طه: دعوات
جوبا للتفاوض «خطل» وتفاعل الشارع رد للمخذلين والمشككين..سحابة كثيفة من
الدخان تغطي سماء هجليج بسبب تخريب المنشآت النفطية..نائب الرئيس: «سنفتش
هجليج مكتب مكتب.. وجهاز جهاز ولو فقدنا إبرة نمشي ليها في جوبا ونجيبها»
قصفت
قوات الجيش الشعبي بالمدفعية الثقيلة منطقة تلودي بولاية جنوب كردفان أمس
وخلّفت جرحى وسط المواطنين وتسبب القصف الذي استمر من صباح أمس حتى الظهيرة
في حرق وتدمير عدد من المنازل، فيما وجه نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم
يوسف تحذيرات شديدة اللهجة إلى دولة الجنوب، وأقسم قائلاً: «سنفتش هجليج
مكتب مكتب.. وآلة آلة.. وجهاز جهاز لو فقدنا إبرة نمشي ليها في جوبا
ونجيبها»، في وقت كشف فيه مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع عن إيفاد
دولة الجنوب لوسطاء للخرطوم تطلب من خلالهم الانسحاب من هجليج وفق ضمانات،
وحذّر نافع
من الالتفات وسماع الأصوات المخذِّلة التي تدعو لإيقاف مسيرة الجهاد
والحرب، في الأثناء قالت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام سناء حمد العوض إن
التخريب الذي حدث في المنشآت النفطية متعمد من قبل الحركة الشعبية
المندحرة، وأضافت أن سحابة كثيفة من الدخان تكوّنت في سماء المدينة حجبت
الرؤية في مطار هجليج، لافتة إلى أن السودان يملك الوثائق والأدلة المؤكدة
لهذا التخريب المتعمد. واظهرت إحصائية رسمية بحسب مصادر «الإنتباهة» مقتل
«983» جنديًا من الجيش الشعبي في عملية تحرير منطقة هجليج في المعارك التي
وقعت على المدخل الشمالي الشرقي للمدينة، فيما لقي «155» جنديًا بقوات دولة
الجنوب مصرعهم عقب عملية مطاردة عنيفة على ذات المدخل. في وقت ذكرت فيه
صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية الصادرة أمس أن إعلان دولة جنوب السودان أنها
سحبت قواتها من منطقة هجليج ، هروب وتستر بسبب سحق القوات المسلحة
السودانية لهم بهجليج، وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن هناك إعلان رسمي
للقتلى الجنوبيين، لكن من القتال الدائر على الأرجح أدى لمئات القتلى.
ووصف النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الأحاديث الدائرة من قبل دولة الجنوب بالتفاوض من جديد بـ«الخطل» والدعوات والمحاولات للقفز فوق الواقع ومحاولة الخروج من مأزق الخسارة في هجليج، مضيفاً: «أي تفاوض وأي مصلحة تبحث عنها جوبا وهي لاتحترم حتى مواطنها»، جازماً بتمام الجاهزية لصد كل المؤامرات المنسوجة من دولة الجنوب، وقطع طه في لقاء تلفزيوني مع قناة النيل الأزرق أمس بأن لا مجال على الإطلاق لوجود واستقبال قوات دولية بالحدود على أراضي السودان مهما كانت الأسباب، وقال:«لا نقبل بوجود قوات دولية على حدودنا مع دولة الجنوب»، كاشفاً عن تخريب دولة الجنوب لنظام التشغيل «سوفت وير» لآبار النفط في هجليج وإشعال الحرائق في أجهزة التوصيل الرئيسة، مؤكدًا أن ملحمة هجليج حدث وطني وتاريخي مكلل بالنصر والفتح المبين، ودمغ تجاوب الشارع مع الحدث بالثورة ضد كل صور الخنوع والإحباط والتخذيل والتشكيك في الإرادة الوطنية والقوات المسلحة التي قال إنها تتعرض لحملات منظمة من قوى دولية لفتح الثغور لتمرير الأجندة الخارجية، وأبان طه أن تجاوب الشارع مع ملحمة هجليج شكل ثورة ضد محاولات تمزيق السودان والتشكيك في الإرادة الوطنية وشق الصف الوطني والشرعية السياسية بالبلاد، لافتاً إلى أن المؤامرة على السودان تتجلى في الواقع الآن ولم تقف عند حد دفع جوبا للاعتداء على البلاد، ودمغ طه سلوك الحركة الشعبية إبان السلام وعقب الانفصال بالسلوك الرافض للسلام، وقال:«الوصول لسلام يقتضي أن يكون هناك طرف يعي السلام» وأردف «سجل وسلوك الحركة يوضح أنها لم تكن راغبة في السلام بالدخول والخروج وخرق الاتفاقات إبان التفاوض».
من ناحيته وجه نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف تحذيرات شديدة اللهجة إلى دولة الجنوب وأقسم قائلاً: «سنفتش هجليج مكتب مكتب.. وآلة آلة.. وجهاز جهاز، لو فقدنا إبرة نمشي ليها في جوبا ونجيبها»، وقال: حتى يكون الأمر واضحاً بالنسبة لهم « لو فقدنا إبرة وليست عربية حقة الحكومة أو الشركات التي تعمل معنا والمؤمنين عليها في هجليج حنمشي نكوسها في جوبا». وأضاف بالقول: «ولو عبرت إلى يوغندا نمشي إلى يوغندا نكوسها وما بنخلي حقنا»، وذكر :«أي حاجة خسرت من البترول في هجليج عايزنها كما كانت بالإضافة إلى الخراب الذي حصل في الديار والشهداء والجرحى والفساد الذي حصل في الأرض»، وقال:«نحن نريد حقنا في الدنيا بعدين في الآخرة نتقابل هناك».
وأكد النائب لدى مخاطبته نفرة المعاشيين والبنك العقاري الذين قدموا دعماً بمبلغ «225» للقوات المسلحة بالمركز العام للدفاع الشعبي أمس أن الحركة الشعبية والجيش الشعبي ومن يدورون حول فلكها مشتركون في جريمة هجليج، ويمثلون هدفاً لنا، وقال:« لا نكتفي يا سلفا كير أن تجري من هجليج ولكن تجرد لينا حقوقنا كلها المادية والمعنوية»، وأضاف:«رسالتنا ليست فيها رمادية وواضحة جدًا من اليوم». ورفض يوسف أي تدخل من المجتمع الدولي حول العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة لمطاردة المتمردين والمعتدين.وقال:«لن نسمح بما يسمى بالمجتمع الدولي الذي جوّز لأمريكا زورًا وبهتاناً أن تضرب أفغانستان والعراق وباكستان» وأؤكد أن الحشرة الشعبية ثبت بالدليل أنها مهدِّدة للأمن السوداني، وأضاف: «لا نحتاج إلى إذن من أي «زول» أو إقناع جهة بذلك» وشدد بأن كل من يهدد أمننا يصبح هدفاً أينما كان. ورهن يوسف التوقف من مطاردة المعتدين بأن تقف دولة الجنوب عند حدودها وتطرد المتمردين والمرتزقة، وقال إن لم تفعل ذلك فإننا «رامين قدام» وأن الشعب السوداني ما بنحدد ليه حدود وما بنعمل ليه سقف وإنما سقفه مفتوح»
واعتبر الحاج آدم إصرار الحركة تسمية نفسها بالحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها بالجيش الشعبي لتحرير السودان «حقارة»، وشدد على رفضه أن تحمل الحركة ذلك الاسم وقال«محل ما قاعدين ولو في أمريكا خاب فالهم ولن يفلحوا أبدًا».
وذكر النائب أن القوات المسلحة والنظامية «رامين لقدام» حتى تعي الحركة الشعبية التي هي في حالة اللاوعي، وأكد أن الجيش سيطارد الفارين والهاربين حتى ولو دخلوا إلى الجنوب وقال: «من حقنا نطاردهم إلى جوبا».
وأشار إلى أن الحكومة بسطت يدها بيضاء للحركة ولكنها رفضت ولذلك أكد أن إسقاطها أصبح واجباً، ووجه خطاباً لشعب الجنوب قائلاً: «نحن مع مصالحكم» بيد أنه أكد بأنهم ضد الحركة الشعبية، وطالب شعب الجنوب بحماية مصالحهم وعدم القبول أن تقودهم الحركة الشعبية إلى المهالك والمحرقة، وقال نحن نريد المحرقة للحركة فقط، محيياً أبطال الجنوب الذين يقودون المعارضة ضد الحركة الشعبية.
وقال الحاج آدم: «إنّ ما تحقق من التفاف حول الجيش والقوات النظامية أمس الأول أثبت أن الشعب السوداني ما يزال بخير وأن القوات المسلحة والنظامية ما تزال بخير»، لافتاً إلى أن سلفا كير معروف بأنه سلفا كير« ما عنده كلام ولا صدق ولاعنده مواقف» لأنه مأمور من الخارج، وقال:«أسياده من الخارج يرسلون له التعليمات».
وأعلن نائب الرئيس النفرة العامة لدعم القوات المسلحة ودعا كل السودانيين للإسهام في دعم وتأهيل القوات المسلحة، وقال:«لا نحتاج أن نأتي بالقروض من الخارج ولا بالأموال الفاسدة للقوات المسلحة نريد أن ندعمها بالأموال الحلال الطاهرة» وقال: «منذ اليوم نفرتنا للواء الردع نردفها بنفرة للدعم المالي للقوات المسلحة والمجهود الحربي من جميع أبناء وبنات السودان»، وحث المؤسسات والبنوك والشركات والوزارات والحكومة المركزية والولائية والمجالس التشريعية إعادة النظر في ميزانياتهم لما يدعم القوات المسلحة حتى «ترمي قدام» وأن يكون ذلك سنة ماضية غير مرتبطة بالعام الجاري، وقال« دايرين نبدأ من الفرد أن يراجع ميزانيته بأن يكون هناك نصيب لدعم القوات المسلحة»، ودعا أهل السودان إلى ربط الأحزمة على البطون، مؤكدًا أن المسيرة ماضية والنصر سيتحقق بإذن الله.
من ناحيته كشف د. نافع عن إيفاد دولة الجنوب لوسطاء للخرطوم تطلب من خلالهم الانسحاب من هجليج وفق ضمانات، وأعلن استنكار الحكومة لدعوة بعض الأحزاب السياسية ومنتسبيها ومن نعتهم بالمرجفين في البلاد وخارجها لوقف الحرب مع دولة الجنوب، وقال«لا وقف للحرب أبدًا ولا سماع أبدًا للأصوات المحذِّلة»، ووصف نافع لدى مخاطبته جموع الطرق الصوفية المحتشدة بميدان الخليفة بأمدرمان أمس وصف الانتصار في هجليج بـ«السحق التام» وأكد أن الجيش الشعبي لدولة الجنوب لم يهزم بل «سحق سحقاً» في هجليج، منوها إلى أن الانتصار وقع على حكومة عميلة ومرتزقة ينتسبون جورًا لدارفور، دامغاً المطالبين بالانسحاب ووقف الحرب بالمرجفين، لافتاً إلى أن عدد القتلى بهجليج من الجيش الشعبي فاق الـ«400» قتيل، مضيفاً أن الغنائم والعتاد الذي استولت عليه القوات المسلحة كثير جدًا، معتبرًا أن النصر هلاك للخونة والمرتزقة والعملاء، مؤكدًا أن أحاديث سلفا كير بالانسحاب « كذب» من رئيس دولة عميلة. وقال «يكذب على نفسه» موضحاً أن دولة الجنوب أرسلت وسطاء للخرطوم معلنة لا انسحاب من المنطقة بضمان إلا أن يتم ضرب قواتها أثناء الانسحاب، وأردف« لكن سبق السيف العذل» وتابع: «القوات المسلحة أعلنت أن لا نافذة للانسحاب والهروب»، وقال نافع: «ما حدث في هجليج بسط الطريق أمام التفاف الأمة»، ووجه نافع بفتح معسكرات التدريب غدًا للطرق الصوفية بالمساجد والخلاوى لتكون النفرة من داخل بيوت الله، ونوه نافع إلى أن بعض المحطات الدولية تردد الأكاذيب بانسحاب الجيش الشعبي من هجليج، وقال:«هؤلاء منافقون وخائبون وخاسرون والجيش الشعبي سحق في هجليج وتلك المحطات تردد الكذب».
