.....
كلما استمعت للقرآن الكريم أجد فيه المواعظ والعبر للحاضر، الماضي والمستقبل، ولا تتركز في جانب واحد، بل في شتي مناحي الحياة، لذا كثيراً ما تستوقفني قصص وأخبار منقولة بسرد دقيق دقة متناهية لما فيها من علاج لكل داء بما في ذلك فيروس (كورونا) المستجد.
من الشواهد على تلك القصص الإنسانية الداعية للإيمان بالواحد الأحد ما قاله (الهدهد) لسيدنا سليمان عليه السلام : (جئتك من سبأ بنبأ يقين)، ولم يقل له سمعت، أو قرأت أو كما وصلني، إنما أتاه بالخبر اليقين الذي لا يحتمل التكذيب أو التشكيك، وبالمقابل لم يكن موقف سيدنا سليمان عليه السلام لحظة تلقيه النبأ سريعاً أو انفعالياً كما يحدث في عصرنا اليوم من قصص منسوجة من نسج الخيال وتسرع في نشر الأخبار من أجل الظفر بالسبق الصحفي، هكذا تشهد مجالس المدينة، وبعض الأجهزة الإعلامية، الصحف والإعلام البديل ما يشيب له الولدان دون الاقتداء برد سيدنا سليمان عليه السلام، والذي قال للهدهد بتروي : (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين)، أي رغماً عن أن الخبر الذي آتي به (الهدهد) كان صادقاً إلا أن سيدنا سليمان عليه السلام يريد المزيد من الإستوثاق من صحته، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على أنه يبحث عن التثبت من حقيقة النبأ، لأن ما جاء به الهدهد يترتب عليه اتخاذ قرارات تتعلق بمصير آخرين، وبالتالي فإن التروي في نقل أو نشر الأخبار يتطلب في الناقل أو الناشر المصداقية والتحقق من صحته من خلال المصادر الموثوق فيها، ومن ثم الدفع به إلى عامة الناس إذا كان فيه فائدة لهم، وعليه فإن على الإنسان أن لا ينقل أو ينشر الخبر إلا إذا كان واثقاً منه، لأنه إذا فعل كاذباً فإنه يصيب الآخرين بأضرار، وربما تكون آثار تلك الإضرار باقية على المدى القريب والبعيد معاً.
إن الخبر الصادق هو الذي يتلاقاه المتلقي عن طريقِ جمع من الأشخاص شرطاً أن يتفقوا جميعاً على روايته بصورة موحدة، وأن لا يتبادر للذهن إمكانية الاتفاق عليه، ويتمثل في أخبار لم نشهدها، ولكن نثق في رواتها الذين وثقوا لها على مر تاريخ البشرية مثلاً الثورةِ الفرنسيةِ، فلا يخامرنا أدنى شكّ بأنها حدثت في ذلك الزمان، وأصبحت واقعاً ثابتاً في سجل التاريخ وغيرها من الثورات.
مما لا شك فيه فإن أصدق الأخبار أخبار رسل الله عليهم الصلاة والسلام، خاصة وأنها قائمة على المعجزات، والتي لا يمكن للبشرية أن تشك في مصداقيتها مجرد الشك، وذلك من واقع أنهم كانوا معصومون من الكذب، ومن المعجزات الخالدة معجزات سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فهي لم تكن مرتبطة بجيل محدد، كما حدث في معجزات الأنبياء الذين سبقوه بالرسالات، لذلك كانت معجزاته لا تنقضي بانقضاء الأجيال، بل معجزاته خالدة، وأبرزها (القرآن الكريم).
إما الأخبار المنقولة عنه تكون في مرتبة أقل، أما التي تتعدد طرقها وتكرر روايتها، فإنها يجوز أن تكون في مرتبة الأحاديث المتواترة، وهذا يعود إلى أن العقل يجوز الخطأَ على (الشخصِ الواحد)، لذا السؤال هو كيف يصير الخبر الذي يرويه شخصاً واحداً، وكيف يفترض في العامة تصديقه مثلما يصدق الخبر المتواتر الذي لا يتطرق إليه احتِمال الخطأ بأي حالٍ من الأحوال؟! لذا فإن الخبر الصادر من شخص واحد ربما لا يجتمع عليه الجمهور لأنه قابل لاحتمال الصواب والخَطأَ.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق