السبت، 21 أبريل 2012

البشير : طردناهم .. سحقناهم ودخلنا عنوةً واقتداراً

الرئيس: الحرب بدأت الآن ولن تنتهي إلا في جوبا..الرئيس: الحرب بدأت الآن ولن تنتهي إلا في جوبا..طـه: معـركة هجـليـج انكسـار  وتراجـع للحـركة الشـعبيـة..قال إن بترول الجنوب لن يمر عبر أراضينا الطاهرة ليوفر الدولارات للمجرمين..البشيـر: لا تفـاوض مــع الحشــرات الحــديث للبنــدقيــة فقـــط..وزيـر الدفـاع: معـركة هجـليـج «فـرزت الكيـمـان» وبيَّنـت الصـالح والطـالح



 أعلنت القوات المسلحة رسمياً أمس، بسط سيطرتها على منطقة هجليج بالكامل، في الأثناء خرجت جموع الشعب السوداني في أنحاء الولايات كافة في مسيرات عفوية ابتهاجاً بالنصر سمّاها البعض بـ«جمعة النصر»، رسمت من خلالها لوحة جسّدت تلاحم الشعب مع القوات المسلحة، معبِّرة عن الفرحة بدق الطبول وترديد الأناشيد الوطنية والممجدة للقوات المسلحة وتهتف «كل القوة جوبا جوة». فيما قال الرئيس عمر البشير خلال مخاطبته مسيرة مليونية عفوية داخل مبنى القيادة العامة إن القوات المسلحة دخلت هجليج عنوة واقتدارًا، وقال إن المتمردين فرّوا وركضوا أمام الجيش والمجاهدين، بينما سخر النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، من حديث وزير إعلام دولة الجنوب الذي قال إن قوات الجنوب انسحبت من مدينة هجليج، وقال طه لدى تفقده جرحى العمليات بمستشفى الأمل أمس، إن ما تم في هجليج انكسار وتراجع للحركة الشعبية، وأضاف: هذا نصر عسكري وميداني حقيقي، وأكد أن كل قطرة دم من أبطال المعركة ستكون مهراً لتحرير أي شبر في السودان، وتعلم الحركة الشعبية كيف يكون احترام المواثيق، وزاد: نعلمها كيف تكون العزة والكرامة، وقال: السودان منصور ما دام رجاله ثابتين في المعارك.  فيما كشف وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أن القوات المسلحة دخلت هجليج الساعة الثانية ظهرًا وأدت صلاتي الجمعة والشكر داخل المدينة. وكشف مصدر مطلع  عن كيفية دخول الجيش مشيرًا إلى أن كل القوات المرابطة على مشارف هجليج منذ عدة أيام أقسمت على ضرورة أداء صلاة الجمعة بهجليج، مشيرًا إلى أنه ومنذ الثالثة من صباح أمس هلل وكبّر كل المجاهدين وهجموا على قوات الجيش الشعبي، وقال المصدر إن قوات العدو تفاجأت باقتحام المجاهدين لهجليج ودخولها مما أصابهم بالذهول، فروا على إثرها تاركين وراءهم آلياتهم ومعداتهم العسكرية التي قال إنه لم يتم حصرها بعد، فيما قالت مصادر للجزيرة نت إن الجيش أسر أكثر من مائة جندي وأحد قادة الحركة الشعبية  وقتل عددًا كبيرًا، وغنم أكثر من خمسين دبابة وعربات رباعية الدفع.
وخرج البشير بصورة عفوية من داخل مبنى القوات البرية لتحية الجماهير التي تدافعت إلى داخل المبنى لأول مرة وأهدى البشير النصر إلى الشعب السوداني بكل طوائفه، وقال إن الجيش وعد بالنصر والصلاة في يوم الجمعة فتحقق ذلك وتمت صلاة الجمعة أمس في هجليج، وأكد أن القوات المسلحة والقوات الأمنية والشرطة ووالدفاع الشعبي والمجاهدين لقّنوا العدو درساً في فنون القتال وأخرجوهم عنوة «ورجالة» من هجليج وسحقوهم، وحررت من دنس «الحشرات»، وقال نحمد الله أن وفق أبناءنا في القوات المسلحة والشرطة والأمن والدفاع الشعبي والمجاهدين في تلقين الخونة والأعداء درساً، وتحرير هجليج وأداء صلاة الجمعة في المنطقة وقال إن هجليج التي دنسها الأعداء والحشرات حررت عُنوة ورجالة، وقال «حتى الآن هم جارين عديل وناسنا جارين وراهم» وأضاف قائلاً: «رئيس الحشرة الشعبية ما بسمع الكلام من زول ولكن الكلام كان عند القوات المسلحة الذين أخرجوا قواته عنوة ورجاله عديل» وأكد أن الحرب الآن بدأت وما تنتهي إلا في جوبا وأكد أن القوات المسلحة جاهزة لدحر أي عدوان على السودان وقطع بعدم التفاوض مع «الحشرات» وأن التفاوض الآن مع البندقية فقط.
ووجه البشير وزير الدفاع برفع التمام بتحرير بقية الأراضي في النيل الأزرق وجبال النوبة من الجيش الشعبي قبل دخول فصل الخريف، وقطع بعدم الدخول في أي تفاوض حول ترحيل البترول حتى ولو وافق الجنوب بدفع النص، وقال:« لو قبلوا بالنص ما حنفتح الأنابيب»، وأضاف:«ما في بترول يمر بأرضنا عشان نوفر أي دولار للمجرمين ديل».
وقال البشير الذي خاطب الحشد الجماهيري بالساحة الخضراء رسالة «الناس ديل أخذوا عشرة أيام ولكن سوف نخلصها منهم ثانية ثانية، وسوف نؤدبهم لأنهم فكروا في غزوا أرضنا» وتحدى البشير الجيش الشعبي إذا كان انسحب من المعركة بأن يعود مرة ثانية، ووجه بأن تستمر نفس التعبئة لتحرير مواقع «الحشرات» في النيل الأزرق وجبال النوبة وتطهير الأرض قبل الخريف.  كما وجه البشير رسالة إلى شعب الجنوب وقال: اكتشفنا بأننا «غلطانين» عندما اعتقدنا بأن الحركة الشعبية تريد السلام ووقعنا معها الاتفاقية، وأكد أننا نريد أن نصحح غلطتنا ونحرر أهلنا في الجنوب من هذه «الحشرات» وأشار إلى أن حكومة دولة الجنوب تتعامل برعونة عندما قامت بإغلاق أنابيب البترول مثل الذي يمسك بالسكينة ويذبح رقبته، وقال:« سلمناهم الجنوب طوعاً ببتروله حتى يفهموا ويقدروا، لكن لقيناهم حشرات» سماها بـ«الحشرة الشعبية لتخريب السودان».

وزير الدفاع: القوات الخاصة تسللت لدفاعات العدو وكبدته خسائر فادحة

من جهة قال وزير الدفاع أن القوات المسلحة نَفَسها طويل وتعرف كيف تحسم المعركة النهائية واعتذر للشعب السوداني للصبر الطويل لتحقيق النصر، وقال كنا نرتب أمورنا بصورة لا تتضرر منها حقول النفط والمنشآت الموجودة.  فيما كشفت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة تفاصيل المعركة الأخيرة والفاصلة في هجليج وأكدت أنها كانت تتحسب لنية الغدر والخيانة من دولة الجنوب، وأضافت: كنا نضع حسابات أخرى للتهديد على مناطق البترول، وأقرت بأن القوة التي دفعت بها دولة الجنوب في معركة احتلال هجليج كانت كبيرة وتقدَّر بنحو «10» إلى«13» ألف جندي، أكبر من القوات التي كانت في تأمين المنطقة، الأمر الذي اضطر إلى سحبها وأكدت عدم استخدام القوات الجوية بصورة كبيرة لضمان سلامة المنشآت الموجودة، وكشف عن توجيه صارم للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس البشير باسترداد هجليج بأسرع وقت ممكن وتلقين العدو درساً لا ينساه أبدًا، وقالت إنها فعلت ذلك.
وكشف وزير الدفاع في مؤتمر صحفي مخطط التآمر لقيادات الحركة الشعبية من خلال مسلسل التفاوض بين الدولتين ومحاولة دولة الجنوب التنصل والكذب وعدم القدرة على اتخاذ المواقف الواضحة والإرادة السياسية في دعمها للحركات المتمردة في دارفور وتبعية الفرقة التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي التي تقاتل في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأكد أن القوات المسلحة بدأت ترتيب صفوفها عقب الاعتداء عليها.
وقال خلال ثلاثة الأيام الماضية كانت العمليات ساخنة فيما كانت يوم أمس الأول في أوجها حيث بدأت المعركة الساعة الثانية والنصف بدخول القوات الخاصة التي تسللت إلى مواقع العدو وكبدتهم خسائر كبيرة وأحكمت سيطرتها على مواقع العدو، وقال إن المعركة الثانية بدأت الساعة الثانية عشرة والنصف حيث فقد العدو جل آلياته وعتاده الحربي، وأكد أن المعركة اختتمت الساعة الخامسة مساء يوم أمس الأول بمعركة كبيرة حيث بدأت فلول الخونة في الهروب من ميدان المعركة وواصلت القوات المسلحة تعقبهم حتى مساء أمس.
ولفت إلى أن القيادة كانت ترتب لإجراءات دخول القوات المسلحة بصورة مرتبة من عدة محاور وأكد في تمام الساعة الواحدة وعشرين دقيقة رفع قائد متحرك استرداد هجليج اللواء الركن كمال عبد المعروف التمام بسيطرة القوات المسلحة على المنطقة وهي الآن تندفع إلى الأمام.
وأشاد وزير الدفاع برئاسة الأركان التي قال إنها ظلت خلال الفترة الماضية تدير المعركة إلى جانب كل القوات المساندة التي قال إنها عملت بمنهجية عالية حتى تحقق النصر، وقال إذا كانت القوات قد تعثرت في جولة فلا يعني أنها فقدت الجولة، مشيرًا إلى أنها تقاتل«55» عاماً. ولفت إلى أن الجيش  الشعبي حاول فتح جبهات أخرى في الميرم وكافي كانجي وأم دافوق ولكن تصدّت لهم القوات المسلحة.
وقال وزير الدفاع  إن معركة هجليج فرزت الكيمان والرجال بين الصالح والطالح والوطني والخائن. وكشف وزير الدفاع  حرائق في بعض الحقول تم تصويرها عبر سلاح الجو ولكنه أكد أن وزارة النفط التي بعثت بالفنيين إلى هجليج سوف تقيِّم ذلك وأكد أن لديهم معلومات بتلغيم بعض المواقع بالمنطقة بيد أنه تم توجيه القوات بالعمل على إزالتها وأكد سيطرة القوات المسلحة على«95%» من النيل الأزرق وقال إن الملف الأمني مع دولة الجنوب سيظل مفتوحاً.
بدوره أزاح قائد معركة تحرير هجليج رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن الستار عن حقيقة المعركة الفاصلة في هجليج وأكد أن القوات المسلحة كانت تتحسب لتهديد أكبر واعتبر أن سرعة تحريرها بالنسبة للمقاييس العسكرية يعتبر درساً يستفاد منه في المستقبل، وقال إنه تم الاستعانة بقوات ذات كفاءة عالية لتوجيه ضربات موجعة، وأضاف أن القيادة كانت تتحسب للفترة الزمنية والعقبات التي تواجهها وكشف في يوم «13» دخلت القوات المسلحة في معركة حاسمة وكشف أن رئيس دولة الجنوب سلفا كير وجه قواته بالتحرك إلى الخرسانة ثم إلى دفرة وإلى بليلة واحتلالها وتصدّت لها القوات المسلحة، وقال إن الجيش نفذ عمليات نوعية فاجأت العدو ولم تكن في الحسبان، واعتبر تجهيز القوات بالأمر القياسي وتعهد بأن القوات المسلحة لن تترك أي شبر من أرض الوطن للأعداء حتى تحرره، وتعهد باستكمال حلقات السلام بدارفور.
ونفى عبد الرحمن وجود خسائر كبيرة في صفوف القوات المسلحة بيد أنه أكد أن خسائر الجيش الشعبي في العتاد والأرواح كبيرة جدًا ولا تحصى ولا تعد.
من ناحيتها اعتبرت وزارة الخارجية انتصار القوات المسلحة في هجليج على جيش حكومة جنوب السودان هو انتصار للدبلوماسية السودانية وفرصة مهمة لفضح ارتكاب دولة الجنوب لأخطر الانتهاكات لميثاق الأمم المتحدة وهو العدوان. وقال السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية في حديث لـ«سونا»: سنواصل معركتنا الدبلوماسية وتبيان حقيقة أن دولة الجنوب مهددة للسلم والأمن الدوليين، وسخر من تصريحات وزير الإعلام بدولة جنوب السودان عن أن قوات بلاده قد بدأت تنسحب من هجليج، متسائلاً: ما الذي جعلها تتراجع بعد أن كانت تتمسك بشروطها والتي وضعها للانسحاب من هجليج وما الذي تحقق حتى تستجيب.
وقال إن هجليج هي معركة كرامة لقّنت فيها القوات المسلحة الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان دروساً في التضحية والفداء والحفاظ على سيادة الدول.
وكشفت الحكومة عن عثورها على متفجرات تم زرعها بالمنشآت في منطقة هجليج عقب دحر القوات الغازية وأكدت التعامل معها وإبطالها وأعلنت السيطرة التامة على كل الحرائق التي ألحقها الجيش الشعبي ببعض المنشآت والحد من امتدادها إلى بقية المنشآت، وكشفت عن تدمير الحركة الشعبية للمحطة الرئيسة للكهرباء بالمنطقة وتدمير «8» مولدات بها، وحددت في الوقت نفسه أربعة محاور أساسية للمحافظة على علاقة طبيعية مع دولة الجنوب وتسوية المنازعات بالطرق السلمية تلتزم بها جوبا تشمل الإقرار والاعتراف الصريح بكل الاتفاقات المبرمة والتفاهمات، خاصة الاتفاقات الست الموقعة في المجال الأمني وآخرها اتفاقية عدم الاعتداء والتعاون الموقعة بأديس أبابا في 10 فبراير 2012 بجانب الإقرار والاعتراف الصريح بحدود 1 /1/ 1956م وفقاً للاتفاقات المبرمة، زيادة على كف الاعتداء على الأراضي السودانية وسحب قوات الجيش الشعبي من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وفك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة، إضافة إلى وقف دعم وإيواء حركات دارفور الرافضة للسلام، وأبانت وزارتا الخارجية والإعلام في مؤتمر صحفي أمس أن الخرطوم سترفع دعوة قانونية ضد الخسائر التي لحقت بالمنشآت النفطية، وقالت وزيرة الإعلام سناء حمد إن الجيش الشعبي مارس تخريباً متعمدًا بالمنشآت وجزمت بأن الجهات المختصة سيطرت على الحرائق وحدت من انتقالها إلى بقية المنشآت، وقالت إن الأجهزة الأمنية عثرت على متفجرات تم وضعها لتفجير المنطقة النفطية إلا أن المختصين قاموا بإبطالها تماماً، وسخرت في الأثناء من ادعاءات جوبا بالانسحاب وقالت: «تم تحرير هجليج عنوة واقتداراً وببسالة القوات المسلحة بنصر عسكري كامل»، وأضافت أن القوات المسلحة ستصل إلى حدود 1/1/1956 وتؤمن الحدود، من جهته شدد وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان على أن السودان لن يعتدي ولم يعتدِ على دولة الجنوب التزاماً بمبدأ حسن الجوار والمواثيق الدولية، ولفت إلى أن الحكومة تتمسك بحقها القانوني والشرعي في المطالبة بتعويض كل الخسائر والأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية، وفي السياق استدعت وزارة الخارجية ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالخرطوم للتشاور حول الطرق المتبعة لمواراة جثث القتلى الذين لقوا حتفهم من قوات دولة جنوب السودان المعتدية خلال معارك تحرير هجليج، وتم الاتفاق على اتباع الإجراءات المنصوص عليها في الاتفاقات المذكورة، وبذل كل الجهود الممكنة في ذلك، وعلى ضوء الحقائق الماثلة على الأرض.
من جهته أوضح السفير بدرالدين عبدالله أحمد مدير إدارة جنوب السودان بالخارجية أن دولة جنوب السودان آخر دولة تنضم للأمم المتحدة وتعتبر من أكثر الدول انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة لارتكابها جريمة العدوان وهي الأخطر في العرف الدولي مما ينبئ بمستقبل فاشل لهذه الدولة الوليدة.
من ناحيته هنأ حزب الأمة القومي بالانتصار، وقال إن القوات المسلحة لقّنت الجيش الشعبي درساً. وترحّم على أرواح الشهداء وقال: «رب ضارة نافعة».
 وقال ما حدث خلق مناخاً صالحاً للمساءلة عن التفريط الذي سمح للعدو بتحقيق عدوانه. وأضاف: هي مناسبة صالحة للتخلي عن دولة الحزب لصالح دولة الوطن التي يمكن أن تتحد حولها كل الإرادات الوطنية.
إلى ذلك كشف وزير العلوم والتقانة أمير المجاهدين  د. عيسى بشرى لـ «الإنتباهة» مساء أمس من داخل هجليج عبر هاتف الثريا أن القوات المسلحة والمجاهدين دخلوا هجليج في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً بعد اختراقهم لدفاعات الجيش الشعبي من الجهتين الشمالية والغربية بينما دخلت قوات أخرى عبر المحور الشرقي، وأشار إلى أنهم حتى الآن لم يحصروا الخسائر التي كبّدوها العدو لكنه وصفها بالفادحة، وأشار إلى هروب قوات الجيش الشعبي، وأكد أنهم لم يبلغوا القيادة بالخرطوم إلا بعد مضي أكثر من ساعة من دخولهم رغم متابعة المركز للأحداث لحظة بلحظة، وأضاف أن الجيش الشعبي حرق عددًا من السيارات وجرارات المياه لحظة انسحابه بجانب تأثر بئر واحدة. وأكد بشرى أن المعنويات عالية وسط القوات المسلحة والمجاهدين.

الوطني يطالب بالتحقيق العاجل في انتهاكات حقوق الإنسان ومعاملة الأسرى بهجليج

فيما طالب حزب المؤتمر الوطني المجتمع الدولي والمنظمات بالتحقيق العاجل في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والمعاملة السيئة لأسرى الحرب التي تورط فيها الجيش الشعبي بعد عدوانه على منطقة هجليج  بجنوب كردفان. وقال أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني عادل عوض سلمان في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس، إن قوات الجيش الشعبي عمدت إلى معاملة المدنيين بالمنطقة بصورة وحشية تتنافى مع كافة المبادئ الإنسانية، موضحاً أن الانتهاكات شملت إساءة معاملة المدنيين والأسرى وتعريضهم لظروف بالغة القسوة والاعتداء على بعضهم، بجانب حرمانهم من الخدمات الأساسية. وأبان أن الاعتداء على الكادر الطبي والمرضى بمستشفى هجليج وإساءة معاملتهم وأسرهم يمثل انتهاكاًَ صريحاً للقانون والأعراف الدولية، الأمر الذي يمثل بكل وضوح جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، محملاً حكومة دولة الجنوب المسؤولية كاملة.
وطالب عادل عوض منظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، باتخاذ كافة الخطوات والإجراءات الكفيلة بوضع حد لهذه الانتهاكات، وتحميل حكومة جنوب السودان المسؤولية عنها.

المواقف الدولية من احتلال جيش الحشرة لهجليج السودانية

مصر.. الشقيق الأكبر

كان موقف دولة مصر خلال احتلال هجليج متباينًا رغم ان موقف نواب البرلمان «مجلس الشعب» طالبوا بإعلان الجهاد للدفاع عن السودان الذي يواجه مؤامرة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتنفذها دولة الجنوب، وشجبت لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب احتلال حكومة جوبا لمنطقة هجليج، ودعا البيان إلى توفير كل ما يحتاج إليه السودان لرد العدوان وقيادة حملة منظمة لفضح مخطط واشنطون وتل أبيب لتقسيم السودان، الا ان موقف الحكومة المصرية عبر مبعوثها وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو كان يسعى لاستئناف المفاوضات بين البلدين للتوافق على القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا رغم ان مدينة هجليج محتلة تحت أيادي دولة الجنوب، هذا بخلاف ان مصدر «الانتباهة» اكد ان الخرطوم ابلغت القاهرة خلال زيارة المبعوث المصري انه لا تفاوض مع دولة غازية مما جعل المبعوث يلملم اوراقه على عجل ويسافر الى الدولة الغازية لذات الغرض، وفي كل الاحوال فإن موقف البرلمان يبدو واضحًا ومتمايزًا عن موقف الحكومة المصرية التى لطالما ظلت تقف موقف الحياد ازاء التطورات في السودان منذ فترة عقود طويلة، ويبقى للسودان ان اشقاءه بوادي النيل هم الباقون اما حكوماتهم فالى زوال، خاصة وان موقف القاهرة كان يستوجب منها كدولة عربية وشقيقة ان تقوم بدعم السودان على الاقل لمواجهة الاحتلال والوقوف في صف واحد مع الخرطوم ، «لا» ان تقف محيادة، وهي تعلم ان السودان كان الداعم الأول لها في قضية حوض النيل ضد دول المنبع اعداءها من كينيا واوغندا وتنزانيا وليس العكس.

ليبيا.. دعم الثوار

خلال زيارته السرية للخرطوم يوم الاحد الماضي أكد رئيس الوزراء الليبي السابق رئيس حزب التحالف د. محمود جبريل ان بلاده تدعم السودان لمجابهة احتلال دولة الجنوب لأراضيه، وقال جبريل لـ«الانتباهة» قبيل مغادرته، انه التقى خلال زيارته التى أستمرت يوماً واحدًا كلاً من الرئيس عمر البشير والنائب الأول علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس د.نافع على نافع. وأكد لهم دعم ليبيا الكامل للسودان جراء الاحتلال الذي قامت به دولة جنوب السودان من احتلالها لمنطقة هجليج.. مؤكداً ان ليبيا بدورها سترد الجميل للسودان مقابل الصمود الذي ابدته الخرطوم ابان فترة محنة الشعب الليبي.

اثيوبيا.. موقف متباين

كانت الرسالة التى بعثها الرئيس عمر البشير لنظيره الاثيوبي ميلس زيناوي محل تساؤل حيث لم تظهر إثيوبيا أي موقف تجاه احتلال مدينة هجليج تماماً كالموقف المصري حيث أعلنت الخارجية المصرية عن اتصالات مع نظيرتها الاثيوبية للتوصل الى تسوية للموقف على الحدود بين السودان وجنوب السودان مشيرة الى أنه تم الاتفاق على تنسيق التحركات المصرية الإثيوبية للتسوية في ضوء أهمية هذه المشكلة بالنسبة للبلدين، وأجرى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اتصالاً هاتفيًا مع وزير خارجية إثيوبيا هايليمريم ديسالن تناول رؤية مصر للتعامل مع الأزمة بين الخرطوم وجوبا اضافة الى بحث آخر تطورات الموقف، مما يعنى ان دولة اثيوبيا لاتزال تقف موقفًا محايدًا رغم ان مصالحها مع السودان، لكن يبدو ان الاجندة الدولية لعبت أدوارًا كبيرة فيها حيث وقفت اديس ابابا هذا الموقف واختارت لنفسها موقف المتفرج على مسرح الأحداث.

إريتريا.. انتهاز الفرص

كعادة دولة اريتريا .. لم تصدق ان دولة جنوب جنوب السودان احتلت مدينة هجليج، وقامت بتجهيز عدد من المرتزقة لافتعال ازمة جديدة بشرق السودان لكنها فشلت كالعادة، ويربط البعض من المراقبين زيارة رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفا كيرميارديت الأخيرة الى أسمرا بأنها تأتي تحمل نفس المضامين ولتأكيد حرص دولة جنوب السودان على تمتين العلاقة بين البلدين، خاصة أن هنالك كثيرًا من التقارير التى تتحدث عن دور خفي للحكومة الإريترية في دعم الحركة الشعبية، ويرى بعض المراقبين أن هذه الأدوار التى اصبحت تضطلع بها اثيوبيا اعطت مؤشرًا سالبًا للحكومة الإريترية بتقلص دورها في قضية جنوب السودان بالرغم من البذل التاريخي الكبير الذي لعبته. ويرى المراقبون أن الدور الذي تلعبه اثيوبيا حتى الآن في واقع العلاقة بين السودان وجنوبه المنفصل أمر طبيعي وذلك للمصلحة المشتركة التى قد تعود على اثيوبيا من استقرار الأوضاع بين الدولتين اللتين ترتبطان بحدود جغرافية مشتركة، لكن مخاوف اربتريا من تنامي العلاقة بين اثيوبيا ودولة جنوب السودان غير واضحة بحسب رؤية بعض المراقبين، لكن رغم ذلك فإن الواضح ان اريتريا ودولة جنوب السودان على حد سواء لاتريدان الخير للسودان.

تشاد وإفريقيا الوسطى.. دعم للنهاية

ذلك كان فحوى حديث العاصمة التشادية انجمينا للخرطوم حيث قامت كل من تشاد وافريقيا الوسطى بدعم كبير للسودان خلال احتلال مدينة هجليج تخطى الإدانات والاستنكارات، وبحسب وكالة فرانس برس، فلقد افادت مصادر متطابقة ان احد عشر من جنود افريقيا الوسطى ضمن القوات الثلاثية المشتركة السودان وتشاد وافريقيا الوسطى قُتلوا، وقال مصدر حكومي في بانغي سقط «11» قتيلا و«9» جرحى في صفوف «جنود» افريقيا الوسطى، واستهدف الهجوم قيادة القوة الثلاثية المتمركزة في السودان في منطقة ام دافوق «الحدود الثلاثية»، ونسب الهجوم الى متمردين جاءوا من جنوب السودان.

موريتانيا.. إدانة وتضامن

أدانت موريتانيا اعتداء دولة جنوب السودان لمنطقة هجليج، داعية دولة جنوب السودان إلى وضع حدٍّ لهذا الاعتداء فوراً، جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية والتعاون الموريتاني، حمادي ولد حمادي، بمكتبه بنواكشوط سفير السودان في موريتانيا، ياسين عوض إسماعيل، ونقل له تضامن الحكومة والشعب الموريتانيين مع جمهورية السودان بعد اعتداء دولة جنوب السودان على منطقة هجليج الثلاثاء الماضي.

أوغندا تساند جوبا ضد الخرطوم

كشفت كمبالا أمس «الجمعة» عندما نقلت صحيفة ديلي مونيتور عن الجنرال اروندا نياكايريما قائد قوات الدفاع الاوغندية تأكيده أن بلاده ستساند جارتها حديثًا جنوب السودان في حالة اندلاع حرب بينها وبين السودان. وقال: لن نقف مكتوفي الأيدي. سنشارك لأننا عانينا من حرب بالوكالة من جانب الخرطوم.. واوضحت الصحيفة ان نياكايريما أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع لقادة عسكريين اقليميين في العاصمة كمبالا مساء الأربعاء الماضي.

قطــر.. دعم بلا حدود

تسلّم الرئيس عمر البشير،  رسالة خطية من أخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر أدان فيها اعتداء دولة جنوب السودان على أراضي السودان واحتلالها منطقة هجليج الواقعة داخل حدود جمهورية السودان بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا عام «2005» وقرار محكمة التحكيم الدولي في لاهاي عام «2009» بدوره ايضًا طالب مجلس الوزراء القطري، في اجتماعه العادي برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، حكومة جنوب السودان بالانسحاب الفوري وغير المشروط من منطقة هجليج.

المجتمع الدولي ضد دولة الجنوب

وقف كل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وقفة واحدة ضد اعتداء دولة الجنوب على السودان، وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية احتلال دولة الجنوب لمنطقة هجليج وطالبت بالانسحاب الفوري لقوات جنوب السودان من منطقة هجليج، بدوره أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، عن قلقه واستنكاره الشديد لقيام قوات عسكرية من جنوب السودان باحتلال منطقة هجليج في السودان، وإن على جنوب السودان سحب قواته العسكرية من منطقة هجليج، أما منظمة التعاون الإسلامي فلقد أدانت اعتداء جنوب السودان على منطقة هجليج عبر البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي، ووصف إحسان أوغلي هذا الاعتداء بغير المبرر، وطالب حكومة جنوب السودان بسحب قواتها فورًا من الأراضي السودانية، وأكد الأمين العام تضامن منظمة التعاون الإسلامي مع السودان في كل ما يهدد سيادته وسلامة أراضيه.
وفي اديس ابابا أكد الاتحاد الافريقي التزامه بالضغط على حكومة الجنوب لسحب قواتها من هجليج دون شروط، وهناك تطابقت رؤية الحكومة السودانية مع وجهة نظر كل من اثيوبيا والآلية الافريقية رفيعة المستوى ورئاسة الاتحاد الافريقي حول ضرورة انسحاب قوات الجيش الشعبي من منطقة هجليج دون أي شروط، وكشف الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان لدى اثيوبيا عن ملامح عامة من الرسائل التي نقلها د. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية بأديس ابابا الى كل من رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ورؤساء  لجان ومفوضيات الاتحاد الافريقي ثامبو امبيكي وجان بينغ ورمضان العمامرة تمثلت في تنوير عام عن الاوضاع بالسودان عقب العدوان الذي بادرت به دولة الجنوب بمنطقة هجليلج.

بريطانيا.. فرز المواقف

خلال الاحتلال أكدت بريطانيا أكثر من مرة إدانتها لاعتداء دولة جنوب السودان واحتلالها منطقة هجليج، معربة عن تطلعها لإنهاء الوضع الراهن بما يضمن استمرار الاستقرار في المنطقة، وقال السفير البريطاني بالخرطوم نيكولاس كاي عقب لقائه مع الرئيس عمر البشير الاسبوع الماضي إنه بحث مع البشير الأوضاع الراهنة في هجليج والعلاقات بين السودان ودولة الجنوب معربًا عن أمله بأن تستقر الأوضاع بينهما، ولم تكتفِ لندن بذلك الموقف حيث عقدت ورشة عمل بالعاصمة البريطانية لندن ناقشت احتلال المدينة، واتفق الحاضرون في تلك الورشة من دبلوماسيين ولوردات على أن وجود ضباط من دولة جنوب السودان داخل الأراضي السودانية بزيهم الرسمي يؤكد دور الخرطوم في حماية أراضيها من الغزو واحتلال دولة الجنوب للمنطقة.

