الأربعاء، 2 مايو 2012

أمر قبض في مواجهة محمود عبد العزيز بسبب الرئيس


الشاكي يكشف تفاصيل الاتلاف والتمزيق وطمس صور قيادات التنظيم السياسي العريق

النيابة أمرت بفتح بلاغ جنائي تحت المادة 182 من القانون الجنائي

لماذا طلب المشكو ضده تحويل مجسم السفينة من التيار الى شعار نادي المريخ

الخرطوم: سراج النعيم

اصدرت وكالة نياية بحري المدينة أمر قبض في مواجهة الفنان الشاب محمود عبد العزيز بموجب البلاغ الجنائي الذي تقدم به الفنان التشكيلي يعقوب آدم محمد بالرقم 6799 تحت المادة 182 من القانون الجنائي وتفسيرها التلف الذي يتهم في اطاره  الشاكي المشكو ضده بتعمده طمس المجسم الخاص باحدي التيارات  السياسية العريقة بالبلاد وهذا المجسم تم نحته في شكل سفينة تحمل في معيتها صورا  لقيادات ذلك الحزب  وهي الصور التي تم طلاؤها بلون بني مما أدي الى اخفاء معالم الفكرة  الأمر الذي استدعي الفنان التشكيلي للاقدام على هذه الخطوة القانونية رافعا عريضة دعوي  جنائية بطرف وكالة النيابة المشار اليها مسبقا والتي بدورها أمرت بفتح بلاغ جنائي لدي قسم شرطة بحري المدينة.
ومن هنا دعونا نستعرض بحياد شديد هذه القضية الغريبة في تفاصيلها فالوقائع تشير الى ان الفنان لا ينتمي لهذا التنظيم الحزبي وبالتالي هو متهم بهذا السلوك المليء بالدهشة والاستغراب الذي ينبيء عن ضيق صدر بالرأي الآخر فهل ضروريا التعبير بهذه الصورة المغمورة في أعماق السطحية أم أن هذا  الفعل نابع من عدم دراية ووعي؟ ومن هنا كان حزني عميقا حين علمت بهذا التصرف الذي يخلفه احساس بوجود هوة بين الفكر واللغة اي بين ما أرغب في فعله وما اكتشف انني فعلته  بعد ان دخلت الفكرة  حيز التنفيذ فاحيانا  يحس الانسان بهذه الصورة فيتعذب لأن للحقيقة  اكثر من وجه واحد وهكذا فالفجوة ليست بين ما يؤمن به وما يفعله ولكنها بين مايؤمن به بيقين مطلق أو بيقين نسبي أو بايمان مهزوز وهو اضعف الايمان هكذا يكافح الانسان بضراوة كي يمتلك ذلك الصفاء الذهني حتي تتعارف وتتألف الافكار دونما تنافر او اختلاف.

الفنان التشكيلي يكشف التفاصيل

  وفي سياق ذي صلة قال التشكيلي يعقوب آدم يعقوب للدار: لا استطيع ان افهم لماذا ارتكب الفنان الشاب محمود عبد العزيز هذه الحماقة التي تؤكد تأكيدا جازما الازدوادجية في المباديء وان كنت اؤمن بأن لكل انسان الحق في التعبير عن احاسيسه ومشاعره بطريقته الخاصة المهم ان يكون الانسان  صادقا في طريقة التعبير لأنه لا يمكن لهذه الفرضية ان تحدث ابدا ورغما عن ذلك تجدني أرغب في التنويه الى ان الانتماءات الحزبية يمكن ان تكون في صورة جديدة وفق المعطيات الجديدة للتطور الذي بدأ يغير في بنية المجتمع.
ومن هذا المدخل دعني أدلف مباشرة الى قضيتي مع الفنان الشاب محمود عبد العزيز فهي بدأت  منذ اللحظة التي طلب فيها مني ان انحت له مجسما مريخيا فما كان مني الا الاستجابة له لأنني عاشق للحقيقة وللقيم الانسانية كالعدالة والحق والخير والحرية والمساواة وهي الصفات التي افتقدها في هذه القصة المثيرة للدهشة اذ ان الفنان محمود عبد العزيز اتلف المجسم دون ان يبديء سببا موضوعيا فيما اقترفته يداه متجاوزا احكام العقل قبل ان يفكر مجرد التفكير في السباحة عكس التيار الجارف ومع ذلك كله لم اطلب منه شيئا سوي الاعتذار عما بدر منه او انني سأضطر للمطالبة بـ (100) مليون كتعويض عن الضرر الذي حاق بي وبصور قيادات الحزب الكبير.

كيف وصل مجسم السفينة للمزاد

واعترف أنني سعيت سعيا حثيثا لكي يقدم اعتذاره الا انه رفض رفضا باتا وقال لي: (اعلي مافي خيلك اركبه) فلم يكن امامي بدا سوي ان اسلك الطرائق القانونية نسبة الى ايفائي له بالالتزام الخاص به والمتمثل في مجسم سفينة تحمل شعار نادي المريخ الرياضي مشرطا ان تكون بها صورة المحترف الراحل  ايداهور او رسمة له المهم بعد الانتهاء منها قمت بحملها اليه فلم اجده في تلك الاثناء ولكن تركتها له بحوزة والدته التي طلبت مني عمل سفينة اخري بذات المواصفات فقلت لها على الرحب والسعة وفي اليوم التالي اتيت الى منزله بالمزاد  فوجدته موجودا وكان ان رحب بي حيث انني كنت احمل مجسم سفينة  كبيرة اخري مصممة بشعارات التنظيم السياسي الذي وضعت صور قياداته فيه بالرغم من أنني لا انتمي لهذا الحزب ولكن يهمني أمره عموما تجاذبت معه اطراف الحديث الذي استمر  الى الساعة   الحادية عشر والنصف مساء فقلت له على خلفية ذلك لابد من ان اذهب  لأن الوقت قد تأخر ولن استطيع حمل هذا المجسم معي لذا اتركه لي عندك الى صباح الغد فما كان منه الا وقال: مافي مشكلة وعندما حضرت في اليوم التالي تفاجأت بأن السفينة تم اتلافها وطمس صور القيادات  الحزبية بالاضافة الى انه تم  تمزيق الشعارات المكتوبة عليها.

حوار الشاكي والمشكو ضده

وزاد يعقوب: لقد تعبت تعبا شديدا في الحصول على الصور التي طمسها بالبوهية ذات اللون الكبدي فكانت المفاجأة بالنسبة لي كبيرة جدا لأنه اضاع مجهودي الكبير الذي بذلته في هذا المجسم حتي خرج على هذه الصورة فقلت له: ماهذا يا محمود؟ فقال لي: ياخي سيبك من ديل دايرك تغيرها الى سفينة مريخية بعيدا عن شعار الهلال الذي كانت تحمله قبل الاتلاف والتمزيق والطمس وكان ان كررت عليه السؤال سالف الذكر فقال لي: انت ماذا يهمك في  النهاية انا بديك قروش بس اجعلها كالسفينة الأولى ويكون هذا الموضوع أنتهي فقلت له لا مانع لدي في أن اقلبها لك على حسب تصورك .. لكن بشرط  أن تدفع مقابل ذلك مائة مليون جنيه .. فقال لي لم اتوقع منك الجنوح بهذا الذي حدث إلى هذا المنحني .. وكان أن وصلنا إلى طريق مسدود فقلت له : سوف اتخذ ضدك الإجراءات القانونية الحافظة لحقوقي الأدبية والمادية والحافظة في نفس الوقت لحقوق القيادات الحزبية .. ومن هناك توجهت مباشرة إلى وكالة نيابة بحري المدنية التي شرحت لها في عريضة دعوتي الجنائية ما تطرقت إليه في معرض تناولي لهذا البلاغ الجنائي وهي بدورها أمرت الشرطة بفتح بلاغ في مواجهة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز وكان أن سئلت عن قيمة الضرر فقلت أنه يبلغ مائة مليون جنيه .. فيما كان البلاغ الجنائي في بدايته إجراءات أولية منحت وقفها أمراً بالتكليف بالحضور وقد وصلت في جملتها إلى أكثر من إعلان.

 وكالة نيابة بحري المدنية

وأضاف وما أن انتهيت من تلك المرحلة بعد انقضاء عامين من تاريخ فتح البلاغ الذي عدت في خصوصه إلى وكالة نيابة بحري المدنية وقلت لمولانا عمر أبو الحسن محمد أحمد أن بلاغي ضد الفنان محمود عبدالعزيز مرت عليه كل هذه الفترة ولم يتم إعلانه لذلك ارغب في أن يكون البلاغ تحت المادة 182 من القانون الجنائي وتفسيرها التلف الذي صدر في إطاره أمر قبض .. إلا أنه مر عليه تقريباً ثلاثة أشهر قادت إلى حفظ البلاغ الذي قمت بتحريكه مجدداً ومنحت وفقاً له أمر قبض.

المطالبة بالتعويض مائة مليون

وحول ماذا يريد من هذه الإجراءات القانونية قال الفنان التشكيلي يعقوب آدم يعقوب : كل ما أريده من الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الاعتذار وإلا أنني سأواصل في هذه الإجراءات وأطالبه بتعويض أقدره بمائة مليون جنيه .. وعندما اتصلت به أكد أنه لن يعتذر وبالتالي سأدع القانون يأخذ مجراه .. لأن التفكير على هذا النحو لا يروق ليَّ من قريب أو بعيد ، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أنني لا أطمع فيه مالياً بقدر ما أعمل على إزكاء روح الاعتذار في الحركتين الثقافية والفنية في حال وقوعنا في الخطأ فكلمة فنان تعني الكثير بالنسبة ليّ ولا أقبل أن يتم تلويثها بمناخ مغاير لأنني غير معني بواقع يخالف هذه الرؤية وينجرف بها عن مسارها الصحيح الذي يفترض أن تمضي على هداه مكشوفة للضوء والصدق .. ومن هذا المنطلق يأتي إصراري على هذا الفهم العميق فالريشة التي رسمت بها مجسم السفينة أصبحت في مهب الإعصار تتطاير وتتفتت في كل آن وأنا ألملم في أشلائها.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...