتوقعة والتي لم تكن في حساباتنا من قريب أو بعيد ولكن في النهاية أعود وأقول إنا لله وإنا إليه راجعون.

أمر قبض في مواجهة محمود عبد العزيز بسبب الرئيس


الشاكي يكشف تفاصيل الاتلاف والتمزيق وطمس صور قيادات التنظيم السياسي العريق

النيابة أمرت بفتح بلاغ جنائي تحت المادة 182 من القانون الجنائي

لماذا طلب المشكو ضده تحويل مجسم السفينة من التيار الى شعار نادي المريخ

الخرطوم: سراج النعيم

اصدرت وكالة نياية بحري المدينة أمر قبض في مواجهة الفنان الشاب محمود عبد العزيز بموجب البلاغ الجنائي الذي تقدم به الفنان التشكيلي يعقوب آدم محمد بالرقم 6799 تحت المادة 182 من القانون الجنائي وتفسيرها التلف الذي يتهم في اطاره  الشاكي المشكو ضده بتعمده طمس المجسم الخاص باحدي التيارات  السياسية العريقة بالبلاد وهذا المجسم تم نحته في شكل سفينة تحمل في معيتها صورا  لقيادات ذلك الحزب  وهي الصور التي تم طلاؤها بلون بني مما أدي الى اخفاء معالم الفكرة  الأمر الذي استدعي الفنان التشكيلي للاقدام على هذه الخطوة القانونية رافعا عريضة دعوي  جنائية بطرف وكالة النيابة المشار اليها مسبقا والتي بدورها أمرت بفتح بلاغ جنائي لدي قسم شرطة بحري المدينة.
ومن هنا دعونا نستعرض بحياد شديد هذه القضية الغريبة في تفاصيلها فالوقائع تشير الى ان الفنان لا ينتمي لهذا التنظيم الحزبي وبالتالي هو متهم بهذا السلوك المليء بالدهشة والاستغراب الذي ينبيء عن ضيق صدر بالرأي الآخر فهل ضروريا التعبير بهذه الصورة المغمورة في أعماق السطحية أم أن هذا  الفعل نابع من عدم دراية ووعي؟ ومن هنا كان حزني عميقا حين علمت بهذا التصرف الذي يخلفه احساس بوجود هوة بين الفكر واللغة اي بين ما أرغب في فعله وما اكتشف انني فعلته  بعد ان دخلت الفكرة  حيز التنفيذ فاحيانا  يحس الانسان بهذه الصورة فيتعذب لأن للحقيقة  اكثر من وجه واحد وهكذا فالفجوة ليست بين ما يؤمن به وما يفعله ولكنها بين مايؤمن به بيقين مطلق أو بيقين نسبي أو بايمان مهزوز وهو اضعف الايمان هكذا يكافح الانسان بضراوة كي يمتلك ذلك الصفاء الذهني حتي تتعارف وتتألف الافكار دونما تنافر او اختلاف.

الفنان التشكيلي يكشف التفاصيل

  وفي سياق ذي صلة قال التشكيلي يعقوب آدم يعقوب للدار: لا استطيع ان افهم لماذا ارتكب الفنان الشاب محمود عبد العزيز هذه الحماقة التي تؤكد تأكيدا جازما الازدوادجية في المباديء وان كنت اؤمن بأن لكل انسان الحق في التعبير عن احاسيسه ومشاعره بطريقته الخاصة المهم ان يكون الانسان  صادقا في طريقة التعبير لأنه لا يمكن لهذه الفرضية ان تحدث ابدا ورغما عن ذلك تجدني أرغب في التنويه الى ان الانتماءات الحزبية يمكن ان تكون في صورة جديدة وفق المعطيات الجديدة للتطور الذي بدأ يغير في بنية المجتمع.
ومن هذا المدخل دعني أدلف مباشرة الى قضيتي مع الفنان الشاب محمود عبد العزيز فهي بدأت  منذ اللحظة التي طلب فيها مني ان انحت له مجسما مريخيا فما كان مني الا الاستجابة له لأنني عاشق للحقيقة وللقيم الانسانية كالعدالة والحق والخير والحرية والمساواة وهي الصفات التي افتقدها في هذه القصة المثيرة للدهشة اذ ان الفنان محمود عبد العزيز اتلف المجسم دون ان يبديء سببا موضوعيا فيما اقترفته يداه متجاوزا احكام العقل قبل ان يفكر مجرد التفكير في السباحة عكس التيار الجارف ومع ذلك كله لم اطلب منه شيئا سوي الاعتذار عما بدر منه او انني سأضطر للمطالبة بـ (100) مليون كتعويض عن الضرر الذي حاق بي وبصور قيادات الحزب الكبير.