روسيا والصين.. تساندان السودان

أدانت روسيا والصين، حسب سفيريهما في الخرطوم، عدوان دولة الجنوب على منطقة هجليج. وأوضح السفيران لدى لقائهما وزير الدولة بالخارجية السودانية؛ صلاح الدين ونسي، أن موقف حكومتيهما الداعم للسودان تم التعبير عنه في البيان الذي صدر من قبل مجلس الأمن، ودعا مجلس الأمن الدولي في بيانه، جوبا إلى الانسحاب الفوري من منطقة هجليج، وطالبت الخارجية السودانية على لسان وزير الدولة ونسي، روسيا والصين بممارسة مزيد من الضغوط على دولة الجنوب لمراجعة سلوكها العدواني تجاه السودان، كما أطلعت الخارجية سفيري الدولتين على الأوضاع الإنسانية بالمنطقة عقب العدوان، وأشار ونسي إلى أن السودان تعامل بمستوى عال من المسؤولية مبدياً مرونة كبيرة للحيلولة دون تصاعد حدة المواجهات إلا أن الجانب الآخر لم يراعِ تلك الاعتبارات.. من جانبه نقل سفير الصين لدى الخرطوم؛ لوه شباو فوانغ، تقدير حكومة الصين لدور السودان في حماية الرعايا الصينيين بالسودان وممتلكات الشركات.

واشنطن..«مع و ضد»

رغم ان الحكومة السودانية ابلغت الإدارة الأمريكية موقفها الواضح من عدوان دولة جنوب السودان على أراضيها واحتلال مدينة هجليج، وقال القائم بأعمال السفارة السودانية في واشنطن السفير د. عماد التهامي عقب زيارته لوزارة الخارجية الأمريكية ولقائه نائب المبعوث الأمريكي للسودان لاري أندري، قال إنه سلَّم الخارجية الأمريكية بياناً صادراً عن السفارة يؤكد موقف حكومة الخرطوم من عدوان دولة جنوب السودان واحتلال منطقة هجليج بواسطة الجيش الشعبي وحركات التمرد المسلحة، وقال التهامي إن ما ورد ببيان وزارة الخارجية الأمريكية إدانة تقلل من شأن الحدث ولا تعكس الحقيقة كاملة وإنه غير منصف، وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع عن توصله إلى معلومات تفيد بتمويل الإدارة الأمريكية حرب هجليج بين الخرطوم وجوبا بـ«26» مليون دولار، تم دفعها لحكومة الجنوب تحت ستار دعم لمشروعات محددة لتمريرها عبر القنوات الرسمية في الولايات المتحدة، ويبدو واضحًا التضارب الأمريكي حيث أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عقب احتلال منطقة هجليج أن الوزارة أعربت عن إدانة أمريكا بشدة لتوغل قوات جنوب السودان في ولاية جنوب كردفان وتدين فيه أيضًا الغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على المناطق المدنية، مما يُظهر تضاربًا واضحًا في السياسية الأمريكية تجاه السودان.

إيران.. تدين احتلال الجنوب لهجليج

تسلم الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية رسالة خطية من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، جاء ذلك خلال لقائه الأسبوع الماضي ببيت الضيافة وفدًا رسميًا إيرانيًا، وأعلن نجاد في رسالته للبشير إدانته لاحتلال دولة الجنوب لمنطقة هجليج، وأكد استعداد إيران للوقوف مع السودان فى قضيته العادلة وتقديم كل أشكال الدعم المطلوبة، ودعا الرئيس الإيراني الأسرة الدولية للتضامن مع السودان والضغط على حكومة الجنوب.

مون: الجنوب ينتهك سيادة السودان

حتى مساء أول امس ظل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يردد أن استيلاء جنوب السودان على حقل هجليج النفطي في السودان كان «عملاً غير مشروع، وقال بان للصحافيين: أدعو جنوب السودان لسحب قواته فوراً من هجليج، هذا انتهاك لسيادة السودان وعمل غير مشروع بشكل واضح، وهذا الحديث يدعم ايضًا موقف مجلس الأمن الذي دعا نفس الدعوة.
أخيرًا
إن دعم الدول العربية والإسلامية والإفريقية للسودان لم يكن من فراغ ولكن لأن الخرطوم ظلت تعطي بدون مقابل منذ فترة حركات التحرر الإفريقي وحتى الآن، وتظل تدعم كلمة الحق استرادًا لمكانتها، وبالتالي فإن مواقف السودان الخارجية القادمة ظهرت منذ لحظة إعلان تحرير هجليج بالأمس.

إنهاء التوتر بين السودان وجنوب السودان

يشهد التوتر بين السودان وجنوب السودان ارتفاعا حادا نتيجة المشاكل الحدودية. حيث تدعي دولة الجنوب السيادة على منطقة هجليج المنتجة للنفط.وقد أعلن الرئيس السوداني عمر البشير يوم 18 ابريل الحالي الحرب على جنوب السودان الذي حصل على استقلالها بعد استفتاء جرى العام الماضي، وسرعان ما اعترف بها المجتمع الدولي.ومع ذلك،لا يزال هناك خلافات خطيرة بشأن ترسيم الحدود بين السودان والجنوب، أوضاع مواطني البلدين، وتقاسم عائدات النفط، وقضايا أخرى. وتشكل منطقة هجليج أكبر حقول النفط في السودان،وقد أصدرت محكمة لاهاي قبل استقلال جنوب السودان قرار لمصلحة الشمال في منطقة هجليج. ولقي القرار الأخير اعترافاً من المجتمع الدولي. وقامت جنوب السودان مؤخراً بإلغاء قرار محكمة لاهاي أولاً ثم الهجوم على هجليج السودانية الغنية بالنفط، والذي لم يلقى الدعم من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
ويعتبر ما أعلنت عنه السودان الآن من الحرب على جنوب السودان ومطالبة بإسقاط نظامه " رد طبيعي" مقابل الإنتهاكات المتكررة من جيش الحشرة الشعبية علي الشريط الحدودي بين البلدين .وهو الشيء الذي ترك تأثريه علي الاقتصاد السوداني كثيراً بعد انفصال الجنوب،في حين تعتبر الأخير واحدة من اقل الدول نمواً في أفريقيا. و شن حرب شاملة سوف يكون خطراً على اقتصاد في الدولتين. خاصة وأن دولة الجنوب دولة غنية بالموارد النفطية ولاخيار أمامها سوي أن تضخ الخام النفطي الخاص بها في خط أنابيب دولة السودان عبر أراضي الشمال إلى ميناء بورسودان على البحر الأحمر لتصديره،وفي الواقع إن اقتصاد الشمال والجنوب في السودان مرتبط معاً.ويجب أن تفكر الحشرة الشعبية في المصالح الجوهرية للشعب الجنوبي والتأثير المباشر على التنمية الاقتصادية في كيفية توزيع الفوائد.وإن الحرب لا يمكن أن تحل هذه المشكلة.
الصين لديها مصالح هامة في كل من شمال وجنوب السودان،ودعت إلى التنمية المتوازنة في العلاقات بين جنوب وشمال السودان. ومنذ وقت طويل، قامت الصين والسودان بالتعاون الودي في عدد من المناطق، والتعاون الصيني ـ السوداني جعل من الأخيرة واحدة من أسرع البلدان الإفريقية نهوضا اقتصاديا. وقد قدمت الصين مساعدات إنسانية كبيرة للسودان، وأهمها في حفر الآبار، الإمداد بالمياه، بناء المستشفيات والمدارس، توفير الأدوات الزراعية، تقديم الدعم للاجئين للعودة إلى ديارهم، تمكين السكان المحليين الحصول على فوائد ملموسة.ومن جانب جنوب السودان، فقد أقامت الصين علاقات دبلوماسية معها منذ اليوم الأول من إعلان استقلالها،وتشارك بنشاط في عملية إعادة اعمار ما خلفته الحرب،والمساعدة في بناء المساكن،محطات الطاقة الكهربائية، الطرق السريعة، توفير المعدات الطبية،وهذا سيساعد جنوب السودان في إعادة الاعمار .والصين قلقة إزاء المصالح الجوهرية للشعبين في شمال وجنوب السودان والسلام في المنطقة في ظل التوتر بين جنوب وشمال السودان.ومن هذا المنطلق، تدعم الصين وساطة الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل للتوتر الحاصل بين شمال وجنوب السودان.
كما دعت الصين البلدين إلى وقف الصراع الفوري واحترام سيادة كل منهما الآخر. وطالب الجانبين بأخذ أوضاعهما طويلة الأمد والعامة في الاعتبار والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والهدوء، وتعزيز الثقة المتبادلة، والتعاون بفاعلية مع جهود الوساطة التي يبذلها المجتمع الدولي واستئناف المفاوضات والحوار في اقرب وقت ممكن. وأنه يتعين على الجانبين العمل لتخفيف حدة الوضع في اقرب وقت ممكن.

