الخميس، 20 مايو 2021

*سراج النعيم يكتب : من الذي صادر فرحة العيد!!*

 


...... 

(عدت يا عيدي بدون زهور)، هكذا ألف الشاعر بيتاً من قصيدته في أشارة منه إلى أن أيام العيد انقضت على غير المؤمل فيها، إذ أنها مرت على الناس بلا لون، بلا رائحة، بلا طعم، أي أن العيد في هذا العام أفتقد ألقه ووهجه المميز، والسبب الرئيسي أحداث مؤسفة ظل يشهدها السودان منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وآخرها مقتل وإصابة عدد من الثوار في إحياء ذكرى 29 رمضان أمام ساحة اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، بالإضافة إلى الظروف الإقتصادية الطاحنة، مما أدى إلى تقيد حركة الناس، وعدم الزيارات لمعاودة الأهل والأصدقاء؟؟.

عموماً وجدت نفسي محاصراً بالكثير من الهواجس والأفكار (السالبة) الأمر الذي حدا بي معايدة الأهل والأصدقاء بالرسائل النصية، وعبر البريد الإلكتروني، وسائط التواصل الاجتماعي، ومن بين الكثير من الرسائل التي وصلتني وقفت عند رسالة أحد الأصدقاء والذي كتب فيها : (يا أخي العيد مر من هنا)، في أشارة إلى أن العيد لم يعد كما كان في سالف العصر والزمان، أي أنه تغير مع التغيرات التي شهدتها الحياة في كل مناحيها، وأصبحت الرسائل تحل محل الزيارات عبر الرسائل النصية القصيرة أو (الفيس بوك) أو (الماسنجر) أو (الواتساب) الأكثر فعالية في التواصل وتلقي التهاني.

أما بالنسبة لمناسبات الأفراح، فلم تكن كما ألفناها في كل عيد،  فالأعياد تعتبر موسماً للمناسبات و(عداداً) مضاعفاً للفنانين والموسيقيين، إلا أن معظم الفنانين وعلى رأسهم الموسيقار محمد الأمين الغوا حفلاتهم الغنائية الجماهيرية المعلن عنها مسبقاً بسبب الأحداث المؤسفة التي صاحبت إحياء ذكرى 29 رمضان، ومع هذا وذاك لاحظت أن الأطفال لم يعبروا عن فرحتهم، بل شاركوا الكبار الحزن والهم، الأمر الذي حز في نفسي.

ومما لاشك فيه أن عدم وجود مظاهر للفرح بالعيد يعتبر أمراً (كارثياً) وخطيراً يجب أن تتم دراسته دراسة مستفيضة لمعرفة الأسباب الرئيسية لاجتزازها من جذورها، لذا السؤال الذي يفرض نفسه هل الظروف الاقتصادية لها دور في هذا الأمر؟ الإجابة من وجهة نظري أنها كانت سبباً أساسياً، بالإضافة إلى استشهاد وإصابة أكثر من شاب في إحياء ذكرى 29 رمضان، وهي من العوامل التي لعبت دوراً كبيراً في إنتقاص الفرحة بالعيد رغماً عن أنه شعيرة إسلامية، ويفترض إحيائها مهما كانت الظروف المحيطة بنا، لذلك أقترح إسناد إحياء شعيرته إلى جهة تحتفي به في كل الأحياء والمناطق كما يحدث في الاحتفال بمولد الرسول الكريم صل الله عليه وسلم سنوياً، ربما نستطيع أن نرسم بسمة على شفاه البعض من المسلمين رغماً عن أن السودان شهد أحداثاً دموية مؤسفة جدا، كما شهدتها أيضاً فلسطين وبعض المناطق المتفرقة في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى ظهور وانتشار فيروس (كوفيد-19) المستجد في ثلاثة نسخ، فهل سألنا أنفسنا كيف قضي أطفالنا وأطفال تلك الدول العيد في ظل الموت والمشاهد الدموية، وعلى سبيل المثال السودان، فلسطين، سوريا، ليبيا، تشاد ودول إسلامية وعربية أخرى، هل خففنا عنهم المصاب بإدانة ما يجري في محيط البلدان الإسلامية والعربية، والتي يشهد البعض منها سفك دماء الأبرياء المستباح، وهو السفك الذي لم يتوقف، فهل فكرنا في أن نرسم الإبتسامة في محيا هؤلاء أو أولئك؟ الإجابة لا بل ظللنا نشاهد القتل الذي طال حتى فرحة الأطفال، لذلك لم يتثني لهم التسوق مع أولياء أمورهم، ولم يشتر أهلهم الحلوي أو الخبائز أو الأزياء الجديدة، هكذا كان العيد بلا غنوة تجمل الدواخل، وتغمر الفؤاد، وتبهج النفس.

هاهي أيام العيد مرت دون أن يحس بها الكبار أو الصغار للظروف المحيطة بهم ما حدا بها أن تطغي على مظاهر الفرحة ألواناً لا ترسم سوي واقعاً مريراً، وهم يرددون ما ألفه الشاعر : (عدت يا عيدي بدون زهور)، أو يقولون كما قال صديقي : (العيد مر من هنا)، ومن ذلك الواقع لم أعد أري غير حزن يطل من الوجوه، وصمت يملأ الشوارع، وغياب تام للشخوص الذين ألفناهم في عالمنا، وكلما وقعت أعيننا عليهم نحس في روحهم بنبض العيد، واشعة جماله التي كانت تزين الساحات والميادين والشوارع والبيوت، وتكتسي وجوه الكبار والنساء والرجال والأطفال بالفرحة.

ومن هنا نتسأل من صادر فرحة العيد الشعيرة الدينية التي من أوجب الواجبات إحيائها رغماً عن المآسي التي تعيشها بعضاً من شعوبنا الإسلامية والعربية.

وفي سياق متصل طالبنا سيد البشرية الرسول صل الله عليه وسلم بإظهار الفرح والتفاؤل وإعلان السرور في الأعياد، فيما قال أنس رضي الله عنه : (ﻗﺪﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺪﻟﻜﻢ ﺑﻬﻤﺎ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﻤﺎ : ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺿﺤﻰ، ﻭﻳﻮﻡ عيد الفطر).

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...