من ناحية ثانية أبلغ معتمد تلودي المقبول الفاضل هجام «الإنتباهة» أمس أن الوضع تحت السيطرة، وقال إن الجيش الشعبي بدأ في قصف المنطقة مما حدا بالمواطنين للنزوح خارج المدينة، وأبان أن عمليات القصف تمت من ناحية منطقة «مفلوع، 7 كيلومترات من تلودي»، وأكد هجام أن الأوضاع تحت السيطرة، منوها إلى أن القوات المسلحة تمسك بيد من حديد على الأوضاع، وأضاف أن الجيش الشعبي قصف المدينة طيلة أيام 29 ــ 30 من الشهر الماضي زيادة على أيام 1ــ2 ويوم أمس.
إلى ذلك انتشرت القوات المسلحة في أكبر عملية تأمينية حول منطقة الميرم بدعم ومساندة قبيلة المسيرية وحسمت في ساعات قلائل قوة من الجيش الشعبي كانت تتمركز بالمنطقة ودمرت «4» دبابات تابعة لها، فيما وصل وزير الدفاع بدولة الجنوب جون كونك إلى بانتيو أمس لاستجلاء الموقف والوقوف مع غرفة العمليات التي يديرها الوالي تعبان دينق للتقصي حول أسباب الهزيمة الكبيرة لقوات الجيش الشعبي بمنطقة هجليج وخسارة المعركة.
من ناحيته أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح لـ«إس إم سي» أمس، أن القوات المسلحة تمكنت من صد فلول الجيش الشعبي على تلودي في معارك خلفت وراءها أعداداً كبيرة من القتلى بصفوف المعتدين يجري حصرها بالإضافة إلى عدد مقدر من الآليات العسكرية، مؤكداً أن القوات المسلحة لازالت تطارد بقايا فلول الجيش الشعبي على الشريط الحدودي مع دولة الجنوب.
وقال الصوارمي:«إن الجيش الشعبي كان ينوي الدخول إلى مدينة تلودي في محاولة لاستعادة الروح المعنوية المتدنية لقواتهم بعد الهزائم التي تلقوها بهجليج».
وكشف مصدر عسكري رفيع المستوى بهجليج لـ«الإنتباهة» أمس عن مصرع 90% من مجموع قوات حركة العدل والمساواة المشاركة في احتلال هجليج، وأوضح أن القوات المسلحة أسرت أكثر من «200» جندي في العملية الهجومية الأخيرة التي تمت في تمام الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الجمعة الماضي بالتقدم من الجانب الشمالي الشرقي والجانب الغربي الجنوبي في آن واحد، ولفت إلى أن المتحرك على المنطقة الشمالية الشرقية للمدينة استولى على «46» سيارة عسكرية بكامل عتادها الحربي تحمل لوحات دولة الجنوب بحالة جيدة، وأضاف أن المتحرك قضى على دبابتين واستولى على واحدة بحالة جيدة، وزاد أن القوات المسلحة استعادت «16» سيارة تتبع للشركات العاملة بحالة جيدة واستولت على «45» سيارة لاندكروزر، ونوه بأن القوات المسلحة واصلت عمليات تمشيط واسعة مرورًا بموقع الشهيد الفاضل حتى موقع الكهرباء على الحدود وأمَّنت المنطقة تمامًا، وقال المصدر إن السلطات فتحت طريق «هجليج ــ المجلد» أمس، مؤكدًا أنه «لا وجود لجندي من الجيش الشعبي طوال المسافة حتى الحدود».
وكشف مصدر بحسب «اس ام سي» عن القادة الميدانيين الذين لقوا حتفهم من حركة العدل وأبرزهم:« حامد البلال، عيسى الظاهر رجب، دليل حامد شطة، عيسى تبن، صديق مرسال، صديق أحمد حامد، إدريس طاهر جمعة، موسى رمضان، جدو حسين، أزرق خميس محمد، أبكر نورين، جار النبي إدريس، محمد حامد محمد، محمد الطيب، مصطفى جدو، كريمة الطاهر حسن».
وفي السياق أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى جاهدة لإقناع السودان ودولة الجنوب بالتراجع عن حافة الحرب. وقال برنستون ليمان مبعوث حكومة الرئيس باراك أوباما الخاص للسودان إن الوضع أصبح أزمة بالغة الخطورة تنذر بصراع أوسع بين البلدين. وقال ليمان إنه حثّ الجنوب على الانسحاب من هجليج ويعتقد أن زعماء جنوب السودان فوجئوا بالإدانة الدولية القوية لهذه الخطوة.
من ناحيتها قالت الصحيفة الامريكية إن نائب رئيس جهاز الاستخبارات الجنوبي ماك بوال قال: إن جوبا كانت تخطط لاحتلال منطقة خرصانة بواسطة الجيش الشعبي ومتمردي حركة العدل والمساواة لكن قوات الخرطوم قامت بصدهم، ودخلت الصحيفة لأحد المستشفيات المدنية في بانتيو حيث التقت بالجنود الجنوبيين الجرحى، وقال أحدهم إن هناك العديد من الجرحى بسبب القتال العنيف، ووصف جون أوكيوني مقاومة القوات المسلحة لهم بالشرسة، وعندما سأله الصحفي الأمريكي: هل إذ كان سيعود مرة للقتال ضد الخرطوم والانضمام إلى الخطوط الأمامية فرد برأسه:«لا».
ووصف النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الأحاديث الدائرة من قبل دولة الجنوب بالتفاوض من جديد بـ«الخطل» والدعوات والمحاولات للقفز فوق الواقع ومحاولة الخروج من مأزق الخسارة في هجليج، مضيفاً: «أي تفاوض وأي مصلحة تبحث عنها جوبا وهي لاتحترم حتى مواطنها»، جازماً بتمام الجاهزية لصد كل المؤامرات المنسوجة من دولة الجنوب، وقطع طه في لقاء تلفزيوني مع قناة النيل الأزرق أمس بأن لا مجال على الإطلاق لوجود واستقبال قوات دولية بالحدود على أراضي السودان مهما كانت الأسباب، وقال:«لا نقبل بوجود قوات دولية على حدودنا مع دولة الجنوب»، كاشفاً عن تخريب دولة الجنوب لنظام التشغيل «سوفت وير» لآبار النفط في هجليج وإشعال الحرائق في أجهزة التوصيل الرئيسة، مؤكدًا أن ملحمة هجليج حدث وطني وتاريخي مكلل بالنصر والفتح المبين، ودمغ تجاوب الشارع مع الحدث بالثورة ضد كل صور الخنوع والإحباط والتخذيل والتشكيك في الإرادة الوطنية والقوات المسلحة التي قال إنها تتعرض لحملات منظمة من قوى دولية لفتح الثغور لتمرير الأجندة الخارجية، وأبان طه أن تجاوب الشارع مع ملحمة هجليج شكل ثورة ضد محاولات تمزيق السودان والتشكيك في الإرادة الوطنية وشق الصف الوطني والشرعية السياسية بالبلاد، لافتاً إلى أن المؤامرة على السودان تتجلى في الواقع الآن ولم تقف عند حد دفع جوبا للاعتداء على البلاد، ودمغ طه سلوك الحركة الشعبية إبان السلام وعقب الانفصال بالسلوك الرافض للسلام، وقال:«الوصول لسلام يقتضي أن يكون هناك طرف يعي السلام» وأردف «سجل وسلوك الحركة يوضح أنها لم تكن راغبة في السلام بالدخول والخروج وخرق الاتفاقات إبان التفاوض».
من ناحيته وجه نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف تحذيرات شديدة اللهجة إلى دولة الجنوب وأقسم قائلاً: «سنفتش هجليج مكتب مكتب.. وآلة آلة.. وجهاز جهاز، لو فقدنا إبرة نمشي ليها في جوبا ونجيبها»، وقال: حتى يكون الأمر واضحاً بالنسبة لهم « لو فقدنا إبرة وليست عربية حقة الحكومة أو الشركات التي تعمل معنا والمؤمنين عليها في هجليج حنمشي نكوسها في جوبا». وأضاف بالقول: «ولو عبرت إلى يوغندا نمشي إلى يوغندا نكوسها وما بنخلي حقنا»، وذكر :«أي حاجة خسرت من البترول في هجليج عايزنها كما كانت بالإضافة إلى الخراب الذي حصل في الديار والشهداء والجرحى والفساد الذي حصل في الأرض»، وقال:«نحن نريد حقنا في الدنيا بعدين في الآخرة نتقابل هناك».