كيف وصل مجسم السفينة للمزاد

واعترف أنني سعيت سعيا حثيثا لكي يقدم اعتذاره الا انه رفض رفضا باتا وقال لي: (اعلي مافي خيلك اركبه) فلم يكن امامي بدا سوي ان اسلك الطرائق القانونية نسبة الى ايفائي له بالالتزام الخاص به والمتمثل في مجسم سفينة تحمل شعار نادي المريخ الرياضي مشرطا ان تكون بها صورة المحترف الراحل  ايداهور او رسمة له المهم بعد الانتهاء منها قمت بحملها اليه فلم اجده في تلك الاثناء ولكن تركتها له بحوزة والدته التي طلبت مني عمل سفينة اخري بذات المواصفات فقلت لها على الرحب والسعة وفي اليوم التالي اتيت الى منزله بالمزاد  فوجدته موجودا وكان ان رحب بي حيث انني كنت احمل مجسم سفينة  كبيرة اخري مصممة بشعارات التنظيم السياسي الذي وضعت صور قياداته فيه بالرغم من أنني لا انتمي لهذا الحزب ولكن يهمني أمره عموما تجاذبت معه اطراف الحديث الذي استمر  الى الساعة   الحادية عشر والنصف مساء فقلت له على خلفية ذلك لابد من ان اذهب  لأن الوقت قد تأخر ولن استطيع حمل هذا المجسم معي لذا اتركه لي عندك الى صباح الغد فما كان منه الا وقال: مافي مشكلة وعندما حضرت في اليوم التالي تفاجأت بأن السفينة تم اتلافها وطمس صور القيادات  الحزبية بالاضافة الى انه تم  تمزيق الشعارات المكتوبة عليها.

حوار الشاكي والمشكو ضده

وزاد يعقوب: لقد تعبت تعبا شديدا في الحصول على الصور التي طمسها بالبوهية ذات اللون الكبدي فكانت المفاجأة بالنسبة لي كبيرة جدا لأنه اضاع مجهودي الكبير الذي بذلته في هذا المجسم حتي خرج على هذه الصورة فقلت له: ماهذا يا محمود؟ فقال لي: ياخي سيبك من ديل دايرك تغيرها الى سفينة مريخية بعيدا عن شعار الهلال الذي كانت تحمله قبل الاتلاف والتمزيق والطمس وكان ان كررت عليه السؤال سالف الذكر فقال لي: انت ماذا يهمك في  النهاية انا بديك قروش بس اجعلها كالسفينة الأولى ويكون هذا الموضوع أنتهي فقلت له لا مانع لدي في أن اقلبها لك على حسب تصورك .. لكن بشرط  أن تدفع مقابل ذلك مائة مليون جنيه .. فقال لي لم اتوقع منك الجنوح بهذا الذي حدث إلى هذا المنحني .. وكان أن وصلنا إلى طريق مسدود فقلت له : سوف اتخذ ضدك الإجراءات القانونية الحافظة لحقوقي الأدبية والمادية والحافظة في نفس الوقت لحقوق القيادات الحزبية .. ومن هناك توجهت مباشرة إلى وكالة نيابة بحري المدنية التي شرحت لها في عريضة دعوتي الجنائية ما تطرقت إليه في معرض تناولي لهذا البلاغ الجنائي وهي بدورها أمرت الشرطة بفتح بلاغ في مواجهة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز وكان أن سئلت عن قيمة الضرر فقلت أنه يبلغ مائة مليون جنيه .. فيما كان البلاغ الجنائي في بدايته إجراءات أولية منحت وقفها أمراً بالتكليف بالحضور وقد وصلت في جملتها إلى أكثر من إعلان.

 وكالة نيابة بحري المدنية

وأضاف وما أن انتهيت من تلك المرحلة بعد انقضاء عامين من تاريخ فتح البلاغ الذي عدت في خصوصه إلى وكالة نيابة بحري المدنية وقلت لمولانا عمر أبو الحسن محمد أحمد أن بلاغي ضد الفنان محمود عبدالعزيز مرت عليه كل هذه الفترة ولم يتم إعلانه لذلك ارغب في أن يكون البلاغ تحت المادة 182 من القانون الجنائي وتفسيرها التلف الذي صدر في إطاره أمر قبض .. إلا أنه مر عليه تقريباً ثلاثة أشهر قادت إلى حفظ البلاغ الذي قمت بتحريكه مجدداً ومنحت وفقاً له أمر قبض.

المطالبة بالتعويض مائة مليون

وحول ماذا يريد من هذه الإجراءات القانونية قال الفنان التشكيلي يعقوب آدم يعقوب : كل ما أريده من الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الاعتذار وإلا أنني سأواصل في هذه الإجراءات وأطالبه بتعويض أقدره بمائة مليون جنيه .. وعندما اتصلت به أكد أنه لن يعتذر وبالتالي سأدع القانون يأخذ مجراه .. لأن التفكير على هذا النحو لا يروق ليَّ من قريب أو بعيد ، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أنني لا أطمع فيه مالياً بقدر ما أعمل على إزكاء روح الاعتذار في الحركتين الثقافية والفنية في حال وقوعنا في الخطأ فكلمة فنان تعني الكثير بالنسبة ليّ ولا أقبل أن يتم تلويثها بمناخ مغاير لأنني غير معني بواقع يخالف هذه الرؤية وينجرف بها عن مسارها الصحيح الذي يفترض أن تمضي على هداه مكشوفة للضوء والصدق .. ومن هذا المنطلق يأتي إصراري على هذا الفهم العميق فالريشة التي رسمت بها مجسم السفينة أصبحت في مهب الإعصار تتطاير وتتفتت في كل آن وأنا ألملم في أشلائها.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...