قبل ساعات على المناظرة الوحيدة التي تعقد بين الدورتين اكد الرئيس اليميني المنتهية ولايته والمرشح الاشتراكي عن ثقتهما وتصميمهما.
وقال هولاند عبر قناة بي اف ام تي في "أعلم بوجود تحرك لصالحي. وعلي ان اكون جديرا به لان الغطرسة ليست المطلوب" مؤكدا انه سيكون "هجوميا من أجل الفرنسيين" لكنه لا يريد تحويل النقاش الى منازلة.
واكد معسكر ساركوزي ان النصر ما زال ممكنا. فوزير الخارجية الان جوبيه اشاد "بالشخصية القوية" للرئيس المنتهية ولايته و"وضوحه" على عكس المرشح الاشتراكي "الذي يلعب ورقة الالتباس تلقائيا".
وتبث المواجهة التي تستغرق ساعتين ونصف عبر حوالى عشر قنوات وتبدأ في الساعة 21,00 (19,00 ت غ). وبحسب سحب القرعة فسيتكلم هولاند اولا. كل شيء مدروس بدقة، كقياسات الطاولة التي تفصل بين الرجلين وحرارة الغرفة وزوايا الكاميرات بحيث لا يبدو انف ساركوزي من لقطة جانبية ولا صلعة هولاند.
ويتمتع المرشح الاشتراكي بموقع جيد امام ساركوزي بعد فوزه ب28,6% من الاصوات في الدورة الاولى مقابل 27,2%. فقبل اربعة ايام على الاستحقاق ما زال ساركوزي وراء خصمه الذي اشارت استطلاعات الراي جميعها الى فوزه الاحد بنسبة 53 الى 54% من الاصوات وحتى لو تمكن من تقليص الفارق في الايام الاخيرة.
ويراهن الرئيس الفرنسي كثيرا على هذه المناظرة للتعويض عن تخلفه بالرغم من تاكيد المحللين السياسيين ان المناظرات السياسية بين الدورتين لا تغير كثيرا في ميزان القوى.
وقال جيروم سانت-ماري من معهد سي اس ايه للاستطلاعات "كي تؤدي مناظرة الى قلب نتائج عملية انتخاب ينبغي ان يفوز احد المتواجهين بوضوح على الاخر، وان يكون الفارق بينهما في نوايا التصويت ضئيلا. لكن الحال اليوم ليست كذلك تماما".
وتسعى القناتان المنظمتان الخاصة تي اف 1 والعامة فرانس 2 الى نقاش ينطلق من الهواجس التي تشكل اولوية للفرنسيين (القدرة الشرائية والعمالة) ليتطرق الى السياسة الخارجية والديون والمسائل الاجتماعية (الهجرة) واسلوب الرئاسة الذي يريد كل من المرشحين تجسيده.
واعتبر رئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران ان الرئيس المنتهية ولايته عليه "المخاطرة" والسعي الى دفع هولاند الذي لعب ورقة "الثبات" و"التوازن" الى ارتكاب خطأ والتشديد على قلة خبرته الحكومية.
كما يأمل اليمين في استغلال الفارق البارز في الشخصيتين لصالح ساركوزي الذي يتمتع بمزاج هجومي فيما يرى اليسار ان الروح الجامعة لدى هولاند وحسه الفكاهي سينتصران.
منذ الدورة الاولى انطلق الرجلان البالغان 57 عاما في سباق لجذب ناخبي الجبهة الوطنية (اقصى اليمين) الذي احرزت مرشحتها مارين لوبن نتيجة تاريخية (حوالى 18%) مما سيجعل اصوات حزبها ترجح احدى الكفتين..
واجبر ذلك ساركوزي الذي يشن حملة يمينية الى اقصى الحدود الى تشديد خطابه في ملفي الامن والهجرة، فتحدث الى الفرنسيين العاديين مصورا نفسه حامي الشعب بمواجهة النخب.
ولم يكن مفاجئا اعلان لوبن انها ستصوت بورقة بيضاء ما يشكل دعوة ضمنية لناخبيها الى فعل المثل، حيث سخرت من محاولات جذب انصارها الذي كانوا يعتبرون "عنصريين" سابقا ليتحولوا فجأة الى اشخاص "يمكن معاشرتهم".
وينبغي على المرشحين كذلك جذب ناخبي المرشح الوسطي فرنسوا بايرو (حوالى 9% من الاصوات). واكد بايرو انه لن يعبر عن موقفه الا غداة المناظرة، علما انه عادة يترك لناخبين حرية الخيار على ما فعل عام 2007، لكنه قد يعبر عن رايه الخاص حول المرشحين.