وأكد النائب لدى مخاطبته نفرة المعاشيين والبنك العقاري الذين قدموا دعماً بمبلغ «225» للقوات المسلحة بالمركز العام للدفاع الشعبي أمس أن الحركة الشعبية والجيش الشعبي ومن يدورون حول فلكها مشتركون في جريمة هجليج، ويمثلون هدفاً لنا، وقال:« لا نكتفي يا سلفا كير أن تجري من هجليج ولكن تجرد لينا حقوقنا كلها المادية والمعنوية»، وأضاف:«رسالتنا ليست فيها رمادية وواضحة جدًا من اليوم». ورفض يوسف أي تدخل من المجتمع الدولي حول العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة لمطاردة المتمردين والمعتدين.وقال:«لن نسمح بما يسمى بالمجتمع الدولي الذي جوّز لأمريكا زورًا وبهتاناً أن تضرب أفغانستان والعراق وباكستان» وأؤكد أن الحشرة الشعبية ثبت بالدليل أنها مهدِّدة للأمن السوداني، وأضاف: «لا نحتاج إلى إذن من أي «زول» أو إقناع جهة بذلك» وشدد بأن كل من يهدد أمننا يصبح هدفاً أينما كان. ورهن يوسف التوقف من مطاردة المعتدين بأن تقف دولة الجنوب عند حدودها وتطرد المتمردين والمرتزقة، وقال إن لم تفعل ذلك فإننا «رامين قدام» وأن الشعب السوداني ما بنحدد ليه حدود وما بنعمل ليه سقف وإنما سقفه مفتوح»
واعتبر الحاج آدم إصرار الحركة تسمية نفسها بالحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها بالجيش الشعبي لتحرير السودان «حقارة»، وشدد على رفضه أن تحمل الحركة ذلك الاسم وقال«محل ما قاعدين ولو في أمريكا خاب فالهم ولن يفلحوا أبدًا».
وذكر النائب أن القوات المسلحة والنظامية «رامين لقدام» حتى تعي الحركة الشعبية التي هي في حالة اللاوعي، وأكد أن الجيش سيطارد الفارين والهاربين حتى ولو دخلوا إلى الجنوب وقال: «من حقنا نطاردهم إلى جوبا».
وأشار إلى أن الحكومة بسطت يدها بيضاء للحركة ولكنها رفضت ولذلك أكد أن إسقاطها أصبح واجباً، ووجه خطاباً لشعب الجنوب قائلاً: «نحن مع مصالحكم» بيد أنه أكد بأنهم ضد الحركة الشعبية، وطالب شعب الجنوب بحماية مصالحهم وعدم القبول أن تقودهم الحركة الشعبية إلى المهالك والمحرقة، وقال نحن نريد المحرقة للحركة فقط، محيياً أبطال الجنوب الذين يقودون المعارضة ضد الحركة الشعبية.
وقال الحاج آدم: «إنّ ما تحقق من التفاف حول الجيش والقوات النظامية أمس الأول أثبت أن الشعب السوداني ما يزال بخير وأن القوات المسلحة والنظامية ما تزال بخير»، لافتاً إلى أن سلفا كير معروف بأنه سلفا كير« ما عنده كلام ولا صدق ولاعنده مواقف» لأنه مأمور من الخارج، وقال:«أسياده من الخارج يرسلون له التعليمات».
وأعلن نائب الرئيس النفرة العامة لدعم القوات المسلحة ودعا كل السودانيين للإسهام في دعم وتأهيل القوات المسلحة، وقال:«لا نحتاج أن نأتي بالقروض من الخارج ولا بالأموال الفاسدة للقوات المسلحة نريد أن ندعمها بالأموال الحلال الطاهرة» وقال: «منذ اليوم نفرتنا للواء الردع نردفها بنفرة للدعم المالي للقوات المسلحة والمجهود الحربي من جميع أبناء وبنات السودان»، وحث المؤسسات والبنوك والشركات والوزارات والحكومة المركزية والولائية والمجالس التشريعية إعادة النظر في ميزانياتهم لما يدعم القوات المسلحة حتى «ترمي قدام» وأن يكون ذلك سنة ماضية غير مرتبطة بالعام الجاري، وقال« دايرين نبدأ من الفرد أن يراجع ميزانيته بأن يكون هناك نصيب لدعم القوات المسلحة»، ودعا أهل السودان إلى ربط الأحزمة على البطون، مؤكدًا أن المسيرة ماضية والنصر سيتحقق بإذن الله.
من ناحيته كشف د. نافع عن إيفاد دولة الجنوب لوسطاء للخرطوم تطلب من خلالهم الانسحاب من هجليج وفق ضمانات، وأعلن استنكار الحكومة لدعوة بعض الأحزاب السياسية ومنتسبيها ومن نعتهم بالمرجفين في البلاد وخارجها لوقف الحرب مع دولة الجنوب، وقال«لا وقف للحرب أبدًا ولا سماع أبدًا للأصوات المحذِّلة»، ووصف نافع لدى مخاطبته جموع الطرق الصوفية المحتشدة بميدان الخليفة بأمدرمان أمس وصف الانتصار في هجليج بـ«السحق التام» وأكد أن الجيش الشعبي لدولة الجنوب لم يهزم بل «سحق سحقاً» في هجليج، منوها إلى أن الانتصار وقع على حكومة عميلة ومرتزقة ينتسبون جورًا لدارفور، دامغاً المطالبين بالانسحاب ووقف الحرب بالمرجفين، لافتاً إلى أن عدد القتلى بهجليج من الجيش الشعبي فاق الـ«400» قتيل، مضيفاً أن الغنائم والعتاد الذي استولت عليه القوات المسلحة كثير جدًا، معتبرًا أن النصر هلاك للخونة والمرتزقة والعملاء، مؤكدًا أن أحاديث سلفا كير بالانسحاب « كذب» من رئيس دولة عميلة. وقال «يكذب على نفسه» موضحاً أن دولة الجنوب أرسلت وسطاء للخرطوم معلنة لا انسحاب من المنطقة بضمان إلا أن يتم ضرب قواتها أثناء الانسحاب، وأردف« لكن سبق السيف العذل» وتابع: «القوات المسلحة أعلنت أن لا نافذة للانسحاب والهروب»، وقال نافع: «ما حدث في هجليج بسط الطريق أمام التفاف الأمة»، ووجه نافع بفتح معسكرات التدريب غدًا للطرق الصوفية بالمساجد والخلاوى لتكون النفرة من داخل بيوت الله، ونوه نافع إلى أن بعض المحطات الدولية تردد الأكاذيب بانسحاب الجيش الشعبي من هجليج، وقال:«هؤلاء منافقون وخائبون وخاسرون والجيش الشعبي سحق في هجليج وتلك المحطات تردد الكذب».
من ناحية ثانية أبلغ معتمد تلودي المقبول الفاضل هجام «الإنتباهة» أمس أن الوضع تحت السيطرة، وقال إن الجيش الشعبي بدأ في قصف المنطقة مما حدا بالمواطنين للنزوح خارج المدينة، وأبان أن عمليات القصف تمت من ناحية منطقة «مفلوع، 7 كيلومترات من تلودي»، وأكد هجام أن الأوضاع تحت السيطرة، منوها إلى أن القوات المسلحة تمسك بيد من حديد على الأوضاع، وأضاف أن الجيش الشعبي قصف المدينة طيلة أيام 29 ــ 30 من الشهر الماضي زيادة على أيام 1ــ2 ويوم أمس.
إلى ذلك انتشرت القوات المسلحة في أكبر عملية تأمينية حول منطقة الميرم بدعم ومساندة قبيلة المسيرية وحسمت في ساعات قلائل قوة من الجيش الشعبي كانت تتمركز بالمنطقة ودمرت «4» دبابات تابعة لها، فيما وصل وزير الدفاع بدولة الجنوب جون كونك إلى بانتيو أمس لاستجلاء الموقف والوقوف مع غرفة العمليات التي يديرها الوالي تعبان دينق للتقصي حول أسباب الهزيمة الكبيرة لقوات الجيش الشعبي بمنطقة هجليج وخسارة المعركة.
من ناحيته أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح لـ«إس إم سي» أمس، أن القوات المسلحة تمكنت من صد فلول الجيش الشعبي على تلودي في معارك خلفت وراءها أعداداً كبيرة من القتلى بصفوف المعتدين يجري حصرها بالإضافة إلى عدد مقدر من الآليات العسكرية، مؤكداً أن القوات المسلحة لازالت تطارد بقايا فلول الجيش الشعبي على الشريط الحدودي مع دولة الجنوب.
وقال الصوارمي:«إن الجيش الشعبي كان ينوي الدخول إلى مدينة تلودي في محاولة لاستعادة الروح المعنوية المتدنية لقواتهم بعد الهزائم التي تلقوها بهجليج».
وكشف مصدر عسكري رفيع المستوى بهجليج لـ«الإنتباهة» أمس عن مصرع 90% من مجموع قوات حركة العدل والمساواة المشاركة في احتلال هجليج، وأوضح أن القوات المسلحة أسرت أكثر من «200» جندي في العملية الهجومية الأخيرة التي تمت في تمام الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الجمعة الماضي بالتقدم من الجانب الشمالي الشرقي والجانب الغربي الجنوبي في آن واحد، ولفت إلى أن المتحرك على المنطقة الشمالية الشرقية للمدينة استولى على «46» سيارة عسكرية بكامل عتادها الحربي تحمل لوحات دولة الجنوب بحالة جيدة، وأضاف أن المتحرك قضى على دبابتين واستولى على واحدة بحالة جيدة، وزاد أن القوات المسلحة استعادت «16» سيارة تتبع للشركات العاملة بحالة جيدة واستولت على «45» سيارة لاندكروزر، ونوه بأن القوات المسلحة واصلت عمليات تمشيط واسعة مرورًا بموقع الشهيد الفاضل حتى موقع الكهرباء على الحدود وأمَّنت المنطقة تمامًا، وقال المصدر إن السلطات فتحت طريق «هجليج ــ المجلد» أمس، مؤكدًا أنه «لا وجود لجندي من الجيش الشعبي طوال المسافة حتى الحدود».
وكشف مصدر بحسب «اس ام سي» عن القادة الميدانيين الذين لقوا حتفهم من حركة العدل وأبرزهم:« حامد البلال، عيسى الظاهر رجب، دليل حامد شطة، عيسى تبن، صديق مرسال، صديق أحمد حامد، إدريس طاهر جمعة، موسى رمضان، جدو حسين، أزرق خميس محمد، أبكر نورين، جار النبي إدريس، محمد حامد محمد، محمد الطيب، مصطفى جدو، كريمة الطاهر حسن».
وفي السياق أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى جاهدة لإقناع السودان ودولة الجنوب بالتراجع عن حافة الحرب. وقال برنستون ليمان مبعوث حكومة الرئيس باراك أوباما الخاص للسودان إن الوضع أصبح أزمة بالغة الخطورة تنذر بصراع أوسع بين البلدين. وقال ليمان إنه حثّ الجنوب على الانسحاب من هجليج ويعتقد أن زعماء جنوب السودان فوجئوا بالإدانة الدولية القوية لهذه الخطوة.
من ناحيتها قالت الصحيفة الامريكية إن نائب رئيس جهاز الاستخبارات الجنوبي ماك بوال قال: إن جوبا كانت تخطط لاحتلال منطقة خرصانة بواسطة الجيش الشعبي ومتمردي حركة العدل والمساواة لكن قوات الخرطوم قامت بصدهم، ودخلت الصحيفة لأحد المستشفيات المدنية في بانتيو حيث التقت بالجنود الجنوبيين الجرحى، وقال أحدهم إن هناك العديد من الجرحى بسبب القتال العنيف، ووصف جون أوكيوني مقاومة القوات المسلحة لهم بالشرسة، وعندما سأله الصحفي الأمريكي: هل إذ كان سيعود مرة للقتال ضد الخرطوم والانضمام إلى الخطوط الأمامية فرد برأسه:«لا».