الجمعة، 20 أبريل 2012

تحطم طائرة باكستانية تقل 127 شخصا قرب مطار اسلام اباد


[تحطم طائرة ركاب قرب إسلام أباد على متنها 126 راكبا والشرطة تستبعد وجود ناجين
تحطم طائرة ركاب قرب إسلام أباد على متنها 126 راكبا والشرطة تستبعد وجود ناجين

تحطمت طائرة ركاب قرب إسلام أباد في باكستان على متنها 127 راكبا. وقال مسؤول أمني باكستاني إن الطائرة كانت قادمة من كراتشي وسقطت على مشارف مطار إسلام أباد، مستبعدا أن يكون هناك ناجين من الحادث.قال مسؤولون انه يخشى ان يكون 130 شخصا قتلوا في تحطم الطائرة الباكستانية بالقرب من اسلام اباد الجمعة اثناء محاولتها الهبوط وسط احوال جوية سيئة.

وصرح فازل اكبر المسؤول البارز في الشرطة ان الطائرة التابعة لشركة "بهوجا" الجوية كانت اتية من كراتشي وسقطت على مشارف مطار اسلام اباد، مضيفا ان فرق الانقاذ ارسلت الى موقع الحادث.
وصرح اكبر لوكالة فرانس برس من موقع الحادث "لا توجد اي فرصة لوجود ناجين. ولا يمكن ان ينجو احد الا بمعجزة، فالطائرة محطمة تماما".
وتضاربت الانباء حول عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737.
وصرح مسؤول بارز في وزارة الدفاع ان تقارير اولية اشارت الى ان عدد من كانوا على الطائرة 126 شخصا، بينما ذكرت هيئة الطيران المدني الباكستانية ان الطائرة كانت تقل 121 راكبا وتسعة هم افراد الطاقم، وذكر رئيس شرطة اسلام اباد باني امين لوكالة فرانس برس ان 127 شخصا كانوا على متن الطائرة.
وصرح مسؤول في وزارة الدفاع ردا على سؤال حول وجود ناجين على متن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737، "حتى الان لا توجد اخبار جيدة" عن وجود ناجين.
وقال سيف الرحمن، المسؤول في فريق الانقاذ التابع للشرطة ان الطائرة سقطت في قرية حسين اباد على بعد 3 كلم من الطريق السريع الرئيسي في اسلام اباد.
واضاف ان "النار اندلعت في الطائرة بعد تحطمها، ولا تزال مشتعلة في الحطام. والطائرة محطمة تماما".
وصرح مسؤول عسكري ان فرق الانقاذ التابعة للجيش والمجهزة بعربات اسعاف توجهت الى الموقع.
وذكر مصدر في المطار انه كان من المقرر ان تهبط الطائرة في مطار اسلام اباد في الساعة 6,50 بالتوقيت المحلي (13,50 ت غ) الا انها فقدت الاتصال ببرج المراقبة عند الساعة 6,40 مساء وتحطمت بعد ذلك بفترة وجيزة قبل ان تصل الى المدرج.
وكانت خطوط "بهوجا" اعادت تسيير رحلاتها الداخلية بين مدن كراتشي وسوكور ومولتان ولاهور واسلام اباد باستخدام اسطول من خمس طائرات من طراز بوينغ 737 في اذار/مارس الماضي، طبقا لتقارير الصحف.
وكانت هيئة الطيران المدني قررت في العام 2000 وقف عمليات شركة بهوجا بسبب مشاكل مالية، بحسب التقارير.
وتعتبر حوادث تحطم الطائرات نادرة نسبيا في باكستان حيث تعتبر الطائرات الطريقة الاكثر فاعلية للتنقل بين المدن.
وفي تموز/يوليو 2010 تحطمت طائرة ركاب من طراز ايرباص 321 تابعة لشركة "ايربلو" الجوية الخاصة، بعد اصطدامها بجبال مطلة على اسلام اباد اثناء هبوطها بعد رحلة من كراتشي ما ادى الى مقتل 152 شخصا كانوا على متنها.
وفي العام 1992 تحطمت طائرة تابعة للخطوط الباكستانية من طراز ايرباص ايه300 عند اصطدامها بتلة غطتها السحب لدى اقترابها من العاصمة النيبالية كاتماندو ما ادى الى مقتل 167 شخصا.
مركزها
التجاري الى العاصمة اسلام اباد تحطمت على بعد تسعة كيلومترات من المطار. ولم يذكر تفاصيل بشأن الضحايا لكن عمال انقاذ بمسرح الحطام قالوا انه لا تظهر بوادر على وجود ناجين.
لكن اشلاء بشرية كانت بين الحطام المتناثر في منطقة سكنية صغيرة على مشارف اسلام اباد. وقال سكان محليون انهم شاهدوا كرة من اللهب في السماء عندما تحطمت الطائرة.
وصرخ رجل كان ينتظر وصول الطائرة في مطار بينظير بوتو الدولي والدموع تنهمر من عينيه قائلا "ماتت ابنتاي". وتجمع اقارب اخرون حول القوائم التي تضم اسماء من كانوا على متنها.
وتتبع الطائرة شركة بوجا المحلية.
وقال التلفزيون الرسمي ان كل المستشفيات في العاصمة ومدينة روالبندي المجاورة وضعت في حالة تاهب قصوى.
وكان اخر حادث طيران كبير تشهده باكستان وقع في يوليو تموز 2010 عندما تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة اير بلو وعلى متنها 152 شخصا على التلال المطلة على العاصمة الباكستانية.
وفي 2006 تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية قرب مدينة ملتان في وسط البلاد مما اسفر عن مقتل 45 شخصا

البشير لـ«رئيس الحشرات» سلفاكير: دخلنا هجليج عنوة... ووقف الحرب بيدنا

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن قواته طردت الجيش الجنوبي من منطقة هجليج النفطية بالقوة أمس، مؤكداً أن جوبا بدأت الحرب لكن وقفها صار بيد الخرطوم وأنها ستستمر إلى حين تطهير ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من «المتمردين والخونة والعملاء».
وخرج المئات من السودانيين في تظاهرات في شوارع العاصمة الخرطوم فرحاً وابتهاجاً بانتصار الجيش السوداني وتحرير منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان بعد معارك ضارية مع جيش دولة جنوب السودان الذي احتلها الأسبوع الماضي. وردد المتظاهرون في أجزاء متفرقة من الخرطوم شعارات تشيد بالجيش السوداني ورفعوا لافتات تؤكد مساندة الشعب لجيشه، وسط دوي أبواق السيارات في الشوارع.
واحتشد آلاف أمام مقر قيادة الجيش السوداني في وسط الخرطوم وهم يرددون هتافات مناهضة لدولة الجنوب وتدعو إلى غزو جوبا، عاصمة الدولة الوليدة. وقال البشير مخاطباً التظاهرة ومرتدياً زياً عسكرياً إن قواته أوفت بوعدها ودخلت هجليج ظهر أمس وأدت صلاة الجمعة ثم صلاة الشكر، مؤكداً أن جيشه طرد «الحشرات» من المنطقة ولم ينسحبوا منها، بعكس ما ذكر رئيس حكومة دولة الجنوب سلفاكير ميادريت. وتابع: «ضربناهم بالقوة ولا يزالون يفرون ويولون الأدبار».
وأضاف البشير الذي كان يحيط به نوابه ومساعدوه: «نقول إلى رئيس الحشرات سلفاكير .. قواتك خرجت بالقوة ولم تنسحب من هجليج ورجالنا دخولها عنوة، وعدوانكم لا يزال مستمراً في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، والمتمردون في المنطقتين من قواتكم».
واتهم دولة الجنوب بدعم متمردي دارفور والوقوف خلف المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني والمتمردين الشماليين في القوات الجنوبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وزاد: «رسالتنا إلى الجنوب: أنتم بدأتم الحرب ولكن وقفها بأيدينا ولن تقف حتى نطهّر دارفور والولايتين من حشراتكم».
وكان وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين أعلن في بيان عسكري أن الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى ومن سمّاهم «المجاهدين» تمكنوا ظهر أمس من استعادة هجليج وتحريرها من قبضة الجيش الجنوبي. وأضاف أن القوات المسلحة و «المجاهدين» كبّدوا الجيش الجنوبي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بعد معارك ضارية.
وكانت حكومة جنوب السودان أعلنت قبيل بيان وزير الدفاع السوداني، أنها ستنسحب من هجليج خلال ثلاثة أيام. وقال وزير إعلام جنوب السودان، بارنابا ماريال بنجامين، للصحافيين، إنه في ضوء أوامر سلفاكير رئيس جنوب السودان «تعلن جمهورية جنوب السودان أنه صدرت أوامر لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بالانسحاب من (هجليج)». وأضاف: «الانسحاب المنظم سيبدأ على الفور وسيستكمل خلال ثلاثة أيام».
وفي السياق ذاته قال رئيس رئيس لجنة الأمن في البرلمان السوداني كمال عبيد إن القوات السودانية حاصرت هجليج من الجهات الأربع وأبادت القوات الجنوبية التي لم يتبق منها جندي واحد، كما دمّرت كل آلتهم العسكرية. وعن الخطوة المقبلة ودخول جوبا بحسب تلميح البشير ، قال عبيد إنهم سينتظرون مدى استيعاب حكومة الجنوب لهذا الدرس فإن كرروا فعلتهم فلكل حادث حديث.
وأوضحت وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد أن مهندسين كانوا يرافقون القوات السودانية تمكنوا من احتواء حرائق محدودة في منشآت النفط في هجليج اشعلتها القوات الجنوبية قبل فرارها من المنطقة.
إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني في ولاية جنوب دارفور إحكام سيطرته الكاملة على منطقة أم دافوق المتاخمة لحدود دولة افريقيا الوسطى بعد دحره حركات التمرد التي دخلت المنطقة قبل يومين. وقال قائد الفرقة 16 مشاة في جنوب دارفور اللواء عبدالفتاح حامد الشيخ إن القوات الحكومية تكبدت 53 قتيلاً في معركة أم دافوق التي تصدَّت فيها قواته لمتمردين من فصيل مني أركو مناوي.

البشير عن جنوب السودان: نحن ضربناهم والحرب لن تنتهي








أكّد الرئيس السوداني امام تجمع في الخرطوم احتفاء باعادة السيطرة على منطقة هجليج ان قواته هزمت جيش جنوب السودان.
الخرطوم: اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة امام تجمع في الخرطوم احتفاء باعادة السيطرة على منطقة هجليج النفطية، ان قواته هزمت جيش جنوب السودان.
وقال البشير مرتديا الزي العسكري امام الاف من انصاره تجمعوا امام مقر رئاسة اركان الجيش في العاصمة السودانية "ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة، هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال والزحف لن يقف. الحرب بدأت ولن تنتهي".
وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير تحدث الجمعة عن انسحاب طوعي من هجليج تحت ضغط دولي.
في المقابل، اعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في الخرطوم ان "قواتنا تمكنت من تحرير مدينة هجليج بالقوة واستعادتها في الساعة 14,20 (11,20 ت غ) اليوم".
وتعتبر منطقة هجليج الحدودية التي يطالب بها الجانبان استراتيجية بامتياز وكانت تؤمن حتى الاشتباكات الاخيرة نصف الانتاج النفطي للشمال.
وقد كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الافريقي والامم المتحدة والمجتمع الدولي في الايام الاخيرة الدعوات الى انسحاب قوات جنوب السودان كما دعت الطرفان الى ضبط النفس بغية تجنب حرب جديدة.

مندوب السودان في الامم المتحدة يقول ان قادة الجنوب يتصرفون "كعصابات"
قال مندوب السودان في الامم المتحدة الجمعة ان قادة جنوب السودان يتصرفون "بعقلية العصابات" ولكن عليهم التفاوض الان لتجنب حدوث نزاع.
وصرح دفع الله الحاج علي عثمان للصحافيين بعد خروج مقاتلي جوبا من منطقة هجليج النفطية التي كانوا قد احتلوها في وقت سابق "لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونامل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس وان لا يكرروا مثل هذا الاعتداء".
واضاف "لقد حاربنا ضدهم وطردناهم (من المنطقة). لم يكن ما حدث انسحابا، لقد فروا".
وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين اعلن في الخرطوم ان "قواتنا تمكنت من تحرير مدينة هجليج بالقوة واستعادتها اليوم".
وقبل ساعتين من ذلك، اعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير انه اصدر الامر لجيشه بالانسحاب على الفور من منطقة هجليج التي سيطر عليها في العاشر من نيسان/ابريل الحالي ما وضع البلدين على شفير الحرب.
وانتقد المندوب السوداني حكومة جنوب السودان وقال ان "الحكومة الموجودة اليوم في جنوب السودان تختلف عن شعب جنوب السودان. انهم يتصرفون بعقلية العصابات لانهم كانوا زعماء حركات تمرد، وعندما حصلوا على الاستقلال، واصلوا التصرف بعقلية العصابات نفسها".
واضاف "هم يحتاجون لنا، ونحن نحتاج لهم، شرط ان تعقل القيادة الحالية وتجلس للتفاوض للتوصل الى تسوية سلمية".
وقبل اتفاقات السلام في العام 2005 التي ادت الى تقسيم السودان في تموز/يوليو الماضي، استمرت الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب عقودا، واسفرت الموجة الاخيرة من النزاع من 1983 الى 2005 عن سقوط مليوني قتيل على الاقل.
واكد مبعوث الخرطوم ضرورة ان يوجه مجلس الامن "رسالة قوية الى حكومة الجنوب ويطلب منها الابتعاد عن الفصائل المتمردة ووقف زعزعة استقلال السودان وكذلك المنطقة باكملها".
وتتهم الخرطوم جنوب السودان بانها توفر الاسلحة للمتمردين الذين يقاتلون حكومة السودان في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق وكذلك في منطقة دارفور.

مقتل عشرات الجنود السودانيين والكشف عن مخطط لتدمير منشآت النفط

السودان يعلن استعادة السيطرة على منطقة هجليج ودحر قوات الجنوب


وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين

طرد جيش الحشرة الشعبية من هجليج

Photo

 قال وزير الدفاع السوداني يوم الجمعة ان القوات المسلحة السودانية "حررت" هجليج وذلك بعد وقت قصير من اعلان جنوب السودان أنه بدأ انسحابا غير مشروط من المنطقة النفطية المتنازع عليها.
وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في خطاب نقله التلفزيون ان القوات المسلحة تمكنت من "تحرير بلدة هجليج".
وكان جنوب السودان اعلن في وقت سابق يوم الجمعة أنه سيبدأ انسحابا فوريا لقواته من هجليج في أعقاب أسوأ أعمال عنف على الحدود بين السودان وجنوب السودان منذ الانفصال.
وقال وزير اعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين للصحفيين ان الانسحاب سيكتمل في غضون ثلاثة أيام.
وصرح بنجامين بأن جنوب السودان يريد تحديد مصير هجليج بواسطة التحكيم الدولي.
وسيطر جنوب السودان المستقل حديثا على حقل هجليج النفطي في الاسبوع الماضي. وتعهدت الخرطوم باستعادة المنطقة وحثت القوى العالمية الجنوب على الانسحاب لتجنب حرب أوسع نطاقا.
وتذكي خلافات بشان الحدود وعداء عرقي ونزاعات حول النفط الصراع بين الجانبين.
وقال بنجامين انه في ضوء أوامر سلفا كير رئيس جنوب السودان "تعلن جمهورية جنوب السودان انه صدرت أوامر لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان بالانسحاب من بانثو (هجليج)."
وأضاف "الانسحاب المنظم سيبدأ على الفور وسيستكمل خلال ثلاثة أيام."
وأعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الحرب على جنوب السودان يوم الخميس متعهدا بتلقين حكام الجنوب "درسا أخيرا بالقوة".
وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان في وقت سابق من يوم الجمعة ان القصف الجوي أدى الى اشتعال النار في منشأة المعالجة المركزية في هجليج يوم الخميس.
واضاف أن طائرة "من طراز ميج قصفت المنشات النفطية يوم الخميس في هجليج وأصيبت احدى المنشات.. منشأة المعالجة المركزية التي تفصل الماء عن النفط الخام" مضيفا "اشتعلت فيها النيران واحترقت أمس".
وقال أجوير ان الحقل كان تحت سيطرة الجنوب حتى مساء الخميس بعد أن صد هجوما واسع النطاق لكن لم يرد تعليق فوري على مزاعمه من المسؤولين السودانيين.
وتجعل صعوبة وصول الصحفيين المستقلين الى مناطق الصراع النائية بالسودان من الصعب تأكيد المزاعم المتناقضة في الغالب الصادرة عن جميع الاطراف.
وغذت خلافات أيديولوجية وعرقية ودينية وخلافات بشان النفط الحرب الاهلية في السودان التي امتدت على مدار الفترة من عام 1955 حتى 2005 باستثناء سنوات قلائل. ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الصراع
سالفا كير يؤكد ان جيش جنوب السودان ينسحب من منطقة هجليج المتنازع عليها
بينما واصل  رئيس جنوب السودان سالفا كير تضليل  شعبه بانه اصدر الامر لجيشه بالانسحاب بدءا من الجمعة من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مع الخرطوم والتي سيطر عليها في العاشر من نيسان/ابريل الحالي.
واوضح الرئيس كير في بيان قراه المتحدث باسم الحكومة برنابا ماريال بنجامين في مؤتمر صحافي في جوبا ان "جمهورية جنوب السودان تعلن ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تلقت الاوامر بالانسحاب" من هجليج.
وتابع ان "انسحابا منظما سيبدأ على الفور ويكتمل في خلال ثلاثة ايام".
واضاف كير في بيانه ان قرار الانسحاب "لا يغير في شيء في موقفنا الذي يؤكد ان بانتو (اسم هجليج في جنوب السودان) تبقى منطقة لا تتجزأ من جمهورية جنوب السودان".
وفيما كانت هجليج تحت سيطرة الجيش السوداني بالاصل لكن جنوب السودان يؤكد ان المنطقة الواقعة في منطقة حدودية غير مرسمة تابعة له، حيث يطالب الطرفان بمناطق مختلفة منها.
واكد رئيس جنوب السودان في البيان ان الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الامن الدولي وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي وكذلك لاشاعة "اجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان".
وسبق ان اكدت الخرطوم منذ الاستيلاء على هجليج انها ستستعيدها "بكل الوسائل الممكنة" نظرا لاستراتيجيتها وانها تنتج نصف انتاجها من الخام، لا سيما ان جنوب السودان حصلت بالاعلان عن استقلالها في تموز/يوليو 2011 على ثلاثة ارباع الاحتياطي النفطي الموجود ما قبل الانفصال.
واكد جيش جنوب السودان انه صد الخميس هجوما سودانيا على هجليج. وافادت عدة مصادر ان المعارك في المنطقة مستمرة الجمعة.
الخرطوم/جوبا -

الخميس، 19 أبريل 2012

كرزاي يدعو إلى الإسراع بنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية

الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي
قال كرزاي إن من المقزز التقاط صور مع بقايا بشرية ثم تبادلها مع آخرين
دعا الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الإسراع بنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية في أعقاب فضيحة في شأن استباحة جنود أمريكيين جثث قتلى أفغان.
وقال مكتب الرئاسة الأفغاني الخميس في بيان " السبيل الوحيد لإيقاف هذه التجارب المؤلمة ينبغي أن يكون طريق الإسراع بنقل المهمات الأمنية إلى القوات الأفغانية".
ومن جهة أخرى، أدان كرزاي مرة أخرى نشر صور جديدة لجنود أمريكيين مع جثث ثلاث انتحاريين أفغان، واصفا إياها "بالمقززة".
وتابع كرزاي قائلا إن وحدات مماثلة في الماضي أججت ردود فعل غاضبة من الأفغان والمجتمع الدولي، مضيفا أن التقاط مثل هذه الصور وتبادلها مع آخرين "أمر مشين".
ومضى إلى القول إن هذه الصور " غير إنسانية واستفزازية. إن من المقزز التقاط صور مع بقايا بشرية ثم تبادلها مع آخرين".
ونشرت الصور الأربعاء في صحيفة لوس آنجلوس تايمز. وأظهرت إحداها عناصر من وحدة عسكرية أمريكية محمولة جوا يقفون مع الشرطة الأفغانية عام 2010 وهم يحملون سيقانا مقطوعة لانتحاري أفغاني.
وأضافت الصحيفة أن الوحدة ذاتها أرسلت لاحقا للتحقيق في أشلاء ثلاث انتحاريين، مضيفة أن الجنود التقطوا صورة مع تلك الاشلاء.

لافروف

وفي سياق آخر، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خطة الناتو الرامية إلى سحب قواته من أفغانستان بحلول عام 2014، قائلا الخميس إن قوات التحالف ينبغي أن تظل في أفغانستان حتى تكون القوات الحكومية قادرة على تأمين الأمن.
وقال لافروف "طالما أن أفغانستان غير قادرة على تأمين الأمن بمفردها في هذا البلد، الجداول الزمنية لسحب القوات تمثل إجراء غير صحيح ولا ينبغي أن توضع أصلا".
ويعتزم الناتو بحلول منتصف السنة المقبلة نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية على أن يسحب قواته من البلد بحلول نهاية عام 2014.
ويقول قادة الناتو إن أداء القوات الأفغانية يتحسن بسرعة وستكون قادرة على التصدي لميليشيات حركة طالبان بعد 2014.
وقال لافروف الذي حضر اجتماعا للناتو في بروكسل إن الصين ودولا أخرى قلقة أيضا من الخطط المتعلقة بسحب القوات.
وينظر الناتو إلى مجهوده العسكري في أفغانتسان على أنه مهم لأمنه بما في ذلك منع عدم الاستقرار من الانتشار إلى وسط آسيا الذي كان تابعا للاتحاد السوفيتي السابق.
وزودت روسيا الناتو بممرات جوية وطرق السكك الحديدية بسبب افتقاد أفغانستان إلى منافذ بحرية، وأصبحت هذه المنافذ في غاية الأهمية بعدما أغلقت باكستان طرق التموين ومنعت القوافل من عبور أراضيها بعد مقتل 24 جنديا باكستانيا في قصف للناتو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...